أخبار لبنان..توقيف مطلق النار على السفارة الأميركية في بيروت..آلية تشاور جديدة لإنتقاء الرئيس.. والترياق القطري يجدِّد الرهانات..الدور القطري ينتظر شيئاً ما..من طهران..لبنان يتهيّأ لـ«تشرين» ساخن..الوساطة القطرية: الثنائي يتمسك بفرنجية وباسيل لا يمانع البيسري..الكتمان يحيط بزيارة استطلاعية لموفد قطري إلى لبنان..ويربيرغ يؤكد أن واشنطن «لا تقبل بالأوضاع الراهنة في لبنان»..

تاريخ الإضافة الثلاثاء 26 أيلول 2023 - 3:35 ص    عدد الزيارات 548    التعليقات 0    القسم محلية

        


لبنان: توقيف مطلق النار على السفارة الأميركية في بيروت..

شعبة المعلومات دهمت مخبأه في ضاحية بيروت الجنوبية

بيروت: «الشرق الأوسط»... أكد مصدر أمني لبناني لـ«الشرق الأوسط» أن شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي، أوقفت المسلح الذي أطلق النار على مبنى السفارة الأميركية في عوكر الأسبوع الماضي وأوضح المصدر أن مطلق النار لبناني في العقد الثالث من العمر، وتحفظ عن ذكر اسمه. وأشار إلى أن الموقوف يخضع حالياً للتحقيق بإشراف مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي فادي عقيقي، لكشف خلفيات فعله ومن يقف وراءه وما إذا كان لديه شركاء في العملية. وقالت المعلومات إن المسلح هو من منطقة برج البراجنة في ضاحية بيروت لجنوبية، من مواليد عام 1997، ولديه سابقة إطلاق نار على مركز الأمن العام، العام الماضي، وكان قيد الملاحقة. وتمكنت شعبة المعلومات من التحفظ على السلاح المستعمل والدراجة النارية التي كان يستقلها. وأبلغ المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان وزير الداخلية بسام مولوي ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي بالعملية، فيما اتصلت السفيرة الأميركية دوروثي شيا بعثمان ومولوي شاكرة ومشيدة بالعملية. وابدى الناطق باسم السفارة الأميركية جاك نيلسون «الامتنان» للسرعة التي تم فيها التعرف على مطلق النار والقبض عليه، مشيدا بدور السلطات المحلية وتحقيقاتها السريعة التي أدت إلى توقيف المتهم.

مطلق النار على سفارة عوكر: تقصّدت عدم إصابة أحد

الأخبار .. أوقفت شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي أمس مطلق النار على السفارة الأميركية في عوكر الأربعاء الماضي. وأعلنت قوى الأمن أن الموقوف محمد خ. اعترف باطلاقه تسع طلقات على السفارة من بندقية «كلاشنيكوف»، وأقر بمكان إخفائه السلاح المستعمل في أحد المنازل، بعدما زعم في بداية التحقيق بأنه رمي البندقية في حرش في المنطقة. وقال الموقوف الذي يعمل سائق «دليفري» لدى شركة «توتيرز» أثناء التحقيق إنه تقصّد عدم إصابة أحد من حراس السفارة رغم أنه كان قادراً على ذلك. وأضاف أنه أطلق النار بعد خلاف سابق مع أحد عناصر الأمن الذي تعرّض له بالإهانة أثناء توصيله «طلبية» إلى السفارة، وأنه لم يتمكن من «بلع» الإهانة، فقرر الانتقام. وأكدت مصادر أمنية أن للموقوف سوابق في إطلاق النار.

