شهبا.. مدينة درزية تنضم لمناهضي نظام الأسد..معارك طرابلس تثير مخاوف من انتقال الأزمة السورية إلى لبنان

سوريا: حمام الدم يتواصل.. والمعارضة تتوقع اعترافا عربيا..تعزيز الإجراءات الأمنية في حلب.. واقتحام المسيفرة في درعا

تاريخ الإضافة الإثنين 13 شباط 2012 - 5:11 ص    عدد الزيارات 2427    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

سوريا: حمام الدم يتواصل.. والمعارضة تتوقع اعترافا عربيا
السعودية توزع مشروع قرار سوريا في الأمم المتحدة >عشرات القتلى في حمص.. ونزوح كثيف من حي الإنشاءات.. وتوتر في دوما > مقتل ضابط كبير في دمشق * السفير الأميركي ينشر صور أقمار صناعية تثبت بأن النظام يبادر بمهاجمة المدنيين تقارير عن إرسال 15 ألفا من الحرس الثوري إلى سوريا
جريدة الشرق الاوسط
الصفحة: الأولـــــى
بيروت: ليال أبو رحال ويوسف دياب واشنطن: محمد علي صالح طرابلس: سوسن الأبطح القاهرة: سوسن أبو حسين باريس: ميشال أبو نجم
واصلت قوات الأمن السورية، أمس، حملتها العسكرية على مدينة حمص، وتحديدا في بابا عمرو والخالدية والإنشاءات. وأعلن «اتحاد تنسيقيات الثورة السورية»، عن مقتل 54 شخصا، معظمهم في حي بابا عمرو. جاء ذلك بينما قال دبلوماسيون ان السعودية وزعت مشروع قرار إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، على خطى مشروع قرار جامعة الدول العربية الذي استعملت روسيا والصين «الفيتو» ضده في مجلس الأمن في الأسبوع الماضي.
ويتوقع أن تناقش الجمعية العامة مشروع القرار السعودي غدا، الاثنين، وأن يصوت عليه قبل نهاية الأسبوع. ويتكون المشروع السعودي من 3 صفحات، وعباراته «تدين بشدة» انتهاكات حقوق الإنسان من قبل السلطات السورية. ومن دون الإشارة إلى دول أجنبية، وفي هذه الحالة، روسيا والصين، ينتقد المشروع السعودي «المدافعين عن حقوق استخدام القوة ضد المدنيين، والإعدام التعسفي، وقتل واضطهاد المتظاهرين، والمدافعين عن حقوق الإنسان، والصحافيين، وأيضا الاعتقال التعسفي، والاختفاء القسري، وعرقلة إمكانية الحصول على العلاج الطبي، والتعذيب، والعنف الجنسي، وسوء المعاملة، بما في ذلك ضد الأطفال».
وفي القاهرة يجتمع وزراء خارجية دول مجلس التعاون قبل اجتماع في نفس اليوم لوزراء الخارجية العرب لبحث مساعدة الشعب السوري. ويبحث اجتماع اليوم مجمل التفاصيل الخاصة بتقييم الوضع ومراجعة القرارات التي صدرت ولم تنفذ والخاصة بالمقاطعة وطرد السفراء وقطع العلاقات مع النظام السوري. كما يتم مناقشة المقترح التركي الفرنسي المدعوم أميركيا والخاص بتأسيس مجموعة أصدقاء سوريا، لتقديم الدعم الكامل للشعب السوري وإنقاذه مما يتعرض له من إبادة جماعية عبر أسلحة النظام العسكرية. وبرز تطور جديد تمثل في إعلان «المجلس الوطني السوري»، توقعه أن تعترف الدول العربية به كممثل شرعي للشعب السوري.
وأعلن عضو المجلس الوطني السوري، هيثم المالح، أن «هناك تبدلا كبيرا طرأ على السياسة العامة لدى معظم الدول العربية بعد قرار مجلس التعاون الخليجي بطرد سفراء سوريا من دوله وسحب سفرائه من دمشق». وعلى الصعيد الميداني شهد حي الإنشاءات بحمص أمس حركة نزوح كثيفة من سكانه، على أثر الحصار المفروض عليهم منذ أيام. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «اشتباكات وقعت بين القوات السورية ومجموعات منشقة عند مداخل مدينة دوما». وفي دمشق قتل، أمس، العميد والطبيب عيسى أحمد الخولي (55 عاما)، الذي يشغل منصب مدير مشفى الشهيد أحمد حاميش العسكري، أمام منزله في حي ركن الدين، أثناء توجهه إلى عمله. وذكرت وكالة الأنباء السورية «سانا» أن «مجموعة إرهابية من 3 مسلحين ترصدوا خروج الخولي من منزله وأقدموا على إطلاق النار عليه، مما أدى إلى استشهاده». إلى ذلك أفادت تقارير إعلامية، أول من أمس، بأن طهران أرسلت 15 ألف مقاتل من «فيلق القدس» التابع للحرس الثوري الإيراني، «للمساعدة في مجابهة الاضطرابات في المدن السورية». ونشرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، نقلا عن مصادر، خبرا مفاده أن قائد «فيلق القدس»، العميد قاسم سليماني، انتقل مؤخرا إلى العاصمة السورية، دمشق، للإسهام الفعلي في مواجهة الاحتجاجات المتواصلة منذ 11 شهرا ضد النظام. على صعيد آخر, نشر روبرت فورد، السفير الأميركي لدى سوريا، الذي سحبته حكومته تعليقات عن الوضع في سوريا وصورا في صفحته على موقع «فيس بوك» للتواصل الاجتماعي على الإنترنت التقطتها الأقمار الصناعية لإعطاء دليل على هجمات الحكومة على الأحياء السكنية، وذلك بعد أيام فقط من إغلاق السفارة الأميركية في دمشق. وهذه الصور الملتقطة بواسطة أقمار صناعية تجارية، والتي كان عنوانها «تصاعد العمليات الأمنية في حمص»، مؤرخة بتاريخ السادس من فبراير (شباط)، وبها بطاقات معنونة تشير إلى مبان محترقة ودخان وحفر نجمت عن صدمات شديدة ومركبات عسكرية ومركبات مصفحة.
تعزيز الإجراءات الأمنية في حلب.. واقتحام المسيفرة في درعا

حركة نزوح كثيفة من حي الإنشاءات في حمص.. والقصف على بابا عمرو متواصل

جريدة الشرق الاوسط... بيروت: ليال أبو رحال... واصلت قوات الأمن السورية، أمس، حملتها العسكرية على مدينة حمص، التي دعا ناشطون إلى تسميتها «عاصمة الانتفاضة السورية»، حيث لا تزال أحياؤها تتعرض لقصف عنيف ومتواصل منذ أكثر من أسبوع، وتحديدا في بابا عمرو والخالدية والإنشاءات. وبينما أعلن ثائر الحاجي، الناطق الإعلامي في أوروبا وعضو المكتب التنفيذي لاتحاد التنسيقيات السورية، في اتصال مع «الشرق الأوسط»، أن عدد القتلى أمس بلغ 54 شخصا، أغلبهم في حمص، ومعظمهم في حي بابا عمرو، شهد حي الإنشاءات حركة نزوح كثيفة من سكانه، على أثر الحصار المفروض عليهم منذ أيام، الذي أدى، وفق ناشطين، إلى فقدان المواد الأساسية، وخصوصا حليب الأطفال، مع استمرار انقطاع التيار الكهربائي واتصالات الجوال والإنترنت وتقطع متكرر للاتصالات عبر الهاتف الأرضي، عدا تعرض محاله ومؤسساته التجارية للسرقة والنهب. وقال أحد الناشطين إن قوات الأمن و«الشبيحة» اقتحموا منازل خالية من سكانها، وأقدموا على سرقة محتوياتها من أجهزة إلكترونية وكهربائية.
وذكرت لجان التنسيق المحلية في سوريا أن «إطلاق نار متقطع وانفجارات عدة وقعت في حي الربيع العربي، في ظل استمرار انقطاع خدمات الإنترنت والاتصالات والكهرباء والماء وعدم توفر الخبز». كما تعرضت منطقة كرم الزيتون لقصف عنيف، في وقت شهدت فيه منطقة الرفاعي اشتباكات بين الجيش النظامي وأفراد من «الجيش السوري الحر».
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن أحد أعضاء «الهيئة العامة للثورة السورية»، هادي عبد الله، إشارته إلى أن «حي بابا عمرو تعرض للقصف الذي كان يتوقف لمدة ربع ساعة قبل أن يعود من جديد»، لافتا إلى أن «هناك منازل تضررت بشكل جزئي إذ أحدثت القذائف فتحات في جدران المنازل». وأكد «تردي الحالة الإنسانية في هذا الحي، حيث لا يتمكن سكانه من الخروج إلى الأحياء المجاورة للحصول على المواد الغذائية والطبية في ظل انقطاع التيار الكهربائي والاتصالات».
وفي دمشق، التي وثقت فيها لجان التنسيق المحلية 40 نقطة تظاهر في «جمعة روسيا تقاتل أطفالنا»، اقتحمت قوات الأمن و«الشبيحة» شارع الثورة وساحة الحرية في منطقة الحجر الأسود، وقامت بإنشاء حواجز أمنية وتنفيذ حملة اعتقالات عشوائية.
أما في ريف دمشق، فقد أكد محمد وهو أحد الناشطين في دوما، لـ«الشرق الأوسط» أن «القوات الأسدية اقتحمت بالدبابات والمدرعات المدينة قبل موعد تشييع أحد قتلى (جمعة روسيا تقتل أطفالنا) ويدعى أحمد عمر الشيخ، كما حاصرت الجامع الكبير، منفذة حملة اعتقالات في داخل الجامع بين صفوف المصلين، الذين أصيب عدد كبير منهم بجروح».
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «اشتباكات وقعت بين القوات السورية ومجموعات منشقة عند مداخل مدينة دوما»، بينما نقلت صفحة «الثورة السورية ضد بشار الأسد» على موقع «فيس بوك»، عن ناشطين إشارتهم إلى أن «الجيش اقتحم المدينة بالدبابات لمنع أي حراك فيها، وقاموا بإطلاق النار على المارة والمدنيين والمصلين الذين كانوا داخل المساجد يصلون صلاة الظهر، ثم قاموا باعتقالهم». وكانت مظاهرة نسائية خرجت في منطقة التل في ريف دمشق من جوار جامع الفاروق، هتفت للمدن المنكوبة وطالبت بإسقاط النظام.
وفي دمشق قتل، أمس، العميد والطبيب عيسى أحمد الخولي (55 عاما)، الذي يشغل منصب مدير مشفى الشهيد أحمد حاميش العسكري، أمام منزله في حي ركن الدين، أثناء توجهه إلى عمله. وذكرت وكالة الأنباء السورية «سانا» أن «مجموعة إرهابية من 3 مسلحين ترصدوا خروج الخولي من منزله وأقدموا على إطلاق النار عليه، مما أدى إلى استشهاده».
ويحمل الخولي، وهو من مواليد جبلة، محافظة اللاذقية، إجازة في طب المفاصل من جامعات رومانيا وتخصص في باريس، قبل أن يعين رئيسا لشعبة المفاصل في مشفى تشرين العسكري عام 2004 ثم رئيسا لأطباء مشفى الشهيد أحمد حاميش، وله 4 أبناء شباب و3 فتيات.
وأفادت وكالة «سانا» بأن «عملية اغتيال الخولي تأتي في إطار استهداف المجموعات الإرهابية المسلحة الكفاءات الوطنية والعقول والكوادر الطبية والتقنية والفنية»، معددة أسماء عدد من حملة «الخبرات العلمية والكوادر الوطنية الكفؤة والمتخصصة، ممن اغتالتهم المجموعات المسلحة».
أما في حلب، فقد كثفت قوات الأمن تعزيزاتها في الأحياء التي تشهد حركة احتجاجات عقب الانفجارين اللذين هزا المدينة، وخصوصا في أحياء المرجة والفردوس والصاخور في شمال المدينة وحي صلاح الدين في جنوبها. وذكر أحد الناشطين أن «3 مدرعات دخلت للمرة الأولى حي الصاخور حيث انتشر عدد من القناصة في كل مكان»، مشيرا إلى «تدهور الحالة في هذه المناطق التي تشهد تقنينا للكهرباء ونقصا في المحروقات».
وفي الزبداني، وبعد ليلة من القصف العنيف، وصلت قوات الجيش لتخوم المدينة بعد أن دخلت مدينة مضايا، أول من أمس، وقال ناشطون إن المدينة تحولت إلى مدينة أشباح بعد أن هجرها معظم سكانها، وهي بحالة من الدمار الهائل بسبب القصف المستمر منذ بداية الحملة. وذكر مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق أن عناصر من «الجيش الحر» انسحبوا بشكل تكتيكي ومنظم بعد مفاوضات مع الجيش الأسدي مقابل عدم قيام الأخير بأي تخريب، وحرصا من «الجيش الحر» على منع الجيش الأسدي من استمراره في التخريب العشوائي وتدمير الأبنية وقتل الأبرياء، مؤكدا في الوقت عينه أنه «مستعد للرد في حال حدوث أي عمل مباغت في الزبداني».
في موازاة ذلك، اقتحمت قوات الأمن السوري صباح أمس بلدة المسيفرة في محافظة درعا، مدعمة بالدبابات والآليات العسكرية، وأطلقت النار بشكل عشوائي وكثيف من الرشاشات الثقيلة ومضادات الطيران على المدنيين العزل وعلى المنازل. كما نفذت قوات الأمن حملة مداهمات واعتقالات وتفتيش شرسة، تخللها حرق للدراجات النارية ومصادرة الحواسيب وتخريب للأثاث في المنازل.
وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مواطنين اثنين قتلا وأصيب ثلاثة بجروح خلال العمليات العسكرية التي نفذتها القوات السورية في المسيفرة، وذكر أن «قوات عسكرية أمنية تضم دبابات وناقلات جند مدرعة اقتحمت بلدة المسيفرة، بالتزامن مع إطلاق نار كثيف وبدء تنفيذ حملة مداهمات واعتقالات وإحراق للدراجات النارية ومصادرة أجهزة الكومبيوتر وتنكيل بالأهالي».
وبعد ظهر أمس، أفاد ناشطون بانسحاب «العصابات الأسدية من المسيفرة بشكل طارئ، خشية احتمال الوقوع في مصيدة (الجيش الحر) الذي يستنفر في كل مناطق حوران، متخوفين من أن يكون هذا الانسحاب يهدف لإعادة التموضع أو مهاجمة أماكن أخرى في حوران».
وفي بلدة تسيل (درعا)، استمرت الحملة الأمنية في البلدة والمداهمة العشوائية للمنازل بعد حرق وسرقة المحال التجارية، خلال اليومين الماضيين، وحرق بعض البيوت انتقاما من أصحابها. كما شهدت داعل إطلاق نار كثيفا يوم أمس.
وفي دير الزور، خرجت مظاهرة صباحية في الطيانة نصرة لحمص وللمدن المحاصرة، وهتفت للحرية ولإسقاط النظام، على الرغم من الحصار المفروض على المنطقة من قبل الأمن وعصابات «الشبيحة».
معارك طرابلس تثير مخاوف من انتقال الأزمة السورية إلى لبنان

