مستشارون ومدربون إيرانيون يتدفقون على سوريا لقمع «الانتفاضة»

انضمام الأقليات إلى حركة الاحتجاج يخيف النظام السوري

تاريخ الإضافة الإثنين 30 أيار 2011 - 6:43 ص    عدد الزيارات 2228    التعليقات 0    القسم عربية

        


انضمام الأقليات إلى حركة الاحتجاج يخيف النظام السوري

باحث يقول إن الأقليات تتعرض للتهويل لإقناعها بأن البديل سيكون التطرف

 
بيروت: «الشرق الأوسط»
انضم المسيحيون من الطائفة الأشورية في مدينة القامشلي إلى المظاهرات التي تخرج كل يوم جمعة في أنحاء البلاد وتطالب بالحرية، حيث قامت عناصر الأمن السوري في جمعة أزادي (الحرية) بمداهمة مقر المنظمة الآشورية الديمقراطية، واعتقلت العشرات من الأشوريين، وعلى رأسهم الدكتور ملك يعقوب، نائب مسؤول المكتب السياسي بالمنظمة. بينما أكدت مصادر مشاركة المسيحيين أيضا، في مدينة حمص، خاصة بعد قتل شاب مسيحي على يد القناصة حين كان يقوم بتصوير المظاهرات بهاتفه الجوال.

ويؤكد ناشط مسيحي شارك في مظاهرات حمص لـ«الشرق الأوسط» أن «رد فغل النظام ضد المشاركين من الأقليات يكون أشد من بقية المتظاهرين»، مؤكدا أن هذه المشاركة لم تقتصر فقط على المسيحيين، فهناك شباب من الطائفة العلوية انضموا إلى المظاهرات، قائلا: «صحيح أن أعدادهم كانت ضئيلة إلا أن مشاركتهم أزعجت النظام كثيرا».

كما أن مدينة السلمية، التي لم تغب عن المظاهرات، وخرجت في جميع جُمع الاحتجاج بأعداد كبيرة، معظم سكانها من الطائفة الإسماعيلية، وهي إحدى فرق الشيعة وثاني أكبر الفرق الشيعية بعد الاثني عشرية. إضافة إلى اعتقال عدد من المتظاهرين في مدينة السويداء، حيث يقطن أكثرية درزية بعد الاعتداء عليهم بالضرب، فرغم الصمت الذي التزم به مشايخ الطائفة الدرزية، وبعضهم أعلن ولاءه الصريح للنظام، خرجت أصوات شبابية تندّد بموقف هؤلاء، وتدعو للتظاهر السلمي والمطالبة بالحرية.

ويؤكد أحد الناشطين في مدينة اللاذقية أن الكثير من الشباب العلويين شاركوا في المظاهرات، إلا أنهم تعرضوا للتهديد من قبل ما يسمى بـ«الشبّيحة»، حيث غادر بعضهم المدينة، ويضيف: «مدينة اللاذقية لها خصوصية خاصة، فهي مسقط رأس الرئيس، وهناك محاولة من قبل النظام لتخويف الطائفة التي ينتمي إليها الرئيس، والتي تنتشر بكثافة في هذه المدينة، وأي مشاركة من قبل العلويين، خاصة الشباب، ستكسر حاجز الخوف عند الطائفة، وتشجعهم على المشاركة أكثر في المظاهرات، مما يفشل مخطط النظام».

ويقول أحد الباحثين في شؤون الأقليات في سوريا إن «خشية النظام من مشاركة المسيحيين والعلويين والدروز والإسماعيليين وبقية الأقليات في المظاهرات مبررة، حيث تدحض هذه المشاركة ذريعة السلفيين وقصص إماراتهم المزعومة التي يبرر بها النظام سحقه للاحتجاجات، كما تضفي هذه المشاركة طابعا تعدديا طالما خشي منه وسعى لإخفائه تحت آيديولوجياته القومية الوهمية».

