أخبار لبنان..خطف مسؤول "القوات" في جبيل: توتر واستنكار والأجهزة مستنفرة..معراب «حريصة على التهدئة»: توتّر بعد خطف مسؤول قواتي..مناورات لجيش الإحتلال اليوم.. وجبهة الجنوب تمتد إلى البقاع والجولان..جنبلاط ينتقد مَنْ رفض الدعوة للحوار..وتخوُّف من مشروع فتنة في جبيل..إسرائيل تعلن الانتقال من "الدفاع" إلى "الهجوم" على لبنان..بري لـ«الشرق الأوسط»: إسرائيل تستدرجنا للحرب ونحن لن ننجر إليها..توسّع المواجهات في جنوب لبنان..ورسائل لتحديد مواعيد جديدة للحرب..جبهة جنوب لبنان..«تصعيدٌ استباقي» في الجوّ وتعميق للضربات بقاعاً..خبراء: إسرائيل مصرّة على إنهاء الوضع الأمني على حدودها الشمالية..الراعي يهاجم «المتعطشين للدماء»: قرار الحرب مسؤولية جسيمة..حزب الله يمهّد لما بعد الحرب: باقون في جنوب الليطاني..

تاريخ الإضافة الإثنين 8 نيسان 2024 - 3:52 ص    التعليقات 0    القسم محلية

        


خطف مسؤول "القوات" في جبيل: توتر واستنكار والأجهزة مستنفرة..

نداء الوطن..تعرّض غروب أمس منسّق قضاء جبيل في حزب «القوات اللبنانية» باسكال سليمان للخطف. وبعد ذلك عُثر على هاتف المخطوف مرمياً في بلدة ميفوق، حيث أظهرت الكاميرات سيارة سليمان في بلدة ترتج - جبيل متجهة نحو جرد البترون. وفي التفاصيل، أنه بُعيد السادسة مساء أقدم أربعة مسلحين على خطف سليمان عند مفترق يربط بلدة لحفد بطريق ميفوق وحاقل، لدى عودته من واجب عزاء. وكان الجناة يستقلون سيارة subaro بيضاء اللون عندما خطفوا سليمان واقتادوه الى جهة مجهولة. وفور ذيوع نبأ الحادث تجمع مواطنون في مركز «القوات» في مستيتا، فيما أوعزت «القوات» للمحازبين بـ»عدم رمي الاتهامات جزافاً قبل الحصول على كامل المعطيات المتصلة بالحادثة». وقُبيل منتصف الليل وصل رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع الى مركز الحزب في مستيتا (جبيل) حيث تجمّع حشد من القواتيين والمتضامنين لتسقّط أخبار الخطف واستنكاره. وفي معلومات «نداء الوطن» أنّ سليمان كان قبل خطفه يقدّم واجب العزاء بعديله جورج عبد المسيح في بلدة الخاربة لمناسبة مرور 40 يوماً على وفاته. ولدى خروجه سلك طريق ميفوق - بجة - حاقل، حيث تعرض للخطف. وفي آخر مكالمة أجراها سليمان في أثناء عملية الخطف قال للمسلحين:» ما تقتلوني عندي ولاد». ثم انقطع الاتصال. من ناحيته، تابع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي عملية خطف سليمان. وطلب في سلسلة اتصالات بوزير الداخلية والبلديات بسام مولوي وقائد الجيش العماد جوزاف عون وسائر القادة الأمنيين «تكثيف التحقيقات والتنسيق في ما بين الأجهزة الأمنية لكشف ملابسات القضية في أسرع وقت وإعادة المواطن سالماً الى عائلته». كما طالب وزير السياحة في حكومة تصريف الأعمال وليد نصار، والنواب: سامي الجميل، فؤاد مخزومي، ميشال معوّض، غادة أيوب، زياد الحواط، نديم الجميّل، أديب عبد المسيح، راجي السعد، وضاح الصادق، والوزير السابق محمد شقير، والنائب السابق فارس سعيد، ورئيس «حزب حركة التغيير» المحامي ايلي محفوض، الأجهزة الأمنية بـ»كشف ملابسات اختطاف» سليمان، لأنّ «ما حصل هو خرق أمني كبير، والمطلوب من الأجهزة الأمنية المحافظة على أمن المنطقة وكشف ملابسات ما جرى بعيداً من اتهام أي جهة». وحضر الى مبنى منسقية «القوات» في جبيل، مستنكراً ومتضامناً النواب: ملحم الرياشي، غياث يزبك، فادي كرم، رازي الحاج، نزيه متّى، الياس حنكش وسيمون ابي رميا، ومنسق قضاء جبيل في «التيار الوطني الحر» سبع حبيب.

معراب «حريصة على التهدئة»: توتّر بعد خطف مسؤول قواتي

الأخبار.. مرة جديدة تبدّت هشاشة السلم الأهلي أمس مع الإعلان عن خطف منسق حزب القوات اللبنانية في جبيل باسكال سليمان، ومجدداً سارعت القوى نفسها إلى استثمار الحادثة في توجيه أصابع الاتهام إلى حزب الله، بمجرد إعلان الخبر، وقبل أن تباشر القوى الأمنية تحقيقاتها. فاندلعت حفلة جنون وسعار طائفي على مواقع التواصل الاجتماعي وصولاً إلى تصوير الحادثة «خطراً وجودياً» على المسيحيين. وغذّت حفلة التجييش مسبقاً عظة شديدة الحدّة للبطريرك الماروني صباحاً، توجّه فيها إلى «أمراء الحروب» بأن «لا تعتقدوا بأنّكم أقوياء بأسلحتكم، بل أنتم أضعف الضعفاء»، فيما أكّدت مصادر في القوات اللبنانية لـ«الأخبار» أن قيادة الحزب «حريصة على السلم الأهلي، ولا تحبّذ توجيه الاتهامات إلى أي طرف قبل انتهاء التحقيقات ليُبنى على الشيء مقتضاه». ووضعت «تخلي رئيس الحزب سمير جعجع عن حذره الأمني وتوجّهه إلى مبنى منسقية القوات في بلدة مستيتا الجبيلية في إطار التهدئة وإفساح المجال لتحقيقات القوى الأمنية التي تقوم بعمل جيد». ورفضت توجيه الاتهام إلى أي جهة، مشيرة إلى أن «كل الاحتمالات مفتوحة». وتزامن ذلك مع موجة تحريض وتجييش وشائعات، ومع إقفال مناصري القوات طريق جبيل الدولي ودعوة القوات إلى إضراب عام في جبيل اليوم، وحثّها «الأحزاب والشخصيات الحليفة والمستقلة على الوقوف صفاً واحداً استنكاراً وصداً لأي اعتداء على الحريات العامة والخاصة في لبنان». فيما نفّذ الجيش اللبناني انتشاراً أمنياً بين عين الرمانة والشياح تحسباً لأي اشكالات. وبحسب المعلومات فإن سيارة يُعتقد بأنها من نوع «سوبارو» داخلها أربعة مسلحين، تردّد أن لوحتها أجنبية، اعترضت سيارة سليمان لدى عودته من واجب عزاء في بلدة الخاربة، عند مفترق يربط بلدة لحفد بطريق ميفوق - حاقل. ووُزع تسجيل صوتي زعم مرسله أنه كان يتحدث مع سليمان عندما اعترضه المسلحون، وأنه سمعه يطلب منهم عدم قتله قبل أن ينقطع الاتصال. ولاحقاً تم العثور على هاتف سليمان في بلدة تحوم البترونية، فيما استولى الخاطفون على سيارته.

مناصرو القوات أقفلوا طريق جبيل وإضراب عام اليوم

وعلمت «الأخبار» أن مخابرات الجيش التي تتولى التحقيق تعمل على تفريغ هاتف سليمان، وهو مسؤول الـ IT في الفرع الرئيسي لبنك بيبلوس، لتبيّن مع من تواصل حديثاً وما إذا كان قد تلقّى أي تهديدات، ولتحليل داتا الاتصالات الموازية بما يكشف ما إذا كان هناك رقم معين واكب سيره. واستغربت الأوساط احتفاظ الخاطفين بهاتف سليمان لمسافة طويلة واستيلاءهم على سيارته.

مناورات لجيش الإحتلال اليوم.. وجبهة الجنوب تمتد إلى البقاع والجولان..

جنبلاط ينتقد مَنْ رفض الدعوة للحوار..وتخوُّف من مشروع فتنة في جبيل..

اللواء..من المتفق عليه أن سائر الأطراف المشاركة في الحرب الدائرة منذ 7 ت1 (2023)، سواء اسرائيل وفصائل المقاومة الفلسطينية في غزة، وجبهات المقاومة، لا سيما جبهة لبنان (أو جبهة الشمال الاسرائيلي) بين «دولة الاحتلال» وحزب الله، وفصائل اخرى في المقاومة اللبنانية (من امل الى قوات الفجر في الجماعة الاسلامية)، باتت أقرب الى تقديم تنازلات، والتعاطي بمرونة، للتوصل الى وقف نار أو هدنة تبادل الاسرى بين اسرائيل والفلسطينيين امتدادا الى السماح للمهجرين في غزة من العودة الى مخيماتهم ومنازلهم (حتى المدمرة) في شمال القطاع، من دون إسقاط مسألة المساعدات الانسانية والغذائية. ولئن كان الجيش الإسرائيلي يُدرج انسحاب جنوده من معظم جنوب غزة، وخان يونس الى ما وصفه الناطق الاميركي جون كيري بأنه عبارة عن «استراحة محارب»، بأنه استعداد لحرب رفح او لجبهة الجنوب، بالانتقال من الدفاع الى الهجوم، فإن كلمة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في احتفال تكريم اللواء محمد رضا الزاهدي الذي سقط بغارة اسرائيلية على القنصلية الايرانية بدمشق، من شأنها ان تضيء على بعض جوانب المرحلة المقبلة، ومدى جدية السير بمفاوضات وقف النار او هدنة تبادل الاسرى. يشار الى ان الجيش الاسرائيلي يبدأ اليوم بمناورات الجليل الغربي والساحل الشمالي. واعتبرت مصادر سياسية ان ما يجري يدخل في اطار الضغوطات وترتيب اوراق التفاوض، فإذا لم يتم التوصل الى هدنة، تصبح خيارات الحرب اكثر ترجيحاً، بصرف النظر عن الرد الايراني على هجوم السفارة الايرانية بدمشق قبل ايام. ونقل عن رئيس الاركان الاسرائيلي قوله: نستعد لاحتمال نشوب حرب مع لبنان.

