أوباما للرئيس الفلسطيني: إذا فكّرتم في الانسحاب فسوف تكونون الخاسرين

تاريخ الإضافة الجمعة 3 أيلول 2010 - 6:51 ص    عدد الزيارات 2618    التعليقات 0    القسم دولية

        


أوباما للرئيس الفلسطيني: إذا فكّرتم في الانسحاب فسوف تكونون الخاسرين
الجلسة الأولى للمفاوضات المباشـرة "إعدادية"
والاجتماع المقبل في 14 أيلول و15 منه بشرم الشيخ

وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون والمبعوث الاميركي جورج ميتشل ـــ الى اليمين ـــ والرئيس الفلسطيني محمود عباس ـــ الى اليسار ـــ ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال الاجتماع الثلاثي في مكتب كلينتون بوزارة الخارجية الاميركية أمس. (أ ب)
انعقدت امس في مبنى وزارة الخارجية الاميركية الجلسة الاولى للمفاوضات المباشرة بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ووفديهما منذ نحو سنتين والتي يفترض ان تؤدي الى اتفاق سلام في غضون سنة، في رعاية وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون التي أكدت ايمانها العميق بقدرة الرجلين "على تحويل هذا الحلم القديم واقعا... وانتما قادران على تحقيق النجاح"، وحضتهما على اظهار "القيادة الشجاعة" لتحقيق ذلك، كما جددت التزام الولايات المتحدة الاضطلاع بدور فعال وتوفير "الدعم الكامل لهذه المحادثات" وبذل كل الجهود المطلوبة لمساعدتهما.
وبعد اجتماع موسع للوفود الثلاثة استمر ساعة ونصف ساعة، ولقاء مصغر في مكتب الوزيرة شارك فيه عباس ونتنياهو والمبعوث الاميركي الخاص الى الشرق الاوسط جورج ميتشل، عقد لقاء منفرد بين عباس ونتنياهو، استمر ساعتين ونصف ساعة وانضمت اليه كلينتون في نصف الساعة الاخير.
وأفادت مصادر مطلعة ان المسؤولين ناقشا قضايا الحل النهائي للمرة الاولى ووصفت مصادر فلسطينية الجلسة الاولى بأنها "أولية واعدادية وهي بداية جيدة". وقالت ان عباس ابلغ نتنياهو انه اذا استمر في أعمال الاستيطان فانه، أي عباس، لن يستطيع الاستمرار في المفاوضات. وأوضحت ان نتنياهو لم يرد على ذلك واحتفظ بحق مناقشة الامر في الجلسة الثانية.
ولا يزال الخلاف على قضية الاستيطان وموعد السادس والعشرين من الشهر الجاري يخيم على المفاوضات.
وقالت مصادر فلسطينية مسؤولة ان عباس سلم الرئيس الاميركي بارك اوباما ورقة بالمطالب الفلسطينية شدد فيها على أن معاودة الاستيطان الاسرائيلي في نهاية الشهر ستقوض المفاوضات. فرد أوباما: لديك أربعة أسابيع للتفاوض، وأعدك بالعمل مع اسرائيل بشكل هادىء كي لا تتحول هذه القضية أزمة في المفاوضات. لكنه أضاف في ما يمكن وصفه بتحذير للرئيس الفلسطيني ان التفكير في الانسحاب يعني انكم ستكونون الجانب الخاسر.
وصرح ميتشل بعد الاجتماعات بأنه تم الاتفاق على عقد الجلسة المقبلة في المنطقة من غير ان يحدد المكان في 14 ايلول و15 منه. وقال انه سيشارك مع كلينتون في هذه الجلسة، مشيرا الى ان الطرفين اتفقا ايضا على عقد جلسات دورية كل اسبوعين، الامر الذي يعني ان جلسة مفاوضات ستعقد في نهاية الشهر الجاري أي بعد أيام من تاريخ 26 ايلول الجاري وهو الموعد المحدد لنهاية فترة التجميد الموقت للاستيطان الاسرائيلي. وعلمت "النهار" من مصادر مطلعة ان الجلسة المقبلة ستعقد في شرم الشيخ في مصر.
وكشف ميتشل ان الطرفين اتفقا على أن "الخطوة التالية هي في بدء العمل على التوصل الى اتفاق اطار للوضع النهائي". وقال ان هدف هذا الاتفاق هو "وضع التسويات الجوهرية الضرورية للتوصل الى تحقيق الاتفاق الشامل الذي سينهي النزاع ويقيم السلام الدائم بين اسرائيل والفلسطينيين". وبعدما أشار الى ان الطرفين هما اللذان اقترحا هذا الهدف الأولي ووافقا عليه، أوضح ما يعنيه بعبارة "اتفاق اطار"، انه "ليس اتفاقا موقتا، وهو أكثر تفصيلا من اتفاق اعلان مبادىء لكنه أقل من اتفاق سلام كامل...".
وأفاد ان ممثلين للأطراف الثلاثة اجتمعوا في قاعة أخرى تحضيرا للجلسة الثانية في 14 ايلول، وأن الاتصالات في هذا الشأن ستستمر في واشنطن وفي المنطقة خلال الفترة الفاصلة بين الجلستين الاولى والثانية. ووافق ميتشل على ما قاله نتنياهو عن دور ايران السلبي في المنطقة، قائلا ان لسياسات ايران تاثيرا على المفاوضات، ورأى ان الدور الايراني يجب ان يكون حافزاً اضافيا للتوصل الى حل. وجدد التزام واشنطن تحقيق السلام الشامل الذي يشمل سوريا ولبنان.

