الأمير خالد بن سلطان: الأحداث التي تجري في اليمن «مؤلمة».. وأهم ما لدينا هو أمن حدودنا

اليمن: المواجهات العسكرية مستمرة.. وأجواء حرب في صنعاء

تاريخ الإضافة الجمعة 27 أيار 2011 - 7:45 ص    عدد الزيارات 2372    التعليقات 0    القسم عربية

        


اليمن: المواجهات العسكرية مستمرة.. وأجواء حرب في صنعاء

مدير مكتب الأحمر لـ«الشرق الأوسط»: وساطات جديدة لوقف المواجهات وأبناء الأحمر بخير * صالح: لن نستدرج لحرب أهلية

 
صنعاء: عرفات مدابش
تواصلت في العاصمة صنعاء، لليوم الثالث على التوالي، المواجهات العسكرية بين قوات من الأمن والجيش، من جهة، ومسلحين موالين للشيخ صادق الأحمر زعيم قبيلة حاشد، إحدى كبرى القبائل اليمنية، في وقت قال الرئيس علي عبد الله صالح إن بلاده لن تنجر إلى حرب أهلية.

وتحاول قوات الجيش والأمن اليمنية اقتحام قصر الأحمر الكائن في حي الحصبة منذ 3 أيام، دون جدوى وتشير الوقائع على الأرض إلى تحقيق المسلحين الموالين للأحمر تقدما ملحوظا في المواجهات على الرغم من الخسائر البشرية التي تكبدوها، فقد تمكن المسلحون، أمس، من الاستيلاء على مبنى وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ)، بعد مصادمات عنيفة مع حراسته التي تنتمي إلى قوات النجدة والحرس الجمهوري، وقد توقف العمل بصورة تامة في الوكالة الرسمية الوحيدة في البلاد، بعد إجلاء موظفيها اليومين الماضيين، إثر تعرضها لقصف شديد أدى إلى تدمير الطوابق العليا من المبنى وما تحتويه من أجهزة متطورة.

وعلمت «الشرق الأوسط» أن وساطات قبلية جديدة شرعت في احتواء الموقف العسكري المتفجر في صنعاء، وقال عبد القوي القيسي، مدير مكتب الشيخ صادق الأحمر، لـ«الشرق الأوسط»، إنه «لا شك في أن هناك تحركات في اتجاه الوساطة»، وأكد القوسي أن جميع أبناء الشيخ الراحل عبد الله بن حسين الأحمر في صحة جيدة ولم يتعرضوا لأية إصابات من أي نوع، في تأكيد منه بعدم إصابة أو مقتل أي من رموز أسرة الأحمر النافذة في اليمن في المواجهات الدائرة.

وعاش سكان العاصمة صنعاء يوما وفصلا جديدا من العنف في ظل دوي الانفجارات العنيفة وإطلاق النار الكثيف بين الجانبين، وقد خلت شوارع صنعاء من المارة إلا في المناطق البعيدة عن المواجهات، وأغلقت المحال التجارية والمؤسسات الحكومية وغيرها، كما توقفت حركة السير في معظم الشوارع، خاصة في ظل أزمة المشتقات النفطية التي يعيشها اليمن.

وسمعت انفجارات عنيفة تهز حي الحصبة مجددا، في حين أكدت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» أن القوات الحكومية التابعة للرئيس علي عبد الله صالح شرعت في استخدام الصواريخ لدك معاقل آل الأحمر في صنعاء، حيث يعتبرهم الرئيس صالح المحرك الرئيسي للاحتجاجات الشعبية المطالبة بتنحيه، وشوهدت وزارة التربية والتعليم القريبة من حي الحصبة «خاوية على عروشها»، بعد أن اقتربت الاشتباكات منها، بينما قامت قوات الشرطة العسكرية بقطع العديد من الطرق المؤدية إلى منطقة المواجهات، كما انتشر مسلحون بزي مدني في جميع أرجاء صنعاء.

وشهد محيط وزارة الداخلية اليمنية في حي الحصبة مواجهات عنيفة بين القوات النظامية ومسلحي الأحمر. وفي الوقت الذي تحدثت مصادر وشهود عيان عن حصار الوزارة ومكتب الوزير تحديدا، نفى وزير الداخلية اليمني، اللواء مطهر رشاد المصري، سقوط مبنى الوزارة في «يد أولاد الأحمر وعصاباتهم المسلحة»، ونقلت مصادر رسمية عن الوزير المصري قوله إن المعلومات، بهذا الخصوص «ليس لها أي أساس من الصحة وأنها مجرد إشاعات تروج لها بعض المواقع الإلكترونية بهدف البلبلة والإثارة والتهويل»، وأكد أن «أي اعتداء على مبنى وزارة الداخلية سيواجه بحزم من قبل رجال الأمن الأبطال الذين لن يسمحوا لأي كان بالعبث بالأمن والاستقرار أو الاعتداء على المؤسسات والمرافق العامة».

