أخبار وتقارير..الحرب الروسية على اوكرانيا..ملايين الدولارات سنويا.. التكلفة الهائلة لمصادرة يخوت الأوليغارش الروس..أوكرانيا تتهم إيران بتدريب الروس على استخدام الطائرات المسيرة..عمدة كييف يدق ناقوس الخطر.. ويحذر الأوكرانيين من قسوة الشتاء..«طبّاخ بوتين» يقرّ بـ «التدخل» في الانتخابات الأميركية..غموض حول «مفاوضات سرية» بين واشنطن وموسكو..بلدة حدودية حررها الأوكرانيون من الروس صارت مثالاً للهجوم المضاد..زيلينسكي: مسيّرات إيران تطيل الحرب وعلى طهران تحمّل العواقب..شموع ومصابيح لتجاوز انقطاعات الكهرباء والماء في أوكرانيا..انتخابات مصيرية ستحدد مسار أميركا لعامين جديدين..ماكرون يريد «الضغط» على الدول الغنية غير الأوروبية لمساعدة الدول الفقيرة..بيونغ يانغ تتوعد برد «ساحق» على المناورات الأميركية ـ الكورية الجنوبية..

تاريخ الإضافة الثلاثاء 8 تشرين الثاني 2022 - 5:03 ص    عدد الزيارات 1222    التعليقات 0    القسم دولية

        


ملايين الدولارات سنويا.. التكلفة الهائلة لمصادرة يخوت الأوليغارش الروس...

الحرة / ترجمات – دبي... اليخت أماديا سوف يكلف الخزينة الأميركية 10 ملايين دولار سنويا

عمدت الإدارة الأميركية والعديد من دول الاتحاد الأوروبي إلى فرض عقوبات على الأثرياء الروس (الأوليغارشيون) الذين يشتبه بدعمهم وتأييدهم لرئيس بلادهم، فلاديمير بوتين، وذلك عقب غزو قوات الكرملين لأوكرانيا في 24 فبراير الماضي. ومن أبرز مظاهر العقوبات الغربية على تلك الطبقة الثرية المثيرة للجدل مصادر يخوتهم الفاخرة التي يتباهون بها. بيد أن تلك العملية مكلفة للغاية، فعلى سبيل المثال فإن يخت "أماديا" الذي تقدّر قيمته بـ325 مليون دولار والراسي حاليا في ميناء سان دييغو بولاية كاليفورنيا سوف يكلف الخزينة الأميركية نحو 10 ملايين دولار سنويا جراء الصيانة ورسوم الاحتجاز وغير من التكاليف الباهظة، وفقا لما ذكر تقرير مطول نشرته وكالة "بلومبيرغ" على موقعها الإلكتروني، الاثنين. ويشتبه بأن المالك الفعلي لليخت هو النائب ورجل الأعمال الروسي سليمان كريموف والذي يعتبر من الأوليغارشيين الذين "يستفيدون من الحكومة الروسية من خلال الفساد والأعمال المشبوهة في العالم أجمع، ولا سيما احتلال شبه جزيرة القرم"، حسبما قالت وزارة العدل الأميركية مايو الماضي. ويبلغ طول يخت "أماديا" 107 أمتار، وهو مجهز بحوض سباحة وجاكوزي ومهبط للطائرات و"حديقة شتوية" على سطحه وصيانته مكلفة للغاية وتكلف صاحبه أموالا طائلة كل عام. وكانت واشنطن قد أعلنت في مارس تشكيل خليّة خاصة لمحاكمة "الأوليغارشيين الروس الفاسدين" وكل الذين ينتهكون العقوبات التي فرضتها واشنطن على موسكو. ومذّاك الحين، قام الإدارة الأميركية بفرض عقوبات وحجز على سفن وطائرات تزيد قيمتها عن مليار دولار، وتجميد مئات الملايين الدولارات من أصول النخب الروسية في حسابات مصرفية أميركية. وعلى الجهة الأخرى، صادرت السلطات الإيطالية أربعة يخوت فاخرة، أحدها يدعى "شهرازد" وتبلغ قيمته نحو 700 مليون دولار، يقول المسؤولون الأميركيون إنه مرتبط بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ومن المتوقع أن تبلغ تكلفة الحفاظ على تلك السفينة العملاقة الفارهة نحو 40 مليون دولار سنويا. وذكرت وسائل إعلام إيطالية في وقت سابق أن مالك "شهرازد" يدعى إدوارد خدياناتوف، وهو قطب نفط لا يخضع لعقوبات في الوقت الحالي، لكنه شريك قديم لإيغور سيتشين الحليف المقرب من بوتين ورئيس شركة النفط الروسية روسنفت المملوكة للدولة. وفي مارس، حجزت السلطات الألمانية رسميا على أكبر يخت في العالم يعود للأوليغارش الروسي أليشر عثمانوف. وكذلك وافقت إسبانيا على طلب أميركي لمصادرة يخت فاخر بقيمة 90 مليون دولار يملكه الملياردير الروسي فيكتور فيكسيلبرغ القريب من الرئيس فلاديمير بوتين. وأعلنت سلطات الجمارك الهولندية أنها احتجزت 20 يختا في ورش بناء سفن في هولندا بعد فرض عقوبات على روسيا وبيلاروس، وبحسب وكالة بلومبيرغ فإن قيمة عشرة من تلك اليخوت المصادرة يزيد عن 4 مليارات دولار أميركي.

"معضلة بحاجة إلى حل"

ومع التكاليف المادية الباهظة فإن هناك حاجة إلى إيجاد حلول ومخارج قانونية، كما يرى بعض الخبراء، للتعامل مع تلك الأصول الروسية المصادرة، فلا يمكن حاليا بيعها لأن المشترين المحتملين لن يرغبوا في الدخول في نزاعات القانونية مع الأثرياء الروس عقب انتهاء الحرب. وحتى اللحظة، جرى بيع يخت واحد فقط يدعى "Axioma"، وكان مملوكاً في السابق لرجل الأعمال الروسي الخاضع للعقوبات، دميتريفيتش بومبيانسكي، بعدما تخلف عن سداد قرض بقيمة 20.5 مليون يورو لمصرف "جي بي مورغان تشيس" المتعدد الجنسيات. وقد اقتنى ذلك اليخت مشتر مجهول دفع مقابله 37.5 مليون دولار في المزاد الذي يتوقع القائمون عليه أن يجلب ضعف ذلك المبلغ على الأقل. وفي سبيل حل تلك المعضلة يعمل المشرعون الأميركيون على مشروع قانون يسهل بيع الأصول الروسية المجمدة. وسوف يسمح بند في قانون تفويض الدفاع الوطني الأميركي للسنة المالية 2023، والذي يجب أن يمرره الكونغرس هذا العام، لوزارة العدل بمصادرة الأصول الروسية واستخدام العائدات لمساعدة أوكرانيا التي تقول أنها بحاجة إلى 750 مليار دولار لإعادة من دمرته الحرب. وفي نفس السياق، يدرس البرلمان الأوروبي توجيهًا من شأنه أن يخفف القواعد المتعلقة بالمصادرة، بما في ذلك عندما "تكون جميع الأدلة على جريمة جنائية موجودة، ولكن الإدانة غير ممكنة". ومع ذلك، فمن المتوقع أن تأخذ معركة إثبات ملكية اليخوت سنوات من النزاعات القانونية كما يرى المدعي الفيدرالي الأميركي السابق والمتخصص في قضايا المصادرة، ستيفان كاسيلا. ويوضح كاسيلا نظرته للأمر بقوله إن الأوليغارشيين هم مثل أباطرة المخدرات، مضيفا: "تجار المخدرات لا يملكون شيئا باسمهم، صديقاتهم يمتلكن نظريا كل ثرواتهم، وبالتالي، فإن مقاضاتهم تأخد فترة طويلة من الزمن".

