أخبار لبنان..الموقف المتدحرج جنوباً..صواريخ الحزب عند نهاريا..قلق أميركي ـ فرنسي على لبنان وجدل حول تطبيق الـ1701..قيادي "الحرس" الذي قضى في دمشق عضو في شورى "الحزب"..خامنئي يهدّد والأنظار نحو نصرالله..إسرائيل: الثمن سيكون باهظاً..قراءة هادئة لعارفين بـ «عقل» محور الممانعة..«حزب الله» يستظلّ إيران في «الحِكْمة» بمواجهة «الذراع الطويلة» لإسرائيل..تحقيقات رميش: عبوة فُجّرت بمراقبي الهدنة؟..عين الفاتيكان على مسيحيّي الجنوب..«اليونيفيل» تعلِّق دورياتها في جنوب لبنان..خشية في لبنان من توكيل إيران «حزب الله» بالرد على استهداف قنصليتها بدمشق..

تاريخ الإضافة الأربعاء 3 نيسان 2024 - 4:21 ص    عدد الزيارات 767    التعليقات 0    القسم محلية

        


الموقف المتدحرج جنوباً..صواريخ الحزب عند نهاريا..

اللواء.. سبعة أيام فاصلة عن عيد الفطر السعيد، وبعد ساعات قليلة من الاستهداف غير المسبوق للقنصلية الايرانية وسقوط قتلى وجرحى من الحرس الثوري الايراني ومدنيين من جنسيات اخرى، بقي الوضع في اقسى درجات الترقُّب، لجهة الردّ الايراني، ونتائجه، اذا حصل، على ساحات المساندة في وقت قفز الاعتداء الاسرائيلي على مركز التطوع العالمي للغذاء، والذي ادى الى سقوط 7 شهداء من العاملين في المركز باعتراف بنيامين نتنياهو، الذي تحدث عن «خطوة احتوائية» للرد العالمي الغاضب على الجريمة غير المسبوقة ايضاً في الحروب الصغيرة او الكبيرة. ورأت هذه المصادر أن من شأن هذه الحادثة أن تدفع إلى توتير الأجواء في الوقت الذي يرسم فيه سيناريو غير واضح للمنطقة، معلنة في الوقت نفسه أن قسما من اللبنانيين يحاربون لمنع انزلاق لبنان إلى الحرب وقد عبر البطريرك الراعي عن ذلك بوضوح. وأوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن الساحة المحلية لم تسجل أي تطور بارز في عطلة عيد الفصح للطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الغربي، إلا ان الغارة الاسرائيلية التي استهدفت القنصلية الإيرانية في دمشق ستكون لها ومن دون شك انعكاساتها على المنطقة ولبنان، لاسيما أن ايران سترد انما لا توقيت لذلك، ولن يتم بكل تأكيد الإفصاح عن المكان. ولم تستبعد المصادر ان يكون لموقف الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في يوم القدس العالمي بعد غد الجمعة من تأثير على مجريات الصراع الجاري. سياسياً، أحاط جمود قاتل بالملف الرئاسي، واكدت مصادر على صلة ان الوقت لم يحن بعد لتحريك هذا الملف بانتظار انتهاء عطلة الفطر السعيد، ومعاودة اللجنة الخماسية تحركاتها.

مجلس الوزراء

ويعقد مجلس الوزراء عند الساعة 11 ونصف من قبل ظهر غد الخميس جلسة في السراي الكبير، وعلى جدول الاعمال 21 بنداً، ابرزها اقرارها الحد الادنى للاجور في القطاع الخاص، وفقاً لما اتفقت عليه لجنة المؤشر، واجراء ما يلزم لتلبية طلبات الوزارات على اختلافها. وفي الانشغالات اليومية، ترأس الرئيس نجيب ميقاتي إجتماعا لـ«اللجنة الوزارية لمتابعة تنفيذ خطة عمل الإستراتيجية الوطنية للحماية الاجتماعية» قبل ظهر امس في السراي. بعد  الاجتماع قال وزير الشؤون هكتور الحجار: «عرضت خلال الاجتماع خارطة الطريق الذي طلب مني وضعها في الاجتماع الاخير، وقد تقرر ان يعقد اجتماع للمجلس العسكري لربط النقاط التي وضعتها مع عامل الوقت الزمني لمعالجة الواقع القديم الجديد في ملف النازحين وغيره».  اضاف: «اما ابرز النقاط التي تضمنتها الخطة فهي ضرورة اجراء الدولة اللبنانية مسحا شاملا لجميع السوريين الموجودين على ارضها وتحديد من تنطبق عليه صفة النزوح من عدمه، وكذلك ضمان موافقة التمويل المخصص لمعالجة اوضاع النازحين الفعليين نسبة لأعدادهم واحتياجاتهم».

التيار الحر ينتقد جعجع

وتخوف تكتل لبنان القوي، بعد اجتماعه الدوري امس من ان ارتفاع وتيرة الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان وسوريا، يؤشر على نية نتنياهو ادخال المنطقة في حرب موسعة وشاملة، وطالب بفك المسار الميداني بين غزة ولبنان، لإسقاط الذرائع من يد العدو. وطالب الحكومة بالقيام بما يلزم لعدم حصول فراغ في البلديات والهيئات الاختيارية. واستهجن التكتل الكلام الذي يشكك بجدوى هذا الحوار لما فيه من اساءة للبطريرك الماروني وللاطراف المشاركين وللقضايا الوجودية، معلناً تأييده للحوار لصياغة وثيقة وطنية تؤكد على مبدأ الشراكة المتوازنة. (في اشارة الى الموقف الاخير لرئيس حزب القوات سمير جعجع من دون ان يسميه).

المودعون

في تحرك المودعين، اعلن تحالف «متحدون» ان «عددا من هؤلاء يتقدّمهم الطبيب المودع باسكال الراسي وعقيلته فاليري فوييه، نفّذوا في ١ نيسان حملة ضد المصارف وأصحابها وفي طليعتها البنك اللبناني للتجارة، الفرع الرئيسي في محلة العدلية، من خلال كتابة شعارات على مداخلها أبرزها «١٨٤ عقوبات» و«نصيحة لكل مصرفي الابتعاد عن المصارف»، وذلك تحضيراً لتحرك المودعين ومحاميهم أمام مصرف لبنان وهيئاته الرقابية الغائبة نهائياً عن دورها في الرقابة الملزمة، غداً الخميس الساعة الحادية عشرة قبل الظهر».

الصواريخ إلى نهاريا

ميدانياً، اعلنت المقاومة الاسلامية ان «مجاهديها استهدفوا مستعمرة «غشر هازيف» القريبة من نهاريا براجمة من صواريخ الكاتيوشا»، كما استهدف حزب الله موقع السماقة في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة بالاسلحة المناسبة. ونفذ الطيران المعادي غارة على خراج بلدة بليدا الحدودية، وكذلك استهدف القصف معظم خراجات القرى الحدودية من الناقورة الى الخيام.

