الأسد.. علماني «يعيش ويموت» في سوريا>>>الأسد يتحدث عن نهايته!

متظاهرون يردون على الأسد: ستسقط حتما وستموت في سوريا، في «جمعة آن أوان الزحف إلى دمشق»......أجواء «اقتراب النهاية» تخيم على دمشق.. وصبرا رئيسا للمجلس الوطني...المجلس الوطني يطلب تأجيل توقيع مبادرة التوحيد 24 ساعة * هبوط مفاجئ لليرة السورية بعد مقابلة الرئيس السوري.. وأكبر عملية هروب جماعي عبر الحدود

تاريخ الإضافة الأحد 11 تشرين الثاني 2012 - 4:50 ص    عدد الزيارات 1944    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

أجواء «اقتراب النهاية» تخيم على دمشق.. وصبرا رئيسا للمجلس الوطني
المجلس الوطني يطلب تأجيل توقيع مبادرة التوحيد 24 ساعة * هبوط مفاجئ لليرة السورية بعد مقابلة الرئيس السوري.. وأكبر عملية هروب جماعي عبر الحدود
بيروت: ثائر عباس لندن: «الشرق الأوسط»
خيمت أجواء اقتراب النهاية على دمشق أمس بينما استمرت المفاوضات الماراثونية للمعارضة السورية في الدوحة للوصول إلى اتفاق على توحيدها، وانتخب جورج صبرا رئيسا جديدا للمجلس الوطني مساء أمس. وفي دمشق أعطى حديث الرئيس السوري بشار الأسد للتلفزيون الروسي بأنه «صناعة سورية وسيموت في سوريا» انطباعا بأن النظام قد شارف على الرحيل، خاصة مع إطلاق قذائف على قصر الشعب وتصاعد الأحداث في العاصمة ومحيطها. وخرجت مظاهرات كثيرة في مناطق مختلفة من سوريا أمس تحت عنوان «أوان الزحف إلى دمشق». كما تدهور سعر الليرة السورية إلى 80 ليرة للدولار، وقال أحد النشطاء في دمشق إن أجواء العاصمة تبدلت اليومين الماضيين، وبدت كأنها تحبس أنفاسها في انتظار حدث كبير، وكان الهاجس الذي سيطر على سكان العاصمة هو «ترى هل سيدك النظام قلب دمشق بالقذائف المدفعية والجوية؟ وهل سيحولها إلى ركام مثلما فعل في باقي المدن حمص وحلب ودير الزور؟»، وعززت تلك الهواجس أنباء عن حركة نزوح كبيرة لأبناء الطائفة العلوية من المناطق الساخنة كحي نسرين في الأحياء الجنوبية والقريب من مخيم اليرموك، حيث تدور اشتباكات عنيفة وسط قصف مدفعي وجوي عنيف من قبل قوات النظام.
في غضون ذلك حذر الجيش الحر الرئيس الأسد من «أخذ سكان دمشق رهينة له». وشن الأسد في المقابلة التلفزيونية التي أذيعت كاملة أمس هجوما لاذعا على رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، قائلا إنه يعتقد نفسه «السلطان العثماني الجديد». إلى ذلك تأجل مرة جديدة التوقيع على مبادرة توحيد المعارضة السورية المجتمعة في العاصمة القطرية الدوحة 24 ساعة, وذلك نتيجة تردد «المجلس الوطني السوري» في التوقيع على المبادرة التي أطلقها المعارض رياض سيف وتحظى بدعم دولي وإقليمي واسع. وفي مسعى منه إلى تخفيف الضغوط القائمة عليه، قام المجلس بعملية «تطعيم» لمكتبه التنفيذي بضمه أفرادا جددا، وجرى انتخاب الناطق باسمه المعارض المسيحي جورج صبرا رئيسا له لمواجهة الانتقادات، في إشارة إلى جماعة الإخوان المسلمين. وبينما استمرت المعارك العنيفة بين قوات النظام السوري ومجموعات معارضة له قرب الحدود التركية - السورية، جرت أمس أكبر عملية لجوء عبر الحدود.
 
المجلس الوطني ينتخب جورج صبرا رئيسا لمواجهة انتقادات «الأسلمة» ويطلب تأجيل التوقيع على «مبادرة سيف» إلى اليوم، سرميني لـ «الشرق الأوسط»: سنتقدم بمبادرة إضافية نحو وحدة المعارضة

بيروت: ثائر عباس .. تأجل مرة جديدة التوقيع على مبادرة توحيد المعارضة السورية المجتمعة في العاصمة القطرية نتيجة تردد «المجلس الوطني السوري» في التوقيع على المبادرة التي أطلقها المعارض رياض سيف وتحظى بدعم دولي وإقليمي واسع.
ولا يزال المجلس ممتنعا عن التوقيع على المبادرة التي يقول قياديون فيه إنهم يشمون فيها «محاولة لإنهاء المجلس»، رغم تأكيدهم الانفتاح على كل المبادرات الهادفة إلى توحيد صفوف المعارضة التي يبدو أن ثمة قرارا بعدم مغادرتها الدوحة من دون التوصل إلى اتفاق يخرج بكيان معارض جديد. وقال أحد هؤلاء لـ«الشرق الأوسط»، رافضا ذكر اسمه: «نتعرض لضغوطات هائلة من أجل التوقيع، وهذا يزيد من ريبتنا».
وفي مسعى منه إلى تخفيف الضغوط القائمة عليه، قام المجلس بعملية «تطعيم» لمكتبه التنفيذي بضمه أفرادا جددا، وجرى انتخاب الناطق باسمه المعارض المسيحي جورج صبرا رئيسا له لمواجهة الانتقادات التي ظهرت بعد انتخابات الأمانة العامة المؤلفة من 41 شخصا قال بعض المعارضين إنهم من «لون واحد»، في إشارة إلى جماعة الإخوان المسلمين وحركات إسلامية أخرى. ومن بين الأعضاء الـ11 للمكتب التنفيذي هناك أربعة جدد هم جمال الورد وحسين السيد، عن الحراك الثوري، وسالم المسلط، عن العشائر، وهشام مروة، مستقل، بالإضافة إلى جورج صبرا الذي كان قد فشل في الحصول على عضوية الأمانة العامة في الانتخابات، فجرى إدخاله إليها بالتعيين. وقال صبرا بعد انتخاب أعضاء المكتب التنفيذي «نأمل في أن تشكل هذه الانتخابات الحرة والشفافة نموذجا يحتذى به وتبشر بانتخابات حرة في سوريا». وأوضح أن تشكيلة المكتب التنفيذي أتاحت تمثيل «الحراك الثوري في الداخل والإسلاميين والعلمانيين والأكراد والآشوريين والمسيحيين، ولأول مرة ممثل عن العشائر».
وأعلن المعارض السوري محمد سرميني أن المجلس بصدد التقدم بمبادرة جديدة في محاولة منه لإيجاد حل وسط يرضي جميع الأطراف. وقال سرميني لـ«الشرق الأوسط»، إن المجلس منفتح على مناقشة «مبادرة سيف» ولديه رغبة صادقة في الوصول إلى شيء يساعد المعارضة السورية في مسعاها لإسقاط النظام، لكنه رأى ضرورة الانتظار من أجل المزيد من المشاورات.
ويخشى المجلس الوطني من تهميشه داخل هذه الهيئة الجديدة لذلك قدم الأربعاء مبادرة خاصة به لتوحيد المعارضة من خلال تشكيل «مؤتمر وطني» في «الأراضي المحررة» يضم 300 عضو يمثلون المجلس الوطني والتنسيقيات المحلية والجيش الوطني الحر والشخصيات المنشقة، على أن تنبثق عن هذا المؤتمر حكومة انتقالية تدير المناطق المحررة شمال سوريا وتوزع المساعدات الإنسانية وتدير المجموعات العسكرية، كما قال عضو المجلس الوطني نجاتي طيارة.
وكانت محاولة جديدة للتوصل إلى حل وسط قد فشلت على الرغم من مضاعفة عدد أعضاء المبادرة إلى 60 شخصا بدلا من 51 كما تنص «مبادرة سيف»، وذلك للسماح بزيادة حصة المجلس الوطني المقررة بـ15 شخصا وفقا للنص الأصلي للمبادرة. وتنص هذه المبادرة على تشكيل هيئة سياسية من نحو 60 عضوا يمثلون المجلس الوطني وما يعرف بـ«الحراك الثوري» في الداخل، في إشارة إلى مجموعات المدنيين الذين يديرون الانتفاضة في الداخل، إضافة إلى المجموعات المسلحة وعلماء دين ومكونات أخرى من المجتمع السوري. وستقوم هذه الهيئة لاحقا بتشكيل حكومة انتقالية من نحو 10 أعضاء مع مجلس عسكري لقيادة العمليات العسكرية على الأرض في مواجهة قوات النظام.
وقد طلب المجلس الوطني السوري إرجاء الاجتماع مع مكونات أخرى للمعارضة بهدف توحيدها في هيئة واحدة لمدة 24 ساعة، مشيرا إلى انشغال أعضائه بانتخاب رئيس لهم وإلى حاجتهم إلى مزيد من الوقت للتشاور. وقال عضو المكتب التنفيذي أحمد رمضان: «طلبنا إرجاء الاجتماع لـ24 ساعة ونحن في قلب عملية انتخابية»، عندما كان المجلس الوطني يستعد لانتخاب أعضاء مكتبه التنفيذي ورئيس جديد له. وكانت الأمانة العامة الجديدة المؤلفة من 41 عضوا انتخبت أمس مكتبا تنفيذيا جديدا من 11 عضوا، بعد أن تم تطعيمها بصبرا الذي حل محل أحد المعارضين كتسوية، والأعضاء الـ11 هم: هشام مروة، وسالم المسلط، وحسين السيد، وجمال الورد، وفاروق طيفور، وجورج صبرا، وعبد الباسط سيدا، ونذير الحكيم، وعبد الأحد أسطيفو، وخالد الصالح، وأحمد رمضان.
ورغم غياب المجلس الوطني، استأنف ممثلون عن فصائل عدة للمعارضة السورية اجتماعاتهم مساء أمس. وقال المعارض السوري رياض سيف وهو يهم بدخول الاجتماع «نعم هناك تأخير من قبل المجلس الوطني الذي طلب إمهاله إلى الغد»، مضيفا «نحن نعذرهم ولا بأس من يوم إضافي من التأخير من أجل هدف نبيل».
 
