أخبار لبنان..تصعيد خطير يستهدف الجيش.. واتصالات دولية لتنفيذ الـ1701..تحذير فرنسي من حرب مدمّرة وحصار لبناني لـ"طلائع" الفتنة..فرنسا مجدّداً: وفّروا الأمان لإسرائيل!..عدم تفعيل الـ 1701 يثير مخاوف غربية على مصير اليونيفل..لبنان «مغلوب على أمره»..والـ «1701» في عُنق الزجاجة؟..نجيب ميقاتي: هدفنا الأساسي تجنيب لبنان حرباً كبيرة..باريس تحذّر لبنان من «حرب مفتوحة» مع إسرائيل..وفد أمني فرنسي في تل أبيب لمناقشة «هدنة» مع «حزب الله»..«حماس» تتراجع بعد رفض لبناني واسع لـ«طلائع طوفان الأقصى»..

تاريخ الإضافة الأربعاء 6 كانون الأول 2023 - 3:26 ص    عدد الزيارات 426    القسم محلية

        


تصعيد خطير يستهدف الجيش.. واتصالات دولية لتنفيذ الـ1701..

القمة الخليجية لبسط سلطة الدولة ودعم الاستقرار.. وبري ينتظر ميقاتي حول ملف عون...

.. اللواء...وبعد شهرين من المواجهات الضارية بين جيش الاحتلال الاسرائيلي وحزب الله، سقط امس اول شهيد للجيش اللبناني، عبر قصف معادٍ ومباشر على «مركز عسكري لبناني» في منطقة النبي عويضة - العديسة، كما اصيب 3 جنود آخرين بجروح، في تطور بالغ الخطورة، وضع القرار 1701 في مهب الخطر المترتب على الانتهاكات الاسرائيلية لترتيبات ما بعد حرب 2006. وجاء هذا التطور الخطير في ضوء يوم عاصف من القصف المعادي وردّ المقاومة، باستهداف مواقع متعددة للجيش الاسرائيلي عبر بيانات متتالية. واعلن الرئيس نجيب ميقاتي امام اعضاء السلك القنصلي في السراي الكبير، امس، ان همّه في هذه المرحلة ان يجنب لبنان قدر المستطاع الدخول في آتون حرب، كاشفاً عن اتصالات ستجري لتنفيذ القرار 1701 عبر الامم المتحدة وصولاً الى الاتفاق على النقاط الخلافية مع العدو، مؤكداً انه خلال اتصالاتي مع الجانب الاميركي والامم المتحدة والاتحاد الاوروبي لها هدف تجنيب لبنان اي حرب كبيرة. واعلن ميقاتي ان اعلان «حماس» اطلاق «طلائع طوفان الاقصى» من لبنان «امر مرفوض نهائياً» ولن نقبل به، علماً أن المعنيين عادوا واوضحوا اليوم ان المقصود ليس عملاً عسكرياً. وحسب مصادر مطلعة فإن مهمة مدير الاستخبارات الفرنسية برنار ايميه في بيروت، تصب في اطار السعي لوضع صيغة تنفيذية للقرار 1701، وهو الامر الذي بحثه مع مسؤولي الاجهزة الامنية وحزب الله وامل ومسؤولين لبنانيين.

القمة الخليجية لبسط سلطة الدولة

والوضع في لبنان تطرقت اليه قمة مجلس التعاون الخليجي، وأكد المجلس دعمه المستمر لسيادة لبنان وأمنه واستقراره، وللقوات المسلحة اللبنانية التي تحمي حدوده وتقاوم تهديدات المجموعات المتطرفة والإرهابية، مؤكداً أهمية تنفيذ إصلاحات سياسية واقتصادية هيكلية شاملة تضمن تغلب لبنان على أزمته السياسية والاقتصادية، وعدم تحوله إلى نقطة انطلاق للإرهابيين، أو تهريب المخدرات، أو الأنشطة الإجرامية الأخرى التي تهدد أمن واستقرار المنطقة، مشدداً على أهمية بسط سيطرة الحكومة اللبنانية على الأراضي اللبنانية جميعها، بما في ذلك تنفيذ أحكام قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، واتفاق الطائف.

الخشية من عدم تمرير سيناريو ملائم لملف قيادة الجيش

وبقي ملف قيادة الجيش في واجهة الاهتمامات المحلية، حكومياً ونيابياً، واوضح ميقاتي: الجيش هو عصب البلد ونحن متمسكون بهذه المؤسسة، وكل المواضيع تعالج بهدوء، ومن دون اي جدال. وهذا الموضوع بحثه الرئيس ميقاتي مع الرئيس نبيه بري صباح امس في عين التينة. ولم تخفِ أوساط سياسية عبر «اللواء» عن خشيتها من عدم تمرير سيناريو مناسب لملف قيادة الجيش ما ينعكس سلبا على المؤسسة العسكرية وعلى البلد. وقالت هذه الأوساط أن هذه الخشية يمكن أن تتبدد في حال واحدة وهي التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون الذي حافظ غلى تماسك المؤسسة في احلك الظروف وفي الوقت الذي تشهد مؤسسات الدولة على اختلافها اهتراء كبيرا، مشيرة إلى أن المسألة يدركها الخارج بشكل كبير ويعتبر عدد من المسؤولين أن الفضل يعود للعماد عون. ورات أن الملف الذي بحث في لقاء الرئيسين بري وميقاتي، ينتظر بعض الاتصالات قبل أن يرسو على توجه وسط الانقسامات السياسية ومقاربة كل فريق لملف التمديد وعدم اكتراث بعض الأفرقاء لهذا الملف على الإطلاق واهتمام افرقاء آخرين بالتمديد للعماد عون. وحول تحديد موعد الجلسة التشريعية، نقل عن الرئيس بري قوله انه ما زال بانتظار ما ستقوم به الحكومة في موضوع قيادة الجيش، وفي ضوء ذلك سيبادر الى الدعوة لجلسة في النصف الاول من الشهر الجاري لبحث جدول متكامل من مشاريع القوانين واقتراحات القوانين من ضمنها اقتراح يتعلق بالتمديد سنة لمن هم في رتبة عماد، موضحاً انه بامكانه الدعوة الى الجلسة في اليوم «13 ونص» اي قبل نهاية منتصف الشهر. واعلن تكتل لبنان القوي رفضه المبدئي لانعقاد اي جلسة في المجلس النيابي لا تحمل صفة الضرورة القصوى والحالة الطارئة، في ظل غياب رئيس الجمهورية، كما اعلن رفضه لمشاريع القوانين المحالة من حكومة تصريف الاعمال الى اللجان النيابية بموجب مرسوم، باعتباره غير دستوري وغير قانوني. وجدد التكتل موقفه الرافض للتمديد غير القانوني لقائد الجيش، وهذا الرفض نابع من موقفه المبدئي الذي مارسه برفضه التمديد لمجلس النواب مرتين ولقائد الجيش السابق، محذراً من اي تجاوز لصلاحية الوزراء المختصين التي تفتح الباب لضرب دستور الطائف. وظيفياً، ترأس الرئيس ميقاتي اجتماعاً للجنة الوزارية المكلفة معالجة تداعيات الازمة المالية على سير المرفق العام في السراي الكبير.. وتطرق البحث الى الحوافز المالية المقترحة لموظفي الادارة العامة والمؤسسات العامة والاسلاك العسكرية، على ان تتم الدعوة لجلسة لمجلس الوزراء لاقرار ما اتفق عليه.. يشار الى ان ميقاتي تطرق الى هذا الموضوع مع بري على ان تبدأ الزيادة بدءاً من الشهر الجاري.

ربط نزاع بين المصارف والدولة

وفي اول تطور مالي - قضائي، ألمح 11 مصرفاً في مذكرة رفعت الى وزارة المال انهم قد يلجأون الى القضاء الاداري لالزام الدولة بتنفيذ موجباتها القانونية تجاه مصرف لبنان، طالبوا فيها بتسديد ديونها والتزاماتها لتتمكن من اعادة الودائع الى اصحابها.

تصعيد ميداني وشهيد للجيش

شهدت المواقع الحدودية تصعيداً نوعياً وخطيراً امس، لم يسلم منه الجيش اللبناني، اذ طال القصف الصهيوني كافة البلدات الحدودية. واستهدف العدو بالقذائف المنطقة ما بين هورة وديرميماس - منطقة الخرايب. كما شن الطيران المعادي الاسرائيلي غارة على اطراف بلدة زبقين، واستهدف القصف المدفعي المباشر والعنيف اطراف بلدتي يارين ومروحين بالقطاع الغربي. وتعرضت بلدة كفركلا لإطلاق رصاص كثيف من قبل قوات العدو الاسرائيلية. وطال الرصاص الاحياء والمنازل. واستهدفت غارة جوية محيط منطقة «الرندا» في بلدة عيتا الشعب. الى ذلك، اعلن حزب الله إستهدافه «تجمعاً لجنود الإحتلال الاسرائيلي في موقع رويسة ‏العاصي بالأسلحة المناسبة وحققنا اصابات مباشرة». كما اعلن استهدافه «تجمعاً لجنود الاحتلال الاسرائيلي في مثلث الطيحات بالاسلحة المناسبة وحققوا فيه اصابات مباشرة». واستهدف «موقع زبدين في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة ‏بالصواريخ وتم إصابته إصابة مباشرة». واستهدف موقع بياض بليدا بالأسلحة المناسبة وتمت إصابته ‏إصابة مباشرة. ونعت قيادة الجيش الرقيب عبد الكريم مقداد الذي استشهد من جراء تعرض مركز عسكري من قبل العدو الاسرائيلي وهو من مواليد لاسا - قضاء جبيل.

