الفارون إلى أنطاليا: "الحرس الثوري" و"حزب الله" يشاركان في قمع المتظاهرين السوريين

لندن - كتب حميد غريافي:
تسارعت التطورات المأساوية التي خرجت خلال الاسابيع الاربعة الماضية على كل قوانين العالم والطبيعة على ايدي جماعات وعصابات من داخل الجيش واجهزة الامن والاستخبارات و"الشبيحة" السوريين التابعين مباشرة لمدير الاستخبارات علي مملوك ولشقيق الرئيس السوري ماهر الاسد قائد لواء الحرس الجمهوري الذي يدير عمليات قمع المتظاهرين في انحاء البلاد خشية ان ترفض قطاعات الجيش الاخرى ذات الكثافة السنية غير المنتمية الى حزب البعث ذي الملامح العلوية الواضحة, التصدي للمتظاهرين المطالبين بالحرية والتغيير ووقف القتل والسجن والتجهير, وعندئذ ينقسم الجيش وتقع الفتنة الواسعة التي تقول اوساط المعارضة السورية في بروكسل انها "ستشكل نهاية طائفة بكاملها وحزب برمته هما الطائفة العلوية وحزب البعث".
وكشف رئيس لجنة تقصي الحقائق التابعة ل¯"المجلس العالمي لثورة الارز" المهندس كمال البطل من بلدة وادي خالد النقاب امس عن ان "شهود عيان من النازحين السوريين من تلكلخ وجوارها الى هذه البلدة الحدودية اكدوا وجود اطباء ايرانيين لا يتكلمون العربية في عدد كبير من مستشفيات سورية يستقبلون جرحى معينين تأتي بهم اجهزة الامن من متظاهرين وضباط وجنود اصيبوا بعمليات القنص والقصف بالدبابات والاسلحة المتوسطة, الا ان احدا من هؤلاء الجرحى لا يخرج من المستشفيات حيا, وانما توضع جثثهم في الثلاجات, وقد انكشف هذا الامر - حسب هارب سوري من تلكلخ الى وادي خالد - عندما اخرجت احدى الجثث للدفن حيث عثر معها على عبارة "انا شهيد", ما يعني ان صاحبها وُضع في الثلاجة وهو حي".
واشارت تحقيقات المهندس البطل ولجنة تقصي الحقائق المرافقة له الى بلدة وادي خالد مع النازحين السوريين الى "انه لا يُعقل ان يكون القناصة الذين يستهدفون المدنيين المتظاهرين في الشوارع وبينهم نساء واطفال, من "الشبيحة العلويين", بل هم من اجهزة الامن وبعض الوحدات العسكرية المتخصصة بالقنص واعمال قتل في الشوارع, لأن الفرق العلوية حسب ما دلت الاحداث داخل الجيش والاجهزة الاخرى ليست بهذه الكفاءة".
وقال البطل: ان فاعليات وادي خالد عقدت امس مؤتمرا صحافيا حملت فيه على نواب المنطقة في البرلمان اللبناني "لعدم مساعدتهم النازحين السوريين او حمل لواء قضيتهم او حمل الحكومة والدولة على تزويدهم بأسباب الحياة, اذ يبدو ان قوى "8 آذار" بقيادة "حزب الله" تمنع اي مساعدات عن هؤلاء النازحين الهاربين من قمع النظام السوري وتحض اجهزة الدولة على اعادتهم الى قراهم في سورية وعلى اقفال الحدود اللبنانية في وجه اي هاربين جدد".
واخذت الفاعليات اللبنانية على قوى "14 آذار" بقيادة "تيار المستقبل" و"القوات اللبنانية" وحزب الكتائب" ومؤيديها "الاكثر من نصف سكان لبنان", تقاعسها عن دعم الانتفاضة والثورة داخل سورية وخارجها.
وفي باريس, اماط احد قادة المعارضة السورية ل¯"السياسة" اللثام امس عن "بداية هجرة مسيحية من بعض مناطق سورية المعروفة بأنها مختلطة مع العلويين خاصة, وذلك خوفا من تطور الاوضاع سلبا نحو اعلان النظام دويلته العلوية في شمال البلاد بحيث لا يعرف هؤلاء المسيحيون مستقبلهم في المناطق الجديدة بعد ذلك".
وقال المعارض ان "المسيحيين الهاربين الذين انتقل معظمهم حتى الآن الى المناطق السنية الساحلية البعيدة عن الهيمنة العلوية, ابلغوا سفراء الفاتيكان في سورية ولبنان والاردن انهم يخشون ان يصبحوا هم واطفالهم وافراد عائلاتهم رهائن في ايدي جماعات آل الأسد العلوية, تماما كما حدث للمسيحيين في العراق, خصوصا في حال حدثت تداعيات دراماتيكية اذا اقدمت قوات حلف شمال الاطلسي بطلب من مجلس الامن في نهاية المطاف على معاملة نظام بشار الاسد كما تعامل الآن نظام معمر القذافي, فيلجأ آل الاسد الى اخذ المسيحيين في مناطقهم رهائن كما فعل صدام حسين مع الرعايا الاجانب في العراق في بداية الحرب الدولية ضده العام 2003".