الرئيس القبرصي

وسط هذه الانتظارات الثقيلة يجري اليوم في بيروت الرئيس القبرصي نيكوس خريستو دوليدس محادثات، تتعلق بأوضاع النازحين السوريين، والهجرة غير الشرعية لهؤلاء من الموانئ اللبنانية الى الموانئ القبرصية. وهو يلتقي لهذا الغرض مع كُلٍّ من الرئيس نجيب ميقاتي، ثم الرئيس نبيه بري، قبل ان يغادر عائداً الى بلاده.

جنبلاط: العودة الى الهدنة

وفي سياق المواقف، حدّد النائب السابق وليد جنبلاط دعوته من عين التينة الى العودة الى اتفاقية الهدنة، الموقعة بين لبنان واسرائيل عام 1949، والتي تتضمن في بعض بنودها تخفيض التسلح بين الفريقين اللبناني والاسرائيلي في مناطق معينة على خريطة الاتفاقية. ونفى جنبلاط اي ارتباط بين ملف الرئاسة وحرب غزة والجنوب، معتبرا ان الملف الرئاسي ملف لبناني، والذين يرفضون الحوار عم «يغلطوا مش نحنا».

عظة الراعي

في السياسة، توقفت الاوساط السياسية عند مضمون عظة الكاردينال الماروني مار بشارة بطرس الراعي في يوم الاحد، والتي جاء فيها: «أمراء الحروب المتعطشين الى الدمار، لا تعتقدوا بأنكم أقوياء بأسلحتكم، بل أنتم أضعف الضعفاء، والسلاح الإلهي لا يسمح باللجوء الى الحرب بقرار شخص او حزب او فئة من المواطنين».

الشامي: الاتفاق مع الصندوق بات بعيداً

اقتصادياً، اعتبر نائب رئيس الحكومة سعادة الشامي الابقاء على خطة الظل، بأنه «سيفاقم الازمة، لأنها تستكمل تذويب المزيد من الودائع، وتُبقي على غياب الخدمات العامة، وتهالك البنى التحتية واستمرار هجرة الشباب»، داعياً ان يكون الاقتصاد هو الموحد.. معتبرا ان الاتفاق مع صندوق النقد الدولي ليس قريب المنال.

قضية منسِّق «القوات»

أمنياً، تابع الرئيس ميقاتي اختطاف منسق حزب «القوات اللبنانية» في بلدة الخاربة - جبيل، باسكال سليمان. وطلب من وزير الداخلية بسام المولوي وقائد الجيش العماد جوزاف عون التنسيق بين الأجهزة ومع القادة الامنيين لكشف ملابسات القضية وإعادة سليمان سالماً الى عائلته. يذكر ان سليمان اختفى بعد ان قاده مجهولون الى جهة غير معلومة، وهو في طريق العودة من واجب عزاء. وعلم ان «القوات» ستصدر بيانا حول ما حدث، وتنظر تحقيقات الاجهزة الامنية. واعتبر النائب الياس حنكش ان سليمان يجب ان يعود الى اهله، معتبرا «ما حصل بيبلش بمطرح وما نعرف كيف بيخلص». ووسط مخاوف من إحداث فتنة شيعية- مسيحية في جبيل، وصل رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع الى مقر الحزب في مستيتا- جبيل.

الوضع الميداني: الجبهة تتوسَّع إلى البقاع

ميدانياً، اغارت الطائرات المعادية فجر امس على البقاع الشمالي، وسارعت المقاومة للرد بالصواريخ على اهداف عسكرية معادية في الجولان السوري وإصبع الجليل. وأسقط حزب الله مسيّرة، من نوع هرميز 900، ذات الاصابات الدقيقة بما تحمل من قنابل، وتستهدف من مواقع (كلفتها 35 مليون دولار) وتعمل بالليرز.

إسرائيل تعلن الانتقال من "الدفاع" إلى "الهجوم" على لبنان

إسقاط "الحزب" للمسيّرة يُسعِّر المواجهة وغارات من الجنوب إلى السلسلة الشرقية

نداء الوطن..أعلن الجيش الإسرائيلي أمس أنه استكمل «مرحلة أخرى» في إطار استعداداته «للحرب» عند الحدود مع لبنان، حيث يتكثف القصف المتبادل مع «حزب الله». ونُشر هذا الاعلان الذي حمل عنوان «الاستعداد للانتقال من الدفاع إلى الهجوم» على موقعه الإلكتروني، بعد ساعات من إسقاط «حزب الله» طائرة مسيّرة للدولة العبرية في جنوب لبنان، وهي من طراز «هرمز 900». وشنّت إسرائيل على الأثر غارات جوية على محافظة البقاع، بما في ذلك مناطق في السلسلة الشرقية للبنان. وقال مصدر مقرب من «الحزب» لمراسل وكالة «فرانس برس» في مدينة بعلبك إنّ «غارات إسرائيلية طالت معسكرات الشعرة في جرود جنتا على الحدود الشرقية مع سوريا، إضافة إلى بلدة السفري».ومن البقاع الى الجنوب، حيث أفادت «الوكالة الوطنية للاعلام» أنّ الغارة التي شنّها الطيران الحربي الإسرائيلي على بلدة كفركلا أمس استهدفت حياً سكنياً ما أدى الى تدمير عدد من المنازل. وفي المقابل، أعلن «حزب الله» أنه «استهدف بعشرات صواريخ الكاتيوشا مقر قيادة الدفاع الجوي والصاروخي في ثكنة كيلع والقاعدة الصاروخية والمدفعية في يوآف، رداً على اعتداءات العدو على منطقة البقاع». وحضر التصعيد بين إسرائيل ولبنان على طاولة اجتماع الحكومة الإسرائيلية، فقال رئيسها إنّ «هذه الحرب كشفت للعالم ما كانت إسرائيل تعلنه دائماً، أنّ إيران تقف وراء الهجوم ضدنا بواسطة أذرعها. وهي هجمات كثيرة. ومنذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) نتعرض للهجوم في جبهات كثيرة بواسطة أذرع إيران – «حماس»، «حزب الله»، «الحوثيين»، ميليشيات في العراق وسوريا وهجمات أخرى أيضاً». وأعلن أنّ «إيران و»حزب الله» وأذرعاً أخرى تصعّد التهديدات على إسرائيل. وقد أسقطت طائرة مسيرة تابعة لنا في لبنان، وكان ردّنا في عمق لبنان. في بعلبك في البقاع، (على بعد) 60 كيلومتراً و100 كيلومتر وأكثر». وكان بيان الجيش الإسرائيلي، أعلن أنه «خلال الأيام الأخيرة تم استكمال مرحلة أخرى من استعدادات قيادة المنطقة الشمالية للحرب». وأوضح أنّ التدابير اللوجستية تسمح بـ»التجنيد الفوري لقوات الاحتياط عند الطوارئ ووصولها إلى خط الجبهة خلال فترة وجيزة مع كافة المعدات اللازمة للقتال». ولفت البيان إلى أنّ «قادة الوحدات النظامية ووحدات الاحتياط جاهزون لاستدعاء وتزويد جميع المقاتلين المطلوبين بالمعدات خلال ساعات معدودة فقط، ثم نقلهم إلى خط الجبهة لأداء المهمات الدفاعية والهجومية». ومن جبهة لبنان الى جبهة ايران، فقد أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أنّ الجيش «استكمل استعداداته للردّ على أي سيناريو يمكن أن يحدث في مواجهة إيران». وفي المقابل، قال يحيى رحيم صفوي، وهو مستشار المرشد الإيراني علي خامنئي «إنّ جميع سفارات إسرائيل لم تعد آمنة»، وأنّ طهران تعتبر المواجهة مع إسرائيل «حقاً مشروعاً وقانونياً». وأضاف أنّ «جبهة المقاومة جاهزة: وعلينا أن ننتظر لنعرف كيف سيكون» الردّ، مشدّداً على أنّ «مواجهة هذا النظام الهمجي حقّ شرعي ومشروع». ولفت إلى أنّ سفارات إسرائيلية كثيرة في المنطقة أغلقت أبوابها. ونشرت وكالة «أنباء الطلبة الإيرانية» (إسنا) رسماً توضيحياً يعرض تسعة أنواع مختلفة من الصواريخ الإيرانية القادرة على الوصول إلى إسرائيل.