قلق أميركي ـ فرنسي على لبنان وجدل حول تطبيق الـ1701

نداء الوطن..أبدت الولايات المتحدة وفرنسا قلقهما من التطورات الميدانية بين لبنان وإسرائيل، وجاء ذلك في سياق زيارة وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن لفرنسا حيث التقى الرئيس إيمانويل ماكرون ونظيره ستيفان سيجورنيه ووزير الدفاع سيباستيان ليكورنو، وناقش معهم الأزمات الدولية الكبرى، بما في ذلك أوكرانيا والشرق الأوسط. وقال بلينكن: «نواصل التنسيق عن كثب في لبنان لمنع توسع الصراع في المنطقة. هناك تهديد يفرضه «حزب الله» وإيران على إسرائيل وكلانا تعهدنا بالقضاء عليه». وقال سيجورنيه: «يجب تجنّب التصعيد الإقليمي وتحديداً في لبنان». وأضاف: «إنّ جميع تحركاتنا في الشرق الأوسط تهدف إلى خفض التوتر في المنطقة». وفي سياق متصل، كشف مصدر ديبلوماسي لـ»نداء الوطن» أنّ التواصل المباشر وغير المباشر بين المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين وعين التينة مستمر بعيداً عن الإعلام. وأشار المصدر الى أنّ «النقطة العالقة هي الإصرار الإسرائيلي على مبدأ الخطوة خطوة في تنفيذ القرار 1701، أي التدرج في التطبيق، ما يعني أنّ الجانب الإسرائيلي يريد إعادة التفاوض على تطبيق كل بند من بنود القرار، وبالتالي هدر الوقت الذي قد يمتد الى سنوات. وهذا ما يرفضه لبنان، إذ إن المطلوب تطبيق القرار دفعة واحدة وبلا جدولة». وفي الإطار نفسه، تناول مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط الأسبق ديفيد شنكر موضوع القرار 1701. ففي مقالة له نشرت على موقع «معهد واشنطن لشؤون الشرق الأدنى»، قال: «في الفترة التي تسبق تجديد تفويض القوة الدولية في آب المقبل، ينبغي على المسؤولين الأميركيين أن يقودوا جهداً قوياً لتغيير الطريقة التي تمارس بها «اليونيفيل» أعمالها. يمكن أن توافق «اليونيفيل» على بدء تحليق طائرات استطلاع بدون طيار فوق الجنوب وإتاحة مقاطع الفيديو للجمهور. لطالما وصف «حزب الله» طائرات «اليونيفيل» بدون طيار بأنها «خط أحمر»، وهي علامة أكيدة مثل أي علامة على أنّ الجماعة لا تريد فضح انتهاكاتها للقرار 1701».

قيادي "الحرس" الذي قضى في دمشق عضو في شورى "الحزب"

خامنئي يهدّد والأنظار نحو نصرالله..إسرائيل: الثمن سيكون باهظاً

نداء الوطن...غداة الهجوم الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية في دمشق، تصاعدت أمس الدعوات الى الثأر في طهران ولبنان. وقابلها تحذير إسرائيلي من «ثمن باهظ»، في حال تنفيذ التهديدات ضد الدولة العبرية. وأسفر الهجوم الاثنين الماضي، عن مقتل 13 شخصاً بينهم سبعة من الحرس الثوري الايراني، وأبرزهم العميد محمد رضا زاهدي والعميد محمد هادي حاجي رحيمي. وأدّى الى تدمير مبنى القنصلية الملاصق لمبنى السفارة الإيرانية في وسط دمشق. وقال المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي في بيان «سيعاقب رجالنا الشجعان النظام الصهيوني، وسنجعله يندم على هذه الجريمة وغيرها». كذلك، تعهّد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي بالردّ على هذا الهجوم، مؤكداً أنّ «هذه الجريمة البشعة لن تمرّ من دون ردّ». ولم يقدّم رئيسي أيّ تفاصيل في شأن طبيعة هذا الردّ، ولكن بياناً صادراً عن المجلس الأعلى للأمن القومي بعد اجتماع طارئ عُقد مساء الإثنين في حضور رئيسي، أعلن اتخاذ «القرارات اللازمة». من جهتها، أكدت الولايات المتحدة لإيران أنّ «لا علاقة لها» بالقصف الذي دمّر المبنى الذي يضمّ القنصلية ومقرّ إقامة السفير الإيراني في سوريا، حسبما نقل موقع «أكسيوس» عن مسؤول أميركي. فيما قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أمس: «نحن في حرب متعددة الجبهات ونعمل في كل مكان لكي نوضح لأعدائنا في كل مكان في الشرق الأوسط أنّ ثمن عملية ضد إسرائيل سيكون باهظاً». وكشف المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري أنّ ما استُهدف في دمشق هو مبنى عسكري تابع لـ»فيلق القدس» وليس قنصلية أو سفارة. وفي حديثه لشبكة «سي أن أن»، اتهم إيران بالعمل خلال الأشهر الستة الماضية على التصعيد في المنطقة. فيما نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مصادر إسرائيلية أنّ إسرائيل وراء هجوم دمشق. هل من خصوصية لبنانية لهذا التطور الميداني؟ وفق المعلومات التي تواترت تبيّن أنّ الجنرال زاهدي كان العضو الوحيد غير اللبناني في مجلس شورى «حزب الله». وأتى مقتله وسط محادثات سرية بين طهران وواشنطن. وأفادت المعلومات، أنّ زاهدي كان مقيماً في الضاحية الجنوبية لبيروت. وهو حظي بترقية رتبته العسكرية بعد سقوط قائد «فيلق القدس» الجنرال قاسم سليماني في غارة أميركية على موكبه في مطار بغداد مطلع عام 2020. وأسند الى زاهدي ملف «حزب الله» كي يخفف المسؤوليات الملقاة على عاتق خليفة سليماني الجنرال اسماعيل قاآني. ووسط ترقب للمواقف التي سيعلنها الأمين العام لـ»الحزب» حسن نصرالله الجمعة لمناسبة «يوم القدس العالمي»، ستكون لنصرالله اليوم اطلالة في الاحتفال الذي ستقيمه بعد الظهر «اللجنة الدولية» لإحياء «يوم القدس» في قاعة «رسالات» في بلدية الغبيري. وبحسب جدول الاحتفال، يتحدّث في الاحتفال عن بعد قادة «محور المقاومة»، وهم تباعاً: نصرالله، رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» اسماعيل هنية، الأمين العام لـ»حركة الجهاد الاسلامي في فلسطين» زياد نخالة، قائد «أنصار الله « عبد الملك الحوثي، رئيس الجمهورية الاسلامية الإيرانية إبراهيم رئيسي، والناطق باسم «المقاومة العراقية» هادي العامري. توازياً، أعلن «حزب الله» في بيان أنّ «جريمة اغتيال زاهدي لن تمر دون عقاب»، وقال إنه «كان من الداعمين الأوائل والمضحّين والمثابرين لسنوات طويلة من أجل تطوير وتقدّم عمل المقاومة في لبنان، وقد شاركنا مدّة كبيرة الهموم والمسؤوليات». وأشار الى أن زاهدي «ارتضى واختار مع عائلته الشريفة أن يبقى بعيداً عن وطنه». ونشر الإعلام الإيراني أمس صوراً التقطها نجل زاهدي، لاجتماع ضمّ نصرالله والجنرال الراحل. ويظهر نجل زاهدي يحمل الصورة من دون ذكر تاريخ الاجتماع.