تداعت الاحزاب والتيارات المعارضة السورية بأجنحتها الداخلية والخارجية الى مؤتمر موسع في مدينة انطاليا التركية الاسبوع المقبل يتسم للمرة الاولى بحضور كثيف لعنصر الشباب السوري المعارض لنظام بشار الاسد ويشارك فيه "الاخوان المسلمون" وزعامات سورية حزبية وثقافية وعلمية وقبلية اضافة الى وفود من مختلف المناطق السورية في مقدمتها وفد كبير من الجولان المحتل من سكان بلدة مجدل شمس وشرائح واسعة من الشباب الذين حملوا لواء الثورة ضد النظام البعثي القمعي حسب احد قادة المعارضة ل¯ "السياسة" امس وقالت اوساط المؤتمر الذي يستمر من 31 مايو الجاري الى 2 يونيو المقبل في هذه المدينة التركية التي تحتضن اعدادا من الهاربين البالغ عددهم 32 شخصا بينهم ثلاثة جرحى اكدوا لدى وصولهم الى تركيا ان عناصر "الحرس الثوري" الايراني  و"حزب الله" اللبناني اعتدوا عليهم باطلاق النار في ادلب وتلكلخ واللاذقية ومعرة النعمان وان نشطاء في المجتمع المدني السوري ممن شاركوا في التظاهرات التقطوا صورا لهذه العناصر الغريبة التي التحقت بميليشيات النظام "الشبيحة" في اماكن مختلفة من البلاد.
وأكدت اوساط المؤتمر السوري المعارض مشاركة كافة الاطياف السياسية السورية في الداخل والخارج في مؤتمر انطاليا بينهم عبدالرزاق عيد رئيس "اعلان دمشق" في المهجر وغسان عبود مؤسس تلفزيون "اورينت" الذي يبث حاليا من القاهرة, ومأمون الحمصي النائب السابق في البرلمان السوري والدكتور عمار قربي رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الانسان السورية والشيخ عبدالاله  طراد الملحم أحد وجهاء العشائر والقبائل العربية في حمص وحازم عرعور ابن الشيخ العلامة عدنان عرعور المقيم خارج سورية وسعيد لحدو ممثل المنظمة الاشورية السريانية اضافة الى منظمات مدنية سورية واوروبية ومن انحاء اخرى من العالم.

دمشق - يو بي اي: استحوذت مجموعة من المستثمرين الكويتيين على شركة "راماك" التي تعود ملكيتها إلى شركة سورية للأسواق الحرة محدودة المسؤولية التابعة لرجل الأعمال السوري رامي مخلوف, ابن خال الرئيس بشار الأسد.
وذكر موقع "سيريانيوز" الالكتروني الخاص, أمس, انه "من المتوقع ان يتم الكشف والإعلان عن تفاصيل الصفقة والمشاركين فيها في الأيام القليلة المقبلة".
وقالت مصادر مقربة من مخلوف انه "سحب كل أمواله الموجودة خارج سورية ووضعها تحت تصرف الحكومة السورية لرفع قيمة الليرة السورية بعد ارتفاع الدولار الذي حصل في الأسواق السورية", فيما نفت مصادر عربية في دمشق "وجود هكذا صفقة على الاطلاق ".
وشركة سورية للأسواق الحرة المحدودة المسؤولية مستثمرة من قبل شركة "راماك" للأسواق الحرة المملوكة لمخلوف.
وتضم الاسواق الحرة صالات في مطار دمشق الدولي ومطار حلب والمناطق الحرة الحدودية في درعا وجديدة يابوس وباب الهوى.
 

فيينا - ا ف ب ¯ رويترز ¯ د ب أ: أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنها تلقت معلومات جديدة بشأن البرنامج النووي الايراني المثير للجدل الذي يشتبه بأن طهران تسعى من خلاله الى اقتناء السلاح النووي.
وفي تقرير داخلي, حصلت وكالات الأنباء العالمية على نسخة منه, ليل أول من أمس, أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنها تلقت منذ تقريرها الاخير في فبراير الماضي, "معلومات اضافية مرتبطة بانشطة محتملة مرتبطة بالنووي وغير معلنة, وهي الان في صدد التقييم".
ومن بين هذه المعلومات, فإن إيران واصلت تخزين اليورانيوم وباتت تملك أربعة آلاف و105 كلغ من اليورانيوم المنضب في مصنعها في ناتنز. ويمكن استخدام هذه المادة لتشغيل مفاعل مدني وكذلك لاغراض عسكرية.
