أخبار لبنان..برّي وجَّه الدعوات.. وباسيل يرفض إعطاءه رصيد الحوار..الموفد القطري بدأ مهمته..ورد قوي من قائد الجيش على التيار.. وشيّا: لا نشعر بالخوف..تقديرات ديبلوماسية: حادثة السفارة رسالة إيرانية إلى واشنطن..برّي: طاولة حوار كتل لا تفاهمات ثنائية وثلاثية..

تاريخ الإضافة السبت 23 أيلول 2023 - 5:57 ص    عدد الزيارات 486    القسم محلية

        


برّي وجَّه الدعوات.. وباسيل يرفض إعطاءه رصيد الحوار...

الموفد القطري بدأ مهمته..ورد قوي من قائد الجيش على التيار.. وشيّا: لا نشعر بالخوف

اللواء....على مسافة أيام قليلة من نهاية شهر أيلول، بدت الرهانات اللبنانية، مع الانتظارات والتداعيات أقرب الى «التأمل المرير» لعدم جدوى التحركات الخارجية او اعادة ما انقطع من روابط وأواصر بين اطراف الداخل، في ضوء انضمام بكركي، من الخارج الى وضع تصوّر مغاير لتصوّر رئيس المجلس للحوار. بدا الجوّ مكفهراً، على الرغم من ان الرئيس نبيه بري يتابع العمل على مبادرته، عبر تلقي الاجابات الخطية، لا سيما من رؤساء الكتل النيابية، ببند واحد لا غير: هو انتخاب رئيس الجمهورية. وكشف النقاب عن ان الرئيس بري وجَّه رسائل رسمية لكل من كتلتي «الجمهورية القوية» و«لبنان القوي»، فجاء الجواب القواتي رفضاً واضحاً، أمَّا التيار الوطني الحر، فإنه جاء ردّه سلسلة اشتراطات، رآها ضرورية، وتصب بالتالي، في إبعاد بري عن ترؤس الحوار، ورفض أي صيغة تربط الجلسات بالنتائج، والاكتفاء بمقاربات او عناوين عريضة، الامر الذي رأت فيه اوساط عين التينة وضعاً للعصي في الدواليب، لا أكثر ولا أقل، وتبرئة ساحة الفريق العوني من دم نسف الحوار، وتداعياته. يُشار الى ان بري ارسل رسالته الى باسيل، عبر النائبين آلان عون والياس بوصعب. كما بعث رئيس المجلس برسالة الى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع مع النائب ملحم الرياشي. ونُقل عن الرئيس بري تأكيده انه هو الذي سيدير الحوار. ويفترض ان يكون الموفد القطري أبو فهد جاسم آل ثاني التقى مساء امس رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد لإبلاغه بأن الخماسية وقطر في مقدمتها تميل الى تسمية العماد جوزاف عون للرئاسة كخيار ثالث.. واذا تعذر فلا مانع من طرح اسم المدير العام للامن العام بالإنابة الياس البيسري. وأوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» أنه من السابق لأوانه تقييم المسعى القطري الذي لا يزال في بداياته، وبالتالي لا يمكن الحكم على فعاليته في تغيير منحى المراوحة الذي يسلكه ملف الرئاسة. ولفتت المصادر نفسها الى أن قطر كما الدول المعنية بهذا الملف ترغب في استعجال إجراء الانتخابات، قائلة أن الموفد القطري على دراية باللعبة الدستورية له. ورأت أنه إذا كانت هناك من تسوية ما قد تُنسج فإنها لن تولد غداً وقبل أن تعلن المواقف صراحة وبلورة أسس أية تسوية لن تحصل أية انتخابات، معلنة في الوقت نفسه أن هناك من رسم صورة تشاؤمية عن هذا الاستحقاق وأن الخيار الثالث لم ينطلق البحث به بعد. ولم تنفِ مصادر سياسية ما تردد من معلومات عن خلافات نشبت ،بين ممثلي الولايات المتحدة وفرنسا خلال اجتماع ممثلي اللجنة الخماسية المؤلفة من الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا والمملكة العربية السعودية ومصر وقطر، على هامش اجتماعات الأمم المتحدة مؤخرا بخصوص تعثر مهمة الموفد الرئاسي الفرنسي إيف لودريان لحل أزمة الانتخابات الرئاسية في لبنان وقالت : ان ما حصل هو مطالبة ممثلة الولايات المتحدة الأميركية، ممثل فرنسا بإطار زمني محدد لإنجاز هذه المهمة، وان لا يبقى الوقت مفتوحا، إلى ما لا نهاية لانه من الضروري الاسراع بانتخاب رئيس للجمهورية، وتأليف حكومة جديدة تتولى وقف الانهيار الحاصل، وتعيد وضع البلد على الطريق الصحيح، والبدء بعملية النهوض المالي والاقتصادي والمعيشي. وشددت المصادر على ان الخلاف الحاصل بين ممثل فرنسا وممثلة الولايات المتحدة الأميركية، ترك تداعيات سلبية على اجتماع اللجنة، وصولا إلى تعذر اصدار بيان عنها ،كما كان متوقعا، ولكن الامر لم يصل إلى حد توصل اللجنة الى تفاهم بين اعضائها، لإنهاء دور الموفد الرئاسي الفرنسي إيف لودريان لحل ازمة الانتخابات الرئاسية، واسناد هذه المهمة الى دولة قطر،كما يذهب البعض إلى القول ،بالتزامن مع المواقف التي اعلنها امير قطر من على منبر الأمم المتحدة بهذا الخصوص. واكدت ان التفاهم الحاصل يتضمن قيام دولة قطر بمواكبة التحرك الفرنسي، من خلال علاقاتها الجيدة مع الأطراف السياسيين الأساسيين، وقنواتها المفتوحة مع الدول المؤثرة بالوضع اللبناني وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأميركية والمملكة العربية السعودية وايران، ما يؤدي إلى التعاون لتذليل الصعوبات وتقريب وجهات النظر، تمهيدا للتوصل الى قواسم مشتركة تساعد في حل ازمة الفراغ الرئاسي وتسهيل انتخاب رئيس جديد للجمهورية. وتوقعت المصادر ان يؤدي التحرك الفرنسي القطري الى عودة لودريان إلى لبنان مطلع شهر تشرين الاول المقبل، لاستئناف مهمته، في الوقت الذي يكون الموفد القطري الموجود بلبنان منذ ايام ،قد مهَّد الطريق لهذه العودة، بتذليل معظم الصعوبات والمحاذير التي تعترض طريق حل الأزمة القائمة، وعندها يتكامل تحرك الموفدين معاً، في سبيل التوصل إلى اتفاق بين الاطراف المعنيين باتجاه الحل المطلوب، اذا ساعدت الاجواء والمواقف الاقليمية والدولية بذلك. وفي السياق، نفت العلاقات الاعلامية في حزب الله ما جرى تداوله (MTV) عن مصادر في حزب الله حول المسعى القطري في ملف الرئاسة في لبنان، مشيرة الى ان لدى مصادر في حزب الله، هي لا تعتمد هذا الاسلوب.