متظاهرون يردون على الأسد: ستسقط حتما وستموت في سوريا، في «جمعة آن أوان الزحف إلى دمشق».. وهبوط مفاجئ لليرة ومخاوف من ارتكاب النظام حماقة كبيرة

لندن: «الشرق الأوسط» ... أعطى تصريح الرئيس السوري بشار الأسد بأنه «صناعة سورية وسيموت في سوريا»، انطباعا بأن النظام السوري قد شارف على الرحيل.. وردا على تصريحات الأسد، خرجت مظاهرات عديدة في مناطق مختلفة من سوريا أمس تحت عنوان «آن أوان الزحف إلى دمشق»، ردت على التصريحات الأخيرة للرئيس بشار الأسد التي رفض فيها مغادرة سوريا، مؤكدة أنه سيسقط حتما.. و«سيموت في سوريا».
وكان الأسد قال في تصريحات لقناة «روسيا اليوم» ردا على سؤال عما إذا كان يقبل عرضا بمغادرة سوريا إلى المنفى: «لست دمية ولم يصنعني الغرب كي أذهب إلى الغرب أو إلى أي بلد آخر. أنا سوري.. أنا من صنع سوريا، وسأعيش وسأموت في سوريا».
وظهر انعكاس ذلك مباشرة على سعر صرف الليرة السورية، بحسب ما قاله ناشطون في دمشق لـ«الشرق الأوسط»، حيث سجلت الليرة انخفاضا مفاجئا يومي الأربعاء والخميس بالتزامن مع بث وسائل الإعلام مقتطفات من حديث الرئيس الأسد لقناة «روسيا اليوم» الذي بث كاملا أمس. ويقول الناشط أحمد الدمشقي إن «سعر الدولار الأميركي وصل يوم الخميس إلى 80 ليرة، بعد أن كان خلال الأسابيع الماضية يتراوح بين 37 و75 ليرة، كما امتنع الصرافون عن بيع الدولار يومي الأربعاء والخميس، أما سعر الصرف في البنك المركزي، فكان 70 ليرة، وذلك بعد أسابيع من محاولة تثبيته على سعر يتراوح بين 67 و68 ليرة»، ويضيف الناشط أن «سعر الذهب الذي شهد انخفاضا في الأسبوع الماضي ووصل إلى 3500 للغرام عيار 22، فجأة قفز الأربعاء والخميس ليتجاوز 3725».
ويربط أحمد الدمشقي بين تصريحات الرئيس السوري وما سبقها من تصريحات لأمين عام الجامعة العربية نبيل العربي بأن «النظام السوري لن يبقى طويلا» وما تلاها من تصريحات لمسؤولين بريطانيين عن تأمين مخرج آمن للأسد، وما رافقها من تفجيرات استهدفت أحياء العلويين الموالين للأسد، وأبناء إطلاق قذائف على قصر «الشعب»، وتصاعد الأحداث بدمشق ومحيطها، ويقول إنها «خلقت أجواء عامة تنذر بقرب رحيل الأسد».
ويتابع أحمد الدمشقي: «أجواء العاصمة تبدلت يومي الأربعاء والخميس وبدت وكأنها تحبس أنفاسها في انتظار حدث كبير، والهاجس الذي سيطر على سكان العاصمة: ترى هل سيدك النظام قلب دمشق بالقذائف المدفعية والجوية؟ وهل سيحولها إلى ركام مثلما فعل في باقي المدن؛ حمص وحلب ودير الزور؟».
وعزز تلك الهواجس أنباء عن حركة نزوح كبيرة لأبناء الطائفة العلوية من المناطق الساخنة مثل حي نسرين في الأحياء الجنوبية والقريب من مخيم اليرموك حيث تدور اشتباكات عنيفة وسط قصف مدفعي وجوي عنيف من قبل قوات النظام، وأيضا هروب العائلات العلوية من أحياء أخرى كانت تعد من أكثر المناطق هدوءا وأمنا مثل «مزة 86» وحي الورود، اللذين شهدا تفجيرات في الأسبوع الأخير، وجبل الرز في ضواحي دمشق، الذي سمعت فيه أصوات إطلاق نار طوال أمس.
كل التطورات في العاصمة «تبشر بقرب نهاية النظام دون أن يكون هناك يقين بذلك؛ بل ثمة يقين بأن النظام سيرتكب حماقة كبيرة في دمشق»، بحسب الناشط أحمد الدمشقي، وذلك لأن العاصمة، بحسب تقدير المراقبين، هي «الحصن الأخير الذي يسعى النظام للمحافظة عليه، وفي الشهر الأخير، يقوم باعتقال سكان العاصمة ووضعهم رهن الإقامة الجبرية من خلال تقسيم المدينة إلى مربعات أمنية صغيرة وتكثيف الحواجز وقطع الطرقات لحد الحركة، إلى درجة حولت قلب المدينة التجاري بعد الساعة التاسعة مساء إلى مدينة أشباح».. وهنا يوضح أحمد الدمشقي: «لم تعد هناك أسواق في دمشق بعد السادسة مساء سوى في منطقة الصالحية والقصاع، وبالتالي لا توجد حركة عمليا سوى في هاتين المنطقتين وباقي المدينة شبه فارغ وبعد السادسة مساء يحل ظلام دامس على كل المناطق ولا يبقى سوى العسكر والشبيحة والمضطر للخروج فيما أصوات إطلاق النار والقصف ترعد طوال الليل مع تحويم الطيران الحربي، ويوما بعد آخر يزداد هذا المشهد رعبا». ويلفت إلى أن تصريحات الأسد لقناة «روسيا اليوم» أظهرته وكأنه يقول «كلامه الأخير»؛ إذ ذكر السوريين بما سبق أن قاله الرئيس المصري حسني مبارك قبيل سقوطه بأنه سيموت في مصر، كما ذكرهم بمصير العقيد الليبي الراحل معمر القذافي.
وردا على تصريحات الأسد، خرجت مظاهرات عديدة في مناطق مختلفة من سوريا أمس تحت عنوان «أوان الزحف إلى دمشق»، وردت على التصريحات الأخيرة للرئيس بشار الأسد التي رفض فيها مغادرة سوريا، مؤكدة أنه سيسقط حتما و«سيموت في سوريا».
ففي كفرنبودة في ريف حماه، رفع شبان ساروا في مقدمة مظاهرة لافتات كتب عليها «يا بشار يا كذاب، نتمنى أن تصدق هذه المرة وتبقى في سوريا لتلقى مصير أستاذك القذافي»، و«يا بشار ستموت على أرض سوريا ولن تدفن بأرضها الطاهرة بل في مزبلة التاريخ». وهتف المتظاهرون: «يا شام ثوري ثوري، على القصر الجمهوري»، و«ما رح نهدا ولا نرتاح حتى نشيلك يا سفاح»، و«نحنا مع حلب والشام رح منسقط هالنظام».
وفي مدينة دوما بريف دمشق الذي يشهد عمليات عسكرية واسعة، قال ناشطون إن متظاهرين خرجوا «رغم قصف الـ(ميغ)». وأظهر شريط فيديو مجموعة من الشبان والرجال يصفقون على وقع أغنية يؤديها أحدهم وفيها: «جايينك يا شام جايينك يا شام.. لندوس الأسد وندعس عالنظام».
وفي أبطع في درعا، كتب متظاهرون على لافتاتهم: «مقاومة الطغاة من طاعة رب السموات»، و«اعمل لثورتك كأن النظام سيسقط غدا، واعمل لوطنك كأنك ستعيش فيه أبدا».
وخرجت مظاهرات في أحياء دمشق رغم القصف في القابون وجوبر وبرزة والعسالي في جنوب وغرب دمشق، ومناطق مختلفة في ريف العاصمة. وفي حي برزة قامت قوات النظام بإطلاق النار لتفريق مظاهرة انطلقت عقب صلاة الجمعة إلا أن الهتافات تزايدت.
وفي السياق ذاته، قال ناشطون إن منطقة جوبر المتصلة بحي العباسيين شرق العاصمة تعرضت للقصف بالقذائف المتشظية في محاولة لإصابة مكان خرجت فيه مظاهرة، الأمر الذي أدى إلى إصابة منازل المدنيين وإلحاق أضرار مادية وبشرية؛ منها المتوسطة والخفيفة، وإصابة واحدة خطيرة على الأقل بشظية بالرأس. تجدر الإشارة إلى أن المنطقة المقصوفة لا تبعد أكثر من 800 متر عن ساحة العباسيين في وسط دمشق وهي ثاني كبريات ساحات دمشق.
وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن عدد القتلى تجاوز المائة قتيل في حصيلة أولية لعدد قتلى أمس الجمعة. وبحسب الهيئة، فإن معظم القتلى كانوا في دير الزور في مجزرة ارتكبتها قوات النظام لدى قصفها سوق الجمعة في بلدة القورية أسفرت عن مقتل 17 شخصا بينهم 13 امرأة وطفلان وصف ضابط متطوع ومجند منشقان. كما لفتت الهيئة إلى أن القصف المدفعي اشتد مساء أمس الجمعة على بعض أحياء دمشق الجنوبية بالتزامن مع تحليق لطيران الـ«ميغ» في سماء المنطقة، في حين دارت اشتباكات عنيفة بين عناصر من الجيش الحر وجيش النظام على طريق أوتوستراد دمشق - درعا الدولي بالقرب من صحنايا وذلك أثناء انسحاب قوات النظام من بساتين داريا. يشار إلى أن أوتوستراد درعا - دمشق مغلق منذ يومين كما أغلقت قوات النظام جميع المداخل إلى داريا حيث يمنع دخول وخروج السكان، وكذلك في بعض الأحياء جنوب العاصمة.. في ظل أوضاع إنسانية سيئة.
 
