نائب رئيس ائتلاف القبائل السورية: الأسد لن يرحل إلا بـ«الخيار العسكري».. وروسيا ستتخلى عنه قريبا

دمشق تعلن توصلها إلى اتفاق مع اللجنة العربية لحل الأزمة.. وترحل إلى اجتماع القاهرة اليوم

تاريخ الإضافة الخميس 3 تشرين الثاني 2011 - 5:47 ص    عدد الزيارات 2259    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

دمشق تعلن توصلها إلى اتفاق مع اللجنة العربية لحل الأزمة.. وترحل إلى اجتماع القاهرة اليوم
دبلوماسي عربي لـ «الشرق الأوسط»: نحرص على حل عربي.. لكن صبر العالم سينفد
القاهرة: صلاح جمعة دمشق - لندن: «الشرق الأوسط»
يجتمع وزراء الخارجية العرب في القاهرة اليوم لبحث الموقف الذي سيتخذونه إزاء دمشق، في ضوء رد سوريا على الخطة العربية التي سلمت لوزير خارجيتها وليد المعلم، ولكن دبلوماسيين عربا يتوقعون أن يستمر نظام بشار الأسد في «المناورة»، اعتقادا منه أنه يستطيع إنهاء الانتفاضة في بلاده بالوسائل الأمنية.
وكان من المقرر أن تسلم سوريا أمس رد دمشق على الخطة التي سلمتها الأحد اللجنة الوزارية العربية المعنية بالأزمة في الدوحة لوزير الخارجية السوري.
من جهتها، أعلنت دمشق أمس توصلها إلى اتفاق مع الجامعة العربية بشأن خطتها لحل الأزمة في سوريا.
وعنونت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» في خبر عاجل لها «الاتفاق بين سوريا واللجنة الوزارية العربية على الورقة النهائية بشأن الأوضاع في سوريا، والإعلان الرسمي عن ذلك في مقر الجامعة العربية غدا (الأربعاء) في القاهرة»، دون أن توضح مزيدا من التفاصيل.
وقال مصدر دبلوماسي عربي لـ«الشرق الأوسط» إن الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، رئيس الوزراء القطري رئيس اللجنة الوزارية المكلفة متابعة الوضع في سوريا، سيقدم تقريرا اليوم للمجلس حول نتائج مهمة اللجنة في سوريا واجتماعها في الدوحة. وأضاف المصدر أن ورقة العمل التي أعدتها اللجنة للتعامل مع الأزمة في سوريا تتضمن وقف كل أعمال العنف، وسحب الآليات العسكرية، والإفراج عن المعتقلين، وإجراء حوار بين النظام والمعارضة في القاهرة تحت رعاية الجامعة العربية، مشيرا إلى أن النظام السوري تجاوب مع بعض البنود، ولكنه يصر على عقد الحوار مع المعارضة في دمشق وهو ما ترفضه المعارضة، والجامعة العربية ستحاول إقناع السوريين بالحوار في القاهرة. وأكد المصدر، الذي تحدث شريطة عدم ذكر اسمه، حرص مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري على أن يكون حل الأزمة السورية «عربيا»، وبجهود عربية، لكن المصدر لمح إلى أن صبر العالم قد ينفد إذا استمرت عمليات القتل ضد المدنيين العزل، واستمرت مماطلات النظام السوري، قائلا «إن حلف (الناتو) انتهى من الملف الليبي، وبالتأكيد سيتدخل إذا استمرت عمليات القتل والعنف ضد المدنيين، كذلك الموقف الروسي والصيني لن يظلا إلى ما لا نهاية يساند النظام السوري، فهناك مطالبات منهما أيضا بصوت عال حاليا لوقف العنف».
وكان مجلس جامعة الدول العربية قرر خلال اجتماعه الطارئ على مستوى وزراء الخارجية، في 16 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، تشكيل لجنة وزارية برئاسة دولة قطر وعضوية كل من مصر وسلطنة عمان والجزائر والسودان والأمين العام للجامعة العربية، لإجراء اتصالات مع القيادة السورية بهدف إطلاق حوار وطني بين الحكومة والمعارضة السورية خلال 15 يوما.
وقال الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي للصحافيين، أمس، إن «هناك موقفا اتخذته اللجنة الوزارية، وتحدثت فيه مع الحكومة السورية ممثلة في وزير الخارجية السيد وليد المعلم، والرد مفترض أن يصل للاجتماع الوزاري العربي».
وأوضح دبلوماسي رفيع المستوى أن الرد السوري النهائي على الخطة العربية المقترحة لمعالجة الأزمة السورية ينبغي أن يتم إبلاغه في وقت لاحق، أمس، إلى السلطات القطرية.
وقال الدبلوماسي، حسب وكالة الصحافة الفرنسية، إن المعلم «طلب الاثنين تعديلات على المبادرة العربية» وإنه «تمت الموافقة على بعض التعديلات الطفيفة، ولكن الوفد العربي طلب منه ردا نهائيا الثلاثاء (أمس) على المبادرة العربية في مجملها» ليكون الموقف السوري واضحا قبل اجتماع وزراء الخارجية العرب المقرر عقده في القاهرة اليوم.
وأوضح أن المبادرة العربية ترتكز أساسا على عنصرين، هما: «وقف العنف، والسماح بدخول منظمات عربية ووسائل الإعلام العربية والدولية للتحقق من ذلك، ثم عند إحراز تقدم ملموس على الأرض بدء حوار وطني في مقر الجامعة العربية في القاهرة، يشمل كل أطياف المعارضة السورية».
وكانت مصادر مقربة من الوفد السوري قد كشفت في وقت سابق أن دمشق قدمت ورقة طالبت فيها بـ«وقف الحرب الإعلامية» ضدها وتهريب السلاح ورفع العقوبات مقابل جملة من الإصلاحات السريعة التي تؤدي في نهاية المطاف إلى إجراء انتخابات رئاسية متعددة.
وذكرت صحيفة «الوطن» السورية القريبة من السلطة أن المسؤولين السوريين أجروا أمس مشاورات تتعلق بالخطة السورية، مؤكدة أن «المعلم سلم الجانب القطري أفكارا يراها مناسبة لحل الأزمة في سوريا (...)، وطلب أيضا وقتا للتشاور بشأن أفكار أخرى تضمنتها الورقة مع القيادة في العاصمة السورية».
من جانبه، صرح السفير السوري في القاهرة يوسف أحمد بأن بلاده ستتعامل بـ«إيجابية» مع الخطة العربية، وأدلى وزير الخارجية الجزائرية مراد مدلسي بتصريحات مماثلة.
وقال مدلسي في تصريحاته إنه تم التوصل إلى «اتفاق» مع السوريين خلال اجتماع لجنة المتابعة العربية في الدوحة، موضحا أنه «يأمل أن يتأكد في القاهرة الاتفاق الذي تم التوصل إليه في الدوحة خلال اجتماع لجنة متابعة مبادرة السلام العربية، مع السوريين»، كما نقلت وكالة الأنباء الجزائرية.
إلا أن دبلوماسيين عربا شككوا في أن يتعامل الرئيس السوري بشار الأسد بشكل جدي مع الخطة العربية.
وأكد الدبلوماسيون، الذين طلبوا عدم كشف هوياتهم، أن «الأسد ما زال يأمل الإفلات من خلال الحل الأمني، خصوصا أنه يدرك أن وضع سوريا مختلف كليا من الناحية الجيواستراتيجية عن وضع ليبيا، وهو على قناعة بأن قطاعات مهمة في المجتمع السوري ما زالت تؤيد النظام، ويدلل على ذلك بأنه ليست هناك حركة احتجاجية في أكبر مدينتين سوريتين، دمشق وحلب».
وقالوا إن الأسد «ربما يعطي إجابة من نوع (نعم ولكن)، في إطار سعيه إلى المناورة وكسب الوقت».
وعبر الدبلوماسيون عن اعتقادهم أن تصريح بشار الأسد الذي حذر فيه من أن أي تدخل غربي ضد دمشق سيؤدي إلى «زلزال»، من شأنه أن «يحرق المنطقة بأسرها»، يعكس قناعته بأن وضع سوريا مختلف.
وكان رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم، حذر الأحد النظام السوري من «اللف والدوران والاحتيال»، داعيا إلى اتخاذ خطوات ملموسة سريعة في سوريا، لتجنب «عاصفة كبيرة» في المنطقة.
يعتقد الدبلوماسيون العرب أنه من المستبعد أن يستجيب وزراء الخارجية العرب لمطلب المعارضة السورية بتجميد عضوية دمشق في الجامعة العربية.
وقال أحد الدبلوماسيين «هناك دول عربية عدة لا تؤيد مثل هذه الخطوة، وتعتبر أن تجميد عضوية دمشق يعني وقف الاتصالات معها واستمرار العنف وحرمان العرب من مواصلة الضغوط عليها».
ولم يتوقف النظام السوري، الذي لا يعترف بحجم مظاهرات الاحتجاج، ويعزو أعمال العنف في البلاد إلى «عصابات إرهابية»، عن قمع المحتجين الذين يطالبون بتنحي الأسد منذ 15 مارس (آذار). وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من ثلاثة آلاف شخص قضوا في أعمال القمع.
وبينما خيم الصمت والغموض على الموقف السوري الرسمي خلال الساعات الأخيرة للمهلة العربية، تناقلت مواقع إلكترونية سورية قريبة من النظام تصريحات لمصادر دبلوماسية لم تسمها، تؤكد «أن سوريا تعاطت بإيجابية مع الدور الذي أنيط باللجنة العربية، على اعتبار أن لا مصلحة للسوريين في الاختلاف مع الجامعة العربية»، خاصة أن «هناك من يسعى إلى عرقلة عمل اللجنة في سبيل تدويل الوضع في سوريا». وقالت تلك المصادر، بحسب المواقع الإلكترونية، إن هناك قناعة لدى السوريين بأن «عمل اللجنة العربية يجري تحريكه من قبل الولايات المتحدة، التي عجزت عن اتخاذ قرار في مجلس الأمن ضد سوريا»، وأن واشنطن «تسعى إلى تدويل الأزمة السورية بهدف إحراج الدول الداعمة للموقف السوري، خاصة روسيا والصين، وصولا إلى دفع العرب نحو التدويل تسهيلا لاتخاذ موقف في مجلس الأمن ضد سوريا»، وأن «قطر برئاستها للجنة العربية تحاول أخذ الجامعة نحو مواقف وقرارات لا تنسجم مع مصلحة الجامعة ومصلحة العرب».
وقالت تلك المصادر إنه «لم يكن هناك مبرر لمواقف وزير خارجية قطر بعد لقاء اللجنة مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم، سوى أن قطر تريد دفع الجامعة نحو اتخاذ موقف سلبي إزاء سوريا»، ورجحت المصادر عدم موافقة السوريين على «إجراء الحوار خارج أراضيها».
وفي السياق ذاته، كتبت صحيفة (الثورة) الرسمية في افتتاحيتها، أمس، عن حالة من الترقب والانتظار لما سيتمخض عنه العمل العربي بخصوص الوضع في سوريا، وشككت في وجود «أصابع غير عربية لتحقق بالسياسة ما عجزت عن تحقيقه بالتحريض».
 