ويضيف الباحث الذي رفض ذكر اسمه أن «الأقليات تتعرض لخطاب تهويلي يريد إقناعها بأن البديل عن نظام البعث سيكون الفوضى أو التطرف، مما يعني تعرض وجودها للتهديد، هذا الخطاب يسعى النظام إلى ترويجه وتجسيده على الأرض، وإلا فما هو تفسير إرسال سيارات مسلحة تطلق النار عشوائية في مناطق تقطنها أقليات، مثل جرمانة في دمشق، وظهر صفرا في طرطوس». وأشار إلى وجود أصوات مقموعة داخل الطائفة العلوية مثلا «لا تريد توريط الطائفة في سيناريوهات خطيرة يدفع ثمنها البسطاء والناس العاديون فيما بعد». مصلحة الأقليات كما يرى الباحث السوري «نظام ديمقراطي مدني تعددي يعبر عن الجميع، ويعامل أبناء الأقليات مثل باقي المواطنين وفق مبدأ الحقوق والواجبات، وهذا ما فهمته الأقليات بعد أربعين عاما من التهميش والاضطهاد على يد نظام البعث وبطانته، مما يفسر سبب انضمامهم إلى المظاهرات».

 

مصدر غربي لـ «الشرق الأوسط»: لا عودة إلى الوراء.. سوريا المقبلة مختلفة تماما

استمرار العلاقة الحميمة مع النظام السوري سيؤدي إلى نتائج كارثية على لبنان خلال شهور

 
 
بيروت: ثائر عباس
أكد مصدر دبلوماسي غربي أن على لبنان أن يختار بسرعة إلى جانب من سيقف في الأزمة السورية، محذرا من أن استمرار لبنان في «التعامي عما يحصل هناك والحفاظ على العلاقة الحميمة مع سوريا سوف يؤدي إلى نتائج كارثية على لبنان خلال شهور». وقال المصدر لـ«الشرق الأوسط» إن «سوريا كما عرفناها قبل اندلاع الاحتجاجات لن تعود أبدا». وإذ أخذ على الزعماء اللبنانيين عدم نظرتهم إلى الأمور «من فوق»، فإنه قال إن استمرار هذا الدعم مع تشكيل حكومة يرى العالم أن المسيطر عليها هو حزب الله أو النظام السوري سيجعل من السهل على المجتمع الدولي أن يضع لبنان وسوريا في خانة واحدة، داعيا إياهم أن «يفكروا في يوم لا يكون فيه النظام في سوريا مثل النظام الموجود حاليا».

وحض المصدر الحكومة اللبنانية على مساعدة الأمم المتحدة في التحقيق في الظروف التي أجبرت مئات السوريين على النزوح إلى لبنان، منتقدا تسليم بعضهم إلى أجهزة الأمن السورية وعدم تقديم الدعم اللازم. وقال «نحن نراقب الأخبار عن هروب السوريين إلى الأراضي اللبنانية بكل اهتمام. وقد سمعنا عن إعادة بعض الهاربين إلى سوريا من قبل القوى الأمنية اللبنانية. بغض النظر عن العلاقات الثنائية بين لبنان وسوريا، لبنان لديه واجبات على المستوى الدولي في حماية اللاجئين والهاربين». وأضاف «كان واضحا بالنسبة إلينا أنه لم يكن هناك اهتمام جدي من قبل الحكومة اللبنانية، ولذلك اقترحنا أن يكون هناك اهتمام أكبر، من قبل الحكومة. ونحن لم نعتمد على وسائل الإعلام في استقاء معلوماتنا، بل أرسلنا وفدين إلى المنطقة لاستقصاء أحوال النازحين».

