أخبار لبنان..صمود جنوبي عند خطوط النار..وواشنطن تتمسَّك بدور اليونيفيل..ترنُّح الـ 1701 هل «يهجّر» قوات «اليونيفيل»؟..إنجازات حزب الله بعد «طوفان الأقصى»: اشتباك مفتوح يروّض العدوّ ويردع الحرب على لبنان..ارتفاع استثنائي في قتلى «حزب الله»..جيل جديد وعدد مرتفع من قتلى «حزب الله» على جبهة الجنوب..

تاريخ الإضافة الجمعة 27 تشرين الأول 2023 - 4:57 ص    عدد الزيارات 443    التعليقات 0    القسم محلية

        


صمود جنوبي عند خطوط النار.. وواشنطن تتمسَّك بدور اليونيفيل...

تريُّث في إجراءات منع الشغور في قيادة الجيش.. وبرِّي لا يرغب باستخدام ورقة المجلس

اللواء....... وفي اليوم العشرين، خفت حدَّة المواجهات على طول الحدود المتوترة بين لبنان واسرائيل. وشهدت قرى الجنوب بعض الهدوء، الذي افسح في المجال امام حزب الله وجمهوره لتشييع الشهداء الذين سقطوا في الايام الثلاثة الماضية، على وقع اصوات القذائف القريبة والبعيدة، بما في ذلك القذائف الفوسفورية. وعادت الحركة الطبيعية الى معظم الجنوب، على نحو افضل، وسط اصرار جنوبي على الصمود، وعدم المغادرة، على الرغم من اطلاق قوات الاحتلال، من مواقع براينت على خراج بلدة عيتا الشعب قذائف فوسفورية، ادت الى احراق عدد من الاحراج في المنطقة. ونقل عن الرئيس نبيه بري قوله: «ما يحصل من حرائق تضرمها القذائف الفوسفورية الابيض المحرمة دولياً هو برسم المجتمع الدولي»، واجرى اتصالات للمسارعة في اخمادها. دبلوماسياً، طالب وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال عبد الله بوحبيب والذي التقى عددا من السفراء (9 سفراء) وابلغهم موقف لبنان، طالبا نقله الى حكوماتهم، من انه من غير المقبول ان تستمر اسرائيل بتهديد لبنان باعادته الى العصر الحجري، معتبرا ان لبنان يرى ان وقف التوتر يبدأ بخطوة وقف النار.. وفي الاطار الجنوبي، اكد المتحدث باسم الخارجية الاميركية ماثيو ميلر ان الولايات المتحدة ملتزمة بمهمة القوات الدولية في جنوب لبنان.. نافيا علمه بوجود خطط لسحب قوات اليونيفيل من الجنوب.

قيادة الجيش ورئاسة الأركان

وفي الواجهة، بقي هاجس ملء الفراغ في المؤسسة العسكرية، عبر ايجاد حل لقضية قائد الجيش الذي يُحال الى التقاعد بعد شهرين ونيف، ورئيس الاركان الشاغر منصبه منذ اشهر، وهو المؤهل حسب قانون الدفاع الوطني بملء الشغور في قيادة الجيش لحين تعيين قائد جيش اصيل. وأوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن هناك حاجة إلى حل لموضوع الشغور في قيادة الجيش وهناك ٣ خيارات، اثنان منهما يصعب تحقيقهما الأول هو صدور التمديد من وزير الدفاع والوزير لا يقبل به كما أن قائد الجيش أبلغ المعنيين رفضه لذلك، كما كانت الحال عليه مسألة التمديد للعماد جان قهوجي ومدير المخابرات في حينه، أما الخيار الثاني فيتصل بالتعيين داخل مجلس الوزراء للاعضاء الثلاثة في المجلس العسكري أي رئيس الأركان ومدير عام الإدارة والمفتش العام، وهذا الخيار صعب بسبب مقاطعة وزراء التيار الوطني الحر فضلا عن وجود طرح مقابل يقول أنه في الأمكان إنجاز ٤ تعيينات أي إضافة تعبين قائد الجيش إلى تعيينات المجلس العسكري، وهذا الطرح متداول من قبل الفريق الذي كان يعارض الفكرة ولكن ليس معلوما جدية السير به، وهناك صعوبة في إقراره نظرا إلى فرض قائد جيش على رئيس الجمهورية المقبل. ولفتت المصادر إلى أن الاقتراح الثالث الذي يقضي باللجوء إلى مجلس النواب عبر قانون يرفع سن العمداء والضباط سنة إضافية عندها يبقى قائد الجيش الحالي في موقعه وكل العمداء وهذا يشمل جميع الاسلاك الأمنية بما في ذلك مدير عام قوى الأمن الداخلي ونائب مدير أمن الدولة، مشيرة إلى أن ما حصل بين رئيس حكومة تصريف الأعمال ووزير الدفاع حول ارسال الأول الكتاب إلى الوزير سليم بشأن رفع اقتراحات وكأنه يقول بالتعيين في مجلس الوزراء وقد صدر بيان عن الوزير سليم بشأن ما جرى. وحضر هذا الملف في الاجتماع الذي عقد في عين التينة بين الرئيس نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، من زاوية انه لا يجوز ان يطال الفراغ المؤسسة العسكرية التي هي المؤسسة الوطنية الضامنة، للاستقرار والممثلة للوحدة الوطنية. ونقل عن الرئيس ميقاتي قوله: ان موضوع قائد الجيش ورئيس الاركان يمكن ان يطبخ على نار خفيفة، لان مؤسسة الجيش لا تعني طرفاً بل تعني كل اللبنانيين. واعاد وزير العدل هنري خوري الكتاب الذي بموضوعه رفع اقتراحات لتفادي الشغور المرتقب في قيادة الجيش، معتبرا انه عند وجود الاصيل لا صلاحية على الاطلاق للوكيل في كل امر يعود امر البت به للأصل. وحسب مصادر في كتلة الجمهورية القوية (القوات اللبنانية) فإن نواب الكتلة على استعداد للمشاركة في جلسة التمديد لقائد الجيش شرط ان ينحصر جدول الاعمال ببند التمديد فقط. ورأت المصادر ان تعيين رئيس الاركان في الواجهة اولاً، لانه بامكانه ان ينوب عن قائد الجيش اذا حصل الشغور. وحسب معلومات «اللواء» من مصادر نيابية معنية، فإن الرئيس بري طلب من الرئيس ميقاتي التريث، وعدم الاستعجال، لئلا يؤثر الامر سلباً على محاولة التيار الوطني الحر التقارب مع الرئاستين الثانية والثالثة، على ان تبدأ الخطوة الاولى بتعيين رئيس للاركان في جلسة يتفق عليها ويشارك فيها جميع الوزراء، لتتخذ طابعاً جامعاً.

برنامج باسيل 5 نقاط تقرّبه من المحور

وقبل ان يلتقي رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل رؤساء احزاب وكتل المعارضة، لا سيما حزبي الكتائب والقوات اللبنانية، وكتل المعارضة التي تقاطع معها على تسمية الوزير السابق جهاد ازعور للرئاسة الاولى، عقد باسيل مؤتمرا صحافيا افرج فيه عن سلة الاقتراحات التي ناقشها مع الشخصيات الرسمية والحزبية التي التقاها وتتضمن 5 نقاط:

1- الوقوف الى جانب الشعب الفلسطيني ومقاومته، والمطالبة بفتح تحقيق لمحاسبة اسرائيل على جرائم الحرب والإبادة الجماعية بحق المدنيين العزّل. والالتزام بالقرارات الدولية ذات الصلة.

2- التأكيد على حق لبنان بالدفاع عن نفسٍه، ومنع استخدام الأراضي اللبنانية كمنصّة لشن هجمات تجرّ لبنان الى الحرب، ومنع انزلاق لبنان اليها.

3- الإسراع في اعادة تكوين السلطة تحت عنوان التوافق الوطني، وذلك عبر انتخاب رئيس اصلاحي جامع بالتفاهم والاّ بالانتخاب في جلسة مفتوحة، وتسمية رئيس حكومة مع حكومة وحدة وطنية..

