تحليل سياسي

تفجير «اليونيفيل» وتظاهرة الصدر وأحداث «النكبة» رسائل سورية مباشرة إلى أوروبا وأميركا وإسرائيل

تاريخ الإضافة الأحد 29 أيار 2011 - 6:46 ص    عدد الزيارات 2554    التعليقات 0    القسم عربية

        


اعتبرت مصادر ديبلوماسية غربية في لندن التفجير الذي استهدف قوات اليونيفيل في جنوب لبنان امس وأدى إلى اصابة 8 جنود إيطاليين والاستعراض شبه العسكري الذي أقامه جيش المهدي في مدينة الصدر في بغداد اول من امس، وأحداث ذكرى النكبة على حدود الجولان ولبنان وداخل فلسطين «رسائل سورية مباشرة وبالواسطة الى من يهمه الامر بأن اهتزاز نظام دمشق سيؤدي الى فوضى كبيرة في المنطقة».
واضافت المصادر لـ «الراي» ان «استعراض جيش مقتدى الصدر تم لهدف واحد وهو افهام واشنطن ان مرحلة جديدة قد تبدأ تعلن خلالها حرب تحرير ضد الجنود الاميركيين ما يؤدي الى اعادة خلط الاوراق في العراق والمنطقة»، وان احداث النكبة «رسالة الى الاسرائيليين والعالم ان جبهة الجولان التي بقيت مغلقة لنحو 40 عاما ضمانة هدوئها ابقاء نظام الرئيس بشار الاسد قويا»، وان التعرض لليونيفيل «رسالة مزدوجة، الاولى هي الرد السريع على قرار اوروبا فرض عقوبات على الاسد شخصيا وتجميد بروتوكولات التعاون وملاحقة الاشخاص وتجميد الاموال، والثانية وضع القوات الدولية رهينة قوى الامر الواقع في جنوب لبنان التي استهدفت اليونيفيل بأسماء اخرى وهمية يمكن ان تكون القاعدة او الجهاد تماما كما كان يحصل مع الجهات الوهمية التي كانت تعلن مسؤوليتها عن الصواريخ اللقيطة التي تطلق بين الفينة والاخرى على اسرائيل».
ورأت المصادر ان الاسد «يلعب اليوم اوراقه بشكل مكشوف وبدعم مباشر من ايران، وهو مهد لهذه الاحداث عبر حلفائه الذين حذروا مرارا من ان اضعاف نظام دمشق سيوتر كل الجبهات من العراق الى غزة مرورا ببعض دول الخليج، وهو يريد مواكبة الضغوط الدولية المتزايدة، وبينها قرار مجلس الامن الذي سيصدر الاسبوع المقبل وفيه تأسيس لمرحلة جديدة من العقوبات والملاحقات، بتحريك كل الاوراق الاقليمية المتاحة في يديه وهي كثيرة جدا».
وتوقعت المصادر ان يتم التعامل دوليا مع اوراق الاسد الاقليمية بطريقة مختلفة وان كانت بطيئة «كون الملفات الاخرى في المنطقة تفرض نفسها اولويات على سياسات الدول الخارجية، لكن لعب النظام السوري اوراقه بشكل مكشوف قد لا يجدي كما كان يحصل في السابق بل قد يؤدي الى تضخيم ملف المحاسبة دوليا على المستويين السياسي والجنائي».