وأكد المصدر أن «المجتمع الدولي يريد تجنب كارثة إنسانية في شمال لبنان، فما زالت هناك تقارير حول استخدام العنف من قبل الحكومة السورية ضد المتظاهرين من المدنيين في بعض القرى والمدن السورية»، وقال «نحن نعرف أن ثمة أسبابا وجيهة لدى السوريين الذين هربوا من بيوتهم إلى الأراضي اللبنانية. ويجب أن يجري تحقيق في أسباب هروبهم، وعلى الحكومة اللبنانية أن تساعد الأمم المتحدة في هذا التحقيق. إن غياب اهتمام الحكومة اللبنانية بهذه الأمور علنا كان مقلقا ومحبطا بالنسبة إلينا، ولهذا عبرنا عن هذا عبر بياناتنا ووفودنا». ورأى المصدر الغربي أن قيام هيئة الإغاثة بمد النازحين ببعض المساعدات «ليس كافيا»، قائلا إن «المطلوب هو أن نرى رد فعل الحكومة بكاملها عبر وزاراتها المختصة كوزارة الشؤون الاجتماعية، وليس فقط من مديرية واحدة. فهناك جزء من المسؤولية على الجيش اللبناني، وجزء على قوى الأمن الداخلي، وآخر على الجمارك، وكذلك على وزارة الشؤون الاجتماعية. وهذه الأجهزة كلها عليها أن تتعاون مع وكالة شؤون اللاجئين في الأمم المتحدة»، مشيرا إلى أن «التحسن الظاهر في الوضع شمالا قد يكون سببه إقفال الحدود، لكننا سوف نتابع هذا الموضوع من اليوم وحتى نهاية الأحداث في سوريا».

وقال المصدر إن الرئيس الأميركي كان واضحا في كلمته الأخيرة، عندما قال إنه حان الوقت لبدء الإصلاح في سوريا، أو على الأسد التنحي عن الدرب، مشيرا إلى أنه لم يقل بعد إنه «حان وقت رحيله، ولم يدعه إلى الرحيل الآن، لكنه شدد على ضرورة بدء الإصلاحات وتنفيذ تطلعات الشعب السوري، لكننا لم نر أيا من هذه المطالب قيد التنفيذ بعد». وقال «النظام السوري يقود سوريا إلى مكان لا مخرج منه. سوريا قد تكون البلد الوحيد المعزول في هذه المنطقة. في القرن الـ21 لا يمكن أن يستخدم أي بلد مدافع المورتر والدبابات ضد شعبه. لا يمكن أن نرى بلدا يستخدم هذا الأسلوب العنفي ضد شعبه. من الواضح للجميع الآن في أميركا وفي الاتحاد الأوروبي أن على الحكومة السورية أن تتوقف عن هذا».

وأشار المصدر إلى أن «الرسالة للبنان ولحكومته، هي أن تقرب لبنان من سوريا في هذه الأوقات ليس من مصلحة لبنان. إذا لم تبدأ الإصلاحات، وتواصل العنف والقمع، ولبنان يدعم النظام السوري، فهذا لن ينعكس إيجابا على لبنان في المستقبل. وإذا أصبحت سوريا معزولة ككوريا الشمالية، فكيف سيؤثر هذا على علاقات لبنان مع المجتمع الدولي». وإذ شدد على أنه «لا أحد يطلب من لبنان القيام بشيء ضد سوريا»، فإنه أكد على أنه «على لبنان التفكير في الأمر بصورة أخرى، وأن يقرر السلوك المناسب خلال الأيام والشهور المقبلة، لأن سوريا في الماضي لن تعود، سوريا من يناير لن تعود. سوريا المقبلة مختلفة تماما، ولبنان يجب أن يدرك أنه لا رجوع إلى الوراء في هذا الأمر. سوريا لن تستطيع مواصلة هذا السلوك».