بري لـ«الشرق الأوسط»: إسرائيل تستدرجنا للحرب ونحن لن ننجر إليها

قال إن نصر الله ردَّ على تهديدات نتنياهو للبنان

بيروت: محمد شقير.. يأتي التصعيد العسكري الإٍسرائيلي غير المسبوق ضد لبنان، الذي يتمدد من حين لآخر من الجنوب ليشمل منطقة البقاع الشمالي «في سياق استدراجنا»، كما يقول رئيس المجلس النيابي نبيه بري لـ«الشرق الأوسط»، للدخول في حرب مفتوحة «لن ننجر إليها وسنبقى نمارس ضبط النفس ونعمل على استيعاب العدوان الإسرائيلي الذي بلغ ذروته في اليومين الأخيرين، بتحويل معظم البلدات والقرى الواقعة في جنوب الليطاني إلى أرض محروقة غير مأهولة، وإن الجميع في الداخل والخارج يعلم جيداً أننا لن نوفر لها الذرائع، مهما تمادت في اعتداءاتها وجرائمها التي لم توفر البشر ولا الحجر». وأكد الرئيس بري أن «التصعيد الإسرائيلي، الذي بلغ أكثر من المستطاع، بتدمير ممنهج لعشرات البلدات والقرى الجنوبية، سواء تلك الواقعة على امتداد حدودنا مع فلسطين المحتلة أو في عمق الجنوب، لن يؤدي إلى استفزازنا، وصولاً لاستدراجنا لاتخاذ قرار بتوسعة الحرب». ولفت إلى أن المجتمع الدولي يدرك جيداً، وبلا مواربة، أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو هو من يهدد بتوسعة الحرب الدائرة في قطاع غزة لتشمل جنوب لبنان، وهذا ما دفع بالموفدين الذين يتنقلون بين بيروت وتل أبيب إلى ممارسة الضغوط عليه لمنعه من توسعتها، وقال: «نحن من جانبنا لن نوفّر له الذرائع، بالرغم من المجازر التي ارتكبها، ولا يزال، بحق المدنيين». وتوقف الرئيس بري أمام قول الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله، في خطابه لمناسبة «يوم القدس»، إن «المقاومة في لبنان لا تخشى حرباً، وهي على أتم الجاهزية لأي حرب، وإذا أرادوها نقول لهم يا هلا ويا مرحباً». وقال بري إنه (نصر الله) يرد على تهديد إسرائيل بتوسعة الحرب، ولا يعني، كما يروق للبعض، أنه سيبادر إلى توسعتها. ودعا بري إلى ممارسة الضغوط على إسرائيل لوقف عدوانها على غزة، لأن وقف إطلاق النار سينسحب على جنوب لبنان، ويفتح الباب أمام الشروع بتطبيق القرار الدولي 1701 الذي لم تلتزم إسرائيل بتطبيقه منذ صدوره، وكان وراء وضع حد لعدوانها في حرب يوليو (تموز) 2006.

بري يتفاوض مع هوكستين بتأييد من «حزب الله»

وفي هذا السياق، أكد مصدر مقرب من الثنائي الشيعي لـ«الشرق الأوسط» أنه يتعاطى بإيجابية ومرونة مع الوسيط الأميركي آموس هوكستين في سعيه لتوفير الأجواء السياسية لتطبيق القرار 1701، وكشف أن الرئيس بري هو من يتفاوض معه، وكان قد تقدّم بورقة أولى لتحديد الحدود البرية بين لبنان وإسرائيل، قوبلت بعدد من الملاحظات من قبله، ما اضطره للأخذ بعدد منها. وقال المصدر نفسه إن الرئيس بري يتفاوض مع الوسيط الأميركي بتأييد غير مشروط من حليفه «حزب الله»، وبمواكبة من رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي. ورأى أن هوكستين يدعو لاعتماد الحل التدريجي لتطبيق القرار 1701، لكن الأخير ربط عودته بموافقة إسرائيل على الآلية لتطبيقه، وهذا ما لم يحصل حتى الساعة. ورداً على سؤال، أوضح المصدر نفسه أن القرار 1701 غير قابل للتعديل، وأن تصلُّب نتنياهو كان وراء الضغوط الدولية التي استهدفته لمنعه من توسعة الحرب لتشمل جنوب لبنان، بذريعة أن هناك ضرورة لضرب البنية العسكرية لـ«حزب الله» لقطع الطريق عليه لتكرار ما أقدمت عليه حركة «حماس» باجتياحها للمستوطنات الإسرائيلية الواقعة في غلاف غزة. وأكد المصدر أن الثنائي الشيعي ليس في وارده توفير الذرائع لإسرائيل لتبرير توسعتها للحرب، وقال إن الجديد في الموقف الذي أعلنه نصر الله يكمن في تأكيده أن الرد الإيراني على العدوان الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية في دمشق آتٍ لا محالة، موضحاً أن نصر الله أراد أن يحاكي جمهوره ومحازبيه من دون أن يلتفت إلى مخاطبة معارضيه بهدوء يمهد للحوار معهم من موقع الاختلاف، بدلاً من أن يتهجّم عليهم بكلام يرفع من منسوب الاحتقان ويؤدي إلى تعميق الهوة.

تبديد القلق

وعن سبب اختيار نصر الله التوجه إلى بيئته السياسية، والتحدث نيابة عن إيران بقوله إن ردها على استهداف إسرائيل للقنصلية الإيرانية في دمشق آتٍ، وما إذا كان مضطراً لمخاطبة جمهوره على نحو يؤدي إلى رفع معنوياته، وصولاً إلى تعبئته لتبديد ما أخذ يساوره من قلق، يقول المصدر نفسه إن نصر الله كان مضطراً لاستحضار الرد الإيراني، ليس لإلزام طهران بموقف لا تريده ولا تتوخاه، وهي كانت أول من أكد على أنه لا مجال أمامها سوى الرد، وإنما ليؤكد لمحازبيه أنها لن تلوذ بالصمت كما كانت تفعل طوال العمليات التي استهدفت كثيراً من كبار قادة «الحرس الثوري» و«فيلق القدس». فنصر الله أراد هذه المرة أن يحيط جمهوره علماً بأن طهران ما قبل الاعتداء الذي استهدف قنصليتها في دمشق غيرها اليوم، وستكون مضطرة للرد لتبديد ما يساور محور الممانعة من قلق على خلفية الاستقواء عليها والتسليم لإسرائيل، ومن خلفها الولايات المتحدة الأميركية، بإطلاق يديهما في ملاحقة أبرز الرموز القيادية في «الحرس الثوري» و«فيلق القدس». كما أن نصر الله أراد من خلال استعداد الحزب للحرب، رداً على التهديدات الإسرائيلية، رفع معنويات محازبيه وجمهوره بعدم الاستكانة لحملات التهويل التي يتناوب على إطلاقها نتنياهو وفريق حربه، وإن كانت تصبّ حتى الساعة في إطار الحرب النفسية التي تتبعها تل أبيب، برغم أن الحزب يستبعد، بحسب المصدر، لجوء إسرائيل إلى توسعة الحرب على الأقل في المدى المنظور، وهذا ما يفسر مضيها في التدمير الممنهج لهذا الكمّ من البلدات والقرى الحدودية.

إسرائيل: قصفنا مجمعاً عسكرياً لقوات النخبة التابعة لحزب الله..

دبي - العربية.نت.. قال الجيش الإسرائيلي اليوم الأحد إنه قصف مجمعا عسكريا لقوات النخبة التابعة لحزب الله والمعروفة بكتيبة الرضوان في جنوب لبنان. وأضاف الجيش في بيان أن طائرات مقاتلة تابعة له قصفت المجمع الذي يضم سبعة مبان عسكرية تابعة لقوات الرضوان في منطقة الخيام، بالإضافة إلى قصف مركز قيادة عسكري تابع لحزب الله في منطقة طورة. وأشار البيان إلى إطلاق عدد من الصواريخ صوب منطقة هضبة الجولان والمنارة في وقت سابق من اليوم، أعقبه قصف الجيش الإسرائيلي لمصادر النيران في منطقتي كوكبا وميس الجبل في جنوب لبنان.

"الاستعداد للحرب انتهى"

في سياق متصل، قال الجيش الإسرائيلي إنه أكمل مرحلة أخرى من الاستعداد لحرب محتملة على جبهته الشمالية مع لبنان وسوريا. وأضاف الجيش في بيان بعنوان (الاستعداد للانتقال من الدفاع للهجوم) "على مدى الأيام القليلة الماضية، اكتملت مرحلة أخرى من استعداد القيادة الشمالية للحرب، مع التركيز على مخازن الطوارئ التشغيلية لتعبئة واسعة النطاق لقوات جيش الدفاع الإسرائيلي عند الحاجة".

غارات شرق لبنان

وكانت إسرائيل قد أعلنت أنها نفذت غارات جوية على شرق لبنان في ساعة مبكرة من صباح اليوم أصابت خلالها مواقع للبنية التحتية لجماعة حزب الله، بعد أن أسقطت الجماعة طائرة إسرائيلية مسيرة في أجواء لبنان. يأتي ذلك في الوقت الذي يواصل فيه الجانبان تبادل إطلاق النار وسط تصاعد حدة التوتر بالشرق الأوسط. وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إن طائرات مقاتلة تابعة له قصفت مجمعا عسكريا وثلاثة مواقع أخرى لحزب الله في مدينة بعلبك بشرق لبنان. وأضاف أن الهجوم جاء ردا على إسقاط جماعة حزب الله المدعومة من إيران طائرة مسيرة في المجال الجوي اللبناني معلنة أنها طائرة إسرائيلية الصنع من نوع هرمز 900.

صواريخ كاتيوشا

وقال حزب الله إنه أطلق بعد ذلك عشرات من صواريخ الكاتيوشا على قاعدة دفاع جوي في مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل، ردا على الغارات الإسرائيلية على شرق لبنان. ويتبادل حزب الله وإسرائيل إطلاق النار عبر الحدود الجنوبية للبنان منذ الثامن من أكتوبر تشرين الأول، بعد يوم من هجوم نفذته حركة حماس على إسرائيل والذي أدى إلى تصاعد التوتر بالمنطقة.

توسّع المواجهات في جنوب لبنان..ورسائل لتحديد مواعيد جديدة للحرب..

