أخبار لبنان..روسيا توصي مواطنيها بعدم المجيء الى لبنان..وإسرائيل على نيرانها..الوداع الأخير لباسكال سليمان اليوم..ومسلسل الفلتان الأمني يستكمل حلقاته..غضب يتفجر ضد السوريين في لبنان..كرة ملتهبة بيد البلديات..اعتداءات وتهديدات تقيّد حركة النازحين السوريين في لبنان عقب جريمة جبيل..«القوات» يندد بـ«الحملة الهمجية»..والسلطات تَعدّ الصدام خطاً أحمر..اغتيال صرّاف يعزز فرضية اختراق «الموساد» الساحة اللبنانية..توترات أمنية ترفع المخاوف اللبنانية من «مخطط لتأجيج» الاحتقان الداخلي..«مراسلون بلا حدود» تدعو إلى الضغط ﻟـ«محاسبة إسرائيل» على خلفية مقتل صحافي في جنوب لبنان..

تاريخ الإضافة الجمعة 12 نيسان 2024 - 5:12 ص    التعليقات 0    القسم محلية

        


روسيا توصي مواطنيها بعدم المجيء الى لبنان..وإسرائيل على نيرانها..

الوداع الأخير لباسكال سليمان اليوم..ومسلسل الفلتان الأمني يستكمل حلقاته

نداء الوطن...يعيش لبنان حالاً من "الغليان" في الشارع بعد حادثة مقتل منسق "القوات اللبنانية" في جبيل باسكال سليمان، الذي تقام مراسم وداعه الأخير اليوم الجمعة، على وقع المشاحنات والإشكالات "وطوابير الفتن". فبعد الإشكالات مع النازحين السوريين في عدد من المناطق اللبنانية والبيانات المفبركة باسم البلديات والأهالي وحادثة إحراق مركز للحزب السوري القومي الإجتماعي في جديتا، استفاق اللبنانيون أمس الخميس على حادثة إحراق سيارة إسعاف تابعة لـ"القومي" في بيصور، وقد سارع الحزب التقدمي الإشتراكي في بيان الى استنكار الحادثة، داعياً القوى الأمنية للتحرّك. كذلك، إستنكرت القوّات اللبنانية في منطقة عاليه، حادثة إحراق السيارة، مؤكدةً "رفضها لهذه الأساليب التي تُخفي في طيّاتها مشاريع فتنوية خطيرة". وجدّدت "القوات" حرصها على السلم الأهلي ورفضها لاستعمال لغة السلاح والعنف، وطالبة القوى الأمنية بالعمل على كشف الفاعلين وتقديمهم إلى العدالة.

"القوات والنازحين"

وبعد اتهام البعض للقوات اللبنانية بافتعال الإشكالات مع النازحين السوريين في بعض المناطق، أعلنت الدائرة الإعلامية في الحزب أنّها لطالما نادت بوجوب عودتهم إلى ديارهم، خصوصاً ان الأمن في سوريا استتبّ، وبإمكان جماعة النظام ومعارضيهم العودة إلى المناطق التابعة للنظام والمعارضة، وبالتالي لا حجة إطلاقاً لاستمرار وجودهم في لبنان". واعتبرت في بيان أنّ عودتهم باتت أكثر إلحاحاً بعدما أصبح واضحاً حجم عدد الأعمال الإجرامية والمخلّة بالأمن التي يقوم بها بعضهم، رافضةً في الوقت عينه التصرّف معهم بحقد وهمجيّة على البعض منهم، مؤكدةً ان هذه الممارسات مريبة في الشكل والمضمون والتوقيت. حزب "الكتائب اللبنانية" طلب بدوره من مناصريه عدم الانجرار الى أي نوع من ردّات الفعل التي من شأنها أن تحرف الأنظار عن المجرم الحقيقي في جريمة باسكال سليمان، خصوصاً وأنّ هذه الممارسات والأفعال والبيانات تفوح منها رائحة الأعمال الأمنية.

مولوي والنازحين

وفي حديث تلفزيوني، طالب وزير الداخلية والبلديّات في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي بإعادة السوريين إلى بلدهم أو ذهابهم الى بلد آخر، قائلاً: "لأنّ لبنان ليس طرفاً ولم يوقع اتّفاقية اللاجئين وهو لا يكون بلد لجوء بل يكون بلد عبور أو بلد وجود مُوقّت إلى حين عودة السوريين الى سوريا، كما أن هناك مناطق كثيرة أصبحت آمنة، والدليل على ذلك أنّ الكثير منهم يذهبون إليها خلال فترة الاعياد".

ميقاتي يعزّي بسليمان

الى ذلك، واصلت عائلة سليمان تقبل التعازي لليوم الثالث على التوالي في قاعة كاتدرائية مار جرجس المارونية - وسط بيروت، حيث توافدت شخصيات سياسية وإعلامية وروحية من مختلف الطوائف والمذاهب والأحزاب، لتقف الى جانب العائلة في محنتها. ومن المعزين كان رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وعقيلته، وقد اعتبر أن هذا العائلة هي مثل وقدوة بوطنيتها وتعاليها عن كل الجراح. ورغم هول ما جرى لم نسمع من أفراد العائلة إلا الكلام الوطني، مشيراً الى وجود أيادٍ خبيثة تتحرّك ولكن الأجهزة الأمنية لها بالمرصاد.