وأضاف «بسبب العلاقة بين لبنان وسوريا، لبنان لا يستطيع أن يتصور نفسه من دون (الأخ الأكبر) سوريا، لهذا عليهم أن يفكروا في يوم لا يكون فيه النظام في سوريا مثل النظام الموجود حاليا. لا نقول إنه سيكون هناك أشخاص جدد في الحكم، لكن من المؤكد أن النظام في سوريا لن يعود أبدا كما كان، فالعالم لن يسمح بذلك. وأعتقد أن اللبنانيين - خاصة الزعماء - لم يدركوا ذلك». واستغرب المصدر كيف أنه لا يوجد على التلفزيون السوري من يدافع عن النظام هناك «إلا اللبنانيين الذين يتبارون في دعم هذا النظام»، مضيفا أن «هذا شيء محبط لنا». واستغرب المصدر دفاع رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون عن النظام السوري وحديثه عن وجود مسلحين. ورغم أنه أبدى تفهمه للموقف المسيحي كأقلية تخاف من حكم الأكثرية، فإنه شدد على أن الحرية بواسطة القمع ليست حرية في نهاية المطاف. وقال «الديمقراطية ليست ديمقراطية حقيقية من دون حماية للأقليات»، وإذ أشار إلى أنه يتفهم كيف أن المسيحيين يخافون من التجربتين العراقية والمصرية، قال «لسنا سخفاء، فنحن نعرف أن ثمة توترات بين المسلمين والمسيحيين في المنطقة، وهذه التوترات موجودة منذ قرون. لم يحصل شيء في العراق سابقا، هذا ليس بسبب غياب التوترات، إنما الجميع كان خائفا. والنظام الديمقراطي يحمل في طياته حماية الأقليات والتوازن بين الرجل والمرأة. أنا لا أفهم كيف يمكن للمسيحيين أن يبيعوا مستقبلهم للظالمين. لو كنت مسيحيا في لبنان، لتقربت من الديمقراطيين لا من الديكتاتوريين».

ورفض المصدر التقليل من أهمية العقوبات الأميركية والأوروبية على النظام السوري، وقال إن «هذه العقوبات فعالة لأنها تتركز على الأموال، والنظام بحاجة إلى المال، لأننا لا نريد للشعب السوري أن يدفع الثمن بدلا من النظام». وأضاف «هناك عقوبات على سوريا منذ السبعينات عندما صنفت كدولة راعية للإرهاب، وقد أضفنا إليها جولتين من العقوبات، وقد تكون هناك جولة جديدة. هذه العقوبات بعيدة المدى وستظهر آثارها مع الوقت».

وقال إن عدم التدخل العسكري في سوريا سببه أن هناك فارقا كبيرا بين الملفين السوري والليبي.. «ففي الملف الليبي كان هناك إجماع دولي، والأهم أنه كان هناك إجماع عربي. أما في الحالة السورية فلا يوجد الإجماع نفسه. فروسيا والصين مثلا لديهما مصالح في سوريا، وهما ترفضان القيام بشيء عسكري على الأرض. الولايات المتحدة لن تتعامل مع كل ثورة في المنطقة بوتيرة واحدة. فكل ملف يدرس على حدة، ونقرر كيفية التعامل مع هذا الموضوع. في سوريا نحن في منتصف الأزمة ولم نقارب على الانتهاء بعد، وكل أسبوع نغير موقفنا بناء على التطورات، وقد شددنا من مواقفنا في غياب التغييرات في سلوك النظام السوري». وفي ما يتعلق بموقف لبنان في مجلس الأمن، رأى أن «هناك عدة مشكلات للبنان في ما يتعلق بالأمم المتحدة، فليست هناك حكومة تدير موقف لبنان في الأمم المتحدة، وقد رأينا ذلك منذ نحو شهر عندما وجدنا إشارات مختلفة من وزارة الخارجية ومن الرئيس». وأردف «قد يكون لبنان محظوظا لأنه لا يوجد شيء بعد في الأمم المتحدة. لكن لبنان لديه مسؤوليات دولية أكبر من علاقاته الثنائية، وعليه أن يسأل نفسه عما هو الأهم للبنان».

ورغم أنه لم يشأ أن يحدد «عواقب بقاء الموقف اللبناني على حاله»، فإنه قال «لا أستطيع التكهن بماهية العواقب، لكن فلننظر إلى اليمن في عام 1991 في أول حرب الخليج عندما دعم علي عبد الله صالح صدام حسين في حربه ضد الكويت، فكانت النتيجة طرد نحو مليوني يمني من دول الخليج. التقرب من الدول المعزولة ليس من مصلحة أصدقاء هذه البلدان. إذا بقي لبنان صديقا حميما لسوريا، وبقي متعاميا عن الأحداث فيها، فهذا ليس في مصلحته. لا أحد يستطيع أن يشرح الفائدة في الدفاع عن نظام قمعي، العواقب للبنان هي عواقب أصدقاء الدول المعزولة. وإذا أضفنا إلى هذا مشكلة الحكومة، بمجيء حكومة تبرهن للعالم أن حزب الله أو سوريا يسيطران عليها، فمن السهل للعالم أن يضع البلدان في خانة واحدة، وهذه نتائج كارثية للبنان».

