نصر الله يعلن معادلة جديدة للردع: تل أبيب مقابل الضاحية وبن غوريون مقابل مطار الشهيد الحريري:

استبعد حرب اسرائيلية جدية في المدى القريب وثأرنا للشهيد مغنية سيكون بمستواه

تاريخ الإضافة الأربعاء 17 شباط 2010 - 5:21 ص    عدد الزيارات 3019    التعليقات 0    القسم محلية

        


أعلن الامين العام لـ<حزب الله> السيد حسن نصر الله معادلة جديدة مع الاسرائيليين، وقال: اذا ضربتم بنانا التحتية سنقصف بناكم التحتية، واذا قصفتم مطار الشهيد رفيق الحريري الدولي سنقصف مطار بن غوريون في تل ابيب·

واذ استبعد قيام اسرائيل بحرب جدية في المدى القريب، فإنه جدد التأكيد بأن المقاومة ستختار المكان والزمان للثأر للشهيد عماد مغنية·

فقد اطل السيد نصر الله امس عبر شاشة عملاقة في الاحتفال المركزي الذي نظمه <حزب الله> في ذكرى الشهداء من قادته في مجمع سيد الشهداء في الضاحية الجنوبية·

وشارك في الاحتفال ممثلونَ عن الرؤساء الثلاثة، فيما كلَّف رئيسُ اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط الموجودُ في قطر، نجلَه تيمورَ بتمثيله على رأس وفدٍ من الحزب التقدمي الاشتراكي· وتخللَ الاحتفالَ عملٌ فنيٌّ مميز وكلمة لعوائل الشهداء القاها نجل الشهيد الشيخ راغب حرب·

وفي مستهل كلمته توجه السيد نصر الله بالعزاء لعائلات ضحايا الطائرة المنكوبة، كما قدم تعازيه لرئيس الحكومة سعد الحريري و<تيار المستقبل> بمناسبة الذكرى الخامسة لاستشهاد الرئسي رفيق الحريري·

وتحدث الامين العام لحزب الله عن قادة المقاومة وصفاتهم المشتركة وأكد ان التواضع، المحبة، اللهفة والعاطفة الجياشة، هي في المشتركات، لكنه توقف عند عنصر الشباب الجامع بين هؤلاء القادة، حيث اشار الى انهم ومنذ صباهم كان لديهم وعي مبكر لقضية الصراع مع العدو ولمسألة القدس وفلسطين·

وامام التهديدات قال اننا نعود سريعاً في لبنان إلى المربع الأول ?حيث لا نستفيد من التجارب، ونعود إلى الأسئلة عينها، وقال: <اليوم نفس الأسئلة مثل الـ1982 وما قبل هذا التاريخ وما بعده· ومثل هذه الأسئلة ما يلي: هل يمكن لأميركا حماية لبنان؟ هل في الحقيقة يمكنها القيام بذلك؟ أوباما لم يتمكن من توقيف الإستيطان، هل الواقع أن القرارات الدولية أو المجتمع الدولي يحميان لبنان؟ هذا المجتمع الدولي الذي لا يحترم إلا الأقوياء، هل يحمى لبنان بالحياد؟ هل يمكن من خلال ذلك أن نقنع إسرائيل بإعادة مزارع شبعا واللاجئين الفلسطينيين؟ قرأنا في الصحف أن ليبرمان يقول: إذا أحد يحلم بالتسوية مقابل شبر من الأرض فهو واهم، ونائبه يقول: عودة أي لاجئ إلى فلسطين خط أحمر، هل إذا أخذ لبنان خيار الحياد يمكنه أن يستعيد أرضه في المستقبل؟>·

واعتبر ان من الغريب أننا في لبنان نناقش حتى في البديهيات، وان تجارب البشر تقول أن البقاء للأقوى في مواجهة الغزاة والمحتلين، مشيراً الى ان الضعفاء لا مكان لهم في هذه المعادلات، وان الذين يتوسلون الحماية ليس لهم مكان بل وحدهم الأقوياء بإمكانهم تحقيق أهدافهم، وقال: <هل يستطيع أن يكون لبنان قوياً؟ نعم، وقد أثبتنا أن لبنان كان قوياً واليوم هو قوي أكثر من أي وقت مضى، لبنان قوي ولدينا صيغة إبداعية>·??