الراعي والخطيب

ومساء الخميس، أجرى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي اتصالاً هاتفياً بنائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب هنأه فيه بمناسبة عيد الفطر. وقال الخطيب للبطريرك الراعي إنّ "الخطابات التصعيدية والمتوترة الطائفية هي لغة ممجوجة وقد جرّبها اللبنانيون وجرّت الويلات على الجميع، وانّ لغة السلام والمحبة هي التي تبني وهي التي ينبغي أن تسود"، متمنّياً بذل اقصى الجهود لمعالجة ذيول الأحداث الاخيرة التي نجمت عن جريمة قتل منسّق القوات اللبنانية في جبيل باسكال سليمان، للحؤول دون حصول المزيد من ردود الأفعال التي قد تنعكس بصورة أكثر سلبية على الأوضاع في لبنان. الراعي أكد من جانبه ضرورة العمل في هذا الاتجاه، آملاً من الجميع تدارك الموقف في هذه الظروف الصعبة.

يوم حداد

الى ذلك، اجتمعت لجنة المتابعة المنبثقة عن كتل تحالف التغيير والتجدد والكتائب والجمهورية القوية بالإضافة الى النائب بلال الحشيمي، وطالبوا بيوم حداد وطني اليوم الجمعة، تضامناً مع عائلة باسكال سليمان، واظهاراً لتكاتف "جميع اللبنانيين مع الدولة اللبنانية وسيادتها في وجه فوضى السلاح والفلتان الامني والسلاح غير الشرعي الذي يعاني منه لبنان حالياً".

بو حبيب وملف النزوح

وفي ملف النزوح أيضاً، اجتمع وزير الخارجيّة والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال عبدالله بوحبيب مع النائب الاول لرئيس البرلمان اليوناني ليونيس الذي بحث في توحيد الجهود لمواجهة الهجرة غير الشرعية لا سيّما وان لبنان يضم اكبر تجمّع نازحين في العالم. وفيما لفت بوحبيب الى ضرورة تنفيذ القرار 1701 الذي يعتبر السبيل الوحيد لتحقيق التوازن والسلام على الحدود الجنوبية للبنان لجهة انعكاسه ايجاباً على عودة الالاف من النازحين من كلا الجانبين، شدّد المسؤول اليوناني على "تعزيز الجهود من أجل تثبيت الاستقرار والتحرك لتدارك تداعيات الحرب على غزة وتوحيد الجهود. فاليونان تقف الى جانب حماية المدنيين ومنع تمدد الصراع والسعي الى زيادة المساعدات الانسانية عبر الجسر البحري الانساني، ودعم تطبيق القرار 2728".

القصف الإسرائيلي وردود الحزب

التطورات المتسارعة والأحداث الأليمة لم تمنع إسرائيل من مواصلة قصفها العنيف على المناطق الجنوبية الحدودية، حيث شن الطيران الحربي الاسرائيلي غارة، استهدفت الحي الغربي في بلدة ميس الجبل، كما أغار على محيط بلدة راميا، مستهدفاً "خلة وردة. وشنّ الجيش الإسرائيلي غارة مستهدفاً محيط بلدتَي يارين والضهيرة، بالقرب من خزان مياه بلدة يارين، وغارة أخرى استهدف بلدة الخيام.

من جهته، إستهدف حزب الله موقعَي السمّاقة والرمثا في تلال كفرشوبا.

فرنسا والتصعيد

في الموازاة، أكّد نائب الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسيّة كريستوف لوموان، أنّ بلاده تُواصل الجهود في السّعي لتجنّب التصعيد في المنطقة الحدوديّة بين اسرائيل ولبنان. وخلال مؤتمر صحافي، شدد على ترحيب فرنسا بالاستجابة الإيجابية من السلطات اللبنانية لاقتراحاتها للخروج من الأزمة، معتبراً أنّ بلاده تعمل على تجنّب أي صراع إقليمي قد يكون مدمّراً للبنان.

الخارجية الروسية

وتعليقاً على الأحداث التي جرت في لبنان والمنطقة، أوصت وزارة الخارجية الروسية المواطنين الروس بالامتناع عن السفر إلى منطقة الشرق الأوسط ولاسيما إسرائيل ولبنان والأراضي الفلسطينية، إلا للضرورة القصوى. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا: "الوضع متوتر في منطقة الشرق الأوسط في ظل الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، والوضع على الخط الأزرق بين لبنان وإسرائيل لا يزال مضطرباً".

غضب يتفجر ضد السوريين في لبنان.. كرة ملتهبة بيد البلديات

العربية نت..بيروت- جوني فخري.. عاد ملف النزوح السوري الى الواجهة من جديد في لبنان بعد مقتل مسؤول القوات اللبنانية في مدينة جبيل باسكال سليمان وتوقيف سوريين مشتبه بتورّطهم في تنفيذ الجريمة التي تمّت ضمن الاراضي اللبنانية واستُكملت بنقل جثته الى الداخل السوري بعد خطفه من قبل عصابة عصر الأحد الماضي. وتصدّرت هذه الأزمة المشهد العام منذ الكشف تباعاً عن خيوط الجريمة وتورّط عصابة لسرقة السيارات معظم أفرادها من السوريين بحسب الرواية الرسمية. فيما انتشرت مقاطع مصوّرة على مواقع التواصل الاجتماعي، تظهر تعرض لاجئين سوريين إلى حملات اعتداء وضرب من قبل مواطنين غاضبين. في حين دعا وزير الداخلية بسام المولوي عقب اجتماع مجلس الامن المركزي الى "فرض مزيد من القيود والتقييد على اللاجئين السوريين"، مشدداً على أن الوجود السوري "يجب أن يكون محدوداً".

أول تعليق لمفوضية اللاجئين

من جهتها أكدت مفوضية شؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة أنها "تبلغت عن عدة هجماتٍ على أفراد سوريين والتعرّض لهم في الشوارع، لافتة إلى أنها تتابع أوضاع اللاجئين بحسب حالاتهم الفردية، التي أبلغوا عنها جرّاء تعرضهم للعنف أو للإساءة". وكررت دعوتها الحكومة والسلطات اللبنانية "للحفاظ على الهدوء وضبط النفس خلال الوضع الأمني المتوتر أصلاً في لبنان". وقالت "نحن نتفهم الحزن العميق والغضب الذي يعيشه الكثيرون خلال هذا الوقت المأساوي. ومن المهم الحدّ من اللجوء إلى مثل هذه الهجمات وبدلاً من ذلك السماح بمواصلة التحقيقات (مقتل المسؤول القواتي) وبالتوصّل الى المزيد من المعلومات". إلى ذلك شددت على "أنه لا ينبغي التغاضي عن أية أعمال انتقامية أو عقاب جماعي قد ينتج عن أمنٍ ذاتي".