وأخذ المصدر على الزعماء اللبنانيين أن أحدا منهم «لا يرى الصورة من فوق»، قائلا «قد يكون في المدى المنظور من السهل على لبنان عدم القيام بشيء، لكن على المدى المتوسط والبعيد، بعد المتغيرات المكتوب حصولها، ماذا سيحصل للبنان؟ لا أحد يطلب منه أن يقوم بعمل ضد سوريا، لكن الصمت أفضل. نتائج هذه القرارات سوف تؤدي إلى كارثة للبنان بعد شهور». ونفى المصدر قيام الولايات المتحدة بمقايضة مع سوريا تقضي بتخفيف الضغط عليها مقابل فك ارتباطها بحزب الله وإيران. وقال «نطالب دائما بالتوقف عن دعم حزب الله وحماس، وفك ارتباطهما بإيران، لكن الرئيس الأميركي قال أمام الجمهور إننا غيرنا سياساتنا في المنطقة، فأولوياتنا لم تعد فقد الأمن والاستقرار في المنطقة، بل أضفنا إليها معارضة استخدام العنف ضد المدنيين، وأننا سوف ندافع عن مجموعة من الحقوق الأساسية للشعوب». وأضاف «سندعم التغيرات الاقتصادية في المنطقة. سوريا كما نعرفها لن تبقى، فقد تجاوز الأمر نقطة اللاعودة، وستكون هناك تغييرات جذرية تقوم بها الحكومة السورية، وإلا فسيأتي آخرون للقيام بذلك. هذا جزء من أخلاقنا. العرب لم يكونوا قادرين على قراءة الخطاب بعيون أميركية، لكننا عندما سمعنا كدبلوماسيين كلامه فوجئنا، وجدنا أنه قال إنه يجب أن نربط أخلاقنا الديمقراطية بسياساتنا الخارجية. وهذا أمر مختلف عما كان سائدا في عهد إدارات بوش وكلينتون. سوريا إذا أصبحت ديمقراطية لن تدعم هكذا تنظيمات، لأنها ليست من الأخلاقيات الديمقراطية، وهذا من آثار الحرب الباردة ولم يعد قابلا للحياة».

 

 

مستشارون ومدربون إيرانيون يتدفقون على سوريا لقمع «الانتفاضة»

طهران تقدم منظومة مراقبة كومبيوترية لـ«فيس بوك» و«تويتر» ساعدت على اعتقال مئات النشطاء السوريين

واشنطن: جوبي واريك*
قال مسؤولون أميركيون إن إيران ترسل أعدادا متزايدة من المدربين والمستشارين – من بينهم أعضاء في فيلق القدس النخبوي – إلى سوريا للمساعدة على قمع احتجاجات مناوئة للحكومة تهدد بالإطاحة بأقرب حليف لإيران داخل المنطقة.

ويأتي ذلك إلى جانب تدفق مساعدات بصورة مستمرة من طهران تتضمن أسلحة ومعدات مكافحة الشغب وأجهزة مراقبة متطورة تساعد السلطات السورية على رصد المناوئين من خلال حساباتهم على موقعي «فيس بوك» و«تويتر»، وذلك بحسب ما ذكرته المصادر. ويعتقد أن منظومة مراقبة كومبيوترية بدعم من إيران قد أدت إلى إلقاء القبض على مئات من السوريين داخل منازلهم خلال الأسابيع الأخيرة.

وتتهم الولايات المتحدة وحلفاؤها إيران بدعم أنظمة قمعية وأنظمة تستخدم العنف في المنطقة، من بينها الحكومة السورية وحزب الله داخل لبنان وحركة حماس في قطاع غزة. وتحدثت الكثير من التقارير السابقة، قدم معظمها مسؤولون غربيون، عن مساعدة فنية إيرانية في تقديم هراوات وخوذات تستخدم عند مكافحة الشغب وغيرها من وسائل السيطرة على التجمعات لسوريا خلال 10 أسابيع شهدت مظاهرات ضد الرئيس بشار الأسد.

