عبارات الإستفزاز في كلام الشيخ قاسم ضد البيارتة تُبقي الأجواء مشحونة

تاريخ الإضافة الجمعة 3 أيلول 2010 - 7:11 ص    عدد الزيارات 2955    القسم محلية

        


عبارات الإستفزاز في كلام الشيخ قاسم ضد البيارتة تُبقي الأجواء مشحونة
تؤجّج مشاعر الإحتقان وتزيد من مخاطر التصادم والإنقسام
<لو اكتفى الشيخ قاسم بالشق الاول من خطابه السياسي الذي اقتصر على الاعتراف بمسؤولية الحزب بالاشتباك المسلّح في برج ابي حيدر والدعوة الى التهدئة لكان يمكن البناء لتنفيس أجواء الاحتقان>

لم يكن نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم بحاجة لاستحضار المزيد من المفردات والعبارات الاستفزازية لتأجيج مشاعر أبناء بيروت الذين ما يزالون تحت تأثير صدمة الاشتباكات المسلحة التي شارك فيها الحزب بسلاح المقاومة ضد <جمعية المشاريع> في منطقة برج أبي حيدر الأسبوع الماضي، بدلاً من التلفظ بكلام توددي يخفف من وطأة التنافر ويقرّب النفوس من بعضها البعض ويساهم في تجاوز كل رواسب ومضاعفات هذه الاشتباكات ويطمئن الناس الى عدم تجددها أو تكرارها في المستقبل·

ولكن يبدو أن <الطبع غلَب التطبّع> لدى الشيخ قاسم، فلم يستطع التحكم بكلامه وانساق بأسلوبه المعتاد في الاستخفاف و،<التأله> والتعالي، فتوصل ببساطة الى خلاصة مفادها بأنه <لا يوجد أصحاب لمدينة بيروت يقولون لنا ما نفعل وما لا نفعل···> وهو عبّر بهذا الكلام عن النهج الحقيقي الذي اعتمده <حزب الله> في ممارساته باعتبار بيروت مدينة مستباحة لأهوائه وممارساته، يتحرك على مسرحها كما يشاء بدون أي ضوابط أو محظورات، لفرض سياساته بالقوة والترهيب على حساب لبنان ومصالح شعبه، غير آبه بما يسببه من ضرر لأبنائها وللشعب اللبناني على حدٍّ سواء·

وبالطبع كان يقصد الشيخ قاسم في كلامه عن بيروت قطع الطريق على دعوة نواب العاصمة لجعل المدينة منزوعة السلاح بعدما تفاعلت هذه الدعوة واتسعت لتشمل الفاعليات الاقتصادية والتجارية وغيرها، ولان نجاح هذه الدعوة اذا توفرت لها مقومات الدعم السياسي والمعنوي المطلوب من سائر الاطراف اللبنانيين، خسارة <حزب الله> وحلفائه اداة رئيسية من ادوات الترهيب والتخويف ضد خصومه السياسيين، يستعملها عند الحاجة لابتزاز الدولة في كل مسألة او شأن لا يتوافق مع مصالحه وغاياته وكل ما يتعارض مع استمراره في تنفيذ مآرب اقليمية على حساب المصلحة اللبنانية العليا كما حصل مراراً في السابق·

ولا شك ان خلاصة ما قاله الشيخ قاسم تجاه بيروت تتطابق تماماً مع كل ما قام به <حزب الله> من ممارسات وتحركات ضد العاصمة طوال السنوات الخمس الماضية ومن استباحات متتالية شملت قطع الطرقات واقامة الحواجز المسلحة وترهيب الناس، مروراً بإحتلال وسط بيروت التجاري وشل الحركة الاقتصادية فيها وتطويق السراي الحكومي واغلاق المجلس النيابي بقوة السلاح وتعطيل انتخابات رئاسة الجمهورية لأكثر من ستة اشهر متواصلة وصولاً الى الاجتياح الدموي لبيروت في السابع من ايار عام 2008 تحت حجج واهية وقتل المواطنين بسلاح المقاومة المفترض استعماله ضد العدو الاسرائيلي فقط خدمة لمصالح إقليمية معروفة، كشف عنها اكثر من مسؤول ايراني بارز في مناسبات عديدة·