آلية تشاور جديدة لإنتقاء الرئيس.. والترياق القطري يجدِّد الرهانات

توقيف مطلق النار على السفارة الأميركية.. وعين الحلوة في الواجهة مجدداً

اللواء...جددت اتصالات الموفد القطري جاسم فهد آل ثاني (أبو فهد) الرهانات على إمكانية الاقتراب من آلية جديدة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، على قاعدة التشاور مع الكتل ورؤساء الأحزاب ومعاونيهم، على ان يبلور «خلاصة عملية» وفقاً لمصدر مطلع، يضعها بتصرف وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية، الذي يعتزم زيارة لبنان، لإحداث «خرق ما» الشهر المقبل. ولم يُعرف ما اذا كان ثمة صلة بين زيارة الوزير القطري، والموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان الذي انقطعت الاخبار حول مهمته، وموعد مجيئه الى بيروت. وفي المعلومات حول مهمة الموفد القطري، فإن جاسم آل ثاني (أبو فهد) قرَّر اعطاء فرصة اضافية لاتصالاته. وحسب المعلومات إياها، فالموفد القطري، يثير مع رؤساء الكتل والأحزاب الذين يلتقيهم، الملاحظات على الاسماء المقترحة للرئاسة. (راجع «اللواء» امس) وحسب خطة الوسيط القطري، فإن ما تتفق حوله غالبية الآراء، يمكن اعتماده، لدى «الخماسية الدولية»، تمهيداً للاتفاق على جلسة لانتخابه. ولئن كان الرئيس نبيه بري يتابع الموقف ساعة بساعة، لا سيما مشاورات «أبو فهد» البعيدة عن الاضواء، فإن مصادر مطلعة على موقف «الثنائي الشيعي» على الرغم من اعلان التمسك بترشيح النائب السابق سليمان فرنجية، تعتقد ان «الإنفراج الاقليمي» وتعزيز الاتفاق الايراني - السعودي من شأنه أن يعزز فرص الانتقال الى اهتمام خاص بالوضع اللبناني، ويسمح «بحلحلة» أكيدة للمواقف، وصولاً الى الالتقاء عند «منتصف الطريق» من زاوية ان الرئيس يجب ان يُرضي طموحات اللبنانيين، ولا يشكل تحدياً لأي فريق او كتلة. وتوقفت مصادر متابعة عند الكلام الذي قاله رئيس المجلس السياسي في حزب الله السيد ابراهيم امين السيد من ان موقف الحزب «حتى الآن» هو دعم ترشيح فرنجية، مشيراً الى جدية ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان بايجاد حلّ للحرب في اليمن. وكشف متابعون للحراك القطري لـ«اللواء» انه باقٍ في لبنان فترة طويلة حتى وصول الموفد الرسمي وزير الدولة في وزارة الخارجية محمد الخليفي والموفد الفرنسي جان إيف لودريان في شهر تشرين اول المقبل، ولذلك سيلتقي في فترة الانتظار مزيدا من القوى السياسية، لكن لم يحدد بعد موعد لقائه برئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وكتلة اللقاء الديموقراطي تيمور جنبلاط الموجود خارج لبنان، وربما يلتقيه الاسبوع المقبل بعد عودته نهاية هذا الاسبوع، ما لم يلتقِ قبل ذلك وليد جنبلاط. واشارت المصادر المتابعة الى ان اسماء المرشحين التي يتم تسريبها ليس بالضرورة ان تكون دقيقة، وربما كانت بهدف جس النبض او تمرير الوقت لحين إنضاج ظروف التوافق على اسم مرشح او اثنين لخوص الاستحقاق الرئاسي. وفي تطور أمني بارز ألقت شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي القبض على مطلق النار على السفارة الأميركية في عوكر قبل أيام. واشارت المعلومات إلى أن المتهم الموقوف لبناني، يبلغ من العمر 26 عاماً، ولا ينتمي الى اي جهة سياسية. وأجرى وزير الداخلية القاضي بسام مولوي اتصالاً بالسفيرة الأميركية، وأبلغها بتوقيفه وانه يخضع للتحقيق.

الشامي وشيا والاصلاحات

على الصعيد المالي والاقتصادي، استقبل نائب رئيس حكومة تصريف الأعمال الدكتور سعادة الشامي، السفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا مع نائبة البعثة والمستشار السياسي والاقتصادي. وتناول البحث «الوضع الاقتصادي ومسار الإصلاحات المطلوبة، وكذلك نتائج الزيارة الأخيرة لبعثة صندوق النقد الدولي وتقييم فريق الصندوق للوضع في ضوء البيان الذي صدر عند انتهاء مهمة البعثة». واتفق الجانبان، وفق بيان لمكتب الشامي على «ضرورة السير بكل الإجراءات الاقتصادية والمالية التي تضع لبنان على سكة التعافي، مما يسمح للمجتمع الدولي بمساعدة لبنان للخروج من الأزمة الراهنة». وعلى صعيد النزوح، قال الناطق باسم الخارجية الاميركية «سام ويربيغ» ان الظروف غير مؤاتية بعد لعودة النازحين الى بلادهم. وسارعت «القوات اللبنانية» الى الرد على الموقف الاميركي مشيرة الى ان مجموع الوافدين الجدد والمقيمين، بات يناهز المليون ونصف مليون سوري متواجد بصورة غير شرعية، محذرة من ازمة لبنانية وجودية كيانية حقيقية.

القوة المشتركة تنشر في عين الحلوة

وعلى الارض، في مخيم عين الحلوة، وللحؤول دون تجدد الاشتباكات، انتشر ما يقرب من 165 عنصراً وضابطاً من القوة الفلسطينية المشتركة في النقاط الساخنة. وأكد قائد القوة المشتركة اللواء محمود العجوري في بيان «ان جميع القوى الفلسطينية والاسلامية شاركت بهذه الخطوة والجميع باركها.وطمأن العجوري الى أنه «في حال نجحت هذه الخطوة ستستكمل بخطوات ثانية من اجل استتباب الامن والاستقرار في المخيم وعودة الاهالي الى احيائه». وأعلن «انه بعد هذه الخطوة سيتم خلال 48 ساعة الاتفاق على اخلاء وانسحاب المسلحين من مدارس الاونروا، فيما يبقى ملف تسليم المطلوبين قيد المتابعة من اجل سحب كل فتائل التفجير وعودة الحياة الى طبيعتها داخل المخيم». جنوباً، شق الجيشُ اللبناني طريقا في مزرعة بسطرة الحدودية بموازاةِ الطريقِ العسكري الذي شقه الجيش الاسرائيلي قبلَ أيامٍ في المنطقة، وسطَ استنفارٍ بينَ جنودِ العدو وحضورِ عناصرِ قواتِ اليونيفيل.

مخيّم عين الحلوة أمام "الخيارات المرّة" بعد الانتشار المحدود لـ"القوّة المشتركة"..

الدور القطري ينتظر شيئاً ما..من طهران..