البلديات وترحيل لاجئين

أما جورج كريكوريان، عضو بلدية برج حمود التي شهدت دعوات في الشارع من قبل البعض لرحيل السوريين فأوضح "أن لا سلطة قانوية لدى البلدية لترحيل أي لاجئ ضمن نطاقها الجغرافي، لكنه أشار إلى أن البلدية تتّخذ إجراءات ضمن سياق صلاحياتها بعد إبلاغ الجهات المعنية والقوى الامنية". كما لفت في تصريحات للعربية.نت إلى أن البلدية طلبت من جميع أصحاب العقارات ضمن نطاق برج حمّود التأكد من اوراق اي لاجئ سوري إذا كانت شرعية او لا قبل السماح له بمزاولة عمله او توقيع عقد ايجار وتسجيله لدى البلدية".

لا إجراءات جديدة

وقال" نحن كبلدية لم نتلقَ أي تعليمات من الجهات المعنية حول إجراءات جديدة ستطال الوجود السوري في منطقتنا، ولا زلنا نعمل وفق التعاميم السابقة لجهة التدقيق بالاوراق الثبوتية لكل لاجئ والتأكد من سندات الإقامة، وفي حال التشكيك بأحد نُبلغ الاجهزة الامنية للتصرّف". إلى ذلك، أكد "ألا أرقام دقيقة ورسمية لاعداد اللاجئين السوريين ضمن نطاق برج حمود"، قائلا " في الفترة الاخيرة قمنا بحملات مداهمة بالتعاون مع الاجهزة الامنية لضبط الوجود السوري في منطقتنا".

تشدد في جبيل

من جهته، أوضح رئيس بلدية جبيل وسام زعرور لـ"العربية.نت" أن البلدية سبق أن اتخذت إجراءات لتنظيم الوجود السوري لكنه أضاف أنه حادثة مقتل سليمان ستتخذ خطوات إضافية أولها التشدد بموضوع إستثمار السوريين محال تجارية والتأكد من الاوراق القانونية بالتعاون مع السلطات المختصة أي وزارتي العمل والاقتصاد". وكشف "ان هناك حوالي 5 الاف لاجئ سوري ضمن نطاق بلدية جبيل"، مضيفا أنه تم استحداث نظام معلوماتية جديد لرصد هوية كل لاجئ ومكان عمله وسكنه". وكما بلدية برج حمود، أشار زعرور الى "ان بلدية جبيل لا تملك صلاحية ترحيل اي لاجئ سوري، بل جلّ ما يُمكنها فعله إبلاغ السلطات المعنية التصرّف تجاه أي عمل تراه مشبوهاً". إلى ذلك، أضاف أن هناك تخوّف من تكرار سيناريو مقتل باسكال سليمان وما نتج عنه من ردود فعل غاضبة. في حين أوضح عبدو الحاج، رئيس بلدية زوق مصبح (جبل لبنان) لـ"العربية.نت" أن إجراءات البلدية تجاه اللاجئين السوريين لم تتغير بسبب مقتل المسؤول القواتي، قائلا "ما زلنا نمنع التجوّل أثناء الليل مع التدقيق بالاوراق الثبوتية لكل لاجئ من خلال حواجز تُنظّمها شرطة البلدية ليلاً". وقال "نحن كبلدية نقوم بواجباتنا على أكمل وجه لجهة تنظيم الوجود السوري، لاسيما التدقيق بعقود الايجارات، لكن للاسف بعض اللبنانيين وطمعاً بـ"الفريش الدولار" يبرمون عقود إيجار مع لاجئين وعائلات سورية من دون إبلاغنا كبلدية أو حتى تسجيلها بشكل قانوني، وذلك للتهرّب من الرسوم البلدية، وهذا ما يؤدي الى الفوضى". ولفت الى "أن الدولة رمت كرة نار ملف النازحين بيد البلديات من دون أن تحمّل مسؤوليتها في هذا المجال، ورغم ذلك نحن نقوم بواجباتنا ضمن نطاق صلاحيتنا وقدراتنا المالية وبالتنسيق مع الاجهزة الامنية".

ليس ظاهرة عامة

في المقابل، رأى أديب نعمه، الخبير والمستشار في التنمية والسياسات الاجتماعية ومحاربة الفقر لـ"العربية.نت" أن ما حصل من ردّات فعل اخيراً تجاه اللاجئين السوريين غير مقبول، وهو أتى من أشخاص حزبيين ومجموعات تحريضية وهو ليس ظاهرة عامة". واعتبر "أن هذه السلوكيات ليست عفوية إنما مقصودة، وبالتالي هي تحتاج الى قرار سياسي بضبط الحدود مع سوريا وان تستعيد الدولة سلطتها على كامل اراضيها". كما حمّل الحكومة والسلطة السياسية مسؤولة ما آلت اليه الامور بالنسبة لملف النزوح السوري". وقال "إهمال الحكومة لهذا الملف خلق فوضى، وسمح بخروج تحليلات تُحمّل اللاجئين مسؤولية الازمة الاقتصادية القائمة في لبنان وارتفاع معدلات الجرائم".