4- التعاطي مع النزوح السوري كعنصر تفجير للبلد، واتخاذ الإجراءات لتخفيف سريع لأعداد النازحين.

5- استعادة حقوق لبنان، والتزام بالقرار 1701، وبمبادرة بيروت العربية للسلام واستعادة الأراضي اللبنانية المحتلّة، وتأمين حق العودة للاجئين الفلسطينيين، وحماية كافة حقوق لبنان وموارده في المياه والغاز والنفط.

جولة حمية

ومن مطار رئيس رفيق الحريري الدولي، جال وزير الاشغال العامة علي حمية، يرافقه رئيس مجلس ادارة شركة «الميدل إيست» محمد الحوت في المطار، وتحدث عن اجراءات اتخذت لتأمين سير انتظام العمل فيه وسلامة الطيران على حد سواء. ورداً على سؤال حول المتطلبات الدولية المتعلقة بالعوائق أمام سلامة الطيران، قال: «هذا الموضوع يجب أن نقوم به بشكل دوري، وبناء عليه فقد تم تأمين التمويل له، ونحن في القريب العاجل في صدد الإعلان عن التعاقد مع مديرية الشؤون الجغرافية للمسح الجوي فوق المطار، كي يصار إلى تحديد دقيق جدا للعوائق أمام إقلاع وهبوط الطائرات». أما بالنسبة لشركة الـMEAS المعنية بصيانة وتشغيل المطار، فأعلن أنه «سيصار إلى تحويل مبلغ -بقرار من مجلس الوزراء- لتقوم هذه الشركة بالمهمات المنوطة بها». وعن الـFast Track (الممر السريع)، قال: «سنستأنف العمل به عبر مجلس الإنماء والإعمار بعد توقفه منذ العام 2017، فهذا الممر يزيد القدرة الاستيعابية للمطار بحوالي 2 مليون راكب، فضلا عن أنه يساهم في تخفيف الازدحام عن الممرات العادية في المطار». اضاف: «أما بخصوص سلك الإطفاء في المديرية العامة للطيران المدني الذي يعاني من شغور مزمن في فرقته، فسجري مباراة لتعيين 25 موظفا في السلك تطبيقا لقرار مجلس الوزراء». وردا على سؤال عن إمكانية طلب المساعدة الدولية لحماية المطار، قال: «هذا الأمر لن يحصل أبدا، ولا يمكن أن نطلب من أحد أي مساعدة في هذا الخصوص، فالجيش اللبناني والأجهزة الأمنية مولجة بهذا الأمر، وهم وحدهم المسؤولون عن حماية المطار والمرافق العامة».

عين الحلوة

وفي تطور مريب، تجددت الاشتباكات عند محور البركسات- الصفصاف، وشهد المخيم نزوحاً الى مدينة صيدا ومحيطها.

هدوء.. في الجنوب

ميدانياً ساد هدوء حذر على طول الحدود الجنوبية بعد ليلٍ هادئ نسبياً لم تشهد فيه القرى والبلدات الحدودية تطورات أمنية لافتة. الى ذلك، حلّق الطيران الاستطلاعي والحربي لأكثر من مرة صباحّا واشتعلت الحرائق في محيط عيتا الشعب بفعل القصف الاسرائيلي بالقذائف الفوسفورية وهدد المنازل. قرابة الحادية عشرة، استهدفت مدفعية الجيش الاسرائيلي خراج بلدة بليدا محلة غاصونا بقذيقتين عيار 155 ملم بهدف إرهاب المزارعين الذي يقطفون الزيتون بالقرب من الشريط الحدودي. بعد الظهر، شنت مسيرة للجيش الاسرائيلي غارة على أطراف بلدة عيتا الشعب من دون التسبب بخسائر بشرية.

ترنُّح الـ 1701 هل «يهجّر» قوات «اليونيفيل»؟

إسرائيل تحرق «الشريط الأخضر» مع لبنان وحزب الله «يفقأ عيونها»

الراي.. | بيروت - من وسام أبو حرفوش وليندا عازار |

- ما صحة التسريبات عن مقترحات لنقل قادة «حماس» إلى لبنان؟

- العاروري بعد لقاء نصرالله: معركتنا واحدة ومصيرنا واحد

- الانقسام اللبناني على حاله فما مصير قيادة الجيش بعد إحالة قائده على التقاعد في يناير؟

من خلف أعمدة الحرائق التي تَعَمَّدَ الجيشُ الإسرائيلي إضرامَها في أحراج وأراض زراعية في الجنوب باستخدامه القنابل الفوسوفورية المحظّرة دولياً، تشابَكتْ المَخاوفُ المستمرّة من انزلاق لبنان إلى أتون الحرب التي اشتعلت غداة «طوفان الأقصى» مع خشيةٍ من تشظياتٍ بالغة تصيب البلاد جراء أي مساراتٍ سياسية تأتي على حسابه في سياق المساعي لوقف النار وإنهاء أزمة الرهائن وتجنيب المنطقة الانفجارَ الشامل. ولم يكن عابراً أن لبنان بدا في الساعات الماضية وكأنه «بلاد ما بين الناريْن»: التي تحرق الأخضر واليابس في غزة وتفتك بناسها الذين يُنفَّذ بحقهم إعدامٌ جَماعي وكأنه بـ «البث الحيّ» ويلاعب الوطنُ الصغير «ألسنتَها» على ضفاف توازن ردع ورعب قابل للانكسار عند أي سوء تقدير، والنار التي بدأ دخانها يتصاعد من كواليس «غرف العمليات» السياسية – الديبلوماسية التي تعدّ «مخرج طوارئ» من حربٍ لا يَظهر أن أحداً يريد اتساعها ولكن الجميع جاهزون لانفلاشها. وجاءت تسريباتٌ من مصادر عدة عن أن المفاوضاتِ الرامية لاحتواء النزاع الدموي وقطْع الطريق على خروجه بالكامل عن السيطرة على المستوى الإقليمي تشتمل على مقترحاتٍ بنقل قادة «حماس» إلى لبنان (وربما أحد المخيمات)، لتشكّل إنذاراً مبكّراً حيال «زنار الخطر» الذي بات يلف «بلاد الأرز» من الجبهة العسكرية كما من مسرح مساعي إخمادها. ورغم أن مثل هذا الطرح يرتبط أساساً بمجريات الميدان الذي مازال يتحرك على مدار الساعة ولا أحد يملك القدرة على استشراف مآلاته ولا حدود «عصْفه»، فإن المسارَ السياسي للصراع والذي سيشكّل بطبيعة الحال وفي نهاية المطاف السلّم «لإنزال جميع الأطراف عن الشجرة» يستوجب وفق أوساط لبنانية تنبُّهاً عالياً من أن تدفع البلاد إن لم يكن ثمن اقتيادٍ مباشر لها إلى الحرب فثمن حلولٍ قد تفرضها مقايضات وموازين قوى يَجْري «بناؤها» في الميدان المتفجّر، كما في المسحر الخلفي وحركة الأساطيل والمدمرات ولغة «المقبرة للغزاة وسندفنكم» ووضْع الإصبع على زنادِ «تَلاحُم الساحات».

4 عناوين

وفي الوقت الذي يبدو لبنان الرسمي بعيداً جداً عن المستوى الذي أظهرته مصر والأردن في إحباط سيناريو «ترانسفير» لأهل غزة وأعْجَز عن مواكبةِ المرحلة المصيرية على مستوى المنطقة، هو الذي يمضي في فراغ رئاسي يدخل بعد 4 أيام سنته الثانية واستعادَ مشهد الانقسام الكبير في الساعات الأخيرة على خلفية كيفية التصدي لخطر انتقال الفراغ الى قيادة الجيش مع انتهاء ولاية العماد جوزف عون بعد نحو شهرين، فإن أنظارَه شخصتْ أمس على 4 عناوين:

- ما يَشهده العالم من تَمَدُّدٍ لحال التضامن مع غزة وفلسطين في مَلاعب كرة القدم وعلى منابر الأمم المتحدة وحقوق الإنسان والإعلام وفي عرائض موقّعة من نخب عربية وغربية (من جامعات مرموقة ومنظمات دولية ومراكز دراسات وأبحاث) تَعتبر ما تقوم به إسرائيل تجاه القطاع المحاصَر بعد «نزْع الصفة الإنسانية» عن سكانه عقاباً جَماعياً ترافقه جرائم حرب «توازي ما حصل في 7 أكتوبر»، وتدعو لحفظ القيِم الإنسانية والحضارية ورفْض معاداة السامية وكراهية العرب والمسلمين والعودة إلى المسار السياسي لحلّ النزاع الفلسطيني – الإسرائيلي، وسط انطباعٍ بأن هذه الدينامية التي تتوسع يوماً بعد آخر من شأنها أن تشكل رادعاً لإسرائيل التي كلما زاد تَوحُشها خسرت نقاطاً في معركة «الرأي العام» ستجعل حتى أشدّ داعميها محرَجين وفي موقع حرِج، وهو ما يراهن عليه المتخوّفون في لبنان من أن إطالة أمد النزاع ستزيد من مخاطر جر البلاد إلى فوهة المدفع.