نداء الوطن...على الرغم من ضجيج الثنائي الشيعي رئاسياً، يمضي الموفد القطري جاسم بن فهد آل ثاني بكتمان في المبادرة التي انطلق بها بعد الاجتماع الأخير للجنة الخماسية في نيويورك الأسبوع الماضي. وبحسب معلومات ديبلوماسية قريبة من «الخماسية»، فإنّ التحرك القطري ما زال في مرحلة استطلاع المواقف، ويحمل لائحة بأسماء مرشحين للرئاسة الأولى، على رأسها اسم قائد الجيش العماد جوزاف عون. لكن الموفد القطري، يحجم عن طرح الأسماء. وتشير المعلومات الى أنه إذا لم يتخلَ الثنائي الشيعي عن ترشيح رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية، فمعنى ذلك «أنّ الحل الجدي لم يبدأ بعد البحث في احتمالات أخرى». وتؤكد أن التوصيف الفعلي للمبادرة القطرية هو أنّ الدوحة هي في موقع صلة وصل بين اللجنة الخماسية وايران. وقالت:» يبدو ان الدوحة تنتظر شيئاً ما من طهران».

ما هي الخلاصة مما سبق؟ أجابت المصادر الديبلوماسية بالآتي:

هناك ثلاثة تحديات أمام القطري، هي:

التحدي الأول - أن تصبح ايران جزءاً غير معلن من «الخماسية».

الثاني - أن ينتزع القطري من «الثنائي» تخلّيه عن مرشحه فرنجية.

الثالث - أن يصل القطري الى مرحلة طرح الاسم الذي سيرسو عليه السباق الرئاسي.

وبحسب قناة «المنار» التلفزيونية التابعة لـ»حزب الله» فإن الموفد القطري «مدّد» إقامته في لبنان من أجل إجراء جولة جديدة من المشاورات. من السياسة الى الأمن، شهد مخيم عين الحلوة أمس تطوراً هو الأول من نوعه منذ 55 يوماً بعد اندلاع الاشتباكات الدامية بين حركة «فتح» و»تجمع الشباب المسلم»، وتمثل هذا التطور بانتشار «القوة الأمنية المشتركة» في بعض أرجاء المخيم. وأكدت مصادر فلسطينية لـ «نداء الوطن»، أنّ الانتشار جاء كخطوة من خطوات مسار معالجة الاشتباكات، بعد وقف إطلاق النار وتعزيز القوة الأمنية بالعناصر من مختلف القوى الفلسطينية، وستستكمل الانتشار في المناطق الأكثر حساسية سواء في حطين أو الطوارئ بعد إخلاء مدارس وكالة «الأونروا» من المسلحين. وعلى خط موازٍ، علمت «نداء الوطن» أنّ «القوى الإسلامية» لم توقف مساعيها في قضية تسليم المطلوبين الذين يتحصنون في منطقة الطوارئ، وهي تواصل جهودها بسرّية وكتمان شديدين، آملة في الوصول إلى نتائج في المدى القريب دون أن تحدّد مهلاً زمنية. وتعتبر الأوساط الفلسطينية أن التحدي الكبير يبقى في إخلاء مدارس «الأونروا»، وسحب المسلحين من الشوارع وإزالة الدشم والمتاريس والسواتر، والأهم في كيفية التعامل مع قضية المطلوبين المشتبه بهم في جريمة اغتيال اللواء أبو أشرف العرموشي. ورأت الأوساط نفسها أنه إذا فشلت مساعي تسليم المطلوبين، يكون المخيم أمام «الخيارات المرّة».

لبنان يتهيّأ لـ«تشرين» ساخن

الأخبار .. يتصرف الجميع مع الزيارة المقبلة للودريان على أنها تمهيد لتسليم الملف إلى قطر

افتُتِح الأسبوع السياسي على مزيد من التأزيم في ظل المأزق الرئاسي الذي يبدو أنه سيُعمّر طويلاً قبل أن تحين الساعة الإقليمية والدولية. أما الداخل فلا يزال «مُشتبكاً» مع مقاطعة القوى المسيحية للحوار الذي ينوي رئيس مجلس النواب نبيه بري الدعوة إليه بداية الشهر المقبل، إذ إن الدعوة قائمة، وفقَ ما أكّدت مصادر عين التينة، «إلا إذ بقي المعارضون على موقفهم، ساعتئذ يُمكن تأجيل الدعوة». واشتدّت ملامح المأزق في الأيام السابقة مع تكرار رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل الترحيب بالحوار لكن ضمن شروط، ما زاد من تشاؤم رئيس المجلس الذي تقول أوساطه إن «لا أحد يفهم ما يريده جبران». وفيما يواصل الموفد القطري جاسم بن فهد آل ثاني جولته في بيروت، قال مطّلعون إن «رئيس المجلس يبدي شكوكاً وارتياباً، وهو يعتبر أن كل ما يحصل هو لكسب الوقت»، فـ«أطراف الصراع الخارجيون، أي أميركا والسعودية وإيران، لم يتّفقوا بعد، لذلك لن نشهد أيّ متغيّرات حقيقية في الداخل»، فضلاً عن «المواقف الداخلية، حيث وضع البعض نفسه في موقع متقدّم من التصعيد يصعب معه التراجع». ويُنقل عن رئيس المجلس تأكيده أنه «لا يزال عند موقفه من الحوار وهو سيدعو إليه»، ويقول: «قلنا ما لدينا، فليقدّم الآخرون الأفكار بدلاً من السلبية التي يتعاطون بها». ويُعتبر الشهر المقبل مفصلياً بالنسبة إلى المبادرة الفرنسية. ومع توقّع عودة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان قريباً، يتصرف الجميع مع الزيارة على أنها تمهيد لتسليم الملف لقطر. وأشارت المصادر إلى معطيات بأن وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية محمد الخليفي ستكون له جولة في بيروت بعد زيارة لودريان، وأن الموفد القطري الموجود حالياً في لبنان يواصل اتصالاته لتكوين تصوّر عن الخيارات المتاحة وتمهيد الأرضية للخليفي.