عصابات محمية أمنياً وسياسياً

إلى ذلك، لفت إلى "أن عصابات سرقة السيارات مرتبطة بالحدود غير المضبوطة، ما يعني أنها عصابات مشتركة بين لبنانيين وسوريين ومنظّمة ومحمية سياسياً وأمنياً". يشار إلى أنه فور انتشار نبأ خبر العثور على جثة سليمان داخل سوريا حتى انتشرت خلال اليومين الماضيين دعوات غاضبة من لبنانيين الى البلديات لترحيل السوريين أو أقلّه تنظيم وجودهم الشرعي باتّخاذ إجراءات مشددة، وهو ما ظهر في فيديوهات متداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي لمناطق مثل بشري (شمال لبنان) وبرج حمود في بيروت وغيرها أيضا.

اعتداءات وتهديدات تقيّد حركة النازحين السوريين في لبنان عقب جريمة جبيل

«القوات» يندد بـ«الحملة الهمجية»..والسلطات تَعدّ الصدام خطاً أحمر

الشرق الاوسط..بيروت: بولا أسطيح.. لازم العدد الأكبر من السوريين في لبنان، الذين يتجاوز عددهم المليون ونصف المليون بين نازح ومقيم، أماكن سكنهم خلال عيد الفطر خشيةَ التعرض لاعتداءات على الطرقات كما حصل مع عدد منهم إثر الإعلان عن مقتل منسّق حزب «القوات اللبنانية» في منطقة جبيل باسكال سليمان، على يد أشخاص من التابعية السورية. وقال أبو محمد (50 عاماً)، وهو أب لـ4 أولاد، إنه وعائلته لم يخرجوا من باب الغرفة التي يسكنون فيها في إحدى قرى جبل لبنان، منذ الاثنين، خشية أن يتعرضوا للضرب أو للترحيل من البلدة، إذ لا يعرفون أي مكان آخر يتوجهون إليه، مستهجناً «كيف يتحمل آلاف الأبرياء مسؤولية ما يقوم به بعض الأشرار فقط لأنهم يحملون نفس الجنسية». وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «يبدو أن المأساة التي نعيشها منذ عام 2011 لن تنتهي، وهي تتجدد كل فترة بشكل جديد. نحن لا نعيش كما يصوِّر البعض في بحبوحة وسعادة في لبنان، لكننا لا يمكن أن نعود إلى سوريا حيث لا منزل نسكنه ولا أعمال نقوم بها لنعيل عوائلنا. كل ما نحلم به أنا وأولادي أن يتم ترحيلنا إلى بلد ثالث حيث نعيش بكرامة واحترام». وبعد انتشار فيديوهات عبر وسائل التواصل الاجتماعي تُظهر تعرض سوريين على الطرقات للضرب وتكسير سيارات تحمل لوحات سوريا، من مجموعات الشبان، في ردِّ فعلٍ على مقتل المسؤول القواتي باسكال سليمان، الأحد الماضي، جرى تداول فيديو جديد خلال الساعات الماضية يُظهر شاباً على دراجة نارية مع آخرين ينادي عبر مكبر للصوت بضرورة مغادرة جميع السوريين الساكنين في منطقة برج حمود (جبل لبنان) أو العاملين في المحلات التجارية بالمنطقة قبل يوم الجمعة، قائلاً: «لقد أعذر من أنذر». ومنذ يوم الاثنين، يلازم القسم الأكبر من السوريين الأماكن التي يعيشون فيها، ولم يتوجه قسم كبير إلى عمله، فبدا أحد الشوارع الذي يعجّ بالمطاعم في منطقة الحازمية (جبل لبنان) خالياً تماماً من موظفي ركن السيارات الذين عادةً يتهافتون على ركنها. كذلك أوقف بعض المطاعم خدمة الدليفري نتيجة غياب عمالها وكلهم من السوريين. وتنفي مصادر رسمية في حزب «القوات اللبنانية» لـ«الشرق الأوسط» أي علاقة للحزب بالأحداث التي تحصل على الأرض وبالتعرض للسوريين أو الدعوات لترحيلهم من مناطق معينة، مؤكدةً أنْ لا توجيهات على الإطلاق للمناصرين بهذا الخصوص. وصدر عن الدائرة الإعلامية في حزب «القوات اللبنانية» الخميس، بياناً استنكرت فيه ما سمّتها «التعديات الهمجية التي يتعرض بعض اللاجئين لها»، معتبرةً أن «المطالبة بعودة اللاجئين السوريين أصبحت أكثر إلحاحاً، بعدما أصبح واضحاً حجم عدد الأعمال الإجرامية والمخلّة بالأمن التي يقوم بها البعض منهم». وأضافت: «لكنّ المطالبة بعودة اللاجئين السوريين إلى ديارهم شيء، والتصرُف بحقد وهمجية شيء آخر مختلف تماماً. فالتصرفات التي نراها على بعض مواقع التواصل وبعض الممارسات التي نشهدها على الأرض مرفوضة من جهة، ومريبة في الشكل والمضمون والتوقيت من جهة أخرى».

دفعٌ إلى العودة تحت الضغط

ويعتقد بعض اللبنانيين أن التضييق على النازحين السوريين بهذه الطريقة قد يُعجّل باتخاذهم قرار العودة إلى سوريا ما دام المجتمع الدولي لا يتجاوب مع كل المطالبات اللبنانية الرسمية بالمساعدة على إعادة النازحين إلى بلدهم. ويقول سامي.ج (33 عاماً) إن «السكوت عمّا يحصل في موضوع النزوح سيؤدي إلى تحول الجريمة التي ذهب ضحيتها باسكال سليمان إلى واقع نعيشه بشكل يومي، وهذا ما لن نسمح به»، وأضاف: «إذا كانت الدولة متواطئة ومتلكئة، فنحن سنتصرف على الأرض». ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «هم باتوا يتوجهون إلى العمل ونحن في منازلنا من دون عمل. هم يتلقون مساعدات مالية من دول غربية ونحن لا أحد يهتم لأمرنا. وقد وصل الأمر إلى حدّ قتلنا في منازلنا وقرانا، وبالتالي السكوت عن ذلك سيعني أننا من دون كرامة