شيا: لا نشعر بالخوف

وفي اطار متابعة الاعتداء على السفارة الاميركية، زارت السفيرة الاميركية في بيروت دورثي شيا السراي الكبير، والتقت الرئيس نجيب ميقاتي، حيث جرى التطرق الى الاعتداء الذي تعرضت له السفارة من قبل مسلح اول من امس، وجرى تكرار للادانة والتأكيد على تكثيف التحقيقات لكشف المعتدين والضالعين في الاعتداء. واكدت: نحن في السفارة الاميركية لا نشعر بالخوف، فإجراءاتنا الامنية متينة جدا، وعلاقتنا صلبة ونحن نتابع عملنا في السفارة كالمعتاد. اضافت: نحن ندرك تماما أن السلطات تحقق في حادثة إطلاق رجل مسلح النار باتجاه السفارة. ونحن نقدر الالتزام الذي عبَّر عنه شركاؤنا الامنيون والمسؤولون السياسيون في هذا البلد بأنهم لن يألوا جهدا لجهة التحقيق في هذه الحادثة وملاحقة المرتكب ومحاسبته. واوفد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع وفداً ضم النائبين غسان حاصباني ورازي الحاج والمسؤول في جهاز العلاقات الخارجية مارك سعد، الى مقر سفارة الولايات المتحدة الأميركية في عوكر حيث التقوا مع طاقم السفارة واطلعوا على الاضرار وادانوا الاعتداء الاخير على مقر السفارة.

عون يرد

وفي اول رد على انتقادات التيار الوطني الحر، قال العماد عون: «إننا نسمع بعض الاصوات المشككة بدور الجيش في حماية الحدود، انطلاقاً من مواقف سياسية معروفة، ولم نرَ هؤلاء يبادرون الى دعم الجيش بل يحاولون عرقلة عمله، واثار السمات حوله، ولم نرَ لهم مشاركة فاعلة في معالجة ازمة النزوح السوري، وما بعثوا وزراءهم الى مجلس الوزراء. وفي الحركة الدبلوماسية، إستقبل نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، في مكتبه في المجلس، سفير فرنسا في لبنان هيرفيه ماغرو، حيث دار نقاش حول موضوع الاستحقاق الرئاسي ومهمة جان إيف لودريان والمرحلة التي وصلت إليها. كما تم عرض لأفكار عدة من شأنها تسهيل المساعي الفرنسية بغية إنجاح هذه المهمة والتوصّل الى انتخاب رئيس للجمهورية. على صعيد دبلوماسي ومالي آخر، التقى سفير خادم الحرمين الشريفين لدى لبنان وليد بن عبدالله بخاري في مقر إقامته باليرزة على مأدبة إفطار القائم بأعمال حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري. وكان اللقاء مناسبة جرى خلالها «بحث العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وسبل تعزيزها واستعراض مجمل المستجدات والتطورات الراهنة».

سجالات

وسط ذلك، استمرت السجالات بين النواب من كتل مختلفة،وقد رد عضو تكتل «الجمهورية القوية» النائب فادي كرم، على حسابه عبر منصة «إكس» على قول بري «يبدو ان الكنيسة القريبة ما بتشفي» فقال: الكنيسة اكيد بتشفي إن كانت قريبة او بعيدة، بس الكنيسة اصول ودستور، مش ابداعات ظرفية. اضاف:«خلّينا نلتزم بالدستور الوطني ونطبّق القوانين العامة ومش عايزين حدا من بعيد، فينا نعيش سوا بسلام.

وكتب رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل عبر حسابه في منصة «اكس»:ما فهمت كيف الحرص على الحوار لانتخاب رئيس هو رفض للحوار؟! كل شغلة لها شروطها وظروفها حتى تنجح. اذا قلنا انه لازم نتفق بالحوار على برنامج العهد بخطوطه العريضة حتى ننتخب رئيس على اساسه وينجح بعهده، منكون عم نرفض الحوار أو حريصين على إنجاح العهد؟! إذا قلنا إنو رؤساء الأحزاب لازم يكونوا بالحوار حتى يكون في قرار مش بس كلام، منكون عم نرفض الحوار؟! في الموازاة، رد عضو «اللقاء الديمقراطي» النائب بلال عبدالله عبر منصة «اكس» على حديث صحافي لعضو تكتل الجمهوية القوية النائب جورج عقيص وكتب: أن نتمايز مع القوات اللبنانية في الموقف من الحوار، فهذا أمر طبيعي يرتبط بالمنطلقات الفكرية المختلفة، والتباعد في مقاربة كيفية حماية الكيان وهويته ودوره. أما أن نختبئ وراء البطريركية المارونية واللجنة الخماسية لنبرر المساهمة في تعطيل المؤسسات وكل محاولات الإنقاذ، فهو النتعة بل اكثر.

ورد عقيص:«لا أعلم لمن يتوجه دكتور عبدالله. فنحن لا نختبئ وإذا كنا مقصودين كقوات لبنانية او كمعارضة لا نختبئ ببطريركية ولا بلجنة خماسية غيرنا يختبىء بمقولة حوار لتبرير إضاعة الوقت وإهدار الفرص بانتخاب رئيس».

فتح اوستراد خلدة

على الأرض، أُعيد فتح السير على اوتوستراد خلدة بالاتجاهين، وحركة المرور كثيفة، وعناصر من مفرزة سير بعبدا لتسهيل السير في المحلة.