أوكرانيا تتهم إيران بتدريب الروس على استخدام الطائرات المسيرة

الحرة / ترجمات – واشنطن... إيران زودت روسيا بطائرات مسيرة لضرب أهداف أوكرانية

أكدت أوكرانيا أن لديها أدلة على استعانة روسيا بمدربين إيرانيين على تشغيل طائرات بدون طيار تستخدم لضرب أهداف مدنية في أنحاء البلاد، في هجمات مدمرة لدرجة أن عمدة العاصمة حث السكان على التفكير في مغادرة المدينة مؤقتا. ونصح عمدة كييف، فيتالي كليتشكو، السكان بتخزين الضروريات مثل المياه والبطاريات المشحونة والإمدادات الغذائية والملابس الدافئة، محذرا من أنه لا يمكن استبعاد انقطاع التيار الكهربائي التام. وترك ما يقرب من نصف مليون من سكان العاصمة بدون كهرباء، الجمعة، حيث تسببت أسابيع من الهجمات على البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا في خسائر فادحة في الشبكة، وفقا لصحيفة وول ستريت جورنال. واستعادت الحياة في العاصمة ما يشبه الحياة الطبيعية في الأشهر الأخيرة ورغم تضرر الاقتصاد فإنه كان يستقر بعد الانهيار العميق الذي أثارته الحرب. لكن روسيا، بعد انتكاسات في ساحة المعركة، بدأت في استهداف البنية التحتية الأوكرانية بشكل منهجي الشهر الماضي باستخدام صواريخ كروز وطائرات بدون طيار إيرانية الصنع لإرباك خليط الدفاعات الجوية في البلاد. ويقول مسؤولون أوكرانيون إن روسيا تهدف إلى إنهاك السكان المدنيين وتقويض الدعم للمجهود الحربي. واعترفت إيران للمرة الأولى، السبت، بأنها زودت موسكو بطائرات مسيرة. وقال وزير الخارجية، حسين أمير عبد اللهيان، إنه تم إرسال "عدد صغير" من الطائرات بدون طيار إلى روسيا قبل بضعة أشهر من بدء موسكو غزوها الشامل في 24 فبراير. واتهم الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، في خطابه الليلي، طهران بالكذب. وقال: "نحن نسقط ما لا يقل عن 10 طائرات إيرانية بدون طيار كل يوم، ويدعي النظام الإيراني أنه يزعم أنه لم يقدم سوى القليل وحتى قبل بدء الغزو الشامل". وتابع "نحن نعلم على وجه اليقين أن المدربين الإيرانيين علموا الإرهابيين الروس كيفية استخدام الطائرات بدون طيار ، وطهران صامتة بشكل عام حيال ذلك". وأضاف أنه تم إسقاط 11 طائرة مسيرة إيرانية الصنع، السبت، وحده. وفي حين أن النسبة المئوية التي تم إسقاطها قد زادت، قال زيلينسكي إن هناك حاجة إلى مزيد من الإجراءات لحماية السماء. وتحرك شركاء كييف لتعزيز الدفاعات الجوية للبلاد واتفقوا مؤخرا على إنشاء آلية للمساعدة في إصلاح وحماية بنيتها التحتية. وسيصل المزيد من أنظمة الدفاع الجوي بحلول نهاية العام، وفقا لوزير الخارجية الأوكراني، دميترو كوليبا، الذي قال إنه تم التوصل إلى اتفاقات مع عدة دول، ولكن لا يمكن الكشف عن التفاصيل. وقال زيلينسكي، الأحد، إن هناك مؤشرات على أن روسيا تستعد لهجوم جديد على البنية التحتية في أوكرانيا. وفي ساحة المعركة، تباطأ الزخم منذ أن طردت القوات الأوكرانية القوات الروسية من مساحة من الأراضي في شمال شرق البلاد خلال هجوم مفاجئ في سبتمبر. وفي الجنوب، تضغط القوات الأوكرانية على العاصمة الإقليمية المحتلة خيرسون، لكن التقدم بطيء بسبب التضاريس المفتوحة، التي لا توفر سوى القليل من الغطاء ضد نيران المدفعية الروسية. وخففت أشهر من الضربات الأوكرانية التي استهدفت خطوط الإمداد الروسية في المنطقة من قبضة موسكو على خيرسون لكن هناك مؤشرات على أنها ربما تستعد للقتال من أجل المدينة.

عمدة كييف يدق ناقوس الخطر.. ويحذر الأوكرانيين من قسوة الشتاء

أسوشيتد برس... العاصمة الأوكرانية كييف غارقة في الظلام والشتاء سيكون قاسيا بلا ماء أو كهرباء

حذر عمدة كييف، عاصمة أوكرانيا، السكان من أنهم يجب أن يستعدوا للأسوأ هذا الشتاء إذا استمرت روسيا في ضرب البنية التحتية للطاقة في البلاد، وهذا يعني احتمال عدم وجود كهرباء أو مياه أو تدفئة في البرد القارس. وقال العمدة، فيتالي كليتشكو، لوسائل إعلام حكومية "نحن نفعل كل شيء لتجنب هذا. ولكن لنكن صريحين، أعداؤنا يفعلون كل شيء من أجل أن تكون المدينة بدون حرارة، بدون كهرباء، بدون إمدادات مياه، بشكل عام، ومستقبل البلاد ومستقبل كل واحد منا يعتمد على مدى استعدادنا للمواقف المختلفة". وقال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، في خطابه الليلي المصور للأمة، الأحد، إن هناك نحو 4.5 مليون شخص بدون كهرباء. ودعا الأوكرانيين إلى تحمل المصاعب و"يجب أن نتجاوز هذا الشتاء وأن نكون أقوى في الربيع من الآن". وركزت روسيا على ضرب البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا خلال الشهر الماضي مما تسبب في نقص الكهرباء وانقطاعات متكررة في جميع أنحاء البلاد. وتشهد كييف انقطاعا دوريا للكهرباء كل ساعة في أجزاء من المدينة والمنطقة المحيطة بها. ومن المقرر أيضا قطع التيار الكهربائي في مناطق تشيرنيهيف وتشيركاسي وجيتومير وسومي وخاركيف وبولتافا، حسبما ذكرت شركة الطاقة الأوكرانية المملوكة للدولة، أوكرينيرغو. وتخطط كييف لنشر حوالي 1000 نقطة تدفئة، ولكن من غير الواضح ما إذا كان ذلك كافيا لمدينة يبلغ عدد سكانها 3 ملايين نسمة. وبينما تكثف روسيا هجماتها على العاصمة، تتقدم القوات الأوكرانية في الجنوب. وتلقى سكان مدينة خيرسون الأوكرانية التي تحتلها روسيا رسائل تحذير على هواتفهم تحثهم على الإخلاء في أقرب وقت ممكن، حسبما ذكر الجيش الأوكراني، الأحد. وحذر جنود روس المدنيين من أن الجيش الأوكراني يستعد لهجوم واسع النطاق وطلبوا من الناس المغادرة إلى الضفة اليمنى للمدينة على الفور. وتستعد القوات الروسية لهجوم أوكراني مضاد لاستعادة مدينة خيرسون الجنوبية، التي تم الاستيلاء عليها خلال الأيام الأولى من الغزو. وفي سبتمبر، ضمت روسيا خيرسون بشكل غير قانوني، فضلا عن ثلاث مناطق أخرى، وأعلنت فيما بعد الأحكام العرفية في المقاطعات الأربع. وقد نقلت الإدارة التي نصبها الكرملين في خيرسون بالفعل عشرات الآلاف من المدنيين خارج المدينة. ويحاول الروس إقناع الأوكرانيين في خيرسون بأنهم سيغادرون بينما هم في الواقع يحفرون المواضع الدفاعية، حسبما قالت ناتاليا هومينيوك، المتحدثة باسم القوات الجنوبية الأوكرانية، للتلفزيون الرسمي. وقالت "هناك وحدات دفاعية حفرت هناك بقوة كبيرة، وتم ترك كمية معينة من المعدات، وتم إنشاء مواقع لإطلاق النار". وتتوغل القوات الروسية أيضا في منطقة متنازع عليها بشدة في الشرق مما يزيد من سوء الظروف الصعبة بالفعل للسكان والجيش الأوكراني المدافع في أعقاب ضم موسكو غير القانوني وإعلان الأحكام العرفية في إقليم دونيتسك. وقال بافلو كيريلينكو الحاكم الأوكراني للمنطقة إن الهجمات دمرت بالكامل تقريبا محطات توليد الكهرباء التي تخدم مدينة باخموت وبلدة سوليدار القريبة. وأسفر القصف عن مقتل مدني واحد وإصابة ثلاثة آخرين، حسبما أفاد في وقت متأخر من يوم السبت. ويسيطر الانفصاليون المدعومون من موسكو على جزء من دونيتسك منذ نحو ثماني سنوات قبل أن تغزو روسيا أوكرانيا في أواخر فبراير شباط. وحماية "الجمهورية" التي أعلنها الانفصاليون من جانب واحد كان أحد مبررات الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، للغزو، وأمضت قواته شهورا في محاولة للاستيلاء على المقاطعة بأكملها. وبين السبت والأحد، أطلقت روسيا أربعة صواريخ و19 غارة جوية أصابت أكثر من 35 قرية في تسع مناطق، من تشيرنيهيف وخاركيف في الشمال الشرقي إلى خيرسون وميكولاييف في الجنوب، ووفقا لمكتب زيلينسكي. قتلت الغارات شخصين وأصابت ستة آخرين. وفي مدينة باخموت في دونيتسك، يعيش 15 ألف من السكان المتبقين تحت القصف اليومي وبدون ماء أو كهرباء، وفقا لوسائل الإعلام المحلية. وتتعرض المدينة لهجوم منذ أشهر، لكن القصف تصاعد بعد أن تعرضت القوات الروسية لانتكاسات خلال الهجمات المضادة الأوكرانية في منطقتي خاركيف وخيرسون. ويقع خط المواجهة الآن على مشارف باخموت، حيث يقال إن مرتزقة من مجموعة فاغنر، وهي شركة عسكرية روسية، يقودون هذه المهمة. ويلعب يفغيني بريغوزين، مؤسس المجموعة الذي ظل عادة غامضا، دورا أكثر وضوحا في الحرب. وأعلن في بيان، الأحد، عن تمويل وإنشاء "مراكز تدريب للميليشيات" في منطقتي بيلغورود وكورسك الروسيتين في جنوب غرب البلاد، قائلا إن السكان المحليين في وضع أفضل "لمحاربة التخريب" على الأراضي الروسية. وفي خاركيف، كان المسؤولون يعملون على تحديد هوية الجثث التي عثر عليها في مقابر جماعية بعد انسحاب الروس، حسبما قال دميترو تشوبينكو، المتحدث باسم مكتب المدعي العام الإقليمي، لوسائل الإعلام المحلية. وأضاف أنه تم جمع عينات من الحمض النووي من 450 جثة اكتشفت في مقبرة جماعية في مدينة إزيوم، لكن العينات تحتاج إلى مطابقة مع أقاربها، وحتى الآن شارك فيها 80 شخصا فقط.