مطار المزة العسكري تحولت أقسامه إلى معتقلات.. وصالاته إلى مستودعات للذخيرة

بيروت: «الشرق الأوسط».... يقول ناشطون سوريون يقطنون في العاصمة السورية دمشق أن مطار المزة العسكري «بات يشكل خطرا كبيرا على سكان دمشق المدنيين» ووفقا للناشطين فإن الطائرات الهليكوبتر العسكرية المولجة مهمة ضرب سكان الريف الشامي تنطلق من مدارجه ويتم تخبئتها داخل هنغارات تمتد على طول المهبط الذي يبلغ طوله 3 كيلومترات.
ويشير الناشطون «أن المطار يحتوي على طائرات مدنية تقوم بنقل الأسلحة إلى باقي المحافظات وتقوم بنقل المعتقلين أيضا من باقي المحافظات إلى مطار المزة حيث يتم وضعهم في فرع التحقيق داخل المطار تحت إشراف العميد عبد السلام محمود».
وبالنسبة للناشطين فإن هذا المطار الذي تحيط به الكثير من المناطق السكنية كالمعضمية وكفرسوسة والمزة لا تنحصر خطورته من انطلاق الطائرات منه لقصف المدنيين وارتكاب المجازر بهم. وإنما تحول إلى معقل للمخابرات الجوية، الجهاز الأكثر شراسة في تعامله مع المناهضين للنظام.
ويقول سعد (اسم مستعار) وهو ناشط يسكن بالقرب من المطار ويقوم بمراقبة حركته بتكليف من إحدى كتائب الجيش الحر رفض الإفصاح عن اسمها: «يوجد داخل مربع المطار فرع للتحقيق يقع تحديدا بجانب البوابة الرئيسية بجانب الحديقة الدائرية المطلة على المطار وهو عبارة عن بناية بيضاء كبيرة يحتجز في طوابقها السفلية المعتقلون ويشرف عليها العميد عبد السلام محمود» ويؤكد سعد لـ«الشرق الأوسط»: «وجود قناصة ورشاشات فوق بناية الفرع» كما يشير إلى «وجود دوريات على الطريق بجانب الحديقة بسيارات مدنية». كما يكشف الناشط المعارض عن وجود مستودعات كبيرة للأسلحة بجانب الحمامات في داخل المطار إذ يقول: «بجانب مستودعات الأسلحة صالة يقال لها الصالة الرياضية وهذه الصالة تحولت إلى معتقل ويوجد فيها مئات المعتقلين وهي مقابل ساحة فرع المهام الخاصة».
ويرى سعد أن قسم أمن الطيران هو من أخطر الأقسام في المطار إذا يقع كما يقول: «على بعد 100 متر من فرع المهام الخاصة ويوجد فيه معتقل كبير للمنشقين والمدنيين وعناصره قليلة». ويتابع: «يشرف على هذا القسم الشبيح أنس الذي يقوم بضرب وتعذيب المعتقلين». كما يشدد على «قسم الدراسات التي يترأسه مساعد في المخابرات الجوية ويتم من خلاله تسلم التقارير من قبل العواينية والمخبرين»، ووفقا للناشط «يقع داخل قسم الدراسات سجن عبارة عن غرفة وسجن خارج القسم ويوجد فيه مئات المعتقلين حيث يتم تعذيبهم وقتلهم» ويشير الناشط إلى «أن عناصر من الفرقة الرابعة تتواجد داخل مطار المزة العسكري إذ يقول: «توجد صالة رياضية للفرقة الرابعة بجانب قسم الدراسات».
ويطالب الكثير من الناشطين كتائب الجيش الحر المنتشرة في مدينة دمشق بتنفيذ عملية نوعية ضد مطار المزة العسكري بعد قصفه بعدد من القذائف من مدينة داريا التي كانت تحت سيطرة مجموعات من الجيش الحر قبل انسحابهم منها.
وفي بداية شهر يوليو (تموز) الماضي، قام النظام السوري باستقدام مجموعات إضافية من قواته إلى محيط مطار دمشق الدولي، بعد هجوم استهدف المطار من قبل الجيش السوري الحر الذي قصفه بمدفعية الهاون. وبحسب ناشطين في دمشق، تتمركز أكثر من 35 دبابة في المنطقة الحرجية المجاورة للمطار، وتؤازرها طائرات الهليكوبتر خشية حدوث هجمات مفاجئة يقوم بها عناصر الجيش الحر المعارض لنظام الأسد.
ويسيطر النظام السوري على 6 مطارات عسكرية تتوزع في حمص وحلب وإدلب. كما يتم استخدام المطارات المدنية التي يصل عددها إلى 14 مطارا في مهمات عسكرية في حال الضرورة، وهذا ما حصل كما يقول الناشطون «منذ اندلاع الثورة السورية وبدء العمليات العسكرية من قبل النظام الحاكم ضد الشعب السوري الثائر».
 