فلو اكتفى الشيخ قاسم بالشق الاول من خطابه السياسي الذي اقتصر على الاعتراف بمسؤولية الحزب في المشاركة بالاشتباك المسلح في برج ابي حيدر والدعوة الى التهدئة وتجاوز تداعيات ما حصل بتكاتف الجميع وتجنب التفوه بعبارات الاستئثار والاستقواء تجاه ابناء بيروت، لكان يمكن البناء على هذا الموقف لتنفيس اجواء الاحتقان المتصاعدة وتبديل نظرة البيارتة السلبية تجاه ممارسات الحزب الاستفزازية والتأسيس لمرحلة جديدة ترتكز على إعادة بناء أجواء الثقة وتجاوز كل تداعيات الماضي ومؤثراته·

ولكن يبدو ان اسلوب التعالي الفوقي والإستخفاف بالآخرين يطغى على كل ما عداه في مخاطبة الخصوم السياسيين وهو الأسلوب الذي لم يعد مقبولاً أو محتملاً حتى من بعض حلفاء الحزب وكان أحد مسببات اندلاع اشتباكات برج أبي حيدر وما نتج عنها من تصدعات وتداعيات خطيرة، فكيف سينعكس هذا الأسلوب المتعالي في التعاطي مع خصوم الحزب السياسيين وباقي الأطراف اللبنانية إذا إستمر الشيخ نعيم قاسم وغيره في مخاطبتهم بهذا الأسلوب ولم يتخذوا من اشتباكات برج أبي حيدر عبرة لئلا تتكرر في أماكن أخرى وتزيد من انقسام وتصدع العلاقات بين اللبنانيين؟·

ولكن يبقى ما غفل عنه وتناساه الشيخ نعيم قاسم في خطابه عن سابق قصد وتصميم ان أصحاب المدينة الحقيقيين هو الذين اقترعوا في الإنتخابات النيابية الماضية لصالح مرشحي خصوم الحزب بالكامل ولم يظهروا أي تأييد لمممارسات الحزب وخطابه السياسي، في حين لم يجرؤ الحزب على ترشيح أي شخصية مدعومة منه في الإنتخابات البلدية الماضية·

معروف الداعوق

 

 
المجتمع المدني يبدأ تحركه بإتجاه <بيروت منزوعة السلاح>
تجمعات وإعتصامات بعد العيد لإخراج السلاح غير الشرعي
كتب المحرر السياسي: بعد إنكفاء التحرك السياسي لجعل بيروت منزوعة للسلاح غير الشرعي نتيجة التدخلات السياسية وبعد ابتعاد موضوع المطالبة عن هدفه الاساسي، يتجه المجتمع المدني ليصعّد تحركه في خط سلمي ديمقراطي للمطالبة بإعلان بيروت منزوعة السلاح·

وفي وقت تعقد عدد من جمعيات وهيئات المجتمع المدني مؤتمراً صحفياً اليوم في فندق <لوغبريال> لاطلاق نشاطاتها وتحركاتها في هذا الموضوع، اكد الزميل شارل جبور من جمعية <إعلاميون ضد العنف>، تفهم المجتمع المدني للظروف السياسية التي أملت على الحكومة وقوى 14 آذار الإنكفاء في الاستمرار بالمطالبة بنزع السلاح غير الشرعي <ولكننا نعيش في ظل اوضاع وظروف انتقالية على مستوى المنطقة ولبنان ليس معزولاً عن هذه التطورات وبالتالي يجب الاخذ في الاعتبار ما يحصل من تطورات على كافة المستويات>·

وقال: نحن نميّز بين السلطة السياسية التي لها حسابات سياسية وبين التحرك الميداني للمجتمع المدني ولقوى سياسية اخرى بعيدة عن التأثيرات السياسية والضغوط عليها ترجمة لتفاهم من هنا او هناك سوري او سعودي او غيره·

