أخبار لبنان..الجنوب في دائرة الحرب الإستباقية.. ودعوات إسرائيلية لضم حزب الله إلى حماس..قطر نبّهت خلال زيارة ميقاتي من "عواقب وخيمة لتمدّد النزاع"..ميقاتي في قطر..و«حزب الله» يفتح النار على «النظام العربي»..حرب غزة تستحضر أجواء ما قبل حرب 1975 ..«قسام لبنان» تطلق 30 صاروخاً على نهاريا..«حزب الله»: سنتحرك حيث يجب أن نتحرك..مخاوف من صدام بين اللبنانيين والنازحين السوريين..

تاريخ الإضافة الإثنين 30 تشرين الأول 2023 - 4:00 ص    عدد الزيارات 507    القسم محلية

        


الجنوب في دائرة الحرب الإستباقية.. ودعوات إسرائيلية لضم حزب الله إلى حماس..

اللواء....تمتد الأسئلة من يوم إلى يوم، ومن اسبوع إلى اسبوع، وها هي تتجدد في اليومين الأخيرين من شهر ت 1، الذي بدأ اسبوعه الثاني بعملية «طوفان الاقصى» والحرب التي أعلنتها اسرائيل على القطاع، مطالبة برأس «حماس» أكبر الفصائل المقاومة، والتي تحكم غزة منذ سنوات: ماذا عن مدى الحرب، وهل سيدخل لبنان على نطاق أوسع يتخطى «قواعد الاشتباك؟ وماذا عن المستقبل المالي، فالمعيشي وفرص العمل والاستقرار؟

ولئن كانت الاجابات، تتصل بالمجريات الميدانية من جهة غزة إلى سائر الجبهات، وصولاً إلى لبنان، فإن «حرب الإشغال» أو ما يمكن وصفها بحرب «استنزاف مفتوحة»، تدخل في إطار حرب استباقية، خشية أن تتفرد اسرائيل والدول الغربية الداعمة لها بغزة، تمهيداً لتصفية الحسابات مع فصائل المقاومة ضمن دول وأطراف «محور الممانعة» الواحدة تلو الأخرى. واشتعلت المصادر بتصريحات على لسان مسؤولين اسرائيليين أمنييين سابقين وحاليين، فضلاً عن جهات سياسية معادية بضرورة اعتبار المعركة مع حزب الله مساوية للمعركة مع حماس، وضم الحزب إلى ملف حركة المقاومة الفلسطينية، لجهة التصنيف والتحريض، وتوجيه الضربات. وفي المقابل كشفت مصادر سياسية ان تحرك الحكومة لحماية لبنان من الانجرار الى الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزّة،لا يقتصر على رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي اجرى سلسلة اتصالات خارجية وطلب مواعيد لزيارة دول عربية عدة ،بعدما كان التقى عدة سفراء خلال الأسبوعين الماضيين وزار قطر بالامس، طالبا تحرك قطر باتجاه الجهات الفاعلة على الساحة الاقليمية والدولية وتحديدا الولايات المتحدة الأميركية وايران،لاجل الضغط على إسرائيل لوقف تصعيد الاوضاع على الحدود الجنوبية اللبنانية، والطلب إلى حزب الله وحلفائه تجنب الانزلاق الى ردود فعل وتوسيع رقعة الاعتداءات الإسرائيلية، لتطال مناطق خارج الحدود الجنوبية، بما يهدد لبنان كله، بل سيواكبه تحرك مماثل لوزير الخارجية عبدالله ابو حبيب خلال اليومين المقبلين مع سفراء الدول الكبرى والعربية والصديقة المؤثرة ، لشرح ابعاد الموقف اللبناني والطلب من هذه الدول دعم لبنان ، وتشكيل قوة ضغط لوقف التصعيد الاسرائيلي الحاصل ومنع الزج بلبنان بالحرب الإسرائيلية ضد الفلسطينيين في غزّة. واعترفت المصادر ان معظم الدول التي تم التواصل معها حتى الان، تتفهم مخاوف اللبنانيين من تمدد شرارة الحرب الإسرائيلية الاجرامية ضد غزة ، وتبدي تعاطفا مع لبنان، الا انها تمنت على الحكومة اللبنانية ان يتولى الجيش اللبناني مهمة حماية الحدود اللبنانية الجنوبية والرد على التصعيد الاسرائيلي، لنزع اية مبررات لشن مزيد من الاعتداءات الإسرائيلية. وتوقعت مصادر سياسية عند مجموعة الاتصالات التي يقودها الرئيس ميقاتي قالت أنها تندرج في سياق العمل على وقف العدوان الإسرائيلي على غزة والحؤول دون أية انعكاسات لهذه الحرب على لبنان . وقالت المصادر لـ «اللواء» إن هناك استكمالا لهذه الاتصالات الداخلية والخارجية واكدت ان انتقاد رئيس الحكومة على أي تقصير في متابعة هذا الملف لا يمت إلى الحقيقة بصلة لاسيما أن الرئيس ميقاتي اول من بادر في إجراء الاتصالات ودعا إلى مجلس الوزراء وسط اتهام حكومته يوميا بالإنقضاض على صلاحيات رئاسة الجمهورية. من جهة ثانية افادت هذه المصادر أن موضوع الشغور في قيادة الجيش قد يطرح مجددا وإن البحث عن مخارج معينة يتم قريبا لاسيما إمكانية عقد جلسة لمجلس النواب وهذه تتطلب تفاهما عليها مع رئيس مجلس النواب .

جولة ميقاتي

وفي اطار جولته العربية، قابل الرئيس ميقاتي أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في إطار السعي لتجنب لبنان مخاطر توسع الحرب. وحضر الاجتماع رئيس الحكومة القطرية ووزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني. وكان ميقاتي وصل صباحاً إلى قطر. باسيل: لا مصلحة للبنان بتوسيع الحرب

سياسياً: رأى رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل في مقابلة على محطة الـL.B.C بثت مساء أمس أن أميركا لا تريد توسيع الحرب، وحتى اليوم العملية مضبوطة، وضمن قواعد الإشتباك. أضاف: اسرائيل لم تكن يوماً بحاجة إلى عذر لتعتدي علينا و7 ت1 سيفرض معادلة جديدة والخسارة سجلت على اسرائيل. ورأى ان هناك، توقيت لغاز لبنان، وهم يقومون بتأخيره، داعياً إلى أنه عندما تنتهي هذه الحرب أن يتغير موقع لبنان في موضوع التفاوض على الغاز. وأشار إلى أن مزارع شبعا أرض لبنانية محتلة، وعمليات حزب الله أكدت حق لبنان باسترجاعها، ويقدم شهداء، ويلتزم بقواعد الاشتباك، مشدداً على أنه لا «يريد أن ينجر لبنان إلى مكان حيث لا مصلحة له» ناقلاً أنه لمس من خلال الاجتماع مع السيد نصر الله الحرص بعدم جرّ لبنان إلى الحرب، رافضاً تكرار تجربة «فتح لاند». وكشف باسيل: لا أزال على موقفي برفض انتخاب فرنجية، ولا أعرف ماذا قصد بكلامه حول الاتفاق على 99./. وفي ما خصّ المشاركة في جلسات مجلس الوزراء، قال باسيل: اتصلت بميقاتي، ولا تغيير بالموقف بالنسبة لمشاركة الوزراء في الحكومة، وإذا كان هناك حاجة لموقف مبدئي هناك الجلسات التشاورية، وفي حال الحاجة لصدور قرارات لا داعي لجلسات بل لصدور المراسيم وفق الطريقة المطلوبة. واعتبر باسيل «خطة التمديد لقائد الجيش سياسة كي يبقى خياراً قائماً في الموضوع الرئاسي، وأحدهم قال لي أنها «نكاية فيي». وفي المواقف، وبعد إعادة انتخابه رئيساً لحزب «القوات اللبنانية» وصف سمير جعجع ما يجري في غزة بـ «جهنم مفتوحة». وقال نحن متضامنون مع أهلها، وسنكمل كل مساعينا لأجل منع إدخال لبنان في الجحيم نفسه». وأشار في مقاربة له، تميزت بالهدوء: «إذا لم تتحمل الحكومة مسؤوليتها تجاه ما يحصل على الحدود علينا أن نتحرك عبر مجلس النواب لحضها على القيام بعملها». وبدءاً من الاربعاء من بحر الاسبوع الطالع، يزور وزير الجيوش الفرنسية سيباسيان لوكورنو لبنان، ويكون له محطة في الناقورة، حيث يلتقي قوات اليونيفيل، حيث يشارك 700 جندي فرنسي في وحدات الامم المتحدة. ويلتقي لوكورنو الرئيس نجيب ميقاتي الخميس. والغاية من الزيارة «تأكيد تمسك فرنسا باستقرار لبنان»...