واشار نصرالله الى انه وامام صيغة القوة التي نواجه فيها التحديات: الجيش والشعب والمقاومة والتي أقرها البيان الوزاري، التجربة أثبتت نجاحها،?اكد?اننا نسمع صيغ ثانية، وقال: <ان شاء الله على طاولة الحوار عندما يقدم أحد ما صيغة منطقية ويؤيدها الخبراء سنرى حينها الصيغة المقدمة، اليوم نحن أمام سيل من التهديدات كيف نتصرف، كيف نتصرف مع التهديدات؟ واذا نوه سماحته بالموقف الرسمي لفخامة الرئيس ولرئيس المجلس النيابي ورئيس الحكومة وقيادة الجيش وموقف الغالبية العظمى من القوى السياسية في لبنان، حيث ان هذه المواقف تعبر عن الرفض للتهديدات وعن التضامن الوطني في مواجهة أي ارتكاب اسرائيلي معين، والجهود الذي يبذلها خصوصاً رئيسي الجمهورية والحكومة في أسفارهم الخارجية ·

واوضح نصرالله ان هنالك حديث عن قضية الذرائع، ودعا لمعالجة هذا الموضوع لأنه غير صحيح،وقال: <لا نواجه التهديدات على هذا الشكل، اسرائيل لا تحتاج إلى ذرائع>·

واعتبر ان الأخطر في هذا الكلام حول عدم إعطاء الذرائع لإسرائيل أن فيه محاولة تبرير لإسرائيل وتحميل المقاومة مسؤولية·

وتوجه السيد نصرالله بالسؤال بعد الكلام الداخلي عن المقاومة وقال: <هل هذا استدعاء للحرب؟ هذا تبرير يقدمه بعض اللبنانيين للحرب بحجة أن وجود المقاومة كاف لشن حرب على لبنان، هل يجد البعض أن مشاريعه التي تبخرت في الآونة الأخيرة لا طريق لها إلا من خلال حرب إسرائيلية جديدة؟ ما هي مسؤولية الحكومة اللبنانية في هذا الإطار، هذا العبور إلى الدولة، هل تسكت الدولة على من يقدم تبريراً كاملاً لمن يعتدي على أرضنا؟>· ودعا للإقلاع عن هذا المنطق لأن هذا يعني أن هنالك في الساحة اللبنانية من يراهن ويبرر ويستدعي وهذا الواقع يحتاج إلى جواب على المستوى الوطني الكبير ·

وفيما يتعلق بالموضوع الإسرائيلي، اختصر توصيف الوضع الإستراتيجي في اسرائيل ومنذ فشل العدوان على لبنان في تموز 2006، ان اسرائيل تعيش مأزق عدم القدرة على فرض السلام وعدم القدرة على شن الحرب، تعيش عدم القدرة على فرض السلام بشروطها، وهذا ينطبق على مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والأراضي المحتلة في سوريا وفلسطين· وقال: <هل يمكن لإسرائيل فرض سلام على الشعوب العربية لا يعيد فيه الأرض والقدس؟ هذا انتهى مع احترامنا للمبادرة العربية للسلام، الإسرائيلي لا يمكنه فرض السلام بشروطه، وبالإضافة إلى ذلك عدم القدرة على شن الحرب، كل ما نشهده بعد حربي غزة وتموز هو أمر طبيعي، فالإسرائيليين اعترفوا بفشلهم وأصبحت المقاومة أقوى باعترافهم، لكن في ما كتبه أولمرت هو يعترف أيضاً أنه فشل في حرب غزة لأن هدفها كان القضاء على حكم حماس، اليوم، الإسرائيلي عندما يريد الذهاب إلى حرب فهنالك شرط إسمه النص الأكيد والمضمون والقطعي وليس النصر المحتمل>·