الصدام خط أحمر

وتجد القوى الأمنية اللبنانية نفسها مُحرَجة في التعامل مع هذا الملف، بحيث إنها غير قادرة على توقيف المعتدين على السوريين على الطرقات خشية أن يؤدي ذلك إلى أزمة كبيرة مع اللبنانيين في الشارع، باعتبار أن هناك نقمة شعبية عارمة على النازحين. وتقول مصادر أمنية لـ«الشرق الأوسط» إن «الخط الأحمر الذي يُمنع تجاوزه هي المواجهات في الشارع بين اللبنانيين والسوريين»، مشددةً على أنها «تتابع الوضع عن كثب وستتصدى لأي أحداث تؤدي لانفجار الوضع الأمني في لبنان». وبعد تقديمه واجب العزاء في سليمان، قال وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي، إن «لجم الفلتان السوري يكون بتطبيق القانون على السوريين الموجودين في لبنان من خلال الأجهزة الأمنية والبلديات والأهالي»، معتبراً أن «حفظ الأمن مسؤولية تشاركية، لأن الأمن للجميع وكلنا معنيون به». ويشيَّع القواتيون وأهل المسؤول القواتي باسكال سليمان، فقيدهم، الجمعة، بمأتم حاشد. ويخشى كثيرون من ردّات فعل على الأرض بوجه النازحين السوريين قد تؤدي إلى أحداث أمنية متفرقة، خصوصاً بعد تداول رسائل صوتية تدعو إلى التحرك لإخراج السوريين من بعض المناطق والقرى بالتزامن مع التشييع.

اغتيال صرّاف يعزز فرضية اختراق «الموساد» الساحة اللبنانية

الشرق الاوسط..بيروت: يوسف دياب.. طرحت الجريمة الغامضة التي أودت بحياة الصرّاف محمد سرور داخل فيلا في منطقة بيت مري (منطقة المتن الشمالي، شرق بيروت) فرضيّة تصفيته على يد المخابرات الإسرائيلية، وهو ما أشارت إليه وسائل إعلام إسرائيلية، ويتقاطع أيضاً مع ترجيحات مصادر قضائية لبنانية لهذه الفرضية، بالنظر إلى المعلومات التي تتحدث عن دوره في نقل الأموال من إيران إلى «حزب الله» وحركة «حماس» في لبنان؛ ولكونه مدرجاً على قائمة العقوبات الأميركية. وجاء اغتيال الصرّاف في وقت بدا واضحاً أن جهاز «الموساد» الإسرائيلي تمكّن في السنتين الأخيرتين من اختراق البيئة المحسوبة على «حزب الله» في لبنان؛ ما سهّل عليه تنفيذ عمليات اغتيال طالت قادة ميدانيين وكوادر منذ اشتعال الجبهة الجنوبية مع إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بالتزامن مع بدء الحرب على قطاع غزة. وأكدت مصادر أمنية لـ«الشرق الأوسط» أن الأجهزة اللبنانية «تركّز في تحقيقاتها (بالجريمة) على (داتا) الاتصالات، سواء التي تلقاها الضحية على هاتفه الخاص، أو حركة الاتصالات التي جرت في الموقع الجغرافي للمكان الذي عُثر فيه على جثته».

تفكّك الدولة يعزز استباحة «الموساد» للساحة اللبنانية

تحقيقات محلية باغتيال «صرّاف» متهم بتحويل الأموال لـ«حماس»

الشرق الاوسط..بيروت: يوسف دياب.. يبدو أن ترهل مؤسسات الدولة فتح أكثر من ثغرة سمحت لجهاز الموساد الإسرائيلي باستباحته للساحة اللبنانية، مستفيداً من تراجع قدرة الأجهزة الأمنية على مواجهته، خصوصاً أن هذه المؤسسات تدفع الثمن الأغلى لفاتورة الانهيار الاقتصادي والمالي. وبدا لافتاً تمكّن الموساد في السنتين الأخيرتين من اختراق البيئة المحسوبة على «حزب الله»، ما سهّل عليه تنفيذ عمليات اغتيال عشرات القادة الميدانيين والكوادر منذ اشتعال الجبهة الجنوبية في الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، عندما قرر الحزب تحويلها إلى جبهة «مساندة» لغزة، وكان أبرزها اغتيال القيادي البارز في حركة «حماس» صالح العاروري في عمق الضاحية الجنوبية لبيروت. وأخيراً، طرحت الجريمة الغامضة التي أودت بحياة الصرّاف محمد سرور داخل فيلا في منطقة بيت مري (المتن الشمالي) فرضيّة تصفيته على يد المخابرات الإسرائيلية، وهو ما أشارت إليه الصحافة الإسرائيلية أيضاً، ويتقاطع مع ترجيحات مصادر قضائية لبنانية لهذه الفرضية، بالنظر لـ«المعلومات التي تتحدث عن دوره في نقل الأموال من إيران إلى (حزب الله) وحركة (حماس) في لبنان، ولكونه مدرجاً على قائمة العقوبات الأميركية». وأكدت المصادر لـ«الشرق الأوسط» أن التحقيقات القضائية والأمنية «تضع فرضيات متعددة»، لافتة إلى أن «البحث عن أدلة تبيّن ما إذا كانت جهات خارجية تقف وراء الجريمة التي نفّذت بتخطيط واحتراف عاليين»، مشيرة إلى «تركيز الأجهزة على (داتا) الاتصالات، سواء التي تلقاها الضحية على هاتفه الخاص، أو حركة الاتصالات التي جرت في الموقع الجغرافي للمكان الذي عثر فيه على جثته».