بري التقى الموفد القطري... وبو حبيب يعتبر المبادرة الفرنسية "ماشية بمفردها"

تقديرات ديبلوماسية: حادثة السفارة رسالة إيرانية إلى واشنطن

نداء الوطن...بقيت حادثة إطلاق النار على السفارة الأميركية في عوكر ليل الأربعاء الفائت في واجهة الاهتمام السياسي والديبلوماسي، الى جانب التحقيقات الجارية من أجل «ملاحقة المرتكب ومحاسبته»، كما صرّحت السفيرة الأميركية دوروثي شيا. كما لم يغب عن المراقبين أنّ الحادثة أتت في سياق من الأحداث المتنقلة، فمن جريمة اغتيال الياس الحصروني مسؤول حزب «القوات اللبنانية» في عين ابل، مروراً باستهداف مركز «القوات» ليل الأربعاء - الخميس في زحلة، ثم حادثة السفارة، بدت كلها كأن هناك مسلسلاً أمنياً متنقلاً. حتى أنّ قطع طريق خلدة عصر أمس في الاتجاهين، ولو لفترة وجيزة أثار القلق من أبعاده الأمنية. فهل من معطيات تميط اللثام عن هذا المسلسل؟ ........ليس هناك من جواب وافٍ على السؤال، انما بحسب معطيات التحقيق الجاري في حادثة السفارة، تبيّن أنّ هناك «ثغرة» استفاد منها المسلح المجهول، كي يطلق الرصاصات الـ 15 من رشاشه الحربي في اتجاه مبنى السفارة. وهذه»الثغرة» كانت في المنطقة التي تقع مسؤوليتها على الأمن اللبناني. وبحسب المصادر إنّ «كل ما يحصل على الأراضي اللبنانية هو مسؤولية أمنية لبنانية». وقالت: «إنّ التساهل يجعل المرتكب يتمادى، وما حصل على مستوى السفارة خطير، وإذا لم يتبيّن الفاعل، سينضم هذا الملف الى ملف الاغتيالات السياسية، لأنّ من اغتال لديه من التنظيم ما يكفي للقيام بعمله». وأضافت: «إن منطقة السفارة الأميركية في عوكر، هي حزام أمني بامتياز ولا يمكن لفرد أن يخرق هذا الحزام، ما يعني أنّ هذه الرسالة، في ذكرى تفجير السفارة عام 1984، هي رسالة أمنية متطورة. وهناك جهة رصدت وراقبت ورأت ثغرة يمكن الدخول منها ففعلت». في موازاة ذلك، قالت أوساط ديبلوماسية غربية: «إنّ حدود دور «حزب الله» على المستوى الداخلي هي سياسية، لكن كل ما يتعلّق بالشأن السوري أو الإسرائيلي أو الأميركي، فهو ايراني، وبالتالي فهذه رسالة ايرانية الى الولايات المتحدة من لبنان متعددة الأوجه تبدأ من دور أميركا في ضبط الحدود العراقية السورية ولا تنتهي بالقول إنّ الولايات المتحدة حريصة على الاستقرار في لبنان، لأنه إذا كانت الولايات المتحدة تدعم الجيش اللبناني فهذا الفريق يريد أن يظهر أنّ الأمن في لبنان في يده وليس في يد الجيش أو أي فريق آخر». وكانت السفيرة الأميركية زارت أمس رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، وأكدت أنّ بعثة بلادها الديبلوماسية «لا يمكن إخافتها»، وأن «إجراءاتنا الأمنيّة متينة جداً وعلاقتنا صلبة، ونحن نتابع عملنا في السفارة كالمعتاد». وقال مراقبون لـ»نداء الوطن»، «إنّ اطلاق النار على سفارة عوكر هو بمثابة إنذار بأنّ مظاهر الاطمئنان التي رافقت سلوك الديبلوماسيين الأميركيين في لبنان في الفترة السابقة، رأت فيه طهران، وجماعتها في لبنان استفزازاً، فجاءت الحادثة بمثابة دعوة لكي يراجعوا مظاهر الاطمئنان هذه». ومن الأمن الى السياسة، بعد تأكيد رئيس مجلس النواب نبيه بري أمس عبر» نداء الوطن» وجود مبادرة قطرية تجاه لبنان، استقبل الرئيس بري أمس الموفد القطري جاسم بن فهد آل ثاني. أما وزير الخارجيّة والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب، فصرّح خلال وجوده في نيويورك، «أن المبادرة الفرنسية ماشية، لكن بمفردها»، وقال «لا خلاف بين أعضاء اللجنة الخماسية خلال اجتماعها في نيويورك، لكنّه لم يحصل اتفاق ما أدّى إلى عدم إصدار بيان». وأشار إلى «أنّنا فهمنا أنّ القطريّين سألوا فرنسا عن المدّة الزّمنيّة لمهمّة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان، ولكن لم يكن هناك جواب فرنسي». وعن أزمة النازحين السوريين، قال بو حبيب :»إنّني مع نظيري السّوري فيصل المقداد على اتّصال، وبعد عودتي إلى لبنان نحدد موعداً للقائنا في سوريا، من أجل البحث في أزمة النّزوح»، وأعرب عن خشية لبنان من «التّعرّض لموجة نزوح جديدة إثر الأحداث في سوريا». وذكر بو حبيب أنه التقى وزير الخارجيّة الإيرانيّة حسين أمير عبداللهيان، وتمّ التّباحث في الملف الرئاسي اللبناني.

سفيرة أميركا لدى لبنان: إطلاق النار على السفارة لم يرهبنا

الراي.. قالت السفيرة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا، اليوم الجمعة، إن السفارة «لم يرهبها» إطلاق مسلح النار على مدخلها في وقت سابق هذا الأسبوع وإن السلطات اللبنانية تحقق في الحادث. وأُطلقت أعيرة نارية مساء الأربعاء قرب السفارة الأميركية إلى الشمال من بيروت. وقال المتحدث باسم السفارة جيك نيلسون إنه لم يصب أحد بأذى وإن الأنشطة العادية مستمرة. وقالت السفيرة اليوم الجمعة بعد اجتماعها مع رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي «نعلم أن السلطات تحقق في هذا الحادث الذي أطلق فيه مسلح النار باتجاه السفارة الأميركية في تلك الليلة». وأضافت «أرجو أن تعلموا أننا في السفارة الأميركية لم يرهبنا هذا الحادث، وأن إجراءاتنا الأمنية متينة للغاية وشراكاتنا قوية». كما ندد ميقاتي بما وصفه بأنه «اعتداء على السفارة الأميركية». وأضاف «نعبّر عن رفضنا المطلق للتعرض للبعثات الديبلوماسية ونعتبر الاعتداء على السفارة الأميركية اعتداء على سيادة لبنان وأمنه». ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن إطلاق النار ولم تقدم السلطات تفاصيل عن التحقيق. وتقع السفارة الأميركية التي تتمتع بحراسة مشددة شمالي بيروت في بلدة عوكر. والحوادث الأمنية حولها نادرة. وانتقلت السفارة إلى هناك من بيروت عقب هجوم انتحاري عام 1983 أدى إلى مقتل أكثر من 60 شخصا.