ورأى ان احداً لا يتوهم انه في ظل الظرف السياسي الراهن وتوازن القوى القائم على الارض في ظل الامر الواقع الذي يجسده سلاح <حزب الله> وبين التوازنات الاقليمية القائمة، ان تكون هناك اية امكانية لترجمة شعار <بيروت مدينة منزوعة السلاح> على ارض الواقع، مشيراً الى انه بالنسبة للمجتمع المدني فإن الوضع مختلف، فلا حسابات سياسية لدينا نأخذها بعين الاعتبار، كما نعتبر موضوع السلاح غير الشرعي الذي اعاد إنتهاك مدينة بيروت واستباحتها مجدداً، واعادة احياء مناخات الحرب الاهلية، ولذلك فليس المسموح السكوت عن هذا الامر حتى في ظل غياب اي مظلة سياسية تحمي أي تحرك في هذا الاتجاه او ذاك، مؤكداً ان من واجب المجتمع المدني التحرك رفضاً لهذا السلاح والتعبير عن آرائه باستمرار·

ولفت الى ان المجتمع المدني تمكّن بعد احداث برج ابي حيدر من استرداد المبادرة السياسية، هذه المبادرة التي كان <حزب الله> وفريق 8 آذار خطفوها لفترة طويلة من الزمن، وقال: للمرة الأولى شاهدنا <حزب الله> في موقع الدفاع ونحن كنا في موقع الهجوم، معتبراً أن ما ارتكبه لا يمكن الدفاع عنه لا من قريب ولا من بعيد، ولا مبرر إطلاقاً لوجود هذا السلاح في المدينة، هذا السلاح الذي يناقش وضعه على طاولة الحوار، مع الإشارة إلى أنه موضوع خلافي على مستوى مقاومة إسرائيل، فثمة خلاف من يقاوم إسرائيل <حزب الله> أو الدولة اللبنانية، ونحن مع نظرية الدولة اللبنانية، ونعتقد أنه عندما يكون الخلاف على هذا المستوى، فلا يجوز أن يستخدم هذا الطرف سلاحه في الداخل·

وأبدى جبور استغرابه للكلام الذي صدر على لسان <حزب الله> في أن هدف بيروت منزوعة السلاح هو تقييد <حزب الله> من أي رد فعل يمكن أن يقوم به رداً على قرار ظني يمكن صدوره قريباً عن المحكمة الدولية·

جبور الذي أكد أن المجتمع المدني غير واهم بإمكانية تحقيق هذا الشعار <فنحن نقوم بما يمليه علينا الواجب، لأنه في مكان ما يجب أن تنطلق ردة فعل شعبية وإستنهاض شعبي مماثل لما رأيناه في إنتفاضة الإستقلال، التي أخذت وقتاً طويلاً وصلنا إليها، ولذلك يجب الإنطلاق من مكان ما والتعبير عن أماني وطموحات وتطلعات الشعب اللبناني الذي يريد العيش في ظل دولة حرة، سيدة، مستقلة وأن تحتكر هذه الدولة وحدها السلاح وأن لا يكون ثمة سلاح في يد أي طرف لبنان·

وشدد جبور على أن تحرّك المجتمع المدني يصب في هذا الإطار، لافتاً إلى أن التحرّك لن يكون موسمياً ولن تقتصر على دعواته للتلاق والتجمع، ستبدأ بعد اسبوع العيد وإنما سيكون هناك سلسلة من التحركات والدعوات لإبقاء بند السلاح بنداً رئيساً في الأجندة اللبنانية·

ويقول جبور تجاوب الرأي العام مع تحرك المجتمع المدني لتحقيق مطلب <بيروت خالية من السلاح>، لأن هذا التجاوب سيوصلنا إلى المطلب الذي ننشد، معتبراً أنه من غير المسموح أن تبقى السلطة عاجزة عن فرض الأمن وحماية الناس في كل لبنان·

 


 

المصدر: جريدة اللواء

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 154,830,896

عدد الزوار: 6,967,811

المتواجدون الآن: 61