- تهديد قائد الحرس الثوري الإيراني اللواء حسين سلامي من أنه «إذا أقدم الصهاينة على هجوم بري في غزة فسيُدفنون فيها»، موضحاً «يجب أن تعلم إسرائيل أن استمرار مجازرها سيغيّر المعادلات وستحترق بالنار التي أشعلتْها»، ومعتبراً أنّ «الغرب في حالة عداء مع المنطقة ولا يمكن لمسؤوليه زيارتها إلا في الخفاء وفي الليل»، ولافتًا إلى أنّ «الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا تلقت أيضاً هزيمة نكراء في معركة طوفان الأقصى».

- الوقائع الميدانية في غزة التي تراوح بين تعليقٍ كلامي للغزو البري لمصلحة أولوية ملف الرهائن واستعادتهم، وهو ما تضغط في اتجاهه واشنطن، وبين عمليات «استكشاف بالنار» يقوم بها الجيش الإسرائيلي يومياً عبر توغلات برية في شمال غزة كان أكبرها ليل الأربعاء لاختبار جهوزية «حماس» وخطوط دفاعها، تمهيداً لساعة الصفر وما قد تستدرجه على صعيد رفع حزب الله منسوب انخراطه عبر الجبهة الجنوبية، وإن وسط اقتناعٍ بأنه يقيس خطواته وفق ميزان عدم الرغبة في إطلاق شرارةِ حرب يجد لبنان نفسه في عيْنها.

وكان بارزاً أن الساعات الماضية حفلت بمجموعة رسائل «غير مشفرة» حيال كون «حزب الله» و«حماس» في خندق واحد في المعركة وفق ما عبّر عنه لقاء الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله مع نائب رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» صالح العاروري والأمين العام لحركة «الجهاد الإسلامي» زياد نخالة.

وأكد العاروري لقناة «المنار» أنّ «هناك تواصلاً مستمراً وعميقاً ودقيقاً بين حماس وكافة أطراف محور المقاومة وعلى رأسها(حزب الله)وأمينه العام» موضحاً أن «(حزب الله) يعملُ على كافة المستويات العسكرية والسياسية»، ومشيراً إلى أن «المعركة القائمة هي معركتهم ولدينا هدفٌ واحد ومصير واحد». وكشف العاروري أنّه ليس كل اللقاءات مع «حزب الله» مُعلنة، مشيراً إلى أنه التقى نصرالله في اليوم الأول من معركة «طوفان الأقصى» يوم 7 أكتوبر الجاري. وأضاف «معركتنا واحدة ومصيرنا واحد على طريق القدس ونحن على تواصل وتنسيق دائم في هذه المعركة».

صاروخ أرض - جو

ولم يقلّ دلالة على المستوى العسكري استخدام «حزب الله» للمرة الأولى منذ بدء المواجهات منظومة دفاعه الجوي حيث أطلق صاروخ أرض - جو في اتجاه مسيَّرة إسرائيلية.

- المواجهات على الحدود الجنوبية التي «احترقت» معها كل معالم الخط الأزرق والقرار 1701، والتي يركّز فيها «حزب الله» الى جانب استهداف مواقع عسكرية بصواريخ موجّهة، على تدمير الأبراج والأعمدة التي ينشرها الجيش الإسرائيلي على طول الحدود مع لبنان والتي تشكل «عيونه وآذانه»، وذلك في سياق «حرب نفسية» حتى الساعة بأن الحزب يعدّ لمفاجأةِ «العدو الأعمى» والذي يحاول التعويض عبر تكثيف طلعات مسيرّاته.

«إستراتيجية الحرق» الإسرائيلية

وكان بارزاً أن الجيش الإسرائيلي انتقل الى استراتيجية «الحرق» في التعاطي مع البلدات اللبنانية وأطرافها، حيث يعمد إلى رمي قذائف حارقة على الأحراج، وهو ما أدى لاندلاع حرائق كبيرة بعضها هدّد المنازل، وكان أبرزها في اللبونة وعلما الشعب وعيتا الشعب، ما تسبب أضاً بانفجار ألغام إسرائيلية وقنابل عنقودية من مخلفات الاحتلال. وقد واكب رئيس مجلس النواب نبيه بري التطورات الميدانية في القرى والبلدات الحدودية «في ضوء تصاعد العدوانية الإسرائيلية واستهدافها للاحياء السكنية والمدنيين اللبنانيين واستخدام الأسلحة والذخائر المحرمة دولياً وتحديداً القذائف الفوسفورية والانشطارية ضد المساحات الحرجية في خراج بلدات علما الشعب، رميش، عيتا الشعب، الضهيرة، مروحين ويارون، تلال كفرشوبا ومزارع شبعا». وقال بري «هي سياسة الأرض المحروقة تنتهجها إسرائيل ومستوياتها العسكرية والسياسية ضد الحجر والبشر في قطاع غزة. كما على طول خط الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة. إن ما يحصل من حرائق تضرمها قذائف الفوسفور الأبيض المحرمة دولياً هو برسم المجتمع الدولي وكل الموفدين الدوليين الذين يحتشدون في المنطقة». ولهذه الغاية بقي بري على اتصال مع قيادة الجيش ومع أجهزة وزارة الداخلية والدفاع المدني وجهاز الإطفاء في كشافة الرسالة الاسلامية من أجل المسارعة والمؤازرة في إخماد الحرائق. وكان بري التقى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، وسط تنشيط محاولات إيجاد مَخرج لتفادي أي شغور في قيادة الجيش بعد انتهاء ولاية العماد جوزف عون سواء عبر إرجاء تسريحه، أو إصدار قانون برفع سنّ التقاعد لسنتين لجميع العاملين في الأسلاك العسكرية والأمنية، أو ملء الشواغر في المجلس العسكري بحيث يتم تعيين رئيس للأركان يتولى مهمات قائد الجيش بالإنابة (وفق القانون)، وهي الخيارات الثلاث التي يرفضها حتى الساعة «التيار الوطني الحر» (يقاطع جلسات مجلس الوزراء) سواء بحجة عدم جواز التعيين في غياب رئيس الجمهورية أو بهدفٍ لم يعد خافياً ويتمثل في الرغبة في تسديد ما يعتبره «ضربة قاضية» لحظوظ قائد الجيش رئاسياً ما أن يُحال على التقاعد، علماً أن رفض التمديد لعون شكل نقطة تقاطع صريحة بين رئيس التيار جبران باسيل ومرشح «الممانعة» سليمان فرنجية خلال زيارة الأول له (الأربعاء). كما يأتي حِراك ميقاتي في إطار متابعة الأوضاع جنوباً وكيفية درء المخاطر عن لبنان، في ظل تقارير بدأت تتخوف من أن يؤدي الإفراط في القفز فوق القرار 1701 الذي «ترعى تطبيقه» قوة اليونيفيل المعزَّزة إلى مطالباتٍ دولية بسحب هذه القوة بعدما تحوّلت «متفرّجة» على مواجهات على ضفتي هذا القرار الذي كان أوقف الأعمال العدائية عقب حرب يوليو 2006 وأعلن جنوب الليطاني منطقة منزوعة السلاح. وكان لافتاً موقف لرئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، دعا فيه بري وميقاتي الى ترجمة موقفيهما من احترام لبنان لقرارات الشرعية الدولية «فإذا كانا جادَّين بهذا الموقف عليهما أن يطلبا من الجيش اللبناني الانتشار في منطقة عمل القوة الدولية، كذلك دعوة بقية المسلحين، سواء كانوا لبنانيين أم فلسطينيين إلى الانسحاب من هذه المنطقة»...