اشتباكات عنيفة في دمشق.. و«الحر» يحذر الأسد من أخذ سكان العاصمة «رهينة لتنفيذ قراره»، مجزرة في دير الزور والنظام يتهم «القاعدة» بارتكابها.. وانشقاق 26 ضابطا إلى تركيا

بيروت: نذير رضا .... تصدرت مدينة دير الزور المشهد الميداني في جمعة «آن أوان الزحف إلى دمشق»، حيث أكد ناشطون تعرض «سوق الجمعة» الشعبية في منطقة القورة في المدينة لقصف مدفعي، أسفر عن مجزرة جديدة ذهب ضحيتها أكثر من عشرين قتيلا معظمهم من النساء والأطفال، فيما كانت أحياء عدة من العاصمة دمشق وريفها تتعرض لقصف عنيف، وتشهد اشتباكات تمكن خلالها «الجيش الحر» من تحرير حاجز الصناعة في دمشق.
بموازاة ذلك، ذكرت المعارضة السورية أن سيارة مفخخة انفجرت أمام مقر بلدية معضمية الشام، كما انتقلت الاشتباكات من معبر راس العين الحدودي مع تركيا إلى مدينة راس العين الواقعة في محافظة الحسكة. بينما ذكرت وسائل إعلام تركية أن أكبر عملية انشقاق بين الجيش السوري حصلت ليل أمس، إذ سُجل انشقاق 26 ضابطا بينهم لواءان، وفروا إلى تركيا.
وفي دير الزور التي شهدت اشتباكات عنيفة بين الجيشين النظامي والحر، أفاد المركز الإعلامي السوري بأن قوات النظام ارتكبت مجزرة في القورية بريف المحافظة، ذهب ضحيتها 26 قتيلا وعشرات الجرحى. وذكرت لجان التنسيق المحلية أن من بين القتلى 6 أطفال و8 نساء.
من جهتها، قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن جيش النظام قصف بالمدفعية الثقيلة سوق الجمعة في مدينة القورية بدير الزور، مما أوقع عددا كبيرا من القتلى والجرحى. وقال الناطق باسم مجلس ثوار دير الزور أوس العربي لقناة «العربية» إن هذه المجزرة «تأتي كرد فعل من قبل قوات النظام على العملية العسكرية التي تقوم بها كتائب الجيش الحر الموجودة في مدينة الميادين، وتحديدا بالقرب من مدينة القورية»، في إشارة إلى الاشتباكات في محيط كتيبة المدفعية بالمدينة بين الجيشين النظامي والحر وسط قصف مدفعي على الميادين والبلدات المجاورة. وأضاف: «قامت كتائب الجيش الحر بعدة عمليات في محاولة للسيطرة على المدفعية القريبة من مدينة الميادين، فيبدو أن الخناق ضاق على هذه المدفعية الموجودة هناك، فقرر النظام الآن الانتقام من كل البلدات المحيطة بهذه المدفعية».
وكانت شبكة «شام» الإخبارية أفادت بتجدد الاشتباكات في محيط كتيبة المدفعية بمدينة الميادين بين الجيش الحر وجيش النظام، كما أعلن الجيش السوري الحر قصفه مطار الحمدان العسكري ومبنى المخابرات العسكرية في البوكمال. وقال متحدث باسم لواء «الله أكبر» لقناة «الجزيرة»، إن «عدة كتائب من الجيش الحر ما زالت تحاصر المربع الأمني في البوكمال، الذي يضم شعبة التجنيد والمصرف الزراعي ومبنى المخابرات العسكرية».
في المقابل، اتهمت دمشق تنظيم القاعدة بارتكاب المجزرة. ونقلت وكالة «سانا» الرسمية السورية عن مصدر مسؤول نفيه القاطع صحة ما بثته القنوات الفضائية عن قصف مدينة القورية بدير الزور، مؤكدا أن «المجموعات الإرهابية وخصوصا المرتبطة بالقاعدة قامت بارتكاب مجزرة بحق عدد من الذين كانوا ينوون تسليم أنفسهم وأسلحتهم للجهات المختصة وذلك للحؤول دون إعادة الأمن والاستقرار للمنطقة وإفشال الجهود التي كانت جارية في هذا الشأن».
في غضون ذلك، تواصلت الاشتباكات في أحياء متفرقة من المحافظة دمشق. وذكرت شبكة «شام» الإخبارية أن «الجيش الحر» تمكن من تحرير حاجز الصناعة في دمشق، مشيرة إلى أن اشتباكات عنيفة تدور بين «الحر» وقوات النظام في منطقة دروشا في ريف دمشق.
وفي حين ذكرت مصادر المعارضة السورية لـ«الشرق الأوسط» أن الجيش الحر نفّذ عملية أمس على إدارة المركبات، بعد عمليتين على محيط القصر الجمهوري أول من أمس، «تنفيذا لوعد قطعناه بالثأر للريف ولاغتيال اللواء وسام الحسن في لبنان».. أكد الناطق الرسمي بإسم المجلس العسكري الأعلى للجيش السوري الحر لؤي المقداد أن كتائب الجيش الحر «استنفرت منذ أربعة أيام لمنع النظام من تطبيق خطته». وأوضح لـ«الشرق الأوسط» أن «معلوماتنا تفيد أن (الرئيس) بشار الأسد اتخذ قرار التمترس في دمشق، وبدأ بسحب قواته المقاتلة في عدة محافظات إلى العاصمة، لحمايته، بالإضافة إلى ضباط يثق بهم وألوية الحرس الجمهوري من الرستن وتلبيسة»، مشيرا إلى أنه «يسعى لأخذ سكان دمشق رهينة ودرعا بشريا لحماية نفسه».
ولفت المقداد إلى أن الرئيس السوري «بدأ يشعر بفقدان السيطرة على كامل الأراضي السورية، لذلك يحاول إيجاد بقعة جغرافية واحدة يسيطر عليها، مكررا تجربة الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي حين تمترس في باب العزيزية».
وأشار إلى أن خطة الأسد «تقضي بتدمير ريف دمشق عن بكرة أبيه وسحبه عن الخارطة، ليفتح عمق استراتيجي مع حلفائه في لبنان وخصوصا حزب الله، بدليل أن حجم الدمار الذي حل في مناطق واسعة من ريف دمشق يفوق التوقعات».
وحذر المقداد النظام السوري من «أخذ سكان دمشق رهينة له»، مشددا على أن الأسد «لن يكون بمنأى عن ضربات الجيش الحر، وسيكون مصيره مثل مصير حاكم باب العزيزية معمر القذافي».
من جهة أخرى، ذكرت المعارضة السورية أن سيارة مفخخة انفجرت أمام مقر بلدية معضمية الشام، ما أدى إلى مقتل 4 أشخاص على الأقل وإصابة آخرين بجروح غالبيتهم من النساء والأطفال. وأشارت إلى أن المباني المجاورة تعرضت لأضرار كبيرة.
وأفاد ناشطون عن تعرض حي القدم وكفرسوسة في العاصمة لقصف عنيف منذ صباح أمس، مشيرين إلى قصف الطيران المروحي والدبابات التابعة لقوات النظام بساتين حي كفرسوسة. فيما شهد حي التضامن في العاصمة اشتباكات بين الجيشين النظامي والحر. وذكرت لجان التنسيق المحلية أن إطلاق نار كثيفا سمع في منطقة جبل الرز التي تحاذي القصر الجمهوري، مشيرة إلى سماع أصوات انفجارات.
بموازاة ذلك، خرجت مظاهرات في حيي العسالي وجوبر ودوما تطالب بدعم الجيش الحر وإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد. وذكرت لجان التنسيق المحلية أن قذيفة سقطت على مكان المظاهرة في جوبر بعد انتهاء البث المباشر.
من جهته، بثّ مجلس قيادة الثورة في دمشق على موقعه على «فيس بوك» صورا تشير إلى استمرار القصف لليوم الثلاثين على منطقة الحجر السود في العاصمة، وإلى تعرض دوار فلسطين في العاصمة للقصف الصاروخي. ولفت المجلس إلى تعرض حي التضامن لغارات جوية، كما تعرض منطقة القابون لقصف بطائرات الميغ، مشيرا إلى استهداف منطقة اللحمامة بقذائف الهاون.
في المقابل، ذكرت وكالة «سانا» أن وحدات من القوات النظامية اشتبكت مع «مجموعات إرهابية كانت تقوم بأعمال قتل وتخريب في حي التضامن بدمشق وصادرت كميات من الذخيرة والأسلحة بينها قناصات أميركية الصنع».
وأضافت أن «وحدة من قواتنا المسلحة لاحقت اليوم (أمس) مجموعة إرهابية مسلحة تقوم بأعمال سلب ونهب وقتل وتخريب في حي السيل بحرستا وقضت على عدد من أفرادها وصادرت أسلحتهم».
وفي ريف دمشق، أفاد ناشطون عن تكثّف القصف على الغوطة الشرقية وعربين ووادي بردى في ريف دمشق، فيما أشارت لجان التنسيق المحلية إلى أن طائرات النظام تغير على مدن الغوطة الشرقية بريف دمشق، واستهدفت مدن دوما وعربين وحمورية ومناطق أخرى. وقالت اللجان إن قوات النظام تشن حمله دهم واعتقالات في كل من قطنا في ريف دمشق، بالتزامن مع قصف من الدبابات على بساتين داريا بريف دمشق المجاورة للحي وحي نهر عيشة، وسماع دوي انفجارات هزت المنطقة مع ارتفاع أعمدة الدخان، وفق ما أفادت به الهيئة العامة للثورة.
بدورها، ذكرت قناة «شام» أن قصفا عنيفا بالدبابات وقع على مدينة رأس العين بالحسكة، فيما أفاد مراسل «الجزيرة» على الحدود التركية السورية أن مدينة رأس العين «تشهد اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وجيش النظام المحاصر في محيط مبنى فرع الأمن العسكري بالمدينة».
وفي تطور آخر على الحدود السورية - التركية، أكدت وسائل إعلام تركية، أن 26 ضابطا من الجيش السوري، من بينهم لواءان، انشقوا عن الجيش النظامي وفروا إلى تركيا خلال ليل الخميس الجمعة، فيما يعد أكبر انشقاق على جيش بشار الأسد منذ شهور. وأوضحت وكالة الأناضول للأنباء أن الضباط المنشقين، من بينهم 11 ضابطا برتبة عقيد، واثنان برتبة مقدم، واثنان برتبة رائد، و4 برتبة نقيب، و5 برتبة ملازم، مشيرة إلى أنهم عبروا إلى إقليم هاتاي مع أسرهم، وعدد آخر من الجنود، وهو ما شكل إجمالا 71 شخصا.
 