الكرملين يرفض التعليق على محادثات مع واشنطن لمنع تصعيد الحرب

«طبّاخ بوتين» يقرّ بـ «التدخل» في الانتخابات الأميركية

- أوكرانيا تسلّمت أنظمة دفاع جوي جديدة

الراي... أقرّ رجل الأعمال المقرب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إيفغيني بريغوجين، بحصول «تدخل» في الانتخابات الأميركية، وذلك عشية انتخابات منتصف الولاية، في الولايات المتحدة، اليوم. وفي الاعتراف الأول من نوعه من شخصية وضعتها واشنطن رسمياً في دائرة المتورطين في جهود التأثير في السياسة الأميركية، قال بريغوجين في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي لشركته «كونكورد»، أمس، «لقد تدخلنا، نقوم بذلك وسنواصل القيام بذلك. بحذر ودقة، بطريقة موضعية، بطريقة خاصة بنا». وأضاف بريغوجين، الذي غالباً ما يشار إليه بـ «طبّاخ بوتين»، «خلال عملياتنا متناهية الدقة، سنستأصل الكليتين والكبد دفعة واحدة». ولم يوضح تعليقه الغامض. ويخضع بريغوجين لعقوبات أميركية وأوروبية وهو متهم بالتدخل في الانتخابات الأميركية لاسيما الانتخابات الرئاسية عام 2016. كما أنه متهم خصوصاً بإنشاء «جيوش إلكترونية» بحسابات مزوّرة تنشط على وسائل التواصل الاجتماعي في محاولة للتأثير على الناخبين، عن طريق تشويه سمعة مرشحين أو نقل معلومات كاذبة، مثلاً. ويرسّخ رجل الأعمال نفسه أكثر فأكثر كشخصية عامة في روسيا ويزيد عدد إطلالاته لدعم غزو موسكو لأوكرانيا، بعد أن كان متحفظاً. وفي نهاية سبتمبر، اعترف بريغوجين بتأسيس مجموعة «فاغنر» شبه العسكرية للقتال في أوكرانيا في العام 2014، مؤكداً وجودها في أفريقيا والشرق الأوسط وأميركا اللاتينية. من جانب آخر، رفض الكرملين، التعليق على تقرير يفيد بأن واشنطن أجرت محادثات غير معلنة مع موسكو حول تجنب المزيد من التصعيد في حرب أوكرانيا. ووفقاً لتقرير لصحيفة «وول ستريت جورنال»، فإن مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان أجرى محادثات سرية في الأشهر الأخيرة، مع سكرتير مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف، ويوري أوشاكوف مساعد الرئيس فلاديمير بوتين، والتي لم يتم الكشف عنها. وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحافيين، أمس «لا شيء لدينا لنقوله عن هذا التقرير». كما أحجم أيضاً عن التعليق على تقرير لصحيفة «واشنطن بوست» ورد فيه أن الولايات المتحدة كانت تحض أوكرانيا سراً على الإشارة إلى أنها منفتحة على المحادثات، بعدما استبعد الرئيس فولوديمير زيلينسكي المفاوضات في ظل وجود بوتين في السلطة. وذكر بيسكوف «لا أعلم إن كان ذلك هو الوضع أم لا». وكرّر مجدداً «أن ثمة تقارير صادقة، ولكن تقارير التكهنات المحضة تمثل السواد الأعظم». وأضاف أنه بينما تظل روسيا «منفتحة» على المحادثات، فإنها غير قادرة على التفاوض مع كييف بسبب رفضها إجراء محادثات. من جانبها، أعلنت أوكرانيا أنها تسلّمت من الولايات المتحدة وإسبانيا والنروج أنظمة دفاع جوي جديدة. وقال وزير الدفاع أوليكسي ريزنيكوف في تغريدة، أمس، «وصلت أنظمة الدفاع الجوي ناسامز وأسبيد إلى أوكرانيا! هذه الأسلحة ستُعزز قدرات الجيش الأوكراني إلى حد كبير وستجعل مجالنا أكثر أماناً».

غموض حول «مفاوضات سرية» بين واشنطن وموسكو

أوكرانيا تعلن الحصول على أنظمة دفاع جوي غربية... وروسيا تنفي تقارير عن تكبدها خسائر فادحة

موسكو: رائد جبر واشنطن: هبة القدسي كييف: «الشرق الأوسط».. مع تواصل المعارك الضارية حول خيرسون، وتباين المعطيات التي تصدر عن الجانبين الروسي والأوكراني حول حجم تقدم كييف في المنطقة، سعت موسكو، الاثنين، إلى تأكيد استعدادها لمواصلة المفاوضات السياسية مع الجانب الأوكراني، مع احتفاظها بالشروط السابقة التي قدمتها لإحراز نجاح فيها. لكن القيادة الروسية رفضت، في الوقت ذاته، تأكيد صحة تقارير غربية تحدثت عن إجراء جولات من الحوار خلف أبواب مغلقة، بين مسؤولين بارزين في روسيا والولايات المتحدة. وبعد مرور يومين على إعلان موسكو عن إطلاق عملية واسعة لإجلاء المدنيين من أجزاء واسعة من منطقة خيرسون، بهدف تعزيز خطوط الدفاع عن المنطقة التي تشهد هجوماً قوياً من جانب أوكرانيا، برز تباين في التقارير الروسية والأوكرانية حول حجم التقدم الأوكراني. وفي مقابل تأكيد البيانات التي أصدرتها وزارة الدفاع الأوكرانية على مواصلة الهجوم المضاد، أكدت وزارة الدفاع الروسية أنها نجحت في صد محاولات كييف للتقدم. في الوقت ذاته، أقرت السلطات الانفصالية في المنطقة باتساع جبهة الهجوم على المدينة الاستراتيجية، وأعلنت خدمة الطوارئ في منطقة خيرسون عن انقطاع التيار الكهربائي، الاثنين، في أكثر من 10 تجمعات سكنية نتيجة ما وصف بأنه «عمل إرهابي استهدف خط الإمداد بالكهرباء». وأوضح ممثل خدمة الطوارئ أن «هجوماً إرهابياً استهدف طريق بيريسلاف ـــ كاخوفكا السريع، ونتيجة لذلك تضررت ثلاث دعامات خرسانية لخطوط الطاقة عالية الجهد، ما تسبب بحرمان أكثر من 10 تجمعات سكنية في المنطقة من كهرباء». وكان الجيش الأوكراني عزز هجماته على محوري خيرسون ونوفايا كاخوفكا بضربات صاروخية، هدفت إلى تقويض قدرة العسكريين الروس والوحدات الانفصالية الموالية لهم على استخدام جسر أنتونوفسكي الذي يربط ضفتي نهر «دنيبر». وخلال الأسبوع الماضي، حاولت القوات المسلحة الأوكرانية استهداف الميناء البحري الذي يستخدم لإجلاء المدنيين، لكن موسكو قالت إن قوات الدفاع الجوي صدت الهجوم. وكان قائد القوات الروسية المشتركة في منطقة العملية الخاصة، الجنرال سيرغي سوروفيكين، حذر من احتمال توجيه ضربة صاروخية قوية لسد كاخوفسكايا الكهرومائي، واصفاً الوضع في العاصمة الإقليمية خيرسون بأنه «خطير وصعب للغاية». وقامت سلطات خيرسون بنقل المدنيين إلى الضفة اليسرى من نهر دنيبر، وفقاً للحاكم الموالي لموسكو فلاديمير سالدو، الذي أعلن عن خطط لإجلاء ما يصل إلى 70 ألف شخص. وفي السياق ذاته، أفادت وزارة الدفاع الروسية، الاثنين، في إيجاز لحصيلة العمليات خلال اليوم الأخير، بأن قواتها قضت على «أكثر من 300 جندي أوكراني ومرتزق أجنبي أثناء التصدي لهجمات العدو على ثلاثة محاور أساسية للقتال». وقالت إنه «تم صد كل الهجمات الأوكرانية بنجاح، وبلغت خسائر العدو أكثر من 110 قتلى على محور نيكولايف - كريفوي روغ (خيرسون)، وما يصل إلى 100 جندي على محور كوبيانسك (شمال لوغانسك)، إضافة إلى نحو 120 قتيلاً و130 جريحاً على محور كراسني ليمان (شمال دونيتسك)». وأشار البيان إلى إصابة 7 نقاط قيادة و72 وحدة مدفعية في مواقع إطلاق نار وقوات ومعدات عسكرية في 186 منطقة خلال اليوم الأخير، فضلاً عن تدمير محطتي رادار لأنظمة الصواريخ المضادة للطائرات الأوكرانية من طراز «إس 300» ومنصة إطلاق ذاتية الحركة تابعة لمنظومة صواريخ «بوك» الأوكرانية المضادة للطائرات. وفي المقابل، أعلنت أوكرانيا، الاثنين، أنها تسلمت أنظمة دفاع جوي جديدة من دول غربية. وكتب وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف عبر «تويتر»: «وصلت أنظمة الدفاع الجوي (ناسامس) و(اسبيد) إلى أوكرانيا»، معرباً عن شكره «لشركائنا في النرويج وإسبانيا والولايات المتحدة». وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أعلن، في وقت سابق، أن واشنطن تعمل على تسليم أوكرانيا منظومتي دفاع جوي «ناسامس» خلال الشهر الجاري. وحذر محللون عسكريون روس من أن تسليم واشنطن هذه المنظومات إلى كييف، يعني «تورط الناتو المباشر في المواجهة مع روسيا في أوكرانيا؛ حيث لا يمكن استخدامها من دون مساعدة أقمار صناعية غربية». إلى ذلك، نفت وزارة الدفاع الروسية صحة معطيات تداولها عدد من المدونين الروس تحدثت عن تكبد القوات الروسية «خسائر فادحة» في الهجمات الأخيرة التي استهدفت منطقة دونيتسك. وأعلنت الوزارة، في بيان، أن المعطيات عن مواجهة جنود اللواء 155 من مشاة البحرية الروسية «خسائر فادحة وغير مبررة في الأشخاص والمعدات، لا أساس لها». وقالت الوزارة إن وحدات اللواء 155 «تجري على مدى الأيام الـ10 الأخيرة عمليات هجومية فعالة ضد الجيش الأوكراني والمرتزقة الأجانب في اتجاه مدينة أغليدار»، مضيفة أن اللواء تحرك إلى الأمام في منطقة مسؤوليته لعمق 5 كيلومترات في المواقع الدفاعية الأوكرانية.