المجلس الوطني السوري خارج إطار المبادرة العربية.. وأعضاؤه يتابعونها عبر وسائل الإعلام
أحدهم لـ «الشرق الأوسط»: لم ترسل لنا أي ورقة رسمية ونحن من يمثل الثورة سياسيا
بيروت: بولا أسطيح
يعلق أعضاء المجلس الوطني السوري على المبادرة العربية باتجاه سوريا بالاستناد إلى البنود التي عممت إعلاميا، فحتى الساعة وكما يؤكد أنس العبدة عضو الأمانة العامة للمجلس أنه لم تصل إليهم أي ورقة رسمية من جامعة الدول العربية وهم وكما يقول يحاولون تتبع التعديلات التي يقال: إنها دخلت على النسخة الأصلية عبر الإعلام.
وبينما يتفادى بعض أعضاء المجلس التصويب على المبادرة مع العلم بأنهم يرفضون رفضا قاطعا بندا أساسيا فيها ألا وهو الجلوس على الطاولة لمحاورة النظام، يسعون وكما يقول أحدهم لـ«الشرق الأوسط» إلى إعطاء فرصة لوقف نزيف الدم، مشددا على أن لا تنازل عن المبدأ الأساسي بأن أي تفاوض قد يتم مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد لن يبحث إلا في كيفية تسليم السلطة.
وفي هذا السياق، يقول أنس العبدة لـ«الشرق الأوسط»: «ما هو أهم اليوم من قبولنا للمبادرة أو عدمه هو غياب أي مسعى جدي لدى النظام لبناء إجراءات ثقة على أرض الواقع. أول من أمس قتل 14 شهيدا ويوم الجمعة الماضي أسقط نحو 46 وبالتالي لا مؤشرات تدل على أن النظام بصدد الدخول بمناخ حواري مع المعارضة» متوقعا أن يستخدم الأسد في الساعات المقبلة «آخر ما توصلت إليه تقنيات التسويف والمماطلة والخداع للالتفاف حول المبادرة العربية والاستمرار بالحل الأمني».
وكشف العبدة أن «جامعة الدول العربية لم ترسل حتى الساعة أي ورقة رسمية عن المبادرة للمجلس الوطني»، قائلا: «حتى هذه اللحظة لم ترسل إلينا أي مبادرة رسميا ونحن نسمع بأن النسخة الأصلية تخضع لتعديلات عبر الإعلام وبالتالي وكوننا الممثل السياسي للثورة والمعنيين بالموضوع ننتظر أن تصلنا المبادرة للتعليق عليها واقعيا مع العلم بأننا كنا واضحين منذ البدء برفضنا مفهوم الحوار الذي يبحث بما هو خارج إطار تسليم السلطة» مشددا على أن «أي حوار مبني على البحث بالإصلاحات وبقاء الأسد حتى الـ2014 مرفوض».
ولم يقر العبدة بعدم وضع المجلس الوطني بأجواء المبادرة حتى الساعة أي تخط لدوره لافتا إلى أنه «وإذا تحدثنا من الناحية البروتوكولية فإن بحث المبادرة مع النظام أولا أمر مفهوم كونه عضوا في جامعة الدول العربية»، وأضاف: «ما نطالب به جامعة الدول العربية اليوم التوقف عن إعطاء المهل التي تسمح للنظام بالتسويف والمماطلة، تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية والعمل على إيجاد آلية واضحة وفعالة لحماية المدنيين والاعتراف بالمجلس الوطني ممثلا سياسيا للثورة بعد أن حصل على تأييد شباب الثورة في الداخل».
واعتبر العبدة أن المبادرة العربية «بمثابة فرصة أخيرة للنظام ليوفر على نفسه مزيدا من الجرائم وكي يتفادى المحاكمة»، وقال: «تعاونه لوضع آلية لتسليم السلطة فرصة ذهبية للنظام كي لا يلقى مصير نظام العقيد الليبي معمر القذافي. نحن لن نساوم على شرط تسليم السلطة وإذا رفض النظام هذا الشرط فسيكون هو من يفشل المبادرة العربية».
بدوره، يمتلك مأمون النقار عضو المجلس السوري نظرة تفاؤلية للوضع، إذ يؤكد أن «مسألة سقوط النظام أصبحت مسألة أيام»، متوقعا أن ينهار كليا الشهر المقبل. وفي اتصال مع «الشرق الأوسط»، شدد النقار على «عدم إمكانية محاورة نظام يقتل شعبه إلا في كيفية انتقال السلطة حتى ولو قدمنا مليون شهيد»، وأضاف: «المبادرة العربية انتهت، والنظام السوري هو من وضع حدا لها».
واعتبر النقار أن «المعارضة لم تعد بحاجة لطلب أي تدخل عسكري أجنبي لأن النظام ينهار نتيجة الحراك الشعبي الداخلي»، لافتا إلى أن «هذه المعارضة تبحث اليوم في ما بعد بشار الأسد»، متحدثا عن «مئات الخبراء الذين يضعون الخطط الاقتصادية والسياسية والعسكرية للمرحلة المقبلة».
 
القاهرة: المعارضة السورية تتجه لنقل اعتصامها من أمام الجامعة العربية إلى مكتب الأمم المتحدة
في حال تعثر الجهود العربية لحماية المدنيين في سوريا والتوجه إلى تدويل الأزمة
القاهرة: صلاح جمعة
تعتزم المعارضة السورية بالقاهرة نقل اعتصامها المفتوح الذي بدأته أمام مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية منذ 16 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، موعد انعقاد الاجتماع غير العادي لوزراء الخارجية العرب بشأن سوريا، إلى مكتب الأمم المتحدة بالقاهرة في حال فشلت الجهود العربية في وقف عمليات القتل التي يمارسها النظام السوري ضد شعبه، على حد قولهم.
وقال مصدر بالتنسيقية الإعلامية لدعم الثورة السورية بالقاهرة في تصريح له أمس إن ممثلي المعارضة السورية وأبناء الجالية بالقاهرة قرروا نقل اعتصامهم إلى مكتب الأمم المتحدة بالقاهرة إذا لم يتمكن وزراء الخارجية العرب، في اجتماعهم غير العادي المقرر عقده اليوم، من اتخاذ قرارات حاسمة للضغط على النظام السوري لوقف عمليات القتل التي يمارسها ضد شعبه الأعزل وسحب الآليات العسكرية وقوات الجيش من الشوارع.
وأوضح المصدر أن «نقل الاعتصام من أمام الجامعة إلى مكتب الأمم المتحدة سيكون له دلالة مهمة مفادها إعلان وفاة الجهود العربية لحماية المدنيين في سوريا والتوجه إلى تدويل الأزمة أسوة بالنموذج الليبي، وطلب المساعدة من المجتمع الدولي من أجل وقف القتل».
وأوضح المصدر أن «أقل القرارات المنتظرة من الاجتماع العربي هو تجميد عضوية سوريا في جامعة الدول العربية وجميع الهيئات والمنظمات التابعة لها تمهيدا لاتخاذ إجراءات أشد».
من جانبه، ينظم «تجمع قوى الربيع العربي» برئاسة الدكتور إبراهيم الأمين، القيادي في حزب الأمة السوداني، مؤتمره الأول أمام الجامعة العربية اليوم، للتضامن مع أبناء الجاليتين السورية واليمنية المعتصمين أمام الجامعة منذ أكثر من أسبوعين لإعلان التأييد والتضامن معهم.
ويلقي الصادق المهدي، رئيس وزراء السودان الأسبق، وصاحب مبادرة «تجمع قوى الربيع العربي» التي تتكون من ائتلافات الثورات العربية وناشطين بارزين بالدول العربية، كلمة بالتزامن مع انعقاد الاجتماع غير العادي لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري اليوم لبحث الوضع في سوريا تتضمن موقف التجمع العربي حول الأزمة في سوريا ومساندة الثورات العربية وضرورة هيكلة الجامعة العربية على أسس جديدة تجعلها تقوم بدورها المناط بها، وتدشين علاقة جديدة لقوة الشعوب العربية التي أثبتت جدارتها السلمية أمام قوة الأنظمة المستبدة.
وقال أيمن عامر، منسق الائتلاف العام لثورة 25 يناير ممثل مصر بالتجمع، إن تجمع «قوى الربيع العربي» هو تجمع طوعي شعبي يعمل على تحقيق الوحدة العربية من دون تفرقة أو تمييز على أساس ديني أو عرقي أو مذهبي أو طائفي أو نوعي.
 