مفوضية اللاجئين: أكثر من 6 آلاف لاجئ سوري في مصر، معظمهم قادمون من حمص ويدخلون بلا تأشيرة

القاهرة: محمد عبد الرازق ... أعلنت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أن عدد اللاجئين السوريين المسجلين في مصر يبلغ ستة آلاف و97 شخصا حتى السابع من نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري ويتركز معظمهم في مدن 6 أكتوبر والهرم وفيصل والعبور ومدينة نصر والرحاب بالإضافة لمجموعة أخرى موجودة بالإسكندرية.
وأشار محمد الدايري رئيس المكتب الإقليمي لمفوضية اللاجئين في مصر في تصريحات أمس إلى أن أحدث تقرير للمفوضية يشير إلى أن هناك معلومات تؤكد أن هناك مجموعة من السوريين تضم نحو مائة وخمسين سوريا يعيشون بمدينة السلوم قرب الحدود الغربية إضافة لمجموعات أخرى تعيش في محافظات مثل دمياط الجديدة والمنصورة والغردقة والسويس والإسماعيلية.
وتوقع الدايري أن يصل عدد السوريين المسجلين لدى مكتبه في مصر إلى ما بين عشرة آلاف إلى اثني عشر ألف سوري في حال استمرار معدل التسجيل الحالي. وأضاف أن أعداد السوريين المسجلين لدى المفوضية كانت قليلت ولم تتخط ألف شخص حتى نهاية يونيو (حزيران) 2012، إلا أنه في الفترة الأخيرة بدأت تتزايد أعداد السوريين المسجلين لدى مكتب المفوضية بالقاهرة نتيجة للجهود التي بذلها المكتب في التواصل مع اللاجئين السوريين وممثليهم. وأكد الدايري في عرضه لأحدث تقرير للمفوضية بشأن اللاجئين السوريين أن معظم هؤلاء السوريين المسجلين لدى المفوضية يأتون من مدينة حمص السورية وتوجد أعداد كبيرة أيضا من دمشق وحلب. موضحا أن كل الرحلات الجوية المقبلة من دمشق وحلب يتم إشغالها بالكامل ويوجد آخرون يسافرون للبنان برا ومنها إلى القاهرة جوا، إضافة للكثير ممن يأتون لمصر من الأردن برا سعيا للعبور إلى ليبيا ولكن السلطات الليبية فرضت تأشيرات دخول على السوريين منذ الثامن من يناير (كانون الثاني) الماضي وهو ما أدى لوجود مئات السوريين العالقين بشكل أسبوعي في السلوم قرب حدود ليبيا ومصر.
وأشار إلى أن دخول السوريين لمصر لا يتطلب الحصول على تأشيرة وبالتالي يستطيعون الحياة بشكل طبيعي في مصر لمدة ثلاثة أشهر كزائرين ولكنهم يحتاجون بعد ذلك لتقنين إقامتهم في مصر عن طريق إدارة الجوازات والهجرة بوزارة الداخلية المصرية ويتم تجديد الإقامة لمدة ثلاثة أشهر فقط في المر حلة الحالية.
وأوضح أن مكتب المفوضية في مصر قام بشكل استثنائي بإجراء تسجيل متنقل في مناطق مختلفة من القاهرة والإسكندرية خلال الإجازات الأسبوعية بداية من شهر مارس (آذار) الماضي وذلك لتسهيل إجراءات تسجيلهم بالتنقل إلى مناطق تمركزهم وإصدار البطاقات الصفراء التي توثقهم كطالبي لجوء في مصر في نفس اليوم بدلا من الانتظار لمدة ستة إلى ثمانية أسابيع.
وكشف الدايري عن أن اثنتين وستين عائلة فلسطينية تضم مائة وثمانين فلسطينيا يحملون وثائق سفر سورية طلبوا التسجيل لدى مكتب المفوضية لكن المفوضية لم تسجلهم حتى الآن في انتظار السماح بتسجيل الفلسطينيين حاملي وثائق السفر السورية ليتم معاملتهم مثل أقرانهم السوريين الذين يدخلون مصر.
وقال الدايري إن مفوضية اللاجئين ترحب بقرار الحكومة المصرية مؤخرا بمعاملة الفلسطينيين حاملي وثائق السفر السورية مثل نظرائهم السوريين. وأضاف أن هناك الكثير من الأطراف في مصر عملت على إنشاء شبكة دعم قوية للسوريين مثل منظمات أهلية مصرية وجمعيات خيرية ذات خلفيات دينية توفر مساعدات مختلفة تتراوح بين المساعدات المالية الشهرية إلى توزيع الغذاء لكن زيادة أعداد السوريين الوافدين تحد من قدرة تلك الشبكات على تقديم المساعدة المطلوبة.
ويعمل بعض السوريين في سوق العمل غير الرسمية كالمطاعم وطلاء المنازل ولكن نتيجة للتقارب الثقافي ووحدة اللغة وتضامن المصريين مع السوريين فإن السوريين يحصلون على فرص عمل بسهولة في القطاع الخاص غير الرسمي.
الأسد: أردوغان يعتبر نفسه «خليفة» و«السلطان العثماني الجديد» وحمل الحكومة التركية مسؤولية التدهور في العلاقات الدبلوماسية