«مفاوضات سرية»...

سياسياً، رد الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف على أنباء نشرتها وسائل إعلام أجنبية عن «مفاوضات سرية جرت بين مستشار الرئيس الأميركي للأمن القومي جيك سوليفان ومسؤولين روس كبار»، وقال إن «وسائل الإعلام الغربية تنشر الكثير من الأخبار الكاذبة». وأوضح بيسكوف: «ليس لدينا ما نقوله عن هذه المنشورات. هناك الكثير من الأكاذيب تنشرها الصحف الأنغلوسكسونية. لذلك في هذه الحالة، يجب طلب المعلومات من الصحيفة أو البيت الأبيض». في الوقت ذاته، قال الناطق الرئاسي الروسي إن بلاده «ما زالت منفتحة على المفاوضات مع أوكرانيا، إلا أنه ليست هناك فرصة لمواصلة هذه المفاوضات حتى الآن». وزاد خلال إفادة صحافية الاثنين: «لقد قلنا مراراً وتكراراً إن الجانب الروسي يظل منفتحاً لتحقيق أهدافه من المفاوضات، لكننا كذلك لفتنا انتباه الجميع أكثر من مرة إلى حقيقة أننا في الوقت الراهن لا نرى مثل هذا الاحتمال؛ حيث تم إغلاق هذا الملف من قبل كييف، وتم سن قوانين تؤكد عدم استمرار أي مفاوضات مع الجانب الروسي». وكانت صحيفة «وول ستريت جورنال» كتبت أن مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان أجرى اتصالات من وراء الكواليس مع كبار المسؤولين الروسيين، في محاولة لتقليل فرص نشوب صراع أوسع حول أوكرانيا، وتحذير روسيا مجدداً من مخاطر استخدام أسلحة نووية. ووفقاً للصحيفة، فإن سوليفان كان على اتصال مع يوري أوشاكوف، مساعد السياسة الخارجية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ونيكولاي باتروشيف، رئيس مجلس الأمن الروسي، بهدف «التقليل من مخاطر التصعيد وإبقاء قنوات الاتصال مفتوحة»، وليس مناقشة تسوية سلمية للصراع الأوكراني. وأشار مسؤولون إلى أن نية الولايات المتحدة، هي تجنب تصعيد الحرب في أوكرانيا، بينما تعمل روسيا على نشر جزء من ترسانتها النووية، وأن هذه المحادثات تأتي وسط مخاوف من أن يلجأ الرئيس بوتين إلى استخدام الأسلحة النووية التكتيكية في أوكرانيا، بعد سلسلة من الانتكاسات العسكرية وتقدم القوات الأوكرانية، واستعادة بعض المناطق التي كانت تسيطر عليها القوات الروسية. وجاء التقرير عن المحادثات بين سوليفان وأوشاكوف وباتروشيف، بعد يوم من نشر صحيفة «واشنطن بوست» أن إدارة بايدن كانت تشجع كييف بشكل خاص، على الإشارة إلى استعدادها للتفاوض مع الروس لإنهاء الحرب. وقالت الصحيفة إن الهدف لم يكن دفع أوكرانيا إلى طاولة المفاوضات، ولكن للمساعدة في ضمان احتفاظها بدعم الحكومات الأخرى. ويؤكد مسؤولو الإدارة في تصريحات علنية للصحافيين، على موقف «لا شيء بشأن أوكرانيا من دون أوكرانيا»، وأنه لن يتم اتخاذ أي قرارات تؤثر على أمنها ومستقبلها دون مشاركتها ودعمها. وأشارت صحيفة «وول ستريت جورنال» إلى أن سوليفان «لم يلعب فقط دوراً رائداً في تنسيق سياسات واشنطن بشأن النزاع الأوكراني، لكنه شارك في الجهود الدبلوماسية، وزار كييف الأسبوع الماضي للقاء الرئيس الأوكراني فلودومير زيلينسكي». ووفقا للصحيفة، فإن مستشار الأمن القومي «حضّ القيادة الأوكرانية على أن تشير علناً إلى أنها مستعدة لحل النزاع... لا تصر واشنطن على عودة كييف إلى طاولة المفاوضات، لكنها تريدها أن تظهر للعالم أنها تحاول إنهاء الأعمال العدائية». وكان الرئيس الأوكراني زيلينسكي قد استبعد إجراء مفاوضات بعد قيام روسيا باستفتاء لضم أربع مناطق أوكرانية في سبتمبر (أيلول) الماضي بشكل غير قانوني. وقال إنه «قد يتفاوض مع رئيس روسي جديد وليس مع فلاديمير بوتين». وتدور مناقشات مكثفة داخل البيت الأبيض حول كيفية المضي قدماً في معالجة الأزمة الأوكرانية بعد مضي أكثر من ثمانية أشهر على المعارك العسكرية؛ حيث أصر سوليفان على إبقاء خط الاتصال مع روسيا مفتوحاً، على عكس كبار مسؤولي البيت الأبيض الآخرين، الذين يشعرون بأن التواصل مع موسكو «لن يكون مثمراً في هذه المرحلة». وخلال الشهر الماضي، أجرى كبار المسؤولين العسكريين، مثل الجنرال مارك ميلي رئيس هيئة الأركان المشتركة، اتصالات مع فاليري جيراسيموف، رئيس الأركان العامة الروسية، بينما تحدث وزير الدفاع الجنرال لويد أوستن ووزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو عبر الهاتف، مرتين في غضون ثلاثة أيام، بعد أن زعمت موسكو أن أوكرانيا «كانت تخطط بمساعدة الولايات المتحدة لتفجير قنبلة قذرة وإلقاء اللوم على القوات الروسية». ونفت الولايات المتحدة تلك المزاعم، وحذرت من أنها «قد تكون ذريعة روسية للقيام بمثل هذا الاستفزاز بنفسها». والعلاقات الدبلوماسية محدودة بشكل عام في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا، وكان آخر تواصل بين الرئيس جو بايدن وبوتين جرى في فبراير (شباط) الماضي، وجرى فيه التحذير من «متابعة خطط للغزو».