تفكك الدولة

ويعزو كثيرون تنامي هذه الاختراقات إلى تفكّك الدولة وإضعاف مناعتها، ويعدّ الوزير السابق رشيد درباس أن جريمة بيت مري «حصلت بتوقيع من الموساد، وأن أي جريمة تقع في لبنان هي جريمة سياسية ونتاج طبيعي لتداعي الدولة وانهيار بنيتها». ويؤكد درباس لـ«الشرق الأوسط» أنه «عندما يتفسّخ المنزل وتزيد تشققاته، لا يمكننا أن نستغرب كيف تعصف به الريح». ويقول: «لا يمكن لأي حزب أو كيان أو ميليشيات أن تحلّ مكان الدولة مهما قويت شوكتها»، معدّاً أن «تفكك الدولة سببه ازدواجية السلطة وسيطرة (حزب الله) عليها»، مضيفاً: «عندما حكم الفلسطينيون لبنان، تفككت الدولة وانهارت، واليوم مع تحكّم (حزب الله) بها نشهد على تمزيق شبكة الأمان المتمثلة بالوحدة الداخلية واتفاق الطائف والحماية العربية والدولية للبنان». واللافت أن شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي تمكنت في السنتين الأخيرتين، من القبض على ما يقارب 20 عميلاً إسرائيلياً بينهم من ينضوي في صفوف «حزب الله»، وبعضهم مسؤولون سابقون وأبناء مسؤولين حاليين وسابقين، وكشفت المعلومات أن جهاز الموساد «كان يغري هؤلاء بالأموال ويتواصل معهم عبر شبكة اتصالات غير مراقبة، ويعقد اجتماعات معهم في دول مثل تركيا واليونان وقبرص وأفريقيا، ويكلّفهم بالمهمات الأمنية المطلوبة منهم». هذا الاختراق له مبرراته، بحسب الوزير درباس وهو نقيب المحامين الأسبق في طرابلس، ويرى أن لبنان «تحوّل إلى ساحة مستباحة، والمؤسف أن الحزب وبدل أن يشكّل مصدر قلق لإسرائيل، بات حملاً ثقيلاً على الدولة، بدليل أن رئيس الحكومة (نجيب ميقاتي) أعلن مؤخراً أن قرار الحرب والسلم لم يعد بيد الدولة، وهذا يعني تلاشي النظام».

حرب أمنية

بعد انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان صيف عام 2000، تحوّل الصراع معها إلى حربٍ أمنية وبدأت مطاردة شبكات العملاء. ويشير رئيس المحكمة العسكرية السابق العميد خليل إبراهيم، الذي سبق له وحاكم المئات من هؤلاء العملاء، إلى أن «النشاط الأمني للموساد في لبنان لم يتوقّف أبداً، لكن انحساره لفترة كان بسبب يقظة الأجهزة الأمنية وقدرتها على تفكيك عشرات الشبكات». ويوضح أن إسرائيل «لديها شبكات تجسس تنشط في بلدٍ مفتوح أمنياً، ومشرّعة أبوابه إلى حدّ كبير، خصوصاً بعد الأزمة الاقتصادية وانعكاساتها السلبية جداً على المؤسسات العسكرية والأمنية وقدرتها الفنية والعملانية والاستخباراتية». ويؤكد إبراهيم لـ«الشرق الأوسط» أن «العدو الإسرائيلي عزّر قدراته التجسسية، فبات يملك قاعدة معلومات متطوّرة ومتقدمة جداً في استخدام واستثمار الذكاء الاصطناعي إلى الحدّ الأقصى، بالإضافة إلى استثماره في قطاع الاتصالات ووسائل التواصل الاجتماعي والبصمات الصوتية وتحديد المواقع والأشخاص بدقّة عالية»، معدّاً أن ذلك كلّه «ترافق مع ضعف لبناني في الوحدة الوطنية وانقسام عمودي وأفقي غير مسبوق».

تجنيد مقابل بدل مالي

وتعاني الأجهزة الأمنية أوضاعاً صعبة، ما انعكس سلباً على أدائها في مكافحة الجريمة وتعقّب عملاء إسرائيل، حيث تمكّنت إسرائيل من تجنيدهم لقاء مبالغ مالية. ويقول العميد إبراهيم: «لا شكّ أن انهيار الوضع الاقتصادي سهّل على إسرائيل تجنيد العملاء بإغراءات مالية، كما أن الموساد استخدم برامج إلكترونية معقدة وغير معروفة حتى تاريخه، مما يصعّب على الدولة اللبنانية عمليتي المراقبة والاختراق». وعن إمكانية وقوف إسرائيل خلف جريمة قتل الصرّاف محمد سرور، رأى العميد إبراهيم، أنه «من المبكر الحكم على هذه الحادثة، قبل إجراء تحقيق جدّي، وتوفّر معلومات قاطعة عن هوية منفذيها وأسبابها».

توترات أمنية ترفع المخاوف اللبنانية من «مخطط لتأجيج» الاحتقان الداخلي

تحذيرات من «محاولات مشبوهة» لـ«العبث بالسلم الأهلي»