الوضع الميداني

ميدانياً: ولليوم ٢٢ على التوالي توالت المعارك في غزة في حين بقي الجنوب اللبناني على توتره، واستهدف العدو الاسرائيلي عدداً من القرى على الحدود وردت المقاومة بدك مواقعه واوقعت اصابات مؤكدة في صفوفه. وقد أغار الطيران الإسرائيلي بعد ظهر امس الاول على منزل في بلدة عيتا الشعب.كما أفيد عن ثلاث غارات في العرقوب، واثنتين في منطقة السدانة وواحدة بوادي شبعا، وغارة رابعة في مزرعة بسطرة. واندلع حريق كبير في مبنى داخل مستوطنة «كريات شمونة» إثر استهدافها بصاروخ مباشر». كما دوت صفارات الإنذار في نهاريا. وقالت مصادر المقاومة أن صاروخ أرض – جو أصاب مسيَّرة اسرائيلية شرق الخيام، واتجهت باتجاه الاراضي المتحلة، حيث هوت. وفي التطورات الميدانية، أطلقت حركة «حماس» 16 صاروخاً باتجاه نهاريا التي تبعد 8 كلم عن الحدود مع لبنان.

تضامن مع غزة

وفي تحركات التضامن مع غزة والمقاومة عمت المناطق اللبنانية تظاهرات منددة بالعدوان الاسرائيلي الوحشي على غزة. وشارك الآلاف في التظاهرة التي دعت اليها «الجماعة الإسلامية» في ساحة الشهداء في وسط بيروت، نصرة لغزة وتنديدا بالعدوان الإسرائيلي على القطاع وبالمجازر التي يرتكبها العدو بحق الأبرياء لاسيما الأطفال، وضمت عددا كبيرا من مناصري الجماعة وحركتي حماس والجهاد الاسلامي، حضروا من مختلف المناطق والمخيمات الفلسطينية. وشهدت مداخل بيروت، تحديدا الشمالية، زحمة سير خانفة بسبب مئات السيارات والحافلات القادمة من طرابلس وعكار ومخيم البداوي للاجئين الفلسطينيين.   كما شارك في التظاهرة، بالاضافة الى قيادات «الجماعة الاسلامية» ورئيس مكتبها السياسي وأعضاء المكتب ورؤساء وأعضاء مكاتبها ومؤسساتها في سائر المناطق اللبنانية، ممثلون عن الفصائل الفلسطينية وعدد من الاحزاب اللبنانية. ورفع المشاركون الى جانب رايات الجماعة، الأعلام اللبنانية والفلسطينية ورايات الفصائل، وكذلك اللافتات التي تدعو لوقف الجرائم الاسرائيلية ومحاسبتها بسبب ارتكاباتها. كما أطلقوا صيحات الغضب والهتافات المؤيدة لأهل غزة والمسجد الأقصى وفلسطين. وشددت الكلمات التي ألقيت على رفض الصمت العربي تجاه ما يجري في غزة من مذابح وإبادات جماعية، وانتقاد الانحياز الغربي التام لإسرائيل ولاجرامها.  

قطر نبّهت خلال زيارة ميقاتي من "عواقب وخيمة لتمدّد النزاع"

تحذير أميركي نهائي من الحرب ولمواكبة "معركة غزة" بانتخابات رئاسية

نداء الوطن..على وقع تصعيد مستمر على الحدود الجنوبية، يستعد لبنان لحركة ديبلوماسية مميزة خلال الأسبوع الحالي، تحمل دلالات ورسائل في الوقت نفسه، وتتصل بتداعيات حرب غزة على لبنان. وفي هذا الإطار، أوضح مصدر ديبلوماسي لـ»نداء الوطن» أنّ «جولة مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف على عدد من دول المنطقة، ومن ضمنها لبنان، ستكون استثنائية في ما خصّ ما تحمله من توجّهات تتصل بالإدارة الأميركية، خصوصاً بعدما استثنى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن لبنان من جولته الأخيرة على دول في المنطقة». وكشف المصدر عن أنّ باربرا ليف ستحصر لقاءاتها بعد غد الأربعاء بثلاثة مواقع، وهي رئاسة مجلس النواب ورئاسة الحكومة وقيادة الجيش مع ترجيح لقائها وزير الخارجية. وهي تصل الى بيروت من أجل هدفين:

الأول- تحذير نهائي للبنان من مغبة الانخراط في الحرب الدائرة في غزة بفتح جبهة الجنوب، لأنّ التداعيات ستكون خطيرة جداً على البنيان الوطني، كون لبنان سيتعرض لدمار هائل، ولن يجد أي دولة تمدّ له يد العون إلا بشروط سياسية قاسية.

الثاني- نصيحة للقيادات اللبنانية بالاستعداد لملاقاة ما سيشهده الشرق الأوسط بعد انتهاء حرب غزة، وذلك بإتمام استحقاقاته الدستورية وفي مقدمها انتخاب رئيس للجمهورية، لأنّ أي دعوة الى طاولة المفاوضات تحيي مسار مدريد للسلام كنتيجة لحرب غزة، تستوجب ان يكون لبنان جاهزاً دستورياً للتعاطي مع الدعوة، وأن يكون حاضراً بقوة حتى لا يتحول ورقة يستخدمها الآخرون». واشار المصدر الى أنّ «ليف ستلفت المعنيين الى خطورة المساس بالمؤسسات التي ما زالت تشكل العمود الفقري للاستقرار الأمني والسلم الأهلي وعلى رأسها الجيش، لذلك خصّت قائد الجيش بموعد من ضمن المواعيد الرسمية، وهذا ما دأب عليه كل الموفدين الذين زاروا لبنان». وفي موازاة التحرك الأميركي في اتجاه لبنان، قام رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بزيارة خاطفة لقطر حيث استقبله أمير الدولة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. كما أجرى محادثات مع نظيره القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني. ونقلت «وكالة الأنباء القطرية» (قنا) تأكيد رئيس الحكومة القطرية على «ضرورة العمل على الوقف الفوري لإطلاق النار في غزة، وتضافر الجهود الإقليمية والدولية للحدّ من رقعة العنف ودائرة النزاع في المنطقة، والتي ستكون عواقبها وخيمة في حال تمدّدها». وفي نبأ من باريس، أوردته «وكالة فرانس برس» أنّ وزير الجيوش الفرنسية سيباستيان لوكورنو سيتوجه بعد غد الأربعاء إلى لبنان حيث سيزور قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في الجنوب. وأفاد مكتب لوكورنو أنّ الزيارة ستستمر حتى الجمعة المقبل، وتهدف إلى «إعادة تأكيد تمسكنا باستقرار لبنان»، في أوج النزاع بين اسرائيل والفلسطينيين. وأوضح أنّ الوزير الفرنسي سيلتقي قادة لبنانيين بينهم الرئيس ميقاتي. ثم يزور لوكورنو الخميس قوة الأمم المتحدة الموقتة «اليونيفيل» المتمركزة في جنوب لبنان منذ عام 1978. وتضم «اليونيفيل» أكثر من 10 آلاف جندي، بينهم نحو 700 فرنسي.

«اليونيفيل» في دائرة الاستهداف وسقوط جريح في صفوفها..