أول شهيد للجيش... ونبرة مارونية عالية اليوم تأييداً لـ"القائد".. ميقاتي: مفاوضات دولية خلال 3 أشهر حول القرار 1701

تحذير فرنسي من حرب مدمّرة وحصار لبناني لـ"طلائع" الفتنة

نداء الوطن...لم يتأخر الردّ اللبناني الواسع على إعلان حركة «حماس» في لبنان إطلاق «طلائع طوفان الأقصى»، وكان هناك إجماع على إدانة هذا الإعلان الفتنوي. وفي الوقت نفسه، كانت مواجهات الجنوب تشهد أمس يوماً دراماتيكياً سقط فيها أول شهيد للجيش اللبناني في العدوان الإسرائيلي هو الرقيب عبد الكريم المقداد. وفي موازاة هذه التطورات الميدانية، كانت التطورات السياسية والديبلوماسية متسارعة، تحاكي ايقاع الأخطار التي تهدّد لبنان جراء توريط «حزب الله» له في حرب غزة. فقد علمت «نداء الوطن» أنّ مدير المخابرات الفرنسية برنار إيمييه الذي زار لبنان سراً في الأيام الماضية، أجرى اتصالات رفيعة المستوى، وأعقبت زيارته جولة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان. وشملت لقاءات ايمييه الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي والمدير العام للأمن العام بالوكالة اللواء الياس البيسري ورئيس فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي العميد خالد حمود. كما شملت شخصية قيادية في «حزب الله» لم يعلن اسمها. ولم تشمل قائد الجيش العماد جوزاف عون لاعتبارات تتصل بتحييد المؤسسة العسكرية عن الالتباسات المعقدة في الأوضاع الداخلية. ماذا حمل مدير المخابرات الفرنسية الى المسؤولين؟ تجيب مصادر واسعة الاطلاع، أنّ ايمييه خاطب مضيفيه قائلاً: «لقد قال لكم مدير المخابرات الفرنسية عام 1988 (عندما كان العماد ميشال عون رئيساً للحكومة العسكرية) إن لبنان يجب ان يسير على طريق الحل وليس الخراب. وإنني عام 2023، آتي اليكم برسالة اسرائيلية، تقول إنّ أي حرب مع لبنان ستؤدي الى تدميره». وتشاء الصدف أن تأتي هذه المعلومات عن زيارة المسؤول الفرنسي للبنان متزامنة مع تطور بالغ الخطورة تمثل بإطلاق «حماس» ما سمّته «طلائع طوفان الأقصى». وكشفت المعلومات حول خطوة «حماس»، أنها تحضير لانتقال العمل المسلح لهذه الحركة الى لبنان من غزة في حال سقوطها في الحرب الدائرة هناك. وفي سياق الادانة الداخلية الواسعة واستنكار السلطة الفلسطينية في رام الله ما اقدمت عليه «حماس»، حذّرت المواقف من جرّ لبنان الى أتون فتنة على غرار الحريق الكبير عام 1975. كما أنّ الفتنة تهدّد أيضاً العلاقات الفلسطينية نفسها في المخيمات الـ 12 المنتشرة في لبنان. وكان تأكيد على ضرورة وأد هذه الفتنة العمياء في مهدها. وفي الإطار نفسه، أدلى الرئيس ميقاتي أمس بمعلومات بدت رجع صدى للقاءاته على هامش قمة المناخ العالمية في دولة الامارات العربية المتحدة. وأبرز هذه اللقاءات، اجتماع ميقاتي مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ثم اجتماعه مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. وما قاله ميقاتي خلال لقائه أعضاء السلك القنصلي في لبنان «إنه خلال الثلاثة الأشهر المقبلة، ستجرى مفاوضات عبر الأمم المتحدة من أجل المزيد من الاستقرار على الحدود اللبنانية الجنوبية، بدءاً باستكمال تنفيذ القرار 1701 وصولاً الى الاتفاق، عبر الأمم المتحدة، على النقاط الخلافية الحدودية» مع اسرائيل. وبعد ساعات من إعلان ميقاتي مفاوضات مرتقبة حول القرار 1701، إستشهد جندي وأصيب ثلاثة آخرون بجروح جراء قصف العدو الاسرائيلي مركزاً عسكرياً في منطقة النبي عويضة - العديسة. ونعت قيادة الجيش – مديرية التوجيه، الرقيب المقداد، وهو من مواليد 1996، لاسا – قضاء جبيل. وتطوّع في الجيش عام 2018. وسينقل الجثمان صباح اليوم الى بلدته شمسطار في البقاع ليوارى في الثرى. وفي سياق يتصل بالجيش، من المنتظر ان يصدر اليوم بيان المطارنة بكلام عالي النبرة تجاه التمديد لقائد الجيش العماد جوزاف عون. وتستمر بكركي في العمل المتواصل لتجنيب البلاد كأس فراغ قيادة الجيش. وقد أجرت البطريركية جولة اتصالات شملت عدداً كبيراً من الكتل، إضافة الى التواصل مع الرئيسين بري وميقاتي عبر قنوات خاصة. وفي وقت دان وزير الدفاع موريس سليم الاعتداء الاسرائيلي على مركز الجيش، اعتبر انه يجب أن تبقى المؤسسة العسكرية بعيدة من الاستغلال والمزايدات والاستئثار والطموحات الشخصانية والحسابات الخاطئة، وهذا التصريح أثار استغراب الكنيسة. وتساءلت مصادر كنسية عبر «نداء الوطن» عن الجهة التي يقصدها الوزير، والتي «تستغل وتزايد»، كما قال. وهل هناك حسابات خاطئة أكثر من إفراغ قيادة الجيش والمنطقة والبلاد في حال حرب، في وقت يعرف الجميع من يريد ضرب المؤسسة العسكرية لأهداف شخصية، جازمة ان بكركي لن تسمح بإسقاط العماد عون وضرب قيادة الجيش والمؤسسة العسكرية، والامعان في تفريغ المواقع المارونية والوطنية لأجندات معروفة. وليلاً، أصدر تكتل «لبنان القوي» برئاسة النائب جبران باسيل بياناً جدد فيه «رفض التمديد غير القانوني لقائد الجيش».

فرنسا مجدّداً: وفّروا الأمان لإسرائيل!

الأخبار ... أثناء حضوره قمة تغيّر المناخ في دبي، نهاية الشهر الماضي، تبلّغ رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، في لقاءات جمعته مع مسؤولين أجانب وعرب، ما سمعه وزير خارجيته عبدالله بوحبيب أثناء جولته الأوروبية قبل ذلك بأيام، ومفاده أن إسرائيل تواجه معضلة في إقناع المستوطنين بالعودة إلى المستوطنات على الحدود مع لبنان ما دام حزب الله موجوداً على الحدود، وأن الترتيب الذي كان قائماً قبل السابع من تشرين الأول الماضي لم يعد صالحاً بعده، وبات مطلوباً وضع قواعد اشتباك جديدة عبر تنفيذ القرار 1701 ولو بقوة الفصل السابع أو إدخال تعديلات عليه.هذه الرسائل الإسرائيلية نفسها تولّى موفدون غربيون حملها إلى لبنان مع اقتراحات بإنشاء منطقة عازلة لإبعاد حزب الله، وتحديداً قوة النخبة فيه (قوة الرضوان) من منطقة جنوب الليطاني. وتولّت باريس الترويج لهذه الصيغة، نيابة عن الغرب وإسرائيل، عبر موفدَيها، المبعوث الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، ومدير المخابرات الفرنسية برنار إيمييه الذي وصل إلى بيروت قبلَ يومين في زيارة لم يُعلن عنها، والتقى خلالها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري وقائد الجيش العماد جوزف عون والمدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري. مصادر مطّلعة أكّدت أن إيمييه وصل إلى بيروت «قادماً من تل أبيب»، وأنه، كلودريان، ركّز في لقاءاته على «وضع الجبهة الجنوبية وضرورة عدم التصعيد وتحييد لبنان عن الأحداث في غزة»، مكرّراً التهويل الفرنسي من مخاطر التصعيد على لبنان ومن ردة الفعل الإسرائيلية. وتزامنت زيارة إيمييه مع تسريبات في الإعلام العبري عن وصول «وفد فرنسي يضمّ دبلوماسيين ومسؤولين رفيعي المستوى في الجيش الفرنسي إلى إسرائيل الأسبوع الجاري»، وأن «باريس تحاول التوصل إلى حل دبلوماسي في ما يتعلق بالحدود الشمالية مع لبنان». وذكرت القناة 13 الإسرائيلية أن الوفد سيلتقي مسؤولين في وزارتَي الخارجية والأمن، وأن «المسؤولين في إسرائيل أبلغوا الفرنسيين والأميركيين باستعدادهم للقيام بخطوة سياسية من شأنها تجنُّب الحاجة إلى بدء حملة في الشمال قريباً»، لكنهم نبّهوا إلى أن «فرص ذلك بدأت تنفد، وليس لدينا كل الوقت». كما تزامن مع كلام للرئيس ميقاتي خلال لقائه أعضاء السلك القنصلي في لبنان، وأشار فيه إلى أنه «في الأشهر المقبلة، ستجري مفاوضات عبر الأمم المتحدة من أجل المزيد من الاستقرار على الحدود اللبنانية الجنوبية، بدءاً باستكمال تنفيذ القرار 1701 وصولاً الى الاتفاق، عبر الأمم المتحدة، على النقاط الخلافية الحدودية مع العدو الإسرائيلي».