قراءة هادئة لعارفين بـ «عقل» محور الممانعة

«حزب الله» يستظلّ إيران في «الحِكْمة» بمواجهة «الذراع الطويلة» لإسرائيل

الراي.. بيروت - من وسام أبوحرفوش وليندا عازار ... لم يَعُد ثمة حاجة لرصْد الجبهة اللبنانية مع إسرائيل وكيفية تَفاعُلها مع أي تطوُّر عسكري كاسِر لقواعد الاشتباك الآخِذة في التحوّل تدريجاً بين كل من تل أابيب وطهران، وهل سيكون الجنوب «مسرحَ الردّ» في كلّ مرة توضع إيران أمام اختبارٍ جديد لقدرتها «على التحمّل» وتَجرُّع المزيد من الضربات «تحت الحزام». ويقول عارفون في بيروت على بيّنةٍ من «تفكير» محور الممانعة وممّن استخْلَصوا تجاربَ الأشهر الستة الأخيرة منذ «طوفان الأقصى» إن مَن صوّب العدسات والأنظار أمس إلى جنوب لبنان غداة الضربة الأقسى التي تلقتْها طهران باغتيال قائد عمليات فيلق القدس التابع للحرس الثوري في سورية ولبنان محمد رضا زاهدي ونائبه وخمسة من الضباط المرافقين بهجومٍ على قنصلية بلاده في دمشق، انتظروا سدى وسينتظرون أكثر بحال كانوا يعتقدون أن «حزب الله» سيشكّل منصةَ أي ردٍّ انتقامي من طهران. ورغم تأكيد «حزب الله» في بيان النعي الذي أصدره لـ «القائد الكبير الشهيد الغالي محمد رضا زاهدي الذي كان من الداعمين الأوائل والمضحّين والمثابرين لسنوات طويلة من أجل تطوير وتقدّم عمل المقاومة في لبنان» أن «هذه الجريمة لن تمّر دون أن ينال العدو العقابَ والانتقام»، فإن العارفين يشيرون إلى معادلةٍ باتت واضحة منذ 7 اكتوبر الماضي وتقوم على أن ما يَسْري على إيران في كيفية إدارتها المعركة بالواسطة مع تل ابيب والتحرّشات الاسرائيلية، وإن التي تتجاوز خطوطاً حمر، ينطبق بالدرجة نفسها على «حزب الله»، وذلك على قاعدة «امتصاص الصدمة» وإعلاء الصبر الاستراتيجي والحِكْمة وتفادي الوقوع في «فخّ إسرائيل» الراغبة في توريطها والحزب بحربٍ شاملة. وفي حين تمّ التعاطي مع اغتيال زاهدي ورفاقه على أنه أخطر تطور عسكري بين اسرائيل وإيران كون الهجوم وَقَع على «أرض إيرانية» في سورية هي القنصلية في دمشق، ناهيك عن أنه ثاني أقوى ضربة لطهران منذ اغتيال الولايات المتحدة الجنرال قاسم سليماني في العراق في يناير 2020، فإن العارفين أنفسهم رأوا أن الجمهورية الإسلامية التي سبق أن دعت «حزب الله» قبل فترة قصيرة إلى الثبات على «الحِكمة» في مواجهة تل أبيب، في سياق حرصها على دوْزنةٍ واحدة لسرعة الحرب وإيقاعها وضبْطها تحت سقف عدم السقوط في «حفرة غزة»، لن تَخرج هذه المرة أيضاً عن ضبْط النفس ولن تزجّ بذراعها الأقوى في «فوهة البركان». ويسود انطباعُ يتعمّق تباعاً بأن اسرائيل، التي تلعب على وتر كشْف طهران المبكّر لورقة عدم رغبتها في الحرب ونسْجها تَفاهماً تحت الطاولة مع الولايات المتحدة ينطوي ضمناً على تسليمٍ بأن أي صِدام كبير سيضعها وجهاً لوجه أمام واشنطن، باتت تضع إيران في موقعِ لا تُحسد عليه في إطار لعبة عضّ الأصابع حيث تكتفي (طهران) بعدّ الضربات المتوالية، وبينها اغتيال القيادي في الحرس الثوري رضي موسوي (ديسمبر الماضي) من دون قدرة على استعادة توازن الردع. وبحسب العارفين أنفسهم، فإن هجومَ القنصلية وإن كان يندرج في السياق نفسه، إلا أنه لا بدّ أن يُقابَل بمنحى آخر من الردّ العلَني من طهران ولكن المدروس والذي لا يستجرّ حرباً واسعة تدخل في اعتباراتِ عدم الرغبة بوقوعها عوامل عدة بينها الواقع الاقتصادي في إيران وامتلاك الأخيرة هوامش واسعة «للثأر الناعم» عبر تفعيل أذرع في ساحات أخرى أبرزها الحوثيون والميليشيات العراقية وبما لا يُخْرِج «حرب الظل» مع تل ابيب إلى «أضواء حارقة» لكل خطوط الرجعة. وإذ استوقف العارفون أن طهران أعطتْ إشارات غداة اغتيال زاهدي إلى اعتماد مجلس الأمن الدولي ساحةً لـ «حرب ديبلوماسية» كأنها بدل عن ضائع اسمه «اليدين المكبّلتبن» في الرد «المردوع» بكوابح ذاتية وأخرى تفرضها موازين القوى الكبرى والخيارات الاستراتيجية للمدى «العميق»، لم يقلّ دلالة بالنسبة إليهم قيام طهران بـ «شكوى» تل ابيب لدى واشنطن التي تبرّأت مرة جديدة مما ارتكبتْه حليفتها على قاعدة «لم نكن نعلم ولم نتبلغ مسبقاً بل قبل دقائق قليلة»، وهو ما اعتُبر مؤشراً إلى أن إيران باتت بين «ناريْ» إما توزيع أدوارٍ أميركي – اسرائيلي أو تفلُّت تل ابيب بالكامل من الضوابط الأميركية. وتعزّز هذه القراءة الاقتناعَ بأن «حزب الله» لن يكون في واجهة أي ردّ «خارج النص» على اعتداء القنصلية، مع انطباعٍ بأن أي تصدُّر للحرس الثوري لمثل هذا الخيار، وإن ضدّ هدف لا يفجّر برميل البارود، قد يكون أحد أبواب تقليل احتمالات الصِدام الكبير عبر جرّ الولايات المتحدة لمزيد من الضغط الأعلى على تل ابيب التي لوحظ أن ضربتها في دمشق جاءت بعد ساعات من الحدَث الأخطر في إيلات ضدّ قاعدة عسكرية نفذته فصائل عراقية حليفة لطهران. على أن العارفين توقّفوا عند بُعد آخَر يعني «حزب الله»في ما خص هجوم دمشق ويرتبط بطبيعة دور زاهدي خصوصاً لجهة توريد الأسلحة الدقيقة إلى الحزب، واعتبار خبراء أن هذا الهجوم يصعب عزْله عن «محاولة قطْع الارتباط اللوجستي بين سورية وإيران» أو تصعيب هذه المهمة والتمهيد لتوسيع الحرب ضد الحزب، وفق ما تعبّر عنه التهديدات الاسرائيلية المتوالية وبينها الإعلان عن ان رئيس الأركان هيرتسي هاليفي صادق على خطط عسكرية على الحدود الشمالية في ضوء التطورات الجارية في المنطقة. وفي حين شهد جنوب لبنان نهار أمس غارات وقصفاً اسرائيلياً محدوداً في مقابل عمليتين لحزب الله (حتى بعد الظهر)، دانت وزارة الخارجية اللبنانية بشدة «الاعتداء الاسرائيلي على مبنى القنصلية الايرانية في دمشق»، مؤكدة أن «استهداف المقار والبعثات الديبلوماسية يشكل خرقاً موصوفاً للقانون الدولي، وانتهاكاً خطيراً لاتفاقيتي فيينا للعلاقات الديبلوماسية والقنصلية اللتين تضمنان حصانة وحرمة المقرات الديبلوماسية». واعتبرت أن «هذا التصعيد الخطير في خرق القوانين والأعراف الدولية، يُهدّد بشكل حتمي السلم والأمن الإقليميين والدوليين»....

إعلام العدو: ظهرت حدود قوتنا وقوة الحزب لا تزال كبيرة

تقرير الأخبار .. كان الأسبوع الماضي هو الأعنف في الشمال منذ بداية الحرب في 7 تشرين الأول. «صحيح أن هذا لم يظهر في التغطية الإعلامية العبرية، ولم يثِر اهتمام المستوطن الذي يعيش في جنوب حيفا، لكنّ المستوطنين في الشمال شعروا بذلك جيداً»، بحسب «يديعوت أحرونوت».على هذا المستوى من التوتر، المرتبط بمجريات العدوان على غزة ومآلاته، أطلَّ الأسبوع الجاري في ظل رهان إسرائيلي متزايد على تصاعد الضغط الداخلي في لبنان على حزب الله كي لا يوسّع القتال والقبول بتسوية لوقف النار غير مرتبطة بحرب غزة التي لا تلوح نهاية لها في الأفق. لكنّ أميتسا برعام، قال في «معاريف» إنه «ما دام القتال مستمراً في غزة، فسواء أوقفنا إطلاق النار أو صعّدنا القتال، لن يوقف حزب الله حرب الاستنزاف ضدنا. إذا صعّدنا باعتدال، سيصعد باعتدال، وإذا صعّدنا نحو حرب شاملة، سيصعّد تبعاً لذلك». وهنا، يبدو برعام دقيقاً في فهم معادلة حزب الله الخاصة بـ«دوزنة» الجبهة ربطاً بمجريات الحرب في غزة ومصيرها. وهو أشار إلى الثمن الباهظ في الخسائر والدمار وإجلاء السكان، مشدداً على ضرورة انتهاء «حرب الاستنزاف والتوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة وفرنسا، ومن الأفضل أيضاً مع ألمانيا وبريطانيا، من أجل أن يوافق حزب الله على الانسحاب المتفق عليه، وأن ينتشر الجيش اللبناني وقوات اليونيفل في المواقع على طول الحدود». ورأى أنه «كي يستطيع سكان الجليل العودة، يتعيّن على الحكومة الإسرائيلية إعلان التزامها أمرَين؛ الأول، زيادة ثابتة وكبيرة جداً في عدد قوات الجيش الإسرائيلي على الحدود، والثاني، التدمير الفوري لأي موقع أو مقاتل لحزب الله يظهر في المنطقة المتفق عليها في جنوب لبنان. وأي رئيس حكومة يخون هذين الالتزامَين، يجب أن يُقال فوراً، والمقصود هنا هو المنظومة السياسية الإسرائيلية، لا حزب الله وإيران، أو دول غربية عظمى». لكن ميشكا بن دايفيد رأى في «يديعوت أحرونوت» أنه على الصعيد العسكري، «ظهرت حدود قوتنا، وخصوصاً اعتمادنا على الولايات المتحدة من ناحية التسلّح، كما اتضح أيضاً أنه، بعد مرور 6 أشهر على حرب الاستنزاف في مواجهة حزب الله، أن قوة الحزب لا تزال كبيرة، وعشرات الآلاف من سكان الجليل لا يمكنهم العودة إلى منازلهم». وفي الصحيفة ذاتها، كتب يوسي يهوشواع أن «حزب الله حقّق إنجازاً استراتيجياً تمثل بإخلاء عشرات المستوطنات الإسرائيلية على الحدود الشمالية منذ ستة أشهر. وفقط عندما نرى السكان يستقبلون فصل الربيع في منازلهم، نستطيع القول إن المهمة أُنجزت».