 

كلينتون

وافتتحت كلينتون الجلسة بتذكير المشاركين، وبينهم مفاوضون مخضرمون شاركوا في مفاوضات سابقة، باننا "عبرنا هذا الطريق من قبل، وانتم تعلمون كم هو صعب هذا الطريق امامنا، ومما لا شك فيه اننا سنواجه العقبات والنكسات". وقالت ان معارضي قضية السلام سيحاولون بمختلف الوسائل تخريب المفاوضات، واشارت في هذا السياق الى الهجوم على المستوطنين الاسرائيليين في الخليل. وكررت ما قاله اوباما قبل يومين من ان الولايات المتحدة "لن تفرض الحل"، وان المتفاوضين وحدهم قادرون على اتخاذ القرارات الضرورية للتوصل الى اتفاق. واضافت انه اذا تم التقدم بايمان جيد وحسن نية "فاننا سنكون قادرين على حل كل القضايا الجوهرية في غضون سنة واحدة".
وفي خطوة لافتة، اختتمت كلينتون كلمتها بقولها: "اود ان اتحدث مباشرة الى شعوب المنطقة. قادتكم قد يجلسون الى طاولة المفاوضات، لكنكم انتم الذين ستقررون في نهاية المطاف المستقبل. انتم تحملون مستقبل عائلاتكم وشعوبكم والمنطقة في ايديكم. وكي تنجح هذه الجهود، فاننا نحتاج الى دعمكم والى صبركم". ودعت شعوب المنطقة "الى الوقوف وراء قضية السلام الذي يحتاج الى ابطال في كل شارع وفي كل زاوية... انا ادرك كليا خيبات الماضي، وانا اشارك في ذلك، لكنني اعرف ايضا اننا قادرون على التقدم الى الامام لتحقيق مستقبل مختلف".

 

نتنياهو

وقال نتنياهو مخاطبا عباس: "ارى فيك شريكا للسلام، ونحن قادرون معا على قيادة شعبينا الى مستقبل تاريخي يضع حدا للمطالب وللنزاع". وشدد على ان السلام الحقيقي والدائم يتطلب "تنازلات مشتركة ومؤلمة من الطرفين"، وانه مستعد "للسير على هذا الطريق الطويل، خلال فترة قصيرة... وكما تتوقعون منا ان نعترف بالدولة الفلسطينية وطنا للشعب الفلسطيني، فاننا نتوقع منكم ان تكونوا مستعدين للاعتراف باسرائيل وطنا قومياً للشعب اليهودي".
وتناول نتنياهو المتغيرات في المنطقة منذ ان كان رئيسا للوزراء قبل 12 سنة، فتحدث بقلق عن "بروز قوى جديدة في منطقتنا، فقد شهدنا بروز ايران والذين يعملون لمصلحتها وبروز حروب الصواريخ". وخلص الى ان اي اتفاق سلام يجب ان يأخذ في الاعتبار التدابير الامنية ضد هذه الاخطار.

 

عباس

اما عباس، فركز في كلمته على ضرورة "التزام قرارات الشرعية الدولية المتمثلة في قرارات مجلس الامن ومواقف اللجنة الرباعية الدولية ولجنة المتابعة العربية التي تجسد بمجملها بالنسبة الينا الاجماع الدولي على مرجعيات المفاوضات واسسها واهدافها... كما اننا لا نبدأ من الصفر" لان سجل المفاوضات بين الطرفين "استكشف كل الافاق وشخص جميع القضايا".
وقال ان المفاوضات ستتطرق الى جميع القضايا المحورية مثل القدس والمستوطنات والحدود والامن والمياه وكذلك الافراج عن المعتقلين "كي ننهي الاحتلال الذي بدأ عام 1967... لنضع نهاية للصراع ونهاية للمطالب التاريخية". وطالب بالحل العادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين وفقا لقرارات الشرعية الدولية التي نتمسك بها". وكرر التزام الفلسطينيين تبطيق التزاماتهم "واننا ندعو الحكومة الاسرائيلية ايضا الى تنفيذ التزاماتها بوقف كل النشاطات الاستيطانية ورفع الحصار بشكل كامل عن قطاع غزة ووقف كل اشكال التحريض".
ورد على طروحات نتنياهو الخاصة بالاعتراف بـ"يهودية" دولة اسرائيل قائلا انه في 1993 وقع ياسر عرفات واسحق رابين ما يسمى الاعتراف المتبادل بين الفلسطينيين واسرائيل "ووقعت هذه الوثيقة، واعتقد ان فيها الكافي من أجل ان تعرفوا نياتنا الطيبة، نياتنا في ما يتعلق بالاعتراف بدولة اسرائيل".
وشارك في المفاوضات الموسعة بعض المفاوضين المخضرمين بينهم من الجانب الفلسطيني ياسر عبد ربه وصائب عريقات ونبيل شعث ونبيل ابو ردينة ومعن عريقات ممثل منظمة التحرير في واشنطن، ومن الجانب الاسرائيلي اسحق مولخو وعوزي اراد ومايكل اورين سفير اسرائيل في واشنطن، وعن الجانب الاميركي دنيس روس ودانيال شابيرو وديفيد هايل.
 

واشنطن – من هشام ملحم    


المصدر: جريدة النهار

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East..

 السبت 11 أيار 2024 - 6:24 ص

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East.. Armed groups aligned with Teh… تتمة »

عدد الزيارات: 156,952,428

عدد الزوار: 7,049,273

المتواجدون الآن: 88