لندن: «الشرق الأوسط» .... شن الرئيس السوري بشار الأسد هجوما على رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، قائلا إنه يعتقد نفسه «السلطان العثماني الجديد» و«خليفة»، وذلك في مقابلة مع قناة تلفزيونية روسية بثت أمس. وفي حديث لقناة «روسيا اليوم» بدمشق أجري بالإنجليزية، قال الرئيس السوري إن أردوغان «يعتقد شخصيا أنه السلطان العثماني الجديد، وأنه يستطيع السيطرة على المنطقة كما كان الأمر خلال عهد الإمبراطورية العثمانية وتحت مظلة جديدة. إنه يفكر في أعماقه بأنه خليفة».
واعتبر الأسد أن حكومة أردوغان هي التي تدعم المعارضة السورية المطالبة بإسقاط الأسد «وليس تركيا وليس الشعب التركي» لأن الأخير «بحاجة لعلاقات جيدة مع الشعب السوري».
أما أردوغان فيعتقد أنه «إذا استولى الإخوان المسلمون على الحكم في المنطقة، خصوصا في سوريا، فيستطيع أن يضمن مستقبله السياسي»، بحسب الأسد.
وحمل الرئيس السوري رئيس الحكومة التركية المنتمي إلى حزب العدالة والتنمية الإسلامي، مسؤولية التدهور في العلاقات الدبلوماسية، والتحول في سياسات تركيا «من صفر مشكلات إلى صفر أصدقاء».
وكشف الأسد أن اتصاله الأخير بأردوغان يعود إلى مايو (أيار) 2011 لتهنئته بفوزه في الانتخابات التشريعية.
وشهدت العلاقات بين البلدين الجارين تأزما منذ دعم تركيا الاحتجاجات المطالبة بإسقاط الأسد، التي انطلقت منتصف مارس (آذار) 2011.
واتخذ هذا التوتر طابعا عسكريا مع إسقاط الدفاعات الجوية السورية في يونيو (حزيران) الماضي، طائرة حربية تركية قالت دمشق إنها اخترقت أجواءها فوق المياه الإقليمية. واستبعد الأسد احتمال اندلاع حرب بين سوريا وتركيا لأن «غالبية الشعب التركي لا تريد مثل هذه الحرب، وينطبق الأمر ذاته على الشعب السوري»، مشيرا إلى أن الخلاف بين البلدين «يتعلق بالحكومات والمسؤولين.. بين مسؤولينا ومسؤوليهم بسبب سياساتهم».
كذلك تكرر في الفترة الماضية تبادل القصف المدفعي عبر الحدود منذ مقتل خمسة أتراك جراء قذيفة مصدرها الأراضي السورية في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وتعليقا على سقوط القذائف، قال الأسد إن معرفة مصدرها تتطلب «وجود لجنة مشتركة بين الجيشين من أجل معرفة من يقصف من»، مؤكدا أن تركيا رفضت طلبا سوريا لتشكيل لجنة مماثلة.
ويستخدم النظام السوري عبارة «الإرهابيين» للإشارة إلى الثوار المعارضين الذين يحاربون القوات النظامية.
واستمرت المعارك العنيفة بين قوات النظام السوري ومجموعات معارضة له قرب الحدود التركية - السورية الجمعة، مما دفع مزيدا من السوريين إلى النزوح إلى دول مجاورة، وقد بلغ عددهم في 24 ساعة 11 ألفا.
في هذا الوقت، يناقش ممثلو المعارضة السورية في قطر مبادرة لإيجاد هيكلية جديدة تعمل على توحيد المجهود العسكري ضد النظام، وإدارة المساعدات الإنسانية، والإشراف على المناطق المحررة، مما سيجعل المعارضة أكثر تمثيلا ومصداقية أمام المجتمع الدولي.
 
مرشد «إخوان سوريا» لـ «الشرق الأوسط»: كلما زاد القتل زاد التطرف.. والغرب «المتفرج» مسؤول عن ذلك، لجان التنسيق تنسحب من المجلس الوطني احتجاجا على «سيطرة الإخوان»