أحمد الحريري: هناك مؤامرة خارجية تحاك ضد المدينة وأهلها

جريدة الشرق الاوسط... طرابلس (شمال لبنان): سوسن الأبطح... تواصلت الاشتباكات المسلحة يوم أمس في مدينة طرابلس (شمال لبنان) لليوم الثاني على التوالي، فيما لم تبد الأطراف المعنية تفاؤلا كبيرا بوضع حد نهائي وحاسم للتوتر الأمني، الذي انفجر بعد ظهر يوم الجمعة إثر مظاهرتين معارضتين للنظام السوري.
وكانت اشتباكات عنيفة اندلعت بين منطقتي باب التبانة (غالبية سنية) وجبل محسن (غالبية علوية) في طرابلس بعد صلاة الجمعة، استخدمت فيها القذائف الصاروخية والقنابل اليدوية والأسلحة الرشاشة، لم تهدأ حدتها رغم انتشار قوات الجيش وملالات مغاوير البحر، ومحاولتهم قمع المسلحين، مما أسفر عن مقتل مدنيين اثنين وجرح نحو 10 عناصر من الجيش وما يقرب من 30 مدنيا.
من جهته، أكد الأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري، أن «هناك مؤامرة تحاك ضد طرابلس وأهلها لأهداف خارجية»، متهما النظام السوري بـ«توتير الوضع الأمني ومحاولة إشعال الساحة اللبنانية بدءا من طرابلس». وقال الحريري في اتصال مع «الشرق الأوسط»: «نحن نرفض الفتنة، لأننا في أيام أصعب بكثير من هذه الأيام رفضناها، لذلك طالبنا من قبل ونطالب الآن بجعل طرابلس مدينة منزوعة السلاح كما كل لبنان باستثناء سلاح الجيش والقوى الأمنية الشرعية»، معلنا رفضه مقولة «محاصرة جبل محسن مقابل محاصرة حمص التي يروجها بعض جماعة سوريا في لبنان»، معتبرا أن «الجيش والقوى الأمنية مسؤولون عن ضبط الانفلات الأمني الحاصل».
وتبادل الطرفان من جبل محسن وباب التبانة الاتهامات بإشعال المعركة، وقال رفعت علي عيد مسؤول العلاقات السياسية في «الحزب العربي الديمقراطي» في جبل محسن (العلوي) لـ«الشرق الأوسط» يوم أمس «نحن لا نشارك في المعارك، ونتلقى الضربات بكل أنواع الأسلحة، والدمار عندنا في المنطقة كبير، ومع ذلك لا نرد على الاعتداء الذي يشارك فيه سلفيون وعناصر من تيار المستقبل. الجيش تمركز في مناطقنا وهو الذي يتولى الرد على مصادر النيران، ومع ذلك لا يزالون يضربون على الجيش. نحن سنبقى على موقفنا هذا حتى يقول لنا الجيش لا علاقة لنا بكم وتدبروا أمركم معهم». وأكد عيد أن حزبه حين يطلق النار لا يخجل من ذلك «لكن هذه المرة هم مصرون على الهجوم علينا». ووصف القذائف التي تخرج من الجبل مستهدفة المدينة بأنها «عمل عناصر غير منضبطة». وأضاف عيد «ما يحدث اليوم تم التحضير له، فقد بدأت بوادره منذ الأسبوع الماضي حين أطلقوا شعار (جبل محسن مقابل حمص) وأخذوا يطلقون علينا القذائف يوميا، وبعد صلاة ظهر الجمعة أخذت جماعات موتورة تطلق النار علينا، بشكل جنوني».
ورد النائب السابق، وعضو المكتب السياسي في تيار المستقبل، مصطفى علوش في حديث لـ«الشرق الأوسط» على ما قاله عيد حول مسؤولية تيار المستقبل عن الهجوم على جبل محسن بالقول «المجموعات الموجودة في التبانة لا وجه سياسيا محددا لها، ولها عدة انتماءات، بينهم من يوالون تيار المستقبل، لكننا لا نملك القدرة على ضبطهم». واعتبر علوش أنه «لا حل لمشكلة جبل محسن وباب التبانة بشكل جذري إلا بسقوط النظام السوري، الذي سيغير المعادلة الحالية. هناك فئات مرتبطة بهذا النظام ومنها حزب رفعت عيد، لذلك يريدون توتير الأجواء».
وبينما كانت الاشتباكات على أوجها يوم أول أمس الجمعة، دوى انفجار كبير في مزرعة تقع في منطقة أبي سمراء، قرب جامعة الجنان، في طرابلس نحو الساعة السادسة مساء، تبين أنه ناجم عن انفجار مستودع للذخيرة، أدى إلى جرح ثلاثة سوريين ولبنانيين، توفي أحدهم أمس، بينما يخضع آخرون لحراسة مشددة لاستجوابهم عندما تتحسن حالتهم. وقال رفعت عيد في حديثه أمس «إن المستودع تابع لتيار المستقبل، والجرحى باتت أسماؤهم معروفة كما انتماءاتهم السياسية، وجميعهم لا يزالون في المستشفى بعد أن توفي أحدهم، بينهم شابان لبنانيان من تيار المستقبل وثلاثة معارضين سوريين». عضو المكتب السياسي في تيار المستقبل مصطفى علوش رد على هذا الاتهام قائلا «لا معلومات عندي عن المستودع الذي انفجر سوى أنه لتاجر أسلحة. ولا علم لي أيضا بوجود أي مخازن أسلحة لها علاقة بتيار المستقبل. وإذا كان هناك من اتهام فليوجه إلي باعتباري مسؤول تيار المستقبل في طرابلس، ولتقم القوى الأمنية بتحرياتها، فأنا لست نائبا في الوقت الحالي، ولا أتمتع بأي حصانة، ويمكنهم أن يوجهوا لي التهمة مباشرة». وكان وزراء طرابلس ونوابها على اختلاف انتماءاتهم قد اجتمعوا مساء الجمعة، في منزل النائب محمد كبارة، وطلبوا من جميع المسؤولين وعلى رأسهم رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الوزراء نجيب ميقاتي الذي كان يتابع الوضع من باريس، استعمال الحزم، مؤكدين أنهم يرفعون الغطاء السياسي عن كل مخل بالأدب.
وأصدرت قيادة الجيش اللبناني بيانا يوم أمس أكدت فيه «قرارها الحاسم بالتصدي للعابثين بالأمن في الشمال إلى أي جهة انتموا، وملاحقة جميع المتورطين في الأحداث حتى توقيفهم وتسليمهم إلى القضاء المختص. وحمّلت العناصر المسلحة ومن يقف خلفهم، مسؤولية أي خسائر جسدية ومادية تقع في صفوف المدنيين أو العسكريين».
وذكر بيان قيادة الجيش أن «قوى الجيش واصلت تعزيز إجراءاتها الأمنية في منطقة باب التبانة – جبل محسن، والقيام بعمليات دهم دقيقة لأماكن الذين شاركوا بالاشتباكات التي حصلت يوم أمس، حيث تمكنت من توقيف عدد من المسلحين، وضبط كميات من الأسلحة والذخائر الموجودة بحوزتهم، فيما أصيب عدد من العسكريين بجروح مختلفة، أحدهم في حال خطر». وتأتي هذه الاشتباكات بعد احتقانات طائفية تشهدها منطقة الشمال اللبناني بشكل عام، وطرابلس بشكل خاص، كانعكاس لما يدور في الداخل السوري، خاصة في حمص المحاذية للحدود اللبنانية. وشهدت طرابلس في الأيام الأخيرة مظاهرات شبه يومية ضد النظام السوري وتضامنا مع المعارضة السورية. وبينما يرفع أهالي جبل محسن صورا للرئيس السوري ووالده حافظ الأسد والسيد حسن نصر الله، كقادة لهم، يرفع أهالي منطقة باب التبانة المتداخلة مع الجبل صورا مناهضة للنظام السوري وصور بعض الضحايا الذين قضوا على يده، وكان آخرها صورة للرئيس السوري كتب عليها «السفاح». واعتبر مصطفى علوش أن هذه الجولة من المعارك من المفترض ألا تطول بين المنطقتين لأنه «لا قرار سوريا أو إقليميا بالتفجير، وإلا لكانت امتدت المعارك على نطاق أوسع. هناك توترات أسبابها محلية، لذلك من المفترض أن تتمكن القوى الأمنية من ضبطها إذا هي تدخلت بشكل حازم».
شهبا.. مدينة درزية تنضم لمناهضي نظام الأسد

حالة فوضى بعد اقتحامها من «الشبيحة» وإحراق منازل لناشطين

بيروت: «الشرق الأوسط»... لم يخطر ببال الرئيس السوري بشار الأسد أن مدينة شهبا التابعة لمحافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية والتي زارها قبل أسبوع فقط من اندلاع الثورة السورية واستقبلته آنذاك، بحفاوة بالغة، ستنتفض ضده وتعلن انضمامها إلى ثورة الشعب السوري.
المدينة التي تقع على بعد 85 كيلومترا إلى الجنوب، من العاصمة دمشق شهدت الثلاثاء الماضي اشتباكات عنيفة بين متظاهرين معارضين وعناصر من الشبيحة، حيث خرجت مظاهرات تطالب برحيل نظام بشار الأسد في أكثر من حي من أحياء المدينة وفقا لأحد الناشطين «مما دفع الأمن والشبيحة إلى الانتشار بكثافة في شوارع شهبا وملاحقة المتظاهرين واعتقال عدد منهم». ويشير الناشط إلى أن «المدينة شهدت حالة فوضى فقد تم اقتحام منازل بعض الناشطين وتخريب محتوياتها على يد الشبيحة». وقد أظهرت مجموعة من الصور قامت تنسيقية شهبا للثورة السورية بنشرها في صفحتها على «فيس بوك» بعض المنازل التي تم إضرام النيران بها وتخريبها.
هذا التصعيد في البلدة الدرزية التي تقع على أحد تلال جبل العرب، دفع مجلس الثورة في مدينة حمص إلى إصدار بيان يحيي فيه «هبة أبناء شهبا العرب لنصرتهم وغيرتهم على الدم السوري الواحد». كما دعا المجلس عبر بيانه أهالي شهبا للاستمرار في تصعيدهم دون خوف أو تردد «أنتم أهل البسالة والشجاعة، فلا تسمحوا لما قام به شبيحة النظام من قمع وترهيب أن يثني عزيمتكم عن المضي والاستمرار في تطوير تكتيكات المواجهة وفق خصوصية منطقتكم ونحن معكم بكل ما نستطيع. لا يغرنكم أسلحتهم وتعجرفهم، نحن خبرناهم وكشفنا جبنهم وكسرنا شوكتهم وأسقطنا نظامهم في حمص حتى في أعينهم أنفسهم، وهو أوهن عليكم من بيت العنكبوت إن توحدتم وآمنتم بقضيتكم النبيلة».
وشهبا هي إحدى بلدات محافظة السويداء، المحافظة التي تعد أكبر مدن جبل الدروز. ورغم أن درعا مهد الثورة السورية ومكان انطلاقتها، تحد مدينة السويداء من الغرب، فإن تأثيرات انتفاضة أهل درعا ومعظم قرى سهل حوران، اقتصرت في السويداء على النخبة والمحامين وبعض طلاب الجامعات حيث نظمت بعض الاعتصامات والأنشطة الإنسانية والتي لم تتحول إلى حركة شعبية شاملة. ويعزو سامر أحد الناشطين في مدينة السويداء ضعف مشاركة مدينته في الثورة السورية إلى «نجاح النظام السوري في ترويج خطاب تخويفي استهدف فيه الأقليات ومنهم الدروز والمسيحيون الذي يقطنون في هذه المدينة». ويضيف الناشط الذي يعاني من تضييق أمني شديد «هذا الخطاب بدأت مفاعيله تنتهي والناس في السويداء صارت تدرك أن النظام ليس حامية لها، هناك حالة معارضة شاملة في المدينة تنتظر رفع القبضة الأمنية لتنتفض ضد نظام الأسد». ويتساءل الناشط «كيف لنظام يقتل أكثر من 8000 من شعبه ويكون حاميا للأقلية؟» مؤكدا أن «السويداء ستنضم بقوة أكبر في الأيام المقبلة إلى مظاهرات الثورة السورية ولن تستطيع قطعان الشبيحة ردعنا عن مساندة إخوتنا في حمص وريف دمشق ودرعا».
يذكر أن محافظة السويداء تملك تاريخا طويلا بمقاومة الاحتلالات التي تعاقبت على سوريا، حيث قاوم أبناؤها العثمانيين وكانوا من أوائل من دخلوا دمشق بعد خروج الجيش العثماني. وتزعمهم بعد ذلك سلطان باشا الأطرش في الثورة السورية الكبرى عام 1925 ضد الاحتلال الفرنسي.
روسيا تسعى لإعادة تأهيل قاعدة التجسس في قاسيون وتُسرّع تسليح سورية
الحياة..موسكو – رائد جبر
 

فتح إعلان مسؤول رفيع في وزارة الدفاع الروسية قبل يومين عن وجود خبراء لبلاده، في «مختلف القطعات والمواقع العسكرية السورية» وعزمها على تكثيف التعاون العسكري والتقني مع دمشق في المجالات المختلفة، الباب أمام تكهنات وفرضيات عدة أجمعت على تعاظم الدور العسكري والأمني الروسي في سورية خلال الفترة الأخيرة والتوجه إلى تعزيز التعاون وتكثيف الجهود لدعم السلطات السورية في مواجهة التطورات الميدانية الداخلية والضغوط الخارجية المتزايدة.

وكان نائب وزير الدفاع الروسي أناتولي أنتونوف أقر الخميس في مقابلة مع شبكة تلفزيونية روسية أن موسكو نشطت من تحركاتها العسكرية في سورية في شكل ملموس خلال الشهور الأخيرة .

وأشار إلى «تعاون عسكري – تقني مكثف بين روسيا وسورية»، قائلاً إن «خبراءنا موجودون في مواقع ومنشآت عسكرية مختلفة في تلك المنطقة، التي تعتبر، في رأينا، ذات أهمية مستقبلية كبرى على صعيد التعاون العسكري الدولي».