سواء أوقفنا إطلاق النار أو صعّدنا القتال لن يوقف حزب الله حرب الاستنزاف ضدنا

في الأثناء، أعادت عملية اغتيال العميد في الحرس الثوري الإيراني محمد رضا زاهدي وضباط آخرين في قصف مبنى تابع للقنصلية الإيرانية في دمشق، الربط الموضوعي لساحتي لبنان وسوريا بساحة غزة. فقد رأى عيدان زلكوفيتس في «معاريف» أن الهجوم الإسرائيلي الكبير والدقيق في دمشق «هو جزء من عملية ترسيخ الردع الإسرائيلي الذي تضرر في 7 أكتوبر. ومن المفترض أن يشكل تحذيراً لبيروت أيضاً». ميدانياً، واصل حزب الله ضرب الأهداف الإسرائيلية الثابتة والمتحركة والمستحدثة على طول الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة. واستهدف مقاتلوه أمس تجمعاً ‏لجنود العدو في موقع المالكية، ومجموعة من الجنود داخل الموقع نفسه، وموقعَي السماقة ورويسات العلم في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة، إضافة إلى ثكنة هونين. ورداً على ‏الاعتداءات الإسرائيلية على القرى الجنوبية وآخرها على بلدة يارين ‏وإصابة سيدة فيها، استهدف ‌الحزب مستعمرة «غشرهازيف»القريبة من نهاريا براجمة من صواريخ ‏الكاتيوشا.‏ ونعى الحزب أمس الشهيد حسين رضا يوسف من بلدة الخيام الجنوبية.

تحقيقات رميش: عبوة فُجّرت بمراقبي الهدنة؟

الاخبار..آمال خليل... يوماً بعد آخر، تتكشّف خيوط الانفجار الذي تعرّضت له دورية تابعة لهيئة الأمم المتحدة لمراقبة اتفاقية الهدنة في وادي قطمون في خراج رميش، السبت الماضي. قيادة اليونيفل لا تزال تجمع الأدلة، فيما تحقيقات الجيش اللبناني الميدانية حسمت بأن سبب الانفجار عبوة ناسفة. وفي انتظار حسم اليونيفل لتحقيقاتها، أثارت الحادثة مجدّداً تساؤلات حول الدور الذي يلعبه عناصر الأمم المتحدة (اليونيفل ومراقبو الهدنة) على الحدود الجنوبية في ظل المواجهة بين المقاومة والعدو الإسرائيلي.بعيد التاسعة من صباح السبت الماضي، توغّلت دورية تابعة لـ UNTSO في أحراج وادي قطمون، مؤلفة من آليتين تقلان أربعة ضباط (أسترالي وسويسري ونروجي وتشيلي) يرافقهم مترجم لبناني. وتُسمّى آخر نقطة وصلت إليها الدورية B37، وهي تبعد حوالي 300 متر عن أراضي فلسطين المحتلة. مصدر مطّلع على الإفادة الأولية التي أُخذت من عناصر الدورية بعد وقوع الحادثة، أشار إلى أن عناصرها «قرّروا ركن الآليتين والترجل منهما قبل دقائق من دوي الانفجار، إذ كانت مُسيّرة إسرائيلية تحلق على علو منخفض فوق مسار الدورية، ما دفع بالمترجم اللبناني إلى الاقتراح على الضابط الأسترالي بالعودة وعدم الاقتراب أكثر. إلا أن الضابط أوعز بالترجل من الآليتين ومتابعة الدورية على الأقدام». تقدّم الأسترالي فاللبناني وتبعهما النروجي ثم التشيلية باتجاه الأحراج، فيما بقي الضابط السويسري قرب الآليتين. ووسط تحليق المُسيّرة المنخفض، دوّى انفجار بين الأربعة، فأُصيب الضابطان، التشيلية والنروجي، بجروح بالغة في الصدر والوجه والعينين، فيما كانت جروح الضابط الأسترالي والمترجم اللبناني طفيفة، ولم تصب الآليتان أو حارسهما السويسري بأذى، وعمد الأخير بعد الانفجار إلى إبلاغ قيادته بالحادث. وبعد وقت قصير، وصلت دورية من قوات اليونيفل وأجلت عناصر الدورية إلى مركز الطيري، قبل أن تُجلى الضابطة التشيلية وزميلها النروجي إلى أحد مستشفيات بيروت. ونقل المصدر عن السويسري والأسترالي واللبناني إفادة أولية «يرجّحون فيها أن المُسيّرة الإسرائيلية أطلقت صاروخاً باتجاههم»، وهو ما تبلّغت به غرفة عمليات اليونيفل. في اليوم نفسه، توجّهت دورية مشتركة من اليونيفل والجيش اللبناني إلى مكان الانفجار. وأفاد الكشف الأولي بأن الانفجار ناجم عن صاروخ من مُسيّرة. لكنّ الكشف الميداني الذي أعاده الجيش في اليوم التالي، الأحد، أظهر أن الانفجار سببه عبوة مضادة للأفراد. فما الذي تغيّر؟ وفق المصدر، «استعان الجيش بخبراء متخصصين عاينوا المكان بدقّة وجمعوا الأدلة التي أظهرت أن الانفجار حدث من تحت الأرض». ولمزيد من التأكيد، تفقّدت المكان الإثنين الماضي لجنة مشتركة من ضباط وخبراء من الجيش وآخرين من الوحدتين الصينية والإيطالية في اليونيفل. ووفق المصدر، توصّل الخبير الصيني إلى أن الانفجار وقع فوق الأرض، فيما كان رأي زميله الإيطالي أنه وقع تحت الأرض. فيما حسم خبراء الجيش بعد الكشف الثالث بأن الانفجار «ناجم عن عبوة مضادة للأفراد من مخلّفات العدو الإسرائيلي، إذ إن المنطقة كلها ملوّثة بمخلفات العدو جراء العدوان الإسرائيلي الأخير». كذلك أظهر الكشف الميداني وجود لغم آخر على بعد 15 متراً من موقع الانفجار.