وفي بيروت، لم يكن ممكناً امس، قراءة استهداف آلية تابعة للوحدة الايطالية العاملة في قوة «اليونيفيل» عند مدخل صيدا الشمالي ـ نهر الاولي (جنوب لبنان) وجرح 8 من أفرادها اضافة الى مدنيين بعبوة ناسفة، الا على انه «رسالة بالبريد العاجل» الى المجتمع الدولي تتصل بتداعيات الأحداث في المنطقة ولا سيما سورية.
فـ «اليونيفيل» التي غالباً ما وصفها حلفاء لدمشق في لبنان بانها «رهينة» معلنين انها لن تكون بمنأى عن اي «استهداف» لسورية، كانت امس «هدفاً» لعبوة ناسفة انفجرت لدى مرور آلية تابعة للقوة الايطالية في قرب نهر الأولي عند المدخل الشمالي لمدينة صيدا.
واذا كان هذا التفجير اعاد الى الأذهان استهداف الوحدة الاسبانية في 24 يونيو 2007 في منطقة سهل الخيام ما أدى في حينه الى مقتل ستة من أفرادها وجرح اثنيْن، كما الاستهداف المماثل للقوة التانزانية (بعد ثلاثة اسابيع) على الطريق الرئيسية التي تربط مدينتي صور وصيدا في منطقة القاسمية (لم تسفر عن إصابات)، واستهداف سيارة تابعة للوحدة الايرلندية في يناير 2008 على تخوم صيدا (اسفرت عن جريحين)، فان ما جرى امس عند المدخل الشمالي لصيدا حمل أبعاداً بالغة الخطورة ولا سيما انه طاول القوة الايطالية في وقت لم يجفّ حبر بيان قمة «مجموعة الثماني» وعلى وقع محاولات تأمين توافق على تمرير مشروع القرار ضد سورية في مجلس الامن الذي أعّدته اربع دول اوروبية.
وفي حين ربطت دوائر مراقبة بين هذه العملية وبين «الرسالة الاولى» التي كانت وُجهت من خلال خطف الاستونيين السبعة في منطقة زحلة قبل شهرين ونيّف، اعربت اوساط سياسية عن خشيتها من ان يكون لبنان بدأ ينزلق الى نفق التوتير الامني ويستعيد دوره كـ «صندوق بريد»... على «الحامي».
يذكر ان وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني، كان اعلن قبل نحو شهر أنه «يمكن للأزمة السورية أن يكون لها تأثير كبير على قرارات حزب الله وحماس»، لافتاً الى أن «الدور الذي لعبته وستلعبه سورية مع حزب الله، يُفقد مهمة اليونيفيل أحد أسباب وجودها المهمة»، وقال: «المفارقة هنا واضحة، فإذا شعر حزب الله بالضعف، نتيجة ضعف قوة التغطية والتسليح من سورية باعتبارها عرّابته، فمن الممكن أن يصبح أكثر عدوانية، وأن يخرج عن نطاق السيطرة، وإذا حدث ذلك، يجب تغيير طبيعة تكليف مهمة اليونيفيل»، موضحاً أن «اليونيفيل لعبت دوراً جيداً في تسوية الأزمة بعد عام ألفين وستة، ويمكنها أن تتحول إلى رادع ممتاز حتى في مواجهة أزمة جديدة في المنطقة، ولكن بالتأكيد ليس وفقاً لآلية القرار 1701».
وشدد فراتيني على أنه «يجب أن يكون واضحاً، أنه حتى لو لم تؤثر الأزمة السورية على لبنان، فإن التزامنا بمهمة اليونيفيل، كما قررت الحكومة بالفعل، سينخفض في شكل كبير، بالتنسيق مع حلفائنا».