ميقاتي في قطر..و«حزب الله» يفتح النار على «النظام العربي»

الراي.. وسام أبو حرفوش وليندا عازار

- إسرائيل تفعّل الاستهداف الأمني بصواريخ موجّهة محددة الهدف

- تَراجُع «حزب الله» عن الحافة الأمامية قلّص خسائره البشرية

- مخاوف من تداعياتٍ ديبلوماسية للحملة الشعواء من «حزب الله» ضد «القادة العرب»

لم يكن عابراً أن تنطلق الجولةُ العربيةُ لرئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان نجيب ميقاتي أمس من قطر على وقع تدشين «حزب الله» حملةً مُمَنْهَجَةً ضدّ الدول العربية و«التطبيع الذي يشجّع العدو الإسرائيلي على التمادي بالوحشية وارتكاب المجازر». وفيما كان ميقاتي يزور الدوحة تحت عنوان «تعزيز موقف لبنان والضغط لوقف الاعتداءات الإسرائيلية عليه ودعم وقف إطلاق النار في غزة»، عاجَلهُ «حزب الله» وللمرة الأولى منذ عملية «طوفان الأقصى» بهجومٍ منسَّق ينذر بارتداداتٍ سياسية وديبلوماسيةٍ على لسان قيادييه من نائب أمينه العام الشيخ نعيم قاسم ورئيس كتلة نوابه محمد رعد ونواب وكوادر آخَرين صوّب على «النظام العربي» وبلغةٍ ناريةٍ من باب الدعوة إلى «الضغط باتجاه تحقيق وقف العدوان على غزة». وجاء فتْحُ «حزب الله» جبهةً سياسيةً - ديبلوماسيةً مع العالم العربي، محمَّلاً بأبعاد عدة اختصرتْها مصادر قريبة من قوى المعارضة بأنها تبدأ بتوجيهِ رسالةٍ بأن لا أحد في لبنان الرسمي «يمون» على إعطاء ضماناتٍ بما سيكون عليه الواقع الميداني وتطوّره ربْطاً بمقتضياتِ التطورات في غزة مع بدء مرحلة جديدة من التوغل البري. وذكّرت المصادر بأن ميقاتي الذي سبق أن جاهَرَ بأن حكومته لا تملك قرار الحرب، يجد نفسه في ظل اندفاعة «حزب الله» أمس أمام «إثباتٍ لا يرقى إليه الشك» بأن خيار السلم (وأيّ من مستوياته) أيضاً ليس في يد السلطة اللبنانية ولا سيما أن الحزب أكد عبر رعد «حيثُ يجب أن نتحرّك سنتحرّك وحيث يجب أن نكون سنكون وحيث يجب أن نفعل فِعْلَنا الرادع سنفعل ضمن رؤية تساهم في ردع العدوان وضبط غريزته الوحشيّة في الدفاع عن الذين يتعرضون لهمجية لم يرَ التاريخ مثلها»، وأضاف: «ما يفعله إخواننا المقاومون في غزة هو قيامٌ بالواجب على أتمّ وجه ونحن من جهتنا نُلاقيهم بأتمّ واجبٍ في جبهتنا ونتواصل مع بعضنا. نحن حريصون على غزة وعلى لبنان وأيضاً على أن يرتدع العدو عن ظلمه وعدوانه». واعتبرتْ المصادرُ نفسُها أن الحملةَ الشعواءَ من «حزب الله» على الدول العربية، في الوقت الذي يقف لبنان على حافة الدخول في حربٍ قد يَجرّه إليها سوء تقدير أو قرار إسرائيلي، يعمّق المخاوفَ من مزيدٍ من فكّ «بلاد الأرز» عن حزام الأمان العربي الذي تحتاج إليه وترْكها في «عراء» ديبلوماسي - سياسي فيما يقترب منها زنار النار الذي يحوّل غزة وأهلها رماداً، متسائلة هل وراء هذه الحملة رسالة إيرانية لدولِ الخليج خصوصاً، أم أنها تعكس «حشرةَ» الحزب الذي لا يَرْغب (ومعه طهران) في التورّط بالحرب بما يفتح المزيد من «أبواب جهنّم» إقليمياً والتي يُخشى أن يصيب لهيبُها كل محور الممانعة في لحظة الحضور الأميركي بحاملات الطائرات والمدمرات في المتوسط، ما يجعله تالياً «يهرب الى الأمام» بهجومِ «بدل عن ضائع» على الأنظمة العربية. وأعربت أوساط مراقبة عن مخاوف من أن يشكل هذا التطور فاتحةً لتظهير الانقسام الداخلي أكثر حيال سلوك «حزب الله» وتحريكه جبهة الجنوب، وإن حتى الساعة في شكل مضبوط، في الوقت الذي يحتاج لبنان إلى تبريد «خطوط التماس» السياسية وتفادي فتْح «مَحاور» داخلية واستدراج «العين الحمراء» العربية أكثر على لبنان الذي يواجه أعتى انهيار مالي ويحبس أنفاسه خشية جرّه إلى أعتى حربٍ تُشنّ على غزة وناسها. وكان أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني استقبل ميقاتي صباح أمس بحضور رئيس الحكومة وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني. وتم خلال اللقاء عرض آخِر تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية والمنطقة، إضافة إلى مناقشة العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها وتطويرها. علماً أن الدوحة التي تضطلع بدور محوري في الوساطات المتعلّقة بمساعي وقف النار في غزة وإطلاق الرهائن، تؤدي مهمة في الأزمة الرئاسية اللبنانية التي تدخل غداً سنتها الثانية. وبعد اللقاء مع الشيخ تميم، عقد ميقاتي اجتماعاً مع نظيره القطري بحضور القائمة بأعمال سفارة لبنان السفيرة فرح بري أعقبتْها خلوة بين الرجلين.

«حرب نفسية»

ولم تحجب هذه الوقائع الأنظارَ عن الميدان الساخن والذي يشهد تباعاً تَبدُّلاً متوازياً في قواعد الاشتباك الآخذة في التمدّد جغرافياً ونوعياً، وسط تفعيل «حزب الله» الحرب النفسية أكثر وفق ما عبّر عنه تداوُل ناشطين أمس بفيديو لنحو 13 ثانية للسيد حسن نصرالله وهو يمرّ أمام علمٍ - لوحة للحزب بشعاره «فإن حزب الله هم الغالبون». وفي حين مضت دولٌ في تذكيرِ رعاياها بضرورة مغادرة لبنان وفق ما عبّر بيان سفارة الكويت الذي دعا المواطنين «الموجودين حالياً في لبنان للتواصل معها وتسجيل بياناتهم على هاتف السفارة استناداً لبيان الخارجية الكويتية (بتاريخ 17 أكتوبر) والذي يحضّ الكويتيين الراغبين بزيارة لبنان على تأجيل السفر خلال هذه الفترة، والذي يهيب كذلك بالموجودين حالياً العودة الطوعية اذا لم يكن هناك حاجة ملحة لوجودهم»، فإن المواجهات على الجبهة الجنوبية انطبعت أمس بالآتي:

- إطلاق إسرائيل ما بدا عمليات مستهدَفة لم تلجأ إليها منذ تحريك الجبهة اللبنانية، وذلك عبر شنّها غارتين بالطيران المسيّر على منزليْن في عيتا الشعب ومارون الراس بصاروخيْن موجّهيْن، وهو ما اعتُبر تطوراً تواكب فيه تل أبيب الاستهداف العسكري لِما تقول إنه بنية تحتية لحزب الله باستهدافِ أمني موجَّه يرتكز غالباً على معطيات استخباراتية ويكون «محدّد الهدف».