الشرق الاوسط..بيروت: نذير رضا.. تنامى القلق على المستويين السياسي والأمني في لبنان، من انفجار الاحتقان القائم، و«توتير إضافي» تخطّى الدعوات لترحيل السوريين، وذلك إثر حادثين متتاليين تمثَّلا في الاعتداء على مكتب لـ«الحزب السوري القومي الاجتماعي» في البقاع (شرق البلاد)، وإحراق سيارة إسعاف تابعة للحزب نفسه في بيصور (جبل لبنان)، وسط استنفار أمني لبناني وإجراءات متواصلة لمنع تدهور الأمور إلى «منعطفات خطيرة». وتزامن الحادثان ضد «السوري القومي» مع احتقان لبناني في الشارع المسيحي ضد اللاجئين السوريين، على خلفية جريمة جبيل (شمال لبنان) التي ذهب ضحيتها القيادي في حزب «القوات اللبنانية» باسكال سليمان، يوم الأحد الماضي، وأدينت فيها عصابة يحمل معظم أفرادها الجنسية السورية. ويحمل الاعتداء على مركز «السوري القومي» بُعداً رمزياً، لأن الحزب على خصومة مع «القوات اللبنانية» منذ إدانة أحد أعضائه في عام 1982 باغتيال الرئيس اللبناني الراحل بشير الجميل. والخميس، نفى «القوات» ضلوعه في حادثة «القومي»، وفق ما نقل رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي عن رئيس الحزب سمير جعجع. وأعلن «السوري القومي» في بيان صادر عن عميد الإعلام فيه معن حمية، أن «مجرمين استغلوا عطلة عيد الفطر ليرتكبوا جريمتهم بالاعتداء على مكتب منفذية زحلة في الحزب الكائن في منطقة جديتا» في البقاع بشرق لبنان مساء الأربعاء، «فعمدوا إلى محاولة إحراقه، ووضع علم القوات اللبنانية على مدخله الخارجي». وقال إن الحادثة جاءت «في لحظة حساسة ومفصلية يمر بها لبنان، استغل بعض المجرمين ما يحصل من أحداث أليمة وتحريض طائفي ومذهبي يهدف إلى إضعاف لبنان وتفتيت وحدته الوطنية وتشويه صورة مؤسساته وتعميم أجواء الفتنة والتشنج». يأتي ذلك في وقت أقدم فيه مجهولون، فجر الخميس، على إحراق سيارة إسعاف تابعة للحزب في بلدة بيصور بجبل لبنان.

تأجيج النار في الداخل

ورفعت تلك التطورات الأمنية المفاجئة، مستوى التحذيرات من «أيادٍ خفية» و«مخطط مشبوه لتأجيج النار في الداخل اللبناني»، وفق ما أكد مصدر أمني لبناني بارز لـ«الشرق الأوسط»، لافتاً إلى أن «البيانات التي صدرت عن البلديات ضد السوريين، وتحمل نفس العبارات، تشير إلى توجيه منظم، وتدلل على سيناريو مفتعل لرفع منسوب التشنج ضد النازحين السوريين، وإثارة خضات وتوتير للأجواء»، معرباً عن مخاوف السلطات من أن «يكون البعض يريد توظيف جريمة جبيل كفتيل لإشعال الوضع الأمني في الداخل». وإذ رفض المصدر نفسه الاتهامات لحزب «القوات» من قبل خصومها في الضلوع بهذا التأجيج، أكد أن «هناك جهة خفية تتسلل إلى المشهد اللبناني في لحظة أمنية دقيقة، وتلعب تارة على وتر الحزب القومي، وتارة أخرى على موضوع اللاجئين». ولفت إلى «أبواق تتصدر مواقع التواصل ترمي الزيت على النار، وتحاول توريط كل الفرقاء السياسيين واستدراج الشارع إلى التوتر، مرة عبر التشكيك برواية الجيش والقضاء اللبنانيين حيال جريمة جبيل، ومرات أخرى في دفع الناس للمطالبة بالأمن الذاتي، وتعبئة الشارع ضد الدولة، وإشعال نيران جانبية بغرض التأجيج».

تطويق التوتر سياسياً

وكانت قيادة الجيش اللبناني أعلنت، مساء الاثنين الماضي، عن توقيف «مديرية المخابرات»، «معظم أعضاء العصابة السوريين المشاركين في عملية خطف» باسكال سليمان، مضيفة أنه خلال التحقيق معهم، «تبيّن أن المخطوف قُتِل من قبلهم أثناء محاولتهم سرقة سيارته في منطقة جبيل، وأنهم نقلوا جثته إلى سوريا». وأطلع قائد الجيش العماد جوزيف عون، البطريرك الماروني بشارة الراعي، يوم الثلاثاء، على التطورات المتصلة بالتحقيقات، وكانت الزيارة بهدف «اطلاع الراعي على الوقائع المرتبطة بالتحقيق والتطورات الميدانية وإجراءات الجيش والجهود المبذولة لتطويق التوتر، لما للبطريرك من تأثير معنوي على الشارع المسيحي وقياداته السياسية»، وفق ما قالت مصادر مطلعة على أجواء الزيارة لـ«الشرق الأوسط».

«طابور خامس»

وتتلاقى التقديرات الأمنية لدى أكثر من جهاز لبناني، عند فرضية أن هناك «طابوراً خامساً» يحاول توتير الأجواء و«يصب الزيت على النار، ويرسم خريطة دمار للبلاد»، وهو ما يعزز نفي «القوات» لأي ضلوع في التوترات الأخيرة، بالتزامن مع «تعاون أمني بين القوات والجيش اللبناني أسهم في فتح الطرق وتهدئة الشارع بعد الجريمة». وتوصلت مخابرات الجيش وشعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي إلى النتيجة نفسها من خلال التنسيق الأمني والتعاون بينهما في ملف سليمان، وفقاً لما تؤكده مصادر معنية بالتحقيقات. وقال المصدر الأمني لـ«الشرق الأوسط» إنه «في مقابل لعب البعض بالنار، نحاول إطفاءها بالوقائع، وقد أكدت كل التحقيقات التي سارت على خط متوازٍ بين الجيش وقوى الأمن، أن دافع الجريمة كان السرقة ولا خلفيات سياسية له»، مضيفاً: «إذا كانت هناك عصابة يتألف غالبية أعضائها من السوريين، فليس مقبولاً التهجم على السوريين والنازحين، وهو ما يشير إلى مخطط معين لإشعال البلد»، تواجهه السلطات باتصالات فاعلة مع الأطراف السياسية، وإجراءات أمنية يتخذها الجيش الذي «يحافظ على جاهزيته لإخماد أي توتر».