وقال وزير الداخلية اليمني إن «الرجال الأبطال من منتسبي المؤسسة الأمنية سيظلون كما هو العهد بهم دوما وأبدا أوفياء للوطن والثورة والوحدة والشرعية الدستورية والقيادة السياسية بقيادة فخامة الأخ الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية (ولن يحيدوا قيد أنملة عن هذا النهج)، وسيمضون في أداء مهامهم وواجباتهم الدستورية إلى جانب إخوانهم الأبطال من أبناء القوات المسلحة الأوفياء والمواطنين الشرفاء في الذود عن حياض الوطن وعن الثورة والوحدة والشرعية الدستورية والحفاظ على الأمن ولاستقرار والثوابت والمنجزات الوطنية.. وسيتصدون بكل قوة وحزم ومن دون هوادة للخارجين عن القانون وكل من يحاول العبث بالأمن والاستقرار وإثارة الفوضى في البلاد».

وفي التطورات الأمنية أيضا، تواصل قوات الأمن والجيش اليمنية منع المواطنين من الدخول إلى العاصمة صنعاء أو الخروج منها لليوم الثالث على التوالي، باتجاه أي من المحافظات، في ظل حصار شديد يعيشه سكان اليمن عموما، وسكان العاصمة على وجه الخصوص، في ظل انعدام المشتقات النفطية والغاز، والانطفاءات المتواصلة للتيار الكهربائي التي تصل إلى أكثر من 16 ساعة في اليمن وأكثر من ذلك.

واحتشد، مساء أمس، مئات الآلاف من اليمنيين في شارع الستين في غرب العاصمة صنعاء للتظاهر رفضا لأعمال العنف التي تشهدها البلاد ولوقوع حرب أهلية، يقول الخبراء إن اليمنيين يعرفون جميعا أنها ستكون طاحنة وستأتي على الأخضر واليابس في البلاد، وجاءت هذه المظاهرات في صنعاء وغيرها من المحافظات، استجابة لدعوة شباب الثورة الذين حثوا المواطنين على الخروج إلى الشوارع للتنديد بما سموه سعي الرئيس علي عبد الله صالح إلى جر البلاد نحو حرب أهلية.

من جانبها، أصدرت هيئة علماء اليمن ما يشبه الفتوى، حيث قالت، في بيان لها حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إن «من الواجب الشرعي على أبناء الشعب اليوم النزول إلى الشارع تعبيرا عن رفضهم الحرب الأهلية التي يخطط لها صالح ونظامه»، ويرأس الهيئة الشيخ عبد المجيد الزنداني، رئيس جامعة الإيمان، الذي انضم وأيد ثورة الشباب، بعد فشل مساعيه للتوفيق بين السلطة والمعارضة لإنهاء التوتر القائم. وشهدت معظم المحافظات اليمنية، أمس، عصيانات مدنية غير مسبوقة، في سياق الضغوط الشعبية على صالح للتنحي عن السلطة.

وفي الوقت الذي صعدت الولايات المتحدة من لهجتها ضد الرئيس صالح ونظامه، حيث طالبه الرئيس باراك أوباما بالبدء الفوري في نقل السلطة، فقد قال صالح إن بلاده لن تصبح دولة فاشلة وأنه «لن يستدرج إلى حرب أهلية»، في إشارة إلى المواجهات المسلحة التي تشهدها العاصمة صنعاء، وأعطى الرئيس اليمني إشارات أخرى إلى إمكانية توقيعه على المبادرة الخليجية التي سبق أن رفض التوقيع عليها خلال الأسابيع القليلة الماضية، وذلك عندما أكد أنه إذا ما وقع على المبادرة فسوف يظل في اليمن وسوف يعمل في إطار المعارضة، في إشارة واضحة إلى أنه ربما يستعيد السلطة في القريب العاجل بعد تنحيه، حسبما قال لوكالة «رويترز».