ولفت أنتونوف إلى أن «الوضع المتقلب والمضطرب في الشرق الأوسط يجعل قيادة المؤسسة العسكرية الروسية تراقب في شكل دقيق كل تحرك حول سورية ونحن نفكر ملياً في الخطوات المحددة التي قد تتخذ هناك».

وذكر أن وزارة الدفاع الروسية تابعت «النقاشات القاسية التي دارت في مجلس الأمن» في الشأن السوري، و «نحن نتعاون مع زملائنا في الخارجية، ونعتبر مثلهم أن من الضروري عدم السماح بحدوث أي تدخل عسكري في سورية».

وتزامنت تصريحات الجنرال الروسي مع ظهور تقارير إعلامية تحدثت عن إرسال «عدد كبير من الخبراء ورجال الوحدات الخاصة» الذين نقلوا إلى سورية بوسائل مختلفة وفي شكل سري، ولم يستبعد مراقبون أن تكون السفن الروسية التي نقلت حمولات من الذخيرة إلى سورية كان على متنها خبراء وعسكريون روس».

لكن اللافت أكثر كان إصرار المؤسسة العسكرية الروسية على التأكيد أكثر من مرة خلال الفترة الأخيرة على عزمها مواصلة تزويد دمشق بأسلحة وتقنيات حديثة، ولم تكد تمضي أيام على إعلان مؤسسة «روس أبورون اكسبورت» عن توقيع عقد لتزويد دمشق بمروحيات من طراز «ياك» حتى أُعلن عن نية روسيا إرسال مقاتلات حديثة من طراز «ميغ» إلى سورية هذا العام، علماً بأن العقد بين الجانبين في هذا الشأن وقع في عام 2007 ولم توضح موسكو سبب تأخير تنفيذه خلال السنوات الماضية، أو السبب الذي دعاها لـ «تسريع» تنفيذه في العام الحالي. كما ينتظر أن تحصل دمشق بحسب المصادر الروسية على أنظمة صاروخية من طراز «بوك أم واحد» وهي أيضاً جرت المماطلة في تسليمها سابقاً.

لكن النقطة التي لفتت الأنظار أكثر جاءت مع الزيارة التي قام بها أخيراً، إلى سورية مدير الاستخبارات الخارجية ميخائيل فرادكوف مرافقاً وزير الخارجية سيرغي لافروف.

وكانت تساؤلات عدة برزت عن أهداف ضم رئيس جهاز الاستخبارات إلى الزيارة، وبحسب معطيات نقلتها وسائل إعلام روسية عن مصادر في فرنسا، سلم فرادكوف الجانب السوري صوراً التقطتها الأقمار الاصطناعية لمناطق تمركز المعارضين السوريين، كما أنه أجرى مناقشات مع قيادات عسكرية وأمنية سورية بهدف تعزيز مواقع المؤسسة العسكرية والأمنية تحسباً لتطورات الموقف الميداني واحتمالات المرحلة المقبلة.

ولم تستبعد صحيفة «برافدا رو» الإلكترونية الروسية أن يكون إصرار موسكو على مواصلة الدفاع عن النظام السوري وتعزيز قدراته مرتبطاً بخطة روسية واسعة لمواجهة جهود واشنطن لمحاصرة روسيا عبر نشر الدرع الصاروخية في مناطق مختلفة من أوروبا وصولاً إلى تركيا.

ولفتت إلى «مخاوف لدى الغرب بسبب مناقشات أجراها فرادكوف في دمشق حول خطط لإحياء محطة تجسس سورية كانت تعمل في العهد السوفياتي على جبل قاسيون، وتسعى موسكو إلى إعادة تأهيلها وتطويرها من أجل استخدامها لأغراض عدة بينها رصد تحركات الغرب في المنطقة.

وزادت أن دمشق أعلنت عن استعدادها لاستضافة قاعدة أخرى تبعد عن الحدود السورية – التركية نحو 160 كيلومتراً وهي ستكون في حال صحت المعطيات ذات فائدة كبرى لروسيا لمواجهة تمدد الغرب شرقاً وخطط نشر الدرع الصاروخية الأميركية في تركيا.

وبحسب معطيات الصحيفة فإن الوجود العسكري الروسي في دمشق يُعد عنصراً من عناصر «الرد القوي» الذي هددت به موسكو الغرب في حال واصل مساعيه لنشر «الدرع» وتوسيع «الأطلسي» شرقاً. وبالإضافة إلى سورية قالت الصحيفة إن لدى موسكو خططاً للعودة بقوة إلى فيتنام وكوبا.

«عنزة ولو طارت» ... السخرية أيضاً نشاط ثوري
الحياة..زينة إرحيم
 

«عنزة ولو طارت» من أوائل «البرامج» الساخرة التي ينتجها هواة وناشطون، يبثونها على «يوتيوب»، وتحصد متابعة لافتة. مذيعة بقناع ملوّن، تخاطب الكاميرا بحيويّة ولهجة عامية رشيقة، إذ تعلّق على مقاطع لخطابات شخصيات اعتبارية كان لها حضورها في دعم النظام السوري طوال الأشهر الماضية، مع تقنيات عرض متنوعة ولقطات لكاميرا تبدو احترافية على رغم أن الإمكانات المتاحة لها محدودة.

بدأ «عنزة ولو طارت» بثّه في آب (أغسطس) الماضي، ليصل عدد مشاهديه، بعد الحلقة السابعة، إلى ما يقارب 300 ألف شخص، وهو ما زال مستمراً.

تقول صاحبة فكرة البرنامج ومعدّته لـ «الحياة» (وهي آثرت عدم ذكر اسمها للأسباب الأمنية المعروفة في ظل الأوضاع الحالية في سورية) إن شخصية «أبو نظير» ملهمة وصاحبة الفضل في ابتكار الفكرة. و «أبو نظير» هو «إرهابي»، كما يقول النظام، قاد «عصابات مسلحة للتخريب» في اللاذقية، ما دفع التلفزيون السوري الرسمي إلى إجراء مقابلة معه، أدلى فيها بـ «اعترافات» متلعثمة ومليئة بالتناقضات كانت السبب في تحوّله مضرب مثل معروف في أوساط الناشطين في المعارضة السورية، وحوّلته شخصية هزلية حتى باتت جملته الشهيرة «ربّي يسّر» مثاراً للتندر... وما لبثت شهادة رسمية صادرة عن وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، سُرّبت لاحقاً، أن أفادت بأنه «معاق ذهنياً» ويتلقّى مساعدات من الدولة على هذا الأساس.

تقول مُعدّة «عنزة ولو طارت»: «عندما عرض التلفزيون السوري اعترافات أبو نظير الخطيرة، أثار جنوني غباء الأشخاص الذين أخرجوه إلى الإعلام، وشعرت بأن النظام وإعلامه يعاملاننا وكأننا بلا عقول، وإن غياب ردّ ساخر على هذه السخرية سيكون بمثابة جريمة في حق السوريين والرأي العام، وعندها خطرت لي فكرة فيديو ساخر، من حلقات، يبث على الإنترنت».

«المندسّة السورية»

يقوم «عنزة ولو طارت» على ثلاثة سوريين، يقومون بالمهمّات المختلفة، وهو يصوّر ويعّد خارج سورية. وفضلّ الفريق عدم الإجابة عن سؤال حول ما إذا كان بينهم من له خبرة في مجال البرامج التلفزيونية لأن ذلك قد يكشف هويتهم ويعرّضهم للخطر، حتى ولو كانوا خارج البلاد، فأتباع النظام في كل مكان بحسب قولهم.

تناول برنامج «عنزة ولو طارت» في حلقته الأولى موقف الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله من الثورة السورية، وعرضت الحلقة التي حملت عنوان «مع حسن نصر الله»، مقاطع من خطاباته التي يعلن فيها تأييده الصريح للثوار في تونس ومصر وليبيا وهو يترحم على الشهداء في البحرين، وتساءلت المذيعة: «لماذا يا شيخ المقاومة كل الثورات عندك ثورات إلا الثورة السورية فتنة وضلال؟».

بلغ عدد مشاهدي هذه الحلقة 296 ألفاً، وتراوحت تعليقاتهم بين تحية المذيعة وطلب المزيد من الحلقات، وبين تخوين القيمين على الفيديو واتهامهم بالتعامل مع أميركا والغرب ضد المقاومة والقضية الفلسطينية.

في الشهر ذاته «حاورت» المذيعة التي تسمّي نفـسـها «مندسّـة سـوريّة»، وزيـر الخارجية السوري وليـد المعلّم، افتـراضياً طـبعاً، مـفـنـدّةً أقـواله وتـصـريحاته خلـال المـؤتمر الـصـحافي الأول الـذي مـسـح فـيها أوروبا عن خريطة العالم.

من الإنترنت إلى الأقراص المدمجة

أما الحلقة الثالثة، فخُصّصت لعرض موقفي مفتي الجمهورية ود.محمد سعيد رمضان البوطي الذي وصف المتظاهرين بالـ «حثالة»، لتنتهي الحلقة بـ «حكمة» تقول: «إن لم تستحِ فأنت شبيّح». وفي الحلقة الرابعة، جادلت «المندسّة السوريّة» فريق الصامتين والحياديين، لترّد على أفكارهم واحدةً تلو الأخرى، وبأسلوب ساخرٍ أيضاً، تحت عنوان «كل من تزوج أمي يصير عمي»، وهو مثل شعبي يستخدم لوصف المواقف السلبية أو الأشخاص الذين يتقبّلون كل ما يحصل من دون نقاش أو مبادرة.

تعتبر مُعدّة «عنزة ولو طارت» أن الهدف الأساس منه هو «السعي إلى كسب التأييد الشعبي للثورة، على المستويين السوري والعربي، إضافة إلى الردّ على الإعلام الرسمي وأكاذيبه التي لا تحترم عقولنا، وكان لا بد للرد هذا أن يكون جذّاباً وإبداعياً ليصل إلى أكبر فئة من الجمهور».

شبكة الإنترنت المتهالكة والضعيفة في سورية حالياً لم تمنع السوريين من الانضمام إلى جمهور حلقات الفيديو التي تستوطن الشبكة العنكبوتية، بل تبّرعت مجموعة من الناشطين بنسخ الحلقات على أقراص مدمجة ونشرها، لا سيما في دمشق وحلب.

تتراوح مدة كل حلقة بين ست وثماني دقائق، وهي لا تُبث في شكل دوري «لأن البرنامج لا يعلّق على الأحداث، وهو ليس برنامجاً تقليدياً كما نرى على التلفزيون، وإنما هدفه نقد أفكار النظام وحججه، وإيصال رد الثوار الطريف والساخر عليها حين تدعو الحاجة»، بحسب «المندسّة السورية» التي تشير إلى أنها تفضّل تقديم حلقات قليلة غنية بالأفكار على أن تكون كثيرة ورتيبة.

وعن آلية العمل، تقول: «تبدأ الحلقة بتحديد الفكرة المطلوب تكذيبها، وتوضيح حقيقتها، ثم نبدأ بجمع كل مقاطع الفيديو والمقالات والكتب التي تتناول الفكرة، قبل أن ننتقل إلى مرحلة القراءة وكتابة السيناريو، ثم التصويت على اختيار مقاطع الفيديو التي سنستخدمها، ثم التصوير فالمونتاج».

وتلفت إلى أن إعداد الحلقة يستغرق وقتاً طويلاً في مرحلة التصوير والمونتاج بسبب ظروف خاصة، تَعِد بكشفها «بعد سقوط النظام».

لـ «عنزة ولو طارت» مموّلون، لكنهم فريدون، كما يظهر في «شارة» البرنامج التي تظهر في البرامج التقليدية» الرعاة والداعمين. وفي شارة «عنزة ولو طارت»، اجتمعت لتمويله: الولايات المتحدة الأميركية، عدة إمارات سلفية، الإخوان المسلمون، أشرار لبنان، إسرائيل، وتنظيم القاعدة...

«هي عنزة ولو طارت»، تقول معدّة الفيديو المتسلسل، «لا توصيف أدق للنظام!».

 
الجامعة تقترح بعثة مراقبين مشتركة مع الأمم المتحدة وتعيين مبعوث أممي عربي للوضع في سورية
الحياة..القاهرة - محمد الشاذلي؛ الدوحة - محمد المكي أحمد
 

توقع مصدر ديبلوماسي عربي في القاهرة أن تصدر الجامعة العربية، خلال اجتماعها اليوم في القاهرة، قراراً بتسيير بعثة مراقبين مشتركة مع الأمم المتحدة إلى سورية وتعيين مبعوث أممي عربي للوضع هناك، فيما دعت جماعة «الإخوان المسلمين» السوريين إلى «استنفار عالمي وتدخل دولي إنساني كبير» في سورية.

وتُعقد في القاهرة اجتماعات مكثفة اليوم مخصصة للوضع السوري، ونقلت الأمانة العامة للجامعة مكان الاجتماعات إلى فندق «ماريوت» في ضاحية الزمالك تفادياً لتطورات الأحداث في العاصمة المصرية.

ويعقد وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي العربية الست اجتماعاً تشاورياً صباح الأحد يسبق اجتماع اللجنة الوزارية العربية المعنية بتطورات الوضع في سورية برئاسة رئيس الوزراء وزير خارجية قطر الشيخ حمد بن جاسم، يعقبه اجتماع مجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية برئاسة قطر.

وصرَّح نائب الأمين العام للجامعة السفير أحمد بن حلي بأنه سيعقد بعد انتهاء الاجتماعات الخاصة بالملف السوري اجتماع لجنة مبادرة السلام العربية بحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي سيقدم تقريراً مفصلاً حول نتائج الجولات الاستكشافية التي عقدت بالعاصمة الأردنية الشهر الماضي بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وأشار بن حلي إلى أن عباس سيطرح على اللجنة آلية التحرك الفلسطيني القادم في ما يتعلق بحصول فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، والخيارات المزمع اتخاذها من قبل منظمة التحرير الفلسطينية للتعامل مع ملف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية وقضايا وقف الاستيطان وتهويد القدس. وأكد بن حلي أن الجانب الفلسطيني يسعى من خلال الاجتماع الوزاري إلى الحصول على دعم الجانب العربي في تحركه المستقبلي وهو ما سيحصل عليه.

وقال مصدر ديبلوماسي عربي في القاهرة لـ»الحياة» إن الأمين العام للجامعة نبيل العربي سيقدم تقريراً لمجلس الجامعة على المستوى الوزاري يتضمن شرحاً لما جرى في مجلس الأمن خلال عرض المشروع العربي الغربي الخاص بسورية، والذي قوبل باستخدام حق النقض (فيتو) من قبل روسيا والصين. كما يتضمن التقرير استعراضاً لاتصالات ومشاورات العربي مع عواصم عربية ودولية عدة، بينها روسيا والصين للتوصل إلى نقاط مشتركة حتى يتم تفادي اعتراضات مماثلة على أي خطوة مقبلة. وأشار إلى أن التقرير سيتضمن اقتراحات بتطوير عمل بعثة المراقبين بحيث تُسيِّر الجامعة بعثة مشتركة مع الأمم المتحدة، كما يقترح العربي في تقريره تكليف مبعوث أممي عربي يمثل الأمين العام للجامعة والأمين العام للأمم المتحدة. واستبعد المصدر اعتراف المجلس الوزاري بالمجلس الوطني السوري لعدم حصول هذه الخطوة على اتفاق كامل حتى الآن، ولكنه قال إن المسألة قد تطرح في المناقشات.