إسرائيل مستعدّة للقيام بخطوة سياسية لتجنُّب بدء حملة في الشمال

ولفت إلى أن «هذا الموضوع يأخذ حيزاً أساسياً بهدف تجنيب لبنان حرباً لا نعلم إلى أين ستنتهي. ونأمل أن نصل في الأشهر الثلاثة المقبلة إلى مرحلة استقرار كامل على حدودنا». وفي هذا السياق، قالت مصادر دبلوماسية لـ«الأخبار» إن «أي تعديل للقرار 1701 يتطلّب سياقاً للوصول إليه»، إما «على الساخن عبر تصعيد يفرض مثل هذا التعديل»، من دون استبعاد أن يكون ذلك من ضمن الحرب النفسية التي تشنّها إسرائيل، وإما «على البارد عبر اقتراحات دبلوماسية قد تصل إلى حدّ طرح الانسحاب من مناطق لبنانية محتلة وحل مسألة النقاط الحدودية المتنازع عليها مع لبنان»، مذكّرة بالزيارة المفاجئة للمبعوث الأميركي عاموس هوكشتين لبيروت الشهر الماضي.

إيمييه والتمديد

ورغم أن الجبهة الجنوبية والحرب على غزة والتطورات المتصلة بها في المنطقة، أخذت الحيز الأكبر في مداولات إيمييه، إلا أن ذلك لم يحل دون تناول مدير المخابرات الفرنسية ملف التمديد لقائد الجيش عشية انتهاء ولايته. وقالت مصادر نيابية إن «القوى السياسية لم تنجح حتى الآن في التوصل إلى اتفاق بشأن الحل»، مع التأكيد أن بري «سيدعو قريباً إلى جلسة تشريعية، يتضمّن جدول أعمالها نحو 30 بنداً، مع ترجيحات أن يعقدها على مدى ثلاثة أيام». علماً أن «بري الذي أكّد عدم ممانعته للتمديد ولا لتعيين قائد جديد للجيش، كان يفضّل أن تأخذ الحكومة هذا الأمر على عاتقها، بينما لا يزال ميقاتي رافضاً لذلك».

عدم تفعيل الـ 1701 يثير مخاوف غربية على مصير اليونيفل

الاخبار.. تقرير هيام القصيفي .. أن يكون القرار 1701 على طاولة المفاوضات لم يعد أمراً عابراً، على غرار ما تتعامل معه القوى الداخلية كمجرّد محطة سجالية، لا أكثر ولا أقل. طرح هذا الملف، كما تختصره أوساط مطّلعة على نقاشات خارجية، أصبح متفجّراً لأنه يأتي في سياق تصاعدي، رغم أن لبنان يتلهّى بملفات داخلية من دون أن يحتسب المخاطر التي أطلّت برأسها بمجرد أن وُضع القرار الدولي على الطاولة.مع حرب غزة، جاء وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس إلى بيروت ليحذّر من سحب القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان. وأطلق الوزير الذي تشارك بلاده في القوة البحرية التي تسهر على تنفيذ القرار 1701، أول كلام واضح حول ما يثار من أسئلة عن مصير اليونيفل، معتبراً أن سحبها أو خفض عديدها سيعطي إشارة سيئة في وقت كانت حرب غزة في أيامها الأولى. لم يكن ثمة ما يقلق آنذاك في ما يخص وضع القوات الدولية، في وقت كانت السفارات الغربية والعربية تدعو رعاياها إلى مغادرة لبنان. لكنّ الوزير الألماني استبق مرحلة دخل فيها لبنان ذروة التصعيد العسكري، ومعه تدرّجت مقاربات الدول المعنية في نظرتها إلى مستقبل الوضع الجنوبي. ما لم يكن مطروحاً علناً في الأيام الأولى للحرب، أصبح مع التصعيد الحدودي، السقف الذي تتعامل معه هذه الدول، وصار القرار 1701، المحكّ الذي تدور حوله المفاوضات الخارجية قبل أن ينتقل إلى لبنان عبر الموفدين الغربيين وليس عبر فرنسا وحدها، وإن كان جرى التعبير عنه بقوة قبل زيارة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان لبيروت وبعدها. لا شك أن ما يحيط بالنقاش حول القرار الدولي ليس معزولاً عمّا قبل غزة ولا عمّا بعدها، لأن النقاش تفرّع إلى عناوين عدة، وأفكار طُرحت في سياق الحوارات الإقليمية والدولية، حول منطقة عازلة ليس في الجنوب اللبناني وحده، بل في المقلب الإسرائيلي كذلك، ودور الجيش اللبناني في مرحلة تفعيل القرار وقدرته على الإمساك بزمام الوضع الميداني في ظل وجود حزب الله، وكيفية تنامي وجود الحزب عسكرياً في هذه المنطقة، ومن ثم وضع مصير القوات الدولية على بساط البحث بقوة. والواضح أن هناك دولاً سبق أن طرحت مصير اليونيفل في أكثر من مناسبة، وليست الإشكالات التي رافقت التجديد مرتين للقوات الدولية سوى تعبير عن هذه الإحاطة الخارجية. إضافة إلى أن حادثة مقتل الجندي الإيرلندي أضفت طابعاً حذراً، ورغم استيعاب ما حصل لاحقاً بفعل لقاءات واتصالات سياسية داخلية وخارجية، إلا أن إطلاق المتهم بقتله في توقيت دقيق عزّز مجدداً حالة الحذر. لم تخف دول معنية بالقوات الدولية ومشاركة فيها قلقها، بل خوفها، على مصير القوات الدولية تبعاً للاتجاه الذي سيسلكه نقاش مصيري حول مسار القرار 1701. وإذا كانت انطلاقة النقاش بدأت بضرورة تفعيل القرار وتنفيذ كلّ مندرجاته ليتوسّع حول وجود حزب الله ودور الجيش اللبناني، فهذا يعني أن الدول المشاركة في القوات الدولية بدأت تراعي وضع عناصرها خشية أن تصبح هذه القوات في مربع حذر بين ضغط إسرائيلي مستمر بقوة لتنفيذ كامل القرار الدولي وتوسّعه جغرافياً وعملانياً، ورفض حزب الله المطالب الإسرائيلية وما سينتج عن ذلك من احتمالات، بانعكاسها أولاً على وضع عناصرها الدوليين، لأن خوف هذه العواصم يكمن في أن عدم تنفيذ القرار الدولي يعني حكماً طرح مصير عناصرها على الطاولة، وتبرير وجودهم، واحتمالات تعرضهم لمخاطر عسكرية، في وقت تتمحور الأسئلة حول ما يريده حزب الله حقيقة في شأن الوضع الجنوبي، وهل لا يزال متمسكاً بدور اليونيفل، كما هي حالها اليوم فحسب، أم سيقبل بدورها مع إعادة تفعيل القرار 1701.