 

طهران تحذّر قادة دول المنطقة: حرب الخليج الرابعة عن طريق سورية

أنصار أحمدي نجاد يتوقعون «الظهور الأصغر» للإمام المهدي مطلع شهر رجب

 

حذر وزير الاستخبارات الايراني حيدر مصلحي قادة دول المنطقة من «ان اتباعهم للسياسة الاميركية سيجعلهم هدفا للصحوة الاسلامية»، وقال في احتفال لاحياء ذكرى «شهداء» مدينة كرج غرب طهران «ان بعض قادة دول المنطقة يقفون اليوم، انسجاما مع السياسة الاميركية، بوجه الانتفاضات الشعبية القائمة في المنطقة».
وأضاف «ان أولئك الذين ساندوا بالأسلحة والتجهيزات العسكرية نظام البعث المقبور خلال عدوانه على ايران للفترة من 1980 وحتى 1988، باتوا اليوم يدفعون ثمن موقفهم ومظلومية شهدائنا»، مجددا تأكيده بان زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن، ووفقا للوثائق التي في حوزة وزارته، مات قبل عدة أعوام اثر اصابته بمرض.
من ناحية اخرى، شدد عضو اللجنة البرلمانية لشؤون الامن القومي والسياسة الخارجية حشمت الله فلاحت بيشه، على «ان الولايات المتحدة وبسبب اخفاق استراتيجيتها في المنطقة، تخطط لاشعال حرب رابعة في الخليج الفارسي عن طريق سورية»، موضحا «ان اميركا تخطط لاثارة حرب في المنطقة كل عشر سنوات حيث اشعلت الحروب المفروضة على ايران وحرب الكويت وغزو العراق وافغانستان في العقود الثلاثة الماضية، وان استراتيجيتها في المنطقة بدون حرب ليس لها معنى، وهي تخطط للحرب كلما عانت من الاحباط في استراتيجيتها».
ورأى فلاحت بيشه ان دولا اجنبية تضع العقبات امام حصول توافق بين الحكومة السورية والمعارضة، وتحول دون تحقيق المصالحة الوطنية واجراء الاصلاحات في سورية»، داعيا الحكومة السورية الى «التفريق بين مطالب الجماعات المرتبطة بالدول الاجنبية وبين الاصلاحات الحقيقية التي يطالب بها الشعب»، وقال «ان اميركا تسعى الى ان لا تتجه التطورات في سورية نحو الاستقرار والمصالحة الوطنية، وتحاول بعد قضية البحرين احتلال سوريا عسكريا لتشن حربا جديدة ضد شعوب المنطقة في خط المواجهة مع الكيان الصهيوني لايجاد اجواء امنية جديدة لهذا الكيان كي يواصل في المستقبل ايضا سياساته العدوانية».
من ناحية اخرى، كشف تقرير لموقع «فرارو» الاخباري برئاسة خوش وقت، المدير السابق لدائرة المراسلين الاجانب التابعة لوزارة الارشاد، عن اجتماع بين مستشار رئيس الجمهورية اسفنديار رحيم مشائي وانصاره، من دون الاشارة اليه بالاسم والاكتفاء بوصفه «الزعيم الاعظم لخط الانحراف».
وذكر التقرير ان «زعيم خط الانحراف» وخلال اجتماعه مع الدائرة الاولى من انصاره اكد على ضرورة التزام الصمت مقابل الهجمة التي يتعرضون لها من قبل الاوساط السياسية والاعلامية، وان الاول من شهر رجب الذي يتزامن مع الذكرى السنوية لوفاة الامام الخميني سيكون نهاية هذا الصمت، لانه في هذا اليوم «سيبدأ الظهور الاصغر للامام المهدي وسنصل نحن الى القدرة المطلقة، وحينها سوف لن تبقى لنا اي علاقة برجال الدين والمراجع والولي الفقيه وسنتبع الامام المهدي بشكل مباشر»، ويعتقد انصار هذا الخط بان للامام المنتظر ظهوران، هما الظهور الاصغر والظهور الاكبر، وهذا مايخالف الاحاديث والروايات المعتمدة من قبل الشيعة حول موعد ظهور الامام المنتظر، اذ تشير كلها الى انه حتى الامام المهدي لايعلم موعد ظهوره.
واثارت اعتقادات هذه الجماعة القريبة من الرئيس محمود احمدي نجاد، ردود فعل عنيفة في الاوساط الدينية والسياسية والاعلامية الايرانية، ولاسيما الاصولية التي ساهمت في ايصال نجاد الى سدة الحكم وطالما دافعت عنه بشدة مقابل انتقادات منافسيه، لكنها اليوم وبسبب دفاع الرئيس المستميت عن هذه الجماعة، انقلبت عليه وبدأت بانتقاده.
وفي هذا الشأن قال الاب الروحي لأحمدي نجاد، مصباح يزدي «ان الاختبار الاخير الذي حصل في البلاد جاءنا من حيث لانتوقع، وتحققت بعض مراحل هذا الاختبار وان سائر المراحل الاخرى في طريقها الى التنفيذ، ومع ذلك فاننا نتوقع اختبارا عسيرا في المستقبل».
من ناحية اخرى، انتقد رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام علي اكبر هاشمي رفسنجاني، اجراءات الرئيس نجاد، من دون تسميته، عشية انتخابات الرئاسة في 2009 ولاسيما توزيع الاموال على المواطنين «لشراء الاصوات»، مجددا تأكيده بان «اوساطا من المجتمع فقدت ثقتها بالنظام الحاكم واصبحت تنظر بعين الشك له»، داعيا الى العمل لاعادة الثقة بين الطرفين.
من جانب ثان، عرض رفسنجاني الى التطورات في اليمن وليبيا ومصر والبحرين وتونس، كما قال «اما في سورية فان الشعب في حال مقاومة(...) ان مثل هذه التحركات ستتواصل لان الشعوب اصبحت واعية وانها غير مستعدة للقبول بالاستبداد والعمالة للاستعمار».


المصدر: جريدة الرأي العام الكويتية

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 154,788,355

عدد الزوار: 6,966,118

المتواجدون الآن: 70