شبه إجماع للقوى السياسية على أن لا أفق إيجابياً للمبادرة القطرية ولا نتائج قريبة لها

وبعيداً عن الإعلام، التقى آل ثاني بري والمعاون السياسي للأمين العام لحزب الله حسين الخليل وباسيل ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع والمدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري. مع الإشارة إلى أن الأخير بات من الأسماء المُدرجة على لائحة المرشحين الرئاسيين إلى جانب قائد الجيش جوزف عون والوزير السابق زياد بارود والنائب نعمة افرام. وقالت المصادر إن آل ثاني قد يلتقي رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية والنائب السابق وليد جنبلاط. علماً أن معظم الذين التقاهم أكّدوا أن الجهود القطرية «استطلاعية مترافقة مع جسّ نبض القوى السياسية بشأن الخيار الثالث، إلا أن الجو لا يبدو إيجابياً مع تأكيد حزب الله وحركة أمل تمسّكهما بفرنجية». وكان لافتاً شبه إجماع القوى السياسية على أن «لا أفق إيجابياً للمبادرة القطرية ولا نتائج قريبة لها. فلا مجال حالياً للتشاؤم ولا للتفاؤل»، علماً أن «الدوحة تحاول الاستفادة من التجربة الفرنسية كي لا تكرّر الأخطاء ذاتها». وتبعاً لذلك، حذّرت المصادر، استناداً إلى الأجواء السلبية، من انفلات الأزمة وتصاعد الضغط على لبنان الشهر المقبل، خصوصاً مع الانسحاب القسري لباريس كوسيط مفوّض من الخماسية لتقطيع الوقت أو إنشاء قاعدة تسوية لا غالب فيها ولا مغلوب، ودخول الدوحة بدلاً منها. وقد تنتقل «الخماسية» ولا سيما الأعضاء الفاعلون فيها إلى مرحلة جديدة من التعامل مع لبنان، تُترجم فيها «التهديدات» التي أطلقتها سابقاً، من بينها فرض عقوبات على القوى السياسية أو توقيف المساعدات عن بعض المؤسسات الأساسية.

الوساطة القطرية: الثنائي يتمسك بفرنجية وباسيل لا يمانع البيسري

الاخبار..نقولا ناصيف ... الوساطة القطرية: الثنائي يتمسك بفرنجية وباسيل لا يمانع البيسري

منذ آذار 2023 فرنجية هو المعضلة والحل في آن ....

بعد أسابيع الانشغال بزيارة الموفد الفرنسي الخاص جاء دور الانشغال بزيارة الموفد القطري للأيام المقبلة حول وساطة، تارة يقال إنها مكمّلة لباريس وطوراً إنها مستقلّة عنها أو معاكسة لها. تناقضهما الأساسي ليس الأسلوب ولا مزاج الزائر ولا المتوخّى منها، بل ما في الجعبة....حدّد الموفد القطري جاسم بن فهد آل ثاني هدفاً واضحاً لمهمته في بيروت، والمفترض أنها ستحدد مصير زيارة وزير الدولة محمد عبد الرحمن الخليفي، في ضوء ما ستسفر عنه لقاءات الأيام المنصرمة وما سيليها. كَمَنَ هدف المهمة الجديدة في قصرها على الثنائييْن اللذين يمثلان العقبتين الفعليتين أمام انتخاب الرئيس والمتعذّر الاستغناء عنهما: الثنائي الشيعي والثنائي المسيحي. الأول فريق واحد، يمثله الرئيس نبيه برّي وحزب الله، والثاني يتقاطع فريقاه مرحلياً على رفض انتخاب الوزير السابق سليمان فرنجية ولا يتفقان على أي أمر آخر سواه. لم يزرْ آل ثاني سوى برّي والمعاون السياسي للأمين العام لحزب الله حسين خليل ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع. هم المعنيون الوحيدون بمهمته الحالية الحصرية، إلى أن يتمكن من إحداث مفاجأة في وساطته تحمله بعد ذلك على توسيع نطاق لقاءاته. تعويله الفعلي على نجاحه - المتعذّر في أي حال - في إيجاد فجوة في الانقسام الدائر بين الثنائييْن المستعصييْن حتى إشعار آخر.

في ما وصلت إليه المرحلة الأولى من مساعيه، الآتي:

1 - أصغى باهتمام إلى الشرح المستفيض لبرّي وخليل حيال تمسّكهما غير المتزحزح عنه بفرنجية، وأبرزا له الأسباب التي تحملهما على دعمه والإصرار عليه. ردّ آل ثاني بإشادته بفرنجية المشهود له احترامه وجرأته وصدقيته، تبعاً لما قال، قبل أن يضيف أن الظروف تعاكس انتخابه بسبب رفض الأفرقاء المسيحيين ترشيحه، ما يقتضي الخوض في خيار بديل.