لم يُبلّغ الجيش اللبناني مسبقاً بأن هناك دورية للمراقبين متّجهة إلى قطمون

الأجواء غير الرسمية في الناقورة حتى مساء أمس تتحدث عن تعرّض الدورية لـ«عمل عدائي على الأرض وليس من مُسيّرة». لكنّ الصقور يختلفون على مصدر العبوة، هل هي إسرائيلية أم محلية؟!..... في إجابتها على استفسارات «الأخبار»، لفتت قيادة اليونيفل إلى أن التحقيق في حادثة رميش لا يزال جارياً. وفي حين رفضت حسم طبيعة الاستهداف، أكدت أنه «لا يبدو أن الانفجار قد وقع نتيجة إطلاق نار مباشر أو غير مباشر». وفي حديث سابق، قال الناطق باسم اليونيفل أندريا تيننتي أن الحادث وقع «في منطقة تشهد تبادل اشتباكات»، من دون إعطاء توضيحات عن سبب وجود دورية مراقبة اتفاقية الهدنة في ظل الاشتباكات. علماً أن مصدراً مطّلعاً أكد أن الجيش «لم يُبلّغ مسبقاً بأن هناك دورية للمراقبين متجهة إلى قطمون». وفي ردّها على أسئلة «الأخبار»، لفتت اليونيفل إلى أن «قواتها وفريق المراقبين الدوليين يواصلون عمليات المراقبة والدوريات وغيرها من الأنشطة العملياتية على طول الخط الأزرق وفي جميع أنحاء منطقة عملياتنا في جنوب لبنان، وهذا جزء من تنفيذ ولايتنا. وبموجب قرار مجلس الأمن الدولي 1701، وكما تم الاتفاق عليه مع الحكومة اللبنانية، يمكن لقوات حفظ السلام القيام بهذه الأنشطة بمفردها أو برفقة الجيش اللبناني، والتنسيق يجري دائماً». وعن تأثير الحادثة على التحركات الميدانية، قالت إن «حفظة السلام التابعين لليونيفل وفريق المراقبين الدوليين يواصلون أنشطة المراقبة والدوريات، وهذا لم يتغيّر». فعلياً، لم تتغير التحركات الدولية عند الحدود الجنوبية طوال أشهر العدوان المستمر. ما كان يشكو منه الأهالي من الدخول إلى الأحياء السكنية والتوغل في الأحراج والوديان، لم يتوقف بل زاد، ولا سيما في نقاط غير مكشوفة للمواقع الإسرائيلية أو للمُسيّرات التجسسية كأحراج قطمون على سبيل المثال.

عين الفاتيكان على مسيحيّي الجنوب

الاخبار..تقرير هيام القصيفي.. بات معلوماً حجم الضغط الذي يمارسه الفاتيكان لتحييد لبنان عن الحرب الدائرة في غزة. فمنذ بداية الصراع، دخل الكرسي الرسولي على خط الاتصالات الجارية لوقف الحرب في غزة ومنع تمددها. ولا يزال البابا فرنسيس ودوائر الفاتيكان الديبلوماسية على تواصل دائم مع واشنطن وباريس وعواصم عربية بهذا الشأن، وكانت لافتة في هذا السياق زيارة أمين سر الفاتيكان للعلاقات مع الدول بول ريشار غالاغر إلى الأردن الشهر الفائت.وفي ما يتعلق بلبنان، يأخذ الاهتمام الفاتيكاني مستويَين، الأول عام والثاني مسيحي بحكم موقع الكرسي الرسولي وعلاقته بمسيحيي لبنان. في الشق الأول، لا يزال الفاتيكان يعمل على ضبط إيقاع الحرب التي تصله التهديدات بتوسعها الى لبنان. وهو لذلك، بادر منذ اندلاع الحرب في غزة، الى الضغط كي لا يدخل لبنان ككل في تجربة الحروب السابقة. ويردّد البابا فرنسيس في دعواته الى وقف إطلاق النار بأن يشمل ذلك لبنان، وهو كرر اهتمامه بذلك في عيد الفصح. ومع الاعتراف بأن الفاتيكان لا يملك عدّة كافية للجم الاندفاعة نحو الحرب، ويراهن على العلاقة التي تربط البابا مع الرئيس الأميركي «الكاثوليكي» جو بايدن، إلا أنه، في المقابل، يرى كغيره من عواصم فاعلة أن لبنان لا يتصرّف على قدر الخطر المحدق به. ويخشى الديبلوماسيون الفاتكيانيون من ألّا تجد الجهود المبذولة من جانبهم صدى داخلياً يؤدي إلى نجاح الاتصالات المشتركة لتحييد لبنان. ومع ذلك، فإن ثمة حرصاً فاتيكانياً على عدم التخلي عن المساعي المبذولة، وفي الوقت نفسه حثّ لبنان على ملاقاة الفاتيكان وغيره في منتصف الطريق.

في الشق الثاني، لم يصل الفاتيكان بعد الى مرحلة تسمية موفد بابوي الى البلدات المسيحية الحدودية، على غرار عام 1985 عندما عيّن البابا يوحنا بولس الثاني موفداً بابوياً الى جزين أقام فيها هو المونسنيور سيلستينو بوهيغاز. لكن الكرسي الرسولي يحاول، منذ اندلاع حرب غزة، التعامل مع تطورات الجنوب من زاوية مشابهة، بالتعبير عن الاهتمام والقلق على وجود المسيحيين في المناطق الحدودية، وبالزيارات المتكررة للسفير البابوي بابلو بورجيا للمنطقة بإيعاز فاتيكاني وبمبادرة شخصية منه أيضاً، وبالمشاركة في لقاءات شعبية وفي معظم الاحتفالات الدينية الكبرى، بما يعادل الاهتمام الذي كان يوليه بوهيغاز لمسيحيي المنطقة في تلك المرحلة التي امتدت الى أواخر التسعينيات. والسفير البابوي الذي عرف لبنان في مراحل مختلفة، لا ينفك يبدي اهتماماً متزايداً بما يحصل جنوباً، وهو مدرك اليوم لحجم المخاطر حالياً، ولوضع مسيحيّي الجنوب، ومطّلع بشكل كافٍ ودوري على مشكلاتهم وملمّ بحاجاتهم الإنسانية التي ازدادت حدّتها مع الأزمة الاقتصادية.

مبادرات الكرسي الرسولي في الجنوب تكشف الترهل المسيحي الداخلي الديني والسياسي

وهذا الشقّ يأخذ حيّزاً من اهتمامه، فمعالجة هذه المشكلات المتفاقمة، عدا عن الوضع الأمني المتدهور وخطابه الداعي الى السلام في كل المناطق الحدودية، تساهم في تثبيت المسيحيين في مناطقهم. ودوره اليوم، الذي يحرص عليه، لا ينفصل عن رؤية الفاتيكان لدور مسيحيي لبنان وتأكيد حضورهم في أرضهم، وهو يعكس القلق المتزايد على مصير القرى التي بدأت تعاني منذ بداية المواجهة الحدودية، وستكون عرضة لخطر متزايد مع احتمالات توسع الحرب. والمناطق الحدودية تشكل، بالنسبة الى الكرسي الرسولي، واقعاً مأسوياً، لا يريد له أن يأخذ طابعاً أكثر دراماتيكية، في ظل أوضاع معيشية واجتماعية صعبة، يضاف إليها اليوم شعور بالقلق من المستقبل. وأهمية هذه المبادرات أنها تجد صدى إيجابياً لدى أبناء المنطقة، ممّن هم على تماسّ مع الحرب ويتعلّقون بطوق نجاة يمثّله اليوم السفير البابوي، ويرون خيط أمل في إمكان أن تنجح مساعي الفاتيكان في إبعاد الحرب عن لبنان وعن مناطقهم، فلا يضطرّون الى دفع أثمانها. وبقدر ما لا يجد الفاتيكان في لبنان سعياً مقابلاً يجعل تحقيق حياده عن الصراع أمراً ممكناً، فإن مبادرات الكرسي الرسولي في الجنوب خلال الأشهر الماضية تكشف مرة بعد أخرى الترهل المسيحي الداخلي الديني والسياسي، في مواكبة جدية لأوضاع مسيحيي الجنوب، بعيداً عن الشعارات والحملات السياسية الموسمية.