لبنان: إطلاق نار على السفارة الأميركية

• تزايد الفوضى الأمنية يعزّز حظوظ قائد الجيش الرئاسية

الجريدة...منير الربيع... شهد لبنان، في الأسابيع الماضية، سلسلة أحداث أمنية متنقلة كان آخرها حادثة إطلاق النار، ليل الأربعاء ـ الخميس، على السفارة الأميركية في منطقة عوكر شمال بيروت. ولم يعهد لبنان، في السنوات الأخيرة، أي اعتداء على تلك السفارة، وآخر التحركات كان قبل سنوات من خلال دعوات للتظاهر أمامها، وهذه أيضاً قد خفتت، لذلك فإن ما جرى مؤشر لا بدّ من التوقف عنده، خصوصاً أن الاعتداء وقع بعد أيام من ذكرى تفجير السفارة ومقر المارينز في بيروت عام 1983. وقال المتحدث باسم السفارة الأميركية في لبنان، جيك نيلسون، إن أعيرة نارية أُطلقت على السفارة، و«لم تقع إصابات، ومنشآتنا آمنة، ونحن على اتصال وثيق مع سلطات إنفاذ القانون». وتتواصل التحقيقات حول كيفية إطلاق النار، والجهة التي أقدمت عليه، وفيما تبيّن أن 15 رصاصة أطلقت من سلاح كلاشنيكوف، لا تزال المعطيات متضاربة بشأن ما إذا كان المهاجم قد فتح نيرانه من سيارة دون لوحات مرّت بشكل مسرع، أم من أحد الأحراج المحيطة. ولا ينفصل الاعتداء على السفارة عن كل الأجواء الأمنية التي تسيطر على لبنان، سواء المعلومات بشأن تجدُّد أنشطة مجموعات إرهابية أو إحباط مخابرات الجيش تهريب أسلحة من مخيم عين الحلوة قد تستخدم لتوتير الأجواء في مناطق أخرى، أو انشغال القوى الأمنية بموجة تسلّل اللاجئين السوريين. في لبنان هناك معادلة ثابتة، أنه في فترات الفراغ الرئاسي، وكلما ارتفع منسوب الأحداث الأمنية عزّز ذلك فرص قائد الجيش للوصول إلى رئاسة الجمهورية، خصوصاً في حال حصلت تطورات، واضطر الجيش إلى التدخل وحسمها وتكريس الاستقرار، وتلك تجارب شهدها لبنان سابقاً، مع وصول إميل لحود بعد «أحداث الضنية»، وميشال سليمان بعد «أحداث 7 مايو ومخيم نهر البارد»، وهذا ما قد يحدث مع جوزيف عون حالياً. وفي تفاصيل الخبر: هل وصل لبنان إلى مشارف الدخول في مرحلة من الأحداث الأمنية والعسكرية؟ أصبح السؤال يفرض نفسه، خصوصا بعد سلسلة من التطورات التي شهدتها الساحة اللبنانية، وآخرها حادثة إطلاق النار على السفارة الأميركية في منطقة عوكر. لم يعهد لبنان في السنوات الأخيرة أي اعتداء على السفارة الأميركية، وآخر التحركات كان قبل سنوات من خلال دعوات للتظاهر أمام السفارة، وهذه أيضاً قد خفتت، لكن ما جرى مؤشر لا بد من التوقف عنده، خصوصا أنها المرة الأولى التي يحصل فيها مثل هذا الاعتداء، بعد أيام من ذكرى تفجير السفارة ومقر المارينز في بيروت عام 1983. وقال جيك نيلسون، المتحدث باسم السفارة الأميركية في لبنان، إن أعيرة نارية أطلقت على السفارة، ليل الأربعاء ـ الخميس، مضيفا: «لم تقع إصابات، ومنشآتنا آمنة، ونحن على اتصال وثيق مع سلطات إنفاذ القانون». وتتواصل التحقيقات حول كيفية إطلاق النار، والجهة التي أقدمت على العملية، وقد تبين أن الرصاص أطلق من سلاح كلاشينكوف، والمعطيات متضاربة إذا ما كان إطلاق النار حصل من سيارة دون لوحات مرت بشكل مسرع، أم أن شخصاً أقدم على إطلاق النار من أحد الأحراج المحيطة. ولا ينفصل الاعتداء على السفارة الأميركية عن كل الأجواء الأمنية التي تسيطر على لبنان، فمنذ أيام يتم التداول بمعلومات وتسريبات تفيد بتجدد الأنشطة لمجموعات إرهابية على الساحة اللبنانية، خصوصا أن الجيش كان قد نجح في الكشف عن شبكة إرهابية وتفكيكها، من خلال توقيف رأسها المدبر. وبحسب المعلومات العسكرية، فإن هذه الشبكة كانت تحضر لتنفيذ عمليات إرهابية، وهي تضم في صفوفها لبنانيين وسوريين. ليس بعيداً أيضاً، جاءت عملية أمنية أخرى قامت بها مخابرات الجيش على أحد مداخل مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين جنوب لبنان، بعد الكشف عن عملية تهريب أسلحة وذخائر من داخل المخيم وتحديداً من حي حطين المحسوب على القوى الإسلامية إلى خارج المخيم، وتستمر التحقيقات لمعرفة وجهة هذه الأسلحة، وإذا كان الهدف منها هو توتير الأجواء في مناطق أخرى. في الموازاة أيضا، تتزايد نسبة دخول لاجئين سوريين إلى لبنان بطرق غير شرعية، فيما يعمل الجيش على مكافحة التسلل، وقد وقع اشتباك أمس في منطقة الهرمل على الحدود اللبنانية السورية مع عدد من المهربين، ما أدى إلى سقوط جرحى، فيما تبدي مصادر لبنانية استغرابها للعملية الممنهجة التي تجري حول تهريب اللاجئين السوريين إلى لبنان وبأعداد كبيرة، وكأن هناك من يريد أن يفتعل أحداثاً بين اللبنانيين والسوريين، ما سيؤدي إلى توتير الأجواء الأمنية والعسكرية في البلاد. قد تكون كل هذه الأحداث مضبوطة حتى الآن، وغير قابلة للانفجار، ولكن تراكمها وتزايدها قد يؤدي إلى وقوع انفجارات أمنية متفرقة على الساحة اللبنانية، وربما قد توضع كل هذه الأحداث في خانة الضغط على كل القوى لتهيئة الأرضية والذهاب إلى البحث عن تسوية رئاسية وإعادة تشكيل السلطة بشكل يعيد إرساء الهدوء نسبياً. في لبنان هناك معادلة ثابتة أيضاً، أنه في فترات الفراغ الرئاسي وكلما ارتفع منسوب الأحداث الأمنية تتعزز فرص قائد الجيش للوصول إلى رئاسة الجمهورية، خصوصاً في حال حصلت تطورات واضطر الجيش اللبناني إلى التدخل وحسمها وتكريس الاستقرار، وتلك تجارب شهدها لبنان سابقاً، مع وصول إميل لحود بعد أحداث كفرحبو في الضنية، ووصول ميشال سليمان بعد أحداث 7 مايو ومخيم نهر البارد، وهذا ما قد يحدث مع جوزيف عون. إلى ذلك، قال الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، في حديث صحافي، إن «الأزمة الرئاسية في لبنان عادت إلى نقطة الصفر»، معتبرا أن «نتائج اجتماع المجموعة الخماسية الأخير في نيويورك بداية تهميش لمهمة المبعوث الفرنسي إلى لبنان جان إيف لودريان، وبالتالي قفزة نحو المجهول». وفي موقف لافت، قال جنبلاط: «لتشرح لنا السعودية ماذا تريد؟ لأن الأمور أصبحت بمستوى صارخ وغير مقبول. هناك من يلعب مع اللبنانيين! وهذا ما يغذي النظريات السخيفة لمن يريد الفراغ»...