أردوغان: الأسد يتعامل مع المعارضة بأسلوب ورثه عن والده
صحيفة روسية: موسكو لا تستطيع الاستمرار في الدفاع عن الرئيس السوري إلى ما لا نهاية
أنقرة - أبوظبي: «الشرق الأوسط»
قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في كلمة أمام نواب عن حزب العدالة والتنمية في أنقرة أمس إن تركيا لا يمكنها أن تبقى صامتة في وجه محاولات السلطات السورية قمع الاحتجاجات اليومية ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وأضاف أن «قتل نفس واحدة كقتل الناس جميعا، لكن للأسف هناك سلطة تقتل مئات أعتبرهم من الشهداء»، حسب ما أوردته وكالة «رويترز».
وأوضح أردوغان أن الأسد يتعامل مع المعارضين بأسلوب ورثه عن والده الرئيس الراحل حافظ الأسد، وقال: «تظهر البنية المميزة التي ترجع لأيام الأب (حافظ الأسد) في سوريا فتستخدم القسوة ضد الناس في حماة وحمص ودرعا»، وأضاف أن تركيا ستتخذ خطوات ضد الحكومة السورية لوقف العنف. وقال أمام المجموعة البرلمانية لحزبه: «لا يمكننا التزام الصمت في وجه هذه العملية. إننا ملتزمون باتخاذ الموقف الضروري وسنفعل ذلك».
وكان رئيس الوزراء التركي قد قال في وقت سابق إنه يعتزم فرض عقوبات على سوريا الحليفة السابقة لبلاده في محاولة للضغط على الأسد لوقف القمع الدموي للمحتجين المطالبين بالديمقراطية الذين خرجوا إلى الشوارع في مارس (آذار) الماضي.
وبعد سنوات من العلاقات السورية - التركية المميزة، أدانت تركيا بحزم هذا العام قمع المحتجين السلميين خوفا من انتقال العنف في سوريا عبر الحدود إذا ما اتخذ بعدا عرقيا أو طائفيا أكبر.
إلى ذلك، ذكرت صحيفة «روسيسكايا غازيتا» الروسية أمس أن موسكو لا تستطيع الاستمرار في الدفاع عن الأسد بلا نهاية.
وقالت الصحيفة في تقرير لها إن روسيا تجد نفسها أمام خيارين؛ إما الاستمرار في تأييد الأسد بغض النظر عن خسائر معنوية ومالية محتملة على المسارات الأخرى (الأميركي والأوروبي)، وإما أن تبدأ في مفاوضة معارضي الرئيس السوري وتنضم بالتالي إلى تحالف معاد لدمشق تم تشكيله في العالم. وأضافت أن موسكو تدعو الأسد إلى الإسراع في حل المشكلات الداخلية «لأن سياستها المستقبلية في سوريا تتوقف على ما إذا كان سيتمكن من السيطرة على الأمور في بلاده»، موضحة أن روسيا لا تستطيع الاستمرار في الدفاع عن الأسد إلى أجل غير مسمى.
يذكر أن روسيا والصين استخدمتا في 4 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي حق النقض (الفيتو) ضد قرار في مجلس الأمن بشأن سوريا يدين بشدة «الانتهاكات الجسيمة والمتواصلة» لحقوق الإنسان في البلاد ويطالب بوقف فوري «لجميع أعمال العنف ومساءلة المسؤولين عنها».
وقتل أكثر من 3 آلاف شخص؛ بينهم 187 طفلا على الأقل، جراء قمع الحكومة السورية الاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية منذ بدايتها في منتصف مارس (آذار) الماضي، حسب تقديرات الأمم المتحدة.
 
سقوط قتلى برصاص الأمن السوري أغلبهم في حمص.. واستمرار المظاهرات داخل الجامعات
مقتل 10 مدنيين بينهم جندي منشق.. والسلطات تعتقل 20 طالبا.. واشتباكات بين طلبة مؤيدين وآخرين معارضين
دمشق - لندن: «الشرق الأوسط»
استمرت أمس عمليات قمع المتظاهرين المناوئين لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، ولقي 10 سوريين حتفهم برصاص قوات الأمن والجيش، ستة منهم في حمص واثنان في حماه، أحدهما جندي منشق. وفي غضون ذلك استمرت المظاهرات الاحتجاجية داخل الجامعات السورية.
وقالت مصادر طلابية إن قوات الأمن قامت أمس بحملة تفتيش واسعة في الجامعة العربية الدولية الخاصة (الأوروبية سابقا) في محافظة درعا، وذلك بعد يوم من حصول اشتباك بالأيدي فيها بين طلاب مؤيدين للنظام وآخرين مناهضين له، وقيامهم بصبغ مياه البحيرة في الجامعة باللون الأحمر. وبينما علقت جامعة القلمون الخاصة دوامها لأكثر من شهر وأخلت السكن الجامعي أول من أمس على خلفية تظاهر أكثر من ألفي طالب في كافتيريا الجامعة، اقتحمت عناصر الأمن الجامعة الدولية وقامت بتفتيش كل قاعات الجامعة وغرفها، وتفتيش حقائب الطلاب، كما تم اعتقال نحو عشرين طالبا من المشكوك فيهم عدة ساعات، قال زملاؤهم إنهم تعرضوا للضرب.
وفي الجامعة الدولية للعلوم والتكنولوجيا سيطرت أمس أجواء من الاضطراب والتوتر لدى الإعلان عن مؤتمر للحوار في الجامعة برعاية اتحاد الطلبة، ومع أنه تم إلغاء المؤتمر فإنه لم يعلن عن ذلك، فقام بعض الطلاب أمس بالاحتجاج وتظاهروا في ساحة الجامعة وحصلت اشتباكات مع طلاب مؤيدين أسفرت وقوع إصابات طفيفة في الطرفين، وعلى الفور حضر الأمن إلى الجامعة وتم قطع الاتصالات الهاتفية، وجرى إخلاء الجامعة وتعليق الدوام إلى ما بعد عيد الأضحى.
وقال طلاب في الجامعة إن حاجز الأمن عند الكسوة أوقف كل حافلات الجامعات الخاصة (جامعة اليرموك الخاصة - الجامعة الدولية العربية - الجامعة الدولية للعلوم والتكنولوجيا) التي توجد جنوب دمشق، حيث تم تفتيش الحافلات والطلاب بدقة.
جاء ذلك في حين قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن عشرة قتلى سقطوا خلال الساعات الماضية في حمص برصاص القوات السورية، بعد سلسة مداهمات وتفريق لمظاهرات. كما سقط قتيل في ريف حماه، وآخر في ريف إدلب.
وفي تلبيسة في حمص شنّ الجيش وقوات الأمن حملة مداهمات وتفتيش للمنازل فضلا عن قصف في قرية البياضة، كما أفاد ناشطون بوجود تعزيزات عسكرية كبيرة في جسر الشغور بإدلب، وتحدثوا عن انشقاق عدد من عناصر الجيش في الحواش بريف حماه. وقال ناشطون إن عملية تحشيد عسكري تجري في منطقة سهل الغاب، وتوقعوا قيام الجيش بعملية عسكرية واسعة في جبل شحشبو وجبل الزاوية.
من جانبها قالت مصادر محلية في حمص إن سيارة تاكسي دخلت الشارع الرئيسي في حي باب السباع أمس وأطلقت النار على محل لحام وآخر لبيع الدجاج أسفر عن مقتل شخصين. بعدها دخل الجيش والشبيحة إلى حي باب السباع والمريجة، وجرى وإطلاق النار والقذائف على المنازل والمحلات التجارية.
وفي مدينة القصير قال ناشطون إن مسلحين قاموا بقتل سائق تاكسي (نضال عربش) عند نهر العاصي، وذلك بعد اعتراض طريقه وإنزال من معه من الركاب، وبينما أشارت السلطات بأصابع الاتهام إلى الناشطين بأنهم قاموا بقتله، أكد الناشطون أن الأجهزة الأمنية هي التي قتلته بغية إحداث فتنة في مدينة القصير لأنه من أبناء الطائفة المسيحية، بعد أن فشلت عمليات الحصار المتتالية في إخماد المظاهرات.
وفي محافظة إدلب (شمال) وقع إطلاق نار كثيف وانتشار أمني واسع بحثا عن جنود منشقين. وقال شهود عيان إن اشتباكات عنيفة جرت بين عناصر في الجيش الحر (جنود منشقون) وقوات الجيش السوري، وفي معلومات غير مؤكد أسفرت الاشتباكات عن مقتل أربعة ضباط. وفي مدينة كفر نبل في محافظة إدلب قام الأمن بمداهمة عدة مدارس لمنع خروج مظاهرات، كما انتشر الجيش في الشارع الرئيسي للمدينة، وفي مدينة إدلب حاصرت قوات الأمن «مدرسة المتنبي» لمنع تظاهر الطلاب.
وفي مدينة حماه خرجت أمس مظاهرات طلابية في معظم مدارس المدينة، وقام الطلاب بإحراق الإطارات لمنع وصول الأمن إليهم. وكانت طائرة حربية حلقت صباح أمس فوق المدينة واخترقت جدار الصوت لأكثر من مرة. وفي مدينة اللاذقية على الساحل السوري هاجم الأمن مظاهرة طلابية في مشروع الصليبي.
وفي ريف دمشق شنت قوات الأمن حملة اعتقالات في مدينة حرستا في عدة أحياء، كما تم تخريب المحلات التي شاركت بالإضراب. وقتل شخص أمس كما تم اعتقال أكثر من 13 شخصا.
وفي حوران تم اقتحام بلدة الغرية الشرقية صباح أمس من كل المداخل، وتم تنفيذ حملة مداهمات للمنازل ترافقت مع عمليات تخريب للممتلكات وسط إطلاق نار كثيف واعتقال العشرات، كما اقتحمت أيضا قرى اليادودة ومزيريب وتمت مداهمة وتمشيط للمزارع القريبة.
وفي مدينة حلب خرجت مظاهرة نسائية أمام كلية الآداب، كما قال ناشطون إنه وضعت أمس مكبرات صوت تعمل بالتحكم عن بعد في عدة مناطق في الوسط التجاري في المدينة صدحت بأغاني إبراهيم القاشوش «يالّلا ارحل يا بشار».
وفي دير الزور خرجت عدة مظاهرات طلابية في قرى تابعة لدير الزور، وقال ناشطون إن مظاهرة طلابية خرجت قرية القورية ردا على مسيرة تأييد خرجت أمس في ساحة السبع بحرات في دير الزور.
 