الجريدة.. منير الربيع .. فيما ترتفع بورصة المواجهة بين «حزب الله» وإسرائيل تارة وتنخفض تارة أخرى في جنوب لبنان، تستمر الحرب على إيقاع تغير قواعد الاشتباك، إذ أظهر الحزب أخيراً قدرة على إسقاط الطائرات الإسرائيلية المسيرة والمتطورة في تطور لافت في مسار المعارك. كما حاز إعلان الحزب امتلاك «منظومة دفاع جوي» اهتمام سفراء ودبلوماسيين، خصوصاً أن هذه القدرة تنذر، بالنسبة لهم، بتصاعد في مسار المواجهة. في المقابل، يعمل الإسرائيليون على تكريس قواعد جديدة للاشتباك خلاصتها أن أي استهداف من قبل حزب الله لقواعد عسكرية جوية أو استخدام طائرات مسيرة ستقابله تل أبيب بشن عمليات باتجاه البقاع أي على مسافة 100 كلم في العمق اللبناني من الحدود الجنوبية، ليعلن الإسرائيليون استهداف مواقع ومراكز لها صلة بمنظومة الدفاع الجوي للحزب أو بغرف عمليات تشغيل الطائرات المسيرة. ويعتمد حزب الله في رده على توسيع الاستهداف الإسرائيلي مسارين، الأول هو استهداف القواعد الجوية كقاعدة ميرون أو ثكنة كيلع، والثاني يتمثل في استهداف الجولان، ما يشير بوضوح الى اتساع منضبط للمعارك، لكنه تصاعد متدرج. وبحسب ما تشير مصادر متابعة، فإن حزب الله عمل في الفترة الأخيرة على تطوير منظومته للدفاع الجوي، وخصوصاً صواريخ أرض - جو التي يستهدف بها الطائرات، لأن الإسرائيليين تمكنوا من تجاوزها سابقاً عندما أسقط الحزب طائرة مسيرة من نوع هرمز 450، ثم نجح في تطوير صواريخ أسقطت طائرة هرمز 900. وبينما تقول مصادر عسكرية، إن الصراع بين الجانبين في أحد أشكاله هو صراع عقول، لا تزال التقديرات متضاربة حول كيفية قراءة هذا التطور في مسار العمليات، حيث يعتبر البعض أن التصعيد الإسرائيلي والاستهدافات لقواعد أساسية يأتي لتحقيق أهداف استراتيجية والاستفادة من الظرف القائم لإلحاق أكبر أذى ممكن بمنظومة الحزب العسكرية والبشرية، بالتالي تكون إسرائيل قادرة على فرض شروطها في أي مفاوضات ستأتي مع توقف الحرب والبحث عن مسار دبلوماسي مع لبنان. في المقابل، تشير بعض المصادر إلى أن اسرائيل تحضر لعملية أوسع ضد حزب الله في لبنان بعد الانتهاء من عملية رفح، وأن هذه الضربات التي تستهدف مواقع الحزب في الجنوب وتدمير بعض القرى، واستهداف طرق الإمداد، بالإضافة الى استهداف مراكز عمليات في البقاع، لا تنفصل عن استهدافات تطال الحزب ومراكزه وشحنات الأسلحة العائدة له في سورية. ويرى هؤلاء أن الهدف من وراء هذه الضربات هو التمهيد لخوض عملية عسكرية أوسع مع الحزب في المرحلة اللاحقة، وبذلك تكون إسرائيل قد تمكنت من ضرب قدرات الحزب وخطوط إمداده قبل الاشتباك المباشر. ولا تزال وجهة الحرب غير محسومة، إلا أن الداخل اللبناني متخوف من احتمال حصول تطور وتصعيد على الجبهة، خصوصاً في ظل تواتر معلومات عن ضرب مواعيد للمواجهة، بين من يعتبر أنها ستكون بعد معركة رفح، أو أنها قد تتوسع على ايقاع خوض الإسرائيليين للمعركة في رفح بشكل مفاجئ مع لبنان، ولكن بتوسيع الضربات وليس بالدخول في حرب واسعة. هنا لا بد من التذكير بأن الإسرائيليين كانوا قد أرسلوا رسائل دبلوماسية للبنان حول مواعيد كثيرة لتوسيع هجومهم، وكان الموعد الأول الذي ضرب هو 15 مارس، فيما وصلت رسائل تحدثت عن 15 أبريل، بينما رسائل أخرى تتحدث عن مهلة حدودها الصيف المقبل.

وسط سباقٍ بين الردّ الإيراني على إسرائيل ومحاولات استيلاد قيصري لاتفاق حول غزة

جبهة جنوب لبنان..«تصعيدٌ استباقي» في الجوّ وتعميق للضربات بقاعاً

الراي.. | بيروت - من وسام أبوحرفوش وليندا عازار |

- الراعي انتقد «أمراء الحروب المتعطّشين للدماء»: اللجوء للحرب ليس قرار شخص أو حزب أو فئة إنّه قرار الدولة

على أهمية التطوّر النوعي الذي شكّله قيامُ «حزب الله» بإسقاط «نجم» الطيران الإسرائيلي المسيّر «هيرمز 900» بصاروخ أرض - جو وتكريس تل أبيب معادلة بعلبك مقابل «أهداف السماء» (ومقابل الجولان أيضاً)، فإنّ أحداً لم يتعاطَ مع هذا الارتقاء في المواجهةِ المفتوحة منذ 8 أكتوبر الماضي على أنه «الزرّ الأحمر» الذي سيفجّر الحرب الواسعة على جبهة جنوب لبنان. فرغم ارتفاع مستوى «التدافع الخشن» على «حافة المحظور» في الساعات الماضية، فإن أوساطاً عليمة بقيت على تقويمها للمَشْهد الحربي على الحدود اللبنانية - الاسرائيلية على أنه لم يقترب من مرحلة الاصطدام الكبير الوشيك الذي اكتملتْ مسوغاتُه (اسرائيلياً) «على الورق» وكان التنفيذُ رهْنَ سباقٍ محتدم بين الدينامياتِ العسكرية لجبهة الجنوب والمساعي الديبلوماسية لكبْح أي انزلاقٍ نحو نقطة اللا عودة، قبل أن يأتي التسخينُ على خط طهران - تل أبيب عقب «ضربة القنصلية» في دمشق لـ «يكبّر زاوية» المعركة المتعدّدة الطرف و«يشْبك» مستجداتها مع آخِر محاولاتِ إيجاد «سلّم طوارئ» للجميع من حرب غزة مع دخولها شهرها السابع. وفي تقدير هذه الأوساط أن التصعيد على جبهة الجنوب السبت – الأحد لن يَخرج عن الضوابط وإن الآخذة في التمدُّد وصولاً لاستهدافِ الطيران الحربي للمرة الأولى أمس المنطقة الواقعة بين بلدتي طورا وجناتا في قضاء صور (على عمق حوالي 20 كيلومتراً عن الحدود)، لاسيما أن اللحظة الراهنة لا صوت يعلو فيها على صوت الردّ الذي تتحسَّب له إسرائيل من إيران على استهدافِ قنصليّتها في دمشق وقتل قائد فيلق القدس في سورية ولبنان الجنرال محمد رضا زاهدي ورفاق له والذي لم يَعُد ينتظر إلا «الضغط على الزناد» من طهران. وفيما كانت «الحربُ النفسية» على أشدّها من قِبل إيران التي لجأت إلى «التحشيد الإعلامي» وسيناريواتٍ «بالصوت والصورة» تُحاكي ضرب اسرائيل بصاروخ، مع إيحاءاتٍ بأن مقراتها الديبلوماسية في العالم «ليست بأمان»، وفي موازاة ما اعتُبر «إعداداً للمسرح» في الكواليس (ليست واشنطن بعيدة عنه) لردٍّ من طهران تَفي معه بـ «وعْد الانتقام» من تل أبيب ويحقق «التعادل» من دون استدراج ردّ على الردّ يُخشى أن تفلت معه الأمور عن السيطرة على مستوى المنطقة وساحات محور الممانعة، بدا استهدافُ حزب الله للمرة الأولى طائرة هيرمز 900 (كان أسقط سابقاً هيرمز 450) في إطار الرسائل الاستباقية لإسرائيل بإزاءِ أيِّ محاولةٍ للاندفاع إلى الأمام في أعقابِ «الثأر الإيراني». وإذ كان ردُّ طهران المنتظَر يَتَشابك مع المَساعي التي تجدّدت بقوةٍ لبلوغ تهدئة في غزة واتفاقٍ بين اسرائيل و«حماس» عبر مفاوضات القاهرة والتي ترافقتْ مع انسحابٍ قسم كبير من الجيش الاسرائيلي في قطاع غزة في تطور تباينت قراءته بين كونه استجابة للضغوط الأميركية وتمهيد للعملية البرية في رفح، ساد انطباعٍ بأن إيران قد ترجئ ضربتها «المرسّمة بعناية» ريثما تنقشع ولو طلائع الرؤيةُ حيال مسار هدنة غزة وذلك تَفادياً لأي تشظياتٍ تزيح الأنظار في هذه اللحظة عن «المَسرح الأمّ» للمعركة ومآلات مساعي إنهائها، وفق ما سبق لمصادر في «محور الممانعة أن عبّرت عنه مراراً بوصف هذا أحد«معايير»التحرك في الميدان. وفي حين كانت اسرائيل تْحْصي لمناسبة مرور نصف عام بالتمام والكمال على حرب غزة وأخواتها، إطلاق 3100 صاروخ من جنوب لبنان، ارتفع العدد أمس غداة إسقاط حزب الله ثاني أكبر طائرة استطلاع من دون طيار في سلاح الجو الاسرائيلي، وردّ تل أبيب بغارات ليلية في البقاع اللبناني استهدفتْ الأولى منطقة الشعرة بين جنتا والأراضي السورية في منطقة جبلية، فيما طاولت الثانية مستودعاً في منطقة السفري قصاء بعلبك. وإذ أشارت القناة«14»الإسرائيليّة تعليقاً على الفيديو الذي بثه»حزب الله«ويوثق إسقاط«هيرمز 900»إلى أنه«إذا كان هذا الإدعاء صحيحاً، فإنه يُعدّ بمثابة إنجاز لحزب الله، فهذه طائرة إستطلاع إسرائيلية هجومية ثقيلة، وهي أكبر من هيرمز 450 (زيك) التي أسقطها حزب الله في المرات السابقة»، فإن المعلومات الأخرى عن هذه المسيَّرة أكدت أهميتها وتفوّقها، هي المتعددة المهمة والواجبات (بما في ذلك العمليات الاستخباراتية، ومساعدة القوات البرية، وتصوير استخباراتي للبنية التحتية) والتي تزن حمولتها 350 كغ، ولديها معدات تسمح بجمع المعلومات الاستخبارية، واكتساب الأهداف، والاستطلاع والمراقبة، وقدرات الحرب الإلكترونية، ومزودة بالليزر، وتحلّق على ارتفاع 30000 قدم، وتبقى بالجو 36 ساعة. وفي موازاة التساؤلات حول تداعيات إسقاطها على«سمعة»ما يُعتبر فخر أو درّة الصناعة العسكرية الاسرائيلية وتأثيرات ذلك على «تسويقها» خارجياً، فإنّ الردّ الاسرائيلي عَكَسَ محاولة متجددة لاستعادة الردع وإن وفق معادلةٍ قديمة - جديدة بدا أن«حزب الله»بدأ باستيعابها والتكيف معها، هو الذي قابَلَ قصف بعلبك بضرب مقر قيادة الدفاع الجوي والصاروخي في ثكنة كيلع، والقاعدة الصاروخية والمدفعية في يوآف بعشرات صواريخ الكاتيوشا. وفيما أعلنت تل ابيب أن القوات الإسرائيلية نفذت ليلاً غارات في عمق لبنان وتحديداً ضد منطقة بعلبك و«أن الإستهداف طال مُجمعاً عسكرياً و3 بنى تحتية عسكرية أخرى تابعة لوحدة الدفاع الجويّ الخاصة بـ«حزب الله»، فإن القصف استمرّ الأحد وطاول خراج بلدة السريرة في منطقة جزين، في حين سقطت 3 قذائف قرب نبعة عين القصب على طريق الخردلي التي تربط بين مرجعيون والنبطية». وبعد الظهر أفادت الوكالة الوطنية للاعلام الرسمية أن الغارة التي نفذتها الطائرات الحربية الاسرائيلية في قضاء صور استهدفت منزلاً يقع بين بلدتي جناتا وطورا، ما أدى إلى تدميره بالكامل، وهرعت الى المكان سيارات الدفاع المدني والإسعاف.