وتحدث الرئيس اليمني لعدد من وسائل الإعلام، أمس، في صنعاء عن جملة من القضايا في الساحة، وعن الاشتباكات الجارية في حي الحصبة مع أسرة آل الأحمر، حيث قال إن أحداث الحصبة «تصرف استفزازي» من أجل «استدراج اليمن إلى حرب أهلية، ولكن هذا قاصر على أبناء الأحمر وأحملهم مسؤولية إراقة دماء مدنيين أبرياء»، وأضاف أنهم: «حتى هذه اللحظة يهاجمون وزارة الداخلية، ولكنه لا يريد توسيع نطاق المواجهات».

 

عمان تدعو الأطراف اليمنية إلى استخدام الحكمة لمعالجة الأزمة الراهنة

بن علوي: مستعدون لمساعدة اليمنيين إذا ما توافرت الظروف

 
مسقط: جهان المصري
أعرب الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية في سلطنة عمان يوسف بن علوي عن أسفه لما حصل في اليمن خلال اليومين الماضيين، داعيا الأطراف اليمنية إلى أن يستخدموا الحكمة في معالجة اختلافاتهم لتجنيب اليمن ما نريد جميعا أن نتجنبه، موضحا أن دول مجلس التعاون في بيانها الذي علقت بموجبه المبادرة الخليجية أكدت أنها مستعدة لدعم شعب اليمن. وقال «نحن مستعدون لأن نساعد الإخوة اليمنيين إذا ما توافرت الظروف والأرضية التي يمكن أن نعمل عليها».

كما أكد بن علوي أن السلطنة لم تشهد حتى الآن أي حركة نزوح من الجانب اليمني بسب الأزمة الراهنة. وقال «لا نتوقع حدوث نزوح، لكن في كل الأحوال إن حصل شيء من هذا القبيل فالسلطنة على استعداد لأن تفعل كل ما هو مطلوب لمساعدة النازحين». أما بشأن موضوع انضمام الأردن والمغرب إلى منظومة مجلس التعاون فقال الوزير العماني إن هذا الموضوع سوف يبحث على مختلف المستويات، بما يحقق الأهداف التي عبر عنها بيان القمة التشاورية. وحول المجلس الانتقالي الليبي أشار إلى أن المجلس الانتقالي في ليبيا بدأ يتشكل، ومن الواضح أنه سيأخذ مكانه على مدى الأيام.

حديث بن علوي جاء خلال رعايته في مسقط لحفل رفع علم الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي، مؤكدا أن «ما تمثل اليوم من إنجازات لهو دلالة واضحة على حرص قادة دول المجلس على مواصلة هذه المسيرة المباركة والمضي قدما نحو تحقيق أهداف وتطلعات شعوب المنطقة».

وأوضح بن علوي أن الاحتفال برفع علم الأمانة العامة إلى جانب الأعلام الوطنية على كل المنافذ الحدودية البرية والجوية والبحرية، جاء بناء على اقتراح من الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت، حيث تبنى هذا الاقتراح قادة دول المجلس في قمتهم الحادية والثلاثين التي انعقدت في أبوظبي خلال ديسمبر (كانون الأول) الماضي، مشيرا إلى أن هذه الخطوة تمثل علامة بارزة على وصول دول المنطقة إلى مرحلة من التكامل والترابط بين شعوبها. وقال «نطمح بأن تكون هذه الخطوة باتجاه مزيد من الخطوات التكاملية ومظاهر التعاون والتوحد بين دول المجلس في سبيل توثيق الروابط بين شعوب دول المنطقة في مختلف الميادين السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية».

واعتبر أن مرحلة جديدة من العمل الخليجي المشترك ستنطلق بين دول المجلس، وهي تجمع العمل معا بين الحكومات والشعوب للانتقال إلى مرحلة جديدة من التأكيد على هوية مجلس التعاون بعد مرور ثلاثين عاما على إنشائه، مؤكدا على التماسك والترابط بين حكومات دول المجلس وشعوبه على الرغم من الأزمات التي مرت بها المنطقة.

 

 

الأمير خالد بن سلطان: الأحداث التي تجري في اليمن «مؤلمة».. وأهم ما لدينا هو أمن حدودنا

رعى اختتام فعاليات المؤتمر الرابع لديوان المحاكمات العسكري

 
تبوك - جدة: «الشرق الأوسط»
أوضح الأمير خالد بن سلطان بن عبد العزيز، مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام السعودي للشؤون العسكرية، أن الأحداث التي تجري في اليمن «مؤلمة»، وقال: «نتمنى من الله أن يكتب الخير والصلاح لشعب اليمن الشقيق، وأن يتم تحكيم العقل في كيفية التغلب على هذه الأحداث»، مبينا أن بلاده «دائما مستعدة لكل الأمور، وأهم ما لدينا هو أمن حدودنا واستقرارها».