«عقاب سياسي» من وزير الخارجية لمندوبة لبنان في الأمم المتحدة

إجراء سياسي كيدي... وعديم المسؤولية: بو حبيب يعاقب مندوبة لبنان في الأمم المتحدة

الأخبار ... في خطوة قد تتحوّل إلى سابقة في طريقة تعامل الإدارة السياسية مع الموظفين في الإدارة، قرّر وزير الخارجية عبدالله بو حبيب بالتنسيق مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، ختم زيارتهما للأمم المتحدة، بقرار معاقبة القائمة بأعمال مندوب لبنان في الأمم المتحدة الدبلوماسية جان مراد، وتمّ إبلاغها قرار استدعائها إلى بيروت فوراً. قرار استدعاء مراد تحوّل قبل تنفيذه إلى سابقة، لناحية إفهام الموظفين في السلك الدبلوماسي على وجه التحديد، بأن عليهم عدم إظهار أي حرص على مصالح لبنان الاستراتيجية، وأن عليهم تنفيذ الأوامر التي تصدر عن الوزير بمعزل عن صحتها. وهو ما سيدفع بالدبلوماسيين إلى عدم المبادرة للقيام بأي خطوات ضرورية في أعمالهم العادية. كما سيعطي انطباعاً للدول المضيفة لهم، بأن معاقبتهم عبر الضغط على حكومتهم أمر ممكن. وقد تبيّن أن القرار الذي أُبلغ إلى مراد أمس من قبل المستشار في وزارة الخارجية هادي الهاشم، قد وقّعه الوزير بتاريخ 14 أيلول، أي قبل سفره إلى نيويورك للمشاركة مع الرئيس ميقاتي في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة. لكنّ بو حيب طلب تأخير إبلاغ مراد بالقرار إلى حين مغادرته نيويورك، وهو ما حصل. فتمّ إبلاغ المستشار هاشم الذي كان في عداد الوفد اللبناني بقرار تكليفه القيام بمهام القائم بأعمال بعثة لبنان في الأمم المتحدة مكان مراد. وطلب إلى هاشم إبلاغ مراد بتنفيذ القرار فوراً. وقد نفّذ هاشم القرار بعد وقت قصير من مغادرة بو حبيب نيويورك متوجّهاً إلى واشنطن في زيارة عائلية.

ونصّ القرار الصادر الموقّع في 14/09/2023 على الآتي:

«جانب المُستشار في السلك الخارجي السفيرة جان مراد - بعثة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك.