الدول المشاركة في القوات الدولية تخشى على عناصرها من الوقوع بين ضغط إسرائيلي لتنفيذ القرار ورفض حزب الله للمطالب الإسرائيلية

كما تُطرح أسئلة عن علاقة جنود الأمم المتحدة بدور الجيش الذي يفترض أن يكون المسؤول عسكرياً عن وضع الجنوب. من هنا يُفهم موقف قوات اليونيفل من موضوع التمديد لقائد الجيش، وتأييدها له، نظراً إلى أن ما يستتبع هذا التمديد يعكس اطمئناناً لدى كل المشاركين في اليونيفل بفعل التنسيق القائم بينها وبين قيادة الجيش. علماً أن هذا التنسيق ليس محصوراً بشخص قائد الجيش، لكنّ العلاقة القديمة بينهما مهّدت السبيل لجواب إيجابي من جانبها أمام الخماسية. في العادة تكثر زيارات وزراء الدفاع ورؤساء الدول لجنود القوات الدولية في الجنوب. مع اقتراب عيدَي الميلاد ورأس السنة، هذه المرة، ستكون الزيارات المتوقّعة مناسبة لرسم خريطة طريق لليونيفل، في ضوء التطورات التي تُحتسب من الآن احتمالاتها الخطرة. وسيكون وضع اليونيفل تحت المعاينة أكثر بالنسبة إلى هذه الدول التي لم تعد تحتمل تعرّض قواتها المنتشرة خارج بلادها في إطار حفظ السلام لأي اعتداء أو هزة. وكلما جرى التعبير عن الحرص عليها طُرح أكثر نقاش تلازم دورها مع تنفيذ القرار الدولي، فلا معنى لقوات دولية من دون قرار دولي نافذ، ولا قرار دولياً قابلٌ للحياة في ظل التوازنات التي تُرسم مرة أخرى على وقع القصف والقصف المضاد. والكلام الذي بدا تصاعدياً، وسيكون تدريجاً على مستويات دولية رفيعة، مستمر في رسم سيناريوهات مقلقة لا تتوافق مع الاهتمامات اللبنانية الباهتة.

ميقاتي: مهمّتي خلال الأشهر الثلاثة المقبلة إيجاد نوع من الاستقرار الدائم على الحدود..

لبنان «مغلوب على أمره»..والـ «1701» في عُنق الزجاجة؟...

الراي...| بيروت - من وسام أبوحرفوش وليندا عازار |

- سقوط جندي لبناني و3 جرحى في الجنوب باستهداف إسرائيلي

- مدير الاستخبارات الفرنسية في بيروت لملاقاة مهمة هوكشتاين وإكمال الضغط لتطبيق الـ «1701» بحذافيره

- إطلاق «حماس لاند» في لبنان... مناورة لتصعيب مهمة موفدي الـ «1701»

- القمة الخليجية «لأهمية بسط سيطرة الحكومة اللبنانية على كلّ الأراضي فلا تكون أسلحة إلا بموافقتها»

للمرة الأولى منذ إقراره في 2006 حيث شكّل «منصةَ» إنهاءِ حرب الـ 33 يوماً التي انفجرتْ في 12 يوليو من العام نفسه بين «حزب الله» واسرائيل، يعود القرار الأممي 1701 إلى الواجهة بقوةِ التهاب الجبهة الجنوبية التي رُبطتْ بـ «طوفان الأقصى» والتي بات دخانُها بمثابة غطاء تتفيأه تل أبيب لرسْم معادلةٍ تضع لبنان «بين ناريْ» مساريْن عسكري أو ديبلوماسي لجعْل جنوب الليطاني منطقةً خاليةً من السلاح والمسلحين وهو الاسم الحَرَكي لإبعاد «حزب الله» إلى شمال الليطاني. ورغم الاقتناع بأن الهدفَ الاسرائيلي الذي صار موثّقاً بـ «الصوتِ والصورةِ» يبقى أقرب إلى «قنبلةٍ صوتية» لافتقادِ تل أبيب القدرة على توفير قاطرةٍ لتنفيذه بـ «الديبلوماسية الناعمة» ولعدم توافر «ولو فرصةٍ» لأن يقبل «حزب الله» في غمرة استمرار حرب غزة بأي «عروض» مثل سير اسرائيل بتثبيت الحدود البرية وتبديد الخلافات حول النقاط المتنازَع عليها ليكون ذلك بمثابة نزْع الذرائع من أمام عدم تطبيق الـ 1701، فإن رفْعَ حكومة بنيامين نتانياهو مستوى الضغط في هذا الاتجاه وتوسيط باريس بعد واشنطن لحياكة مَخْرجٍ يفصل جنوب لبنان عن جبهة غزة ويوفّر «بوليصة تأمين» تلقائية لسكان شمالها للعودة إلى المستوطناتِ يُبْقي المخاوفَ عاليةً في بيروت من أن يكون الأمر على طريقة «أشهد اني حاولتُ» وبشهادةٍ دولية استخدام «القفازات» لتحقيق حلّ مستدام مع لبنان ولكن لم يبقَ أمامي إلا قوة النار. وبمعزلٍ عن الحساباتِ البالغة التعقيد التي تتحكّم بأي قرار اسرائيلي من نوع فتْح الجبهة مع لبنان لِما هو أبعد من المواجهات المستمرّة منذ 8 أكتوبر، والتي تسببت أمس بسقوط عسكري في الجيش اللبناني وجرح 3 آخرين باستهداف مركز لهم في منطقة النبي عويضة - العديسة، فإنّ أوساطاً سياسية لا تُسْقِط من الحساب بالكامل احتمالات أن تكون الحدود اللبنانية – الاسرائيلية أمام سيناريوهات تصعيد أشمل في توقيت ما وضمن «أجندة سياسية» مرسومة.

«جبهة الضغط»

ولم تتوانَ الأوساط عن التعاطي مع تجرؤ حركة «حماس - لبنان» على إعلان إطلاق «طلائع طوفان الأقصى» ودعوة فلسطينيي لبنان للالتحاق بها على أنه بمثابة «مناورة» برسْم «جبهة الضغط» الدولي لتنفيذ الـ 1701 وإبعاد «حزب الله» عن جنوب الليطاني وذلك على قاعدة «تصعيب مهمة» مَن يعملون على هذا الملف، وفي مقدّمهم الوسيط الأميركي آموش هوكشتاين ومدير المخابرات الفرنسية برنارد ايمييه الذي يُفترض ان يكون غادر بيروت أمس، وإرساء ما يشبه الـ «ماتريوشكا» العسكرية جنوباً والقول: ابدأوا بالسلاح الفلسطيني أولاً. وكان غريباً أن يكتفي لبنان الرسمي وغداة مبادرة «حماس» إلى إعلان ما يشكّل خرْقاً مباشراً للقرار 1701 والـ 1559 ومقررات طاولة الحوار الوطني اللبناني في 2006 التي أَقرت بالإجماع نزع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات وخروجاً عن إنهاء مرحلة استخدام لبنان «فوهة مدفع» للقضية الفلسطينية، بإعلان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي «ان هذا مرفوض نهائياً ولن نقبل به، علماً ان المعنيين عادوا وأوضحوا اليوم أن المقصود ليس عملاً عسكرياً». وميقاتي الذي كان زار الرئيس نبيه بري ووضعَه «في نتائج الاتصالات التي قمتُ بها في الخارج خصوصاً في ما يتعلق بلبنان والحرب الدائرة في المنطقة»، أعطى في كلمة له أمام أعضاء السلك القنصلي إشارةً إلى توازٍ بين تجنيب لبنان الحرب وبين بلوغ استقرار دائم على الحدود الجنوبية قاعدته الـ 1701 وبت النقاط الخلافية الحدودية ومن ضمن مسار يتطلّب أشهراً، من دون أن يُعرف إذا كان لبنان تلقى ضماناتٍ بأنه خلال هذه الفترة لن يبادر الاسرائيلي إلى محاولة فرْض تنفيذ الـ 1701 على وهج انفجارٍ للجبهة. وقد أكد ميقاتي «أن الهدف الأساسي من الاتصالات التي أجريها مع الجانب الاميركي والامم المتحدة والاتحاد الاوروبي، تجنيب لبنان أي حرب كبيرة قد تحصل»، مشدداً على أنه «خلال الأشهر المقبلة، ستجري مفاوضات عبر الأمم المتحدة من أجل المزيد من الاستقرار على الحدود اللبنانية الجنوبية، بدءاً باستكمال تنفيذ الـ 1701 وصولاً الى الاتفاق، عبر الأمم المتحدة، على النقاط الخلافية الحدودية مع العدو الاسرائيلي، وهذا الموضوع يأخذ حيزاً أساسياً بهدف تجنيب لبنان أي حرب لا نعلم إلى أين ستوصل، خصوصاً أن العدوان على جنوب لبنان تسبب بخسائر بشرية ومادية كبيرة». وأضاف: «نأمل ان نصل في الأشهر الثلاثة المقبلة الى مرحلة استقرار كامل على حدودنا. ولهذا أكرر أن مهمتي خلال الأشهر الثلاثة المقبلة هي ان أوجِد نوعاً من الاستقرار الدائم على الحدود، وهذا دور صعب لكن لدي ضمانات دولية بتسهيل الموضوع والوصول إلى الحل الذي نريده». وحين سئل عما اذا كان التحرك الدولي الذي يقوم به وفر ضمانات للبنان لعدم الدخول في الحرب، أجاب: «ممن آخذ الضمانات؟ هل من الاسرائيلي الذي يقتل الفلسطينيين كل يوم من دون أخلاق أو إنسانية؟ قلت مرات عديدة إنني أقدر كثيراً ما يقوم به حزب الله من ضبط النفس والحكمة والعقلانية. ويأخذ عليّ البعض قولي إن قرار الحرب ليس عندي، فهل المطلوب أن أكذب على الناس؟ لو قلتُ إن قرار الحرب عندي وأنا مسؤول عن البلد، لكنت حمّلتكم جميعاً المسؤولية، وأصبح عند ذلك ضرب لبنان حلالاً». وفيما كان ميقاتي استقبل السفير السعودي لدى لبنان وليد بخاري حيث «تم بحث آخر تطورات الأوضاع الراهنة التي يعيشها لبنان سياسياً واقتصادياً والعلاقات الثنائية المتميزة التي تجمع البلدين الشقيقين وسبل تعزيزها على كل الصعد، إضافة إلى عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك»، برزت حركة السفير المصري علاء موسى الذي زار مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان مؤكداً «الدور المصري في ما خص استقرار لبنان والحرص الدائم عليه». وقال موسى: «لا أخفيكم سراً أنه سواء كان في إطار المسار الثنائي لعلاقتنا مع لبنان أو في إطار اللجنة الخماسية (تضم أيضاً الولايات المتحدة، فرنسا، السعودية وقطر وتضطلع بدور لتسهيل إنجاز الانتخابات الرئاسية) نحرص على تسهيل الأمور والبحث عن حلول يرضى بها القادة والساسة في لبنان، ونحن نؤكد في كل مناسبة أن القرارَ في النهاية هو لبنانيّ، وبالتالي دور مصر واللجنة الخماسية هو فقط المساعدة والرعاية وتسهيل الأمور، إنما يظل دائماً القرار يأتي من داخل لبنان وليس من خارجه».