استهداف «اليونيفيل»

- تكرار استهداف «اليونيفيل» العاملة في الجنوب، حيث أكد الناطق الرسمي باسم القوة الدولية أندريا تيننتي أمس، أن «قذيفتي هاون سقطتا السبت قرابة العاشرة مساءً على قاعدة لليونيفيل قرب بلدة حولا، ما أدى لإصابة أحد جنود حفظ السلام بجروح طفيفة، وتم نقله إلى المستشفى في المقرّ العام لليونيفيل في الناقورة، وحاله مستقرة حالياً». وتابع تيننتي: «السبت، تعرّضت مراكز اليونيفيل للقصف مرتين: في فترة ما بعد الظهر بقذيفة أصابت مقرّنا العام في الناقورة، ومساء في محيط حولا. ونعرب عن قلقنا البالغ إزاء هذين الهجومين على جنودنا الذين يعملون بلا كلل على مدار الساعة وطوال أيام الأسبوع لاستعادة الاستقرار في جنوب لبنان وتهدئة الوضع الخطير». وختم «نحضّ بقوة جميع الأطراف المشاركين في النزاع على وقف إطلاق النار فوراً. إن مهاجمة حفظة السلام التابعين للأمم المتحدة جريمة وانتهاك للقانون الدولي ويجب إدانتها. وقد بدأتْ التحقيقات في كلا الحادثين».

- خرق إسرائيل قاعدة استهداف بلدات في عمق 5 كيلومترات حيث إن قصف مسيّرة موقعاً في جبل صافي يوم السبت، جاء شمال نهر الليطاني، وبعمق نحو 20 كلم خط نار عن الشريط الحدودي.

إعادة تموضع

وفي موازاة ذلك، قالت مصادر في محور المقاومة لـ «الراي» إن إعادة التموضع التي نفّذها حزب الله بالتراجع 3 كيلومترات عن الحافة الأمامية للحدود أثبتت جدواها في اليومين الماضيين عبر تراجع الخسائر البشرية في صفوفه. وأشارت المصادر إلى «ان يقظة وحدة المراقبة في حزب الله وعيْنها المفتوحة مكّنته من تسديد ضربة موجعة لدبابة إسرائيلية تم اصطيادها لحظة خروجها من مخبئها». وقد أعلن «حزب الله» أمس أنّ المقاومين هاجموا ثُكنة زرعيت الإسرائيليّة بالأسلحة المناسبة، وحققوا فيها إصابات مُباشرة، قبل أن يؤكد في بيانٍ ثانٍ استهداف «موقع مسكاف عام بالأسلحة المناسبة وتدمير قسم من تجهيزاته الفنية والتقنية»‏. في المقابل مضى الجيش الإسرائيلي بقصفٍ عنيف يركّز على إشعال الأحراج في البلدات الحدودية، حيث جرى التداول بصور للقذائف الضوئية التي ألقاها في أجواء المناطق الحرجية في مرتفعات حلتا وكفرشوبا و بسطرة بهدف حرق أحراج السنديان الكثيفة، كما ظهرت لقطاتٌ لمظلات القذائف الضوئية على أغصان الأشجار بعد انتهاء «صلاحية» اشتعالها وفشلها في إضرام النيران في أحد أحراج السنديان شرق بلدة الخيام. كما شمل القصفُ أمس سهل المجيدية ووادي خنسا والأحراج المحيطة ببلدتيْ الناقورة وعلما الشعب.

حزب الله يُسقط مسيرة إسرائيلية بعد استهدافها بصاروخ في جنوب لبنان

الجريدة..قالت جماعة حزب الله اللبنانية إنها استهدفت طائرة مسيرة إسرائيلية جنوب شرقي لبنان بصاروخ أرض جو بعد ظهر اليوم الأحد، مما أدى إلى سقوطها في الأراضي الإسرائيلية.

لبنان: حرب غزة تستحضر أجواء ما قبل حرب 1975

الجريدة..منير الربيع... 3 مسارات تطبع الوقائع واليوميات اللبنانية، المسار الأول هو ايقاع المواجهات التي يفرضها حزب الله ضد الإسرائيليين في الجنوب، والتي تتصاعد وتتراجع وفق إيقاع الحرب في غزة. والمسار الثاني هو المساعي التي تبذلها الحكومة اللبنانية بالحدّ الأدنى، لاحتواء أي تصعيد ومنع تمدده من غزة إلى لبنان. أما المسار الثالث فهو تنامي الأصوات السياسية الداخلية التي تعترض على سياسة حزب الله على أساس أنها قد تورّط البلد في معركة كبرى. على وقع المسارات الثلاثة، ثمّة رهان لبناني على نضوج أي مفاوضات تقودها دول عربية وأجنبية في سبيل الوصول إلى هدنة إنسانية وإطلاق سراح الرهائن، وبالتالي تجنّب اتساع رقعة الصراع. في هذا السياق، تبرز مساعٍ كثيرة في سبيل إنضاج هذه المفاوضات، بالاستناد إلى الدور الذي تقوم به قطر ومصر، في ظل محاولات من تركيا وإيران للحديث مع «حماس» حول شكل الحلول المقبولة. وفيما لا تزال المصادر السياسية والدبلوماسية تستبعد أن تتحول المعارك في الجنوب إلى حرب شاملة، يشعر حزب الله بالارتياح، إذ يعتبر أن الفشل الإسرائيلي في تحقيق أي تقدّم بري في غزة يرفع الضغط عنه، فيما يمكنه أن يحوّل المواجهات المحدودة والمدروسة مع إسرائيل إلى مكاسب سياسية بالمرحلة المقبلة، خصوصاً أنه يعتبر أنه نجح في استيعاب السنّة وتجاوز تراكم التوتر والتشنج السنّي ـ الشيعي، فيما هناك فصائل سنية تقاتل من الجنوب تحت كنفه، من بينها الجماعة الإسلامية، وسرايا المقاومة، والفصائل الفلسطينية الأخرى. ويراكم الحزب على هذا الالتقاء السنّي ـ الشيعي، وقد كثف سعيه لاستعادة رئيس التيار الوطني الحرّ جبران باسيل باتصال أجراه مع الأمين العام للحزب حسن نصرالله لمدة 40 دقيقة، في خطوات تمنحه المزيد من الأوراق السياسية. في المقابل، تستفز سياسة حزب الله جهات أخرى، لا سيما القوى المسيحية المعارضة للحزب، التي تعتبر أنه لا يمكن الموافقة على توريط لبنان بأي حرب، وأن لبنان غير معنيّ في هذا الصراع. هذا ما يعزز الانقسام اللبناني أكثر، وسط أجواء تذكّر اللبنانيين بما سبق الحرب الأهلية (1975) التي اندلعت في أحد أشكالها على خلفية عمل الفصائل الفلسطينية انطلاقاً من لبنان، وهذا ما يتكرر الآن من خلال دفع حزب الله بفصائل فلسطينية لشنّ عمليات انطلاقاً من الجنوب. من هنا لا بدّ من طرح تساؤلات كثيرة تتصل بالمستقبل السياسي للبنان ما بعد تداعيات هذه الحرب، لا سيما أن حزب الله سيخرج منها منتصراً، مما يعني أن وضعه سيتعزز أكثر على الساحة اللبنانية، وهو ما سيعارضه مسيحيون آخرون، الأمر الذي سيؤدي إلى الارتفاع في منسوب دعوات التقسيم أو الانفصال أو الفدرالية.

مراسلون بلا حدود: الصحفيون ضحايا القصف في جنوب لبنان تعرضوا "لاستهداف دقيق"