ورأى <أن الإسرائيلي حالياً لديه مشكلة في شن الحرب لذلك يتجه لرفع قدراته، وهنالك مشاكل في التطوع لديهم، ومشاكل ثقة···

إلخ، أقول للناس في اسرائيل أن قضية القبة الحديدية أقرب من الفيلم السينمائي إلى الحقيقة، البعض يناقش هل هي مجدية؟

الإسرائيلي ما زال بحاجة لوقت لمعالجة تكتيكاته وتقنياته وبالمقابل سياسته هي العمل على عدم ازدياد قوة اعدائه، ولديه لذلك 3 وسائل:

1) التهديد في الحرب: <إذا أتيتم بهذا النوع من السلاح سنعمل ونساوي، سنأتي به وبلطوا البحر، إذا لم نأتي به أساساً>، التهديد بالحرب لمنع اكتمال الجهوزية·

2) العمل على الموضوع الأمني: اغتيال الحاج مغنية والمبحوح وآخرين، وبالتالي ضرب القدرة على ارتفاع الجهوزية·

3) خيار الفتنة: العائق الأساسي أمام المصالحة الفلسطينية هو إسرائيل، وأي عربي يعرقل هذه المصالحة يقدم خدمة لإسرائيل بتواطؤ معها، وخيار الفتنة في لبنان، وبدأ من ديرشبيغل وصولاً إلى تهديدات ليبرمان، ميزة هذا الأخير أنه يقول ما في داخله بشكل واضح، نحن نميل إلى أن هذه التهديدات هي أقرب إلى كونها حرب نفسية لإخافة الشعب اللبناني والحكومة اللبنانية والمقاومة لمنعها من ازدياد القوة وهي أيضاً استنهاض للوضع المعنوي في إسرائيل ومحاولة إقناع الناس أن اسرائيل قوية·?

واكد اننا في فلسطين وسوريا ولبنان، أقوياء إلى حد أن اسرائيل لا تستطيع شن حرب علينا ساعة تشاء، ولا يكفي أن يكون لديها احتمال قوي للإنتصار، هذا لا يكفي، فاسرائيل لا تحتمل أية انتكاسة جديدة·?

وقرأ الامين العام لحزب الله في التهديدات الاسرائيلية جانباً ردعياً فـ95% منها لغة مشروطة، مشيراً الى ان ذلك يعطي انطباع أنهم خائفون· واكد ان اسرائيل كانت دائماً تهددنا لكن اسرائيل اليوم الخائفة تقول ذلك·

وعن مواجهة التهديدات اكد السيد نصرالله ان علينا مقابلتها بالتهديد الذي يمنع الحرب أو يؤجلها خصوصاً اذا كان التهديد المقابل جاد، وتحدث عن تهديد باراك منذ ايام لسوريا بالحرب وكيف ان وزير الخارجية السوري هو الذي تولى الرد على التهديد الصهيوني والذي من المفترض ان يكون أكثر جهة دبلوماسية، واوضح ان الإسرائيليين والحكومات العربية فوجئوا بالرد السوري لأنه كان واضح وشفاف، وبعد ذلك بساعتين لم يبق أحد في اسرائيل لم يتبرئ من الكلام الذي قيل في ما يتعلق بتهديد سوريا·

وذكّر بقول باراك المتكرر عن النصر الحاسم والسريع والقاطع، أي ان الهدف الإسرائيلي في الحرب المقبلة القضاء على المقاومة، وهو هدف حرب تموز، وان باراك قال حينها أن سلاح الجو غير كاف لحصر المعركة، فقلنا لهم أهلا وسهلا بفرققم وإذا أتيتم إلى جبالنا وتلالنا نتعهد أن فرققهم ستدمر في أرضنا·

واوضح ان الإسرائيلي بدأ بعد ذلك يتراجع في لغته، وان كل الحديث في المدة الأخيرة لم نعد نسمع فيه عن حرب حاسمة، بل سمعنا أن أي حرب سيقومون بها يجب وضع <أهداف متواضعة>، وقال: <باراك قبل شهرين استخدم تعبير استخدمته أنا من قبل: إذا نظرتم إلى الحدود اللبنانية ستجدون الهدوء ولكن لو رفعتم رؤوسكم قليلاً لوجدتم عشرات الآلاف من حزب الله يتربصون بنا>·