قمة الدوحة

ولم يكن عابراً في غمرة وقوع لبنان على خط نار غزة تذكير البيان الختامي لقمّة مجلس التعاون الخليجي التي التأمت في الدوحة بثوابت أرستْها المبادرةُ الكويتية وبنودُها في ما خص لبنان، فأكد مواقف الدول الخليجية الثابتة مع الشعب اللبناني «ودعْمها المستمرّ لسيادة لبنان وأمنه واستقراره، وللقوات المسلحة اللبنانية التي تحمي حدوده وتقاوم تهديدات المجموعات المتطرّفة والإرهابية»، مشددة على «أهمية تنفيذ إصلاحات سياسية واقتصادية هيكلية شاملة تضمن تغلّب لبنان على أزمته السياسية والاقتصادية، وعدم تحوّله نقطة انطلاق للإرهابيين أو تهريب المخدرات أو الأنشطة الإجرامية الأخرى التي تهدّد أمن واستقرار المنطقة»، وعلى «أهمية بسط سيطرة الحكومة اللبنانية على كلّ الأراضي اللبنانية، بما في ذلك تنفيذ أحكام قرارات مجلس الأمن ذات الصلة واتفاق الطائف، من أجل أن تمارس سيادتها الكاملة فلا تكون هناك أسلحة إلا بموافقة الحكومة اللبنانية، ولا تكون هناك سلطة سوى سلطتها». ورحّبت القمّة «بالبيان المشترك الصادر عن الاجتماع الثاني للمجموعة الخماسية في شأن لبنان الذي عقد بتاريخ 17 يوليو 2023، وشاركت فيه السعودية وقطر ومصر والولايات المتحدة وفرنسا، وأكد أهمية التعجيل في إجراء الانتخابات الرئاسية وتنفيذ الإصلاحات الاقتصادية اللازمة لوفاء الحكومة اللبنانية بمسؤولياتها تجاه مواطنيها، مشيداً بجهود أصدقاء وشركاء لبنان في استعادة وتعزيز الثقة والتعاون بين لبنان ودول مجلس التعاون، ودعمهم لدور الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي في حفظ أمن لبنان».

ميدان مشتعل

وفي الميدان المشتعل، مضى «حزب الله» بتنفيذ هجماتٍ ضد أهداف عسكرية اسرائيلية بينها ثكنة برانيت، وتجمع للجنود في خلة وردة،‏ موقع بركة ريشا، و«موقع الكوبرا (جنوب علما الشعب) بالصواريخ ‏الموجّهة» وموقعيْ ‏جل العلام والضهيرة، وذلك بعدما كان استهدف قبل الظهر موقع بياض بليدا و«تجمعاً لجنود الاحتلال في موقع رويسة ‏العاصي» و«تجمعاً آخر في مثلث الطيحات» وموقع زبدين في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة. وانطبع يوم النار بإطلاق ‏دبابة متمركزة في مستعمرة «مسكاف عام» 4 قذائف مباشرة استهدفت تلة «العويضة» شمال بلدة العديسة حيث يوجد موقع للجيش اللبناني الذي أعلن «استشهاد عسكري وإصابة 3 آخرين، نقلوا إلى أحد المستشفيات للمعالجة»، علماً أن هذا أول عسكري يسقط منذ 8 أكتوبر. كما قام الجيش الاسرائيلي باستهدافات واسعة لبلدات لبنانية حدودية بينها قصف مدفعي لأطراف الناقورة وطيرحرفا وكفرحمام والهبارية وبليدا ومحيبيب والخيام والماري وبيت ليف، وادي حسن، البستان وأم التوت ومرتفعات بسطرة ورباع التبن جنوب كفرشوبا ومحيط شيحين والجبين في قضاء صور. وفيما استهدفت مدفعية الجيش الإسرائيلي ايضاً أطراف بلدتي رامية وعيتا الشعب والأطراف الشرقية لبلدة الناقورة، أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية «بتعرض بلدة كفركلا لإطلاق رصاص كثيف من قوات الاحتلال الاسرائيلي، وطال الرصاص الاحياء والمنازل». كما استهدف الطيران المسيَّر بصاروخٍ غرب بلدة ياطر وعيتا الشعب، في حين نفّذ الطيران الحربي غارات استهدفت أطراف الناقورة ورامية.

نجيب ميقاتي: هدفنا الأساسي تجنيب لبنان حرباً كبيرة

الجريدة..أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي اليوم الثلاثاء أن الهدف الأساسي لحكومته هو «تجنيب لبنان أي حرب كبيرة قد تحصل». ونقلت رئاسة الحكومة اللبنانية في بيان عن ميقاتي قوله خلال استقباله أعضاء السلك القنصلي في لبنان إنه «سيتم إجراء مفاوضات خلال الاشهر المقبلة عبر الأمم المتحدة من أجل المزيد من الاستقرار على الحدود اللبنانية الجنوبية بدءاً باستكمال تنفيذ القرار 1701 وصولاً إلى الاتفاق على النقاط الخلافية الحدودية مع الاحتلال الاسرائيلي». وجدد ميقاتي التأكيد على أن لبنان «في عين العاصفة ويطلب السلام ويريد أن تعيش الأجيال القادمة بسلام». وأوضح أن «المسألة الأساسية هي انتخاب رئيس جديد للبلاد فإذا لم يتم ذلك سيصبح لبنان خارج التاريخ والجغرافيا فور عقد طاولة للسلام في المنطقة»....

استشهاد عسكري وإصابة 3 آخرين في قصف إسرائيلي في جنوب لبنان

الجريدة...قتل عسكري لبناني وأصيب ثلاثة آخرون الثلاثاء جراء قصف إسرائيلي استهدف أحد مراكزهم في جنوب البلاد، وفق ما أعلن الجيش، ليكون بذلك أول قتيل من المؤسسة العسكرية منذ بدء التصعيد عند الحدود الجنوبية. وأفاد الجيش في بيان عن «تعرض مركز عسكري للجيش في منطقة النبي عويضة - العديسة لقصف من قبل العدو الإسرائيلي، ما أدى إلى استشهاد عسكري وإصابة ثلاثة آخرين»...