فرانس برس...أصدقاء وأقارب صحفي رويترز اللبناني عصام عبدالله يوقدون الشموع في بيروت في ذكرى مرور أسبوع على مقتله بقصف تقول منظمة "مراسلون بلا حدود" أنه كان "استهدافا دقيقا". أكدت منظمة "مراسلون بلا حدود" في تحقيق نشرته، الأحد، أن مجموعة من الصحفيين تعرضت "للاستهداف" بقذيفتين في جنوب لبنان منتصف الشهر الجاري، ما أدى إلى مقتل المصوّر الصحفي في وكالة "رويترز" عصام عبد الله وإصابة ستة آخرين بينهم مصوّران صحفيان من فرانس برس. وقالت المنظمة إنه "وفقا للتحليل البالستي الذي أجرته "مراسلون بلا حدود"، فإن المنطقة التي انطلقت منها القذيفتان تقع إلى الشرق من المكان حيث تمّ استهداف مجموعة الصحفيين ومركباتهم، حيث تقع الحدود مع إسرائيل"، لكنها لم تحمّل المسؤولية مباشرة للجيش الإسرائيلي. وأضافت القول: "ضربتان متفاوتتا الشدة، تفصل بينهما 37 إلى 38 ثانية، طاولتا الجمعة 13 أكتوبر حوالي الساعة السادسة مساء، المكان الذي كانت فيه مجموعة من سبعة صحفيين متواجدة منذ أكثر من ساعة" على طريق لتغطية التوتر المتصاعد على الحدود. منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في السابع من أكتوبر، تشهد الحدود بين إسرائيل ولبنان عمليات تبادل القصف وإطلاق النار بين حزب الله اللبناني والجيش الإسرائيلي، فضلا عن محاولات تسلل قام بها مقاتلون من فصائل فلسطينية لها حضور في لبنان. وتابعت مراسلون بلا حدود "أدت الضربة الأولى إلى مقتل مصور رويترز عصام عبد الله وإصابة مصورة وكالة فرانس برس كريستينا عاصي بجروح خطيرة، في حين فجرت الثانية سيارة قناة الجزيرة على مقربة شديدة، ما أدى إلى إصابة عدد من زملائهما". وشدد محقق من المنظمة غير الحكومية في التحقيق المصور على أن الصحفيين كانوا يعتمرون خوذا وسترات تحمل شعار "صحافة" و"من المستحيل أن يتم الخلط بينهم وبين مقاتلين. لقد ظلوا في منطقة مكشوفة لأكثر من ساعة على قمة تل، وكانوا مرئيين بوضوح". وقالت إن "الاستنتاجات الأولى للتحقيق تثبت أن الصحفيين لم يكونوا ضحايا عرضيين للقصف". وأضافت "وقوع ضربتين في نفس المكان في مثل هذه الفترة القصيرة (أكثر بقليل من 30 ثانية)، قادمتين من نفس الاتجاه، يشير بوضوح إلى استهداف دقيق"، مردفة أنه "من غير المحتمل وقوع خلط بين الصحفيين ومقاتلين". ووفق صحفيين قابلتهما مراسلون بلا حدود في إطار تحقيقها، كانت مروحية أباتشي إسرائيلية تحوم فوق المنطقة قبل وقوع المأساة. واتهمت السلطات اللبنانية إسرائيل بالمسؤولية عن الضربتين. وقال الجيش الإسرائيلي إنه يجري عمليات تثبت معربا عن "أسفه" لما حصل. وتجري وكالة فرانس برس تحقيقا منفصلا، وطلبت من إسرائيل ولبنان إجراء "تحقيق معمق". كما طلبت وكالة رويترز من السلطات الإسرائيلية إجراء "تحقيق سريع ومعمق وشفاف".

«حزب الله» يعلن إسقاط «مسيرة» إسرائيلية

«قسام لبنان» تطلق 30 صاروخاً على نهاريا... وإصابة عنصر من الـ«يونيفيل»

بيروت: «الشرق الأوسط»... ارتفع مستوى التصعيد على جبهة لبنان الجنوبية بين «حزب الله» وإسرائيل التي أعلنت أن جيشها سيستهدف كل من يقترب من الحدود، في وقت أعلنت فيه قوات الـ«يونيفيل» عن إصابة أحد جنودها نتيجة سقوط قذيفتي «هاون» بالقرب من بلدة حولا. فيما يتبادل الجيش الإسرائيلي و«حزب الله» اللبناني إطلاق النار يومياً منذ بدء الصراع في غزة قبل 3 أسابيع. وفيما أعلن «حزب الله» أنه أسقط «مسيرة إسرائيلية» بصاروخ أرض ــ جو، قالت «كتائب عز الدين القسام» في لبنان، الجناح العسكري لـ«حماس»، إنها أطلقت 30 صاروخاً من جنوب لبنان باتجاه إسرائيل. وقال الناطق الرسمي باسم الـ«يونيفيل» أندريا تيننتي أن «قذيفتي (هاون) سقطتا عند نحو العاشرة من مساء السبت على قاعدة لـ(اليونيفيل) بالقرب من بلدة حولا، ما أدى إلى إصابة أحد جنود حفظ السلام الذي جرى إجلاؤه على الفور لتلقي العلاج وحالته مستقرة حالياً». وكانت «الوكالة الوطنية للإعلام» (الرسمية اللبنانية) قد ذكرت أن نقيباً نيبالياً من قوات الـ«يونيفيل»، أصيب في بطنه وذراعه إصابة متوسطة نتيجة سقوط قذيفتين إسرائيلتين على المركز 8 - 33 في بلدة حولا قرب موقع العباد. وبعد سقوط القذيفة أخبر تيننتي وكالة الصحافة الفرنسية (السبت) بسقوط قذيفة داخل المقر العام لـ«اليونيفيل» في الناقورة و«يجري التحقق من مصدرها». وقالت الوكالة الوطنية إن «القصف الإسرائيلي أدى إلى إصابة سور مقر (اليونيفيل) بقذيفة». وأعرب تيننتي عن «القلق البالغ إزاء هذين الهجومين على جنودنا الذين يعملون بلا كلل على مدار الساعة وطوال أيام الأسبوع لاستعادة الاستقرار في جنوب لبنان، وتهدئة هذا الوضع الخطير»، وحثّ «جميع الأطراف المشاركة في النزاع على وقف إطلاق النار فوراً»، واصفاً مهاجمة حفظة السلام التابعين للأمم المتحدة بالـ «جريمة والانتهاك للقانون الدولي وتجب إدانتها»، معلناً أن التحقيقات جارية في الحادثين.

استمرار العمليات

وفي غضون ذلك، استمرت العمليات العسكرية من قبل إسرائيل و«حزب الله» الذي أعلن عن استهدافه صباح الأحد موقع مسكاف عام، في وقت ذكرت فيه صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية أن السلطات طلبت من سكان بلدة على الحدود مع لبنان الدخول إلى الملاجئ «إثر حادث أمني»، دون الكشف عن طبيعته. وقالت الصحيفة إن السلطات طلبت من السكان البقاء في الملاجئ حتى إشعار آخر، بينما أُغْلقت الطرق في المنطقة أمام حركة المرور. وأعلن الناطق العسكري الإسرائيلي دانيال هغاري، في مؤتمر صحافي: «قصفنا مواقع لـ(حزب الله) على الجبهة الشمالية، وكل من يقترب من حدودنا سنقتله». ومن جانبه، أعلن «حزب الله»، الأحد، استهداف قوة ‏مشاة إسرائيلية في موقع المالكية ومحيطه بالأسلحة، إضافة إلى موقع آخر في السماقة بمزارع شبعا، وقال في بيان: «بعد متابعة ورصد دقيقين اكتشف مسلحو المقاومة قوة ‏مشاة إسرائيلية في موقع المالكية ومحيطه، فقاموا باستهدافها ‏على الفور بالأسلحة المناسبة، وأوقعوا فيها إصابات مؤكدة». وأضاف في بيان آخر أن مسلحيه استهدفوا «موقع السماقة في مزارع شبعا اللبنانية ‏المحتلة بالأسلحة المناسبة، وأوقعوا فيه إصابات مباشرة». وقد أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» بأن طائرة إسرائيلية مسيّرة أغارت على منزل في بلدة عيتا الشعب بعدما كانت المدفعية قد قصفت صباحاً بالقذائف الحارقة الأحراج المحيطة ببلدتي علما الشعب والناقورة، كما أُطلقت نحو 10 قذائف على مرتفعات بلدة كفرشوبا قضاء حاصبيا، وقنابل مضيئة على أحراج بلدة حلتا. وبعد الظهر توسع القصف ليستهدف أطراف بلدات الضهيرة ، يارين والبستان التي تعرضت لقصف مدفعي مركز من المواقع الإسرائيلية، مشيرة كذلك إلى جرح شخصين نتيجة استهداف الجيش الإسرائيلي مسيّرة لدراجات نارية في ميس الجبل، في وقت تعرضت فيه أطراف بلدة الشعيتية لسقوط عدد من القذائف، وفق ما أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام». وقال «حزب الله» في بيان إن ‏«مجاهدي المقاومة الإسلامية قاموا عند الساعة الرابعة من عصر الأحد الواقع في 29-10-2023 باستهداف مسيّرة إسرائيلية في منطقة شرق الخيام بصاروخ أرض جو وأصابوها اصابة مباشرة، وشوهدت بالعين المجردة وهي تسقط داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة». وليلاً كانت قد أطلقت القذائف الحارقة في الأحراج المتاخمة لخط الأزرق والقنابل المضيئة في سماء القطاعين الغربي والأوسط، وسط تحليق لطيران الاستطلاع في سماء المنطقة. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي (الأحد) إن قذائف أُطلقت من داخل لبنان نحو منطقة جبل الروس بشمال إسرائيل، مشيراً عبر منصة «إكس» أن القذائف سقطت في منطقة مفتوحة وأن القوات الإسرائيلية ردت بقصف مصادر إطلاق النار.