بلدة حدودية حررها الأوكرانيون من الروس صارت مثالاً للهجوم المضاد

كييف: «الشرق الأوسط»... في حين يستمر الترقب لما سيحدث ميدانياً بمنطقة خيرسون مع ترقب هجوم أوكراني محتمل، يمثّل انسحاب القوات الروسية إلى جانبها من الحدود من قرية ستاريتسيا الزراعية الحدودية في 12 سبتمبر (أيلول) الماضي، أحد أبرز معالم الهجوم المضاد الأوكراني في شمال شرقي أوكرانيا. وتنقل وكالة الصحافة الفرنسية عن قائد في الجيش الأوكراني ساعد في دفع القوات الروسية إلى جانبها من الحدود، مشيراً بأصبعه إلى عمود كهربائي على مسافة نحو كيلومتر واحد من ستاريتسيا: «التلة الخضراء هناك هي روسيا»... أمامه جسر مدمّر من وسطه وغارق في نهر دونيتس، والغابة ثم مدينة بيلغورود الروسية الكبيرة. الحدود قريبة جداً لدرجة أن شركة الهاتف تخطئ وترسل رسالة نصية لمن يصل إلى هنا تقول: «أهلا بكم في روسيا». ويعلّق قائد «اللواء127»، رومان غريشتشنكو، المسؤول عن 5 آلاف عنصر من «الدفاع الإقليمي» يحرسون هذا القطاع المحرّر الذي يمتد من مدينة خاركيف الأوكرانية إلى الحدود الروسية: «كل يبقى في بلده. الروس لهم بلدهم فليبقوا فيه». وعلى الطريق دمرت أول دبابة روسية من طراز «تي90» في أوكرانيا. ومع ذلك؛ يأسف غريشتشنكو أمام هيكلها المتفحم، لعدم تمكن جنوده من إعادة استخدامها. ويقول: «لو كان لدينا في مارس (آذار) الماضي السلاح الذي لدينا الآن، لكنت في الساحة الحمراء» في موسكو. وكانت هذه الحدود الحديثة بين البلدين، الموروثة من نهاية الإمبراطورية الروسية في عام 1917، والتي أعيدت بعد استقلال أوكرانيا عام 1991، من أوائل الحدود التي فرضها رتل الدبابات الروسية المرسلة عبر بيلغورود في 24 فبراير (شباط) الماضي. وبعد أقل من شهرين من نقطة التحول هذه في الحرب؛ «أصبح الوضع مستقراً» والمنطقة «آمنة تماماً»، وفق غريشتشنكو، الذي يقوم بدوريات في هذه المنطقة مع جهاز أمني سرّي. ويشير إلى أن الخطر الرئيسي على هذه الرقعة التي يمكن الوصول إليها تحت حراسة عسكرية من الحدود العادية، يتمثّل في «هجمات المسيّرات» والضربات المدفعية، وتسلل القوات الروسية. ويقع آخر موقع أوكراني رسمي تحت خندق قبالة طريق موحلة تؤدي مباشرة إلى روسيا. وعلى مسافة أبعد قليلاً، ينشط عناصر من القوات الخاصة وحرس الحدود بشكل غير مرئي. ويقول «سانشيز»؛ المسؤول عن تغطية الموقع في حال وقوع هجوم روسي: «هل ترون تلك التلة هناك؛ إنها الحدود. مهمتي الرئيسية هي مراقبة الوضع حول موقعنا، ومراقبة التحركات المحتملة». وهذا الحارس؛ الذي بقي وحيداً في سكون الغابة الذي تكسره ضوضاء تثير الشبهات لديه وتدفع به إلى وضع أصبعه على زناد سلاحه، لم يعد يعيش في الخوف نفسه كما كان قبل أشهر قليلة. تحت قدميه، محطة المراقبة الرقمية، وهي غرفة محميّة تتوافر فيها التدفئة والإنترنت. فيما يجلس «شيليه»؛ وهو من «اللواء 127»، إلى طاولة العمل ويشاهد مقاطع فيديو مراقبة للحدود في الوقت الفعلي على شاشته المقسمة إلى 4 أجزاء. ويقول: «هنا، نراقب جانبنا من الحدود والممرات المحتملة التي يمكن استخدامها للتسلل». وفي صباح اليوم نفسه، دخل 10 جنود روس إلى الأراضي الأوكرانية، قبل تعرّضهم لهجوم بمسيّرة تابعة لـ«اللواء 127»، ألقت عليهم قنبلة يدوية، ما أجبرهم على التراجع، وفق مقطع فيديو أرسل إلى وكالة الصحافة الفرنسية من وحدة اتصالات اللواء. وتتمثّل المهمة الرئيسية لهذه القوة؛ التي شكّلت في 6 مارس الماضي من متطوعين محليين من «الدفاع الإقليمي» لدعم الهجوم الأوكراني المضاد، في ضمان أمن المناطق التي أعيدت السيطرة عليها، والدفاع عن المواقع في هذه المنطقة الحدودية المحررة.

زيلينسكي: مسيّرات إيران تطيل الحرب وعلى طهران تحمّل العواقب

كييف: «الشرق الأوسط»... انتقد الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، بشدة الإمدادات العسكرية الإيرانية إلى روسيا. وقال في خطابه اليومي مساء الأحد: «إيران تدعم النظام الروسي الإرهابي وتساعد في إطالة أمد الحرب، وبالتالي تطيل أمد التهديدات التي تواجه العالم بسبب العدوان الروسي». وأوضح أنه «من دون دعم طهران لموسكو، فإن أوكرانيا ستكون بالفعل أقرب إلى السلام». كما عدّ أنه من دون تدخل طهران فسيكون حل أزمة الغذاء العالمية أو أزمة الطاقة أكثر واقعية، وأنه «يجب على كل من يساعد روسيا في إطالة أمد هذه الحرب، أن يتحمل مسؤولية عواقب هذه الحرب». واعترفت طهران فقط يوم السبت الماضي بتزويد روسيا بطائرات من دون طيار، لكنها تحدثت عن عدد قليل من القطع. وبعدها اتهمها زيلينسكي بالكذب. وقال مساء الأحد إنه «على مدار اليوم» استخدم الجانب الروسي مسيرات هجومية إيرانية. وتابع: «كانت هناك عمليات إطلاق، ولكن للأسف وقعت إصابات أيضاً». وأضاف أنه من الواضح أن «الدولة الإرهابية تركز قواتها ومواردها لشن هجمات كبيرة جديدة على البنية التحتية لأوكرانيا». وأعلن زيلينسكي أن نحو 4.5 مليون أوكراني يعانون بالفعل من انقطاع التيار الكهربائي. وأضاف: «نحن نستعد للرد». وجاء كلام الرئيس الأوكراني بعد تصريحات أدلى بها فيتالي كليتشكو رئيس بلدية كييف حث فيها السكان على «التفكير في كل شيء»؛ بما في ذلك السيناريو الأسوأ حيث تفقد العاصمة إمدادات الكهرباء والمياه. وقال في حديث تلفزيوني: «إذا كانت لديك عائلة كبيرة... أو أصدقاء خارج كييف، حيث يوجد مصدر مياه مستقل، وموقد، وتدفئة... رجاء النظر في إمكانية البقاء هناك لفترة معينة من الوقت». وبدوره؛ قال سيرغي كوفالينكو، الرئيس التنفيذي لشركة «ياسنو» وهي مورد رئيسي للطاقة إلى العاصمة، في صفحته على «فيسبوك»، إن البلاد تواجه عجزاً بنسبة 32 في المائة في إمدادات الكهرباء المتوقعة الاثنين. ووصف الأمر بـ«القوة القاهرة». في الوقت نفسه، نبهت سلطات «الطاقة الوطنية» إلى انقطاع مزمع في إمدادات الكهرباء، لكنها أشارت أيضاً إلى احتمال تطبيق مزيد من القيود في العاصمة والمنطقة المحيطة بها بالإضافة إلى 6 مناطق أخرى في البلاد.