«اليونيفيل» تعلِّق دورياتها في جنوب لبنان

مقتل مزارعة في استهداف جوي إسرائيلي

بيروت: «الشرق الأوسط».. غابت دوريات قوات حفظ السلام الدولية العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل)، عن منطقة عملياتها، لليوم الثالث على التوالي، بعد تعرض دورية من «المراقبين الدوليين» (أندوف) إلى اعتداء أسفر عن إصابة 3 جنود، وسط تبادل متواصل لإطلاق النار بين «حزب الله» والجيش الإسرائيلي. وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية، بأن دوريات «اليونيفيل» ودوريات «مراقبي الهدنة» توقفت عن الخروج من مراكزها منذ استهدافها يوم السبت الماضي. وأصيب 3 مراقبين عسكريين تابعين لهيئة الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة، ومترجم لبناني، بجروح صباح السبت، أثناء قيامهم بدورية راجلة على طول الخط الأزرق بين لبنان وإسرائيل، وذلك عندما وقع انفجار بالقرب من موقعهم. وأفادت «اليونيفيل» في بيان بأنه تم إجلاء المصابين لتلقي العلاج الطبي، وتعهدت بإجراء تحقيقاتها لتحديد ملابسات الحادث، بينما اتهمت السلطات اللبنانية إسرائيل بالاعتداء عليهم. وكانت «اليونيفيل» تنفّذ يومياً أكثر من 400 دورية قبل بدء الحرب في جنوب لبنان، وتقلصت إلى حدود معينة في ظل التصعيد الآخذ بالتوسع بين «حزب الله» والجيش الإسرائيلي، ما جعل بعض المناطق الحدودية المحاذية للشريط الحدودي بمثابة مناطق محظورة نارياً على السكان المدنيين. وتقع قواعد «اليونيفيل» على بعد كيلومترات قليلة من الشريط الحدودي، وفي بعض الأحيان تبعُد أمتاراً قليلة من الخط الأزرق. وتنشر القوات الأممية نحو 10 آلاف جندي في 50 موقعاً على الأقل بالجنوب. ولطالما حذرت «اليونيفيل» في مرات سابقة من ازدياد التصعيد الذي وصل إلى مقرات البعثة الدولية العاملة في الجنوب. فقد تعرضت قوات «اليونيفيل» لهجمات عدة خلال الأشهر الستة الماضية، وأصيب 3 من قوات حماية السلام في الماضي، كما تعرضت قواعدها للقصف أكثر من مرة. وبالتالي، فإن هذا الحادث ليس الأول من نوعه.

تصعيد متواصل

ورغم تراجع وتيرة الاشتباكات بين «حزب الله» والجيش الإسرائيلي لليوم الثاني على التوالي، قُتلت المواطنة علياء عبد الكريم باستهداف مُسيَّرة إسرائيلية لها، أثناء عودتها من عملها في أحد بساتين بلدة يارين الحدودية سيراً على الأقدام، حسبما أفاد مراسلون محليون في المنطقة الحدودية. واستهدف «حزب الله» مواقع لتجمع القوات الإسرائيلية في المنطقة الحدودية، في عمليات نفذها من الجنوب اللبناني، وأشارت تقارير إسرائيلية إلى رصد إطلاق عشرات الصواريخ من الأراضي اللبنانية باتجاه مواقع إسرائيلية. وأعلن الحزب أنه استهدف صباحاً تجمعاً لجنود إسرائيليين في موقع المالكية بالأسلحة الصاروخية. وفي المقابل، أطلق الجيش الإسرائيلي عدداً من قذائف المدفعية الثقيلة على أطراف بلدات الناقورة وجبل اللبونة وعلما الشعب وطيرحرفا والضهيرة، كما استهدف قبيل منتصف الليل أطراف بلدة عيتا الشعب. وأطلقت المواقع الإسرائيلية المتاخمة للخط الأزرق قبالة بوابة بلدة رامية الحدودية، نيران رشاشاتها الثقيلة في اتجاه الشارع العام الذي يحاذي بلدتي رامية ومروحين. وحلَّق الطيران الاستطلاعي فوق قرى القطاعين الغربي والأوسط، وصولاً حتى مشارف نهر الليطاني والساحل البحري. وكانت القنابل المضيئة تملأ سماء المنطقة في القطاعين الغربي والأوسط.

خشية في لبنان من توكيل إيران «حزب الله» بالرد على استهداف قنصليتها بدمشق

الشرق الاوسط..بيروت: بولا أسطيح.. يخشى عدد كبير من اللبنانيين أن توكل إيران لـ«حزب الله» عملية الرد على استهداف إسرائيل، الاثنين، مقر القنصلية الإيرانية في دمشق، ما أسفر عن مقتل 13 شخصاً، من بينهم سبعة من «الحرس الثوري» الإيراني. فبعد قرار طهران عدم الانخراط المباشر في المواجهات الدائرة في المنطقة على خلفية عملية «طوفان الأقصى»، وتوكيل حلفائها بمهمة «دعم غزة»، يستبعد كثيرون أن تقرر اليوم دخول المعركة مباشرة، ويرجحون أن تعمد طهران، في حال قررت الرد على الصفعة الأخيرة التي تلقتها في دمشق، إلى إيكال هذه المهمة إلى أحد حلفائها، وأبرزهم «حزب الله»، الذي قرر منذ نحو 6 أشهر تحويل جبهة الجنوب اللبناني إلى «جبهة دعم ومساندة لغزة». ويقول مازن مطر (36 عاماً)، وهو موظف في أحد المصارف، إنه بات يخشى الحرب الموسعة اليوم أكثر من أي وقت مضى، خصوصاً إذا أوكلت إيران إلى «حزب الله» الرد على الضربة الموجعة التي تلقتها في دمشق، عادّاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «اللبنانيين أُقحموا في حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل، والخشية من توسع الحرب حقيقية، ما يؤدي إلى دمار البلد».

الصبر الاستراتيجي... مجدداً

ويستبعد أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأميركية، الدكتور هلال خشان أن يكون هناك رد إيراني على استهداف القنصلية في دمشق، عادّاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «طهران وحلفاءها باتوا عند كل صفعة يتحدثون عن الصبر الاستراتيجي، ويلجأون لشماعة الرد في المكان والزمان المناسبين، وهو رد لا يأتي». ويرجح خشان أن يحصل «تطنيش» (أي إغفال الرد) أو «توكيل (حزب الله) بقصف رمزي لا يُقدم أو يؤخر، علماً بأن هذه العمليات لم تعد تنطلي على القواعد الشعبية للمحور، حيث الاستياء مما يحصل بلغ مستويات غير مسبوقة»، مضيفاً: «اعتدنا في السنوات الماضية ردوداً قاسية من إسرائيل على أي عملية من حلفاء طهران، لذلك كان الرد على الصاروخ الذي أطلق من سوريا على إيلات استهدافاً للقنصلية». ويرى خشان أن «الحرب في لبنان قادمة لا محالة بعد الانتهاء من عملية رفح»، متوقعاً «اجتياحاً برياً إسرائيلياً للجنوب اللبناني، على اعتبار أن المطلوب من (حزب الله) الانسحاب من جنوب الليطاني، حبيّاً أو بالقوة».

ضربة للداخل الإيراني

من جهته، يعد رئيس مركز «الشرق الأوسط والخليج للتحليل العسكري» (أنيغما) رياض قهوجي أنه «من الصعب تحديد شكل الرد الإيراني على عملية دمشق. فهناك الكثير من العوامل تأخذها طهران بالحسبان. فهي منذ البداية تسعى لأن تبقى خارج أي حرب، وحين أبلغت واشنطن أن لا توسعة للحرب خلال اجتماعهما المزعوم في مسقط في شهر يناير (كانون الثاني)، كانت تعني أنها لن تدخل الحرب، ولم تقصد أنها ستمنع انتشار الحرب في المنطقة». ويشير قهوجي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «الضربة التي نفذتها إسرائيل الاثنين هي رسالة لإيران، مفادها أنها لن تبقى بمنأى عن الحرب إذا استمرت بالتصعيد عبر حلفائها»، مضيفاً: «إن لم يكن هناك رد قوي من إيران فالخطوة الإسرائيلية المقبلة ستكون ضرب الداخل الإيراني. واليوم طهران على مفترق طرق، فهل ستقرر أن تدخل الحرب مباشرة، ما يؤدي لتوسعة كبيرة للأعمال العسكرية في المنطقة، أم تقوم بتهدئة الأمور من خلال رد ضعيف من أحد وكلائها؟».