حاء ذلك في معرض إجابته على أسئلة الصحافيين خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده بعد رعايته حفل اختتام فعاليات المؤتمر الرابع لديوان المحاكمات العسكري والمجالس العسكرية الذي عقد بالمنطقة الشمالية الغربية أمس.

وفي سؤال عن ظهور الخلافات السياسية في إيران، والخوف من وضع استراتيجية لتصدير الفوضى للمنطقة، وماذا يعني هذا للقوات المسلحة, قال: «إن المملكة العربية السعودية دائما تتمنى التعقل في العمل، وهذا ديدن عملها، والحمد لله أن الله قيض لنا حكاما فيهم من رجاحة العقل ما يؤهلهم لقيادة السفينة إلى بر الأمان». وأضاف أن السعودية تأخذ حساباتها في كل شيء، فهي تنشد التعقل من جيرانها، والاهتمام باستتباب حالة الأمن والأمان والازدهار في كل المنطقة.

وفي سؤال حول وحدات المنطقة الشمالية الغربية المتواجدة في المنطقة الشرقية، وتاريخ عودتها, قال: «إن هذه القوات في مهمة دعم لقوات درع الجزيرة التي يعتمد بقاؤها على قياداتنا العليا، وما يتخذه قادة دول مجلس التعاون الخليجي».

وكان الأمير خالد بن سلطان بن عبد العزيز رعى اختتام فعاليات المؤتمر الرابع لديوان المحاكمات العسكري والمجالس العسكرية الذي عقد بالمنطقة الشمالية الغربية أمس بحضور الأمير فهد بن سلطان بن عبد العزيز أمير منطقة تبوك، والأمير الدكتور بندر بن سلمان بن محمد مستشار خادم الحرمين الشريفين رئيس فريق التحكيم السعودي.

وكان الأمير خالد بن سلطان بن عبد العزيز أوصى رجال القوات المسلحة السعودية بالتركيز على التدريب، والجدية فيه، والحرص على التفاعل مع السلاح والمعدات التي بين أيديهم والتعرف عليها عن قرب بأداء عال ومهارة لكي «تعرفهم وقت الشدة».

وحيا الأمير خالد بن سلطان بن عبد العزيز منسوبي المجموعة على صدق الانتماء والتضحيات، والأعمال البطولية المشرفة التي هي سمت أبناء السعودية، وقال: «أحيي كل رجل منكم، على صدق انتمائكم لوطنكم، وعلى تضحياتكم الرائعة، وعلى ما قدمتم من أعمال بطولية مشرفة، سجلها لكم الوطن بمداد من الذهب وحفظها لكم قادة هذه البلاد الغالية، وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود القائد الأعلى لكافة القوات العسكرية، والأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام».

وبين أنه يحمل رسالتين من خادم الحرمين الشريفين، وولي العهد، الأولى: «تحياتهما وتقديرهما وسلامهما الخاص لكل رجل من منسوبي اللواء»، والرسالة الثانية: «شكرهما العميق على ما قدموه من بطولات رجولية حقة أسهمت بكل اقتدار في دحر المعتدين على حدودنا الجنوبية، مع صادق دعواتهما للجميع أن يحفظهم الله بحفظه ويكلأهم بعين رعايته، وسألا الله تعالى أن يرحم الشهداء، وأن ينزلهم منازل الشهداء والصالحين».

وأضاف: «تذكروا دائما كلمات خادم الحرمين الشريفين السامية حينما قال: (كم أنا فخور بكم، والمفردات والمعاني تعجز عن وصفكم.. أقول ذلك ليشهد التاريخ، وتكتب الأقلام، وتحفظ الذاكرة الوطنية بأنكم بعد الله صمام الأمان لوحدة هذا الوطن، وأنكم صفعتم الباطل بالحق والخيانة بالولاء، وصلابة إرادتكم المؤمنة)، حقا إنها كلمات تنطبق على كل رجل منكم». كما أعاد للأذهان كلمات الأمير سلطان بن عبد العزيز وهو يخاطب إخوانه وزملاءه: «ما أنا إلا خادم لكم، وأعمل طول وقتي لأحقق لكم كل ما تصبون إليه».


المصدر: جريدة الشرق الأوسط اللندنية

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 154,765,931

عدد الزوار: 6,964,911

المتواجدون الآن: 74