2 - خرج آل ثاني من عند باسيل وجعجع بخلاصة ما سمعه منهما عن رأييْهما في لائحة الأسماء التي حملها وضمّت ثلاثة هم في الترتيب الآتي: قائد الجيش العماد جوزف عون، المدير العام بالإنابة للأمن العام اللواء الياس البيسري والنائب نعمة افرام. من رئيس التيار الوطني الحر سمع رفضاً قاطعاً لعون، وعدم تحبيذ لافرام، وعدم ممانعة بالبيسري. من رئيس حزب القوات اللبنانية سمع قبولاً بعون، واستمهالاً في التفكير في البيسري، وتجاهل إبداء موقف من افرام.

3 - وفق ما أخطر الموفد القطري الثنائي الشيعي، فإنه ليس في وارد الاجتماع إلى فرنجية ولا إلى الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ولا إلى أحد من النواب السنّة. عنده أن المشكلة تكمن في الثنائييْن الشيعي والمسيحي اللذين يتحكّمان بفيتوَي انتخاب الرئيس. نصحه رئيس البرلمان بزيارة جنبلاط بدعوى أن من الواجب ما إن يصبح في بيروت الاجتماع به. أما النواب السنّة فهم في حصة الرياض. أعطى السفير السعودي وليد البخاري أخيراً في استقبال 14 أيلول في السفارة خلال وجود الموفد الفرنسي الخاص جان إيف لودريان، دليلاً ساطعاً على أن أكثر من ثلثي نواب الطائفة (21/27) تملك المملكة قرارهم. في حسبان الموفد القطري أن توصله إلى خرق في موقف الثنائي الشيعي أو أي من الثنائي المسيحي سيمنح انتخاب الرئيس جرعة تفاؤل حقيقية تمكّنه عندئذ من التشاور مع مَن استثنته جولته الأولى.

يُعوّل الموفد القطري على خرق لدى الثنائي الشيعي أو أحد في الثنائي المسيحي

4 ـ بعدما راج في الأشهر المنصرمة أن لا مرشح لقطر سوى قائد الجيش راحت تُسوّق ترشيحه لدى كل مَن قصد الدوحة أو تواصل مع سفارتها في بيروت أو في سياق اجتماعات الدول الخمس، أشاع حمْل آل ثاني لائحة بأسماء ثلاثة أن الخيارات الحالية باتت أوسع. أولها عون لكنه ليس الوحيد. لم يتردد في أن يقترح على برّي وخليل، كل على حدة، تقدمهما باسم أو اثنين سوى فرنجية وسوى الأسماء الثلاثة التي حملها هو معه كي يعمل على التفاوض عليها لدى الثنائي المسيحي، بما يتيح الاتفاق على انتخاب الرئيس أخيراً. دلّ موقفه هذا على أن لائحته المُدلاة ليست نهائية ولا حصرية، ولا كذلك أيٌّ من الأسماء الواردة فيها دائم. لم يفت بعض مَن التقاهم استنتاج اهتمامه بتسمية البيسري كمرشح محتمل. الجواب الشيعي كان نفسه: لا مرشح آخر لديه سوى حليفه فرنجية. 5 - يُنظر إلى الوساطة القطرية، وهي تتوخّى في الوقت الحاضر إضفاء مزيد من الجدية والفاعلية بعد إخفاق نظيرتها الفرنسية، على أنها تريد الاقتداء بالمحاولة التي اضطلعت بها الدوحة هذا الشهر بين الولايات المتحدة وإيران في صفقة إطلاق خمسة أميركيين محتجزين لسنوات في طهران في مقابل الإفراج عن ستة مليارات دولار لإيران مجمّدة في مصارف كورية جنوبية. انتهى المطاف بإنجاز الصفقة على الأرض القطرية بترحيل الأميركيين إلى بلادهم وإيداع المليارات الإيرانية في مصارف الدوحة. ليست الوساطة الحالية هي الأولى لقطر في استحقاق رئاسي لبناني بعد عام 2008، ولم تكن منفردة حينذاك، بل كانت جزءاً لا يتجزّأ من مبادرة للجامعة العربية أدّت إلى انتخاب الرئيس ميشال سليمان على صفيح ساخن. في ما بعد، في كانون الثاني 2011، اضطلعت بمبادرة مع تركيا لتصويب علاقة الرئيس سعد الحريري وحزب الله في خضمّ السجال الدائر من حول اتهام المحكمة الدولية الحزب باغتيال الرئيس رفيق الحريري. أخفقت الوساطة تلك بأن أطيحت حكومة الحريري الابن وكلّفته الإقصاء عن السراي الحكومي خمس سنوات. تمسي الوساطة الحالية ثالثة جهودها دونما تفرد أيضاً كجزء من مجموعة الدول الخمس. مع ذلك أرسلت حصيلة اللقاءات الأخيرة لآل ثاني إشارات سلبية شتى إلى انتخاب الرئيس: لا تزال التسوية الإقليمية من حول لبنان مؤجّلة، لا انتخاب وشيكاً لأن الأوان لم يحن بعد. الأهم في ما تدور الوساطة القطرية من حوله - كما من قبل سواها - أنها وقعت في فخّ الاستحقاق. مذْ أعلن رئيس البرلمان في آذار 2023 للمرة الأولى ترشيح الثنائي الشيعي الزعيم الزغرتاوي ورَفَضَه الأفرقاء المسيحيون، تبدّل المرشحون والأدوار والوسطاء الناشطون فيما المعضلة لا تزال نفسها: فرنجية المشكلة والحل معاً.