رد «متفاهم عليه»

أما سفير لبنان السابق في واشنطن رياض طبارة، فيرجح أن يكون الرد «مباشراً من الجانب الإيراني، وتكون حدوده متفاهماً عليها ضمنياً، كي لا تصل إلى حرب إقليمية شاملة»، عادّاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أنه «رغم التوتر الكبير في المنطقة، لا أحد من اللاعبين الكبار (أميركا، وإيران، وأوروبا) يريد حرباً موسعة، وإسرائيل لا تستطيع القيام بأي حرب دون ضوء أخضر أميركي، كما أن أي رد بالواسطة، أي من خلال ميليشيات متحالفة مع إيران، مستبعد لأنه لا يفي بالحاجة، وقد يخرج عن السيطرة إلى حرب إقليمية لا أحد يريدها». وفي حديث تلفزيوني، عدّ رئيس جهاز الإعلام والتواصل في «القوات اللبنانية» شارل جبور، أن «إيران لا تقوم بمهاجمة إسرائيل مباشرةً، لأنها تعرف أن ميزان القوة ليس في صالحها، وستهزم في حال قيامها بعمل كهذا»، لافتاً إلى أن «إسرائيل تستفز محور الممانعة وتستدرج إيران للمواجهة، وأنا أجزم أنه لن يكون هناك أي ردّ كلاسيكي من قبل إيران، بل الردّ سيكون عبر الأذرع التابعة لها».

اتجاه لتأجيل الانتخابات البلدية للمرة الثالثة في لبنان

بدعم من «الثنائي الشيعي» ورفض من «القوات» و«الكتائب» ومستقلين

الشرق الاوسط..بيروت: كارولين عاكوم.. يتّجه البرلمان اللبناني، وفق المعطيات السياسية، إلى التمديد للمجالس البلدية والاختيارية للمرة الثالثة على التوالي مع اختلاف في الأسباب. إذ في حين تم التأجيل عام 2022 لمصادفة توقيتها مع موعد الانتخابات النيابية، وعام 2023 لعدم توفّر الاعتمادات اللازمة وعدم جاهزية القوى الأمنية اقتصادياً ولوجستياً، فإن التأجيل هذا العام سيكون بسبب الحرب الدائرة في جنوب لبنان بين إسرائيل و«حزب الله».

غياب التحضيرات

وتغيب حتى الساعة كل التحضيرات لإنجاز هذا الاستحقاق الذي يأخذ عادة طابعاً عائلياً وسياسياً في لبنان، على خلاف الانتخابات النيابية التي تقتصر المنافسة فيها على الأحزاب. وغياب الحماسة هذا ينسحب أيضاً على الماكينات الانتخابية للأحزاب التي تعلن رفضها التأجيل وتدفع باتجاه إجراء الانتخابات مع استثناء «الأقضية الخطرة»، بحيث إنه لم يسجل لها حتى الآن حراك لافت في المناطق التي يوجد فيها مناصرون ومرشحون لها كما جرت العادة، ما يؤكد القناعة لدى الجميع بصعوبة إجرائها. وفي حين من المفترض أن تدعو وزارة الداخلية الهيئات الناخبة قبل 12 أبريل (نيسان) الحالي للمشاركة في الانتخابات، بدءاً من 12 مايو (أيار) المقبل، أعلن رئيس لجنة الدفاع الوطني والداخلية والبلديات النائب جهاد الصمد، قبل يومين، أن «هناك مشاورات وتوجّهاً من قبل أكثر من جهة سياسية لتقديم اقتراح قانون، بعد الأعياد، لتأجيل الانتخابات البلدية بسبب تداعيات العدوان الإسرائيلي على لبنان»، مشيراً أمام عدد من رؤساء بلديات الضنّية استقبلهم في منزله في الشمال أن «إجراء الانتخابات البلدية، مع استثناء محافظتي الجنوب والبقاع وبعض مناطق البقاع التي تتعرّض لعدوان إسرائيلي، أو تمديد ولاية المجالس البلدية، يحتاج إلى إقرار قانون في مجلس النواب». مع العلم أنه كان قد سجّل سابقة في هذا الإطار عبر تأجيل الانتخابات البلدية والاختيارية عام 1998 لعدد من مناطق الجنوب خلال مرحلة الاحتلال الإسرائيلي لها.

موقف «الثنائي»

وفيما يبدو واضحاً أن موقف «الثنائي الشيعي» (حزب الله وحركة أمل) يدعم التأجيل ويرفض استثناء عدد من الأقضية في الجنوب والنبطية وبعلبك والمناطق التي تعدّ خطرة، كما يطرح البعض، تقول مصادر نيابية في كتلة «التنمية والتحرير»، التي يرأسها رئيس البرلمان نبيه بري، لـ«الشرق الأوسط»، إن التوجه هو للتأجيل بعد تقديم عدد من النواب اقتراح قانون بهذا الشأن، عادّة «أنه من غير المنطق تقسيم المناطق اللبنانية». وتشير في الوقت عينه إلى أن هناك اتصالات بين «الثنائي» و«التيار» حول هذا الموضوع، مرجّحة أن موقف كتلة الأخير سيكون كما كان عليه العام الماضي، أي المشاركة في جلسة التمديد، وبالتالي لن يكون تأمين النصاب أمراً صعباً. ولم يعلن «التيار الوطني الحر» حتى الساعة موقفه النهائي، علماً أنه كان قد شارك في جلسة التمديد العام الماضي «منعاً للفراغ»، بحسب ما أعلن رئيسه النائب جبران باسيل، رغم رفضه التشريع في ظل الشغور الرئاسي.

«القوات» و«الكتائب»

في المقابل، يؤكد حزب «القوات اللبنانية» وحزب «الكتائب اللبنانية»، الذي سبق أن قدّم عام 2023 طعناً بالتمديد أمام المجلس الدستوري، إضافة إلى عدد من النواب المستقلين، أنهم سيواجهون التمديد، في وقت يبلغ فيه عدد البلديات المنحلة 126 بلدية من أصل 1026، بحسب «الدولية للمعلومات». وتؤكد مصادر «القوات» على أنهم سيواجهون سياسياً وإعلامياً كل محاولات التمديد للمجالس البلدية والاختيارية، وتقول لـ«الشرق الأوسط»: «سنكون أمام واقع مواجهة هذا التوجه، ولا سيما أن كل الكتل والأحزاب تدرك تماماً أن معظم البلديات، إما منحلة أو غير قادرة على الاستمرار بفعل النقص في عدد أعضائها، وبالتالي ستتحمل الكتل التي ستمدد لها مسؤولية التمديد للفشل وإبقاء الدولة مشلولة». وترد المصادر على منتقديها، على خلفية مشاركتها في جلسة التمديد لقادة الأجهزة الأمنية ورفضها هذا الأمر مع البلديات، بالقول: «شاركنا بالتمديد لقائد الجيش للمحافظة على آخر مساحة استقرار في لبنان، وهو الاستقرار الأمني». وتعدّ المصادر أنه يمكن إجراء الانتخابات في مناطق، وتأجيلها في مناطق أخرى، وتقول: «يتذرعون بالحرب كما تذرعوا سابقاً بالتمويل، لكن سنتصدى لكل من يقول نعم للتمديد، ولن نشارك في جلسة من هذا القبيل، لأننا نؤكد مجدداً على موقفنا الذي ينصّ عليه الدستور، وهو أن البرلمان هيئة تشريعية وليس انتخابية».