منظمة لحماية الصحافيين: قلقون على سلامة كتاب ومدونين سوريين
كشفت عن اختفاء 3 منهم خلال أكتوبر
لندن: «الشرق الأوسط»
أعربت لجنة حماية الصحافيين ومقرها الولايات المتحدة، عن قلقها على سلامة عدد من الصحافيين والمدونين الذين اختفوا في سوريا ولم تصدر السلطات أي توضيح حول مصيرهم.
وقال منسق أنشطة اللجنة في الشرق الأوسط محمد عبد الدايم: «إننا قلقون على سلامة لينا إبراهيم ووائل أباظة وحسين غرير.. وغيرهم من الصحافيين الذين نعتقد أنهم موقوفون لدى السلطات السورية»، وتابع: «على الحكومة أن توضح فورا إذا ما كانت أوقفت هؤلاء الصحافيين، ولماذا».
وقالت اللجنة الدولية لحماية الصحافيين في بيان مساء أول من أمس، إن لينا إبراهيم، وهي مراسلة لشؤون الأعمال لدى صحيفة (تشرين) الحكومية وتبلغ 31 عاما، مفقودة منذ ستة أيام. وقال صديق لها رفض كشف اسمه للجنة إن إبراهيم شوهدت للمرة الأخيرة تغادر منزلها في حرستا بريف دمشق الثلاثاء قبل الماضي.
كما فقد أثر المراسل المستقل وائل يوسف أباظة في 25 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي في دمشق، على ما نقل المركز السوري للإعلام وحرية التعبير. ويراسل أباظة عددا من الصحف والمواقع الناطقة بالعربية.
وأطلعت عائلتا الصحافيين السلطات على اختفائهما لكنهما لم تحصلا على رد.
وكان المدون المعروف حسين غرير اختفى بعد مغادرة منزله في 2 أكتوبر الماضي، بحسب مجموعات محلية وإقليمية لحرية الصحافة. وما زالت ظروف توقيفه ووضعه ومكان وجوده مجهولة، بحسب المركز السوري للإعلام وحرية التعبير.
وقبيل اختفاء أثر غرير، كتب على مدونته: «الصمت لا ينفعنا بعد اليوم. لا نريد بلادا نسجن فيها لتفوهنا بكلمة. نريد بلادا تحتضن وترحب بالكلام». وترى لجنة حماية الصحافيين أن إبراهيم وأباظة وغرير موقوفون لدى السلطات رغم عجزها عن تأكيد احتجازهم.
واحتجزت القوى الأمنية الصحافيين المستقلين عمر الأسد ورودي عثمان وهنادي زحلوط في 4 أغسطس (آب) الماضي بعيد مشاركتهم في مظاهرة احتجاج في دمشق، ولم يعرف عنهم شيء منذ ذلك الحين.
كما أوقف عامر مطر في دمشق في 3 سبتمبر (أيلول) الماضي، بحسب لجنة حماية الصحافيين. والصحافيون الأربعة موقوفون من دون تهم. وأوقفت السلطات عددا غير محدد من الصحافيين منذ انطلاق احتجاجات شعبية عارمة بسوريا في مارس (آذار) الماضي، وما زال كثيرون منهم موقوفين.
 
اتفاق مصري ـ صيني على إطلاق الحوار بعد وقف أعمال العنف في سوريا
القاهرة تؤكد مشروعية مطالب المعارضة السورية بإصلاحات سياسية
القاهرة: محمد عبد الرازق
في سياق الجهود المصرية لاحتواء الأزمة السورية، عقد الجانبان المصري والصيني مباحثات سياسية مباشرة، أمس، لتنسيق المواقف حيال تطورات الأزمة في سوريا، واتفق الطرفان على ضرورة إطلاق الحوار بين مختلف أطراف الأزمة في سوريا للوصول إلى حل سلمي سريع، بينما أكدت القاهرة مشروعية مطالب المعارضة السورية في حدوث إصلاحات سياسية، وذلك بعد 8 أشهر من الاحتجاجات التي تضرب مختلف المدن السورية، وأوقعت ما يزيد على 4 آلاف قتيل، بحسب منظمات حقوقية.
جرت المباحثات بين السفير محمد مصطفى كمال، مساعد وزير الخارجية المصري للشؤون العربية، والمبعوث الصيني للشرق الأوسط وو سيكه، الذي يزور مصر حاليا. وأكد الجانبان المصري والصيني اتفاقهما على ضرورة العمل على إطلاق الحوار بعد وقف أعمال العنف باعتباره الوسيلة الوحيدة للتوصل إلى حل سياسي يأخذ في الاعتبار المطالب المشروعة للشعب السوري، كما اتفق الجانبان على استمرار التشاور بين القاهرة وبكين في هذا الشأن خلال الفترة المقبلة.
وقال السفير محمد مصطفى كمال، في تصريح صحافي عقب المباحثات: إن الجانب المصري أكد الاهتمام المصري بوقف جميع أشكال العنف في سوريا فورا، حقنا للدماء السورية الطاهرة والمضي قدما في إجراء الحوار الوطني، مع تأكيد مشروعية مطالب المعارضة السورية من إصلاحات سياسية واسعة تضمن لسوريا الاستقرار المنشود وتحفظها من أي تدخل أجنبي، وهو أمر تحرص عليه القاهرة دوما، حفاظا على الشعب السوري ومستقبل الدولة السورية. وأضاف كمال أن الجانب الصيني أمن على الموقف المصري.
وأشار كمال إلى أن الجانب الصيني أعرب عن الاهتمام الخاص بالتشاور مع مصر والتعرف على وجهة نظرها فيما يخص الأوضاع في سوريا لما لها من ثقل إقليمي ودولي ودراية سياسية واسعة بالمتغيرات على الساحة العربية وما تمثله ثورة «25 يناير» من خطوة رائدة في اتجاه الربيع العربي. وخلال الشهر الماضي، منع الفيتو الصيني - الروسي قرارا دوليا في مجلس الأمن الدولي يدين قمع السلطات السورية للاحتجاجات المطالبة بإصلاحات سياسية، وإسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد؛ حيث استخدمت بكين الفيتو لتحبط موافقة 9 أعضاء من مجلس الأمن على تبني القرار الأممي.
 