?واوضح انه عندما واجهنا موضوع النصر الحاسم أصبحت اللغة تتراجع، فأنشأوا نظيرة الضاحية وقال ان كلمة <الضاحية> دخلت في قواميس الإستراتيجيات العسكرية· وتحدث سماحته عن نظريتهم بتدمير الضاحية رغم أن سلاح الجو الإسرائيلي لم يكن بامكانه القيام بأكثر مما قام به في حرب تموز، وانه في 14 آب العام الماضي قام بالرد عليهم وقال لهم: في الحرب الماضية قلنا إذا ضربتم بيروت سنضرب تل أبيب، قلنا لهم في المرة المقبلة إذا ضربتم الضاحية سنضرب تل أبيب· وتابع السيد نصرالله: <نحن نشتاق للحرب ولكن لا نريدها، التجمع الحقيقي الإسرائيلي هو في شريط ساحلي بعد حيفا وصولاً إلى جنوب تل أبيب عرضه 15 كم، هنالك السكان ومصاف النفط والمصانع وكل شيء، أنا اليوم بهذ النقطة لدي إضافة تفصيلية: قد يفكرون أنهم ان دمروا ابنية في الضاحية اننا سنحدث دماراً بجدران فقط، بل أقول لهم اليوم أنتم تدمرون بناء في الضاحية ونحن ندمر أبنية في تل أبيب·

?اضاف: انه وعندما رأى الصهاينة أن ليس هنالك شيء يمكن أن يفت من عزيمة المقاومة، ذهبوا نحو تهديد الحكومة اللبنانية والشعب اللبناني بضرب البنية التحتية، وقال: <في لبنان بنية تحتية وفي فلسطين أيضاً، نحن لدينا مطار ونصف وهم لديهم مطارات، نحن لدينا بعض محطات الكهرباء وهم لديهم محطات كبرى، لديهم مصاف للنفط ونحن بعض المصاف، البنية التحتية في اسرائيل أهم من البنية التحتية لدينا، أقول اليوم لهم ما يلي، ويمكنهم التأكد من هذه المعطيات: إذا ضربتم مطار الشهيد رفيق الحريري الدولي في بيروت سنضرب مطار بن غوريون في تل أبيب· إذا ضربتم موانئنا سنقصف موانئكم، وإذا ضربتم مصافي النفط عندنا أو قصفتم مصانعنا سنقصف مصانعكم ومصافي نفطكم· أنا اليوم، في ذكرى السيد عباس والشيخ راغب والحاج عماد أعلن وأقبل هذا التحدي نحن في لبنان شعب ومقاومة وجيش وطني قادرون بقوة لأن نحمي بلدنا ولسنا بحاجة لأحد في هذا العالم ليحمي لبنان>·?

وفيما يخص الرد على اغتيال القائد الجهادي الكبير الحاج عماد مغنية اكد السيد نصرالله ان بعض الإسرائيليين كان يمني النفس بأن حزب الله سيقوم باستهداف هدف متواضع لكي يعتبر أن هذا الثأر من الحاج مغنية، لكنه شدد على انه كان خلال العامين الماضيين بين أيدينا الكثير من الأهداف المتواضعة ولكننا لم نقدم لأن من نطلب ثأره هو عماد مغنية، وتابع : <نحن نعرف ما هي الأهداف التي تحقق الغاية من أن تقول للصهاينة هذا ردنا على اغتيال مغنية، عدونا قلق فدعوه قلقاً، نحن الذين سنختار الزمان والمكان والهدف، في الذكرى السنوية للحاج عماد أقول لكم ما نريده هو ثأر بمستوى عماد مغنية

 

 


المصدر: جريدة اللواء

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 154,946,515

عدد الزوار: 6,972,809

المتواجدون الآن: 74