وحول تبني مجلس الجامعة لخطوة دول مجلس التعاون الخليجي بطرد السفراء، أوضح المصدر أن هناك قراراً صدر عن مجلس الجامعة في 12 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، ونص على أن تفعيل القرار شأن سيادي بكل دولة.

وعن إعادة طرح المبادرة العربية لحلِّ الأزمة السورية على مجلس الأمن، أكد أن الملف موجود في مجلس الأمن، وأن إعادة طرح المبادرة العربية عليه يتطلب تعديلات فيها لتفادي ما حدث في المرة السابقة، وهو ما سيناقشه الوزراء، خصوصاً بعد أن يقدم الأمين العام شرحاً لنتائج مشاوراته واتصالاته الإقليمية والدولية وتصوراته للوضع الراهن.

وأكد المصدر أن الملف السوري لم يعد فيه خطوط حمراء عربياً بعد التدهور الحاصل في الوضع الأمني، متوقعاً مناقشة كل الاقتراحات بما في ذلك التجديد على مسألة استبعاد السفراء وتفعيل المقاطعة الاقتصادية والسياسية وتطوير الحوار مع المعارضة.

ونفى المصدر حضور تركيا الاجتماع الوزاري، ولكنه أكد أن اتصالات العربي شملت تركيا.

من جهة أخرى وعشية الاجتماع، أكد قائد المجلس العسكري الثوري الأعلى لتحرير سورية العميد الركن مصطفى أحمد الشيخ أن «المجازر المتنقلة في البلاد التي يقوم بها جيش النظام وأجهزة أمنه والشبيحة المرتبطون به أصبحت بالغة الخطورة على أمن ومستقبل سورية وعلى الأمن والاستقرار في المنطقة وعلى الأمن والاستقرار الدوليين والاقتصاد العالمي.» وقال الشيخ في رسالة موجهة إلى الشعب السوري والشعوب والحكومات العربية وقادة دول مجلس التعاون الخليجي والمجتمع الدولي إن «نظام القتل والإبادة المدعوم من التحالف الإيراني الروسي الهادف إلى فرض سيطرته على المنطقة كلها أصبح خطراً عظيماً على بلادنا وعلى شعوب المنطقة». وأكد الشيخ أن «ضباطاً وصف ضباط وأفراد الجيش الحر عزموا على تشكيل المجلس العسكري الثوري الأعلى لتحرير سورية من أجل المساهمة مع شعبنا في تحرير البلاد وإسقاط نظام القتل والإبادة ومحاسبة جميع عناصره عن الجرائم التي ارتكبوها ويرتكبونها». وقال إن «هدفنا تحرير سورية وليس الإمساك بالسلطة»، مشيراً إلى انه «لا سبيل إلى تحرير سورية من نظام القتل والاستبداد غير سبيل القوة».

إلى ذلك، دعا نائب المراقب العام لـ «الأخوان المسلمين» السوريين فاروق طيفور إلى «استنفار عالمي وتدخل دولي إنساني كبير (...) لأن هناك مأساة إنسانية كبيرة تحتاج إلى تدخل وإجراءات دولية لدعم شعبنا، وإغاثته في المجال الصحي والطبي، ولوقف ممارسات النظام وجرائمه».

وعبر عن أمله بأن يتوصل الوزراء العرب في القاهرة «إلى موقف مشترك يوقف القتل ويحقق حلم الشعب في الحرية والديموقراطية».

ونقلت وكالة «فرانس برس» عن احمد رمضان المسؤول في «المجلس الوطني السوري» المعارض انه يتوقع أن يصدر اعتراف عربي قريباً بالمجلس. وقال «لدينا تأكيدات بوجود اعتراف عربي سيتم في وقت قريب».

وقال رمضان إن الاعتراف لن يتم «بالضرورة الأحد لكن ستكون هناك إشارات قوية في هذا الاتجاه من دول مجلس التعاون الخليجي»، من دون أن يضيف أي تفاصيل.

وفي دمشق نقلت «رويترز» عن متحدث باسم وزارة الخارجية السورية السبت أن دمشق طلبت من ليبيا وتونس إغلاق سفارتيهما في دمشق في غضون 72 ساعة رداً على إجراءات مماثلة اتخذها البلدان ضد سورية في وقت سابق.

وكانت ليبيا أعلنت الخميس أنها منحت القائم بالأعمال السوري وطاقم السفارة في طرابلس ثلاثة أيام لمغادرة البلاد. كما أعلنت تونس الأسبوع الماضي أنها بدأت إجراءات لطرد السفير السوري وسحب اعترافها بالقيادة السورية تحت حكم الرئيس بشار الأسد.

إلى ذلك، تظاهر (أ ف ب) نحو 500 شخص عصر السبت في وسط باريس مطالبين بوقف المجازر في سورية، شارك فيها ممثلون عن أحزاب سياسية ونقابات يسارية ورابطة حقوق الإنسان ولجان التنسيق المحلية.

كما تظاهر العشرات من المعارضين في لندن أمس احتجاجاً على مواصلة النظام السوري قمع المحتجين.

الى ذلك، (أ ف ب ) نقلت وكالة أنباء الأناضول عن وزير الخارجية التركي احمد داود أوغلو قوله إن تركيا ستقدم طلباً لدى الأمم المتحدة لإطلاق حملة مساعدات إنسانية لضحايا أعمال القمع في سورية.

ونقلت الوكالة عن داود أوغلو قوله لصحافيين أتراك خلال زيارة لواشنطن «أعطيت اليوم توجيهات لرفع طلب إلى المفوضية العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة في جنيف في شأن مساعدة إنسانية».

وأضاف أن «تركيا تطلق مبادرة إلى مكتب الأمم المتحدة في جنيف لنقل مساعدات إنسانية لسورية» مشيراً إلى «مأساة إنسانية» خصوصاً في حمص (وسط) والزبداني (قرب دمشق) اللتين تتعرضان لقصف ينفذه الجيش السوري.

ورداً على سؤال قال مصدر ديبلوماسي تركي طالباً عدم كشف اسمه أن تركيا «سترفع الملف إلى المفوضية العليا لحقوق الإنسان» ومنظمات أخرى في الأمم المتحدة متخصصة في تقديم المساعدات الإنسانية مثل مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية ومقره جنيف.

وقال داود أوغلو الذي سيلتقي الاثنين وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، إن تركيا تنوي رفع مسألة القمع في سورية أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بعد فشل مجلس الأمن في التصويت على قرار لتسوية الأزمة بسبب الفيتو الروسي-الصيني.

وتابع «سنواصل مبادراتنا بوتيرة متنامية لرفع الملف أمام الجمعية العامة (...) لنقل مساعدات إنسانية إلى أشقائنا في سورية في إطار المفوضية العليا لحقوق الإنسان».

 
«البعث» يهدد «القوى المؤازرة للإرهاب» بـ«المواجهة المباشرة والحاسمة»
دمشق - «الحياة»

حذرت القيادة القطرية لحزب «البعث» الحاكم «القوى التي تؤازر المجموعات الارهابية» من ان سورية «لن تستمر في سياسة التروي وضبط النفس، بل ستجد نفسها في موقع المواجهة المباشرة والحاسمة»، فيما ذكرت وزارة الداخلية ان «الممارسات الارهابية لن تثني الجهات المختصة عن مواصلة القيام بواجبها في حفظ الأمن والنظام واقتلاع الإرهاب».

جاء ذلك بعد التفجيرين اللذين حصلا في مدينة حلب (شمال غربي سورية) اول من امس. وأوضح بيان صادر عن وزارة الداخلية ان «التفجيرين الإرهابيين نفذهما انتحاريان بسيارتين مفخختين، ما أدى إلى سقوط 28 شهيداً وإصابة 235 آخرين من عسكريين ومدنيين وأطفال بعضهم حالاتهم خطيرة»، موضحة ان «إرهابياً انتحارياً يقود سيارة ميكرو باص أبيض تحمل لوحة مزورة على اقتحام الحاجز الأمني على مدخل قوات حفظ الأمن والنظام في منطقة العرقوب المكتظة بالسكان وتفجير نفسه، ما أدى الى وقوع 11 شهيداً و130 جريحاً من مدنيين وعناصر حفظ النظام الموجودين في المكان، إضافة إلى وقوع أضرار مادية جسيمة في الأبنية المجاورة نتيجة الانفجار الذي أحدث حفرة كبيرة بعمق حوالى المترين». وأضافت: «بعدها بدقائق أقدم انتحاري آخر يقود سيارة ميكرو باص على تفجير نفسه أثناء محاولته اقتحام مقر فرع الأمن العسكري في منطقة حلب الجديدة، ما أدى إلى وقوع 17 شهيداً و105 جرحى من العسكريين والمدنيين والأطفال ممن كانوا في الحديقة المجاورة للمقر، إضافة إلى وقوع خسائر كبيرة في السيارات والأبنية الواقعة في منطقة الانفجار».

وأكدت وزارة الداخلية أن مثل هذه «الممارسات الإرهابية بمختلف أنواعها لن تثني الجهات المختصة عن مواصلة القيام بواجبها في حفظ الأمن والنظام واقتلاع الإرهاب وملاحقة كل مجرم تسوّل له نفسه العبث بأمن الوطن والمواطن. كما أنها تحمّل الجهات والدول الإقليمية والغربية التي تدعم هذه المجموعات الإرهابية بالسلاح والمال مسؤولية الدماء السورية الطاهرة التي تسقط يومياً نتيجة أعمالها الإرهابية البشعة في أكثر من مدينة سورية».

الى ذلك، افادت القيادة القطرية لـ «البعث» ان «التفجيرات الإرهابية التي شهدتها مدينة حلب تأتي استمراراً وتصعيداً للمخطط التآمري الذي يستهدف سورية أرضاً وشعباً ومؤسسات في إطار مشروع يريد العبث بالمنطقة كلها تحقيقاً لهدف استعماري صهيوني وجد الأدوات المجرمة الرخيصة والمنفذة له دونما إحساس بانتماء الى أرض أو شعب أو قيم»، مشيرة الى ان التفجيرين جاءا «بعد الفشل الذي منيت به تلك القوى في مجلس الأمن الذي أريد له أن يكون غطاء للتدخل المباشر في الشأن السوري ومقدمة لتدخل عسكري تعد له تلك القوى منذ فترة ليست بالقصيرة وكان مصيره الفشل والخذلان واليأس الأمر الذي دفع باتجاه التصعيد ورفع منسوب الإجرام والدم والقتل في أكثر من مكان في وطننا العزيز المقاوم».

وتابعت القيادة القطرية: «على كل القوى التي تؤازر تلك المجموعات الإرهابية وتحاول الدفع بالأمور إلى مزيد من العنف والتصعيد أن تدرك أن سورية لن تستمر بسياسة التروي وضبط النفس وإنما ستجد نفسها في موقع المواجهة المباشرة والحاسمة لأن ما تقوم به من تحركات وتعد له من سيناريوات وما تنفذه من أعمال أصبح يشكل تدخلاً سافراً وعدواناً مباشراً على الشعب السوري وعلى العروبة والإسلام، ما يستوجب الرد المباشر وبكل الوسائل»، معتبرة أن «القضية أصبحت مكشوفة للجميع والمؤامرة لم تعد تحتاج الى تعريف أو تحديد لأطرافها».

 
السعودية توزع مشروع قرار على الجمعية العامة حول سوريا

جامعة الدول العربية تسعى للحصول على تصويت بشأن سوريا لا تتمكن روسيا من استخدام حق النقض ضده

