كيف نعمق الثقة ببعضنا البعض..؟؟

تاريخ الإضافة الأربعاء 22 تموز 2009 - 7:10 م    عدد الزيارات 1193    التعليقات 0

        

بقلم مدير المركز - حسان قطب
الثقة بين اللبنانيين هي عنوان الإستقرار السياسي والأمني، والثقة بين السياسيين هي التي تؤسس لنقاش هادئ وحوار بناء بين مختلف القوى السياسية حول أسس بناء الدولة ومؤسساتها بهدف تعزيز الإستقرار السياسي والنمو الإقتصادي وإصلاح النظام الإداري وبسط سلطة الدولة على مختلف أراضي الوطن وإلغاء المربعات الأمنية والمجموعات المسلحة تحت أية تسمية كانت أو أنشئت، وكان البطريرك الماروني صفير في عظة الأحد الماضي قد دعا: "للتعالي عن الانقسامات وتعميق الثقة بوطننا وببعضنا البعض.."، هي دعوة صادقة لا شك يطلقها أعلى مرجع ديني مسيحي في لبنان.. ولكن كيف؟؟ حين نسمع الأحد 19 تموز 2009م، الوزير فنيش يقول: "ما نسمعه من الاسرائيليين يجب ألا نسمع صداه في الداخل.. وسلاح حزب الله اصبح خارج التداول.."، واعتبر وزير العمل في حكومة تصريف الأعمال أن هناك "تحريضًا داخليًا على المقاومة"، مشيراً إلى أنّ "بعض الخطاب السياسي يناقض الحوار الوطني.." وأشار إلى "وجود أزمة ثقة بين القوى السياسية المختلفة"، وعن مسألة تأليف الحكومة، قال إن "المشاركة فيها مرهونة بتفاهمات مسبقة وإن الحزب يكتفي بالشراكة الحقيقية". وإلى "الاستعدادَ للتعامل بايجابية وانفتاح مع تيار "المستقبل" لوأد الفتنة بين اللبنانيين".
وحول ما جرى مؤخراً في بلدة خربة سلم يطل علينا وئام وهاب ليقول: "إنه خطأ كبير تتحمّل مسؤوليته قوات اليونيفل، إذ انحرفت عن أهدافها وداهمت المنازل وتجسست على الناس، وهذا سيجعلها من دون حماية، لأن الأهالي يحتضنون اليونيفل وهناك قوة سياسية تحتضنها، أما أن تتحول إلى مهمة التجسس فهذا يجعلها في مخاطر هي بغنى عنها، متمنياً أن لا يتكرر هذا الخطأ في مكان آخر لأن الجيش هو المعني بذلك وهو يعالج الأمور...." وأخيراً وفي بيروت... التقى الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان مايكل وليامز مسؤول لجنة الارتباط والتنسيق في "حزب الله" وفيق صفا في مقر اللجنة، حيث تمّ البحث في العلاقة مع "اليونيفل"، والحادث الأخير الذي حصل بين الأهالي وقوات "اليونفيل" في خربة سلم، والخروقات الإسرائيلية المتكررة ضد السيادة اللبنانية خصوصاً في كفرشوبا والجهود التي ترمي إلى إزالتها". كما جرى التأكيد على ضرورة التزام قوات "اليونيفيل" المهام المنصوص عنها بموجب القرار "1701" التي تنظم قواعد الاشتباك بين الجيش اللبناني وقوات "اليونيفيل" والتي لا تسمح لهذه القوات القيام بأي مداهمات للمنازل، وتمّ الاتفاق على "تعزيز اللقاءات التنسيقية مع وحدات "اليونيفيل" في الجنوب بما يكفل إعادة أجواء الثقة بينها وبين الأهالي".
إذاً العلاقة بين القوات الدولية والمجتمع اللبناني يحددها وفيق صفا ووئام وهاب وعمار الموسوي ونواف الموسوي.. والثقة بين اللبنانيين يضع شروطها الوزير فنيش وأولها أن سلاح حزب الله هو خارج التداول وخارج النقاش.. وقرار الحرب والسلم يحدد قراره وميعاده نصرالله من ملجأه الحصين..
من هنا نرى أنّ أزمة الثقة بين مكونات المجتمع اللبناني تتجاوز إطار الخطاب السياسي وتبادل الزيارات والبسمات والوثائق والتفاهمات المكتوبة وغير المكتوبة.. لأن فريقاً مسلحاً حتى الأسنان يمنع الدولة من أخذ المبادرة في تنظيم علاقاتها الدولية.. حتى مع القوات الدولية التي جاءت لرعاية الإستقرار في الجنوب اللبناني لأبناء الجنوب لا لأحدٍ سواهم ولتأمين فرص العمل للألاف منهم.. ولأن هذا الفريق نفسه يرفض أن تبسط القوى الأمنية سلطتها على كافة الأراضي اللبنانية... وإلا لما قام الممثل الشخصي (وليامز) بلقاء ممثل حزب الله (وفيق صفا) ولا ندري لما تم هذا اللقاء وتحت أية صفة أو عنوان أو لقب.. وأين المسؤولين الرسميين.. ألا يرى هؤلاء أن في هذا الأمر تجاوزاً لمواقعهم الرسمية ودورهم ومناصبهم.. ومنذ أيام كان لقاء بين (صفا) ولجنة من الحزب التقدمي الإشتراكي في إقليم الخروب لتنسيق الشأن الأمني... بين الطرفين.. ويتحدث حزب الله عن الدولة العادلة والشراكة والتوازن والتنمية والأمن.. وعن أزمة الثقة بين اللبنانيين...!!! وإذا كان بعض الخطاب السياسي يناقض منطق الحوار الوطني كما يقول فنيش.. فهل هذه اللقاءات التي عقدها وفيق صفا مع المرجع الدولي ومع الحزب التقدمي الإشتراكي وهذه التصريحات التي أطلقها هو شخصياً ووئام وهاب والموسوي تشكل أرضية صالحة لبناء الثقة المتبادلة ومنع الفتنة التي أبدى فنيش استعداد حزبه لوأدها.. فالسيد فنيش يتهم بعض اللبنانيين بالتناغم مع التهديدات الإسرائيلية.... والسيد وهاب يهدد القوات الدولية.. معتبراً أن الأهالي هم ضمانة القوات الدولية لا العكس.. والسيد صفا رسم خارطة طريق عمل القوات الدولية.. فأي ثقةٍ هذه نبنيها ونؤسس لها بين بعضنا البعض... وما علينا نحن اللبنانيين سوى أن نعرف السقف السياسي والأمني الذي نعيش تحت رعايته.. حتى لا نتجاوز حدودنا فنعاقب من الأهالي كما عوقبت القوات الدولية أو بالطريقة التي تحرك فيها الأهالي أيضاً في السابع من أيار.. كما ذكر إعلام الأهالي.. أو نسمع كلاما تأنيبياً من وهاب وسائر قوى الأمر الواقع؟؟.

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 154,777,025

عدد الزوار: 6,965,561

المتواجدون الآن: 67