الكتمان يحيط بزيارة استطلاعية لموفد قطري إلى لبنان

«حزب الله»: متمسكون حتى الآن بترشيح فرنجية للرئاسة

بيروت: «الشرق الأوسط»... تحاط زيارة يقوم بها موفد قطري إلى بيروت بكثير من التكتم، في حين لا تزال المواقف السياسية على حالها لناحية تمسك كل فريق بموقفه إن لجهة الحوار، بين الداعم والرافض له، أو لجهة دعم مرشح دون آخر. وبعد خمسة أيام من وصول الموفد القطري إلى بيروت، لم يصدر حتى الساعة أي موقف رسمي عنه أو عن الذين التقاهم باستثناء بعض المعلومات التي أشارت إلى أن الجهود القطرية هي استطلاعية مترافقة مع طرح الانتقال إلى الخيار الثالث، وهو الأمر الذي لا يبدو أنه يسير بإيجابية، لا سيما من جانب الثنائي الشيعي (حزب الله وحركة أمل) المتمسك حتى الآن بمرشحه رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية، في حين أعلن أكثر من طرف في المعارضة (التي كانت قد دعمت الوزير السابق جهاد أزعور) استعداده للانتقال إلى خيار جديد.

لقاءات القطري

وبحسب المعلومات، التقى الموفد القطري كلاً من رئيس البرلمان نبيه بري ورئيسي حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، و«التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل ومعاون الأمين العام لـ«حزب الله» حسين الخليل، إضافة إلى مسؤولين أمنيين. وجدد رئيس المجلس السياسي لـ«حزب الله» إبراهيم أمين السيد تمسك فريقه بترشيح فرنجية. ولفت في لقاء حواري سياسي، في البقاع، إلى «أن هناك محاولات خارجية مع بعض الداخل للتوصل إلى انتخاب رئيس يرضى به الجميع، ونحن نتابع ما سينتج من جولة الوفد القطري، مع التأكيد أن موقفنا حتى الآن دعم ترشيح الوزير سليمان فرنجية». وردّ النائب بلال عبد الله (الحزب «التقدمي الاشتراكي») على موقف «حزب الله» والمعلومات التي أشارت إلى أن مسؤوليه أكدوا أمام الموفد القطري تمسكهم بفرنجية، مجدداً التأكيد على أن لبنان لا يحتمل مرشح تحد. وينظر عبد الله بتشاؤم إلى المسار السياسي الذي يحيط بالانتخابات الرئاسية. ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «يبدو أن الموفد القطري يقوم بلقاءات ومشاورات تمهيدية، وهو مشكور على جهوده كما الجهود الفرنسية وغيرها من الدول، لكن المشكلة تكمن في غياب الجهود اللبنانية، حيث لا يزال التصلب في المواقف على حاله»، مضيفاً «وهذا يعني أن الجهود الخارجية غير كافية». ويوضح: «المطلوب من الجميع خطوة إلى الوراء للتأسيس على أمر ما جديد علّنا نصل إلى حل يرضي الجميع». بدوره، عدّ النائب رازي الحاج («القوات اللبنانية»)، أن «الأزمة الرئاسية لا تزال عالقة في المربع الأول بسبب تعنت فريق الممانعة المسؤول أيضاً عن تعطيل الدستور». وقال في حديث إذاعي: «لن نقبل برئيس مرتهن لمحور الممانعة، ونحن لم نتمسك بأي مرشح، ولكننا إذا توافرت الظروف لوصول مرشح من المواصفات التي طرحناها، سننتخبه وسننتقل من مرشح إلى رئيس». ورأى «أن مهمة الموفد القطري إقليمية أكثر منها داخلية، وهو يعتقد أنه باستطاعته إقناع الطرف الإيراني لارتباط الطرف الآخر، الذي يجاهر علناً بأنه جندي في ولاية الفقيه»، في إشارة إلى «حزب الله». وجدد الحاج التأكيد على أن «القوات» يرفض فرض أعراف جديدة «ولا بفرض مرشح علينا من خارج مفاهيمنا السياسية، يكرس لبنان ساحة للصراعات التي يخوضها (حزب الله)»، وقال «لن نقبل بأن تكون الدعوة للحوار لذر الرماد في العيون». ورأى أن «فريق الممانعة يستشعر التغييرات في المنطقة والمعركة الأساسية اليوم هل نسمح بسقوط لبنان بيد الممانعة؟»، مضيفاً: «نحن أمام خيارين، إما أن يتحول لبنان ساحة صراع وخراب، أو ليستعيد عافيته، ويستعيد دوره التاريخي، وهذان خياران لا ثالث لهما».