جريدة الشرق الاوسط.... واشنطن: محمد علي صالح الأمم المتحدة: فلافيا كراوس جاكسون* ... قدمت السعودية مشروع قرار إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، على خطى مشروع قرار جامعة الدول العربية الذي استعملت روسيا والصين «الفيتو» ضده في مجلس الأمن الأسبوع الماضي. ويتوقع أن تناقش الجمعية مشروع القرار السعودي غدا (الاثنين)، وأن يصوت عليه قبل نهاية الأسبوع. ونقل تلفزيون «سي إن إن» أن مشروع القرار يدعو إلى وضع حد للعنف من جميع الأطراف، لكنه أساسا يلقي اللوم على نظام الرئيس السوري بشار الأسد، ويدعوه إلى «وقف استمرار الانتهاكات الواسعة النطاق والمنهجية لحقوق الإنسان والحريات الأساسية» في سوريا.
وقال معلقون أميركيون في «سي إن إن» إن الهدف الأساسي وراء مثل هذه القرارات هو: أولا: زيادة الاهتمام العالمي بالمشكلة. ثانيا: عكس رأي الأغلبية العالمية التي لا يعكس مجلس الأمن رأيها. ثالثا: الضغط على روسيا والصين اللتين استعملتا «الفيتو» مؤخرا.
ويتكون المشروع السعودي من ثلاث صفحات، وعباراته «تدين بشدة» انتهاكات حقوق الإنسان من قبل السلطات السورية. وبدون الإشارة إلى دول أجنبية، وفي هذه الحالة، روسيا والصين، ينتقد المشروع السعودي «المدافعين عن حقوق استخدام القوة ضد المدنيين، والإعدام التعسفي، وقتل واضطهاد المتظاهرين، والمدافعين عن حقوق الإنسان، والصحافيين، وأيضا، الاعتقال التعسفي، والاختفاء القسري، وعرقلة إمكانية الحصول على العلاج الطبي، والتعذيب، والعنف الجنسي، وسوء المعاملة، بما في ذلك ضد الأطفال».
ويشير مشروع القرار إلى أهمية «محاسبة المسؤولين» في نظام الأسد عن خروقات حقوق الإنسان في سوريا، لكنه لا يشير إلى إمكانية إرسال هؤلاء «المسؤولين» إلى محكمة الجنايات الدولية في لاهاي.
من جهة أخرى، قالت «نيويورك تايمز» إن دبلوماسيين في الأمم المتحدة قالوا إن جامعة الدول العربية قد تسعى للحصول على موافقة أعضاء الجمعية العامة، والذين يبلغ عددهم 193 عضوا، على الخطة التي وضعتها لتنحي الرئيس السوري بشار الأسد، بعد أن استخدمت روسيا حق النقض ضد هذه المبادرة في مجلس الأمن.
وتبحث الجامعة العربية، التي تضم 22 عضوا، والتي قامت بتعليق عضوية سوريا وفرض عقوبات اقتصادية عليها، عن طرق جديدة لتكثيف الضغوط على الأسد، وربما تسعى للحصول على تصويت الجمعية العامة بحلول 17 فبراير (شباط)، وفقا لما ذكره اثنان من كبار الدبلوماسيين في الأمم المتحدة، اللذان تحدثا شريطة عدم الكشف عن هوياتهما لأنه لم يتم إقرار الخطط بشكل نهائي.
وقد ترك إخفاق هيئة صنع القرار في الأمم المتحدة، في تقديم إدانة دولية لقمع الأسد المميت للمتظاهرين، جيرانه وحلفاءهم الغربيين أمام مجموعة من الخيارات المتضائلة بشأن كيفية إنهاء هذا الصراع، الذي تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أنه أسفر عن مقتل أكثر من 5400 شخص منذ بدايته في مارس (آذار) من العام الماضي.
وستقوم مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، نافي بيلاي، وهي المسؤولة الرسمية المنوط بها تقدير أعداد الوفيات المتزايدة في سوريا، بتقديم إحاطة إعلامية للجمعية العامة غدا بشأن التطورات الحادثة في البلاد. وهي تدعو إلى أن يأذن مجلس الأمن بإجراء تحقيق في ما إذا كان الأسد، وغيره من زعماء سوريا، يجب أن تتم محاكمتهم بتهمة ارتكاب جرائم حرب باستخدام قوات عسكرية لإحباط الانتفاضة الشعبية ضد النظام.
وقال المتحدث باسمها، روبرت كولفيل، في جنيف: «نحن نعتقد، كما قلنا من قبل وكما سنظل نكرر، أن حالة سوريا تنتمي إلى المحكمة الجنائية الدولية. وهذا من شأنه أن يعطي رسالة قوية جدا للقائمين على إدارة عمليات القمع هناك».
وقالت منظمة «هيومن رايتس ووتش»، يوم الخميس، إن قوات الحكومة السورية قتلت أكثر من 300 شخص في مدينة حمص منذ 3 فبراير، ودعت النظام لوقف قصف المناطق السكنية. وأضافت «هيومن رايتس ووتش» في موقعها على شبكة الإنترنت نقلا عن شهود عيان: «لا توجد مساعدات طبية متاحة بشكل كاف للضحايا بسبب الحصار المفروض على المدينة من قبل القوات الحكومية، وبسبب الخوف من الاعتقال إذا ما تم علاجهم في المستشفيات التي تسيطر عليها الحكومة».
وتعد القرارات التي تصدرها الجمعية العامة، حيث لكل دولة عضو صوت واحد وليس من حق أي منها استخدام حق النقض، أقل مكانة، نظرا لكونها غير ملزمة. وبإمكان مجلس الأمن فقط، الذي يضم 15 عضوا، أن يجيز فرض عقوبات، أو حتى القيام بعمل عسكري، مثلما حدث مع ليبيا. وقد أقرت الجمعية العامة يوم 19 ديسمبر (كانون الأول)، بتأييد 133 صوتا، إدانة انتهاكات حقوق الإنسان من قبل قوات أمن الأسد. وكانت إيران، آخر حليف ثابت لسوريا في الشرق الأوسط، من بين الأصوات الـ11 المعارضة. وكانت روسيا من بين الـ43 دولة التي امتنعت عن التصويت.
ومن الممكن أن يؤدي إظهار مماثل لدعم خطة الجامعة العربية للسلام - أكثر من أغلبية الثلثين - إلى تسليط الضوء على عزلة سوريا في المجتمع الدولي، وفقا للدبلوماسيين الذين يشاركون في المناقشات، والذين قالوا إن هذا من الممكن أيضا أن يرسي الأساس لاستصدار قرار جديد في مجلس الأمن للموافقة على إرسال بعثة مراقبة مشتركة من الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية تكون مرتبطة بالمعايير السياسية التي وضعتها الهيئة الإقليمية. وقد دعت خطة الجامعة العربية، المؤرخة في 22 يناير (كانون الثاني)، الأسد إلى تسليم السلطة لنائبه في غضون شهرين. وكان هذا يعني بالنسبة لروسيا، التي تبيع أسلحة لسوريا ولها قاعدة بحرية هناك، تأييدا لتغيير النظام، كما شكل هذا الأمر الأساس الذي بنت عليه روسيا قرارها باستخدام حق النقض ضد مشروع القرار، المؤرخ 4 فبراير، والذي «يؤيد تماما» التحول السياسي في سوريا.
« الوزاري العربي» ينظر اليوم في إجراءات لإنقاذ الشعب السوري

يناقش مقترحا بتأسيس مجموعة أصدقاء سوريا وتداعيات الملف السوري

جريدة الشرق الاوسط.... القاهرة: سوسن أبو حسين .... تشهد القاهرة اليوم نشاطا دبلوماسيا عربيا مكثفا، حيث تعقد 4 اجتماعات وزارية متتالية، منها 3 تتعلق بالوضع السوري على رأسها اجتماع مجلس الجامعة على المستوى الوزاري، بالإضافة إلى اجتماع لجنة متابعة مبادرة السلام العربية لتدارس آلية الحراك الفلسطيني والخيارات التي ستتخذ من منظمة التحرير الفلسطينية.
ويبدأ النشاط الدبلوماسي العربي اليوم باجتماع لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي لتنسيق مواقفهم بشأن سوريا، يليه اجتماع للجنة الوزارية العربية المعنية بسوريا لبحث الوضع هناك وتحديد مصير بعثة المراقبين العرب وهي اللجنة التي تضم قطر (رئيسا) ومصر، والجزائر، وسلطنة عمان والسودان، ثم سترفع اللجنة توصياتها إلى الاجتماع المستأنف لمجلس وزراء الخارجية العرب لإصدار قراراته في هذا الشأن.
وتعقد اللجنة الوزارية المعنية بسوريا اجتماعا برئاسة رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم والأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي وحضور وزراء خارجية مصر وسلطنة عمان والسعودية والجزائر والسودان، إضافة للفريق محمد مصطفى الدابي رئيس بعثة المراقبين في سوريا.
ويبحث اجتماع اليوم مجمل التفاصيل الخاصة بتقييم الوضع ومراجعة القرارات التي صدرت ولم تنفذ والخاصة بالمقاطعة وطرد السفراء وقطع العلاقات مع النظام السوري. كما يتم مناقشة المقترح التركي الفرنسي المدعوم أميركيا والخاص بتأسيس مجموعة أصدقاء سوريا، لتقديم الدعم الكامل للشعب السوري وإنقاذه مما يتعرض له من إبادة جماعية عبر أسلحة النظام العسكرية.
وسوف تضع اللجنة مسودة مشروع قرار يتعلق بالتحرك الجماعي العربي والغربي لوضع الحل المناسب للتعامل مع الملف السوري. ومن المقرر أن يعقد الاجتماع الوزاري الشامل اليوم في الساعة الثانية ظهرا بتوقيت القاهرة، للنظر في المقترحات المقدمة من قطر والسعودية وتركيا، حيث استضافت قطر مؤخرا لقاء مع المعارضة السورية واستمعت إلى آخر تطورات الوضع في الميدان.
كما ينظر الاجتماع في إمكانية الوصول إلى الاعتراف الجماعي العربي والدولي بالمعارضة السورية، وبحث مشروع القرار الذي تقدمت به السعودية إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة بعد رفض مجلس الأمن دعم المبادرة العربية. كما تشهد القاهرة أيضا اجتماعا لدول وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي حول تداعيات الملف السوري على الأمن والاستقرار في دول المنطقة وإمكانية إقناع دول الخليج بجدوى الخطوة التي اتخذتها بطرد السفراء السوريين وسحب سفرائهم من دمشق لتصبح إجراء شاملا تقوم به كل الدول العربية. ومن المقرر أن تعقد كل هذه الاجتماعات في أحد الفنادق الواقعة في ضاحية الزمالك بعيدا عن مقر الجامعة العربية الواقع في محيط ميدان التحرير الذي أصبح موطنا دائما لشباب مصر ومقرا للمظاهرات لاستكمال مطالب الثورة.
كما تعقد لجنة مبادرة السلام العربية اجتماعا وزاريا برئاسة الشيخ حمد بن جاسم رئيس الوزراء وزير خارجية قطر، ويشارك الرئيس الفلسطيني محمود عباس في هذا الاجتماع حيث سيقدم تقريرا مفصلا حول نتائج الجولات الاستكشافية التي عقدت بالعاصمة الأردنية عمان الشهر الماضي بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وينتظر أن يطرح عباس على اللجنة آلية الحراك الفلسطيني القادمة فيما يتعلق بحصول فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، والخيارات المنوي اتخاذها من قبل منظمة التحرير الفلسطينية للتعامل مع ملف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية وقضايا وقف الاستيطان وتهويد القدس.
على صعيد متصل وصل إلى القاهرة مساء أمس (السبت) الرئيس الفلسطيني محمود عباس على رأس وفد في زيارة لمصر تستغرق يومين، يلتقي خلالها المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، كما يلتقي وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو، فيما يحضر أيضا اجتماع لجنة مبادرة السلام العربية بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية. ومن المقرر أن يشارك رياض المالكي وزير خارجية فلسطين اليوم في اجتماع وزراء الخارجية العرب لبحث الأزمة السورية.
«المجلس الوطني السوري» يتوقع اعترافا عربيا به قريبا

أعضاؤه يأملون أن يطرح الموضوع في اجتماع وزراء الخارجية العرب وأن «ينجم عنه شيء»

جريدة الشرق الاوسط... بيروت: يوسف دياب... تدخل الأزمة السورية بين سباقي محاولة الحسم العسكري والأمني الذي يعمل له النظام على الأرض، وبين التحرك العربي والدولي المتسارع في الخارج لكبح جماح الحل الأمني ووقف آلة القتل وتشديد الطوق السياسي والدبلوماسي على النظام السوري. وفي موازاة الحشد الفرنسي لـ«مؤتمر أصدقاء سوريا» وتقديم المملكة العربية السعودية مشروع قرار جديدا إلى الأمم المتحدة من أجل سوريا، برز تطوّر جديد تمثّل بإعلان «المجلس الوطني السوري» توقعه أن تعترف الدول العربية به كممثل شرعي للشعب السوري.
وأعلن عضو المجلس الوطني السوري هيثم المالح، أن «هناك تبدلا كبيرا طرأ على السياسة العامة لدى معظم الدول العربية بعد قرار مجلس التعاون الخليجي بطرد سفراء سوريا من دوله وسحب سفرائه من دمشق». وكشف المالح لـ«الشرق الأوسط» أن «هناك توجها لدى دول مجلس التعاون الخليجي للاعتراف الرسمي بالمجلس الوطني السوري كممثل شرعي وحيد للشعب السوري، من خلال آلية عمل سياسي جديدة اعتمدت لدى دول مجلس التعاون». معتبرا أن «هذا الأمر تحصيل حاصل، في ضوء إمعان النظام دمشق بقتل الناس بالدبابات والمدفعية وراجمات الصواريخ والطائرات، وبالنتيجة العالم لن يسكت على هذه الجرائم وسيعطي الشرعية للمجلس الوطني». وردا على سؤال عن تأثير هذا الاعتراف على مسار الأحداث في سوريا، قال المالح «ستكون لدينا الصلاحية السياسية من أجل التوجه إلى مجلس الأمن والأمم المتحدة ودول القرار، وستصبح حركتنا أكثر فاعلية، وهذا ما سيعطي ثقة ومصداقية أكبر لعمل المجلس الوطني». وعن موعد الإعلان عن هذا الاعتراف وما إذا كانت دول عربية أخرى ستنضم إلى مجلس التعاون الخليجي في هذا الشأن، أوضح أن «هذا الأمر قد يطرح في اجتماع وزراء الخارجية العرب، وسوف ينجم شيء عن هذا الاجتماع، وسيلتقي ممثلون للمجلس الوطني بالأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي». معتبرا أن «أي خطوة لجهة تعزيز الاعتراف السياسي والدبلوماسي بالمجلس تصب في خانة حماية الشعب السوري».
بدوره أعلن عضو المكتب التنفيذي في «المجلس الوطني السوري» أحمد رمضان أن «المجلس يتوقّع أن يصدر قريبا اعتراف عربي به بعد اجتماع قيادة المجلس في الدوحة»، قال رمضان في حديث لوكالة الصحافة الفرنسية «لدينا تأكيدات بوجود اعتراف عربي سيتم في وقت قريب، لكن هذا الاعتراف لن يتم في اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب أو في اجتماع دول مجلس التعاون الخليجي المرتقبين في القاهرة، ولكن بالتأكيد ستكون هناك إشارات قوية في هذا الاتجاه من دول مجلس التعاون الخليجي». ولفت رمضان إلى أن «المجلس الوطني بحث في فكرة إقامة مجموعة اتصال دولية تحمل اسم (أصدقاء سوريا)»، مشيرا إلى أنه «تقرر خلال اجتماع الدوحة الدعوة إلى تحالف دولي لمنظمات حقوق الإنسان لتتوجه متضامنة إلى محكمة الجنايات الدولية بوثائق تدين جرائم النظام السوري».
 