التصعيد الإسرائيلي يقتل جندياً لبنانياً وصواريخ «حزب الله» تطول كريات شمونة

صفارات إنذار في المستوطنات المحاذية للمنطقة الحدودية

الشرق الاوسط...بيروت: نذير رضا... مضى الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، في تصعيد إضافي، تَمَثَّلَ في استهداف مركز للجيش اللبناني في بلدة العديسة الحدودية في جنوب لبنان، ما أسفر عن مقتل عسكري، وإصابة 3 آخرين بجروح، على وقع تصعيد عنيف بدأ منذ الصباح، تبادل خلاله «حزب الله» والجيش الإسرائيلي تبادل إطلاق النار على طول الحدود، والذي بلغ أشده مساءً باستهداف كريات شمونة بالصواريخ. وقُتل عسكري لبناني وأصيب 3 آخرون، الثلاثاء، جراء قصف إسرائيلي استهدف أحد مراكزهم في جنوب البلاد، وفق ما أعلن الجيش، ليكون بذلك أول قتيل من المؤسسة العسكرية منذ بدء التصعيد عند الحدود الجنوبية. وأفادت قيادة الجيش في بيان صادر عن مديرية التوجيه، بـ«تعرض مركز عسكري للجيش في منطقة النبي عويضة - العديسة لقصف من قبل العدو الإسرائيلي، ما أدى إلى استشهاد عسكري وإصابة 3 آخرين». وليس هذا الاستهداف هو الأول، فقد سجل في 9 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي أول استهداف إسرائيلي لمركز استطلاع للجيش اللبناني في القطاع الغربي، حيث بثت وسائل الإعلام الإسرائيلية مقطع فيديو يوثق استهداف نقطة مراقبة للجيش في الحدود، بينما توالت الاستهدافات لاحقاً لمراكز المراقبة التابعة للجيش، كما طال القصف محيط المراكز العسكرية. وبات الشريط الحدودي الواقع في بلدتي العديسة وكفركلا، المواجهتين لمستعمرتي المطلة ومسكاف عام الإسرائيليتين (تقعان في أقصى إصبع الجليل)، منطقة عمليات حربية، وتتشابه مع سائر القرى الحدودية على الخط نفسه جنوباً، وهي بلدات مركبا وحولا وميس الجبل وبليدا التي تقابل مراكز عسكرية ضخمة، بينها ثكنتا يفتاح ومرغليوت، ومركز مستعمرة كريات شمونة. وتتعرض تلك البلدات يومياً لقصف إسرائيلي يمتد ساعات بالقذائف الفوسفورية ومدافع «الـ155 ملم»، وفق ما تقول مصادر ميدانية، فضلاً عن استهداف تلك المناطق بالغارات الجوية، وتحليق مكثف للطائرات المسيّرة، وذلك رداً على عمليات عسكرية تنطلق من لبنان، وفق ما يقول الجيش الإسرائيلي.

قصف مبكر

 

وبدأ تبادل القصف، الثلاثاء، باكراً، وسُجلت 4 عمليات عسكرية نفذها «الحزب»، حتى فترة الظهر، كان أبرزها في تلال مزارع شبعا في القطاع الشرقي، بينما قالت إسرائيل إنها أسقطت طائرة مسيّرة قرب «مرغليوت» عند الحدود الشمالية مع لبنان، بالتوازي مع إعلان وسائل إعلام إسرائيلية عن إغلاق طرق عدة في الجليل الأعلى أمام حركة المرور. وقال الجيش الإسرائيلي إنه هاجم مواقع لـ«حزب الله» رداً على القصف عبر الحدود. وذكر أن طائرات مقاتلة «قصفت مواقع إطلاق لـ(حزب الله)، وبنية تحتية إرهابية، ومجمعاً عسكرياً» رداً على «عمليات إطلاق من لبنان على إسرائيل» يوم الاثنين. وتابع: «بالإضافة إلى ذلك، رداً على إطلاق صاروخ من لبنان إلى منطقة زرعيت في شمال إسرائيل، قصف الجيش الإسرائيلي مصادر النيران. ومن أجل إزالة التهديد، ضرب الجيش الإسرائيلي بضعة مواقع أخرى في الأراضي اللبنانية». ومساءً، بلغ التصعيد ذروته مع إعلان وسائل إعلام إسرائيلية عن دوي صفارات الإنذار في كريات شمونة ومرغليوت ومانارا في شمال إسرائيل، وقالت إن الجيش الإسرائيلي أغلق محاور طرق عدة في منطقة الجليل الأعلى في شمال كريات شمونة. وتحدثت عن استهداف كريات شمونة ومحيطها بالصواريخ. وأعلن «حزب الله»، الثلاثاء، عن تنفيذ سلسلة من العمليات ضد مواقع إسرائيلية وتجمعات جنود إسرائيليين عند الحدود بينها مواقع «رويسة العاصي» و«مثلث الطيحات» المقابلين لبلدة ميس الجبل، و«ثكنة زبدين» الواقعة في مزارع شبعا، وموقع البياض المقابل لبلدة بليدا اللبنانية. أما في القطاع الغربي، فقد نفذ «الحزب» استهدافات، وقصف تجمعات لجنود في موقع جل العلام المقابل لبلدة الناقورة، وموقع الضهيرة وموقع الكوبرا المقابل لبلدة علما الشعب، وموقع خلة وردة مقابل عيتا الشعب، وبركة ريشة المقابل لبلدة البستان، وثكنة برانيت المقابلة بلدة رميش، وضهر الجمل المقابل لبلدة راميا.

قصف عنيف

وأفادت وسائل إعلام لبنانية بتسجيل مواجهات عسكرية حادة من ناحية موقع بحري في رأس الناقورة، وصولاً إلى بركة ريشا. كما تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن دوي صفارات الإنذار في كريات شمونة والمستوطنات المحيطة عند الحدود اللبنانية. أما في لبنان، فتحدث ناشطون ميدانيون عن أصوات قصف عنيف استهدف القطاعين الأوسط والغربي بمعدل قذيفة كل 3 ثوانٍ مساءً.

الجيش الإسرائيلي «يأسف» لمقتل جندي لبناني في هجوم شنه جنوب لبنان

تل أبيب: «الشرق الأوسط»..قالت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم (الأربعاء)، إن الجيش الإسرائيلي أبدى أسفه لمقتل جندي لبناني في هجوم شنه جنوب لبنان. وذكرت صحيفة (تايمز أوف إسرائيل)، أنه في «بيان نادر» للاعتذار، قال الجيش الإسرائيلي، إن قواته «كانت تعمل لتحييد تهديد ملموس جرى تحديده» عند نقطة للمراقبة والإطلاق تابعة لـ«حزب الله اللبناني على الحدود عندما نفذ هجوما أمس الثلاثاء. وأوضحت أن الجيش الإسرائيلي تلقى تقريراً حول إصابة عدد من جنود الجيش اللبناني خلال الهجوم. ونقلت عن بين الجيش الإسرائيلي، أن «القوات اللبنانية لم تكن هدفا للهجوم... الجيش الإسرائيلي يأسف للحادث، وسيتم التحقيق فيه».

باريس تحذّر لبنان من «حرب مفتوحة» مع إسرائيل

وفد أمني فرنسي في تل أبيب لمناقشة «هدنة» مع «حزب الله»

الشرق الاوسط...يُنتظر وصول وفد أمني فرنسي إلى إسرائيل هذا الأسبوع، لمناقشة التدهور الأمني على الحدود اللبنانية - الإسرائيلية، بعدما سبق لكبار المسؤولين الفرنسيين، ومنهم الرئيس إيمانويل ماكرون ووزيرا الدفاع والخارجية والممثل الشخصي لماكرون الوزير السابق جان إيف لودريان، أن أوصلوا تحذيرات مباشرة إلى بيروت تنبهها من «معركة مفتوحة» مع إسرائيل. ووفق الأوساط اللبنانية، فإن ضغوط الغربيين لا تتوقف فقط عند وضع حد لـ«المناوشات» بين إسرائيل و«حزب الله»، بل تشدد على ضرورة الالتزام بالقرار الدولي رقم 1701. ويريد الغربيون وضع الفقرة الثامنة من القرار الدولي موضع التنفيذ، وتنص على سحب السلاح والمقاتلين في المنطقة الممتدة من الحدود اللبنانية - الإسرائيلية حتى مجرى نهر الليطاني. وكان الحزب شنّ حملة، عبر وسائله الإعلامية، على فرنسا واتهمها بالدفع لتنفيذ «أجندة إسرائيلية» أحد بنودها إدخال تغييرات على القرار الدولي لجعل تنفيذه إلزامياً. من جانبها، ذكرت مصادر في تل أبيب أن الوفد الفرنسي سيتداول مع المسؤولين الإسرائيليين في وقف التراشق الصاروخي مع «حزب الله»، ومنع تدهور الوضع إلى حرب شاملة. وتضيف المصادر أن الوفد الفرنسي يصل بموافقة الطرفين ومعرفة الحكومة اللبنانية، التي ستكون الجهة الرسمية في الهدنة إذا حصلت.