دريان - المشنوق

في إطار الجهود الرئاسية، قال النائب السابق نهاد المشنوق بعد لقائه مفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان: إن الأخير «سيقوم بجهود جدية باتجاه جميع الأطراف، مكملة لجهوده التي بدأت حين التقى المبعوث الرئاسي الفرنسي مع النواب السنة في دارة السفير السعودي وليد بخاري الأسبوع الماضي، حيث كانت جلسة هادئة ومثمرة أكد خلالها إمكان التفاهم على موقف وطني موحّد يساعد على إنقاذ ما تبقى من الوطن». ونقل المشنوق عن المفتي دعوته إلى التسريع في «إعادة تكوين السلطة وانتخاب رئيس جمهورية وتشكيل حكومة، وعدم تعريض اللبنانيين إلى مزيد من الانهيارات»، قائلاً: «إن سماحته يوصل هذه الدعوة إلى كل من يلتقيهم من أعضاء اللجنة الخماسية وممثلي الدول الخمس فيها، والأطراف اللبنانية التي تدعو إلى الحوار، وأولهم رئيس البرلمان نبيه بري». في موازاة ذلك، عدّ المشنوق أن «المبادرة القطرية هي استكشاف للآراء أكثر مما هي قرار بالوقوف إلى جانب مرشح دون آخر»، وسماها «عملية استكشاف، يعود بعدها الجانب القطري إلى اللجنة الخماسية، وبعد الاستكشاف سيعرض القطريون نتائج جولتهم للخروج بخلاصات»، مضيفاً «لا أتوقع فشل أو نجاح المسعى القطري، لكنه سينجح في استكشاف مواقف الجميع بشكل جدي من سلة الأسماء التي يحملها».

«القوات اللبنانية»: لا يمكن انتظار الحل السياسي في سوريا للبدء بإعادة اللاجئين

بيروت: «الشرق الأوسط»... رفض حزب «القوات اللبنانية» ما أعلنه المتحدث الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأميركية سامويل ويربيرغ حول الظروف غير المؤاتية لعودة النازحين السوريين (من لبنان) إلى بلادهم، مؤكداً أن الشعب اللبناني «لا يمكنه انتظار الحل السياسي في سوريا للبدء بإعادة السوريين». وقال «القوات» في بيان صادر عن جهاز العلاقات الخارجية فيه: «بعد توقف المعارك الحربية على مجمل الأراضي السورية وبعد الفرز الواضح بين مناطق خاضعة للنظام السوري أو لحلفائه ومناطق خاضعة للمعارضين أو أخصام النظام، باتت الإمكانية متوافرة لعودة السوريين الموجودين في لبنان إلى واحدة من هذه المناطق». ولفت إلى أن «عدد اللاجئين السوريين الفعليين والخائفين على حياتهم من النظام بات يعد بالآلاف مقارنة مع عدد المهاجرين السوريين غير الشرعيين والوافدين الجدد الذين بات مجموع عددهم يناهز المليون ونصف المليون سوري وموجودين على الأراضي اللبنانية بشكل غير قانوني وغير شرعي». وأضاف: «لا يمكن الشعب اللبناني انتظار الحل السياسي في سوريا للبدء بإعادة السوريين إلى بلادهم، فالبنى التحتية معدومة والوضع السياسي والاقتصادي والمعيشي والديموغرافي يرقى إلى أزمة لبنانية وجودية كيانية حقيقية». وفي السياق نفسه، طالب النائب رازي الحاج (القوات اللبنانية) البلديات بـ«اتخاذ الإجراءات اللازمة ضد النازحين غير الشرعيين»، مذكراً بأن رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل كان قد «رفض تنظيم وجود السوريين على الحدود في بداية الأزمة السورية بذريعة ألا يكونوا كالفلسطينيين». وتوجه الحاج إلى البلديات قائلاً: «القانون يتيح لكم إصدار تنظيم لمعالجة معضلة النازحين واتخاذ الإجراءات اللازمة، وهي تشمل ترحيل الداخلين خلسة وتنظيم وجود من لديهم إجازة عمل ضمن شروط». وقال رازي في حديث إذاعي: «رئيس النظام السوري بشار الأسد لا يريد عودة السوريين وهو يبتز المجتمع الدولي، باعتراف سياسي بنظامه، ولكي يحصل على التمويل لإعادة الإعمار والمجتمع الدولي يحق له التحفظ لكن ليس على حسابنا»، كاشفاً أن «هناك تحذيرات عدة أمنية وصلتنا خصوصاً بوجود فريق لا يؤمن بالديمقراطية، وكل جريمة لا تصل إلى نهايتها بكشف الجناة هي جريمة سياسية بامتياز ويحق لنا اتهام (الحزب) بهذه الجرائم».