حزب الله: المتآمرون على سوريا سيسقطون ونشهد على خروجها من نفق الأزمة

اعتبر أن سوريا تعاقب على دعمها المقاومة في لبنان

بيروت: «الشرق الأوسط» ... جدد حزب الله التأكيد على أن «المتآمرين على سوريا سيسقطون وسيتاح للشعب السوري أن يأخذ خياراته التي يريد، وهي الخيارات التي تعبر عن حقيقة مصالحه». وأكد الحزب، على لسان رئيس كتلته البرلمانية النائب محمد رعد: «إننا نشهد على أن سوريا اليوم بدأت الخروج من نفق الأزمة ولن تطول فترة هذا الخروج».
وقال رعد، خلال احتفال حزبي في منطقة البقاع اللبنانية، إن «سوريا تعاقب اليوم على دعم المقاومة في لبنان وتعاقب لأنها الدولة الوحيدة التي لم تقبل أن تقف إلى جانب صدام حسين في حربه العدوانية على إيران، وتعاقب لأنها لم تخضع للشروط الأميركية ولم تقبل بالشروط الإسرائيلية التي قبل بها كثيرون من الأنظمة المتداعية في هذه المنطقة».
ولفت إلى أن «في سوريا هناك من يعترض على أداء النظام وسياساته، لكن هؤلاء ليسوا بمستوى أن يشكلوا غالبية في الشعب السوري»، معتبرا أنه «حتى الذين يعترضون سلما إنما يريدون إصلاحات عن طريق الحوار ويقبلون بما طرحه النظام من إصلاحات لأنهم واقعيون في تعاطيهم مع التغيير». وسأل: «هل يمكن أن يقتنع أحد أن من يقوم بأعمال تفجيرية ليقتل الناس من أهل وأبناء سوريا يريد إصلاحا وإنقاذا للشعب السوري»، مجددا الإشارة إلى أن «المطلوب هو قطع الطريق بين الثورة الإسلامية في إيران وإنجازاتها وقوة المقاومة في لبنان، وبين سوريا».
وفي سياق متصل، دعا النائب عن حزب الله حسن فضل الله، في احتفال حزبي جنوب لبنان، إلى «الكف عن محاولات زج لبنان في الأزمة الداخلية السورية من خلال تهريب السلاح والتحريض السياسي والإعلامي، بما يتناقض مع مصلحة لبنان وميثاقه الوطني، ويخرج عن اتفاق الطائف الذي يدعي البعض التمسك به».
ورأى أن «من يسهم في قتل الشعب السوري اليوم، هو من يهرب السلاح وينقل المتفجرات إلى المجموعات المسلحة، ظنا منه أنه بذلك سيتمكن من تغيير النظام الحالي، ليأتي بدلا عنه نظام آخر يواليه ويسانده للعودة إلى السلطة على صهوة دعم خارجي». وقال: «من لديه موقف حيال الأزمة في سوريا، فليكن موقفه مساعدا على حلها، وليس لتحريض السوريين بعضهم ضد بعض، فالمواجهة في سوريا باتت مكشوفة وقاسية حيث هناك محور تقوده أميركا ومعها إسرائيل لا يريد إصلاحا ولا ديمقراطية بل نقل الدولة من محور إلى آخر، لذلك فالتدخل الخارجي هو ضد الشعب قبل أن يكون ضد النظام، وفي مقابله هناك محور يريد الإصلاح والحوار الداخلي ويرفض إدخال سوريا في الفوضى، فهي وحدها تقرر كيف تعالج مشكلاتها».
وأشار النائب نواف الموسوي إلى أن «المشكلة في لبنان هي أن البعض الذي يحمل على المقاومة هو غير مستعد للتعايش معها، ويسعى للقضاء عليها من خلال التطورات الإقليمية بعد فشله في ذلك من خلال العدوان الإسرائيلي أو الرهان على سقوط النظام السوري». ولفت إلى أنه «في لبنان نزعة تكفيرية سياسية لا تعترف بالآخر المقاوم بل تنظر إليه نظرة استئصالية، وهذه النزعة إنما هي نزعة انتحارية تضر بمن يحملها قبل غيره».
وشدد الموسوي على «أنه في هذه اللحظة من التطورات التي تحصل في العالم العربي يجب الحفاظ على الأولويات وأهمها الحفاظ على وحدة الأمة ومكوناتها، وأولوية مقاومة الهيمنة الاستكبارية فلا يمكن أن تكون ثائرا ثم لا تكون في الآن نفسه مقاوما للهيمنة الاستكبارية، وأولوية الصراع مع العدو الإسرائيلي».
وفي الإطار عينه، اعتبر نائب حزب الله نوار الساحلي، أن «استهداف النظام السوري وعدم ترك المجال أمامه للإصلاح، هو بسبب وقوفه إلى جانب المقاومة وتحرير الأرض»، داعيا إلى «الحفاظ على الاستقرار، لأن استقرار لبنان هو من مصلحة الجميع في الأكثرية والأقلية». وشدد، خلال احتفال حزبي في منطقة البقاع، على «جهوزية المقاومة التي دحرت العدو الصهيوني، هذه المقاومة التي تتعرض اليوم إلى مؤامرة بما فيها سوريا»، شاكرا الجيش اللبناني على الجهود التي يقوم بها في الشمال». وقال: «هذا الجيش الحامي للحدود في وقت تحيرنا فيه بعض القوى، فهم ساعة يريدون الجيش وساعة لا يريدونه، ونقول لهم اتركوا الجيش وشأنه ليقوم بعمله وليحمي حدود لبنان، ولا يجوز أن ننجر وراء فتن ومحاور، وهناك من يعملون ويسعون إلى تدمير سوريا من البوابة اللبنانية».
السفير الأميركي لدى سوريا ينشر صورا التقطتها أقمار صناعية دليلا على عنف النظام

روبرت فورد: الحكومة السورية تبادر دائما بالهجمات على المناطق المدنية وتستخدم أثقل أسلحتها

لندن: «الشرق الأوسط».... نشر روبرت فورد، سفير أميركا لدى سوريا، الذي ترك منصبه وعاد إلى واشنطن، تعليقات عن الوضع في سوريا وصورا في صفحته على موقع «فيس بوك» للتواصل الاجتماعي على الإنترنت التقطتها الأقمار الصناعية لإعطاء دليل على هجمات الحكومة على الأحياء السكنية، وذلك بعد أيام فقط من إغلاق السفارة الأميركية في دمشق. وهذه الصور الملتقطة بأقمار صناعية تجارية التي كان عنوانها «تصاعد العمليات الأمنية في حمص» مؤرخة بتاريخ السادس من فبراير (شباط) وبها بطاقات معنونة تشير إلى مبان محترقة ودخان وحفر نجمت عن صدمات شديدة ومركبات عسكرية ومركبات مصفحة.
وقال فورد في ملاحظة مصاحبة لصور الأقمار الصناعية على الـ«فيس بوك»: «أسمع عن الروايات المدمرة لمواليد جدد في حمص يموتون في المستشفيات حيث قطعت الكهرباء، وعندما نرى الصور المزعجة التي تقدم أدلة على استخدام النظام للمورتر والمدفعية ضد الأحياء السكنية نصبح كلنا أكثر قلقا بشأن النتيجة المفجعة للمدنيين السوريين».
وبدا أيضا أن فورد يوجه انتقادا غير مباشر لروسيا التي استخدمت «الفيتو» ضد مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي بشأن سوريا. وقال دبلوماسيون إن من بين الاعتراضات الروسية الاعتقاد بأن مشروع القرار يلقي باللائمة بشكل غير مناسب على الحكومة السورية في أعمال العنف، حسب وكالة الصحافة الفرنسية. وقال فورد: «من الغريب بالنسبة لي أن يحاول أي شخص المساواة بين أعمال الجيش السوري وجماعات المعارضة المسلحة، لأن الحكومة السورية تبادر دائما بالهجمات على المناطق المدنية وتستخدم أثقل أسلحتها».
وأغلقت الولايات المتحدة سفارتها في دمشق لأسباب أمنية يوم الاثنين الماضي، وهو اليوم نفسه الذي تم تأريخ هذه الصور فيه.
وقال فورد في ملاحظته: «بوسعي أن أقول دون مبالغة إن السادس من فبراير كان أكثر الأيام إرهاقا من الناحية النفسية خلال عملي كمسؤول في الخدمة الخارجية».
وأضاف: «غادرت دمشق بحزن وأسف بالغين، وتمنيت لو كان رحيلنا غير ضروري، ولكن سفارتنا إلى جانب الكثير من البعثات الدبلوماسية في المنطقة لم تكن محمية بشكل كاف في ضوء المخاوف الأمنية الجديدة في العاصمة».
وأضاف فورد إنه سيواصل العمل على دعم حدوث تحول سلمي. وقال: «العام الذي قضيته في سوريا يوضح لي أن مثل هذا التحول ممكن ولكن ليس في الوقت الذي يبادر فيه جانب واحد بشكل مستمر بمهاجمة الناس الذين يحتمون في منازلهم».
سكان دمشق يخرجون تعاطفا مع حمص.. وأحوازها جزء من «سوريا المحررة»

تقارير إعلامية بريطانية تتحدث عن لعبة القط والفأر بين أجهزة النظام والمعارضة

لندن: «الشرق الأوسط»... تحدثت الصحافة البريطانية، أمس، في تقارير مختلفة عن أحواز حمص المحررة, بمعنى خضوعها للثوار و«الجيش الحر», كما نقلت مدى توسع الثورة، خاصة في دمشق، حيث تشجع ساكنوها على الخروج تضامنا مع حمص، وتعبيرا عن غضبهم ونقمتهم على ما يحدث فيها. ونشرت الـ«ديلي تلغراف» تقريرا موسعا حول سيطرة المعارضة المسلحة على منطقة خارج حمص، وتحويلها إلى «سوريا الحرة»، تحت عنوان «الثوار يتحدون الأسد بإعلانهم عن حصتهم في (سوريا الحرة)».
ويقول مراسل الصحيفة، ريتشارد سبنسر، إن الناس يتجولون في الشوارع بحرية على الرغم من أصوات القصف القريبة في حمص. ونقل الكاتب عن النشطاء الذين يقصدون المنطقة «العازلة» تلك قولهم إنه في النهاية تحقق ما كانوا يطالبون تركيا أو حلف الناتو بأن يفعله. ويرتفع علم سوريا الجديدة في المنطقة، وهو علم البلاد مع الاستبدال باللون الأحمر فيه اللون الأخضر. ويمشي الناس في طرقات حمص بكل حرية ويتجول المقاتلون بأسلحتهم. وتحدث الكاتب بتفصيل عن تمكن الثوار، وبعد قتال طويل ليلة الخميس، من احتلال مركز للشرطة ومركز للاستخبارات. بعد أن هاجموهما بالصواريخ والقنابل اليدوية إلى أن سقطت جدرانهما, ولم يتراجع المقاتلون إلى أن رفعوا علمهم فوق المبنى وكلفتهم العملية ثلاثة قتلى، ولم يمكن تحديد عدد عناصر الأمن الذين فقدوا حسبما أعلن ناشط. ومن جانبه، أعلن تلفزيون «الدنيا» الموالي للنظام عن مقتل 11 عنصرا خلال المواجهات.
وقال الكاتب إن «الحقيقة الآن أن المناطق المحيطة بحمص، التي تمتد حتى الحدود اللبنانية هي محررة من حكم بشار الأسد، ولكن تبقى المدينة مهددة؛ أين تتوجه قوات النظام للنصر؟». كما تحدث الكاتب على أن الحياة لا تسير بشكل عادي، مع استمرار تبادل إطلاق النار و«من الخطر التجرؤ على القيام بأي نشاط». وعن موقف السوريين من روسيا والصين، قال سبنسر: «كل شخص في سوريا الآن يكره سوريا والصين بقدر ما يكرهون الأسد». ومن جانبها، كتبت شارلوت مكدونالدز غيبسون في الـ«إندبندنت» مقالا موسعا حول تعاطف أهل دمشق وعمل الناشطين فيها تضامنا مع حمص, الذي جاء تحت عنوان «الأسد.. أفق نحن مع حمص حتى الموت». وقامت الصحافية برصد الناشطين في دمشق.
ووصفت الكاتبة كيف كان يبدو الجميع هادئين جدا، والصمت الذي يطبق على جامع الفاروق بدمشق، ثم كيف أنه بعد الصلاة مباشرة ترتفع الأصوات وتعلو، ثم يتقدم عدد من الرجال الملثمين ويلقون المناشير ذات الألوان البيضاء والوردية في الساحة، التي كتب عليها «الأسد أفق انتهى وقتك».
وتواصل أنه، بعد أن كان عدد الملثمين قليلا، أصبح المتظاهرون الآن، الذين اجتمعوا أول من أمس، يعدون بالآلاف, والذين كانوا يبدون غاضبين مما حدث في حمص, وهتفوا هذه المرة أنهم مع حمص إلى الموت. واعتبرت تنظيم المسيرات كأنه بمثابة لعبة القط والفأر، فيتم تأجيل التنظيم أحيانا حتى الدقائق الأخيرة في محاولة لتجنب أن يتفطن الأمن والشبيحة لهم، تجنبا للمواجهات معهم. لكن لا يطول الوقت لتكتشف الأجهزة الأمنية وتحضر، وكما وصفت الكاتبة، في مواجهات أول من أمس، قدمت ثلاث سيارات أجرة تحمل مسلحين ببنادق الـ«كلاشنيكوف» ولم يكونوا يرتدون أزياءهم الرسمية، بل بدوا في أزياء مدنية. وكانوا جاهزين لبداية إطلاق النار.
ونقلت الكاتبة عن الناشطين أنه، وفي دمشق، ليس من الممكن على الإطلاق أن يتجدد مشهد ميدان التحرير، في إشارة إلى ميدان القاهرة، لأنهم، بكل بساطة، إن تجمعوا بمئات الآلاف فإن النظام سيسحقهم جميعا.
أحمد الشيخ يدعو المعارضة لتوحيد الصفوف من أجل إسقاط النظام

المجلس العسكري الثوري الأعلى لتحرير سوريا يتوجه بنداء للدول العربية لمساندة السوريين

لندن: «الشرق الأوسط»... دعا قائد المجلس العميد الركن مصطفى أحمد الشيخ جميع أطراف المعارضة السورية إلى توحيد جهودهم وحشد طاقاتهم بهدف إنجاح الثورة و«إسقاط النظام القاتل والمستبد وأن يضعوا مصلحة الوطن فوق كل المصالح، وأن ينبذوا الخلافات والصراعات الهامشية، وأن يركزوا الجهد الرئيسي على الهدف الرئيسي وهو إسقاط النظام».
وأضاف: «على كافة العسكريين الذين ما زالت في عقولهم وقلوبهم مصلحة الوطن وأمنه واستقراره وصيانة كرامة شعبه أن يتمردوا على النظام، وأن يلتحقوا بقواتهم بالجيش الحر الوطني للعمل من أجل تحرير الوطن وحماية الشعب».
كما توجه إلى الحكومات العربية وإلى شعوبها أن يساندوا الشعب السوري ويدعموا ثورته، وأن يقدموا له المساعدات، سواء عبر المؤسسات الدولية أو بصورة مباشرة إلى السوريين عبر أقنية مختلفة يمكن توفيرها.
وقال أيضا: «نتوجه بندائنا إلى جميع الدول التي وقفت إلى جانب الشعب السوري وأعلنت إسقاط شرعية النظام وطالبت الطاغية بشار الأسد بالرحيل عن السلطة أن تستمر في دعمها ومساندتها وأن تتجنب اللجوء إلى مجلس الأمن بسبب ما يمكن أن يقوم به الاتحاد الروسي من استخدام لحق النقض ويسبقه مفاوضات تؤدي إلى تنازلات للحصول على توافق دولي كما حدث خلال مناقشة المبادرة العربية، وأن يستعاض عن مجلس الأمن بتشكيل ائتلاف دولي عسكري لحماية الشعب السوري وتمكينه من تحقيق طموحاته». وجاء هذا في بيان أصدره من المجلس العسكري الثوري الأعلى لتحرير سوريا أمس حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه.
 