«قسّام لبنان»

وقالت «كتائب القسّام - لبنان» في بيان مساء، إنها «قصفت مغتصبة (نهاريا) شمال فلسطين المحتلة بـ30 صاروخاً رداً على جرائم الاحتلال بحق أهلنا في غزة».

مغادرة لبنان

وفي سياق الدعوات المتتالية التي تطلقها السفارات الغربية والعربية لرعاياها لمغادرة لبنان، جددت سفارة دولة الكويت دعوة رعاياها لمغادرة لبنان، ودعت في بيان لها «الموجودين حالياً في لبنان إلى التواصل معها وتسجيل بياناتهم استناداً إلى بيان وزارة الخارجية الكويتية الصادر بتاريخ 17 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، والذي يحض جميع المواطنين الكويتيين الراغبين في زيارة الجمهورية اللبنانية إلى تأجيل السفر خلال هذه الفترة، والذي يهيب كذلك بالمواطنين الموجودين حالياً في لبنان إلى العودة الطوعية إذا لم يكن هناك حاجة ملحة لوجودهم، في ظل الأوضاع التي تمر بها المنطقة في الوقت الحالي».

«حزب الله»: سنتحرك حيث يجب أن نتحرك

نائب لبناني ينشر فيديو لنصر الله

بيروت: «الشرق الأوسط».. نشر عضو كتلة «الوفاء للمقاومة»، النائب اللبناني حسين الحاج حسن، على حسابه عبر منصة «إكس»، فيديو يُظهر أمين عام «حزب الله»، حسن نصر الله، يمرّ من أمام صورة تحمل شعار «حزب الله». وكتب معلِّقاً: «إن الله لا يخلف الميعاد»، علماً بأن نصر الله لم يدلِ بأي خطاب منذ بداية الحرب على غزة، في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، ما طرح علامات استفهام محلية وخارجية، ولا سيما لدى الإسرائيليين. جدّد المسؤولون في «حزب الله» تأكيد أن الحزب يمتلك الجهوزية الكاملة، وأنه «سيتحرك حيث يجب أن يتحرك، والرد على أي تجاوز للخطوط الحمراء» من قِبل إسرائيل. وتمحورت كلمات نواب «حزب الله» في احتفالات أُقيمت، الأحد؛ تكريماً لمقاتليه الذين سقطوا «على طريق القدس»، في عدد من مناطق الجنوب، حول الحرب على غزة، متحدثين عما تقوم به «المقاومة» في فلسطين المحتلّة وفي لبنان. وفي هذا السياق، قال رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة»، النائب محمد رعد، إن «ما فعلناه إبّان حرب غزة هو رفعُ مستوى جهوزيّتنا وتصدّينا لكلّ محاولةٍ أرادها العدو أن تُطيح بقواعد الاشتباك التي أنجزناها وفرضناها عليه». وأضاف: «ثَبَتنا في ساحتنا وأشَرْنا على كلّ العالم بأننا جاهزون لاتخاذ الموقف الذي يحقق مصلحتنا في ردع العدوّ، لكن هذا الموقف نقرره نحن ونقدّر مصلحتنا الكبرى الوطنية والقومية فيه». وأضاف: «حيثُ يجب أن نتحرّك سنتحرّك، وحيث يجب أن نكون سنكون، وحيث يجب أن نفعل فِعلنا الرادع سنفعل ضمن رؤية تُسهم في ردع العدوان وفي ضبط غريزيّته الوحشيّة في الدفاع عن الذين يتعرضون لهمجية لم ير التاريخ مثلها، على الأقل في العصر الحاضر». ورأى رعد أن «هذه المعركة قد تطول، وقد تسودها هُدنات، وقد تُقترح اقتراحات لمبادلة أسرى ورهائن، لكنّ القاعدة الأساس التي ينبغي أن نبني عليها إذا ما كانت هناك نافذةُ ضوءٍ للحل، أن هذا العدوان سيتوقف أو لا يتوقف»، لافتاً إلى أنّ «المطلوب هو وقف العدوان فوراً، والإبقاء على جهوزية المقاومة باستمرار». وختم قائلاً: «نحن في لبنان نملِك الجهوزية الكاملة، وعلى أتمّ الاستعداد؛ من أجل حماية خيارنا وحماية بلدنا وشعبنا، والانتصار في المظلومين في غزة، وفي منطقتنا بالشكل الذي يجعلنا شُركاء في تحقيق الأمن والإنصاف ورفع الظلم والعدوان، في هذه الفترة التي تمرّ بها منطقتنا». من جهته، قال عضو الكتلة نفسها، النائب علي فياض، إن «المنطقة دخلت في تحولات كبرى بعد السابع من أكتوبر وما أعقبها من مواجهات في غزة، ثم انفجار الجبهة على الحدود اللبنانية - الفلسطينية على نحو متزامن». وأكد أن «المقاومة هي التي تمتلك زمام المبادرة، ووتيرة المواجهات، ورسم حدود قواعد الاشتباك، والعدو يدرك جيداً أنه في حال تماديه في العدوان وتجاوزه قواعد الاشتباك، فإن ذلك سيفتح عليه أبواب جهنم». في السياق نفسه، قال عضو المجلس المركزي لـ«حزب الله»، الشيخ نبيل قاووق: «رغم كل حاملات الطائرات والأساطيل والتهديدات والضغوط، (حزب الله) ما زال يقاتل في الميدان؛ نصرةً لغزة، ولن يغيّر ولن يبدل تبديلاً». وأكد أن «حزب الله سيبقى في الميدان حتى إفشال أهداف العدوان، وعين المقاومة على غزة، والعين الأخرى على الجنوب؛ لأن المعركة واحدة، والمصير واحد، ولا خيار إلّا الانتصار؛ لأن انتصار غزة هو انتصار وحماية للبنان والمنطقة، وإسقاط الأهداف الإسرائيلية في غزة هو هدف مباشر للمقاومة في لبنان وكل الشرفاء في الأمة». وشدد على أن «العدو الإسرائيلي يعرف خطوطنا الحمراء جيداً، وحزب الله لا يتساهل في حماية لبنان والمدنيين، وعندما يتمادى العدو في الاعتداء على المدنيين، فإن المقاومة لن تتأخر ولن تتردد ولن تتساهل بالرد الذي يردع العدو عن أي تجاوز للخطوط الحمراء»...