«أمراء الحرب»

وعلى وقع هذه التطورات، برز موقف للبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي توجّه فيه إلى «أمراء الحروب المتعطّشين للدماء والتي تظلّون إليها متعطّشين»، سائلاً «من سلّطكم على الأرواح البشريّة وأنتم تتعدّون على سلطة الخالق، معطي الحياة ومستردّها. فلا تعتقدوا أنّكم أقوياء بأسلحتكم، بل أنتم أضعف الضعفاء! ما يقوّيكم هو قلبكم إذا كانت فيه محبّة ورحمة! ما يقوّيكم هو عقلكم إذا كان ينوّركم فتَفكّروا بمَنْ تقتلون وبأملاك مَنْ تدمّرون، وبمنازل مَنْ تهدمون! ما يقوّيكم هو إرادتكم إذا أمسكت يدكم عن استعمال كلّ هذه الأسلحة التي تظنّون أنّكم بها أقوياء». وأضاف «(...) السلام الإلهيّ لا يسمح باللجوء إلى الحرب بقرار شخص أو حزب أو فئة من المواطنين. إنّه قرار الدولة في الحالات القصوى بعد اعتبار الخسائر البشريّة والماديّة والماليّة والتدميريّة ومصير المواطنين الآمنين. قرار الحرب مسؤوليّة جسيمة عن تبعاتها. قرار الحرب قرار مرّ ومسؤول»...

جبهة لبنان من «الإشغال والمساندة» إلى العمليات المفتوحة

خبراء: إسرائيل مصرّة على إنهاء الوضع الأمني على حدودها الشمالية

الشرق الاوسط..بيروت: يوسف دياب.. خرجت العمليات العسكرية على الجبهة اللبنانية ــ الإسرائيلية عن قواعد الاشتباك المعروفة. ففي حين لا يزال «حزب الله» يحاذر الذهاب إلى عمليات كبيرة تعطي إسرائيل مبرراً لشنّ حرب واسعة، تخطّت تل أبيب الخطوط الحمراء التي كانت قائمة منذ عام 2006، ولم تتردد في ضرب أهداف في عمق الضاحية الجنوبية لبيروت، وتنفيذ اغتيالات، واستهداف منشآت مدنية وعسكرية للحزب، وصلت إلى منطقة بعلبك - الهرمل المتاخمة للحدود السورية. وفي حين أن هناك مَن يقرأ في تردد «حزب الله» حرصاً على عدم جرّ لبنان إلى حرب لا يقوى على تحمّل نتائجها، يعدّ الخبير العسكري والاستراتيجي العميد خالد حمادة، أن «ما يجري على حدود لبنان الجنوبية، يؤشّر إلى تحوّل سياسي في العلاقات الأميركية - الإيرانية، وتحوّل كبير في الدور الإيراني في المنطقة، تعبر عنه العمليات العسكرية المنضبطة من قبل (حزب الله)». ويقول حمادة في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن «ما يحصل منذ الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) في الجنوب، الذي انطلق تحت مسمّى (مساندة غزة؛ ودعماً لنظرية وحدة الساحات)، تزامَن مع تنصّل إيران مما جرى في غزة، بدليل الكلام الواضح للمرشد الأعلى في إيران علي خامنئي، ووزير خارجيته حسين أمير عبد اللهيان، وإعلانهما أن ما يقوم به حلفاء إيران يحصل من دون علم طهران».

حمادة: «حزب الله» مقيد بموقف إيران

ويقول العميد حمادة، إن تطور العمليات الإسرائيلية لا يقابله أي تصعيد من قبل «حزب الله» كمّاً ونوعاً، وهو يذكِّر بأن الحزب «لا يزال يتعامل مع أهداف عسكرية إسرائيلية بعمق 10 كيلومترات وربما أكثر بقليل، في حين تستبيح إسرائيل كل ما تعتقد بأنه هدف لها». ويلاحظ أن «كل هذه التطورات تفضي إلى مجموعة من الاستنتاجات، أهمّها أن (حزب الله) مقيّد بموقف إيران غير الراغب في التصعيد، كما أنه مقيد بنوعيّة الأسلحة التي تلزمه طهران باستخدامها في المعركة، وهي أسلحة لا تتجاوز صواريخ (كورنيت) المضادة للدروع، و(كاتيوشا) من الجيل الأول أو الثاني، من دون امتلاك القدرة على تطوير هذه المواجهة». ولا يمكن فصل الواقع الميداني في الجنوب عن التطورات السياسية والعسكرية التي تحصل في المنطقة برمتها. ويربط مدير «مركز المشرق للشؤون الاستراتيجية»، الدكتور سامي نادر، بين تطورات الميدان في جنوب لبنان والتصعيد الإقليمي الذي ينعكس على الجبهة اللبنانية - الإسرائيلية. ويقول نادر لـ«الشرق الأوسط»، إن التصعيد الإسرائيلي «هدفه بالدرجة الأولى تشتيت الأنظار عن صورة الدمار الذي لحق بغزّة وتداعياته على الساحة الدولية، الذي أحرج إلى حدّ كبير حكومة بنيامين نتنياهو وغيّر نظرة شعوب العالم تجاه بلاده». وقد تدرجت المواجهة بين إسرائيل و«حزب الله» منذ الثامن من أكتوبر الماضي، من ضربات على مناطق مفتوحة إلى قصف متبادل على مواقع عسكرية مكشوفة على الجانبين. لكن إسرائيل ذهبت إلى عمليات مباغتة، باغتيال القيادي البارز في حركة «حماس» صالح العاروري في قلب الضاحية الجنوبية، ثم اغتيال 6 كوادر؛ بينهم عباس رعد، نجل النائب محمد رعد رئيس كتلة نواب «حزب الله» تبعها اغتيال وسام الطويل، المسؤول عن منصات الصواريخ، واستكملتها باغتيال كوارد في الجنوب والبقاع اللبناني، وكان الحزب يردّ عليها بقصف مقرات عسكرية في شمال فلسطين المحتلة، لم ترقَ إلى مستوى الضربات الإسرائيلية. وعن الفارق النوعي بين عمليات الحزب والجانب الإسرائيلي، يرى العميد خالد حمادة أن «الأداء العسكري والاستخباراتي الإسرائيلي نقل المعركة من تراشق في مزارع شبعا، إلى اشتباكات حقيقية على الحدود، أدت إلى تدمير أكثر من 10 آلاف منزل، تدميراً كلّياً أو جزئياً، وتهجير أكثر من 100 ألف لبناني، وسقوط مئات من قادة حزب الله وكوادره، بالإضافة إلى ضرب العمق اللبناني وتدمير بنى تحتيّة للحزب وللحرس الثوري الإيراني، ترافق ذلك مع ضربات موجعة في العمق السوري». ويؤكد حمادة أن «العمليات العسكرية ستستمرّ بوتيرة متصاعدة، والقرار الإيراني لن يذهب إلى المغامرة بما قد يؤدي إلى التفريط بما لديه من نفوذ في لبنان، إلى أن تنجلي صورة الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، التي لن تفضي إلى أي تغيير في التعاطي الأميركي المصرّ على إنهاء دور الميليشيات على حدود كل الدول المجاورة لإسرائيل».