وتهدف التأكيدات الجديدة – التي قدمها مسؤولان أميركيان ودبلوماسي من دولة حليفة، تحدثوا جميعا شريطة عدم ذكر أسمائهم كي يتسنى لهم الحديث عن معلومات استخباراتية حساسة – بصورة واضحة إلى الإشارة إلى الدور المتنامي لأفراد بالجيش الإيراني في الإجراءات القمعية الوحشية التي تنتهجها سوريا ضد متظاهرين مناوئين للأسد. ولم يكن هناك رد يوم الجمعة على طلبات للتعليق قدمت إلى السفارة السورية ومكتب المصالح الإيراني داخل واشنطن. وفي التقرير الذي قدمه الدبلوماسي والمسؤولان الأميركيان، جاء مدربون عسكريون إيرانيون إلى دمشق لتعليم سوريين كيفية استخدام وسائل استخدمتها إيران في مواجهة «الحركة الخضراء» عام 2009، بحسب ما ذكره الدبلوماسي. وقد تمكن الإيرانيون من إخماد المظاهرات، وتصرفوا خلال ذلك بصورة وحشية.

وقال المسؤولون الثلاثة إن ضباطا من فيلق القدس الإيراني سيئ السمعة لعبوا دورا في الإجراءات القمعية داخل سوريا منذ منتصف أبريل (نيسان) على الأقل. وقالوا إن عقوبات أميركية فرضت ضد فيلق القدس في أبريل كان هدفها إرسال تحذير ضمني لإيران كي تتوقف عن ذلك الأمر. ويتبع فيلق القدس قوات الحرس الثوري الإيراني المسؤول عن عمليات خارج إيران. وقد ساعدت على تمويل وتدريب مسلحين تابعين لحزب الله وحركة حماس ودعم متمردين مناوئين للولايات المتحدة داخل العراق.

وعلى الرغم من أن حجم العناصر العسكرية الإيرانية داخل سوريا غير معروف، فإن أعداد المستشارين ارتفعت بشكل مطرد خلال الأسابيع الأخيرة على الرغم من التحذيرات الأميركية، وفق ما ذكره المسؤولون الثلاثة.

وأشارت إدارة أوباما إلى دور فيلق القدس عند الإعلان عن مجموعتين من العقوبات فرضت ضد مسؤولين في الحكومة السورية خلال الشهر الماضي. وصدر أمر تنفيذي من البيت الأبيض الأسبوع الماضي يستهدف الأسد وستة مسؤولين بارزين في الحكومة جاءت فيه إشارة، لم تلاحظ على نطاق واسع، إلى محسن شيزاري، وهو ضابط بالجيش الإيراني وثالث أهم قائد في فيلق القدس المسؤول عن التدريب. وفي 23 مارس، صادر مسؤولون أتراك أسلحة خفيفة – من بينها رشاشات هجوم ومنصات إطلاق قنابل – على طائرة شحن إيرانية متجهة إلى سوريا. وقبل وصول الشحنات، أعلن الأسد بأسلوب دعائي أنه رفع الحظر المفروض داخل الدولة على مواقع الشبكات الاجتماعية مثل «فيس بوك» و«يوتيوب». وعلى الرغم من الثناء الذي حظي به ذلك حينئذ، فإن هذه الخطوة أعطت الأجهزة الأمنية التابعة للأسد وسيلة مستوحاة من إيران لتعقب قيادات الحركة الاحتجاجية، بحسب ما قاله أندرو تابلر، الصحافي السابق داخل سوريا والخبير بالشأن السوري لدى معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى.

وقال تابلر في مقابلة هاتفية من لبنان، حيث لا يزال على تواصل مع قيادات المعارضة: «ساعد رفع الحظر المفروض على موقع (فيس بوك) النظام على تحديد الأماكن التي يأتي منها (النشطاء). لم يكن ذلك كرما منه، ولكنه كان وسيلة للسماح بالمزيد من المراقبة، مما أدى إلى اعتقال الآلاف».