البرلمان اللبناني والحكومة يتقاذفان كرة التمديد لقائد الجيش

«الثنائي الشيعي» ينأى بنفسه عن الانخراط في السجال

الشرق الاوسط...بيروت: محمد شقير... مع اقتراب إحالة قائد الجيش اللبناني، العماد جوزيف عون، إلى التقاعد في العاشر من يناير (كانون الثاني) المقبل، أخذ الخلاف يتصاعد بين فريق يرفض التمديد له، دون أن يطرح البديل لملء الشغور في المؤسسة العسكرية، ويتزعمه حالياً رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، وزعيم «تيار المردة» النائب السابق سليمان فرنجية، وآخر يقف على رأسه «اللقاء الديمقراطي» الذي لا يُعارض التمديد له، بشرط أن يتلازم مع تعيين رئيس لـ«هيئة الأركان العامة»، ومدير للإدارة، والمفتش العام لتأمين النصاب المطلوب لانعقاد المجلس العسكري، إضافة إلى عدد من النواب المستقلين، وآخرين من المنتمين إلى محور الممانعة، ومِن بينهم النائب فيصل كرامي. وفي المقابل، يلوذ «الثنائي الشيعي» بالصمت وينأى بنفسه عن الانخراط في السجال الدائر بين من يدعو للتمديد للعماد عون، ومن يرفضه في المطلق؛ لإبعاده عن السباق إلى رئاسة الجمهورية، في ضوء ارتفاع حظوظه من جهة، وارتياح المجتمع الدولي لدوره على رأس المؤسسة العسكرية، رغم أن انتخاب الرئيس يدخل حالياً في إجازة مديدة على خلفية انحياز فرنسا لإسرائيل في حربها ضد «حماس»، وما يمكن أن يترتب عليه من إعادة خلط الأوراق داخل اللجنة الخماسية. فـ«الثنائي الشيعي»، كما ينقل عنه مصدر نيابي بارز على تقاطع معه، يرى أنه من المبكر الآن الخوض في مسألة التمديد لقائد الجيش، بذريعة أن الجهود يجب أن تتركز على منع إسرائيل من توسيع حربها على «حماس» بما يشمل الجبهة الشمالية. ويلفت المصدر النيابي، لـ«الشرق الأوسط»، إلى أنه بوسع الحكومة إصدار مرسوم يقضي بتأجيل تسريح العماد عون أو إعداد مشروع قانون يحيله إلى البرلمان يطلب فيه التمديد له نظراً للظروف الاستثنائية التي يمر بها البلد، والتي تستدعي تحصين المؤسسة وعدم إقحامها في فراغ، في الوقت الذي تُواصل فيه إسرائيل تهديداتها لجنوب لبنان. لكن هناك صعوبة في إصدار مثل هذا المرسوم ما دام وزير الدفاع الوطني، العميد المتقاعد موريس سليم، يرفض التوقيع عليه ويقترح تكليف العضو المتفرغ في المجلس العسكري، اللواء بيار صعب، القيام بمهامّ قائد الجيش بالإنابة؛ أسوةً بالتدبير الذي قضى بتكليف اللواء إلياس البيسري بتسيير شؤون المديرية العامة للأمن العام بالإنابة، فور إحالة اللواء عباس إبراهيم إلى التقاعد. كما أن الوزير سليم لا يمانع في تعيين قائد جديد للجيش، وملء الشغور في المجلس العسكري، في حال وافقت القوى السياسية على اقتراحه، ما يفتح الباب أمام انعقاد مجلس الوزراء بجميع أعضائه لإقرار التعيينات. أما بالنسبة لمبادرة الحكومة إلى إحالة مشروع قانون ينص على التمديد لقادة الأجهزة الأمنية، فإن إقراره يتطلب ضمان توقيع وزير الدفاع عليه، وهذا ما يرفضه، ومن ثم فإن إحالته دون توقيعه تشكل مخالفة وتعرّض المشروع للطعن أمام المجلس الدستوري؛ كونه يشكّل مخالفة موصوفة. لذلك يبقى الحل الوحيد بمبادرة عدد من النواب إلى إعداد اقتراح قانون يُحال إلى الهيئة العامة للتصديق عليه وإقراره، وهذا ما يدعو إليه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، لتفادي الوقوع في مخالفة للدستور، خصوصاً أن وزير الدفاع بالوكالة، وزير العدل هنري خوري، ليس في وارد القفز فوق صلاحية الوزير الأصيل. فهل يأخذ اقتراح القانون طريقه إلى الهيئة العامة في البرلمان ما دام رئيسه نبيه بري يرى أنه من المبكر طرحه قيد التداول؟ وأين يقف «الثنائي الشيعي» منه، في حين ينأى بنفسه عن الانخراط في السجال الدائر حول التمديد للعماد عون ويتجنب نوابه التطرق إليه، وكأنهم يحتفظون لأنفسهم بكلمة السر، ويختارون التوقيت المناسب للإفصاح في العلن عن موقفهم، مع أن هناك من يتعامل مع فريق «حزب الله» وحركة «أمل»، وكأنهما يتموضعان في منتصف الطريق لاختبار أداء المؤسسة العسكرية في تعاطيها حيال ما يمكن أن يؤول إليه الوضع على الجبهة الشمالية؟ ....... وعليه، يفضل «الثنائي الشيعي» البقاء حالياً في دائرة الترقب، في حين تروّج مصادر مقرَّبة من «التيار الوطني» معلومات بأن الحزب سيضطر إلى مراعاة موقف حليفه باسيل برفضه التمديد للعماد عون، رغم إصراره على تحييد نفسه عن السجال الدائر في هذا الخصوص. إلا أن مصادر في المعارضة ترى أن باسيل اندفع أخيراً نحو «حزب الله»، في محاولة لتجديد تقديم أوراق اعتماده إلى حليفه «حزب الله» بالوقوف بلا تردّد إلى جانبه في ردّه على العدوان الإسرائيلي من موقع الدفاع عن النفس، وإن كان يدعو لعدم الانجرار إلى النزاع الدائر بين «حماس» وإسرائيل. وتؤكد مصادرها، لـ«الشرق الأوسط»، أن فرنجية تَوافق مع باسيل في رفضه التمديد للعماد عون أو تعيين مَن يخلفه بغياب رئيس الجمهورية، دون أن يقدم البدائل لسدّ الفراغ في المؤسسة العسكرية، وتسأل عما إذا كان يوافق على تكليف اللواء صعب بمهام قائد الجيش بالإنابة.

ميقاتي: لدينا خطة طوارئ لاحتواء تداعيات العدوان الإسرائيلي على فلسطين

وترى المصادر نفسها أن الإمرة في المؤسسة العسكرية ليست نسخة طِبق الأصل عن تلك المعمول بها في المؤسسات الأمنية الأخرى، وتقول إنها من صلاحية قائد الجيش أو رئيس الأركان الذي ينوب عنه طوال فترة غيابه، وتسأل: كيف يوفّق «حزب الله»، وإن كنا على خلاف معه، بين تمسّكه بثلاثية الجيش والشعب والمقاومة، وبين غضّه النظر عن الفراغ في قيادة الجيش. وتقول إن المعارضة، بقوتها الضاربة المؤلفة من حزبَي «القوات اللبنانية» و«الكتائب»، ومعهما تكتل «التجدُّد النيابي»، وعدد من النواب من مستقلّين وتغييريين، ستقول كلمتها في الوقت المناسب، وإن كانت ليست في وارد السماح لباسيل بتسجيل نقطة يسعى لتوظيفها، ليس في تحسين شروطه في التسوية التي ليست في متناول اليد حتى الساعة، وإنما لتقديم نفسه على أنه صاحب الرقم الصعب في انتخاب الرئيس من موقع اختلافه مع فرنجية. وعليه، فإن مصادر سياسية تقف في منتصف الطريق بين المعارضة ومحور الممانعة ما زالت تراهن على تبدُّل المواقف حيال التمديد للعماد عون، بذريعة أن المجتمع الدولي سيضطر للتدخل في الوقت المناسب لمنع الفراغ في المؤسسة العسكرية، رغم أنه لم ينقطع عن التواصل مع النواب لهذا الغرض، بالتناغم مع الدور الذي تلعبه سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان، دوروثي شيا، في هذا الخصوص. وإلى أن تتضح المواقف من التمديد أو عدمه، فإن الحكومة تتقاذف الكرة، في هذا الشأن، مع البرلمان بذريعة افتقادها الشروط التي تسمح ببقاء العماد عون على رأس المؤسسة العسكرية.