نادر: إسرائيل مصممة على إنهاء الوضع الأمني مع لبنان

وعن أسباب التزام «حزب الله» بقواعد الاشتباك، أو الردّ بعمليات مدروسة جداً، يوضح مدير «مركز المشرق للشؤون الاستراتيجية» سامي نادر، أن بنيامين نتنياهو «يسعى لنقل الصراع مع «حماس» إلى صراع مع إيران، وهذا الخيار قد يخفف من عزلته الدولية التي يعانيها جراء المجازر التي ارتكبها في غزة». ويقول: «لا شك أن الجانب الإسرائيلي كسب هذا الرهان، فعملياته في لبنان باتت مغطاة بالقرارات الدولية، لا سيما القرار 1701، وفي حال لم تنجح الجهود الدبلوماسية في تطبيقه، لا بدّ من أن تذهب إسرائيل إلى حرب تتخطّى ما حصل في عام 2006، أو تنفّذ ضربات كبيرة وموجعة مثل التي حصلت في دمشق، تأتي بإيران إلى الطاولة». ويشدد نادر على أن إسرائيل «مصممة على إنهاء الوضع الأمني على الجبهة الشمالية بأي ثمن». وبعد 6 أشهر على فتح الجبهة وانخراط «حزب الله» في معركة «الإشغال والمساندة»، يظهر الأخير دائماً في موقع المتلقّي للضربات. وبرأي الخبير الاستراتيجي العميد خالد حمادة، فإن «مجريات المعركة تدل على أن تل أبيب هي التي تمتلك المبادرة وتمتلك الغطاء الأميركي، وتستند إلى ما لم تقله الولايات المتحدة».

وجود الأذرع الإيرانية لم يعد مقبولاً أميركياً

ويشير حمادة إلى أنه «أصبح واضحاً في التجربة أن الوجود الإيراني عبر الأذرع العسكرية في لبنان وسوريا والعراق لم يعد مقبولاً أميركياً، وهذا ما تعبّر عن الضربات الإسرائيلية في العمق السوري، وكان آخر تلك الضربات ضرب القنصلية الإيرانية في دمشق، وقتل عدد من القادة العسكريين في (الحرس الثوري)، في مكان مصنّف موقعاً دبلوماسياً محمياً من قبل القانون الدولي الإنساني وقوانين الحرب». ولا تؤشر الرسائل التي يحملها الموفدون الدوليون إلى لبنان إلى إمكان لجم حكومة نتنياهو من تمادي جيشها في تحويل جنوب لبنان إلى منطقة عمليات مفتوحة دائماً. ويتوقع العميد حمادة أن جنوب لبنان «سيذهب نحو مزيد من العنف وتصعيد القصف الإسرائيلي، الذي سيطول بالتزامن مع الانتخابات الأميركية». ويضيف: «صحيح أنه لا يوجد قرار أميركي بعملية بريّة في جنوب لبنان، لكن القصف الجوي سيتواصل، وربما يصبح غير قابل للسيطرة، وهذا ما لمَّح إليه (مبعوث الرئيس الأميركي) أموس هوكستين في زيارته الأخيرة لبيروت»، لافتاً إلى أن «شعار وحدة الساحات الذي اختبأ خلفه الجانب الإيراني طويلاً، أُسقط أميركياً وأُسقط عملياً، وهناك إصرار أميركي على فصل هذه الساحات، وعلى التعامل معها وفقاً لظروف كلّ ساحة على حدة». ويختم حمادة قائلاً: «كل ما يحدث في الجنوب يقع تحت عنوان واحد هو التزام إيران بما أمكن من نفوذها السياسي أو الميليشياوي في لبنان، وهذا ما يجعل (حزب الله) منضبطاً بالقواعد التي تفرضها عليه طهران».

الراعي يهاجم «المتعطشين للدماء»: قرار الحرب مسؤولية جسيمة

دعا إلى تجنيب أهل الجنوب اللبنانيّ مزيداً من الضحايا والخسائر

بيروت: «الشرق الأوسط».. هاجم البطريرك الماروني بشارة الراعي «أمراء الحروب» من غير أن يسمي أي فريق لبناني، قائلاً: «لا تعتقدوا أنّكم أقوياء بأسلحتكم، بل أنتم أضعف الضعفاء»، وذلك في أحدث انتقاد مسيحي للحرب الدائرة في الجنوب، التي أبرزت رفضاً سياسياً ودينياً مسيحياً لها. ودخل «حزب الله» قبل 6 أشهر في حرب ضد الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان أثارت انتقادات لبنانية ومخاوف من توسعها. وتصدر المسيحيون القوى السياسية اللبنانية الرافضة للحرب، التي تطالب بإيقافها. وقال الراعي في عظة الأحد: «مهلاً، يا أمراء الحروب المتعطّشون للدماء وتظلّون إليها متعطّشين! من سلّطكم على الأرواح البشريّة وأنتم تتعدّون على سلطة الخالق، معطي الحياة ومستردّها؟»، وأضاف: «لا تعتقدوا أنّكم أقوياء بأسلحتكم، بل أنتم أضعف الضعفاء! ما يقوّيكم هو قلبكم إذا كانت فيه محبّة ورحمة». وتابع: «ما يقوّيكم هو عقلكم إذا كان ينوّركم فتفكّروا بمن تقتلون وبأملاك من تدمّرون، وبمنازل من تهدمون». وأضاف الراعي: «ما يقوّيكم هو إرادتكم إذا أمسكت يدكم عن استعمال كلّ هذه الأسلحة التي تظنّون أنّكم بها أقوياء». وأكد الراعي أن السلام الإلهيّ «لا يسمح باللجوء إلى الحرب بقرار شخص أو حزب أو فئة من المواطنين»، مشدداً على أنه «قرار الدولة في الحالات القصوى بعد اعتبار الخسائر البشريّة والماديّة والماليّة والتدميريّة ومصير المواطنين الآمنين». وقال: «قرار الحرب مسؤوليّة جسيمة عن تبعاتها. قرار الحرب قرار مرّ ومسؤول». ودعا الراعي للصلاة «من أجل تجنيب أهل الجنوب اللبنانيّ المزيد من الضحايا والخسائر والدمار والتشريد، ومن أجل إيقاف الحرب على غزّة».

«التيار الوطني الحر»

وينسحب رفض الحرب على معظم القوى السياسية المسيحية، إذ لا تقتصر على خصوم الحزب الذين يجاهرون بمواقفهم برفض الحرب، بل تضم أيضاً حليف «حزب الله» وهو «التيار الوطني الحر»، حيث أكد عضو تكتل «لبنان القوي» النائب سليم عون أن «التيار الوطني الحر على موقفه ومتفهم لردة فعل المقاومة تجاه الحرب، ولكن يجب حماية لبنان ليس من باب ضعف، بل من بوابة الحفاظ على بلدنا، فإيران نفسها لا تريد توسيع الحرب»، لافتاً في تصريح إذاعي إلى أن «قنوات التواصل مع (حزب الله) لا تزال قائمة».

عودة: الدولة سائبة

ووسط الانقسام السياسي، يعاني لبنان من أزمة شغور في موقع رئاسة الجمهورية. وقال متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران إلياس عودة في عظة الأحد: «مؤسف جداً ومضر أن يبقى لبنان بلا رئيس لما يقارب السنتين، ومؤسف أكثر أن النواب، ممثلي الشعب، لا يبذلون الجهد الكافي من أجل تطبيق الدستور وانتخاب رئيس». وتابع عودة: «الموجع أن الدولة سائبة والإدارات معطلة وبعض المراكز شاغر والسادة الوزراء يستنسبون التعيينات ولو مخالفة للقوانين والأعراف. يستميتون للوصول إلى المركز وعند وصولهم يصبحون المحور عوض جعل المواطن وحقوقه محور عملهم. قد يتصل بهم متصل ولا يجيبون، وقد يطلب منهم مواطن حقاً ولا يستجيبون. وقد يحجبون عن بعض المؤهلين لمركز ما هذا الحق إرضاء لإرادة عليا أو تلبية لمصلحة». وتابع: «من يدفع الثمن غالباً ما يكون مواطناً منضبطاً لا يستجدي واسطة بل يتكل على كفاءته، أو طائفة تتصرف بروح وطنية بعيدة عن الطائفية والمحاصصة».

إسرائيل و«حزب الله» يتبادلان قصف بعلبك - الجولان

بيروت: «الشرق الأوسط».. ثبّت «حزب الله» والجيش الإسرائيلي قواعد الاشتباك الجديدة؛ بتبادل للقصف طال الجولان السوري المحتل، ومحيط مدينة بعلبك في شرق لبنان، في موجة جديدة من التصعيد بدأت بإسقاط الحزب لمسيرة إسرائيلية من طراز «هيرمز 900»، للمرة الأولى منذ بدء الحرب في لبنان. وبموازاة هذا التصعيد، أعلن الجيش الإسرائيلي، الأحد، «مواصلة استعداداته للانتقال من الدفاع للهجوم» على الجبهة الشمالية، والانتهاء من «مرحلة أخرى» من استعداد القيادة الشمالية لحرب شاملة مع «حزب الله»، كان محورها رفع قدرة مستودعات الطوارئ العملياتية لصالح تعبئة واسعة النطاق لقوات الاحتياط في الجيش عند الضرورة، بحسب ما جاء في بيان عن الجيش الإسرائيلي. يأتي التهديد في أعقاب إعلان الجيش الإسرائيلي القضاء على «نحو 330 مقاتلاً في لبنان بينهم نحو 30 قيادياً خلال نصف عام من القتال»، وأن الجيش «هاجم في الأراضي اللبنانية 1400 هدف من الجو و3300 هدف من الأرض خلال نصف عام من القتال».