* ساهمت جوري تات في إعداد هذا التقرير

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»

 

حماه رفعت شعار «جاي دورك نصر الله».. والشيخ العرعور تصدر هتافات السوريين

لم ينس المتظاهرون الهتاف لتركيا

 
دمشق – لندن: «الشرق الأوسط»
برز هذا الأسبوع اسم الشيخ عدنان العرعور، ابن مدينة حماه، كأحد أهم محركي الاحتجاجات في الشارع السوري، وكان لافتا يوم «جمعة حماة الديار»، وليلة الخميس السابقة له، تلبية دعوة الشيخ إلى التكبير على أسطح المنازل، مما يشير إلى حجم الدور الكبير الذي يلعبه العرعور في تحريك المظاهرات، من خلال قناة «الوصال» الدينية التي تتهمها السلطات السورية بممارسة التحريض ضد النظام.

ففي حمص ومن ثم في حماه، وحتى قرية الحراك في درعا، كان الهتاف: «يا لحراك كبري وثوري كله لعيون الشيخ العرعور.. لعيون سوريا الحرة». وفي حماه هتف المتظاهرون: «ثورتنا عال العال.. شكرا شكرا يا وصال». ولم ينس المتظاهرون الإشارة إلى الدور التركي في هتافاتهم، فرددوا: «بالعربي بالتركي.. بشار رايح يبكي».

كما أقيم ما قيل عنه إنه معرض للشعارات في حماه على جدار مبنى المحافظة وسط المدينة، في تحدٍّ كبير للسلطات؛ حيث كتبت أسماء ثلاثة مسؤولين بعثيين اتهموا بالتآمر على شباب حماه، كما كتبوا «يسقط الاحتلال الأسدي» و«ويبقى الشعب.. حماه لن تنسى 50 ألف شهيد 1982» و«الشعب يصنع ثورته.. كلنا نكره بشار وعائلته». ولعل الأبرز في تلك الشعارات حصة حزب الله من الاستياء السوري، وبالأخص بعد خطابه الأخير الذي أعلن فيه دعمه للنظام السوري، ومن ضمن ما كتب بالعربية والإنجليزية والفارسية: «جاي دورك يا نصر الله.. يسقط النظام الإيراني والنظام السوري».

يُشار إلى أن التجمع الكبير الذي شهدته ساحة العاصي، وسط حماه، ظهرت فيه سيدة تكبر عبر الميكروفون وجماهير الشباب ورجال حماه يرددون خلفها التكبير. وردد سكان حماه هتافات أيضا للتذكير بأحداث الثمانينات وبأن هناك نحو 12 ألف مفقود من تلك الفترة ما زال الأهالي يطالبون السلطة بالكشف عن مصيرهم.

ولا يختلف الأمر في مدينة حمص التي حصلت على الحصة الأكبر من بؤر الاحتجاج وأيضا على الحصة الأكبر من الضحايا بعد محافظة درعا، لكن في حمص للهتافات دائما نكهة طريفة لا تتمتع بها مناطق أخرى، ربما لشهرة هذه المدينة كعاصمة للنكتة. فالحماصنة، على الرغم من الدماء التي يدفعونها، لا يفوتون الفرصة لتأليف النكات، فقالوا إنهم «افتتحوا مغسلا دوليا للدبابات» وإن «الاستدلال على أي موقع في حمص يكون بحسب تمركز الدبابات، مثلا إذا سألت: أين يقع مقر البلدية؟ يكون الجواب: عند أول دبابة على اليمين». كما أعلنوا هروب أمير الجماعة السلفية بطائرة مروحية، وأخرجوا مقطع فيديو يظهر فيه دمى طائرة مروحية محاصرة من سيارتين، وصوت مذيع يروي تفاصيل عملية هروب الأمير السلفي. وقبل ذلك كله أكدوا أنهم سيخرجون «للتظاهر بعد صلاة الجمعة بالمايوهات لتأكيد عدم وجود سلفية في حمص». كما هتفوا يوم الجمعة للشيخ العرعور ورددوا «أبشر أبشر يا عرعور».


المصدر: جريدة الشرق الأوسط اللندنية

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 154,774,644

عدد الزوار: 6,965,424

المتواجدون الآن: 79