لندن: محمد الشافعي بيروت: «الشرق الأوسط»... أعلنت جماعة الإخوان المسلمين في سوريا عن ترحيبها بفكرة إيجاد قيادة سياسية جامعة للمعارضة، كحكومة وحدة وطنية في حالة سقوط الرئيس بشار الأسد، تلتزم بهدف إسقاط النظام بكل أركانه ورموزه، ولا تدخل معه في أي حوار أو مفاوضات، وكشف المراقب العام لجماعة «الإخوان المسلمين» في سوريا محمد رياض الشقفة (أبو حازم) في اتصال هاتفي أجرته معه «الشرق الأوسط»، أمس، أن الأمانة العامة للهيئة الجديدة تتكون من 41 عضوا سيكون نصيب الإخوان منها 10 أعضاء، ستنتخب لاحقا رئيسا له، مشيرا إلى أن المكتب التنفيذي للهيئة الجديدة سيتكون من 11 عضوا، وقال إن المشاورات في العاصمة القطرية الدوحة ما زالت مستمرة حول «هيئة المبادرة الوطنية السورية» وأشياء أخرى لم يتفق عليها بعد، ونفى ما تردد من أن «الإخوان» يسعون لفرض سيطرتهم على الهيئة الجديدة، وقال إن غياب تمثيل المرأة السورية عن الأمانة العامة للمجلس الوطني السوري، جاء نتيجة عملية انتخابات ديمقراطية، إلا أن الهيئة الجديدة يمثل فيها أغلب الطيف الوطني السوري، على الرغم من غياب البعض. وبخصوص انتقادات وزير الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بأن سوريا بحاجة إلى معارضة قوية لمقاومة جهود المتطرفين الذين يحاولون اختطاف الثورة السورية، مشيرة إلى وجود تقارير مقلقة تخص محاولة توجه المتشددين للسيطرة على مكتسبات الثورة السورية لمصالحهم الخاصة، قال رياض الشقفة مرشد عام «إخوان سوريا»: «أستطيع القول: كلما زاد القتل زاد التطرف، والغرب هو المسؤول أيضا، لأن زعماءه لم يقفوا بما فيه الكفاية إلى جانب الثورة السورية، لأنه ليس من المعقول أن تحدث المجازر في بلدنا سوريا، والعالم واقف يتفرج علينا»، وأعرب الشقفة، مرشد إخوان سوريا المقيم في المنفى، عن أسفه لعدم وجود إرادة دولية للتورط في الصراع الدائر في سوريا، وكرر نداءات للمجتمع الدولي لتزويد المعارضة السورية بصواريخ مضادة للطائرات لصد الهجمات الجوية وقاذفات مضادة للدروع، لكنه قال إن «الشعب السوري سوف ينتصر من دون ذلك». وأضاف أن «الحصول على تأييد المجتمع الدولي من شأنه أن يعجل برحيل الأسد، الذي سيسقط حتى من دون مساعدة أحد، وهذا يعني إنقاذ كثير من الأرواح». وأشار إلى أن وصول الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى «سدنة البيت الأبيض في فترة ولاية ثانية لن يغير من الأمر شيئا، وسيظل الصراع كما هو حتى سقوط الأسد، الذي أعتقد أنه بات قريبا».
الى ذلك أعلنت لجان التنسيق المحلية السورية المعارضة انسحابها من المجلس الوطني، «بعد نتائج إعادة الهيكلة المخيبة للآمال». وشكت الناطقة باسم اللجان ريما فليحان من أن «هناك سيطرة شبه كاملة لجماعة الإخوان المسلمين على المجلس»، والانسحاب جاء بعد أن تبين أن «شيئا لم يتغير في أداء المجلس رغم مشروع الإصلاح، وأن التركيبة الجديدة كرست سيطرة فئة معينة وغلبت طابعا واحدا».
وجاء في بيان اللجان أنه «بعد عدة محاولات من لجان التنسيق المحلية لدفع المجلس الوطني السوري إلى تبني خطة إصلاح شاملة وجذرية وجدية، ليكون قادرا على النهوض بدوره في تمثيل ثورة الشعب السوري (...)، تأكد لنا أن المجلس غير قادر على إنجاز هذه الخطوة، وخصوصا بعد نتائج إعادة الهيكلة المخيبة لآمال معظم السوريين». وأضاف أنه «بناء عليه، تعلن لجان التنسيق المحلية في سوريا انسحابها من المجلس الوطني السوري».
وقالت فليحان إن «النتائج المفاجئة للانتخابات التي حصلت داخل المجلس تعكس سيطرة من لون واحد وتمثيلا غير منطقي.. هذا غير مقبول». وتابعت أن «جزءا كبيرا من الشخصيات المقصرة استمر في تولي المسؤوليات وشخصيات كان يمكن أن تقدم شيئا لم تتمكن من أن تكون جزءا من التركيبة الجديدة التي تخلو أيضا من أي تمثيل نسائي».
وأكدت فليحان أن لجان التنسيق تشكل جزءا من «مبادرة الهيئة الوطنية» التي بدأت المعارضة مناقشتها الخميس في الدوحة، معربة عن أملها في إقرار المبادرة. وقالت «نحن متفائلون والأجواء إيجابية».
وأضافت: «نحن لا نريد أن ينتهي المجلس كمؤسسة، بل نريده جزءا فاعلا من المؤسسة الجديدة. نريد تجميع القوى في كيان واحد يمثل كل المعارضة ويضع خططا استراتيجية للثورة. كما أننا في حاجة إلى مؤسسة جديدة قادرة على إدارة المرحلة وينبثق عنها تكتل صغير رشيق قادر على الحراك بفاعلية».
 
«أطباء بلا حدود»: لا حماية في سوريا للمستشفيات.. ونعمل على تأسيس مراكز في المنازل، واشنطن ترفع قيمة مساعداتها الإنسانية لسوريا إلى 165 مليون دولار

بيروت: كارولين عاكوم ... تظهر التصريحات المتتالية التي تصدر على ألسنة مؤسسات اجتماعية عالمية في الفترة الأخيرة مدى تفاقم المشكلة الإنسانية في سوريا. وكان آخرها ما أعلنه رئيس فرع منظمة «أطباء بلا حدود» في ألمانيا تانكرد شتوبه من أنه لا توجد حماية للمستشفيات والأطباء في سوريا، لافتا إلى أن المنظمة «تسعى لتأسيس مراكز للمستشفيات في منازل عادية حتى لا تكون واضحة للعيان ومعروفة، لإبعادها عن خطر التعرض للقصف».
وذكر شتوبه أنه من المهم أن يكون الأطباء في موقع الأحداث، لأن كثيرا من المصابين لن يستطيعوا البقاء على قيد الحياة لحين نقلهم إلى مخيمات اللجوء على الجانب الآخر من الحدود، وقال «الوضع محبط ويزداد سوءا». وأضاف أن المنظمة أسست أربعة مستشفيات في شمال وغرب سوريا، رافضا الإفصاح عن أماكنها بالتحديد لأسباب أمنية، لكنه أوضح في الوقت نفسه أن هذا العدد من المستشفيات لم يعد كافيا. وأشار شتوبه إلى أن المصابين ليسوا رجالا فحسب، بل يوجد بينهم أيضا الكثير من النساء. وحول ظروف عمل الأطباء في سوريا، قال شتوبه «إنها صعبة، حيث يتعين علينا إحضار جميع الأدوية والوسائل المساعدة من الخارج بسبب عدم إمكانية شراء أشياء من هنا. نضطر كثيرا إلى تغيير أماكن المستشفى والمبيت في أماكن مختلفة».
وذكر شتوبه أن المستشفيات والأطباء يتمتعون في الأساس بحماية القانون الدولي في أوقات الحرب، لكن هذا لا يحدث في سوريا، وقال «مطلوب منا إحداث عملية توازن مستمرة: أن نعمل في مكان النزاع وفي الوقت نفسه نهتم بأمن المرضى والأطباء».
هذا الواقع الطبي المأساوي أكده الناشط الحقوقي عبيدة فارس، قائلا لـ«الشرق الأوسط»: «هناك 3 مشاكل رئيسية يعاني منها السوريون على الصعيد الطبي والاستشفائي، وهي أن المناطق الخارجة عن سيطرة النظام تعاني من نقص حاد من المستشفيات والأطباء والأدوية والمعدات، الأمر الذي يقف حاجزا أمام معالجة المرضى والمصابين. أما في المناطق التي لا تزال تخضع لسيطرة النظام فهنا الوضع ليس أفضل، في ظل عدم إمكانية وصول المصابين إليها، نظرا إلى المراقبة المتواصلة والدقيقة التي يقوم بها الأمن السياسي لهذه المستشفيات ليعمد إلى اعتقال الناشطين. أما السبب الثالث، فهو أن قدرات هذه المستشفيات هي في الأساس لم تكن جاهزة لاستيعاب هذه الأعداد الكبيرة ومعالجة الحالات الخطيرة وإجراء العمليات الجراحية الصعبة»، لافتا إلى أن النظام يمنع ما توافر لدى المستشفيات الحكومية من تقديمات وأدوية وغيرها عن المواطنين لتقديمها إلى الضباط والموالين له.
الى ذلك أعلنت الولايات المتحدة أمس أنها رفعت قيمة المساعدات الموجهة إلى سوريا والبلدان المحاذية لها إلى 165 مليون دولار، وذلك لمواجهة العدد المتزايد من النازحين السوريين داخل البلاد وخارجها خصوصا مع اقتراب الشتاء.
وأعلن مسؤول رفيع في الخارجية الأميركية خلال المنتدى الإنساني السادس حول سوريا في جنيف، أن واشنطن أفرجت عن مساعدات إضافية قيمتها 34 مليون دولار تزاد على المساعدات المقرة سابقا والبالغة نحو 130 مليون دولار! وفق بيان صادر عن الخارجية الأميركية. وهذه الأموال موجهة للنازحين السوريين في الأردن! تركيا ولبنان ويفترض أن تساعد على «تدفئة العائلات خلال الشتاء بفضل أغطية ومواقد للتدفئة وأغطية مشمعة». والهدف أيضا من هذه الزيادة في المساعدات تمويل برامج حماية الطفولة وحملات التلقيح ونقل الجرحى ذوي الحالات الحرجة إلى خارج سوريا.
 