إنجازات حزب الله بعد «طوفان الأقصى»: اشتباك مفتوح يروّض العدوّ ويردع الحرب على لبنان

الاخبار...علي حيدر ... شكّل «طوفان الأقصى» متغيّراً إستراتيجياً مفصلياً في حركة الصراع، دفع العدو إلى محاولة احتواء مفاعيله عبر شنّ حرب على قطاع غزة. وأسهبت تقارير أميركية وإسرائيلية في الإشارة إلى مداولات شهدتها مؤسسة القرار السياسي والأمني في إسرائيل، ومع واشنطن، حول إمكانية استغلال هذا الحدث لشنّ حرب على حزب الله. ومن يعرف كيان العدو والمنطق الذي يحكم خياراته فلن يُفاجأ بمثل هذا الطرح الذي يتّسق مع أولوياته بضرورة التخلص من حزب الله باعتباره التهديد الإستراتيجي الأول، بحسب التوصيف الرسمي لجيش العدو. كما أن منطق توظيف أي حدث في اتجاه ساحات أخرى، أمر مألوف لدى كل الأطراف الدولية والإقليمية. طرح هذا الاقتراح، في هذا التوقيت، يعود إلى فكرة وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت وعدد من كبار ضباط الجيش والمنظومة الأمنية، باستغلال الحضور العسكري الأميركي المباشر واستعداد الجمهور الإسرائيلي لتقديم خسائر بفعل التعبئة الداخلية نتيجة التداعيات الضخمة لـ«طوفان الأقصى»، وتوظيف كل ذلك لمعالجة التهديد الذي يمثّله حزب الله، قبل الانتقال إلى المقاومة في قطاع غزة، انطلاقاً من تقديرات بأن ذلك قد يساهم في إضعاف المقاومة في فلسطين. ويكشف هذا الطرح الذي لا يزال يتردّد صداه في الساحة الإسرائيلية أن عدم حصول توافق عليه لم يكن أمراً مسلّماً به، بل تبلور نتيجة تقديرات فرضها حضور قوة المقاومة لدى جهات القرار في تل أبيب وواشنطن، وإدراك أن خياراً كهذا سيؤدي إلى توسيع نطاق الحرب والتدحرج نحو مواجهة كبرى في المنطقة. وبالتالي، فإن عدم تعرّض لبنان لهذا السيناريو في لحظة جنون إسرائيلية لم يكن ليتحقق لولا حضور قدرات المقاومة وتصميمها وإرادتها لدى الجهات المختصة في تل أبيب وواشنطن. والخصوصية الإضافية لهذا الإنجاز أنه يصبّ في معركة دعم المقاومة في فلسطين. والأهم أن المعارضة الواسعة لتوجيه ضربة وقائية إلى حزب الله في لبنان، ووصف مؤيّديها بالحماقة، يعمّقان دلالة الردع الإستراتيجي للمقاومة.

تحصين العمق الأمني

لم يقتصر ردع المقاومة، في ضوء المتغيّرات المتلاحقة التي تشهدها فلسطين، على تجنيب لبنان حرباً يبادر إليها العدو، بل فشلت رسائل الردع الأميركي والإسرائيلي أيضاً في ثنيها عن الدفاع عن أمن لبنان (بالمعنى التكتيكي) ودعم القضية الفلسطينية ونصرة المقاومة في غزة. وتجلّى ذلك أيضاً في منع العدو من إحداث تغيير في قواعد الاشتباك، إذ تمّ ردعه عن محاولة استهداف العمق اللبناني بمستوياته المتعددة، رغم الاشتباك «المفتوح» على الحدود. ولم يكن ذلك ليتحقق إلا نتيجة إدراك مؤسسات القرار السياسي والأمني الإسرائيلي أن حالة «الجنون» التدميري لن تثني حزب الله عن الرد التماثلي على أي تجاوز لخطوط محدّدة حتى لو تطوّرت إلى أخطر السيناريوهات. بتعبير آخر، نجح حزب الله، حتى الآن، في فرض خيار عملياتي شكَّل تطوراً نوعياً تحت سقف معادلة الردع التي سبق أن أرساها، وفي الوقت نفسه حماية العمق اللبناني. ولا يعني ذلك إغفال حقيقة أن هذا الإنجاز لا يزال مفتوحاً على متغيّرات متنوّعة، كون المعركة مستمرة، إلا أن المقاومة فرضت اتجاهاً يصبّ في مصلحة لبنان وفلسطين، فكيف إذا ما اقترن ذلك بمتغيرات إقليمية تصاعدية لمصلحة محور المقاومة.

أقل مما يجري اليوم بكثير كان يُشعل مواجهات عسكرية كبرى في السابق

الفشل الأميركي

صحيح أن الحشد العسكري الأميركي والأطلسي المباشر هو من تداعيات «طوفان الأقصى»، إلا أنه تحوَّل أيضاً إلى متغيّر مؤثّر في مجرى الأحداث من بوابة محاولة بلورة معادلات تهدف إلى حماية الكيان الإسرائيلي، والتأثير في خارطة التحولات الإقليمية على أمل أن تكون لها تداعياتها في كل ساحة إقليمية ومن ضمنها لبنان. وفي هذا الإطار قرنت الولايات المتحدة تعزيز حضورها العسكري البحري، بتهديدات من كل الطاقم السياسي والعسكري بدءاً من الرئيس جو بايدن لأطراف محور المقاومة في حال تدخّلت في المعركة. وبذلت الإدارة الأميركية جهوداً حثيثة لانتزاع موقف من حزب الله بعدم التدخل، أو حتى استيضاح سقفه العملياتي، باءت جميعها بالفشل رغم كل الحشد الأميركي البحري.

في ضوء ذلك، شكّلت العمليات التي ينفذها حزب الله حماية للبنان ودعماً للمقاومة في غزة إسقاطاً لكل التهويل الأميركي، وأحبطت الرهان على أن يؤدي الحضور العسكري الأميركي المباشر إلى فرض معادلة في مواجهة حزب الله - وبقية أطراف محور المقاومة - بعدما ثبت عجز العدو الإسرائيلي عن ذلك. ومن أبرز دلالات هذا البعد أنه حال أيضاً دون فرض معادلة جديدة (من البوابة الأميركية) تؤدي إلى تأسيس مسار جديد في المنطقة ولبنان. كشف أداء قيادة المقاومة في مواجهة الأميركي والإسرائيلي معاً، على وقع المتغيّرات المتتالية، عن شجاعة وحكمة في القرار والأداء. ومع الوقت سيصبح هذا البعد أكثر جلاء ووضوحاً لأن الأميركي هو الذي يدير الحرب وحدَّد أهدافها ووتيرتها وضبط ساحتها وأوضح قيودها. ومما لا يحتاج إلى استدلال أن التأسيس لتقويض المعادلة الأميركية في الساحة الإقليمية، شرط رئيسي لإسقاط أهداف الحرب الإسرائيلية على غزة، ومن دونه لن يكون ذلك متاحاً.

تعزيز الردع الإقليمي

تعزيز معادلات الردع الإقليمي لمصلحة محور المقاومة، حتى الآن، هو نتيجة طبيعية لما تقدّم من إنجازات، إلا أنه يشكل أيضاً قاعدة ومنطلقاً لمزيد من الإنجازات المتصاعدة وسداً منيعاً أمام محاولات الأميركي والإسرائيلي إحداث خرق فيه. ويشكل أداء المقاومة العملياتي على الحدود مع فلسطين المحتلة، إلى جانب ما تشهده ساحات محور المقاومة في اليمن والعراق وسوريا، تأسيساً للارتقاء نحو تغيير جذري في البيئة الإقليمية، إن تطوّرت الحرب القائمة نحو سيناريوهات أكثر خطورة على المقاومة في فلسطين وغزة.