مؤشرات على تعاون سوري مع «الأب الروحي» للقنبلة النووية الباكستانية لتصنيع أسلحة ذرية
تصميم موقع في الحسكة يشبه تماما ذلك الذي قدمه خان للقذافي
واشنطن - لندن: «الشرق الأوسط»
رصد محققون تابعون للأمم المتحدة مجمعا سوريا، لم يتم الإعلان عنه مسبقا، مما أدى إلى تعزيز الشكوك بأن الحكومة السورية تعاونت مع عبد القدير خان، الأب الروحي للقنبلة النووية الباكستانية، للحصول على تقنية تمكنها من تصنيع أسلحة نووية.
وحسب تقرير بثته وكالة الأسوشييتد برس أمس فإنه يتشابه تصميم البنايات الواقعة في شمال غربي سوريا مع تصميم مفاعل تخصيب اليورانيوم الذي قدم لليبيا عندما كان معمر القذافي يحاول صناعة أسلحة نووية، تحت إشراف خان، حسبما ذكر مسؤولون.
وقد حصل محققو الأمم المتحدة على مراسلات بين خان وأحد المسؤولين السوريين، محيي الدين عيسى، الذي اقترح التعاون العلمي وقام بزيارة إلى مختبرات خان عقب نجاح التجربة النووية الباكستانية عام 1998.
ويبدو المجمع، الذي يقع في الحسكة، كأنه مصنع للنسيج، ولم يجد المحققون أي دليل يشير إلى أنه قد تم استخدام المجمع في أي نشاط نووي قبل ذلك. غير أنه بالنظر إلى قيام الطائرات الحربية الإسرائيلية بتدمير مفاعل مزعوم لإنتاج بلوتونيوم في سوريا عام 2007، نجد أن هناك دلائل تشير إلى أن سوريا تعمل في مسارين للحصول على قنبلة ذرية: باستخدام اليورانيوم علاوة على البلوتونيوم.
وقد قدم دبلوماسي بارز على دراية بتحقيقات الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومحقق سابق بالأمم المتحدة تفاصيل عن العلاقة بين خان وسوريا. كان كل منهما تحدث شريطة عدم ذكر اسمه نظرا لحساسية القضية التي يناقشونها.
ولم تستجب الحكومة السورية للطلب المقدم لها للتعليق على هذا الأمر. وقد أنكرت مرارا وتكرارا سعيها للحصول على أسلحة نووية كما رفضت أيضا إجراء تحقيقات في الموقع الذي قامت إسرائيل بقصفه. كذلك لم تستجب إلى طلب من الوكالة الدولية للطاقة الذرية لزيارة مجمع الحسكة، بحسب مسؤولين.
ورفض مسؤولون في الوكالة الدولية للطاقة الذرية تم الاتصال بهم التعليق. وتباطأ فحص الوكالة الدولية للطاقة الذرية نظرا لقيام قوى العالم بالتركيز على الانتفاضة الشعبية في البلاد والقمع الوحشي الذي تمارسه الحكومة على تلك الانتفاضة.
ولم يعتقد أحد يوما أن سوريا على وشك تطوير قنبلة نووية. كما أنه ما من إشارة إلى أن دمشق تواصل عملها على برنامج نووي سري. وإذا ما كان قد تم تصميم منشأة الحسكة لإنتاج اليورانيوم، فقد بدا أن تلك التصميمات قد تم التخلي عنها وأن مسار إنتاج البلوتونيوم انتهى بالقصف الإسرائيلي للموقع.
وذكر مارك هيبس، محلل في برنامج السياسة النووية بمعهد كارنيغي للسلام الدولي الذي تحدث إلى مسؤولين في الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن مجمع الحسكة، أنه من المهم أن نعلم المزيد من التفاصيل عن تلك البنايات.
وقال هيبس: «هناك تساؤل يدور حول التاريخ النووي لتلك المنشأة. يريد الناس أن يعلموا ما الذي كانت سوريا تريد أن تفعله هناك، غير أن سوريا لم تقدم أي معلومات بهذا الشأن».
تمتلك سوريا من الأسباب ما يدفعها للحصول على أسلحة نووية، حيث تخوض حربا باردة مع إسرائيل، دولة يعتقد أن بها ترسانة ضخمة من الأسلحة النووية، منذ عقود.
وقال: أنتوني كورديسمان، خبير أمن قومي بمركز الدراسات الدولية والاستراتيجية: «سوف يعمل حصول سوريا على سلاح نووي على خلق نوع من التوازن مع إسرائيل كما سيمنحها هذا مكانة مميزة في المنطقة».
وعلى مدار سنوات، كانت هناك بعض التكهنات حول وجود علاقات بين الحكومة السورية وخان.
ويعد خان بطلا في نظر الكثيرين في باكستان وذلك لقيامه بتطوير القنبلة النووية الباكستانية، كما يعد أكبر التجار النوويين نشاطا في العالم. وقد زود إيران بالمتطلبات الضرورية لما يعد الآن برنامج تخصيب اليورانيوم الذي خصب مقدارا كافيا من المواد لعمل الكثير من الأسلحة النووية، غير أن إيران أنكرت أنها تنوي صناعة أسلحة. كما قامت ليبيا بشراء معدات وتصميم لرأس قذيفة من خان من أجل برنامج نووي سري أعلنت عنه عام 2003.
وفي عام 2004، اعترف خان على شاشة التلفزيون ببيع تقنية نووية إلى إيران وكوريا الشمالية وليبيا، غير أنه لم يذكر سوريا أبدا. وذكر خان بعد ذلك أن السلطات الباكستانية هي التي أجبرته على تقديم هذا الاعتراف.
وذكر المحقق السابق أن سوريا اعترفت للوكالة الدولية للطاقة الذرية بأن خان قام برحلة واحدة على الأقل إلى سوريا وذلك لإلقاء محاضرات علمية هناك، حسبما ذكرت صحيفة «لوس أنجليس تايمز» عام 2004.
وذكر المسؤول السابق أنه رأى خطابات من عيسى، ثم من وكيل وزير التعليم، مكتوبة على أوراق رسمية بعد وقت قصير من نجاح التجربة النووية الباكستانية وتهنئة خان على إنجازاته عام 1998. وردا على ذلك، اقترح عيسى التعاون مع خان وطلب من المسؤولين السوريين زيارة مختبر خان، حسبما ذكر المسؤول السابق.
وحسب وكالة الأسوشييتد برس فإنه لم يكن ممكنا الوصول إلى عيسى، الذي عمل بعد ذلك عميدا لكلية العلوم بالجامعة العربية الدولية، للحصول على تعليقه.
وقد اعترف الرئيس السوري بشار الأسد أنه تسلم خطابا بدا أنه من خان، غير أنه ذكر أن حكومته لم ترد على هذا الخطاب ولم تلتق خان، في حوار أجرته صحيفة نمساوية معه عام 2007.
وقد استهدف محققو الوكالة الدولية للطاقة الذرية منشأة الحسكة بعد تحليل مكثف لصور تم التقاطها بالأقمار الصناعية في الشرق الأوسط، نتج عنه الاعتقاد بأن الحكومة السورية كانت أحد عملاء خان، وهو ما لم يتضح جليا حتى الآن. وحددوا الموقع، وهو موقع صناعي ضخم في الحسكة، بعد أن ادعت إحدى الصحف الكويتية عام 2006 أن لدى سوريا برنامجا نوويا في هذه البلدة.
وقد أظهرت الصور التي تم التقاطها بالأقمار الصناعية لمجمع الحسكة تشابهات صارخة لتصميمات خاصة بمنشأة لتخصيب اليورانيوم تم الاستيلاء عليها أثناء تحقيق سويسري مرتبط بخان. وكان السويسريون يبحثون عن أسرة تينر، أورس تينر وأخيه ماركو وأبيه فريدريك، التي كانت متهمة بلعب دور حيوي في شبكة تهريب خان.
كما كشفت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن مجموعة أخرى من نفس التصميمات بعد تخلي ليبيا عن برنامجها النووي. وذكرت ليبيا للوكالة الدولية للطاقة الذرية أنها طلبت 10000 جهاز طرد مركزي من خان، كان معظمها مخصص لمنشأة تم بناؤها وفقا للخطط. وتستخدم أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم أثناء عملية التصنيع.
وذكر المحقق أن تصميم منشأة الحسكة يتوافق تماما مع التصميمات التي تم استخدامها في ليبيا، حيث إنه عبارة عن بناية ضخمة محاطة بـ3 ورش صغيرة بنفس الترتيب. وقد أصيب المحققون بالذهول حيث كان هناك تشابه بين مواقف السيارات، كما كان هناك منطقة مغطاة لحماية السيارات من الشمس.
غير أن المحقق ذكر أنه ما من دليل على أنه تم تنصيب أجهزة الطرد المركزي هناك. وهناك موقع إلكتروني لشركة «الحسكة سبينينغ» يعرض صورا لمعدات تصنيع موجودة داخل المنشأة وتظهر أسعار تلك المعدات جليا في الصور. وقد طلبت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن تزور الموقع منذ أكثر من عامين. غير أنها لم تلح في تلك المسألة، مولية انتباهها للموقع الذي تعرض للقصف.
كما لم تورد الوكالة أخبارا عن المنشأة في تقاريرها. وذكرت 3 مواقع أخرى، لكنها مرتبطة بالمفاعل الذي تم قصفه، ولم تذكر شيئا عن منشأة الحسكة.
وقد تم السماح لمفتشين تابعين للوكالة الدولية للطاقة الذرية بزيارة موقع المفاعل الذي تعرض للقصف ذات مرة، غير أنه لم يسمح لهم بالعودة مرة لمدة تصل إلى 3 سنوات. وأصدرت سوريا بيانا شديد اللهجة في مايو (أيار) قالت فيه إن الموقع المستهدف كان في الحقيقة مفاعلا نوويا على وشك الانتهاء من بنائه. وقام مجلس إدارة الوكالة بعد ذلك بتحويل القضية لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، الذي رفض أن يعتبر إنكار سوريا كاذبا. كما رفض مسؤولون سوريون إجراء عمليات تفتيش بعد محادثات أجريت مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في دمشق الأسبوع الماضي، حسبما ذكر دبلوماسيون. وذكر المسؤولون أنهم سيقدمون دلائل جديدة توضح أن الموقع الذي تعرض للقصف لم يكن به أي أنشطة نووية. وظل مسؤولو الوكالة متشككين في هذا الأمر لأن سوريا لم تقدم تعليقا على المعلومات الجديدة أو تذكر متى سيتم تقديم مثل هذا التعليق.
 