قبرص قلقة من زيادة الهجرة غير الشرعية لسوريين من لبنان

لارناكا قبرص: «الشرق الأوسط».. عبّرت قبرص، اليوم (الثلاثاء)، عن قلقها العميق إزاء ارتفاع عدد المهاجرين غير الشرعيين، ومعظمهم من السوريين، الذين قالت إنهم يأتون من لبنان المجاور بعد تسجيل وصول أكثر من 350 من هؤلاء الوافدين في يومين. وتقع قبرص على مسافة 160 كيلومتراً فقط من سوريا ولبنان، وزاد عدد طالبي اللجوء الذين يفدون إليها، خصوصاً في الأشهر القليلة الماضية. ويستضيف لبنان، الذي يعاني من أزمة اقتصادية، مئات آلاف اللاجئين السوريين، وفقاً لما ذكرته وكالة رويترز للأنباء. وفي تصريحات واضحة على نحو غير معهود، قال الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس إنه من «المقلق للغاية» أن يتزايد باستمرار وصول المهاجرين السوريين في الأسابيع القليلة الماضية. وقال بعد اجتماع مع رئيسة البرلمان الأوروبي، روبرتا ميتسولا: «أتفهم تماماً التحديات التي يواجهها لبنان، لكن تصدير المهاجرين إلى قبرص لا ينبغي أن يكون الحل، ولا يمكن قبوله». وتريد نيقوسيا من الاتحاد الأوروبي أن يدرس إعلان أجزاء من سوريا التي مزّقتها الحرب آمنة، الأمر الذي سيسمح بإعادة طالبي اللجوء الذين يصلون إلى البلاد المجاورة. وقال مارغاريتيس شيناس، نائب رئيسة المفوضية الأوروبية، إن الاتحاد الأوروبي يمكن أن يتوصل إلى اتفاق مع لبنان لوقف تدفق المهاجرين، إذ اشتكت قبرص من أنها تغرق بسبب زيادة عدد الوافدين من الشرق الأوسط. وأبرم الاتحاد الأوروبي اتفاقيات مع عدة دول لمساعدتها في التعامل مع أعباء الهجرة المتزايدة، ولمنع انتشارها إلى الدول الأعضاء بالتكتل في نهاية المطاف. وانتقدت جماعات حقوقية تلك الاتفاقيات بشدة.

خريطة طريق لبنانية لتنفيذ خطة التعامل مع النزوح السوري

تتضمن تنظيماً لغير النازحين وتفكيك مخيمات وترحيل المخالفين

بيروت: «الشرق الأوسط».. وضعت الحكومة اللبنانية خريطة طريق للتعامل مع أزمة اللاجئين السوريين، تضم تصنيفاً للسوريين المقيمين على أرضها بين نازحين وغير نازحين، وتقوم على تنظيم وجود النازحين والعمال الخاضعين لقوانين الإقامة والعمل اللبنانية، وترحيل النازحين الذين دخلوا بطريقة غير شرعية. وتقول السلطات اللبنانية إن هناك أكثر من مليوني سوري يقيمون في البلاد، أغلبهم من النازحين، بعدد يناهز المليون ونصف المليون نازح، وينقسمون إلى مسجلين وغير مسجلين على لوائح «مفوضية اللاجئين». وتم تسجيل نحو 800 ألف بلوائح المفوضية قبل عام 2015. وترأس رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، الثلاثاء، اجتماعاً لـ«اللجنة الوزارية لمتابعة تنفيذ خطة عمل الاستراتيجية الوطنية للحماية الاجتماعية» في السرايا الحكومي، والتي ناقشت ملف النازحين السوريين. وقال وزير الشؤون الاجتماعية هيكتور الحجار، بعد الاجتماع: «عرضتُ خلال الاجتماع خريطة الطريق التي طُلب مني وضعها في الاجتماع الأخير، وقد تقرر أن يعقد اجتماع للمجلس العسكري لربط النقاط التي وضعتها مع عامل الوقت الزمني لمعالجة الواقع القديم والجديد في ملف النازحين وغيره». وأشار إلى أن «أبرز النقاط التي تضمنتها الخطة تتمثل في ضرورة إجراء الدولة اللبنانية مسحاً شاملاً لجميع السوريين الموجودين على أرضها وتحديد من تنطبق عليه صفة النزوح من عدمه، وكذلك ضمان موافقة التمويل المخصص لمعالجة أوضاع النازحين الفعليين نسبةً إلى أعدادهم واحتياجاتهم». كما تنص على «أن تطبق على السوريين غير النازحين جميع القوانين اللبنانية المرعيّة الإجراء من دون ربطهم بالمفوضية ومن دون تمتعهم بأي من حقوق النازحين»، إضافةً إلى «ضرورة إزالة الخيم والتجمعات السكنية كافة للفئات التي لا تنطبق عليها صفة النزوح، وإطلاق التنفيذ لأحد المسارين؛ إما بإعادة التوطين في بلد ثالث، وأما بإعادتهم إلى وطنهم النهائي بعد التنسيق مع الحكومة السورية، كذلك طلب المساعدة من المجتمع الدولي لتثبيت الأمن ومنع التجاوزات على الحدود البحرية والبرية». ويرى المسؤولون اللبنانيون أن النزوح السوري في لبنان اقتصادي بالدرجة الأولى، وليس نزوحاً أمنياً، إذ عانى لبنان جراء النزوح لجهة استنزاف البنى التحتية ومقدرات الدولة، كما حاز السوريون حصة من أموال الدعم التي وفّرتها الدولة اللبنانية لدعم السلع الأساسية مثل المحروقات والخبز والمواد الغذائية وغيرها بين عامَي 2020 و2022.

منظمة الصحة العالمية

وفي سياق متصل بالدعم الدولي للبنانيين والنازحين، قال وزير الصحة فراس أبيض، بعد اجتماع ميقاتي مع مديرة إقليم شرق المتوسط في منطمة الصحة العالمية د.حنان بلخي، إن الزيارة «تهدف في الدرجة لتفقد النظام الصحي في لبنان، خصوصاً ضمن الاعباء الكبيرة الذي يواجهها هذا النظام من خلال تحديات الأزمات المتعاقبة وكذلك موضوع النازحين، ومنهم اللاجئون من سوريا وغيرها أو الذين نزحوا بسبب العدوان الإسرائيلي على منطقة الجنوب، وكانت فرصة للدكتورة بلخي لمعاينة الوضع ومتابعة تنفيذ خطة عمل الاستراتيجية الوطنية للحماية الاجتماعية قبل ظهر اليوم في لبنان، خصوصاً ضمن التعاون الوثيق بين وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية كي نتمكن من تأمين الاحتياجات للمواطنين اللبنانيين وكذلك النازحين».



السابق

أخبار وتقارير..غارة القنصلية..هل تفتح حرب الظل بين إيران وإسرائيل على مصراعيها؟..بعد قصف القنصلية..ميليشيات إيرانية تضرب وتهدد بالمزيد..الحكومة اليابانية ترفع تعليق التمويل لوكالة «أونروا»..قصف إسرائيلي على غزة يودي بحياة 5 عاملين في منظمة «وورلد سنترال كتشن»..طهران حذّرت موسكو من «عملية إرهابية» كبيرة!..موسكو تتمسك بـ «الرابط الأوكراني» في «كروكوس»..البلطيق يرى ماكرون بثوب تشرشل.. إرسال قوات برية إلى أوكرانيا يحاصر بوتين بـ «غموض استراتيجي»..وحدة روسية مرتبطة بـ«متلازمة هافانا»..

التالي

أخبار فلسطين..والحرب على غزة..إصابة 4 بينهم 2 بجروح خطيرة في حادث دهس بوسط إسرائيل..استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق..واشنطن تتنصّل وإسرائيل تتحسّب وطهران تدوّل..مطالبات بمحاسبة إسرائيل بعد قتل 7 عمال إغاثة أجانب بغزة..خطة أميركية من 6 بنود لهجوم جزئي على رفح..توقعات إسرائيلية بالتوصل لاتفاق مع «حماس» خلال الأيام المقبلة..«الجزيرة» تستنكر حملة نتنياهو «المسعورة» ضدّها..روسيا تتهم إسرائيل بالسعي إلى "تأجيج النزاع" في الشرق الأوسط..الجيش الإسرائيلي يقر بـ"اقتراف خطأ جسيم"..فتح: تدخلات إيران بالشأن الفلسطيني لا هدف لها سوى الفوضى..تقييم دولي: تكلفة أضرار بنية غزة التحتية حوالي 18.5 مليار دولار..حتى يناير 2024..فرنسا تبدأ المشاورات لقرار أممي يوقف حرب غزة ويعترف بفلسطين..اجتماع في الجامعة العربية الأربعاء لبحث التصعيد الإسرائيلي..

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 154,773,685

عدد الزوار: 6,965,366

المتواجدون الآن: 61