هامش عملياتي مفتوح

تعقيدات المشهد الميداني والإقليمي والتداخل بين الساحات، وتحديداً بين القضية الفلسطينية والساحة الإقليمية، كل ذلك ينطوي على فرص وتهديدات، وعلى قيود ومخاطر، تؤثر كلّها في بلورة الخيارات العملياتية لكل طرف من الأطراف. لذلك فإن نجاح المقاومة في فرض هامش عملياتي مفتوح على سقوف ومستويات متعددة، يشكل إنجازاً نوعياً ستتضح معالمه في ضوء إدراك مفاعيل هذا التداخل في اتجاه الفرص أو القيود والمخاطر. وهو أمر برز على ألسنة المعلّقين الإسرائيليين الذين اعتبروا أن حزب الله نجح في «ترويض» إسرائيل مع سقف عمليات أصبحت روتينية، بعدما كان أقل من ذلك بكثير يمكن أن يُشعل مواجهة عسكرية كبرى. وبقدر اتساع الهامش العملياتي الذي فرضه حزب الله، يتعبّد الطريق لتعاظم تأثيره في اعتبارات جهات القرار الإسرائيلي والأميركي.

حزب الله في «مجلس الحرب»

امتداداً لما تقدّم، تحوَّل إنجاز حزب الله في فرض وتوسيع هامش عملياتي متحرك، تحت سقف معادلة الردع القائمة، إلى معطى إستراتيجي فرض حضوره لدى جهات القرار في تل أبيب وواشنطن، في التخطيط للحرب على غزة. وتحوّلت جبهة لبنان وصولاً إلى اليمن، إلى أحد الكوابيس التي تحضر مع كل خيار تتم دراسته في «مجلس الحرب» الإسرائيلي الذي أصبح الأميركي شريكاً رئيسياً، بل مديراً له من الناحية العملية.

استمرار المعركة مفتوحة على متغيّرات إقليمية وميدانية يترتّب على كل منها سيناريوهات محتملة متعددة، لا يعني أنه لا يمكن الحديث عن إنجازات منذ الآن، خصوصاً أن هذه العناوين تشكل مؤشراً إلى اتجاه تعاظم هذه الإنجازات، وتشمل المزيد من العناوين الميدانية والإقليمية. يبقى أن الإنجاز الذي ينتظره المقاومون في فلسطين والمنطقة، هو أن يتحامق الإسرائيلي بشن عملية برية يتحوّل معها قطاع غزة إلى مستنقع يستنزف جيش العدو، وإمكانية أن يقترن ذلك بتطور استنزافه أيضاً على الحدود مع لبنان الذي بدأ بسقف استهداف المواقع والآليات واصطياد الجنود على الحدود، وإشغال جزء مهم من القوات العسكرية، ونزوح عشرات الآلاف من المستوطنين في اتجاه إيلات وغيرها، وتعطيل الحياة الاقتصادية... وهذا كله في ضوء السقف العملياتي القائم حتى الآن.

ارتفاع استثنائي في قتلى «حزب الله»

خلال اشتباكات مع إسرائيل لا تزال «محدودة»

الشرق الاوسط...بيروت: كارولين عاكوم... وصل عدد قتلى «حزب الله» الذين سقطوا في الاشتباكات مع إسرائيل إلى نحو 50 مقاتلاً منذ بدء الحرب على غزة في 7 أكتوبر (تشرين الأول). ويعتبر هذا الرقم مرتفعاً بالنسبة إلى الوضع الأمني عند الحدود الجنوبية، حيث لا تزال الاشتباكات محدودة بين الطرفين. وتُظهر الصور التي تنشر لمقاتلي الحزب أن معظمهم من جيل المقاتلين الجدد الذين لا تتعدى أعمارهم منتصف العشرينات، وبالتالي هم يخوضون التجربة العسكرية الأولى لهم، وليسوا من جيل المقاتلين الذين شاركوا في المعارك السورية. وقال رئيس «مركز الشرق الأوسط والخليج للتحليل العسكري»، رياض قهوجي، لـ«الشرق الأوسط»: «من الواضح أن الذين يسقطون في المواجهات بين حزب الله وإسرائيل في عمر صغير السن، وليس لديهم خبرة في القتال»، مشيراً إلى أن «كل الذين يبلغون عمر 23 عاماً وما دون لم يشاركوا في الحرب السورية، إذا اعتبرنا أنهم بدأوا التدريب في عمر 18 عاماً». ويبدو لافتاً في بيانات النعي التي يصدرها «حزب الله» عدم إعلانه عن أعمار المقاتلين على غير عادته، أو كما كان يفعل في حرب يوليو (تموز) 2006. ويلفت المحلل السياسي علي الأمين إلى أنه من المرجح أن خبرة المقاتلين الذين يسقطون في المعركة ليست كبيرة، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن عمر المقاتلين يكون عادة في الحروب بين 18 و25 عاماً، أي أنهم يخوضون تجربتهم العسكرية الأولى. وهذا التفاوت في القدرات العسكرية لمح إليه النائب عن «حزب الله» حسن فضل الله خلال مشاركته في تشييع أحد المقاتلين، حيث تحدث عن «معركة لا يمكن أن نقيسها بأي مواجهة خضناها في السابق». وأضاف أن عناصر الحزب «يقاتلون من نقطة صفر أحياناً في وجه عدو يمتلك أعتى الأسلحة المعززة أميركياً»...