واضاف التقرير ان طهران تملك ايضا 56,7 كلغ من اليورانيوم المخصب بنسبة عشرين في المئة.
واوضحت الوكالة في تقريرها المؤلف من تسع صفحات والذي سلم الى الدول الاعضاء قبل اجتماع مجلس الحكام الشهر المقبل ان هناك "معلومات مفادها ان بعض هذه الانشطة يمكن ان تكون استمرت بعد العام 2004", خلافاً لما كان يعتقد سابقا.
وقال مصدر قريب من الملف ان الانشطة المشبوهة لايران قد تكون استمرت "حتى وقت قريب", ما قد يشمل العام 2010.
وكتب المدير العام للوكالة يوكيا امانو الى رئيس البرنامج النووي الايراني فريدون عباسي "ليؤكد مجددا مخاوفه" ول¯"يعبر عن اهمية ان توضح ايران هذه المسائل", إلا أنه لم يتلق رداً من طهران.
في المقابل, رفضت طهران اتهامات الوكالة الذرية, مؤكدة ان الحديث عن جانب عسكري محتمل لبرنامجها النووي "لا اساس له من الصحة".
ونقلت وكالة الانباء الرسمية عن ممثل ايران في الوكالة الدولية علي اصغر سلطانية قوله "في التقرير, يلمحون الى المسائل المكررة والمملة نفسها, القائمة على اتهامات وتكهنات لا اساس لها بشأن نشاطات مزعومة هدفها عسكري", مضيفاً "لا شك ان غياب ادلة متينة (لاثبات اتهامات الوكالة الدولية للطاقة الذرية) يضر بمكانة الوكالة".
واعتبر أن "التقرير يدل مرة اخرى على انه بعد ثمانية اعوام من التفتيش ليس هناك أي مؤشر على انحراف نحو اهداف عسكرية" في البرنامج النووي الايراني.
وقال سلطانية ان "التقرير يدل على ان النشاطات النووية لا سيما تخصيب اليورانيوم متواصلة بنجاح تام ومن دون انقطاع تحت مراقبة الوكالة الدولية".
وأفاد تقرير صدر أخيراً عن الأمم المتحدة ان العقوبات الدولية بحق ايران عطلت برنامجها النووي وابطأت وتيرته.
وفي تقرير داخلي آخر, أعلنت الوكالة الدولية وجود "احتمال كبير" ان يكون الموقع المشبوه في سورية الذي قصفته طائرات اسرائيلية في سبتمبر 2007 مفاعلاً نووياً.
وأوضحت أنه "استنادا الى جميع المعلومات المتوافرة لدى الوكالة وتقييمها الفني لتلك المعلومات, ترى الوكالة احتمالاً كبيراً في ان يكون المبنى المدمر في موقع دير الزور مفاعلا نوويا كان ينبغي الاعلان عنه للوكالة".
وهذه المرة الاولى التي تعلن فيها الوكالة رسميا تقييما مماثلا منذ بدأت التحقيق في هذا الموضوع العام 2008.
وتتهم الولايات المتحدة على الاخص سوريا ببناء مفاعل غير معلن في دير الزور بمساعدة كوريا الشمالية, وهو موقع دمره الطيران الاسرائيلي.
وواصلت دمشق عرقلة تحقيق مفتشي الوكالة ولم تسمح لهم بدخول الموقع الا مرة واحدة في يونيو 2008 ورفضت مذاك اي زيارة لدير الزور او اي موقع اخر يتعلق بالملف.
واعتبرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقرير من تسع صفحات اتسم بنبرة حادة اكثر من المعتاد وسلم الى الدول الاعضاء في الوكالة, أول من أمس, أن مميزات المبنى المدمر "يمكن مقارنتها بمباني مفاعلات الغرافيت المبردة بالغاز", مشيرة إلى أن تركيبة المبنى قبل تدميره "كانت تجيز تشغيل مفاعل كهذا", وان ترتيب الموقع "لا يتطابق مع تأكيدات سورية حيال اهداف هذه البنية".
ولطالما نفت دمشق هذه الاتهامات مكررة ان موقع دير الزور كان موقعاً عسكرياً غير نووي وبالتالي لا موجب للوكالة بزيارته.
واضاف تقرير الوكالة ان عناصر اخرى تظهر ان الموقع مركب من اجل بناء واستخدام مفاعل نووي, لافتاً إلى ان تحليل العينات المأخوذة من الموقع تشير الى "رابط بنشاطات متعلقة بالنووي".
وركزت الوكالة على الظروف الاستثنائية للتحقيق مشيرة الى ان "المبنى في الموقع تم تدميره, وازيل الركام, ومرت اعوام قبل ان تتعاون سورية كما يلزم مع الوكالة".