موجز الثورة السورية

جريدة الشرق الاوسط... * الداخلية العراقية: جهاديون ينتقلون إلى سوريا
* لندن ـ «الشرق الأوسط»: أكد أكبر مسؤول في وزارة الداخلية العراقية، عدنان الأسدي، أمس، أن «جهاديين عراقيين» توجهوا من العراق إلى سوريا، وأن الأسلحة تهرب إليها عبر الحدود. وقال الأسدي الوكيل الأقدم لوزارة الداخلية: «لدينا معلومات استخباراتية تفيد بأن عددا من الجهاديين العراقيين توجهوا إلى سوريا».
وذكر أنه «في السابق، كان السوريون يأتون للقتال في العراق، لكنهم يقاتلون الآن في سوريا، مثل أن المصريين يقاتلون في مصر، واليمنيين في اليمن، والليبيين في ليبيا».
* أدونيس ينتقد المعارضة السورية و«الربيع العربي»
* فيينا ـ «الشرق الأوسط»: وجه الشاعر السوري المقيم بالخارج أدونيس، انتقادات لاذعة إلى المعارضة السورية والربيع العربي، منددا بالدعوات التي توجهها هذه المعارضة إلى الغرب لدعمها، حسب وكالة الصحافة الفرنسية. وقال الشاعر علي أحمد سعيد أسبر، المعروف باسم أدونيس، في مقابلة مع مجلة «بروفايل» النمساوية التي تصدر الاثنين، نشرت مقتطفات منها السبت، «كيف يمكن بناء أسس دولة بمساعدة نفس الأشخاص الذي استعمروا هذا البلد؟»، في إشارة الى الانتداب الفرنسي على سوريا من عام 1920 إلى عام 1946. وأضاف أدونيس «أنا لا أدعم المعارضة» السورية ضد الرئيس بشار الأسد، معتبرا أن أي تدخل عسكري غربي في سوريا ستكون له نفس عواقب غزو العراق عام 2003، «وسيدمر البلد».
كما أعطى أدونيس صورة قاتمة للربيع العربي. وقال إنه أعجب ببداية الثورات في العالم العربي، لكنه تحول إلى انتقادها مع وصول الإسلاميين إلى الحكم في تونس ومصر إثر الانتخابات الأخيرة التي جرت في هذين البلدين.
وقال «لا توجد إسلاموية معتدلة»، مشبها الإخوان المسلمين الفائزين في الانتخابات المصرية بـ«الفاشيين».
* سوريا تطلب من ليبيا وتونس اغلاق سفارتيهما
* لندن ـ «الشرق الأوسط»: قال متحدث باسم وزارة الخارجية السورية، أمس، إن سوريا طلبت من ليبيا وتونس إغلاق سفارتيهما في دمشق في غضون 72 ساعة، ردا على إجراءات مماثلة اتخذها البلدان ضد سوريا في وقت سابق. وكانت ليبيا قد قالت الخميس إنها منحت القائم بالأعمال السوري وطاقم السفارة في طرابلس ثلاثة أيام لمغادرة البلاد. كما قالت تونس الأسبوع الماضي إنها بدأت إجراءات لطرد السفير السوري وسحب اعترافها بالقيادة السورية تحت حكم الرئيس بشار الأسد.
نجاد يعد بإنجازات نووية ويدافع عن الأسد

السلطات الإيرانية تقيد الدخول على الإنترنت عشية احتجاجات للمعارضة

طهران - لندن: «الشرق الأوسط»... انطلقت مسيرات «مليونية» في مختلف أنحاء إيران أمس بمناسبة الذكرى الـ33 للثورة الإسلامية بقيادة آية الله الخميني التي أطاحت بشاه إيران محمد رضا بهلوي عام 1979. وانطلقت المسيرات، التي نظمتها السلطات الإيرانية، في أكثر من 850 مدينة وبلدة طبقا لوسائل إعلام رسمية. وألقى الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد كلمة أمام الحشود في ميدان أزادي (الحرية) وسط طهران، أعلن من خلالها إصرار بلاده على مواقفها في «الملف النووي والقضية الفلسطينية»، وشدد على أن طهران «لن تستسلم أبدا في مواجهة لغة القوة» في المفاوضات النووية مع القوى الكبرى، كما هاجم إسرائيل والمحرقة اليهودية ومواقف الغرب من بلاده والزعماء العرب، ودافع عن النظام السوري.
وبثت كل القنوات التلفزيونية الإيرانية «المسيرات المليونية»، التي ردد خلالها المشاركون هتافات تقول «الموت لإسرائيل» و«الموت لأميركا»، وتعهدوا بمقاومة كل الضغوط الغربية المرتبطة بالنزاع النووي الإيراني مع المجتمع الدولي.
ونقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية «إسنا»عن أحمدي نجاد قوله للصحافيين خلال المسيرة إنه «مما لا ريب فيه أن إيران سوف تصنع التاريخ وتغير العالم».
وقال الرئيس الإيراني في خطابه الذي وجهه للحشود في ساحة أزادي «أقول بصراحة إنكم (الغرب) إذا واصلتم استخدام لغة القوة والتهديد، فأمتنا لن ترضخ أبدا لضغوطكم».
وقال أحمدي نجاد لحشد في ساحة أزادي (الحرية) بطهران، في كلمة نقلها التلفزيون على الهواء مباشرة «خلال الأيام المقبلة سيتابع العالم إعلان إيران لإنجازات نووية مهمة وكبيرة للغاية».
ولم يعطِ الرئيس الإيراني تفاصيل عن التقدم الذي حققه البرنامج النووي، الذي تؤكد طهران أنه سلمي الأهداف.
ويقول محللون في مجال النفط إن العقوبات تؤثر بشدة في قطاع النفط الإيراني الحيوي، ويقولون إن الانخفاض في الإنتاج والصادرات سيتسارع. لكن الرئيس الإيراني قال إن الاقتصاد «يزدهر»، وساق بعض الأرقام التي تؤيد كلامه.
وقال أحمدي نجاد «وفرنا أكثر من 30 مليار دولار للأيام العصيبة.. ستصل الصادرات الإيرانية غير النفطية إلى ما يزيد على 43 مليار دولار بحلول مارس (آذار).. وهبطت الصادرات الإيرانية خلال الأشهر العشرة الأخيرة بنسبة خمسة في المائة».
وأضاف أحمدي نجاد أن إيران وفرت مليارات بعدم استيراد الوقود بعد إصلاحات قامت بها الحكومة لخفض الدعم على سلع مثل المواد الغذائية والوقود منذ عام 2010. وقال «كنا نستورد الوقود ولكن.. نحن الآن من بين المصدرين الرئيسيين للوقود والمنتجات النفطية».
كما قال أحمدي نجاد أمس إن الجمهورية الإسلامية التي تستهدفها عقوبات غربية أشد قسوة، ستعلن قريبا عن إنجازات في برنامجها النووي. وأعلن في كلمته التي نقلها التلفزيون على الهواء مباشرة «خلال الأيام المقبلة، سيتابع العالم إعلان إيران لإنجازات نووية مهمة وكبيرة للغاية».
ولم يعط الرئيس الإيراني تفاصيل عن التقدم الذي حققه البرنامج النووي، الذي تؤكد طهران أنه سلمي الأهداف.
وفي ما يشكل دليلا على جدية التصميم الإيراني في هذا المجال، أعلن الرئيس الإيراني «إطلاق مشاريع نووية مهمة في الأيام المقبلة». وبحسب ما أعلن مسؤولون إيرانيون مؤخرا، فإن أحد هذه المشاريع سيعنى بإنتاج صفائح الوقود النووي لمفاعل الأبحاث في طهران، وهو ما يستند إليه النظام لتبرير إنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المائة، وما يثير قلقا دوليا حيال البرنامج النووي الإيراني.
وعرضت السلطات الإيرانية أمس في ساحة أزادي مجسما بالحجم الحقيقي لطائرة التجسس الأميركية (من دون طيار) التي استولت عليها إيران في ديسمبر (كانون الأول) أثناء تحليقها فوق الأجواء الإيرانية في مهمة خاصة لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) تهدف على الأرجح، بحسب ما أوردت وسائل الإعلام الأميركية، لمراقبة المواقع النووية الإيرانية.
وأبدى الرئيس الإيراني أمله في إعادة انطلاق المفاوضات مع القوى الكبرى في مجموعة (5+1) التي تتألف من الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا.
وأعلن أحمدي نجاد أن على الغربيين «الاعتراف بحقوق الأمة الإيرانية» في المجال النووي و«العودة إلى طاولة المفاوضات»، مؤكدا أن «أي طريق آخر محكوم بالفشل».
وفي إشارة إلى التحولات في منطقة الشرق الأوسط، دعا أحمدي نجاد الزعماء العرب إلى توخي الحذر من «مؤامرات» الولايات المتحدة. وقال «كل ما تريده الولايات المتحدة الحفاظ على النظام الصهيوني (إسرائيل)، ويتعين على كل الزعماء (العرب) أن يعلموا أن الولايات المتحدة ليست صديقا وفيا». واستطرد «النظام الصهيوني مصدر كل مشاكل العالم، وإن إيران فخورة بأن تكون الدولة الوحيدة التي أظهرت شجاعة وحكمة وكسرت الحظر الغربي بشأن المحرقة (الهولوكوست)».
ودافع الرئيس الإيراني عن حليفه نظام دمشق في مواجهة الانتفاضة السورية، وحذر زعماء العالم العربي من دوافع القوى الغربية قائلا «يتعين عليهم (الزعماء العرب) أن يعلموا أن غدا (بعد سوريا)، سوف يأتي الدور عليهم وسوف يتم التخلي عنهم مثل مناديل مستعملة». وقال، مخاطبا الزعماء العرب، «تدخل القوى الإمبريالية لن يحقق لهم الحرية وإن الطريق الوحيد للحصول على الحرية هو العودة لأمتكم وللإسلام».
جرى تقييد الدخول على شبكة الإنترنت في عموم إيران منذ يوم الخميس الماضي في خطة يعتقد بأنها على صلة باحتجاجات تعتزم المعارضة الإيرانية تنظيمها بعد غد، حسب ما أفادت تقارير أمس. من ناحية ثانية، قال الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، في كلمة بمناسبة الذكرى السنوية الـ33 للثورة الإسلامية التي قادها آية الله الخميني، إن بلاده «ستغير العالم» و«تصنع التاريخ».
وفي الوقت الذي يمكن فيه استقبال المعلومات عبر الشبكة العنكبوتية في إيران لا يوجد ثمة سبيل لإرسال الرسائل وبخاصة عبر البريد الإلكتروني من خلال مواقع «غوغل» و«هوت ميل» و«ياهو» منذ يوم الخميس. وذكرت وكالة «مهر» الإيرانية شبه الرسمية أن المسؤولين لم يعترفوا حتى الآن بالمشكلة، ولم يقدموا كذلك توضيحا لأسبابها. وهناك تخمينات بأن سبب تقييد الخدمة يرجع إلى الاحتجاجات التي تخطط المعارضة لتنظيمها بعد غد وفي إطار جهود الإدارة الإيرانية للحيلولة دون إتمام أي عمليات تنسيقية عبر شبكة المعلومات الدولية. وكانت إيران قد أقدمت من قبل على تقييد الدخول على الإنترنت خلال الاحتجاجات السابقة حتى إن الأمر قد وصل إلى قطع خدمة الرسائل النصية عن شركات الاتصال عبر الهواتف الجوالة.
خلافات بين المرشحين للرئاسة في روسيا حول سوريا.. وأنباء عن إرسال إيران 15 ألف مقاتل من فيلق القدس لمساعدة الأسد