مخاوف من صدام بين اللبنانيين والنازحين السوريين

في حال توسع رقعة الحرب

الشرق الاوسط...بيروت: بولا أسطيح.. تخشى السلطات اللبنانية من صدام بين اللبنانيين والنازحين السوريين، في حال توسعت رقعة الحرب إلى غير المنطقة الحدودية الجنوبية، باعتبار أن الأمكنة المحددة لاستقبال الذين سيتركون منازلهم ستكون محدودة، ويُرجح أن يتسابق اللبنانيون والسوريون عليها. ويقول مصدر نيابي لبناني معارض لـ«الشرق الأوسط»: «إننا مقبلون على أزمة كبيرة جداً مرتبطة بموضوع النزوح، في حال توسعت رقعة الحرب»، مؤكداً أن الخشية من صدام لبناني- سوري حقيقية، على خلفية التسابق والتنافس على أماكن الإقامة والموارد الأساسية. ويكشف المصدر عن «وجود ضغط من قبل عدد من النواب والوزراء، كي يتم نقل النازحين السوريين في هذه المرحلة إلى مخيمات على الحدود مع سوريا؛ خصوصاً أن توزعهم وانتشارهم من جديد في أمكنة ومواقع جديدة نتيجة هربهم من الحرب المستجدة، سيطيحان بمحاولة جمع (داتا) واضحة بخصوصهم وبخصوص أعدادهم وأماكن وجودهم وسكنهم». وحتى شهر أغسطس (آب) 2023؛ بلغ عدد النازحين السوريين المسجلين لدى المفوضية في لبنان 795 ألفاً و322 نازحاً، علماً بأن المدير العام السابق للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، كان قد أعلن في عام 2022 عن وجود مليونين و80 ألف نازح سوري في لبنان.

59 ألفاً و159 لاجئاً سورياً مسجلون لدى المفوضية في منطقة الجنوب اللبناني

وحسب الناطقة باسم مفوضية اللاجئين في لبنان ليزا أبو خالد: «يوجد نحو 59 ألفاً و159 لاجئاً سورياً مسجلين لدى المفوضية في منطقة الجنوب اللبناني. وقد تم وضع خطط الطوارئ للتعامل مع أي تطور للأوضاع»، مؤكدة لـ«الشرق الأوسط» استعداد المفوضية لدعم احتياجات النازحين. وتضيف: «يتم حالياً دعم النازحين الذين في الجنوب بمواد الإغاثة الأساسية، بما في ذلك الفرشات والبطانيات». ولا تنكر ليزا أبو خالد شعور المفوضية بـ«القلق إزاء التقارير التي تفيد بإبعاد العائلات اللاجئة عن بعض القرى والبلدات، خلال محاولتها الانتقال إلى مواقع تعدها أكثر أماناً خلال الأحداث الحالية»، قائلة: «بينما نتفهم الوضع الحساس بالفعل، فإننا نواصل الدعوة إلى تمكين عائلات اللاجئين من البحث عن الأمان في حال تطور الوضع بشكل أكبر». ونزح نحو 29 ألف شخص في لبنان جراء التصعيد العسكري بين «حزب الله» وإسرائيل في المنطقة الحدودية، تزامناً مع الحرب الدائرة في قطاع غزة، وفق ما أفادت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة الجمعة. وبينما نزح قسم من هؤلاء -وهم أبناء المناطق الجنوبية الحدودية- إلى مناطق جنوبية داخلية، وصلت أعداد صغيرة من العائلات اللبنانية والسورية اللاجئة من الجنوب إلى الشمال ومنطقة جبل لبنان وسهل البقاع. ووضعت الحكومة اللبنانية والوزارات المعنية خطط طوارئ للتعامل مع احتمال توسع الحرب في لبنان، إلا أن الموارد المالية المحدودة جداً بسبب الأزمة الاقتصادية والمالية الحادة التي ترزح تحتها البلاد منذ عام 2019، تجعل تطبيق هذه الخطط أمراً غير محسوم. ويؤكد رئيس اللجنة الفرعية المنبثقة عن لجنة الشؤون الخارجية والمغتربين النيابية، النائب فادي علامة «وجود تواصل مباشر مع المفوضية لتحمل مسؤولياتهم على الصعيدين الاجتماعي والصحي فيما يتعلق بالنازحين»، مشدداً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» على وجوب أن تسعى إلى «تأمين أمكنة يلجأون إليها بالتعاون مع الدول المانحة؛ لأنه بالكاد يجد اللبنانيون النازحون أمكنة خاصة بعدما أصبحت الإيجارات مرتفعة جداً». وفي إطار سعيها لتنظيم الوجود السوري في لبنان، كلفت وزارة الداخلية قبل أحداث غزة المحافظات والبلديات بإحصاء النازحين السوريين الموجودين ضمن نطاقها، والتشدد في موضوع مواقع إقامتهم وعمالتهم، ورفع تقارير دورية كل 15 يوماً بالإجراءات التي قامت بها على صعيد قمع المخالفات وإزالة التعديات. ويشير «محمد ز» (44 عاماً) وهو أحد أبناء صور، إلى أنه يفكر منذ أيام في ترك منزله واستئجار منزل في جبل لبنان، ليمكث هناك هو وعائلته خوفاً من توسع رقعة الحرب في أي لحظة، إلا أن ما يخشاه هو «في حال تطورت الأمور كثيراً، أن يدخل نازحون سوريون إلى المنازل التي تركها أهلها». ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «الوضع لم يعد يُحتمل. وقد آن أوان عودة السوريين إلى بلدهم. فلا شك أن في سوريا مناطق أكثر أماناً من منطقة الجنوب اللبناني مثلاً. ورغم ذلك لا يزال عشرات الآلاف هنا، ما يؤكد أن نزوحهم ليس بحثاً عن الأمن والأمان، إنما هو نزوح اقتصادي محض». بالمقابل، تستغرب «هناء م»، (32 عاماً) والتي تعيش نازحةً في إحدى بلدات الجنوب منذ أكثر من 5 سنوات، الهجمة اللبنانية على النازحين، وتقول لـ«الشرق الأوسط»: «نحن هربنا من الموت والحرب، فلحقتنا الحرب إلى هنا، وبالتالي ها نحن في دوامة نزوح لا تنتهي». وتضيف: «ما نريده أن نستقر ونرتاح. وهذا لن يحصل إلا بنقلنا إلى دولة ثالثة غير سوريا ولبنان، دولة في أوروبا أو أستراليا أو أي مكان آخر نبدأ فيه حياة كريمة».



السابق

أخبار وتقارير..دولية..بجهود سرية وعلنية.. بايدن يواجه مخاوف مسلمين أميركيين بشأن غزة..آلاف يحتجون في لندن دعماً للفلسطينيين ووقف النار في غزة..توقيف المئات خلال مظاهرة يهودية داعمة لغزة في نيويورك..خلافة بوتين: ماذا يحدث في حال وفاة الرئيس الروسي؟..مالطا تستضيف مناقشات حول السلام في أوكرانيا..ترتيبات للقاء بين بايدن وشي..هل ينجح الحراك الدبلوماسي في رأب الصدع الأميركي - الصيني؟..بنغلاديش: اشتباكات عنيفة في مظاهرات مناهضة للحكومة..ميانمار: يومٌ ثانٍ من القتال بين الجيش والجماعات المتمرّدة..

التالي

أخبار فلسطين والحرب على غزة..معارك بـ 3 محاور في غزة...ونتنياهو يربك جبهته الداخلية..تل أبيب تتجه لحصار مدينة غزة عاماً بدل الاجتياح..ومفاوضات تبادل الأسرى تتباطأ ولا تنهار..غوتيريش: العالم يشهد كارثة إنسانية تقع تحت أنظارنا..المستوطنون يستغلون حرب غزة لطرد فلسطينيي الضفة من قراهم..بالقوة..114 شهيداً في الضفة الغربية..لغط سياسي..وخلاف داخل «حكومة الحرب» الإسرائيلية.. النرويج تنتقد رد إسرائيل «غير المتكافئ».. «حماس» مستعدة «فوراً» لإبرام صفقة تبادل للأسرى..الأهداف المُعلنة للغزو البري لغزة..مستحيلة التنفيذ..الاحتلال يلغي خطط اجتياح غزة.. ويستبدلها بتوغلات برية محدودة..تظاهرات تضامنية مع غزة حول العالم..اقتحام مطار بمنطقة داغستان عند إعلان وصول رحلة من إسرائيل..

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,385,185

عدد الزوار: 6,989,157

المتواجدون الآن: 69