شموع ومصابيح لتجاوز انقطاعات الكهرباء والماء في أوكرانيا

كييف: «الشرق الأوسط»... بمجرد أن ينقطع التيار الكهربائي في المبنى السكني الواقع في أحد الأحياء الشمالية للعاصمة الأوكرانية، كييف، حسب برنامج التقنين عند الساعة السادسة مساءً بالتوقيت المحلي، تشعل إيرين الشموع فيما يضيء زوجها إيغور مصباحه، على ما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية في تقرير لها الاثنين. وتعرضت التغذية بالتيار الكهربائي في أوكرانيا، منذ 10 أكتوبر (تشرين الأول) لأضرار جسيمة بسبب استهداف منشآت الطاقة بعدة ضربات روسية. ووضعت الشركة المشغلة برنامجاً لتقنين الكهرباء في العاصمة وفي عدة مدن ومناطق أوكرانية، من أجل تجنب انقطاع التيار الكهربائي بشكل كامل. ولمعرفة موعد التقنين الذي تتم مداورة له بين المناطق، يتعين تحديد العنوان على الموقع الإلكتروني للشركة ويظهر بالتالي الجدول لمدة أسبوع. في مبنى الزوجين إيرين روزدوبودكو وإيغور جوك، كما في العشرات المحيطة به، انقطع التيار الكهرباء لمدة أربع ساعات ثلاث مرات. وتقول إيرين، وهي كاتبة وفنانة تبلغ 60 عاماً، بينما تحضر الطعام: «أحب الأضواء الخافتة، عندما يكون الجو هادئاً ولا يزعجني أحد». وتضيف أنها تستطيع طهي «البورش»، الحساء الأوكراني التقليدي المصنوع من الشوندر، وهي «مغمضة العينين». ويستخدم الزوجان شموع الزينة التي احتفظا بها لفترة طويلة للإضاءة، ووضعا في الحمام مصباحاً اعتادا استخدامه عند ذهابهما للتخييم. فيما يغرق الحي في ظلام دامس. وعلى واجهات المباني المظلمة، تنبعث أضواء خافتة من نوافذ بعض الشقق، ويضيء المارة مسارهم على الأرصفة المظلمة بواسطة المصابيح الكهربائية أو هواتفهم المحمولة. لكن جدولة التقنين لم تعد كافية لتخفيف العبء على النظام الكهربائي. وأعلنت الشركة المشغلة تدابير إضافية مع انقطاعات طارئة لا يمكن التخطيط لها، حتى أن الأحياء القريبة من مقر الرئاسة الأوكرانية في وسط كييف، والتي لم تكن مشمولة ببرنامج التقنين، شهدت الأحد انقطاعاً في التيار الكهربائي بشكل مؤقت. وعلى ضوء الشموع، تحيك إيرين المنحدرة من دونيتسك (شرق) التي ضمتها موسكو في نهاية سبتمبر (أيلول)، ملابس الدمية، مشيرة إلى أنها ما كانت لتفعل هذا «أبداً لو كان هناك ضوء». ويرى إيغور، البالغ 70 عاماً ويهوى الموسيقى، أن استهداف البنية التحتية المدنية هو الدليل على «احتضار الجيش الروسي وعجزه»، بعد أن واجه صعوبات على عدة جبهات وخسر في سبتمبر مناطق عدة في شمال شرقي البلاد. وقال: «عندما يدركون أنه لا يمكنهم القتال مع الجيش (الأوكراني)، يبدأون محاربة الجبهة الخلفية للجيش، أي المدنيين». ومع اقتراب فصل الشتاء، قال رئيس بلدية كييف، فيتالي كليتشكو، إنه يخشى حدوث «أسوأ» سيناريو في حال تم استهداف منشآت الطاقة بضربات جديدة وحينها «لن يكون هناك أبداً كهرباء ومياه وتدفئة». وأعلن تجهيز «أكثر من ألف نقطة للتدفئة» تحسباً لذلك. وأوضح: «قمنا بشراء مولدات كهربائية، وبتخزين المياه وكل ما هو ضروري لنقاط التدفئة هذه، من أجل استقبال الناس».

انتخابات مصيرية ستحدد مسار أميركا لعامين جديدين

الناخبون يتوجهون إلى صناديق الاقتراع لاختيار ممثليهم

الشرق الاوسط... واشنطن: رنا أبتر... يتوجه الأميركيون إلى صناديق الاقتراع للتصويت في انتخابات ستحسم مسار الولايات المتحدة للعامين المقبلين، وتقرر الأغلبيةَ في مجلسي الشيوخ والنواب ومصير حكام بعض الولايات. وفيما لا يزال آخر استطلاعات الرأي يرجح فوز الجمهوريين بمجلس واحد على الأقل من المجلسين، وهو مجلس النواب، أظهر استطلاع جديد لشبكة «إن بي سي» الإخبارية أن الجو الانتخابي المحموم أدى إلى تقارب كبير في بعض السباقات، الأمر الذي سيصعب من التكهنات، خصوصاً فيما يتعلق بسباقات مجلس الشيوخ، حيث يدافع الديمقراطيون عن 15 مقعداً فقط، مقابل 20 مقعداً للجمهوريين. ويقول الاستطلاع إن حماسة الديمقراطيين والجمهوريين للتصويت باتت متقاربة للغاية، إلا أن شعبية الرئيس الأميركي جو بايدن لا تزال في طور التراجع، كما أن أغلبية الناخبين غير راضين عن وضع البلاد. والمختلف في الاستطلاع هذه المرة، هو أن 48 في المائة من الناخبين قالوا إنهم يفضلون سيطرة الديمقراطيين على الكونغرس مقابل 47 في المائة من الذين يفضلون سيطرة الجمهوريين عليه. وتظهر هذه الأرقام اختلافاً طفيفاً في آراء الناخبين عن شهر أكتوبر (تشرين الأول)، حين فضل 48 في المائة منهم انتزاع الجمهوريين الأغلبية في الكونغرس مقابل 47 في المائة من الذين فضلوا الديمقراطيين. كما يدل الاستطلاع على أن حماسة الديمقراطيين للتوجه إلى صناديق الاقتراع تعادلت مع حماسة الجمهوريين، وذلك في تقدم عن الأرقام التي أظهرت في أكتوبر أن الجمهوريين متقدمون بـ9 نقاط من حيث الحماسة على الديمقراطيين.

سباقات مهمة قد تحسم النتيجة > مجلس النواب:

في مجلس النواب المؤلف من 435 مقعداً، وحيث يتمتع الديمقراطيون اليوم بـ220 مقعداً فيما يحتل الجمهوريون 212 مقعداً (3 مقاعد شاغرة)، جل ما يحتاجه الجمهوريون للفوز هو انتزاع 5 مقاعد، وهو أمر متوقع بسبب عدم رضا الناخب الأميركي عن الاقتصاد وارتفاع الأسعار ومعدل الجريمة.

> مجلس الشيوخ:

هنا تكمن معضلة الحزبين؛ فثلث المجلس فقط يخوض الانتخابات النصفية، أي 35 مقعداً، منهم 15 للديمقراطيين و20 للجمهوريين في المجلس حيث يتعادل الحزبان. لكن الديمقراطيين يُعدون حزب الأغلبية لأن صوت نائبة الرئيس هي الصوت الحاسم. من السباقات الـ35 هناك نحو 11 ولاية متأرجحة ستحسم السباق، 5 مقاعد منها تنتمي للحزب الديمقراطي و6 للحزب الجمهوري. إذاً، على الجمهوريين انتزاع مقعد واحد فقط من الديمقراطيين للحصول على الأغلبية، مع الحفاظ على مقاعدهم الـ6. ويتركز السباق بشكل أساسي في ولايات وصفت بـ«البنفسجية»، أي تلك التي تتقلب ما بين الأزرق الديمقراطي والأحمر الجمهوري، كأريزونا وجورجيا ونيفادا ونيوهامشير حيث تتزايد حظوظ الجمهوريين بانتزاع مقاعد الديمقراطيين الذين يتمتعون بها في هذه الولايات، وذلك بسبب تراجع شعبية بايدن بشكل كبير فيها بسبب الاقتصاد. لكن في ولايات مثل بنسلفانيا وأوهايو وكارولاينا الشمالية حيث عادة ما يفوز الجمهوريون من دون منافسة تذكر، يعاني المرشحون الجمهوريون هذا العام من صعوبة في تأمين الفوز، بسبب ما وصفه البعض بتدخل الرئيس السابق دونالد ترمب بالسباق لدعم مرشحين ليست لديهم خبرة تذكر في السياسة.

ولايات حامية

نيفادا: السيناتورة الديمقراطية الحالية كاثرين كورتيز ماستو مقابل المرشح الجمهوري المدعوم من ترمب آدم لاكسالت.

جورجيا: وهي الولاية التي حسمت مصير مجلس الشيوخ في عام 2020 وأعطت الديمقراطيين الأغلبية فيه. هذا العام، يواجه السيناتور الديمقراطي الحالي رافايل وارناك مرشح ترمب لاعب الفوتبول السابق هيرشيل والكر.

بنسلفانيا: حيث يتنافس الديمقراطي جون فيتيرمان مع مرشح ترمب محمد أوز على المقعد الشاغر الذي تركه السيناتور الجمهوري بات تومي. ويسكونسن: يسعى السيناتور الجمهوري هناك رون جونسون إلى الاحتفاظ بمقعده الذي احتله على مدى 18 عاماً بمواجهة الديمقراطي مانديلا بارنز.

مقاعد يحتاج الديمقراطيون للاحتفاظ بها

يسعى الديمقراطيون للاحتفاظ بمقاعد حساسة كأريزونا حيث يواجه السيناتور الديمقراطي مارك كيلي الجمهوري بلايك ماستيرز، ونيوهامشير حيث تواجه السيناتورة ماغي حسن الجمهوري دون بولدوك. وستكون هذه الولاية من أولى الولايات التي تظهر توجهات الناخبين لأن صناديق الاقتراع فيها تغلق أبوابها الساعة 7 مساءً بتوقيت واشنطن.