الموضوع: استدعاؤكم إلى الإدارة المركزية

المرجع: القرار رقم 383/أ.ع./2023 تاريخ 14/09/2023

إشارة إلى الموضوع أعلاه، نُفيدكم بأنه تقرّر استدعاؤكم إلى الإدارة المركزية تمهيداً لنقلكم إلى مركز عمل آخر استناداً إلى الفقرة هاء من المادة 26 من نظام وزارة الخارجية والمغتربين 1306/1971 اعتباراً من العقد الأول من شهر تشرين الأول 2023. وعليه يُطلب منكم إجراء عملية التسلّم والتسليم بينكم وبين المُستشار في السلك الخارجي هادي هاشم اعتباراً من يوم 22/09/2023 بما في ذلك دار السكن تمهيداً لالتحاقكم بالإدارة المركزية خلال الفترة المُحددة لكم». طبعاً، لا يتضمن القرار أي شروحات حول الخلفية، إنما جرت صياغته بطريقة يمكن تفسيرها على أنها إجراء عقابي، خصوصاً أن ما هو متعارف عليه لناحية المهل التي تُعطى للدبلوماسيين لإنجاز ترتيبات إدارية وبما خصّ أمور السكن وخلافه، لم يتم احترامها على الإطلاق، بل طلب القرار مغادرة مقر سكنها فوراً، أي إن عليها إخلاء المنزل من حاجاتها الشخصية هي وأولادها خلال ساعات قليلة بطريقة لا تعكس أي نوع من الاحترام. بل تعكس «الكيدية» التي طبعت القرار، بمعزل عن الملف الإداري المتعلق بها والذي يتردّد أنه موجود في الوزارة، ربطاً بملاحظات على عملها سواء في نيويورك أو سفارات عملت فيها سابقاً. طلب القرار مغادرة مقر سكنها فوراً، أي إن عليها إخلاء المنزل من حاجاتها الشخصية هي وأولادها خلال ساعات قليلة بطريقة لا تعكس أي نوع من الاحترام والكل في لبنان يعرف أن القرار كان بو حبيب قد اتّخذه وفريق الوزارة ثم رفعه إلى رئيس الحكومة بعد صدور القرار عن مجلس الأمن بالتجديد لعمل قوات اليونيفل في جنوب لبنان. واتّخذ بو حبيب القرار بعد اتهامه مراد بأنها خالفت تعليماته خلال المفاوضات التي رافقت اجتماعات التجديد للقوات الدولية، وأنها اتخذت موقفاً مخالفاً لما قرّره هو. علماً أن مراد، كانت في عداد الوفد الذي ترأّسه بو حبيب في حينه، وكانت تلتزم التعليمات الصادرة عنه. لكنّ بو حبيب قال إن قرارها إلقاء كلمة مرتجلة في جلسة مجلس الأمن تلك، وإعرابها عن عدم رضى لبنان عن القرار كما صدر، بمثابة طعنة له. وعندما عاد إلى بيروت، طلب من الإدارة المركزية إعداد الملف الإداري الذي يسمح له بتغطية قراره الكيدي، وتواصل مع الرئيس ميقاتي لهذه الغاية. وقد حاول بو حبيب الحصول على تغطية ذات بعد سياسي من النائب جبران باسيل، لكنّ الأخير أبلغه بعدم موافقته على هذا التوجه. برغم أن بو حبيب حاول إغراء باسيل بأنه سيعيّن هادي هاشم المقرّب من رئيس التيار مكانها. وقد نفى باسيل علمه بالقرار أو موافقته عليه، فيما قال مسؤول في السراي الكبير، إن ميقاتي سبق أن أبلغ مراد أنه لن يوافق على القرار طالباً منها الالتزام بآليات العمل. وخلال وجود ميقاتي وبو حبيب في نيويورك خلال الأيام الماضية، لم يظهر عليهما ما يوحي بأن القرار كان قد صدر وتأخّر تنفيذه. علماً أن «قطبة خَفية» ظلت بارزة، إذ كان يفترض أن يصدر عن وزير الخارجية قرار بتكليف سفير لبنان في ألمانيا مصطفى أديب مهام رئيس البعثة في نيويورك مكان السفيرة السابقة آمال مدللي. وقد جرى ضم أديب إلى لائحة أعضاء الوفد الرسمي إلى الأمم المتحدة، لكن حصل أمر ما لم يُعلم بعد، دفعه إلى عدم الالتحاق بالوفد. وبينما ضجّت أوساط الدبلوماسية اللبنانية بالخبر وتداعياته، لم يصدر أي تعليق عن وزير الخارجية، ونفت أوساط السراي أي علاقة لرئيس الحكومة بالأمر، وقالت إنه قرار يعود إلى وزير الخارجية حصراً. لكنّ الصدى الأولي للخطوة كان سلبياً، باعتبار أن القرار يمثل عقاباً على عدم خضوع الموظف لإرادة الوزير، ولو كان بو حبيب يملك الموجبات الإدارية لخطوة كهذه، فهو يعرف، كما دوائر وزارة الخارجية أن الأمر لا يتم على هذا النحو. ثم إن بو حبيب نفسه، رفض استدعاء أكثر من دبلوماسي تقول الإدارة المركزية إنهم يرتكبون أخطاء في عملهم ويخالفون القواعد الوظيفية. يبقى السؤال، حول كيفية تصرف مراد مع القرار، حيث رفضت دعوة هاشم إلى إجراء عملية تسلم وتسليم أمس، معتبرة أنها غير معنية بتنفيذ القرار لأنها لا تراه مبرراً. وهو قرار سياسي وإن اتخذ طابعاً إدارياً.

توقيف الملحقين الاقتصاديين

من جهة ثانية، تبلّغ الملحقون الاقتصاديون في سفارات لبنان في الخارج، قرار وزير الخارجية عدم تجديد عقودهم نهاية هذه السنة. وعُزي الأمر إلى قرار بتقليص نفقات وزارة الخارجية، لأن كلفة هؤلاء وعددهم 15 ملحقاً اقتصادياً تصل إلى مليونَي دولار «فريش»، وأن الخزينة لم تعد قادرة على تحمّلها، فيما باءت محاولات تحميلها لأطراف ثالثة بالفشل. وأشارت المصادر إلى أن الرئيس ميقاتي طلب من المعنيين تأمين كلفة بقاء الملحقين عبر تبرّعات من جمعية الصناعيين، وحين سئل وزير الصناعة جورج بوشكيان عن مدى الحاجة إلى هؤلاء، أجاب بأنها لا تتجاوز 6 ملحقين اقتصاديين، بخلاف ما أجاب وزير الزراعة عباس الحاج حسن الذي طلب بقاء 8 ملحقين اقتصاديين. والأمر يعود أيضاً إلى طبيعة المهام التي يقومون بها، وسط غياب أي خطّة واضحة لتوزّعهم الجغرافي في البلدان التي يحتاج لبنان إلى تواجدهم فيها، أو حيث يمكن أن تنشأ مشاكل وخلافات اقتصادية وتجارية. وعلى سبيل المثال يبدو أن هناك ملحقاً اقتصادياً في الكويت حيث لا سفارة هناك، وجرى نقله إلى قطر ليعمل في «الإكسبو»، وهناك ملحق اقتصادي وتجاري واحد محصور عمله في أميركا الجنوبية، بينما هناك ملحقون لم تتضح الحاجة إليهم في اليابان وروسيا بخلاف العراق ومصر. واللافت أن أجور الملحقين تبلغ 12 ألف دولار في كل المناطق وهو أمر غير ملائم لطبيعة العمل. فعلى سبيل المثال، يتساوى أجر الملحق التجاري والاقتصادي في مصر حيث العملة منهارة والأزمة تجعل الدولار ذا قوّة شرائية كبيرة، مع ذلك الذي يعمل في أميركا الجنوبية حيث التضخّم يزداد بشكل قاسٍ.

برّي: طاولة حوار كتل لا تفاهمات ثنائية وثلاثية

الاخبار..نقولا ناصيف ... بري: رفض الحوار ليس مطلقاً وكلٌّ يريده بحسب مزاجه وشروطه

ما يقوله الرئيس نبيه برّي أمام زواره إن رفض البعض الحوار الذي يدعو إليه ليس مطلقاً: «كلٌّ يريده بحسب مزاجه وشروطه، وأنا أريده بحسب مصلحة الجميع». يضيف: «سأظل أسمّيه حواراً وليسموه هم (الفرنسيون) تشاوراً» بين مَن يؤيد الحوار الذي يدعو إليه الرئيس نبيه برّي ومَن يرفضه هوة عميقة يصعب ردمها. الأولون يرونه شرطاً حتمياً لانتخاب الرئيس، والأخيرون يرونه محاولة فرض انتخاب مرشح أولئك لا انتخاب الرئيس. أما الحوار نفسه، المتضمّن في مبادرة رئيس المجلس، فمبنيٌّ على فرص ثلاث:

ـ أن يلتئم ويتفق الحاضرون على مرشح يصير من ثم إلى انتخابه للفور في دورة اقتراع أولى، منسجمة مع توافقهم على المرشح.