جيل جديد وعدد مرتفع من قتلى «حزب الله» على جبهة الجنوب

المقاتلون في عمر صغير من دون خبرة بالقتال

الشرق الاوسط...بيروت: كارولين عاكوم.. وصل عدد قتلى «حزب الله» إلى نحو 50 مقاتلا خلال المعركة بينه وبين إسرائيل منذ بدء الحرب على غزة في 7 أكتوبر (تشرين الأول)، أي خلال 18 يوما. هذا الرقم الذي يعد مرتفعاً نسبة إلى الوضع الأمني عند الحدود الجنوبية، حيث لا يمكن الحديث عن حرب واسعة إنما محدودة بين الطرفين، يطرح علامة استفهام، لا سيما أنه وفق الصور التي تظهر أن معظم مقاتلي «حزب الله» هم من جيل المقاتلين الجدد، حيث لا تتعدى أعمارهم منتصف العشرينات، وبالتالي هم يخوضون التجربة العسكرية الأولى لهم، وليسوا من جيل المقاتلين الذين شاركوا في المعارك السورية. والأمر نفسه يشير إليه رئيس مركز «الشرق الأوسط والخليج للتحليل العسكري - أنيجما» رياض قهوجي، ويقول إنه «من الواضح أن أعمار الذين يسقطون في المواجهات بين (حزب الله) وإسرائيل هم في عمر صغير وليست لديهم خبرة في القتال»، مشيراً إلى أنه كل من يبلغ من العمر 23 عاما وما دون لم يشارك في الحرب السورية، إذا اعتبرنا أنه بدأ التدريب في عمر الـ 18 عاماً. وفي حين يبدو لافتاً في بيانات النعي التي يصدرها «حزب الله» عدم إعلانه عن أعمار هؤلاء، على غير عادته أو كما كان يفعل في «حرب تموز (يوليو)» 2006، يلفت المحلل السياسي علي الأمين إلى أنه من المرجح أن خبرة المقاتلين الذي يسقطون في المعركة ليست كبيرة، مشيراً في الوقت عينه إلى أن عمر المقاتلين يكون عادة في الحروب بين 18 و25 عاما، أي أنهم يخوضون تجربتهم العسكرية الأولى وليسوا من الجيل الذي شارك في الحرب السورية. ومع إقرار مسؤولي «حزب الله» بأنهم لم ينخرطوا حتى الآن في الحرب انطلاقاً من التهديدات التي يطلقونها، مؤكدين أن «اليد على الزناد»، أعطى أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله الذي يلتزم الصمت منذ بدء الحرب على غزة، تعليماته باعتبار الذين قتلوا حتى الآن «شهداء على طريق القدس» والإعلان عن «ارتقاء أي شهيد جديد بالشهيد على طريق القدس، في بيانات النعي أو مسيرات التشييع أو مناسبات الذكرى أو ما شاكل ذلك». ومع استبعاده توسيع المواجهات بين «حزب الله» وإسرائيل في الجبهة الجنوبية، مشيراً إلى قرار بعدم الدخول في الحرب، يتحدث الأمين عن احتمالين لوقوع عدد كبير من المقاتلين في صفوف «حزب الله»، الأول هو أن الحزب فوجئ بالرد الإسرائيلي تماماً كما فوجئ الإسرائيلي بقدرات حركة «حماس»، لافتاً إلى «عدم إدراك مسبق للقدرة الإسرائيلية، وبالتالي نوع من الاسترخاء في التعامل مع إسرائيل في الجزء الميداني من المعركة». أما السبب الثاني فقد يكون التغطية على عدم مشاركتهم في الحرب تحت شعار وحدة الساحات، بالقول إنهم دفعوا أثماناً في هذه المعركة وإن الحزب منخرط فيها. من جهته، يلفت قهوجي إلى سقوط عدد مرتفع من القتلى في صفوف «حزب الله»، متحدثاً عن الأسلوب الذي يعتمده في معركته. ويوضح لـ«الشرق الأوسط»: «(حزب الله) يقاتل بأسلوب نظامي، حيث ابتعد عن أسلوب حرب العصابات والكمائن والمباغتة، وذلك عبر نقاط عسكرية واشتباك مباشر مع الجيش الإسرائيلي الذي يعد متفوقاً في هذا المجال ويمتلك طائرات من دون طيار وطائرات حربية، إضافة إلى الأنواع المتعددة من الأسلحة، بحيث يقوم برصد تحركات الحزب ويتعامل معها بشكل سريع». ويلفت في المقابل إلى «كثافة عدد الخلايا التابعة لـ(حزب الله) التي تعمل على جبهات عدة»، على خلاف ما كان يقوم به سابقاً، حيث كان يرسل الخلية لتقوم بعملية وتختفي وهو ما يمنح الإسرائيلي بنك أهداف متعدداً، ويعطيه قدرة على الرد بسرعة، وذلك عبر الطائرات التي ترصد وتستهدف في الوقت نفسه وبشكل سريع ما يؤدي إلى وقوع عدد كبير من القتلى في صفوفه بما يقارب 20 قتيلاً كل أسبوع، مقابل عدد محدود من الخسائر في صفوف الجيش الإسرائيلي الذي أخلى المستوطنات القريبة، وأعاد انتشار قواته للتعامل مع هذا النوع من القتال الجديد إضافة إلى أن جهوزيته أقوى. وهذا التفاوت في القدرات العسكرية، ألمح إليه النائب في «حزب الله» حسن فضل الله خلال مشاركته في تشييع أحد المقاتلين، حيث تحدث عن «معركة لا يمكن أن نقيسها بأي مواجهة خضناها في السابق، فهذه المعركة هي من نوع جديد، لها آلياتها ومعاييرها وطرقها وأسلحتها وطبيعة انتشارها»، لافتاً إلى أن «المجاهدين يقاتلون من نقطة صفر أحيانا في وجه عدو يمتلك أعتى الأسلحة المعززة أميركيا في الجو والبر»، ورغم ذلك قال إن «المقاومين اليوم يمتلكون المبادرة، وهم يوجهون صواريخهم وقذائفهم إلى مواقع وآليات العدو من مناطق مفتوحة، ويحمون بدمهم المدنيين، وهؤلاء لا يقاتلون لا من مناطق مأهولة ولا من مناطق مدنية، وإنما هناك خطوط ينتشرون عليها بكل جرأة وبسالة، في الوقت الذي نرى فيه أن العدو الإسرائيلي أخلى مستوطناته في الشمال وحوّلها إلى ثكنات عسكرية ويخفي الكثير والكثير من الخسائر».

حرائق الحدود تقوّض حدة القصف بين «حزب الله» وإسرائيل

إطلاق صاروخ مضاد للطائرات من لبنان للمرة الأولى ليل الأربعاء

بيروت: «الشرق الأوسط»... تراجعت حدة القصف المتبادل بين «حزب الله» والجيش الإسرائيلي على حدود لبنان الجنوبية طوال يوم الخميس، وسط استنفار في لبنان لإطفاء الحرائق التي أشعلتها القوات الإسرائيلية على الحدود، ولم يخرقها إلا قصف متقطع اندلع مساء في الناقورة. وجاء الهدوء غداة إعلان الجيش الإسرائيلي عن أنه اعترض مساء الأربعاء، صاروخ «أرض - جو» أطلق من جنوب لبنان، وذلك للمرة الأولى منذ المواجهة التي اندلعت في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي. وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري، في بيان مقتضب، نقلته إذاعة الجيش: «اعترض الدفاع الجوي قبل قليلٍ صاروخ (أرض - جو) أطلق من الأراضي اللبنانية باتجاه طائرة من دون طيار تابعة للجيش الإسرائيلي». وأضاف: «ردت طائرة تابعة لسلاح الجو بقصف مصدر إطلاق الصاروخ داخل الأراضي اللبنانية». وحسب صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، فإنها المرة الأولى التي يتم فيها إطلاق صاروخ «أرض - جو» من لبنان، فيما لم يصدر عن الجانب اللبناني تعليق على البيان الإسرائيلي. ونقلت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية في لبنان عن سكان في البلدة مناشدتهم صباحاً «قوات يونيفيل والجيش اللبناني والدفاع المدني ضرورة التدخل السريع والعمل على إطفاء النيران التي اندلعت جراء القصف الإسرائيلي». ولم تتمكن الفرق من إطفاء أكثر من 70 في المائة من الحرائق التي اندلعت على أطراف ست قرى، إثر قصف إسرائيلي بالفوسفور الأبيض، علماً بأنه بدأ في منطقة حرجية فاصلة بين علما الشعب ومدينة الناقورة المجاورة. وأظهرت مقاطع فيديو بثها ناشطون في المنطقة، قصفاً إسرائيلياً بقذائف الفوسفور أدت إلى اشتعال الحرائق، وذلك بعد أكثر من أسبوعين على اندلاع اشتباكات مع «حزب الله». والفوسفور الأبيض، الذي يُمكن استخدامه بوصفه ستاراً دخانياً أو سلاحاً، يمكن أن يسبب للمدنيين حروقاً شديدة. وتُعتبر الذخائر التي تحتوي على الفوسفور الأبيض أسلحة حارقة، يفرض القانون الإنساني الدولي على الدول اتخاذ كلّ الاحتياطات الممكنة لتجنّب إلحاق أضرار بالمدنيين عند استخدامها. ويتسبب الفوسفور الأبيض باندلاع حرائق يمكن أن تُدمّر المباني والممتلكات، وتُلحق أضراراً بالمحاصيل وتقتل الماشية. وبموازاة الاستنفار المدني، سيطر الهدوء الحذر على طول الحدود الجنوبية بعد ليلٍ هادئ نسبياً لم تشهد فيه القرى والبلدات الحدودية تطورات أمنية لافتة. وحلّق الطيران الاستطلاعي والحربي لأكثر من مرة، فيما استهدفت مدفعية الجيش الإسرائيلي خراج بلدة بليدا محلة غاصونا بقذيفتين عيار 155 ملم بهدف إرهاب المزارعين الذين يقطفون الزيتون بالقرب من الشريط الحدودي. بعد الظهر، شنت مسيرة للجيش الإسرائيلي غارة على أطراف بلدة عيتا الشعب من دون التسبب بخسائر بشرية. وقصفت القوات الإسرائيلية أطراف عيتا الشعب بالقذائف الحارقة، فيما تم إجلاء 7 عمال من خراج بلدة عيترون بعد محاصرتهم بنيران الجيش الإسرائيلي. وأعلن الصليب الأحمر في بيان، أن طواقم «الصليب الأحمر اللبناني نقلت منتصف ليل أمس الأربعاء من محيط بلدة يارون إلى مستشفى بنت جبيل الحكومي، جثماني شهيدين و6 جرحى، تم استهدافهم بالقصف الإسرائيلي، وقد جرت هذه العملية بالتنسيق مع الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل». وفي المقابل، نعى «حزب الله» عنصرين قضيا خلال الاشتباكات يوم الأربعاء. وكان الجيش الإسرائيلي نفّذ جولة من القصف العنيف مساء الأربعاء على محيط عدد من البلدات في القطاع الغربي (الضهيرة وعلما الشعب وطيرحرفا وشمع وعيتا الشعب ورميش)، ما أدى إلى إصابة معمل لصناعة فرش الإسفنج في محيط بلدة طيرحرفا الذي اندلعت فيه النيران وهرعت فرق الدفاع المدني اللبناني وكشافة الرسالة الإسلامية إلى إخماده.