ولايات جمهورية متأرجحة على غير عادة

ولاية أوهايو هي ولاية جمهورية بامتياز لكنها متأرجحة هذا العام مع وجود النائب الديمقراطي السابق تيم راين بمواجهة مرشح ترمب جاي دي فانس للتنافس على مقعد السيناتور الجمهوري المتقاعد روب بورتمان. كارولاينا الشمالية: تقاعُد السيناتور الجمهوري ريتشارد بر أفسح المجال للتنافس بين النائب الجمهوري تيد باد والمرشحة الديمقراطية شيري بيزلي.

ولايات ديمقراطية متأرجحة

كولورادو: الجمهوري جو أوديا يواجه سيناتور الولاية الديمقراطي مايكل بينيت.

واشنطن: السيناتورة الديمقراطية باتي موراي بمواجهة المرشحة الجمهورية تيفاني سمايلي.

فرص رفض الجمهوريين للخسارة

وفيما تحتدم المنافسة بين الحزبين في صناديق الاقتراع، بدأ بعض الجمهوريين بإصدار تصريحات مشككة بالنتائج، على رأسهم الرئيس السابق دونالد ترمب، ما يدل على تزايد احتمالات رفض بعضهم لنتائج الانتخابات. وقد بدا هذا واضحاً من خلال تصريحات عدد من المرشحين، كالسيناتور الجمهوري رون جونسون الذي شكك بأنه سيعترف بالنتيجة قائلاً: «آمل أن أستطيع فعل ذلك لكني لا أستطيع أن أتنبأ ما خطط له الديمقراطيون. يبدو أنهم سهلوا عملية الغش في الماضي». وقد شدد المسؤولون في الحزب، على رأسهم رئيسة اللجنة الوطنية الجمهورية رونا مكدانييل، على أنهم سيوافقون على نتيجة الانتخابات «بعد استنفاد كل الخيارات للتحقق منها»، مضيفة في مقابلة مع شبكة «سي إن إن»: «إذا توجب أن تتم إعادة الأصوات فيجب فعل ذلك، ومن ثم الذهاب إلى المحاكم، وبعد ذلك، يعترف الجميع بالنتيجة».

ماكرون يريد «الضغط» على الدول الغنية غير الأوروبية لمساعدة الدول الفقيرة

الراي... شرم الشيخ (مصر) - أ ف ب - يتعرّض قادة العالم في مؤتمر الأطراف حول المناخ «كوب27»، لضغوط كبيرة لتعزيز تعهداتهم المناخية إزاء الاحترار الآخذ بالارتفاع ولتوفير دعم مالي للدول الفقيرة أكثر المتضررين من التغير المناخي. وفي الإطار، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، على هامش المؤتمر في شرم الشيخ، أمس، إنه يريد «ممارسة الضغوط» على «الدول الغنية غير الأوروبية» ولاسيما الولايات المتحدة والصين، لتدفع «حصتها» في مساعدة الدول الفقيرة على مواجهة التغير المناخي. وسيقوم نحو 110 من قادة الدول والحكومات بمداخلات أمام المندوبين المجتمعين في شرم الشيخ، والتي تأتي على خلفية أزمات متعددة مترابطة تهز العالم وهي الغزو الروسي لأوكرانيا والتضخم الجامح وخطر وقوع ركود وأزمة الطاقة مع تجدد الدعم لمصادر الطاقة الأحفورية، وأزمة الغذاء في حين سيتجاوز عدد سكان العالم ثمانية مليارات نسمة. وهذه «الأزمة متعددة الجوانب» قد تدفع بأزمة التغير المناخي إلى المرتبة الثانية في سلم الأولويات رغم أن تداعياتها المدمرة تجلّت كثيراً العام 2022 مع فيضانات قاتلة وموجات قيظ وجفاف عاثت فساداً بالمحاصيل. وقال سايمن ستييل، مسؤول المناخ في الأمم المتحدة لدى الافتتاح الرسمي لـ «كوب27»، أمس، «كل الأزمات مهمة لكن ما من أزمة إلا ولها تداعيات كبيرة» مثل الاحترار المناخي الذي ستُواصل عواقبه المدمرة «التفاقم». إلا أن الدول لا تزال متّهمة بالتقصير في ما ينبغي عليها فعله لمكافحة الاحترار. وينبغي أن تنخفض انبعاثات غازات الدفيئة بنسبة 45 في المئة بحلول العام 2030 لتكون هناك فرصة لتحقيق أكثر أهداف «اتفاق باريس للمناخ» المبرم العام 2015 طموحاً ويقضي بحصر الاحترار بـ1.5 درجة مئوية مقارنة بالحقبة ما قبل الصناعية. لكن التعهدات الحالية للدول الموقعة حتى لو احترمت في نهاية المطاف، ستؤدي إلى ارتفاع الانبعاثات بنسبة تراوح بين 5 و10 في المئة ما يضع العالم على مسار تصاعدي قدره 2.4 درجة مئوية في أفضل الحالات بحلول نهاية القرن الحالي. غير أنّه مع السياسات المتّبعة راهناً، يُتوقّع أن يبلغ الاحترار 2.8 درجة مئوية، وهو أمر كارثي، وفق الأمم المتحدة. من جانبه، قال ماكرون، خلال لقاء مع شباب من أفريقيا وفرنسا «يجب أن نحمّل الولايات المتحدة والصين لتكونا على الموعد فعلاً» في مجال خفض انبعاثات غازات الدفيئة والتضامن المالي. وفيما يحتدم الجدل والنقاشات حول المساعدة المالية التي ينبغي أن تقدم إلى الدول الضعيفة إزاء التغير المناخي، أكد ماكرون أن «الأوروبيين يدفعون، لكنهم الطرف الوحيد الذي يدفع». وأضاف «يجب ممارسة الضغوط على الدول الغنية غير الأوروبية والقول لها، يجب أن تدفعي حصتك». ورأى أن فرنسا وأوروبا هما على الطريق الصحيح على صعيد خفض الانبعاثات. لكن على الدول النامية الكبرى أن «تتخلى سريعاً عن الفحم». وفي مؤشر إلى «التراجع» الذي يخشاه كثيرون، وحدها 29 دولة رفعت خططاً بزيادة تعهداتها بخفض الانبعاثات رغم أنها أقرت «ميثاقاً» يدعوها إلى القيام بذلك. وستكون الإعلانات المحتملة حول خفض إضافي للانبعاثات موضع ترقب كبير في شرم الشيخ. كذلك، يترقّب العالم باهتمام الإعلانات المتعلّقة بالمساعدات إلى الدول الفقيرة، وهي عادة أكثر البلدان عرضة لتداعيات الاحترار المناخي، حتى لو أنّ مسؤوليّتها فيها محدودة، إذ إنّ انبعاثاتها من غازات الدفيئة قليلة جدا. وفي بادرة يأمل كثير من الناشطين ألا تكون رمزية فقط، قرر المندوبون إلى «كوب27»، الأحد، للمرة الأولى، إدراج مسألة تمويل الأضرار الناجمة من الاحترار على جدول الأعمال الرسمي للمؤتمر. وتُقدّر هذه الأضرار بعشرات المليارات منذ الآن، ويُتوقّع أن تستمر بالارتفاع الكبير. فالفيضانات الأخيرة التي غمرت ثلث باكستان تسبّبت وحدها بأضرار قُدّرت بأكثر من 30 ملياراً. وتُطالب الدول الضعيفة إزاء هذه التداعيات، بآليّة تمويل خاصّة، إلّا أنّ الدول الغنية تتحفّظ على ذلك، إذ تخشى أن تحمل المسؤولية رسمياً، وتُفيد بأنّ نظام تمويل المناخ معقّد كفاية بحالته الراهنة. ويجرى المؤتمر في غياب الرئيس الصيني شي جينبينغ، في حين أنّ نظيره الأميركي جو بايدن، المنشغل بانتخابات منتصف الولاية، اليوم، سيمرّ على شرم الشيخ سريعاً في 11 نوفمبر. بيد أنّ التعاون حيوي بين البلدين اللذين يُصدران أعلى مستوى من انبعاثات غازات الدفيئة وتشهد علاقاتهما توتّراً شديداً. لكن قد يلتقي شي وبايدن في بالي في الأسبوع التالي، على هامش قمّة مجموعة العشرين.