ـ أن يلتئم الحوار ولا يُتفق على مرشح ويذهب الحاضرون ما داموا يمثلون كتل البرلمان إلى دورات اقتراع متتالية إلى أن يُنتخب أحد مرشحيْن اثنين أو أكثر بالتنافس بالغالبيية المطلقة.

ـ أن لا ينعقد الحوار ويقاطعه أفرقاء أساسيون فيتعذّر مبرر دعوة مجلس النواب إلى انتخاب الرئيس، ولا حاجة بعد ذاك إلى دورات اقتراع.

ليست ثمة فرصة رابعة للحوار ما دام أضحى لصيق الانتخاب، وفي الوقت نفسه عدوّه ومقتله. إلا أن الفرصة الثالثة هي اليوم أكثر ترجيحاً من خلال المواقف المعلنة على الأقل في الاصطفافات الحالية: الثنائي الشيعي وحلفاؤه متمسّكون به، الكتل المسيحية الكبيرة مع حلفاء لها يمانعون، الحزب التقدمي الاشتراكي يفضّل رئيس تسوية والنواب السنّة ينتظرون كلمة السر السعودية. هؤلاء الثلاثة يملكون فيتوات يصعب تجاوزها: الكتلتان الشيعية والمسيحية وثالثتهما الكتلة الدرزية والسنّية صاحبة الفضل في توفير نصاب الثلثين لانعقاد جلسة الانتخاب. الفريق الثالث هذا مع حوار على إطلاقه وبلا شروط. ما يسمعه زوار رئيس المجلس أنه ليس في وارد التخلي عن بنود مبادرته، القائلة بحوار الكتل من حول بند انتخاب الرئيس فحسب في خلال سبعة أيام تنتهي بتوجيه دعوة إلى جلسات اقتراع متتالية إذا اقتضى تعذّر التوافق. عندما يُسأل عن اقتراح رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل إجراء حوارات ثنائية أو ثلاثية عوض جمع الكتل كلها إلى طاولة الحوار، وإذّاك يصعب التفاهم وتمسي الطاولة حوار طرشان، يجيب: «الحوار إما يكون موسّعاً ويضم الجميع أو لا يسمى حواراً. ما أدعو إليه هو الحوار الذي يجمع الجميع. لست في وارد حوارات ثنائية وثلاثية ولا تفاهمات ثنائية وثلاثية، في الأصل لم أجرها قبلاً ولن أفعلها الآن». في المقلب الآخر مما يقوله رئيس المجلس، يُنقل عن الكتلة الأوسع تمثيلاً بين الرافضين المبدئيين للحوار، هي كتلة نواب حزب القوات اللبنانية، النقيض تماماً. يميزها عن الكتلة المسيحية الأكبر عدداً منها التيار الوطني الحر أن هذه تطلب حواراً بشروطها، فيما الندّ المسيحي الآخر لا يريده في المطلق. في المواقف المعلنة يجهر حزب القوات اللبنانية برفض كامل لحوار يسبق انتخاب الرئيس أياً تكن مبرراته. في حسبانه لا استحقاق يتقدم ذاك الدستوري المعلق. أما في الجلسات المغلقة فله أسئلة مشروعة في مناقشته أسباب رفضه الجلوس إلى طاولة يعدّها غير مجدية في ظاهرها وأقرب إلى فخ في باطنها.

ثلاثة تساؤلات مشروعة لجعجع عن جدوى الحوار

في ما يناقشه الحزب، ويُنقل عن رئيسه بالذات سمير جعجع، بعيداً من مظاهر التعبئة الشعبية في خطبه وبياناته وتصريحات قيادته واتهاماته المساقة إلى حزب الله أولاً وضد الثنائي الشيعي ثانياً، ثلاثة تساؤلات يملك سلفاً أجوبة سلبية عنها كافية في منطقه لأن لا يشارك هو وحلفاؤه في أي حوار يُدعى إليه:

أولها، يكون الحوار حاجة ضرورية وملحة ما إن يشعر طرفاه ويعترفان بداية بأن كلاً منهما أضحى في مأزق مغلق كي يقدّم حوارهما مخرجاً لهما معاً. اعترف الفريق المناهض للثنائي الشيعي ومنه حزب القوات اللبنانية بمأزقه عندما تعذّر عليه إيصال مرشحه الأول النائب ميشال معوض ثم مرشحه الثاني الوزير السابق جهاد أزعور، وهو الآن ـ مسلّماً بالمأزق ـ يطلب الوصول إلى «رئيس واقعي» يتاح التوافق عليه من الأفرقاء جميعاً. في المقابل لا يعترف الثنائي الشيعي وحزب الله بالذات أنه أضحى بدوره في مأزق كالآخرين، بل يتصرف بمكابرة كأنه مصيب بتمسّكه بمرشحه الوزير السابق سليمان فرنجية، وفي الوقت نفسه عاجز عن انتخابه وإقناع سواه به. لا يسلّم كذلك كالفريق الآخر بأنه في طريق مسدودة معوّلاً على عامل الوقت. في المنطق الذي يقول به حزب القوات اللبنانية، أن الحاجة إلى الحوار وإلى أولويته ـ وإن تجاوزاً للأطر الدستورية الموصدة في ظل التوازنات القائمة ـ تمسي ضرورية عندما يعترف الأفرقاء جميعاً بأنهم بلغوا المأزق ويتطلّبون إيجاد مخرج. يصبح الحوار عندئذ حتمياً عند الفريقين المستسلميْن للعجز كي يتبادلا التنازلات.

ثانيها، لم تبنْ في المحاولات الأخيرة أي جدية في مقاربة الحوار المفيد والمفضي إلى نتائج إيجابية. دعا الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، غير المنخرط في أي عداء حالي مع حزب الله، إلى رئيس تسوية وإلى الحوار مع الأمين العام السيد حسن نصرالله على انتخاب الرئيس و»مستقبل لبنان»، فلم يُستجب بمبادرة أو اتصال أو ملاقاة. كذلك الحوار المتواصل بين حزب الله وحليفه العائد التيار الوطني الحر منذ ما بعد جلسة 14 حزيران لم يتقدم خطوة إلى الأمام، ولا يزال يراوح مكانه سواء حيال انتخاب الرئيس أو السلة السياسية التي يناقشانها. عندما يخفق طرازا الحوار هذان وهو ثنائي، ما عساه يحصل إلى طاولة عريضة يجلس فيها الفريقان الأكثر تبادلاً للعداء والكراهية وهما حزب الله وحزب القوات اللبنانية؟.....