الأسد.. علماني «يعيش ويموت» في سوريا

طارق الحميد.... كساعة الرمل يتداعى بشار الأسد ونظامه، وهذه ليست أماني، بل واقع تؤكده تصرفات النظام، بل وتصريحات الأسد نفسه، وآخرها مقابلته مع قناة «روسيا اليوم»، التي قال فيها الأسد إنه «سيعيش ويموت» بسوريا، وإنه آخر معقل للعلمانية في المنطقة حيث تحمى الأقليات وتتعايش! وبكل تأكيد، فإن هذا بمثابة خطاب الوداع! قد يقول البعض: كيف؟
الإجابة بسيطة جدا؛ فبنظرة لتاريخ جل الطغاة في منطقتنا، حديثا، وحتى من أعميت أعينهم عن الحقائق، مثل الرئيس المصري السابق مبارك، قال جميعهم إنهم سيعيشون ويموتون ببلادهم. قالها صدام حسين، وبعده معمر القذافي.. جميعهم قالوها بغرور متناهٍ، كما قالها مبارك بسوء تقدير وعناد، والنهاية معروفة؛ فمنهم من قُتل، ومنهم من انتهى بسجن، ولو كان مشفى. واليوم يعاود الأسد ارتكاب نفس الأخطاء، وبغرور متناهٍ يوحي بأن الرجل منفصل عن الواقع، حيث يقول: «لست دمية، ولم يصنعني الغرب كي أذهب إلى الغرب، أو إلى أي بلد آخر. أنا سوري، أنا من صنع سوريا، وسأعيش وسأموت في سوريا». ومن الواضح أن الأسد تناسى أن من سيخرجه من الحكم هم السوريون أيضا، وإلا فكيف سيحكم، ويعيش، بدولة يقصف حتى أحياء عاصمتها بالطائرات الحربية؟ بالتأكيد هذا حديث رجل منفصل عن الواقع، مما يوحي بأن نهايته باتت قريبة، وبالتأكيد أن أكثر من بات مقتنعا بذلك هم من حوله، وخصوصا عندما يسمعون تصريحاته هذه، فالمقربون منه يدركون حقيقة الأوضاع، وتصريحاته هذه ستزيدهم قناعة بأن الأسد يقوم بعملية انتحارية ستقضي عليهم جميعا.
وبالنسبة لحديث الأسد عن أنه علماني، وقوله: «إننا المعقل الأخير للعلمانية والتعايش في المنطقة»، مؤكدا أن «ذلك سيكون له أثر الدومينو الذي سيؤثر في العالم من المحيط الأطلسي إلى المحيط الهادي»، فهذا دليل آخر على أن هذا النظام قد انتهى وأفلس، فالملاحظة الأولى هي أن الأسد لم يعد يبني مشروعيته، ومشروعية نظامه، على الممانعة والمقاومة، بل إنه يلجأ الآن لشعار حماية الأقليات، والعلمانية، وهذا استخفاف آخر، حيث يتناسى الأسد، ومن لف لفيفه، أن هتلر لم يكن علمانيا وحسب، بل وجاء بانتخابات ديمقراطية. ونظام الأسد نفسه يعد أسوأ مثال في منطقتنا للأنظمة التي تدعي العلمانية، أو حتى التشدق بحماية الأقليات، فصدام حسين كان علمانيا، والقذافي كذلك، لكنهما كانا مثل الأسد دمويين. والإسلاميون الذين يريد أن يقول الأسد إنه عدوهم بالمنطقة هم حلفاؤه الأساسيون، بعضهم لليوم، والبعض الآخر كان حليفه إلى قبل ساعات! فإيران، الإسلامية، حليفته اللصيقة، وحزب الله حليفه، وكذلك حماس، وغيرها من الأحزاب الفلسطينية «الجهادية»، كانت حليفته إلى قبل فترة بسيطة، مثلهم مثل الإخوان المسلمين، وكذلك الأحزاب الشيعية الإسلامية في العراق حليفته أيضا، أما «القاعدة»، فإن الأسد من أكثر من استثمروا فيها، خصوصا بالعراق.
لذا فإن تصريحات الأسد الأخيرة تقول لنا إن هذا النظام قد أفلس حتى من الحجج، ونهايته باتت قاب قوسين أو أدنى.
 
الأسد يتحدث عن نهايته!

عبد الرحمن الراشد... كان واضحا استعجال الرئيس السوري بشار الأسد للرد على ديفيد كاميرون، رئيس وزراء بريطانيا، الذي صرح لأول مرة بوضوح شديد أنه مع خروج آمن للأسد من سوريا إن كان ذلك يحقن الدماء وينقل السلطة. لن يكون مصير الأسد قراره لوحده بل الدائرة تضيق عليه ولن تكون خياراته سوى أن يموت في قصره أو يفر إلى الخارج.
تصريح كاميرون أقلق الأسد وأثار الكثير من التكهنات إن كانت هناك مؤامرة خلف الأبواب المغلقة بحل سياسي ثمنه نفيه إلى الخارج بلا محاكمة، هكذا فهمنا معنى كلمة خروج آمن. وتوافق وجود كاميرون الذي تنقل بين عواصم دول المنطقة، مع وجود وزير الخارجية الروسي لافروف الذي التقى لأول مرة رياض حجاب، الشخصية السورية البارزة في المعارضة والمقيم في منفاه في العاصمة الأردنية. حجاب كان رئيس وزراء حكومة الأسد ثم انشق بعد بضعة أسابيع من تكليفه.
ولا شك أن الأسد يدري أن الروس يتحدثون خلف ظهره عن حل يتضمن خروجه من الحكم، بعد فشلهم في طرح فكرة حكومة مصالحة فيها الأسد والمعارضة. ويؤكد أحدهم أن الروس يتحدثون عن تفاصيل خروج، أو إخراج، الأسد، لكن الطرح الروسي لا يزال غير عملي من جوانب كثيرة من حيث إدارة سوريا بعد إخراج جزار دمشق.
وأنا أعتقد أن الأسد بلغه شيء من هذا الهمس، ويدري أن كاميرون لم يطلق تصريحه اعتباطا خاصة أنه أشار إلى أنه لا يتمنى أن ينجو الرئيس السوري من المحاسبة على جرائمه، بما يشير إلى أنه جزء من نقاش وشرط مطروح لقبول حل إخراج الأسد إلى المنفى.
الروس يطرحون مع إبعاد الأسد كذلك دويلات في غرب سوريا، والإسرائيليون يؤيدونهم في هذا الخيار. والمثير ما قاله الرئيس الإسرائيلي شيمعون بيريس بعد لقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. حيث صرح بعد اللقاء بأنه ضد أي تدخل خارجي في سوريا، أي ضد التدخل الغربي المقترح، وأنه يفضل الحل «العربي» الذي سبق ان طرحته الجامعة العربية بأن تقوم قوات عربية بالتدخل في سوريا.
طبعا، بيريس يعرف أن قوات عربية ستكون ضعيفة، وستتسبب في توسيع دائرة النزاع بدلا من إسقاط النظام، لتكون حروبا عربية عربية، ومن ثم إشغال المنطقة في معارك تلهيهم عشرين سنة أخرى عن القضية الفلسطينية. أما التدخل الأجنبي، وخاصة عندما يكون تحت علم الأمم المتحدة، فإنه قادر على حسم المعركة الكبرى سريعا، وإسقاط الأسد وضمان شرعية للنظام السوري البديل، ولاحقا مواجهة إشكالات الفراغ الناجم مثل استمرار ميليشيات الأسد في المعارك الصغيرة، وكذلك مواجهة تنظيمات «القاعدة» التي وإن كانت تشارك في الحرب ضد قوات النظام تبقى هدفا للملاحقة سورياً ودولياً، كما يحدث في ليبيا اليوم.
نحن الآن في مرحلة جديدة من الصراع؛ قريبون من خروج الأسد لكن الأخطار المرافقة والملغومة ليست بالهينة. فخروج الأسد بلا محاكمة مشكلة ستواجه الجميع، وإخراجه مع شق سوريا إلى دويلات أمر مرفوض تماما.
 

المصدر: جريدة الشرق الأوسط

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,387,772

عدد الزوار: 6,947,684

المتواجدون الآن: 84