جيرينوفسكي يطالب بتنحي الأسد.. وبروخوروف ينتقد وزارة الخارجية الروسية

جريدة الشرق الاوسط.... موسكو: سامي عمارة .... بينما تتواصل في موسكو وكبريات المدن الروسية اللقاءات الجماهيرية والمؤتمرات الانتخابية استعدادا للانتخابات الرئاسية في الرابع من مارس (آذار) المقبل، أفادت تقارير إعلامية أول من أمس بأن طهران قد أرسلت 15 ألف مقاتل من فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، للمساعدة في مجابهة الاضطرابات في المدن السورية.
ونقلت وكالة «إنترفاكس» الروسية عن صحف صينية قولها إن السلطات السورية طلبت في وقت سابق من الجمهورية الإسلامية إرسال مقاتلين من الحرس الثوري الإيراني. ولم تؤكد أي مصادر رسمية أخرى هذا الخبر، حسب موقع «روسيا اليوم». ونشرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية نقلا عن مصادر خبرا مفاده أن قائد فيلق القدس العميد قاسم سليماني انتقل مؤخرا إلى العاصمة السورية دمشق للمساهمة الفعلية في مواجهة الاحتجاجات المتواصلة منذ 11 شهرا ضد النظام.
وجاءت هذه الأنباء رغم إعلان رضا مقدسي، مدير عام وكالة «مهر» الحكومية الإيرانية للأنباء، في حديث أدلى به لإذاعة «صوت روسيا» أول من أمس، أن القيادة الإيرانية لم توافق ولا تنوي الموافقة على برنامج إرسال العسكريين الإيرانيين إلى سوريا.
وفي ما يتعلق بالانتخابات الروسية، وعلى الرغم من حدة الملاسنات اللفظية والاختلافات والتناقضات بين مواقف المرشحين الخمسة حول الكثير من القضايا الاقتصادية والاجتماعية الداخلية وسبل تطور المجتمع في المرحلة المقبلة، فإن هناك ما يكشف عن اختلافات جذرية في مواقف هؤلاء المرشحين تجاه السبل والسياسات الرامية للخروج من المأزق الراهن في سوريا، لا سيما في ما يتعلق باستمرار الرئيس السوري بشار الأسد في الحكم.
أما غينادي زيوغانوف، زعيم الشيوعيين الروس، فلم يجد في ذلك الموقف ما يستحق النقد أو الاعتراض، مؤكدا اتفاقه مع بوتين في عدم جواز التدخل الخارجي في سوريا. وقال في تصريحاته لوكالة «إنترفاكس» إن «موقف روسيا تجاه الأحداث في سوريا صائب تماما»، وإنه على قناعة بأن الرئيس بشار الأسد لا يجب عليه الاستقالة من منصبه. وأضاف بقوله «إن موسكو كانت محقة في موقفها، عندما حالت في مجلس الأمن دون صدور القرار بشأن سوريا، الذي يرمي عمليا إلى الإطاحة بسلطتها الشرعية». وذكر زيوغانوف أن هيئة رئاسة اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الروسي أصدرت بيانا خاصا بشأن هذا الموضوع، عكست فيه بجلاء موقف الشيوعيين الروس من الوضع في سوريا.
ومن جانبه، طالب فلاديمير جيرينوفسكي القومي المتشدد روسيا بوقف الأميركان على مسافات بعيدة، على حد قوله، مشيرا إلى أنه «يجب على روسيا في كل الأحوال دعم سوريا، وذلك من أجل التصدي لضغط الولايات المتحدة على هذا البلد». ونقلت عنه وكالة «إنترفاكس» قوله «نعول على ألا تترك روسيا سوريا بمفردها، لأنه من المفيد لنا إيقاف الأميركيين عند حدود بعيدة، ويتعين علينا دعم البلدان، التي تقاوم الولايات المتحدة، في كل مكان». وعلى الرغم من قوله «إنه من الخطأ إقناع الرئيس السوري بشار الأسد بالاستسلام»، فقد عاد جيرينوفسكي ليتخذ موقفا مغايرا في ما يتعلق بتقديره للرئيس السوري ونظام الحزب الواحد بقوله «إن النظام الحالي في سوريا شبيه بالأنظمة في العراق وليبيا ومصر واليمن في الماضي القريب، وكوريا الشمالية»، والتي قال إنها «قلدت النظام الستاليني، نظام الحزب الواحد والزعيم الواحد وجهاز إدارة شؤون البلد الواحد». وأشار إلى أن «بشار الأسد حكم سوريا مع والده 40 عاما، كالقذافي ومبارك وصالح وصدام حسين، وأسرة كيم في كوريا الشمالية منذ أكثر من 60 عاما». وأضاف جيرينوفسكي رئيس الحزب الليبرالي الديمقراطي أن «المواطنين السوريين تعبوا، لذلك يودون من جانب العيش في بلد ديمقراطي مرن أكثر، ومن جانب آخر تسعى الولايات المتحدة إلى السيطرة على كل العالم العربي، خاصة هناك، حيث يوجد نفط، أو أنابيب نفط». أما الملياردير ميخائيل بروخوروف، الذي تكاد تبدو فرصته في الفوز بالرئاسة في روسيا أقرب إلى المعدومة، فقد اتخذ موقفا يقترب في بعض أوجهه من مواقف جيرينوفسكي تجاه الرئيس السوري، حيث قال بوجوب أن تكون روسيا حاسمة في تذكيره بعدم جواز قصف الجيش للمدن السورية. وكتب بروخوروف في موقعه على الشبكة الإلكترونية الدولية أنه «لا يجوز بالطبع قصف المدن بالمدفعية، وأن روسيا ملزمة بمواجهة الأسد بوضوح وصلابة وبأعلى صوتها بذلك». لكنه عاد ليقول إنه يجب أن ترد الأخبار عن الوضع في سوريا، من «مصادر مستقلة، وليس من قنوات تعود لشيخ قطر والكويت، فهاتان الدولتان ليستا ديمقراطيتين ولا ليبراليتين».
الى ذلك انتقد معارضون سوريون، أمس، في فيينا، دور إيران وروسيا في قمع سوريا لمعارضيها، متهمين موسكو وطهران بتزويد الرئيس السوري بشار الأسد بالأسلحة والرجال. وأكدت الناشطة سهير الأتاسي خلال لقاء لسوريين معارضين في المنفى، قدموا من 18 بلدا ويجتمعون بانتظام في العاصمة النمساوية، أن «روسيا ترسل دبابات للنظام وإيران ترسل جنودا». كما انتقد الناشطون استخدام الصين وروسيا «الفيتو» في مجلس الأمن الدولي، وأوضحوا أنه «لو كان ذلك مراعاة لمصالح اقتصادية، فالأفضل لهم أن يساندوا الانتفاضة لأن المستقبل تملكه سوريا الجديدة». وقال عامر الخطيب، وهو من الشخصيات السورية المنفية في النمسا، إن المعارضين عقدوا هذا الاجتماع لمناقشة مستقبل سوريا، مضيفا «كما نبحث أيضا في طريقة إدارة الفوضى التي قد تحصل بعد سقوط النظام ومحاولة احتوائها بأفضل طريقة».
 
محكمة تجبر السلطات على إعادة 3 ملايين يورو إلى حافظ مخلوف

خبير قانوني لـ «الشرق الأوسط» : الحكومة السويسرية تستطيع منع تسليمه الأموال

بيروت: ليال أبو رحال.... أجبر القضاء السويسري الحكومة السويسرية على إعادة مبلغ 3 ملايين يورو إلى حافظ مخلوف، أحد أقرباء الرئيس السوري بشار الأسد، على الرغم من العقوبات الأوروبية المفروضة على سوريا، وفق حكم أصدرته المحكمة الجنائية الفيدرالية في بلينزون.
وألغى الحكم قرارا بتجميد 4 حسابات لمخلوف، الذي وصف في نص الحكم بأنه «يقود وحدة دمشق داخل قيادة الاستخبارات العامة، إضافة إلى كونه أحد أقرباء الرئيس بشار الأسد وضالعا في قمع المظاهرات التي تشهدها سوريا حاليا». وفي حين لم يشر الحكم إلى اسم مخلوف، إلا أن اسمه مدرج على قائمة الأشخاص والكيانات التي قامت سويسرا بتجميد أرصدتها على خلفية القمع في سوريا.
في هذا السياق، أوضح أستاذ القانون الدولي في الجامعة الأميركية في بيروت، الدكتور شفيق المصري، لـ«الشرق الأوسط»، أنه «إذا كانت العقوبة المفروضة على الشخصيات السورية شاملة لهذا الشخص (حافظ مخلوف) فلا يحق للمحكمة الحكم بإعادة أمواله، إلا إذا كان هذا القرار (الحكم) قد صدر في وقت سابق لبدء الأحداث في سوريا».
وأكد المصري أنه «إذا كان قرار العقوبات المتعلق بحجز ومصادرة الأموال (بحق شخصيات سورية) صادرا عن مجلس الأمن الدولي تحت الفصل السادس، فتستطيع بعض الدول أن تتجاوزه، أما إذا صدر تحت الفصل السابع فهو يصبح ملزما لكل الدول». وعما إذا كانت المحكمة قد خالفت أو تجاوزت قرار الحكومة السويسرية بفرض عقوبات على قيادات سورية بينها حافظ مخلوف، قال المصري: «هنا يصبح الوضع مختلفا؛ فإذا أعلنت الحكومة السويسرية التزامها بالعقوبات الأوروبية، وإذا كان اسم هذا الرجل (مخلوف) من ضمن قائمة الأسماء المشمولة بالعقوبات، عندها تستطيع الحكومة السويسرية أن توقف قرار تسليم المال»، لافتا إلى أنه «صحيح أن سويسرا تتمتع بالحرية المصرفية، لكن هذه الحرية لا تتعدى إرادة الحكومة».
كان الحكم القضائي قد صدر عن المحكمة الفيدرالية في 11 يناير (كانون الثاني) الفائت، لكن موقعا إلكترونيا كشف عن مضمونه هذا الأسبوع. كانت وزارة الدولة للاقتصاد السويسري، إثر طلب تقدم به مخلوف، قد حكمت في 15 سبتمبر (أيلول) الماضي برفع قرار تجميد حساباته البالغة 3 ملايين يورو. وسمحت الوزارة، بذلك، للمصرف المعني بتحويل هذا المبلغ إلى حساب شخص آخر بهدف السماح بتنفيذ عملية تسديد تتصل بعملية شراء وبيع عقار اتفق عليها (مع مخلوف) في 15 أبريل (نيسان) 2011.
وبناء عليه، اعتبرت وزارة العدل السويسرية أن «هذا العنصر يشكل واقعة جديدة تبرر فتح تحقيق أدى إلى تجميد ثانٍ للأرصدة»، الأمر الذي طعن به مخلوف مجددا ليصدر الحكم الجديد لمصلحته
المرزوقي: الأسد رئيس سابق من الناحية القانونية

دعا الزعماء المغاربيين إلى تجاوز العقبات من أجل بناء الاتحاد

جريدة الشرق الاوسط... نواكشوط: محمد الأمين... قال الرئيس التونسي محمد منصف المرزوقي إنه يجب على القادة المغاربيين وضع قضية الصحراء بين قوسين حتى لا تكون عائقا أمام مسيرة اتحاد المغرب العربي. وأوضح المرزوقي في مؤتمر صحافي بنواكشوط أمس، التي وصلها أول من أمس في إطار جولة مغاربية قادته إلى المغرب وموريتانيا متوجها اليوم إلى محطته الأخيرة الجزائر من أجل إعطاء دفع جديد لاتحاد المغرب العربي، أن تفعيل الاتحاد، في الوقت الراهن، سيغير الكثير من العقليات التي كانت تحكم هذه المؤسسة.
ودعا المرزوقي في المؤتمر الصحافي إلى تفعيل الاتحاد المغاربي قائلا: إن ذلك سيغير الكثير من العقليات التي كانت تحكم هذه المؤسسة، التي وصفها بـ«الشكلية» نتيجة الديكتاتوريات، في إشارة إلى الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي والعقيد الليبي الراحل معمر القذافي، مضيفا أنه لمس لدى القادة الاستعداد التام من أجل تفعيل أجهزة الاتحاد من خلال قمة مغاربية سيتم انعقادها في أقرب الآجال.
وتطرق المرزوقي للوضع السوري الذي وصفه بأنه «لم يعد مقبولا»، داعيا إلى وضع حد لحمام الدم الذي تطفح به المدن السورية من خلال تسليم السلطة إلى نائب الرئيس السوري بشار الأسد أسوة بالتجربة اليمنية، مذكرا بأن الرئيس السوري يصدق عليه من الناحية الدستورية «الرئيس السابق» لأن الشعب السوري لا يريد أن يحكمه.
وفي سياق آخر، قامت الشرطة الموريتانية باعتقال 10 طلاب جامعيين، أمس، نتيجة منعهم زملاء من دخول قاعة الامتحان، بعد مواجهات مع الشرطة استخدمت فيها العصي ومسيلات الدموع، مما أدى إلى إحراق 3 حافلات للنقل الحضري.
وتشهد الجامعة في نواكشوط، منذ فترة، حراكا طلابيا نشأ عنه توقف تام عن الدراسة واعتصامات داخل الحرم الجامعي من أجل الضغط على الحكومة في تلبية مطالبهم التي يصفونها بـ«المشروعة». وما زالت رئاسة الجامعة تصر أن الحراك الطلابي غير مشروع، مما أدى بمجلس تأديب الجامعة إلى إجراءات عقابية للمتسببين في الحراك تراوحت ما بين الفصل النهائي عن الدراسة وتعليق البعض منهم عن متابعة دراسته سنة كاملة.
سوريا.. حكّموا ضمائركم

طارق الحميد... جريدة الشرق الاوسط... يلتئم اليوم في القاهرة اجتماع خليجي وزاري، يليه اجتماع عربي، وزاري أيضا، لمناقشة الأعمال الإجرامية للنظام الأسدي بسوريا، وتأتي هذه الاجتماعات بعد فشل تمرير قرار أممي ضد طاغية دمشق في مجلس الأمن، مع استمرار القوات الأسدية في أعمالها الإجرامية بحق السوريين العزل.
والمطلوب من الخليجيين، والعرب، أن يتذكروا وهم يدلفون إلى اجتماعيهم، أننا نقف اليوم في مشهد غير مألوف عربيا، حيث نشهد شعبا عربيا أعزل يستغيث على التلفاز، وطوال أحد عشر شهرا، دون أن يجد له ناصرا يحميه من نار العدوان، ويوقف آلة القتل الإجرامية. شعب أعزل يستغيث من دبابات النظام الأسدي التي تقصفه أمام أنظار العالم، بلا رحمة أو هوادة. وهذا ليس كل شيء؛ فالتقارير تشير إلى تورط «فيلق القدس» الإيراني في نصرة طاغية دمشق ضد الشعب السوري الأعزل، كما تشير إلى أن قاسم سليماني نفسه، قائد «فيلق القدس»، وجد في غرفة عمليات النظام الأسدي بدمشق، هذا ناهيك عن عمليات إمداد إيران لطاغية دمشق بالأسلحة والمعدات الكفيلة بقمع الشعب السوري، والعالم لا يزال يتفرج، رغم القتل والعنف.
هذه هي الصورة أمام الخليجيين، الذين قاموا بخطوات مهمة، ومطلوب منهم المزيد. وهذه هي الصورة أيضا أمام العرب، وخصوصا المتخاذل منهم، أو المتقاعس، أو من يحاول التواري خلف أعذار واهية، ومخجلة، ورغم وقوع ما يزيد على ثمانية آلاف قتيل سوري إلى الآن. صحيح أن البعض يقول إن الأزمة السورية تجاوزت الجامعة العربية، لكن المطلوب من الجامعة اليوم هو اتخاذ خطوات أخرى، حتى لو كانت متأخرة.
فالمطلوب من الجامعة اليوم اتخاذ ثلاث خطوات رئيسية؛ الأولى طرد النظام الأسدي من الجامعة العربية. والثانية الاعتراف بالمجلس الوطني السوري. والخطوة الثالثة الدعوة لإنشاء «مجموعة أصدقاء الشعب السوري»، لتكون الداعمة للسوريين العزل، وتضطلع بالجهد الدبلوماسي المتعلق بكل ما له علاقة بمجلس الأمن، على أن يكون كذلك من مهمة ذلك التحالف - تحالف أصدقاء الشعب السوري - اتخاذ كل ما هو كفيل بإنقاذ الشعب السوري، ودون تحفظات. فعلى العرب أن يتذكروا أنه عندما اندلعت حرب إسرائيل على لبنان، وغزة، التي راح ضحيتهما قرابة الثلاثة آلاف، واستغرقت كل منهما قرابة الشهرين، أو أقل، فإن العالم كله هب بوجه إسرائيل لوقف آلة القتل والدمار، وحتى عندما لوحت أميركا باستخدام «الفيتو» بمجلس الأمن فإنها لم تتأخر عن وقف آلة القتل الإسرائيلية، أما اليوم فإن آلة القتل الأسدية مستمرة لمدة أحد عشر شهرا، بل ها هو طاغية دمشق يعمل على إشعال النار بلبنان، ويستعين بإيران، ولا يزال السوريون يستغيثون بكل من له ضمير.
وعليه؛ فإن على العرب أن يحكّموا ضمائرهم اليوم، وهم يجتمعون في القاهرة، ويقوموا باتخاذ خطوات حقيقية ضد هذا النظام المجرم بدمشق، وذلك لا يتم إلا بطرد النظام الأسدي من الجامعة، والاعتراف بالمجلس الوطني، ومطالبة المجتمع الدولي بإشهار مجموعة أصدقاء الشعب السوري، وأي أمر أقل من ذلك يعد خيانة بحق السوريين الذين يستغيثون في منظر محزن، وأليم.
 
 
 
 
 

المصدر: جريدة الشرق الأوسط اللندنية

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 154,707,109

عدد الزوار: 6,962,231

المتواجدون الآن: 50