وفد فرنسي إلى تل أبيب لمناقشة هدنة مع «حزب الله»

حزام أمني يُبعد «قوات رضوان» عن الحدود مع إسرائيل

تل أبيب : «الشرق الأوسط»..يصل إلى إسرائيل، الأربعاء، وفد فرنسي رسمي للتداول معها في تحقيق هدنة مع «حزب الله» توقف التراشق الصاروخي القائم حالياً وتمنع التدهور إلى حرب شاملة. وحسب مصادر في تل أبيب فإن الوفد يصل بموافقة الطرفين ومعرفة الحكومة اللبنانية، التي ستكون الجهة الرسمية في هذه الهدنة، التي تشترط إسرائيل أن يعلن «حزب الله» رسمياً وعلنياً قبوله بها، وأن تنفَّذ في وقت قصير وليس في مفاوضات طويلة. والسبب، أنها تريدها هدنة توقف التهديد من الشمال وتمنع حرباً بين إسرائيل و«حزب الله»، وذلك قبل أن تضع الحرب أوزارها في غزة، حتى تركز تل أبيب على المواجهات مع الفلسطينيين (في غزة والضفة الغربية). وقد أبلغ الإسرائيليون فرنسا بأنهم يعطونها مدة محدودة للتوصل إلى اتفاق. لكنّ هذا الموقف هو نقطة البداية. وفيه كمية من التبجح، الذي يميز سياسة تل أبيب. إذ إن إسرائيل معنية بهدنة كهذه مثل الحكومة اللبنانية إن لم يكن أكثر. فمن جهة تحتاج إلى الانفراد بالفلسطينيين من دون تهديد بجبهة أخرى، وعليها ضغوط من سكان بلدات الشمال الذين جرى إخلاؤهم من بيوتهم ويسكنون حالياً في فنادق منتشرة على شتى أنحاء الشمال والوسط. وهم يعلنون أنهم لن يعودوا إلى بيوتهم ما دامت «قوات رضوان» التابعة لـ«حزب الله» توجد على الحدود وتقيم مواقع عسكرية تطل على بيوتهم. ويقول الإسرائيليون إن مفاوضات أوّلية جرت بينهم وبين «حزب الله» بواسطة فرنسا. وقد طلبت إسرائيل إبعاد الحزب إلى ما وراء نهر الليطاني، لكنه رفض هذا الطلب بشكل قاطع. وقد طلب ألا تتدخل إسرائيل في قواته داخل لبنان وأن تشمل الهدنة قواته في سوريا. وحسب الفرنسيين فإن المحادثات الأولية تشجع على المضي قدماً في المفاوضات لأنها لمست أن «حزب الله» يمكن أن يوافق على حزام أمني لا يتخطاه ولكن ليس عند الليطاني، كما لمست أن إسرائيل أيضاً مستعدة لانسحاب «حزب الله» إلى الوراء لمسافة أقصر من الليطاني، المهم أن يكون هناك حزام أمنى لا يدخله «حزب الله». وتترافق مع هذه الهدنة خطة دعم اقتصادي للبنان، تحل أزمته الاقتصادية يجري تمويلها بأموال عربية وغربية، وتسوية القضايا العالقة في لبنان، مثل انتخاب رئيس جديد وتعيين قائد للجيش اللبناني الذي تنتهي ولايته الشهر القادم. وحسب مصادر فرنسية فإن الولايات المتحدة وعدة دول عربية شريكة في وضع هذه الخطة ومستعدة لدعمها. ولم تتطرق المصادر الإسرائيلية إلى جوانب أخرى في المعركة مع «حزب الله» تتعلق بحلفائه الحوثيين، وحلفائه في العراق.

«حماس» تتراجع بعد رفض لبناني واسع لـ«طلائع طوفان الأقصى»

المعارضة تحذّر من العودة للماضي وتحمّل «حزب الله» المسؤولية

الشرق الاوسط...بيروت: كارولين عاكوم.. لاقى إعلان حركة «حماس» في لبنان عن تأسيس «طلائع طوفان الأقصى» لـ«تحرير القدس»، رفضاً واسعاً وتحذيرات من العودة إلى الماضي، ما أدى إلى «تراجعها»، وتوضيح دعوتها بالتأكيد أن المقصود ليس عملاً عسكرياً. وأعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي رفض هذه الخطوة، قائلاً: «هذا الأمر مرفوض نهائياً ولن نقبل به»، مشيراً في الوقت عينه إلى أن المعنيين عادوا وأوضحوا مقصدهم. وفي بيانها التوضيحي، عدّدت «حماس» أسباب إطلاق «مشروع طلائع طوفان الأقصى» في لبنان، في «منع الشباب من الانجذاب إلى الظواهر المجتمعية الخطيرة والانجرار للاستخدام في مشاريع معادية ومضرّة، وربطهم بالقضية الفلسطينية والعمل من أجلها والدفاع عنها». وفيما قالت إن «البرنامج لا يرتبط بتوجهات استراتيجية لها علاقة بالرجوع إلى الوراء نحو التجربة الفلسطينية السابقة، كما يمكن أن يتوهم البعض»، أكدت «على احترام سيادة لبنان، والالتزام بقوانينه، والحرص على أمنه واستقراره، وعدم التدخل بشؤونهم الداخلية». ومع إجماع المعارضة على رفض دعوة «حماس» العسكرية، التي اعتبرت في معظمها أن المسؤولية الأساس تقع على «حزب الله» الذي يحتكر قرار الحرب والسلم، فإن مصادرها تعتبر أن ذلك يؤكد صوابية مواجهتها لسلاح الحزب الذي يشرّع الفوضى في لبنان، على حد تعبيرها. وتقول لـ«الشرق الأوسط»: «الجميع يعلم أنه لا توجد في لبنان حركة (حماس) إنما (حزب الله) الذي يربط ويخطط ويأمر وينفذ وكل الفصائل الفلسطينية لا تقوم بأي حراك إلا بطلب منه وبإشراف منه، وبالتالي البيان الذي أطلقته هو بيان صادر بطلب من الحزب». وتشدد المصادر على أن «المواجهة كانت وما زالت وستبقى مع الحزب الذي يشرع لبنان على الفوضى انطلاقاً من سلاحه غير الشرعي ويفتح حدود لبنان أمام منظمات فلسطينية بعيداً عن اعتبارات وطنية»، مضيفة أن البيان التوضيحي لـ «حماس» كان نتيجة لرد الفعل اللبناني الذي شدد على أن البيان لا يمر على أحد ولم يصدر عن «حماس» بل عن «حزب الله». وشدد رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة، على رفض العمل المسلح الفلسطيني من لبنان، ومع تأكيده على وقوف الشعب اللبناني إلى جانب الشعب الفلسطيني، قال: «أي تفكير بعودة الإخوة الفلسطينيين إلى العمل المسلح انطلاقاً من لبنان هو مسألة غير مقبولة ومرفوضة». وأضاف:. «الشعب اللبناني أقر اتفاق الطائف، وهو الاتفاق الذي نص على حل جميع الميليشيات المسلحة، وأكد على تثبيت سلطة الدولة اللبنانية الحصرية على كامل أرضها وترابها الوطني. كما أكد على التزام لبنان الكامل بقرارات الشرعيتين العربية والدولية، لا سيما القرار 1701». وكان رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» النائب سامي الجميل قد رفض العودة إلى زمن ولّى، وكتب على حسابه على منصة «إكس» قائلاً: «(طلائع الأقصى) في فلسطين وليس في لبنان ولا من لبنان. لن نعود إلى زمن ولى». بدوره، رفض رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، إقامة «حماس لاند» في لبنان. وكتب عبر منصة «إكس»: «نرفض بالمطلق إعلان حركة (حماس) في لبنان تأسيس (طلائع طوفان الأقصى)، ودعوتها الشّباب الفلسطيني إلى الالتحاق بها؛ كما نعتبر أن أي عمل مسلح انطلاقاً من الأراضي اللبنانية هو اعتداء على السيادة الوطنية». وذكّر باسيل «بما اتفق عليه اللبنانيون منذ عام 1990 في اتفاق الطائف بوجوب سحب السلاح من الفلسطينيين في المخيمات وخارجها، وبما أجمعوا عليه من إلغاء اتفاقية القاهرة التي شرّعت منذ 1969 العمل المسلح للفلسطينيين انطلاقاً من لبنان». من جهته، عدَّ النائب أشرف ريفي إنشاء «طلائع طوفان الأقصى» خطأ جسيماً، مطالباً بـ«العودة عنه، لأنه يعيد ذاكرة لا يجب أن تُستعاد، وهو يضر بالقضية الفلسطينية لمصلحة محور الممانعة الذي يتاجر بها». الموقف نفسه عبّر عنه قال رئيس حزب «الوطنيين الأحرار» النائب كميل شمعون قائلاً في بيان له: «نرفض أن يكون لبنان (حماس لاند)، كما نرفض أن يتحول إلى ساحة صراع يتم تدميره من أجل بعض العملاء في الداخل لديهم أجندات خارجية، وذلك تحت أعين بعض الذين يدعون الغيارة على سيادة لبنان وتطاولهم على رأس المؤسسة العسكرية».