بري: إسرائيل تنتهج سياسة الأرض المحروقة في غزة وعلى الحدود اللبنانية

بيروت: «الشرق الأوسط»... أكد رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، أن إسرائيل تنتهج سياسة الأرض المحروقة ضد الحجر والبشر في قطاع غزة وعلى طول خط الحدود اللبنانية. ووفق «الوكالة الوطنية للإعلام»، اليوم (الخميس)، واكب بري التطورات الميدانية في القرى والبلدات الحدودية على ضوء تصاعد العدوانية الإسرائيلية، واستهدافها للأحياء السكنية والمدنيين اللبنانيين، واستخدام الأسلحة والذخائر المحرمة دولياً، وتحديداً القذائف الفوسفورية والانشطارية ضد المساحات الحرجية في خراج بلدات علما الشعب، رميش، عيتا الشعب، الضهيرة، مروحين ويارون، تلال كفرشوبا ومزارع شبعا. وقال بري: «هي سياسة الأرض المحروقة تنتهجها إسرائيل ومستوياتها العسكرية والسياسية ضد الحجر والبشر في قطاع غزة، كما على طول خط الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة». وأضاف أن «ما يحصل من حرائق تضرمها قذائف الفوسفور الأبيض المحرمة دولياً هو برسم المجتمع الدولي وكل الموفدين الدوليين الذين يحتشدون في المنطقة». وطبقاً للوكالة، بقي بري على اتصال مع قيادة الجيش ومع أجهزة وزارة الداخلية والدفاع المدني فيها وجهاز الإطفاء في «كشافة الرسالة الإسلامية» من أجل المسارعة والمؤازرة في إخماد الحرائق.

الجيش الإسرائيلي يعتزم تمديد الإجلاء على حدود غزة ولبنان حتى نهاية العام

تل أبيب: «الشرق الأوسط»... ذكرت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، اليوم (الخميس)، أن الجيش الإسرائيلي يعتزم تمديد فترة إجلاء سكان المناطق الواقعة على حدود غزة ولبنان حتى 31 ديسمبر (كانون الأول)، حسبما نشرت «وكالة أنباء العالم العربي». ونقلت الصحيفة عن تقرير لهيئة البث الإسرائيلية (كان) أن هذه الخطوة سوف تكلف إسرائيل مليارات الشيقل، وأن عدداً من الوزارات الأخرى تعارض الإعلان عن مثل هذه الخطوة في الوقت الراهن. ونزح نحو 200 ألف إسرائيلي داخلياً نتيجة الحرب الدائرة بين إسرائيل وفصائل فلسطينية في الجنوب، والمناوشات مع «حزب الله» اللبناني في الشمال.

عن حوار بوحبيب ومفوضيّة اللاجئين في دمشق

الاخبار..نقولا ناصيف ... لدى وضع البيان الختامي للمحادثات اللبنانية - السورية، طلبت دمشق تسمية النازحين السوريين في البيان «مهجرين»، بينما قال المحاور اللبناني انهم «نازحون». انتهى المطاف بايراد الصفتين في البيان بعدما عقب فيصل المقداد امام نظيره عبدالله بوحبيب: «النازحون بالنسبة الينا مَن نزحوا داخل البلد. اذا اردتم هذه العبارة لن نزعل لأنها تعني انهم لا يزالون في البلد الواحد. نحن وانتم بلد واحد» لزيارة وزير الخارجية عبدالله بوحبيب لدمشق الاثنين الفائت جانب مواز للقاء الذي عقده مع نظيره فيصل المقداد، هو اجتماعه بمسؤوليْن دولييْن معنييْن مباشرة بملف النزوح السوري. روزنامة الاجتماعيْن واحدة وإن في سياقيْن متوازيين: الاول مع المقداد تناول سبل العمل على وقف النزوح الى لبنان لا سيما منه موجته العشوائية الاخيرة والتنسيق المتبادل في معالجة المشكلات الناجمة عنه. الثاني اعادة تأكيد الموقف اللبناني الرسمي برفض الآلية التي تعتمدها المفوضية السامية لشؤون اللاجئين ومن خلالها الامم المتحدة كما الدول الغربية الاوسع تأثيراً لدى المفوضية، في التعامل مع النازحين السوريين في لبنان والتمسك بابقائهم على ارضه. احيط الشق الاول بالزيارة باهتمام رغم ان كلا البلدين يعرف احدهما موقف الآخر من النازحين السوريين والمعضلات المحوطة بعجز كليهما عن ايجاد حل لهم: لا اللبنانيون قادرون على تقبّل وجودهم على ارضهم واحتمال اعدادهم المتفاقمة والضغوط الامنية والاجتماعية والاقتصادية والسكانية الناشئة عنهم، ولا السوريون قادرون في ظل ظروف مماثلة ان لم تكن اكثر تعقيداً على اعادتهم الى اراضيهم المدمرة. بيد ان الجانب الذي لم يُتح التوصل اليه لمعالجة المشكلة، افصح الشق الآخر في زيارة بوحبيب عن مصدر العلة. التقى وزير الخارجية والوفد الامني والديبلوماسي المرافق له مسؤوليْن دولييْن هما رئيس بعثة المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في سوريا سيفانكا دانابالا والمنسق المقيم (ممثل الامين العام للامم المتحدة) منسق الشؤون الانسانية في سوريا آدم عبدالمولى. تناولت المحادثات اسئلة تناوب على طرحها والاجابة عنها الطرفان اللبناني والدولي. حرص بوحبيب على الحصول على اجوبة عن تساؤلات تقف في طريق عدم تسهيل الامم المتحدة ومن خلالها المجتمع الدولي عودة النازحين السوريين الى بلادهم. في المقابل لم تأتِ الاجوبة سوى بما كان متوقعاً، وهو اصرار المفوضية وعبرها المجتمع الدولي على ادارة النزوح السوري في لبنان كما التعامل مع سوريا بالطريقة نفسها، باقفال محكم لابواب رجوعهم الى مساقطهم. عندما سئل المسؤولان الدوليان هل لمسا من خلال عمل بعثة المفوضية في سوريا واستقصاءاتها «اضطهاداً» مارسته السلطات السورية ضد النازحين العائدين، كان الجواب نصف اعرج: ممن التقوا بهم من السوريين العائدين لم يقل احد ان السلطات ضايقته او اضطهدته او عاقبته بأي اجراء. سرعان ما سارع المتحدثان الدوليان الى القول: «لمسنا تقدماً ملموساً في تعاون الحكومة السورية مع المفوضية وسائر منظمات الامم المتحدة ووكالاتها. هو تقدم جيد وجديد. صارت تسمح لنا بحق زيارة النازحين العائدين والتحدث اليهم. ذلك ما لم يكن قبلاً. زرنا عدداً منهم وتحققنا. لكن الذين زرناهم ليسوا سوى عيّنة عشوائية. لم نزر الجميع او بيتاً بيتاً. من تحدثوا الينا قالوا انهم لم يُضطهدوا او يشتكوا. لكن هؤلاء ليسوا السوريين جميعاً». لم يُخفِ المحدّثان الدوليان ان المفوضية السامية على ابواب ازمة مالية خانقة. كشفا ان الدول الاكثر تأثيراً فيها خفضت مساهماتها لديها. توقف الاميركيون عن تسديد 50 في المئة منها، والالمان عن 30 في المئة. مما قالاه: «بحسب توقعاتنا لعام 2024 ستتدنى المساهمات المالية الى الثلث، وننتظر في الاشهر المقبلة ان لا نحصل على اكثر من مليار ونصف مليار دولار من موازنة هي خمسة مليارات و400 مليون دولار». وأضافا: ««في الاصل الموازنة الأم بالكاد تكفي. الآن مع توقعنا خسارة ثلثيها سيتعذر علينا الاستمرار في الانفاق والمساعدة. نحن ذاهبون الى مرحلة بالكاد ستكفي الحاجات الحيوية الاساسية».