ثالثها، الجلوس إلى طاولة مفتوحة على كتل نيابية كبيرة وصغيرة متفاوتة الحجم والدور والحيثية، سيؤدي إلى تجميع الثنائي الشيعي أكبر عدد منها مؤيّدة لمرشحه في مواجهة ثلاث أو أربع كتل معارضة، كي تؤول الحصيلة إلى ما يشبه انتخاباً معنوياً وسياسياً لفرنجية بغالبية ممثلي الكتل الحليفة، وإتاحة الانطباع بأن مناوئيه أقلية. تالياً يراد من الحوار بهؤلاء جميعاً «بروفة» الوصول إلى انتخاب مرشح الثنائي الشيعي المتمسّك به على أنه الوحيد الموثوق به لديه وتعوزه التزكية المستعصية.

الراعي: لبنان على فوهة بركان

بيروت: «الشرق الأوسط»... عبّر البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي عن خشيته على «حياد لبنان الإيجابي»، مشدداً على أنه «من صميم هويته ويبعده عن محاور النزاعات الإقليمية والدولية». وخلال حفل عشاء أقامته الأبرشية المارونية في أستراليا لمناسبة يوبيلها الذهبي، عدّ الراعي أنه «عندما كان التأثير المسيحي فاعلاً، كان لبنان سويسرا الشرق، وبدأ هذا التأثير بالانحسار، وها هو اليوم يُهمّش بعدم انتخاب الرئيس الماروني بقدرة معطلي هذا الانتخاب المعروفين، وما من قوة تردعهم، ولا ندري ما السبب طالما أن المرشحين موجودان». ونبه الراعي إلى أن عدد النازحين السوريين في لبنان فاق المليونين، «وهذا عبء مخيف سياسياً وأمنياً واقتصادياً وثقافياً»، مستجهناً كيف أن «المجتمع الدولي لا يريد سماع أيّ كلام عن عودتهم لأسباب سياسية». وأضاف: «نقول للنازحين إن سوريا وطنهم وعليهم الحفاظ عليه، ولبنان على فوهة بركان». ‏وتساءل البطريرك: «لماذا يُعاقب المجتمع الدولي لبنان؟ هل لأنه فتح أبوابه للنازحين السوريين؟ مطلوب من الأسرة الدولية تأمين المساعدات للنازحين في سوريا، لا في لبنان». وقال: «معلوم أنّ النازحين في حالة ذهاب وإياب عبر المعابر غير الشرعية». وطالب اللبنانيين في أستراليا، بـ«طرح موضوع النازحين على السلطات الأسترالية لمساعدتنا».

جعجع يتهم «حزب الله» بمنع الأجهزة الأمنية من التحقيق باغتيال أحد محازبيه

مولوي لـ«الشرق الأوسط»: التحقيق لم يتوقف وشعبة المعلومات تتابع عملها

بيروت: «الشرق الأوسط»... استنكر رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع بشدة، منع الأجهزة الأمنية من استكمال تحقيقاتها باغتيال المسؤول في «القوات اللبنانية» إلياس الحصروني، وطالب رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ووزير الداخلية بسام مولوي ووزير العدل هنري خوري، ومدعي عام التمييز القاضي غسان عويدات، وقضاة التحقيق المعنيين، بـ«تحمُّل مسؤوليّاتهم والطلب من الأجهزة الأمنيّة متابعة التحقيق حتى النهاية في جريمة الاغتيال وإزالة كل العقبات من طريقها، وصولاً إلى إظهار الحقيقة، وتنفيذ العدالة، وإحقاق الحقّ». وأوضح جعجع في بيان، أنه «عند مراجعاتنا المتكررة للأجهزة الأمنيّة بخصوص ما آل إليه التحقيق في جريمة اغتيال المسؤول بـ(القوات اللبنانية) إلياس الحصروني في قرية عين إبل الجنوبيّة، تلقينا جواباً واحداً؛ وهو أنّ الأجهزة الأمنيّة لم تعد تستطيع أن تتقدّم بالتحقيق، لأنّها تُمنع من ذلك». وشدد على أن «هذا الأمر غير مقبول بكل المقاييس»، قائلاً: «نحن نعرف أنّنا نعيش في دولة فاسدة يسيطر عليها (حزب الله)، ولكن أن تصل الأمور إلى حدّ منع التحقيق باغتيال مواطن لبناني تحت عين الشمس وأمام أنظار جميع اللبنانيين، فهذا أمر مرفوض على الإطلاق». لكن مولوي أكد لـ«الشرق الأوسط» أن «التحقيق لم يتوقف وشعبة المعلومات تتابع العمل تحت إشراف القضاء»، وقال إنه «مصر على تطبيق القانون والوصول إلى الحقيقة وحماية السلم الأهلي». ووجد الحصروني مطلع أغسطس (آب) الماضي، ميتاً في سيارته في منطقة عين إبل جنوب لبنان، ووثق شريط فيديو إقدام 9 مسلحين في 5 سيارات على خطفه. ووجه جعجع بوقت سابق، أصابع الاتهام في مقتل الحصروني نحو «حزب الله» انطلاقاً من «ظروف حدوث الجريمة»، مشدداً على أنه «من غير الممكن للدولة والدويلة التعايش».



السابق

أخبار وتقارير..الحرب الروسية على اوكرانيا..أوكرانيا تستهدف مطاراً في القرم..وتخشى «أشهراً صعبة»..بايدن: أولى دبابات أبرامز ستصل إلى أوكرانيا الأسبوع المقبل..تفاصيل حزمة المساعدات الأميركية الجديدة لأوكرانيا..بريطانيا توجه تهمة التجسس لصالح روسيا إلى 5 بلغاريين..أرمن الإقليم أمام خيارين لا ثالث لهما..«حزم حقائبهم والرحيل أو الموت»!..سويسرا تحظر ارتداء «النقاب» وكل ما يغطي الوجه..الولايات المتحدة تمدد «الحماية المؤقتة» للأفغان الموجودين على أراضيها..الأزمة بين كندا والهند تتفاقم.. وترودو يعاود اتهامها بالقتل..

التالي

أخبار سوريا..احتجاجات السويداء تتواصل للأسبوع الخامس..تركيا تؤكد رفضها الانسحاب من سوريا في الظروف الراهنة..شي يعرض المساعدة لإعمار سوريا واستعادة وضعها الإقليمي..قاآني في دمشق يشارك في مناورات عسكرية..الصين تُفارق سياسة «الحذر»: بداية مسار جديد مع سوريا..

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 154,701,003

عدد الزوار: 6,961,940

المتواجدون الآن: 66