قواعد اشتباك جديدة

ومنذ إسقاط «حزب الله» لمسيرة من طراز «هيرمز 450» في شهر فبراير (شباط) الماضي، بدأت ترتسم معالم قواعد اشتباك جديدة بين الطرفين، تتمثل في قصف إسرائيل لمنطقة بعلبك التي تبعد مسافة 100 كيلومتر بالحد الأدنى عن الحدود الجنوبية، إذا أسقط الحزب مسيرات، أو إذا قصف الجولان... وبالمقابل، يقصف الحزب الجولان كلما قصفت المقاتلات الإسرائيلية بعلبك. وبلغ عدد الاستهدافات الإسرائيلية لمنطقة شرق لبنان، 5 استهدافات منذ شهر فبراير الماضي. ولم يخرج قصف بعلبك فجر الأحد، عن هذه القاعدة الشائعة؛ فقد شنّت إسرائيل، فجر الأحد، غارات جوية على محافظة البقاع في شرق لبنان، ونقلت «الصحافة الفرنسية» عن مصدر مقرب من الحزب في مدينة بعلبك (شرق) أنّ «غارات إسرائيلية طالت معسكرات الشعرة في جرود جنتا على الحدود الشرقية مع سوريا، إضافة إلى بلدة السفري». وجنتا هي منطقة جبلية قاحلة قريبة من الحدود مع سوريا، ولـ«حزب الله» قواعد فيها، بينما تقع السفري في سهل البقاع الأوسط. من جهتها، أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» اللبنانية الرسمية بأن «الطيران الحربي الإسرائيلي المعادي نفذ غارات (...) مستهدفاً هنغارا فارغا في بلدة السفري». وأكد الجيش الإسرائيلي تنفيذ الغارات. وكتب على «تلغرام»، صباح الأحد: «شنت طائرات حربية الليلة الماضية غارات استهدفت مجمعاً عسكرياً وثلاث بنى تحتية عسكرية أخرى تابعة لوحدة الدفاع الجوي التابعة لـ(حزب الله)، في منطقة بعلبك، وذلك رداً على إسقاط طائرة مسيرة لسلاح الجو كانت تعمل في الأجواء اللبنانية السبت». وكان الجيش الإسرائيلي أكّد في وقت سابق أنّ «صاروخ أرض - جو أُطلق نحو طائرة مسيّرة لسلاح الجو كانت تعمل في الأجواء اللبنانية حيث أُصيبت الطائرة المسيّرة وسقطت داخل الأراضي اللبنانية». وقال الحزب في بيان إنّ عناصره أسقطوا مساء السبت «طائرة مسيّرة مسلّحة للعدو... فوق الأراضي اللبنانية»، مشيراً إلى أنها من طراز «هرمز 900» وهي طائرة متطورة، ويجري إسقاطها للمرة الأولى في هذه المعركة.

قصف الجولان

وردّ «حزب الله» الأحد على الرد الإسرائيلي، إذ تحدثت تقارير إسرائيلية عن إطلاق نحو 20 صاروخ «كاتيوشا» باتجاه الجولان، وأن بعضها سقط في مناطق مفتوحة. وأعلن «حزب الله» أنه «استهدف بعشرات صواريخ (الكاتيوشا) مقر قيادة الدفاع الجوي والصاروخي في ثكنة كيلع والقاعدة الصاروخية والمدفعية في يوآف، رداً على اعتداءات العدو على منطقة البقاع». وردَّ الجيش الإسرائيلي بقصف مواقع في لبنان، وقال الجيش في بيان إنه «هاجم كوكبا وميس الجبل في جنوب لبنان، رداً على مصدر إطلاق النار منهما نحو الجولان المحتل ومنارة». كما أشار إلى «مهاجمة الطيران الحربي لموقع عسكري يشمل 7 مبان عسكرية لقوة رضوان التابعة لـ(حزب الله) بمنطقة الخيام، كما هاجمنا مقر قيادة عسكرية لـ(حزب الله) في طورا»، وهي بلدة تقع شمال مدينة صور، وتعرّضت للقصف للمرة الأولى. وأفادت وسائل إعلام لبنانية بأن الطائرات الحربية الإسرائيلية نفذت غارة بعد ظهر الأحد على أطراف بلدة طورا، ما أدى إلى تدميرها بالكامل. وهرعت إلى المكان سيارات الدفاع المدني والإسعاف فيما عملت فرق الإنقاذ على رفع الأنقاض.

تصعيد متواصل

وسبق هذا القصف قصف جوي آخر على خراج بلدة السريري في منطقة جزين، تزامن مع قصف مدفعي طال منطقة الدلافة القريبة، وطريق النبطية - مرجعيون في منطقة الخردلي. وأفادت «الوطنية للإعلام» بسقوط 3 قذائف إسرائيلية قرب نبعة عين القصب على طريق الخردلي التي تربط بين مرجعيون والنبطية، ما أدى إلى تناثر الحجارة وشظايا القنابل على الطريق، ما استدعى عناصر الجيش عند نقطة الخردلي قطع الطريق مؤقتاً لإزالة الشوائب وحفاظاً على سلامة المارة، ثم عادت وفتحتها، ورجعت حركة السير إلى طبيعتها. واستهدفت مدفعية الجيش الإسرائيلي بالقذائف الثقيلة عيار 175 ملم محيط مجرى نهر الليطاني في منطقة الخردلي وصولاً إلى أسفل قلعة الشقيف ناحية النهر. في غضون ذلك، شيعت «جمعية كشافة الرسالة الإسلامية» التابعة لـ«حركة أمل»، مسعفاً جديداً توفي السبت متأثراً بإصابة، الأسبوع الماضي، في بلدته (ميس الجبل). وأوضح أحد المسؤولين في الجمعية التي لديها فرق طوارئ في جنوب لبنان، أن المسعف كان أصيب بنيران إسرائيلية قبل أيام. كذلك، أفادت الوكالة الوطنية بوفاة «امرأة متأثرة بجروحها بعد إصابتها بغارة نفذتها مسيرة معادية على بلدة يارين (في جنوب لبنان) قبيل أيام».

الحرب تكبّل الانتخابات الرئاسية وتعيد سلاح «حزب الله» إلى الواجهة

النائب يزبك: إذا لم يعد الحزب إلى رشده فلنذهب للامركزية الموسعة أو الفيدرالية

الشرق الاوسط..بيروت: كارولين عاكوم.. انعكست الحرب على غزة وفي الجنوب على قضايا سياسية عدّة في لبنان، وعلى رأسها أزمة رئاسة الجمهورية، وملف سلاح الحزب الذي يتفرد بقرار الحرب والسلم كما في المفاوضات الجارية لوقف إطلاق النار بشكل مباشر، وغير مباشر. وإذا كانت الخلافات والانقسامات الداخلية قد حالت دون قدرة الأفرقاء اللبنانيين على إنجاز الاستحقاق الرئاسي، وامتد الفراغ لسنة كاملة بعد انتهاء ولاية ميشال عون في أكتوبر (تشرين الأول) 2022، فقد أتت الحرب لتخلط الأوراق، وتعيد الملف إلى نقطة الصفر رغم كل المحاولات والجهود التي تبذل على هذا الخط داخلياً، وخارجياً. وترافق هذا الأمر مع عودة سلاح «حزب الله» إلى الواجهة مجدداً، وارتفاع الأصوات المطالبة بتطبيق القرارات الدولية بما فيها نزعه، وأن تكون هذه الحرب محطة مفصلية لحسم هذه القضية، وهو ما يواجهه مسؤولو الحزب بتخوين المطالبين بها، واتهامهم بالدفع نحو الحرب الأهلية. ويبدو واضحاً أن الاستحقاق الرئاسي بات مرتبطاً بنتائج الحرب رغم نفي «حزب الله» وحلفائه هذا الأمر، وهو ما تؤكده مصادر عدّة عملت على خط المبادرات والجهود التي بذلت من قبل أكثر من جهة داخلية، وخارجية، بحيث يبدو الجميع مترقباً لما ستؤول إليه الحرب، ليبنى على الشيء مقتضاه في الداخل اللبناني، علما بأن «حزب الله» لا يزال يربط جبهة الجنوب بجبهة غزة، ويؤكد مسؤولوه أنه لا وقف لإطلاق النار في لبنان قبل وقفها في غزة. وبانتظار ما ستنتهي إليه الأمور، يبدي البعض خشيتهم من استثمار «حزب الله» للحرب، وهو ما أعلنه صراحة عدد من الأفرقاء السياسيين، محذرين من غياب لبنان الرسمي عن الاتصالات والمفاوضات التي تحصل للوصول إلى حل بين «حزب الله» وإسرائيل، لا سيما أن المفاوضات التي تحصل، وأن يشارك فيها مسؤولون لبنانيون، لكن يبقى القرار النهائي بشأنها لـ«حزب الله». وفي هذا الإطار، يرى عضو كتلة حزب «القوات اللبنانية» غياث يزبك أن «تأثير (حزب الله) على الرئاسة يسبق الحرب على غزة لجهة سيطرته بسطوة السلاح على عرقلة عمل المؤسسات»، معتبرا أن الحرب أتت لتثقل لعبة «الثنائي الشيعي» (حزب الله وحركة أمل) بشكل أكبر، و«هو حاول ويحاول استغلالها كي تؤثر على الحياة الدستورية، وتحديداً على الاستحقاق الرئاسي». من هنا يقول يزبك لـ«الشرق الأوسط»: «يسعى (حزب الله) لاستغلال الحرب بشكل واضح في حالتي الخسارة والربح، حيث يعمل على إسقاطات أساسية يريدها من الحرب بغض النظر عن نتائجها، وهي أنه سيتشدد أكثر بأن يأتي برئيس مطواع بين يديه يكمل مسيرة رئيس الجمهورية السابق ميشال عون لتحقيق مكاسب في الداخل. بحيث إنه إذا خسر الحرب سيعمل أكثر للتمسك بآخر طوق نجاة له في لبنان للحفاظ على وجوده، وهو الذي يقول إنه يريد رئيساً يحمي المقاومة، ولا يطعنها بظهرها». ومع تمسك المعارضة بهذا المطلب، يقول يزبك «نسعى بأن يعود (حزب الله) إلى رشده ويكون حركة سياسية مثله مثل كل الأحزاب اللبنانية، بعيداً عن أي محاولة لإقصاء أي فصيل لبناني، ولا نقبل بأن يعاني غيرنا ما عانينا نحن منه، لكن إذا لم يحصل ذلك، وبقي الوضع على ما كان عليه قبل حرب غزة، فسنكون نحن وكل المكونات السيادية من مختلف الطوائف في مواجهة ديمقراطية». وفي رد على سؤال عن طبيعة هذه المواجهة إذا لم تنفّذ هذه المطالب وبقي وضع «حزب الله» على ما هو عليه، يقول يزبك «فلنذهب عندها إلى صيغة أخرى تعطي خصوصية لكل فئة لبنانية وحقّها في العيش كما تشاء، إن عبر اللامركزية الموسعة، أو الفيدرالية الاتحادية، وغيرها»، مؤكداً في الوقت عينه «نحن سنبقى أوفياء لهذه الرسالة التي وجد لبنان على أساسها في نظام جمهوري برلماني بحيث إننا لن نقبل بأي نظام آخر يحاولون فرضه علينا».