لأن القرار الغربي سياسي، لا بديل من استمرار آلية المفوضية مع النازحين السوريين في لبنان

في سياق حوار الطرفيْن حيال المشروع المسمى «التعافي المبكر» المرتكز على توفير الخدمات الحياتية في حدها الادنى في سوريا، قال المحدّثان الدوليان ان المقصود منها ان «لا تستفيد الدولة السورية بأي قرش. في المقابل لن يذهب الى جيوب السوريين في الداخل اي قرش كذلك. يتعيّن على المفوضية ان تتولى بدورها - وهو ما تفعله - مسح الضِيع والبلدات المتضررة واعداد مشاريع بناها المدمرة وتمويلها وتنفيذها بنفسها للتحقق من اتمامها دونما وصول اموال الى الاهالي، وحتماً الحؤول دون استفادة الدولة السورية من اموال المشاريع تلك، في وقت هي تحت وطأة عقوبات اميركية، على ان المجتمع السوري يستفيد منها». وعَزَوَا ضائقة الدولة السورية ومجتمعها من جراء العقوبات الاميركية الصارمة الى «شح كبير في الاموال وفي العملة الصعبة خصوصاً، تحتاج اليها والى دخولها الى البلاد». ما استنتجه المحاور اللبناني ان القرار الغربي بحصار نظام الرئيس بشار الاسد وراء منعه من الحصول على مساعدات والسماح بتدفق اموال عليه. قرار كهذا ليست معنية به المفوضية السامية. اما الرابط الوحيد بالدولة السورية في تنفيذ مشاريع التعافي المبكر، فهو طلب الإذن الرسمي من اداراتها للقيام بالأشغال. في ما اتى المسؤولان الدوليان على ذكره، تبعاً لخبرتهما وتجربتهما، ان «مساعدة السوريين في بلدهم افضل وانجع منها في دول النزوح. ذلك ما ابرزته تجربة السنوات العشر المنصرمة. ليس في يد المفوضية قصر مهمتها على هؤلاء والاكتفاء بمساعدتهم في بلدهم، بل هو ناجم عن قرار سياسي غربي اكثر فاعلية يرفض اعادة اي سوري الى بلده ما لم يُرد هو ذلك طوعياً. لن يسمح المجتمع الدولي باعادتهم بالقوة. للعائدين طوعياً ان يستفيدوا من المساعدات والدعم». على انهما يعودان الى الحديث باسهاب عن تعاون الدولة السورية مع المفوضية السامية ووكالات الامم المتحدة في مسائل كانت محظرة في السنوات المنصرمة. اضحى في وسع بعثة المفوضية التحرك بسهولة بين المناطق السورية، والتحقق من شكاوى النازحين العائدين الى قراهم. في تفسيرهما الضمني يُعزى التحوّل في الموقف الى تداعيات العقوبات الاميركية. إذ لمسا ان هذه «أذت الشعب السوري اكثر منها الدولة». في اعتقادهما ان لها دوراً قد يكون مهماً في دوافع موجات النزوح اللاحق غير الناجم عن مناطق التوتر والوضع الامني او بؤر القتال، بل بحثاً عن فرص عمل. لم يملك المحاور اللبناني سوى ان يضيف ان اغداق العملة الصعبة على السوريين النازحين الى لبنان «سبب جوهري ومحفز كي يغادر هؤلاء بلدهم اليه من معابر غير شرعية كي يعثروا على فرصتين غير متوافرتين في سوريا: عملة صعبة من الامم المتحدة لمجرد انهم نزحوا شجعت سواهم على الاقتداء بهم، والعمل غير المأذون به في الداخل اللبناني». كان على بوحبيب ان يسأل ايضاً عن مدى اقتناع الامم المتحدة باستمرار الآلية الحالية في تعاطي المفوضية مع النازحين والمتواصلة منذ اثنتي عشرة سنة. اكد رفض لبنان لها كما ديمومتها على النحو الحالي، داعياً الى «اجراء مراجعة شاملة لها»، فيما محاوراه لا يريان بديلاً منها الى اشعار آخر. آخر ما اثير بين الطرفين على صلة بمطلب الغرب والامم المتحدة من سوريا الغاء التجنيد العسكري الالزامي. تطرق الوزير اللبناني مع نظيره السوري في سياق مناقشة ملف النزوح الى هذا الجانب، قال فيه المقداد ان الحكومة السورية في صدد وضع مرسوم يُحدّث الاعفاء الاستثنائي من الخدمة العسكرية الالزامية في مقابل رسم مالي. سرى هذا الاجراء في ما مضى لاولئك العاملين خارج بلدهم على نحو يتيح اعفاءهم من الخدمة العسكرية الالزامية لقاء بدل ما. سيصير الى تأكيد الاخذ ببعض اسباب الاعفاء، على ان قراراً كهذا «سيادي» لا يملك اي احد - وفق المقداد - ان يطالب الدولة السورية به. صار الى التطرق اليه ايضاً مع المحدّثيْن الدولييْن اللذين اعادا الكلام عنه، فيما اجاب المحاور اللبناني ان ما تُطَالَب به سوريا لا تدعى اليه اسرائيل وهي مثل تلك تفرض الخدمة العسكرية الالزامية.



السابق

أخبار وتقارير..دولية.. توغل إسرائيلي كبير في غزة.. وصواريخ القسام نحو الغلاف..القنابل الإسفنجية.. هكذا تستعد إسرائيل لسد أنفاق غزة..عبر طائرة مسيرة.. فصائل عراقية "ضربنا قاعدة عين الأسد".. "عشرات القتلى" في إطلاق نار جماعي بولاية ماين الأميركية..لبحث الحلول الإنسانية لحماية المدنيين.. مبعوثة أميركية تعود للشرق الأوسط..موسكو وبكين تسعيان لجني مكاسب ديبلوماسية على حساب واشنطن في الشرق الأوسط..روسيا: سندرب قواتنا للرد على «ضربة نووية» معادية..مايك جونسون رئيساً لمجلس النواب الأميركي..ألمانيا تقبض على مصري خطط لدهس «تظاهرة مؤيدة لإسرائيل»..بايدن يعتزم التحدث مع كبير الدبلوماسيين الصينيين غدا..زيلينسكي: سنرد على روسيا إذا هاجمت منشآت الطاقة هذا الشتاء..تقرير أممي يحذُر من 6 تهديدات كارثية قد تقلب الأنظمة الأساسية لحياة الإنسان..الأمم المتحدة: عدد قياسي للنازحين في العالم بلغ 114 مليون شخص..فرنسا: انقسام أحزاب المعارضة بشان اقتراح ماكرون إنشاء تحالف دولي ضد «حماس»..

التالي

أخبار فلسطين..غانتس: سنعمل من أجل إعادة ترسيم المنطقة مجدداً واجتياح غزة مرحلة واحدة في عملية ستطول لسنوات..بن غفير يقيم «ميليشيات خاصة» ويوزع 40 ألف قطعة سلاح على أفرادها..دعوة عربية لوقف النار في غزة وخطة لخنق الأنفاق بالغاز..غانتس لا يستبعد اغتيال قيادات «حماس» بالخارج.. مصر تنفي نشر قوات بريطانية على حدودها الشرقية..وموسكو تستضيف اجتماعاً لـ «حماس» وإيران..9 دول عربية ترفض «تصفية» القضية الفلسطينية: حق الدفاع عن النفس لا يُبرّر انتهاك القانون الإنساني..استشهاد 22 إعلامياً منذ 7 أكتوبر..اشتباكات عنيفة مع الفصائل.. إسرائيل تقتحم جنين..

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,143,590

عدد الزوار: 6,980,303

المتواجدون الآن: 79