«حماس» تحاول استثمار حرب غزة في مخيمات لبنان

أعلنت تأسيس «طلائع طوفان الأقصى» ودعت إلى الانخراط فيها

الشرق الاوسط...بيروت: بولا أسطيح...أعلنت حركة «حماس» فرع لبنان، الاثنين، تأسيس «طلائع طوفان الأقصى»، وهو جسم ذو أبعاد عسكرية، كما أوحى البيان الصادر عنها، ما يشير إلى تطور في حراك الحركة على الساحة اللبنانية، قابلته قوى سياسية لبنانية بتحفظ معلن ورفض لـ«إقامة حماس لاند» في جنوب لبنان، على غرار ما اصطلح على تسميته «فتح لاند» في سبعينات القرن الماضي. ودعت الحركة في بيان، «الشباب والرّجال الأبطال»، للانضمام إلى «طلائع المقاومين». وأوضحت مصادر الحركة أن «هذا المشروع مرتبط بلبنان ولا يهدف حصراً لتجميع مزيد من المقاتلين، إنما لضم مزيد من الأفراد لـ(حماس) ينشطون في أكثر من قطاع». وربط بيان صادر عن الحركة تأسيس هذه الطلائع بـ«تأكيد دور الشّعب الفلسطينيّ في أماكن وجوده كافة، في مقاومة الاحتلال بكل الوسائل المتاحة والمشروعة»، وبـ«استكمال ما حققته عمليّة (طوفان الأقصى)، والاستفادة من الطاقات والقدرات العلمية والفنية». ومنذ عملية «طوفان الأقصى» في 7 أكتوبر (تشرين الأول)، وقرار حزب الله تحويل جبهة جنوب لبنان جبهة دعم لغزة، انخرط أكثر من فصيل ومجموعة لبنانية وفلسطينية في القتال. فإلى جانب مقاتلي «حزب الله»، ينفذ مقاتلون من «حماس» و«الجهاد الإسلامي» و«قوات الفجر» (التابعة للجماعة الإسلامية) عمليات ضد إسرائيل انطلاقاً من الأراضي اللبنانية. وردت مصادر «حماس» هذا المشروع الجديد إلى «الإقبال الشديد بعد (طوفان الأقصى) على الحركة ومشروعها حيثما وُجدت، وبشكل خاص في لبنان». وعدّت المصادر في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «الشارع الفلسطيني أيقن أن عملية المفاوضات لم تقدم له شيئاً على مدار 30 عاماً، فأتت عملية طوفان الأقصى لتعيد الالتفاف الكبير حول مشروع المقاومة». وأضافت: «حماس موجودة في المخيمات الفلسطينية الـ12 بلبنان، ورأينا التعاطف الكبير من قبل أهالي المخيمات، فكان لا بد من احتضانهم، علماً بأن هذا المشروع ليس مشروعاً عسكرياً فقط، إنما يضم الجميع حسب إمكاناتهم بالمجال الإعلامي، والسياسي، والخيري، والتوجيهي، والتربوي أو المجال العسكري. وهدفه مشاركة أكبر عدد من الشعب الفلسطيني». وشددت المصادر على أن «سلاح (حماس) لم يُستخدم يوماً إلا في إطار مقاومة الاحتلال الإسرائيلي ومقارعته».

رفض لبناني

وأتى الرد الأول على إعلان «حماس» من رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، الحليف المسيحي لـ«حزب الله»، إذ أعلن في بيان رفضه «المطلق» للإعلان، عادّاً أن «أي عمل مسلح انطلاقاً من الأراضي اللبنانية اعتداء على السيادة الوطنية». وذكر «بما اتفق عليه اللبنانيون منذ 1990 في الطائف بوجوب سحب السلاح من الفلسطينيين في المخيمات وخارجها، وبما أجمعوا عليه من إلغاء اتفاقية القاهرة التي شرّعت منذ 1969 العمل المسلح للفلسطينيين انطلاقاً من لبنان». وقال: «لبنان صاحب حق يقوى (بمقاومته الوطنية) لإسرائيل دفاعاً عن نفسه، ويضعف بإقامة (حماس لاند) في الجنوب من جديد للهجوم على إسرائيل من أراضيه. يجب أن يكون التاريخ قد علّمنا كيف لا نتحوّل لورقة مساومة في زمن الحروب عندما نستطيع أن نفرض شروطنا على الطاولة في زمن المفاوضات».

غطاء "حزب الله"

وقابلت قوى المعارضة اللبنانية بدورها مشروع «حماس» الجديد بالإدانة. وعدّت عضو تكتل «الجمهورية القوية» النائب غادة أيوب أن «حزب الله هو الذي يغطي هذا الكيان الجديد». وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «الجميع يعلم أنه لا توجد أي إمكانية لولادة منظمات مسلحة جديدة بمعزل عن قرار من حزب الله الذي لم يسمح على مدى 40 سنة مضت لأي سلاح غير سلاحه، لأنه منذ نشأته دخل في مواجهات عسكرية دموية قبل انتهاء الحرب اللبنانية مع تلك التنظيمات المسلحة التي حملت السلاح قبله بوجه إسرائيل لكي يسيطر على قرارها. لذلك لا صحة لمسألة تأسيس (حماس) لـ(طلائع طوفان الأقصى) في لبنان دون قرار صريح لحزب الله، فالأكيد أن الحزب لديه هدف معين لطرح هذا الموضوع والإعلان عنه بهذه الطريقة». ورأت أيوب أنه «لا يمكن اليوم الكلام عن فصائل جديدة يتم تأسيسها أو إعادة إنعاشها إلى جانب وجود حزب الله، كأنه أمر طبيعي»، لافتة إلى أن «الوضعية القائمة تشكل إطاراً تنظيمياً خارج الشرعية وخارج الدولة تسبب بها حزب الله، لذلك لا حل إلا بتطبيق القرارات الدولية والعربية واتفاق الطائف بدءاً بتنفيذ قرار 1701 بشكل جدي وتام». أما الكاتب والمحلل السياسي قاسم قصير، فرأى أن «إطلاق (طلائع طوفان الأقصى) من قبل حركة (حماس) تأكيد لقيام الحركة بتأسيس مجموعات عسكرية خارج فلسطين المحتلة، وهو خطوة جديدة، لأن الحركة كانت تركز دوماً عملها داخل فلسطين، وهذا مرتبط بالحملة الإسرائيلية من أجل إنهاء (حماس)، وللتأكيد على حضور (حماس) داخل وخارج فلسطين». ولفت قصير في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن «الطلائع ستقوم بدعم النضال الفلسطيني في الداخل بكل الوسائل المتوفرة، وهذا يعود لقرار قيادة الحركة، وهي مكملة لكتائب القسام وتشبه إلى حد ما السرايا اللبنانية لمقاومة الاحتلال، وهي مفتوحة لكل الشباب الفلسطيني وليس للملتزمين بأفكار الحركة». وأضاف: «طبعاً تأسيس هذه الطلائع سيزيد من المخاطر الأمنية في الجنوب، والحل الوحيد هو وقف الحرب على غزة وفلسطين».



السابق

أخبار وتقارير..عربية..إطلاق 15 صاروخاً من العراق على قاعدة أميركية بسوريا..واشنطن تقصف فصائل عراقية وتتوعد الحوثيين..المخابرات التركية تقتل مسؤولاً عسكرياً كردياً شمال غربي سوريا..«النجباء» العراقية تشيع قتلاها..وتتوعد أميركا..العراق: تحشيد وهجمات قُبيل «انتخابات المحافظات»..«خيمة الخليج»..تحتضن غزة..بحضور إردوغان..تبحث «غزة» والتنسيق الأمني والسياسي..ملفات اقتصادية أمام القمة الخليجية الـ44..بوتين يزور السعودية والإمارات..مبعوث أميركا لليمن سيتوجه إلى الخليج لبحث «حماية الأمن البحري»..مسؤول يمني: هجمات الحوثيين استدعاء لمزيد من الأساطيل إلى المنطقة..

التالي

أخبار فلسطين..والحرب على غزة..واشنطن تضغط لـ«تسريع» إنهاء الحرب..حماس: لا مفاوضات أو تبادل أسرى حتى توقف الحرب..نتنياهو: غزة يجب أن تكون منزوعة السلاح.. وجيشنا سيتكفل بذلك..معركة خان يونس تحسم مصير غزة..إسرائيل تعترف بأشرس يوم في معارك غزة..أمراض معوية «خطيرة للغاية» تصيب الجنود الإسرائيليين..الجيش الإسرائيلي يدفع بـ«لواء كفير» في معارك غزة البرية..عدوان الاحتلال على غزة تسبب بإعاقة نحو 12 ألف فلسطيني..مفرج عنهم لنتنياهو: كنا نخاف الموت من القصف الإسرائيلي لا من حماس..في الضفة الغربية.. أعداد القتلى والمعتقلين ترتفع يومياً..نتنياهو لا يرفض قطعياً صفقة تُفرغ سجونه من الفلسطينيين..

تقييم المجهود الحربي الحوثي منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023....

 الإثنين 27 أيار 2024 - 6:13 م

تقييم المجهود الحربي الحوثي منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023.... معهد واشنطن..بواسطة مايكل نايتس Al… تتمة »

عدد الزيارات: 158,553,282

عدد الزوار: 7,105,179

المتواجدون الآن: 148