وفد من «الحزب الديمقراطي» اللبناني وشيخ عقل الدروز يزور الأسد
«سانا»: بحث الطرفان تطورات الأوضاع على الساحتين السورية واللبنانية
بيروت: ليال أبو رحال
زار رئيس الحزب «الديمقراطي اللبناني» النائب طلال أرسلان أمس، يرافقه وزير الدولة مروان خير الدين وشيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نصر الدين الغريب، الرئيس السوري بشار الأسد، في زيارة هي الأولى لأرسلان، المقرب من النظام السوري، إلى دمشق منذ اندلاع الانتفاضة الشعبية في سوريا منذ منتصف شهر مارس (آذار) الماضي.
وتأتي زيارة أرسلان ولقاؤه الأسد بعد سلسلة زيارات مماثلة قامت بها شخصيات لبنانية عدة، مقربة من نظام الأسد، في الفترة الأخيرة، في إطار دعم النظام السوري في مواجهة الاحتجاجات الشعبية المطالبة بالإطاحة بالنظام، أبرزها لكل من رئيسي الحكومة السابقين سليم الحص وعمر كرامي، والنائب السابق عبد الرحيم مراد. وفيما ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن الحديث تطرق إلى «ما يجري في المنطقة وخصوصا في سوريا من محاولات لاستهداف أمنها واستقرارها والنيل من مواقفها العروبية والقومية، كما تناول تطورات الأوضاع على الساحة اللبنانية»، أشار المستشار الإعلامي للنائب أرسلان، الدكتور سليم حمادة لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن «الزيارة تأتي في إطار الزيارات الدورية التي يقوم بها أرسلان إلى دمشق، وقد عاد منها واثقا من أن سوريا تجاوزت محنتها وهي ستعود أقوى مما كانت عليه».
وقال حمادة إن «زيارة الأسد من قبل أرسلان وخير الدين والشيخ (نصر الدين) ليست زيارة شخصية فحسب، لأنها تمثل في الوقت عينه إشارة من هذا الفريق إلى الدور الكبير الذي يلعبه الدروز في هذه البقعة العربية ولتوجيه رسالة شكر من دروز جبل العرب لمساندتهم مواقف الأسد». ولفت إلى أن اللقاء تخلله «التأكيد على أن هذا المخطط الجهنمي الذي تتعرض له سوريا إنما يهدف لتحقيق مصلحة إسرائيلية بالدرجة الأولى»، مستنكرا «كل التصريحات في لبنان وخارج لبنان المعادية للنظام السوري، حيث إن الموضوع سوري داخلي ويجب أن لا يخرج عن إطاره». وشدد على أن «حق المواطن السوري بدولة عادلة ومتقدمة يبقى مشروعا حتى يتجاوز الداخل التآمر على سوريا من الخارج». وأعرب حمادة عن قناعة أرسلان وحزبه بوجوب أن «يعي السوريون أن نهجهم التغييري مقبول لدى فريق الرئيس الأسد الذي يقابلهم بالمثل، وهو يسعى قدر الإمكان إلى تحقيق الإصلاحات المرجوة». وقال: «نحن مطمئنون إلى أن سوريا تخطت أزمتها ونأمل أن يتمكن السوريون قيادة وشعبا من الجلوس إلى طاولة واحدة».
وكان أرسلان أشار في بيان بعد الزيارة إلى أن «اللقاء تناول الأوضاع المحلية والإقليمية خصوصا المؤامرة الخارجية التي تستهدف سوريا، وكانت وجهات النظر متطابقة تماما حول قراءة المشهد السياسي في المنطقة، خصوصا لجهة المشروع الذي يستهدف الجميع من دون استثناء، وقد بدأ بسوريا لكونها تمثل خط الدفاع القومي العربي الأول في مواجهة المخططات الصهيونية المدعومة من الغرب وبعض الدول الإقليمية».
وقال: «لقد شددنا على أهمية سوريا بقيادة الرئيس الأسد وعلى البرنامج الإصلاحي الحكيم الذي ينتهجه، كما أكدنا وقوفنا الدائم إلى جانب سوريا قائدا وحكومة وشعبا.
 