تحذيرات سياسية

ودفع تضافر المعطيات الأمنية، المسؤولين اللبنانيين إلى التحذير من تداعيات التأجيج. وقال رئيس الحكومة نجيب ميقاتي خلال تقديم واجب العزاء بسليمان، إن «هناك أيادي خبيثة تتحرك، ولكن الأجهزة الأمنية لها في المرصاد». وكان ميقاتي استنكر في بيان سابق، الاعتداء على مقر «السوري القومي» في البقاع، وأعلن أنه أجرى اتصالاً بجعجع، «تمنى خلاله ضبط الانفعالات في هذه اللحظة الدقيقة من تاريخ الوطن. وقد شجب جعجع هذا الحادث نافياً أي علاقة للقوات به». وشدد في البيان نفسه على «ضرورة أن تعي القيادات اللبنانية كل خطورة المرحلة التي يمر بها لبنان، والابتعاد عن كل ما من شأنه تأجيج الخلافات والانقسامات، وأن يجري التعامل بحكمة مع الواقع القائم».

«مراسلون بلا حدود» تدعو إلى الضغط ﻟـ«محاسبة إسرائيل» على خلفية مقتل صحافي في جنوب لبنان

بيروت: «الشرق الأوسط».. دعت منظمة «مراسلون بلا حدود» المجتمع الدولي، الخميس، إلى «الضغط لضمان محاسبة إسرائيل» على مقتل الصحافي عصام عبد الله قبل 6 أشهر في جنوب لبنان في قصف أُصيب فيه كذلك 6 صحافيين بينهم مراسلان لوكالة الصحافة الفرنسية. وقال مدير مكتب الشرق الأوسط في المنظمة جوناثان داغر لوكالة الصحافة الفرنسية: «ندعو المجتمع الدولي إلى الضغط لضمان محاسبة إسرائيل»، متابعاً: «هذا النوع من الإفلات من العقاب يعرّض الصحافيين للخطر». في 13 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، استهدفت ضربتان متتاليتان مجموعة 7 صحافيين عند أطراف بلدة علما الشعب اللبنانية قرب الحدود مع إسرائيل، ما تسبب بمقتل مراسل وكالة «رويترز» عصام عبد الله. وجُرح أيضاً مصورا وكالة الصحافة الفرنسية كريستينا عاصي (29 عاماً) التي بُترت ساقها اليمنى، وديلان كولنز، بالإضافة إلى مصورَي «رويترز» ماهر نزيه وثائر السوداني، ومراسلة قناة «الجزيرة» كارمن جوخدار وزميلها المصور إيلي براخيا. وكان هؤلاء الصحافيون يغطّون يومها التصعيد العسكري بين الجيش الإسرائيلي و«حزب الله» على وقع الحرب الدائرة في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر. وتابع داغر: «سنستخدم خلاصات كلّ التحقيقات في مواصلة النضال من أجل تحقيق العدالة لعصام وزملائه»، موضحاً أن منظمته تعمل «على تحقيق العدالة محلياً ودولياً بكلّ الآليات القانونية الممكنة». وافتتحت منظمة «مراسلون بلا حدود» في مارس (آذار) في بيروت مركزاً إقليمياً لحرية الصحافة لتقديم دعم لوجيستي ونفسي للصحافيين الذين يغطون النزاعات في الشرق الأوسط خصوصاً الحرب في غزة.



السابق

أخبار وتقارير..بايدن يهنئ المسلمين بعيد الفطر ويدعو لإعادة بناء السلام..اشتباك مسلح خلال احتفال بعيد الفطر في فيلادلفيا..إجلاء 100 ألف شخص في روسيا وكازاخستان جرّاء الفيضانات..وسط احتجاجات الناشطين.. البرلمان الأوروبي يتبنى تعديل سياسات اللجوء..أميركا واليابان تعلنان شراكة للإسراع في تطوير الاندماج النووي..بريطانيا تعلن مشاركتها في تدريبات عسكرية مع أميركا واليابان..جنرال أميركي: روسيا ستتفوق بالذخائر على أوكرانيا خلال أسابيع..واشنطن تحذر: سنحمّل الصين مسؤولية أي مكاسب لروسيا في أوكرانيا..زعيم كوريا الشمالية: حان الوقت للاستعداد للحرب..اليونان تعيد افتتاح جامع تاريخي أمام أداء صلاة العيد..

التالي

أخبار فلسطين..والحرب على غزة..لا إجماع في مجلس الأمن على عضوية فلسطين بالأمم المتحدة..وزير الدفاع الإسرائيلي: أي هجوم إيراني مباشر سيستلزم ردا مناسبا..أميركا تستبعد انجرارها إلى حرب لكنها تتوقع هجوماً إيرانياً ضد إسرائيل..البيت الأبيض: حذرنا إيران على خلفية تهديداتها لإسرائيل..«الكرملين» يدعو إيران وإسرائيل إلى «ضبط النفس»..بلينكن يدعو دولاً بينها الصين إلى حضّ إيران على عدم التصعيد ضد إسرائيل.."رد إيران على إسرائيل خلال الأيام الـ3 القادمة"..تقديرات أميركية..بريطانيا: على إيران ألا تجر الشرق الأوسط لصراع أوسع..إسرائيل مستعدة لامتصاص ضربة إيرانية خفيفة..«الانتقام الإيراني»..رهان على «رد محدود»..نتنياهو: مستعدون لسيناريوهات في مناطق أخرى بعيداً عن غزة..جيش الاحتلال يشن هجوماً برياً وسط قطاع غزة ..

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 154,795,316

عدد الزوار: 6,966,609

المتواجدون الآن: 68