بيونغ يانغ تتوعد برد «ساحق» على المناورات الأميركية ـ الكورية الجنوبية

وصفت «عاصفة اليقظة» بأنها «استفزاز يهدف إلى إثارة التوتر في المنطقة»

سيول: «الشرق الأوسط»... توعّدت بيونغ يانغ، أمس (الاثنين)، بأنّها ستردّ على التدريبات المشتركة بين الولايات المتّحدة وكوريا الجنوبيّة بإجراءات عسكرية «حازمة وساحقة»، وذلك بعد سلسلة قياسيّة من عمليّات الإطلاق الصاروخيّة التي أجرتاها في الأيّام الأخيرة. وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن هذا التحذير الجديد جاء رداً على تدريبات عسكرية مشتركة بين الولايات المتّحدة وكوريا الجنوبيّة، هي الكبرى على الإطلاق لقوّاتهما الجوية، وأطلقتا عليها تسمية «عاصفة اليقظة». ونقلت وكالة الأنباء الرسميّة الكوريّة الشماليّة، أمس (الاثنين)، عن هيئة الأركان العامّة لـ«الجيش الشعبي الكوري» قولها، في بيان، إنّها ستردّ على «كلّ تدريبات العدوّ الحربيّة ضدّ جمهوريّة كوريا الديموقراطيّة الشعبيّة، بإجراءات عسكريّة مستدامة وحازمة وساحقة وعمليّة»، مستخدمةً الاسم الرسمي لكوريا الشماليّة. وأشارت هيئة الأركان إلى أنها أطلقت خصوصاً صواريخ بالستية تكتيكية تحاكي هجمات على قواعد جوية وتدرّبت على إسقاط طائرات معادية. وقالت إن صاروخاً بالستياً أُطلق لاختبار «رأس حربي وظيفي خاص يشل نظام قيادة عمليات العدو» من دون أن تذكر مزيداً من التفاصيل عن هذا السلاح. كذلك نفذ سلاح الجو الكوري الشمالي «طلعات قتالية واسعة النطاق» شملت 500 طائرة، بحسب وكالة الأنباء الرسمية الكورية الشمالية. ودفعت هذه التعبئة الجنوب إلى نشر طائرات مقاتلة الجمعة. وأظهرت لقطات لعمليات كوريا الشمالية العسكرية نشرتها وكالة الأنباء الرسمية الكورية الشمالية، أمس (الاثنين)، إطلاق صواريخ من مواقع مختلفة لم يكشف عنها، من بينها قاذفات متحركة. وخلال مناورات «عاصفة اليقظة»، أطلقت كوريا الشماليّة عشرات الصواريخ البالستيّة في البحر، سقط أحدها بالقرب من المياه الإقليميّة الجنوبيّة، ما أثار تنديداً من جانب رئيس كوريا الجنوبيّة يون سوك يول. وأشارت هيئة الأركان العامّة في كوريا الشماليّة أيضاً إلى أنّ التجارب الأخيرة التي أجرتها كوريا الشماليّة على صواريخ بالستيّة تشكّل «رداً واضحاً» على التدريبات العسكرية المشتركة الأميركية - الكورية الجنوبية. ووصفت هيئة الأركان مناورات «عاصفة اليقظة» بأنّها «استفزاز يهدف إلى تعمد إثارة التوتّر في المنطقة». وأضافت: «كلّما تواصلت تحرّكات الأعداء العسكريّة الاستفزازيّة، كلما واجههم الجيش الشعبي الكوري بمزيد من الدقة والقسوة». وحذّرت الولايات المتّحدة وكوريا الجنوبيّة من أنّ عمليّات إطلاق الصواريخ قد تكون مقدّمة لتجربة نوويّة كوريّة شماليّة جديدة، ومدّدتا مناوراتهما الجوّية الكبرى، حتّى السبت، رداً على ذلك. واختُتمت السبت التدريبات التي نشر خلالها سلاح الجوّ الأميركي قاذفتَين من طراز «بي - 1 بي» بعيدتي المدى، في اليوم الأخير الذي شهد عرضاً للقوّة. وفيما لا تحمل القاذفة «بي - 1 بي» الأسرع من الصوت أسلحة نوويّة، إلا أنّ سلاح الجوّ الأميركي يعتبرها «العمود الفقري لسلاح القاذفات البعيدة المدى» القادرة على ضرب أيّ مكان في العالم. وشاركت مئات المقاتلات الأميركيّة والكوريّة الجنوبيّة، بما فيها «بي - 1 بي»، في المناورات من 31 أكتوبر (تشرين الأوّل) إلى 5 نوفمبر (تشرين الثاني). وكانت هذه أوّل مرّة تتوجّه فيها مقاتلات «بي - 1 بي» إلى شبه الجزيرة الكوريّة منذ ديسمبر (كانون الأوّل) 2017. وبحسب هيئة الأركان الكوريّة الجنوبيّة، فإنّ هذه المناورات كانت تهدف إلى إظهار «القدرة والاستعداد للردّ بحزم على أيّ استفزاز من كوريا الشماليّة». ولطالما أثارت المناورات الأميركيّة - الكوريّة الجنوبيّة ردّ فعل حاداً من جانب كوريا الشماليّة التي ترى فيها تدريبات على غزو لأراضيها أو محاولة لإطاحة نظامها. ويرى خبراء أنّ كوريا الشمالية قلقة خصوصاً من هذه التدريبات لأنّ سلاحها الجوّي هو من أضعف المكوّنات في جيشها، إذ يفتقر إلى الطائرات العالية التقنيّة والطيّارين المدرّبين على نحو جيّد. وقال الباحث في معهد سيجونغ، تشيونغ سيونغ تشانغ، إن تفاصيل عمليات كوريا الشمالية الأسبوع الماضي تشير إلى الأهمية التي توليها لتدمير القواعد الجوية الجنوبية. وأضاف في حديث لوكالة الصحافة الفرنسية أن «كوريا الشمالية تعتبر أنه من المهم ضرب وتحييد القواعد الجوية أولاً لأن قوتها الجوية ضعيفة». وكانت كوريا الشماليّة راجعت في سبتمبر (أيلول) عقيدتها النوويّة كي تُتيح لنفسها تنفيذ ضربات وقائيّة في حال حصول تهديد وجودي ضد نظام كيم جونغ أون. وتنصّ العقيدة الجديدة على أنّه في حال تعرّض «نظام القيادة والسيطرة» النووي الكوري الشمالي «لخطر هجوم من قوّات معادية، يتمّ توجيه ضربة نوويّة في شكل تلقائي وفوري». وأفادت وكالة أنباء يونهاب الكورية الجنوبية أن كوريا الجنوبية بدأت الاثنين مناوراتها العسكرية السنوية المحرّكة عبر الكمبيوتر، التي يطلق عليها اسم «تايغوك»، وتهدف إلى تحسين قدرتها على الرد على مختلف التهديدات الكورية الشمالية. وتتوقّع سيول وواشنطن أن تُجري بيونغ يانغ تجربة نوويّة قريباً، ستكون السابعة في تاريخها والأولى منذ 2017.



السابق

أخبار العراق..مقتل أميركي خلال محاولة فاشلة لخطفه في بغداد..الكرد يبدأون تحركاً لتنفيذ ورقة الاتفاق السياسي مع بغداد..السوداني: يجب إعادة الأموال المسروقة من العراق..

التالي

أخبار دول الخليج العربي..واليمن..ميليشيا الحوثي تستهدف مأرب بصواريخ باليستية..غروندبرغ يشدد على سرعة إحراز تقدم في العملية السياسية باليمن..السعودية أكبر المانحين لليمن على الصعيد الإنساني خلال سنوات الانقلاب..ما الأثر الحقوقي من تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية؟..ولي العهد السعودي: تخصيص 2.5 مليار دولار لمبادرة الشرق الأوسط الأخضر..ولي العهد السعودي يثمّن نتائج قمة شرم الشيخ..مذكرات تفاهم طاقوية سعودية مع مصر وعُمان..


أخبار متعلّقة

أخبار وتقارير..الحرب الروسية على اوكرانيا..أوكرانيا تحشد دباباتها للهجوم على خيرسون وقوات فاغنر تضيق الخناق على باخموت..قد يغرق جنوب أوكرانيا.. قصف خطير على سد في خيرسون..هرباً من العتمة.. كييف وضعت خططاً لإجلاء ملايين السكان..زيلينسكي: روسيا تجهز لهجمات جديدة على محطات الطاقة بأوكرانيا..لتجنب صراع أوسع.. محادثات سرية أميركية روسية بشأن أوكرانيا..ألمانيا تريد ذخائر بـ 20 مليار يورو..وشولتس يطالب روسيا باستبعاد «النووي»..زيلينسكي يريد أسطولاً من «المسيرات البحرية»..بوتين يستعين بمجرمين لتجنيدهم في الجيش..وكالات أمنية أميركية تحذر من هجمات «ذئاب منفردة»..اليابان تستضيف استعراضاً بحرياً دولياً وسط تفاقم التوتر شرق آسيا..«طالبان» تكشف موقع قبر مؤسسها الملا عمر..بيونغ يانغ تتعهد برد عسكري «حازم» على التدريبات الأميركية-الكورية الجنوبية..

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East..

 السبت 11 أيار 2024 - 6:24 ص

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East.. Armed groups aligned with Teh… تتمة »

عدد الزيارات: 156,578,267

عدد الزوار: 7,034,051

المتواجدون الآن: 64