نائب رئيس ائتلاف القبائل السورية: الأسد لن يرحل إلا بـ«الخيار العسكري».. وروسيا ستتخلى عنه قريبا
الخالدي في حوار لـ «الشرق الأوسط»: لوبي في الجامعة العربية يدعم الأسد.. وقرار دمشق بيد طهران ونجاد
تركي الصهيل
قبل ساعات من عقد الجامعة العربية اجتماعا لمناقشة الرد السوري على مقترحاتها لحل الأزمة، قال إسماعيل الخالدي، نائب رئيس ائتلاف القبائل السورية، المنبثق من مؤتمر أنطاليا الخاص بالمعارضة السورية: إن الخيار العسكري هو الحل الوحيد لإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد.
وعلى الرغم من أن فكرة التدخل العسكري تعتبر «مؤجلة» بالنسبة لبعض قطاعات المعارضة السورية، فإن الخالدي أكد، في حوار مع «الشرق الأوسط»، أن قسما كبيرا من المعارضة، يدعم هذا الخيار، مؤكدا أنه من الواضح أن موسكو تتجه للتخلي عن دعم الأسد، فكما قال «سوريا ليست أغلى من صربيا بالنسبة للروس».
الخالدي، الذي شارك في أول لقاء يجمع المعارضة السورية بأمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي، قال: هناك لوبي داخل الجامعة، يدعم النظام السوري، ويستمرئ بإعطائه الفرصة تلو الأخرى، مبديا استغرابه من استمرار الجامعة في السعي وراء حل الأزمة، على الرغم من أن هناك قناعة تشكلت لدى العربي، خلال الزيارتين اللتين قام بهما إلى دمشق، اختصرها خلال لقاء وفد المعارضة بقوله «الأسد ماكر وكذاب».
واعتبر الخالدي أن سقوط النظام السوري يعني فشل المشروع الصفوي، وتعرية مشروع الإخوان المسلمين في المنطقة، موجها انتقادا لاذعا لقيادات حماس، وعلى رأسهم خالد مشعل وأسامة حمدان، بأنهما لم يحركا ساكنا إزاء الجرائم التي ارتكبها الأسد بحق شعبه، على الرغم من أن السوريين ذرفوا من أعينهم الدم خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة.
وطالب إسماعيل الخالدي، خلال حواره، بتأمين الحماية الدولية للشعب السوري، داعيا الجامعة العربية إلى أن تتحرك على هذا الخط، على اعتبار أن السوريين من شعوب الأرض ولم يأتوا من المريخ، على حد تعبيره.. وإلى تفاصيل الحوار..
* دعنا نبدأ في حديثنا من موقفكم في المعارضة إزاء ما تقوم به اللجنة العربية من اتصالات مع النظام السوري، وكونكم سبق أن التقيتم أمين عام جامعة الدول العربية في السابق، كيف تنظرون إلى جدوى هذه الاتصالات، على ضوء أول لقاء تم للمعارضة بنبيل العربي؟
- أول لقاء جمعنا بأمين عام جامعة الدول العربية أبدى فيه ضعفه، وقال إنه ليس لديَّ الأمر أو القرار إزاء الجرائم التي تحصل في سوريا، خلال اللقاء سلط الضوء على زياراته التي قام بها إلى سوريا ولقائه بشار الأسد، وكيف أنه حصل على وعد من النظام السوري خلال زيارته الأولى بوقف القتل وسحب الجيش من الشارع، لكنه لم ينفذ.. فسألته: لماذا لم تقُم بزيارة المدن السورية المتضررة أسوة بالسفيرين الفرنسي والأميركي؟ فأجاب بأن الحكومة السورية لم تسمح له بزيارة مدن الثورات السورية، أما بالنسبة لزيارته الثانية لسوريا، فقال عنها العربي إنه وجد خلالها استهتارا واستخفافا من بشار الأسد بالمبادرة العربية الأولى التي تنص على بقائه لعام 2014، وخلص العربي إلى قناعة بأن النظام السوري ماكر وكذاب، وهو ما قاله لوفد المعارضة السورية بالنص.
* طيب.. بما أن العربي كانت لديه قناعة بأن النظام السوري ماكر وكذاب، لماذا فكرت جامعة الدول العربية بتشكيل لجنة وزيارة سوريا لالتقاء النظام، فلماذا هذا الأمل العربي كله بنظام بشار، على الرغم من أن هناك قناعة بأن النظام مراوغ؟
- النظام لديه لوبي كبير في جامعة الدول العربية، فلديه الجزائر والسودان وسلطنة عمان ولبنان، وغيرها، فليس هناك إجماع عربي في التعامل مع الحالة السورية كما كان في ليبيا، وهناك قناعة لدى الدول العربية بأنها لا تريد أن تعيد تجربة ليبيا في سوريا، فمن هذا المنطلق جاء التحرك العربي الأخير تجاه سوريا، لكن باعتقادي أن هذه الفرص التي تمنح لنظام الأسد عبارة عن وهم وليست فرصا، وأصحاب الفرص يعلمون أنهم يقدمون الوهم، لكنهم يركضون وراء السراب، من مبدأ «الحق الكذاب لحد الباب». أنا أعتقد أن موقف جامعة الدول العربية غير واضح؛ فالمجلس الوطني السوري لم يعترف به حتى الآن سوى المجلس الانتقالي الليبي، فليس هناك أحد يقف إلى جانب الشعب السوري عدا بعض الدول الخليجية، حتى الأردن لا يزال متخوفا ولديه حساباته.
* هذا يعني أنه ليس هناك موقف عربي موحد للتعامل مع الحالة السورية؟
- نعم.. هذا صحيح، لكن هناك حدا معينا لجامعة الدول العربية، يجب ألا تتجاوزه، خصوصا في حال استمرت حالة القتل والإبادة في أبناء الشعب السوري، وعلة سوريا الحقيقية هي وجود إسرائيل، فالأخيرة مقتنعة تماما بالنظام السوري ولا تسعى أو تضغط لتبديله حتى يتوافر نظام آخر خائن وعميل حتى يستمر في حمايتها.
* وتعتقد أن البديل الخائن والعميل، على حد تعبيرك، موجود في سوريا، وبالإمكان تجهيزه ليتولى هذه المهمة عوضا عن نظام الأسد؟
- مستحيل، الثورة بدأت من سوريا، وقام بها جيل صاعد ثوري، ولا يمكن لهذه الثورة أن تتحول من نعمة إلى نقمة، ولكن نحن كمعارضة في الخارج والداخل، متبنون مبادرة السلام العربية بالنسبة لكيفية التعامل مع الحالة الإسرائيلية، فليس هناك خوف في هذا الإطار.
* يعني هذه رسالة تطمئن من خلالها الغرب بالتزامكم بمبادرة السلام العربية كحل أمثل لحل الصراع العربي - الإسرائيلي في المنطقة؟
- نعم، هذا أمر صحيح، فنحن ليس لدينا قدرة على أن نشن حروبا على إسرائيل، خصوصا ونحن نخرج من هذه الحالة؛ فإسرائيل لديها قدرة عسكرية هائلة، فنحن متفقون على تبني المبادرة العربية التي تقدم بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وهي الحل الوحيد التي تكفل حق استرجاع الأرض والسلم بعد ذلك.
* طيب.. استمرارا لموضوع الاتصالات العربية، ما مدى تفاؤلكم برد النظام السوري على مقترحات الجامعة العربية؟
- بالأمس خرج النظام السوري وقال إن قرارنا على الأفكار والمقترحات العربية سيصدر من دمشق وليس الدوحة، تعتقد لماذا؟ لأن القرار السوري ليس بيد نظام الأسد، بل بيد أسياده في كل من طهران وتل أبيب، (الرئيس الإيراني محمود) أحمدي نجاد هو من يدير سوريا وليس بشار الأسد؛ فمفاصل الجيش وقيادات الجيش والألوية والفرق العسكرية الفاعلة.. هذه كلها يشرف عليها ويقودها مستشارون من الحرس الثوري الإيراني، فالقرار السوري ليس بيده بل بيد طهران.
* وكيف تؤثر تل أبيب في القرار السوري، كما تقول؟
- من يحمي إسرائيل نظام الأسد، أتذكر أن رامي مخلوف، وهو الرجل الاقتصادي الأول في السلطة، قال: إذا تزعزعت سوريا ستتزعزع إسرائيل، فلا استقرار لإسرائيل من دون استقرار سوريا، والعكس، ومن ثم الجولان لم يحتل، لكنه تم بيعه، بدليل أن الاتفاقية الأمنية بين دمشق وتل أبيب لا تشابه الاتفاقيتين الأمنيتين الموقعتين بين تل أبيب وكل من عمان والقاهرة، فهي اتفاقية أمنية من الطراز الأول، ولا يوجد فيها أي إزعاج ولا أي عمل عسكري بتفاهم كامل، الجندي الإسرائيلي ينام قرير العين بالجولان السوري المباع، حتى المستوطنون اليهود يتمنون أن يعيشوا في الجولان؛ لأنها أكثر أمنا من تل أبيب.
* الآن.. في حال رفض نظام بشار الأسد المقترحات العربية، ما مطلب المعارضة السورية من الجامعة العربية؟
- الواجب أن تجتمع الجامعة العربية وتبعث بخطاب للأمم المتحدة، تطلب فيه حماية الشعب السوري، كون سوريا عضوا في الأسرة الدولية، والشعب السوري من شعوب الأرض ولم يأتِ من المريخ، فالأمم المتحدة مسؤولة عن حماية الشعب السوري، إما بفرض حظر جوي وإما بإيجاد منطقة عازلة، وإما بتدخل عسكري...
* اسمح لي بالمقاطعة.. أنتم في المعارضة مع الخيار العسكري في سوريا! - أنا كممثل لائتلاف القبائل السورية مع الخيار العسكري، وهناك قسم كبير في المعارضة السورية مع الخيار العسكري، ودعم الجيش الحر السوري.
* يعني أنتم مع إعادة سيناريو ليبيا في سوريا؟
- نعم.. هذا النظام مستحيل أن يرحل بحل سلمي، لو استمرت الثورات 500 عام، فالحل العسكري هو الخيار الوحيد لإزالة نظام الأسد، فها هو القذافي لولا تدخل قوات الناتو لما تمت إزاحته عن السلطة في ليبيا.
* إذن أنتم مع الخيار العسكري، لكن هناك أصواتا داخل المعارضة السورية تتحدث عن عدم رغبتها في الخيار العسكري وأنها مع الحل السلمي، كيف يمكن أن يتم التوفيق بين الرأيين وأنتم في الجبهة ذاتها؟
- أنا أقول: كل شخص يقول لبشار الأسد كلمة لا فهو وطني، ولا مزايدة على وطنيته، ولكن كل إنسان له نظرة وله رأي، ولكن نحن نقول: لو بقينا مئات الأعوام بالحل السلمي لا يمكن لهذا النظام أن ينزاح.. وحتى بشار الأسد لو فكر أن يتنحى لقام النظام بقتله وتصفيته؛ فالوضع أشبه بعصابة هدامة يقودها رؤساء الشعب العسكرية، هل هناك بلد فيه 17 جهاز أمن؟ عناصر الأمن في سوريا يعادلون تعداد جيوش الدول الخمس الاسكندنافية، فضلا عن المخبرين والمتعاونين، فهذا النظام قائم على العمل الأمني، ويكفي القول إنه إذا أردت أن تفتح صالون حلاقة أو أردت الزواج تحتاج لموافقة أمنية. فالثورة السورية، باعتقادي، سبقت الجامعة العربية والمعارضة والمجلس الوطني والأمم المتحدة، ولولا إصرار المظاهرات والثورة في سوريا لما تحركت الجامعة العربية.
* هنا تحديدا، لديَّ سؤال مهم: من يحرك الشارع السوري في الداخل؟
- هناك مجموعة تنسيقيات منظمة على تواصل مع معارضين في الخارج، ولديها قيادة في الداخل، لكني وصلت إلى قناعة بأن من يحرك الثورة السورية هو الله وحده، فما يحدث هو عمل إلهي؛ لأن درجة البطش كبيرة للغاية، ومع ذلك لم يتزعزع الناس في الشارع؛ فمستوى الجرائم الممارس ضد الشعب فظيع جدا، إلى درجة أنني أذكر حادثة أنه تم اغتصاب نحو 200 طالب جامعي في حرم جامعة حلب منذ شهرين، اغتصابا جماعيا على يد الشبيحة الذين هم بالأساس عساكر من خريجي السجون وأبناء اللقطاء...
* دعني أقاطعك هنا.. كثيرا ما نسمع عن أن الشبيحة هم عبارة عن أناس مقطوعين وتم جمعهم من الشوارع وهم صغار، وتم احتضانهم من النظام لكسب ولائهم له، ما حقيقة هذا الأمر؟
- بالضبط، هذه حقيقة؛ فنظام الأسد كان يجمع اللقطاء ويؤويهم ليس فعلا للخير، ولكن لكسب ولائهم، أضف إلى ذلك أن هناك مجموعات هائلة جدا من الشيعة في العراق مشاركين مشاركة حقيقية في قمع ما يجري على الأرض، وتمت مشاهدتهم في البوكمال وحمص، أضف إلى أن هناك مشاركة فاعلة في قمع المتظاهرين من حزب الله وحركة أمل والحزب القومي السوري الاجتماعي وحركة التوحيد.
* تعني أن هؤلاء كلهم متآمرون على الشعب السوري؟
- نعم.. لأن سقوط النظام السوري هو سقوط لهم ويشكل نهايتهم؛ فنهاية الأسد هي نهاية لحزب الله وحركة أمل والقومي السوري، وعزة للعرب السنة في لبنان.
* هل تقصد بإجابتك السابقة أن الموضوع تحول من شأن داخلي سوري إلى موضوع طائفي؟
- الموضوع في أوله وآخره طائفي، من الذين تصوب أسلحة الجيش ضدهم؟ هم المتظاهرون السنة فقط، لا الدرزي يقتل، * هل تعني أن نظام الأسد يقصد السنة تحديدا؟
- مقصودون نعم؛ لأنهم هم الأكثرية، ويشكلون 80% من الشعب.. فهذه العصابة الحاكمة وصلت إلى قناعة إما الموت وإما الحياة.. لكن النظام يلعب على الوتر الطائفي؛ فهو يخوِّف الأقليات باسم الطائفية، فعلى سبيل المثال، حمص، وهي تعتبر عاصمة الثورة السورية، فيها 4 أحياء يقطنها سكان من الطائفة العلوية، ولم يُقتل واحد منهم، بل إنهم يدعمون النظام، لكن الشعب السوري لديه وعي بموضوع الطائفية والسلم الأهلي، وهو أمر محافظ عليه، ولا أتوقع أن تحدث حرب أهلية أبدا البتة، ولك أن تتخيل أن القيادة السورية وحدها تعزف على وتر تقسيم البلد في حال سقط النظام وتخوف الشعب بهذا الأمر. نحن نرى، كمعارضة، أن أشر الشرور بقاء بشار الأسد.
* ولكن، من البديل بتصوركم بعد سقوط نظام بشار الأسد؟
- البديل سوريا دولة مدنية عصرية، صناديق الاقتراع، دولة لا يسيطر عليها الحاكم الأوحد، وتعتمد على الانتخابات، ويعيش فيها كل أطياف الشعب السوري، ففي سوريا 18 طائفة، و11 ديانة، فكل هؤلاء تحفظ كرامتهم ضمن دولة مدنية عصرية، ففي سنة 1950 كان الدستور ينص على الدولة المدنية وكانت الناس تعيش بتناغم. ولو أن سوريا تعاني الطائفية لما وصل حافظ الأسد العلوي إلى السلطة.
* طيب.. كيف يمكن أن نفسر المظاهرة المليونية التي خرجت قبل أيام في ساحة الأمويين وتدعم بقاء بشار الأسد؟
- الدولة تجبر جميع موظفيها الحكوميين على الخروج والمشاركة في هذه المظاهرات، وإلا سيكونون معرضين للفصل من وظائفهم.
* اسمح لي.. سمعنا هذا الكلام كثيرا، ولكن هل هو حقيقة أم لا؟
- أنا عملت 15 سنة في سوريا، ولم أخرج منها إلا عام 1994، النظام السوري يستطيع من خلال ساعات أن يجمع هؤلاء الناس كلهم، كل معمل من المعامل يعمل فيه من ألفين إلى 3 آلاف عامل، فضلا عن المعاهد العسكرية والمخابرات والشرطة والأمن، هذا غير الجامعات، ويأتي بناس من لبنان والعراق؛ فهو قادر على حشد كثير من الناس، لكن السؤال الذي يجب أن يطرح: لماذا لا تتعرض المظاهرات التي تخرج مؤيدة للأسد لهجوم من الجماعات الإرهابية التي يروج لها النظام، بينما تتعرض فقط المظاهرات المناهضة للهجوم وإطلاق النار؟ فالنظام قادر على حشد أعداد كبيرة وتصويرهم بأنهم مؤيدون له، هذه هي الحقيقة، فالنظام يهدد الناس بلقمة العيش إذا لم يخرجوا في المظاهرات.. هناك خط عسكري مفتوح من حزب الله إلى القيادة السورية، يستطيعون من خلاله إدخال كل من يريدون من البشر، فيجمعون 10 آلاف أو 100 ألف ويصورونها على أنها مظاهرة مليونية، وهي ليست كذلك.
* تحدثت في إجابة سابقة عن أن أحمدي نجاد هو من يدير سوريا فعليا وليس نظام الأسد! - نعم.. القيادة الإيرانية في طهران هي من تسير النظام السوري، فما عليك إلا أن تعود لتصريحات رئيس أركان الحرس الثوري الإيراني التي قال فيها: لن نسمح بسقوط النظام السوري، هذا غير حسن نصر الله حينما يعلن على التلفزيون ويقول: سقوط النظام السوري هو سقوط للمقاومة، ومن يسقط المقاومة يجب سقوطه، فهل بعد ذلك نشك في الأمر، ومن ثم أي مقاومة يتحدث عنها نصر الله ولم يطلق نظام الأسد طلقة واحدة باتجاه الجولان.
* عدت للتذكير بحديثك عن دور نجاد في سوريا، لكي أسألك عن رأيك فيما قاله وزير خارجيته علي أكبر صالحي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» من أن هناك جماعات في الداخل السوري مدعومة من الخارج تسهم في زعزعة واستقرار البلاد، كيف ترد على ذلك؟
- القيادة الإيرانية تريد تبرير كل شيء للنظام السوري.
* حتى عمليات قتل المدنيين؟
- نعم، حتى عمليات القتل، كيف يسمح لعصابة الأسد أن يستعينوا بالفارسي الإيراني، ونحن إذا استعنا بدولة عربية وصفنا بأننا مدعومون من الخارج؟ وأنا أحب أن أؤكد لك أنه حتى اللحظة لم نتلقَّ دعما من أي دولة، ولكن كيف يكون النظام مسموحا له بأن يستعين بقوة فارسية عجمية على أبناء شعبه؟ وكيف يمنع علينا الاستعانة بمحيطنا العربي للحصول على دعم حياتي من داء ودواء؟ هذا منطق غريب.. صالحي تطرق للجماعات الإرهابية، لكنه لم يتحدث عن عصابات النظام كيف تقتل وتدوس على رؤوس الشرفاء والأحرار.
* ذكرت أن جانبا كبيرا من المعارضة مع الحل العسكري، لكن هل تتوقع بأن روسيا والصين من الممكن أن تسمحا بتمرير مثل قرار كهذا، لا سيما أنهما أفشلتا قرارا سابقا ضد سوريا في مجلس الأمن؟
- الدب الروسي خذل كثيرا من الأنظمة، وهناك شواهد تاريخية؛ فروسيا خذلت بورما والهند وكوريا وليبيا وأفغانستان وصربيا، ومن ثم فإن سوريا ليست أغلى من صربيا لدى الروس، فضلا عن العراق، فيجب ألا نبني على موقف الدب الروسي.. الأمم المتحدة يجب أن تتحمل مسؤوليتها تجاه الشعب السوري، وروسيا والصين بعثتا بوفود رسمية لدمشق، والتقتا كذلك المعارضة، وكانتا مع إعطاء الأسد فرصة، لكن الفرصة الآن انتهت؛ فبالأمس المندوب الصيني يقول إنه يجب أن يوقف العمل العسكري فورا، والرئيس الروسي قال إن أمام الأسد تطبيق الإصلاحات أو الرحيل، فالموقف الروسي لن يصمد كثيرا مع القتل الذي يمارسه نظام الأسد؛ لأن هناك موقفا عالميا في هذا الاتجاه.
* قبل أن تتابع لقد تطرقت لنقطة مهمة جدا، ولكن ما التأثير المتوقع كذلك من سقوط نظام الأسد على مشروع الإخوان المسلمين في المنطقة؟ سوريا هل من الممكن أن تتحول إلى نقطة تضاف لصالح مشروع الإخوان في المنطقة؟
- هناك حبل سري لا يزال ممدودا بين الإخوان المسلمين وقيادة التشيع في طهران، فإخوان مصر وحركة حماس وإخوان الأردن وإخوان سوريا الذين هم في المعارضة ويمثلون 60% من المجلس الوطني، هناك حبل سري بينهم وبين طهران، فسقوط المشروع الصفوي هو سقوط لمشروع الإخوان، وسقوط كل الحركات التي تسير على الخط الإيراني.. إيران تهدف إلى ما هو أبعد من العراق وسوريا ولبنان والأردن.. ولكي أثبت ارتباط مشروع الإخوان بإيران، لماذا لم تصدر حماس، حتى الآن، بيانا تدين فيه عمليات القتل التي يمارسها الأسد ضد أبناء شعبه؟ فأيام الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة كنا نذرف الدم من عيوننا حزنا على غزة، والآن الشعب السوري يعاني الأمرين ولم تصدر حماس بيانا واحدا حول الموضوع، بل بالعكس يذهب خالد مشعل لخامنئي ويقبل يديه.
 