حزب الله يمهّد لما بعد الحرب: باقون في جنوب الليطاني

الاخبار..علي حيدر.. بعد ستة أشهر من الحرب، واتضاح المؤشرات إلى نتائجها المتوقّعة على كلّ الجبهات، لم يعد الحديث عن فشل الإسرائيلي في تحقيق أهدافه المعلنة مجرد تقدير، بل حقيقة قائمة يقرّ بها الإسرائيلي نفسه. وهذا المفهوم ينسحب على جبهة لبنان وبقية جبهات الإسناد، رغم أن البعض في لبنان يحاول أن ينسب إلى العدو ما لا يدّعيه من انتصارات، مستدلاً بتفوقه التكنولوجي والعملياتي الذي يمكّنه من تحقيق إنجازات تكتيكية غير مفاجئة، ومتجاهلاً النتائج الاستراتيجية للمعركة. وهذا أمر لطالما كرَّره معادو المقاومة في كل المراحل، ولم يحل دون التحرير في عام 2000، ولا الانتصار في عام 2006. حزب الله، ومعه بقية جبهات الإسناد، بحسب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، انطلقوا في خياراتهم العملياتية إسناداً لغزة من «رؤية نصر واضحة وبيّنة ومشرقة وآتية»، على خلاف حملات التشكيك والتوهين التي شنّها أعداء المقاومة، متغافلين عن أن تقديم الشهداء والتضحيات نتيجة طبيعية ومتوقّعة في مواجهة عدو يتفوق في التكنولوجيا والقدرات التدميرية ويحظى بدعم أميركي مطلق. رغم ذلك، لم يحقّق الإسرائيلي الإنجازات الاستراتيجية التي كان يتوقعها منه الأميركي في الساحتين اللبنانية والفلسطينية. ولذلك، كان ولا يزال متوقعاً، عاجلاً أم آجلاً، أن يؤدي هذا الفشل إلى انفضاض الإجماع الإسرائيلي حول الحرب وإلى تبدل في موقف واشنطن التي كانت شريكاً تاماً فيها، في ظل تداعياتها على الداخل الأميركي وتقديراته لمخاطر تورط الإسرائيلي في مستنقع غزة على الخطط الأميركية في المنطقة، رغم أن الاعتبارات السياسية والشخصية لنتنياهو وحكومته، فضلاً عن تقديرهما لمخاطر الإقرار بالفشل وبمحدودية قوة الجيش في مواجهة مقاومة محاصرة منذ أكثر من 15 عاماً، ساهمت في تأخير تداعيات الحرب بصورة حادة حتى الآن على الداخل الإسرائيلي. لذلك فإن الأميركي، لاعتبارات متعددة، أسرع نضوجاً لتبني قرار وقف الحرب، بشكل أو بآخر، كونه لا يستطيع انتظار حصول تحولات سياسية وشعبية واسعة داخل الكيان الإسرائيلي تحتاج إلى مزيد من الوقت. وضمن هذا الإطار، يمكن إدراج موقف السيد نصرالله بالتعبير عن اعتقاده بأن «الأميركي سيصل إلى هذه النقطة، وهو أمر باتت مؤشراته جلية مع المواقف الأخيرة للرئيس الأميركي جو بايدن ومنافسه دونالد ترامب. أمام هذه التحولات، يصبح مطلب الصمود والثبات آكدَ في مرحلة ما قبل قطف الثمار، كما أكّد الأمين العام لحزب الله. لكن في مثل هذه المحطات التي يكون فيها العدو أمام مفترق حاسم، عادة ما يعلو سقف التهديدات. إلا أن العدو اختار أن يندفع إلى الأمام بهدف تغيير المعادلة من بوابة استهداف القنصلية الإيرانية والتأسيس لمعادلات جديدة، ولذلك وصفه السيد نصرالله بأنه حدث «مفصلي». لكنّ المفاجأة التي يبدو أن قيادة العدو لم تحسب لها حساباً هي قرار المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية السيد علي الخامنئي بصفعة مضادة تدفعه إلى الندم، ما سيدفع بالتطورات في مسار مختلف عما يأمله الإسرائيلي ويراهن عليه.

عاجلاً أم آجلاً سيؤدي الفشل إلى انفضاض الإجماع الإسرائيلي حول الحرب وإلى تبدّل في موقف واشنطن

في موازاة ذلك، يلاحظ أن الصراخ لا يقتصر فقط على الإسرائيلي، بل يشمل أعداء المقاومة في الداخل اللبناني الذين بدأ بعضهم التشكيك في جدوى المقاومة وإنجازاتها. ومن ضمن هذه الإنجازات المتصلة بلبنان ومقاومته، تبديد رهانات العدو على إمكانية إخضاع لبنان ومقاومته بالتهويل على وقع الحرب التدميرية في غزة، ونجاح المقاومة في فرض وقائع ميدانية في شمال فلسطين المحتلة، بكل ما تحمله من أبعاد ومفاعيل ردعية وعملياتية. إضافة إلى نجاحها في ردع العدو عن شن حرب على لبنان حتى الآن، وصولاً إلى فرض معادلة حماية المدنيين، باستثناء حالات محدَّدة ردّ عليها حزب الله. ويكفي استحضار حقيقة أن لبنان يخوض معركة منذ ستة أشهر فيما غالبية المناطق اللبنانية مُحيَّدة، بل إن معظم الجنوب لا يزال سكانه فيه. ويُضاف إلى كل ما تقدّم اكتشاف العدو بشكل ملموس مدى تصميم حزب الله على مواجهة أي عدوان أياً تكن التضحيات. كل ذلك، سيكون حاضراً لدى العدو في المرحلة التي تلي الحرب، والتي حدَّد السيد نصرالله أبرز معالمها، بأنها ستُعزز «قوة لبنان... وموازين الردع في لبنان...»، مشيراً إلى موضوع النفط والغاز «المبوكل»، ولافتاً إلى أن «هذا الموضوع بحاجة إلى ‏علاج بكل الأحوال» بالاستناد إلى إنجازات المقاومة. وبالاستناد إلى هذه الإنجازات أيضاً، وصف نصرالله ما يطرحه العدو لجنوب الليطاني، بأنه «كلام فارغ» انطلاقاً من أن «الوقائع ‏ونتائج الحرب هي التي ستفرض النتائج ولبنان في موقع القوة»، وهو موقف صريح وحاسم بالحفاظ على حضور المقاومة - بغضّ النظر عن الشكل والصورة - في جنوب الليطاني. إلى ذلك الحين، استجدّ متغيّر الرد الإيراني الذي من الواضح أنه سيُعيد إنتاج المشهد الإقليمي لتصبح صورته أكثر ملاءمة مع حقيقة الوقائع، ويُبدِّد الكثير من التصورات الخاطئة والمُضلّلة، وهو مستجدّ يفرض بحسب الأمين العام لحزب الله، على الجميع «أن يحضّر نفسه وأن يرتّب أموره وأن يحتاط بالحد الأدنى». إلا أنه كان صريحاً في تفاؤله وكون ما أقدم عليه العدو هو «حماقة» ستفتح «باباً للفرج الكبير، لِحسم هذه المعركة والانتهاء منها قريباً».



السابق

أخبار وتقارير..الديون الفيدرالية..قنبلة موقوتة تهدد أميركا والعالم..طاجيكستان ترفض اتهاماً روسياً بأن أوكرانيا تجند مواطنيها..تقارير تتحدث عن استياء واشنطن من الضربات التي تشنها كييف..زيلينسكي: ليس لدينا ذخيرة لشن هجوم..وأميركا ستوافق على دعمنا..قتلى وجرحى وحرائق بهجوم روسي على خاركيف..واستهداف ميناء عسكري أوكراني..مناورات مشتركة للفيلبين والولايات المتحدة وأستراليا واليابان في مياه تطالب بها الصين..المكسيك تعلق علاقاتها مع الإكوادور بعد اقتحام الشرطة سفارتها في كيتو..ترامب يطارد أكبر المتبرعين لمواجهة أغلى سباق انتخابي..زعيم «طالبان» يدعو جميع الدول إلى الاعتراف بحركته..نيويورك تدفع 17 مليون دولار تعويضاً بعد إجبار سيدتين على خلع حجابيهما..إجراء استثنائي في النروج بسبب تهديدات للمسلمين..

التالي

أخبار فلسطين..والحرب على غزة..«فلسطين الجديدة» في اليوم التالي للحرب..أنباء عن «تقدم كبير» في محادثات تبادل المحتجزين ووقف إطلاق النار في غزة..رئيس الأركان الإسرائيلي: سنصل إلى مسؤولي «حماس» عاجلاً أم آجلاً..إسرائيل تنسحب من خان يونس وتعتمد المرحلة الثالثة للحرب..العدوان على غزة يدخل شهره السابع..والاحتلال يسحب قواته من جنوب القطاع..لندن «مصدومة من حمام الدم» في غزة..إسرائيل لم تنجز أياً من أهدافها..خسائر كبيرة وأضرار في كل القطاعات..وفاة فلسطيني داخل السجون الإسرائيلية بعد 38 عاما رهن الاعتقال.."قريبا وبعيدا".. هاليفي: قادرون على التعامل مع أي تهديد إيراني..105 شاحنات.. "أكبر" قافلة مساعدات أردنية تتجه نحو غزة.."تجنيد فوري".. إسرائيل تنهي مرحلة جديدة من "الاستعداد للحرب"..

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 154,776,030

عدد الزوار: 6,965,521

المتواجدون الآن: 62