أنظمة احترفت الكذب
طارق الحميد
تقول وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، إنه عند التحرك للتعامل مع أحداث ليبيا، وقت انطلاق الثورة، «كان يتعين علينا معرفة مدى استعداد جامعة الدول العربية، والدول العربية، للتحول من الأقوال إلى الأفعال»، وهذه هي إشكالية منطقتنا، حيث إن بعض الأنظمة لدينا احترفت الكذب.
فمثلا، يقول السيد راشد الغنوشي، رئيس حزب النهضة التونسي، ومن الدوحة، إنه «لا يمكن تصور تناقض بين الإسلام ومصلحة الإنسان، فكل ما فيه مصلحة للإنسان ويحقق العدل فهو من الإسلام، وإن لم يأخذ اسم الإسلام»، وذلك في معرض شرحه لمستقبل تونس مع الديمقراطية. وهذا كلام جميل لا اعتراض عليه، لكن ماذا عن التنفيذ على أرض الواقع؟ هذا هو السؤال! فمن يقرأ، مثلا، خطب الراحل جمال عبد الناصر حول العروبة، والتحرر، والكرامة، سيجد أنها خطب جيدة، لكن الواقع عكس ذلك، فالنتائج كانت هزائم متتالية، وخروج أنظمة عسكرية فاشلة حكمت بعض دولنا، وها هي شعوبها تثور عليها بعد عقود من التخلف والقمع.
المراد قوله أن بعض الساسة يتحايلون، أو يكذبون، لبعض الوقت، أو قل تحت ضغط، لكن ما يحدث في منطقتنا، هو أنه بات لدينا بعض من الأنظمة المحترفة للكذب. صدام حسين، مثلا، كان ضحية كذبة ساعد هو على ترويجها، وهي أسلحة الدمار الشامل، التي أدت إلى سقوطه، ونهايته، وفي التحقيق معه قال صدام للأميركيين إنه كان يستفيد من فكرة امتلاكه لتلك الأسلحة لردع إيران، أي أنه كان يستخدم الكذب للردع! وعلى النقيض من صدام وكيف أنهته كذبة، ها هي ليبيا تعلن اليوم عن اكتشاف أسلحة محظورة على أراضيها، على الرغم من أن القذافي أعلن تعاونه التام وقتها مع أميركا، فترة جورج بوش الابن، لكن بعد مقتل القذافي اتضح أنه كان يكذب في عملية التخلص من الأسلحة! وبالطبع، يكفي اليوم مراقبة ما يفعله النظام اليمني حيال الأزمة ببلاده، وكم مرة أعلن عن تنحي الرئيس!
وللأسف، فإن احتراف الكذب بمنطقتنا ليس فقط على مستوى بعض الأنظمة، بل وحتى المثقفين، وبعض وسائل الإعلام. ففي أواخر 1998 كان بعض الإعلام، ومنه حكومي، يقول «الشيخ» أسامة بن لادن، لأن كروت اللعبة يومها كانت الأصولية، ثم بعد موجة إرهاب 2001 وما تلاها، تحول المطبلون للأصولية إلى لعبة أخرى وهي لعبة، بل كذبة، «الممانعة»، وأمهر أنظمة التحايل واللف والدوران، بحسب تعبير رئيس وزراء قطر، هو النظام في سوريا، ومعهم طبعا النظام الإيراني. وعلى من يشكك في ذلك أن يستمتع الآن بلعبة المبادرة العربية تجاه سوريا، وكيف يتعامل معها النظام الأسدي.. المهم بعد الأصولية والممانعة وصلنا اليوم إلى لعبة الديمقراطية في المنطقة، فتحول البعض من «الأصولية»، مرورا بـ«الممانعة» إلى «الديمقراطية».
ففي ظرف 10 أعوام تقلبت منطقتنا، وبعض الأنظمة فيها، والمثقفون، والإعلام، فجاءة وبلا مقدمات، من النقيض إلى النقيض، وأبرز أدوات تلك التقلبات الكذب، ومن خلال نفس الشخوص، أو التيارات، أو الوسائل الإعلامية، وخلافه! وهذا هو الأمر المخيف للأسف لأن بات لدينا أنظمة، وتيارات، ومثقفون، وإعلام محترف للكذب!
 

المصدر: جريدة الشرق الأوسط اللندنية

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 154,770,041

عدد الزوار: 6,965,170

المتواجدون الآن: 88