«سيدة الجبل»

من جهته، تطرق «لقاء سيدة الجبل» في اجتماعه الدوري إلى هذا الموضوع، واعتبر في بيانه بعد اجتماعه الدوري، أن «النزوح السوري يشكل اليوم، بعد عام 2011، مشكلة أساسية يعاني منها لبنان على الصعيدين الاجتماعي والأمني في ظل غيابٍ متعمد لكل السلطات المحلية المعنية، السياسية والعسكرية والأمنية»، وطالب بذلك رئيس الحكومة ورئيس مجلس النواب ومجلس النواب مجتمعاً بتشكيل خلية أزمة وطنية لمعالجة التداعيات كافة، وعدم الاكتفاء بطلب المساعدة من المجتمع الدولي. ويأتي ذلك في وقت لم يعلن عن أي خطوات عملية في السياسة، في قضية أزمة النزوح السوري، باستثناء ما تقوم به القوى الأمنية والجيش اللبناني عند الحدود السوري، حيث يتم توقيف مئات الهاربين غير الشرعيين إلى داخل لبنان. مع العلم بأن حكومة تصريف الأعمال كانت قد أعلنت عن إجراءات لمواجهة أزمة النزوح السوري وقررت تشكيل وفد وزاري لزيارة سوريا لمتابعة ملف النازحين برئاسة وزير الخارجية عبد الله بو حبيب. وشملت تلك القرارات ضبط الحدود البرية والبحرية وإجراء مسح فوري للنازحين السوريين القاطنين في النطاق البلدي، وتكوين قاعدة بيانات عنهم، وإزالة التعديات والمخالفات على البنى التحتية الموجودة في أماكن إقامة النازحين.

«الراي» تكشف ما دار بين موفد الدوحة والمعاون السياسي لنصرالله

لبنان: المسعى القطري حول «الخيار الثالث»... المبدأ قبل الأسماء

ويربيرغ يؤكد أن واشنطن «لا تقبل بالأوضاع الراهنة في لبنان»

الراي.. | بيروت - من وسام أبوحرفوش وليندا عازار |

-ويربيرغ: لقاء الخماسية في نيويورك كان من أهمّ الاجتماعات المرتبطة بشؤون الشرق الأوسط

تتقاطع المعطياتُ في بيروت عند أن مَهمة الموفد القطري في ما خص الأزمة الرئاسية تشي بأن هذا الملف مازال في مَراحل «شدّ الحبال» التي تنتظر توفير «سلّم مشترك» يتيح لمختلف القوى على ضفتي «الممانعة» (بقيادة حزب الله) وخصومه (المعارضة) النزول عن أعلى الشجرة عبر مرشّح يرضى به الجميع في الداخل ولا يُغْضِب أحداً في الخارج. وفيما يَمْضي الموفد أبو فهد جاسم آل ثاني في لقاءاته التي يحوط بها جدار من الكتمان ويتم التعاطي معها على أن حصيلتَها ستشكّل المدخلَ للمرحلة الثانية من المَهمة القطرية التي يُفترض أن تكون عبر وزير الدولة للشؤون الخارجية محمد الخليفي، فإن ما يتم تداوُله عن مضمون الاجتماعات التي يعقدها يؤشر إلى أن الدوحة تتحرك بحذرٍ إدراكاً منها لـ«الألغام» المزروعة في طريق هذا الاستحقاق ببُعديه المحلي والإقليمي - الدولي والتي انفجرتْ عملياً بالمسعى الفرنسي بنسختيْه وآخرها مع جان - إيف لودريان وإن، كان جزءٌ من تعثّر دور باريس لبنانياً يرتبط بتباينات داخل الاليزيه حيال الملف الرئاسي وكيفية التعاطي معه. وفي حين تكتسب جميع لقاءاتِ الموفد القطري أهميّتَها كون كل منها يشكّل قطعة من «البازل» الرئاسي الذي يُراد تجميعه، فإن أكثر من مناخٍ برز حيال مضمون اجتماعات أبوفهد جاسم آل ثاني. إذ فيما أشاعت أجواء أنه لا يحمل معه طرحاً باسم محدَّد وَضَعَه على الطاولة، علمت «الراي» من مصادر مواكبة للاتصالات أن الدوحة تنطلق في مقاربتها من مبدأ «تَعَدُّد الخيارات» بما لا يجعلها تحصر مهمتها بـ «هذا المرشح أو لا أحد»، ولكن في الوقت نفسه ثمة لائحة بأسماء تَوافقية لها «رأس» ويتقدّمها قائد الجيش العماد جوزف عون، وأن قطر تحاول توفير إطارٍ لإجراء الانتخابات بحيث لا يَشعر أي فريق بغلبةِ آخَر عليه. وتشير هذه المصادر إلى أن السؤال الأبرز الذي يمكن في ضوء الجواب عليه تحديد مصير المهمة القطرية هو «هل يريد فريق الممانعة رئيساً، وهل هو في وارد التخلي عن ترشيح رئيس (تيار المردة) سليمان فرنجية، فإذا كان متمسكاً به عندها لن يُكتب لأي مسعى النجاح»، كاشفة في هذا الإطار أن الموفد القطري يحاول واقعياً إحداث خرق في المبدأ قبل الأسماء، بمعنى أن يقرّ «حزب الله» بمبدأ الخيار الثالث فيكون هذا مدخلاً باعتبار أن الخيار الثالث مقبول من المعارضة «لكنها لن تدخل في الأسماء قبل أن تقوم الممانعة بخطوة تراجُعية». وتَشي هذه الأجواء بأن الاستحقاق الرئاسي بات في مرحلة انتظاريةٍ لآليات تسمح بتراجُعاتٍ متزامنة، ثمة اعتقادٌ بأنها لن تحصل إلا ربْطاً بمسرح العمليات الإقليمي المتعدد الساحة، وسط اقتناعٍ بأن «حزب الله» لن يسلّم ورقة فرنجية بسهولة إلا بعد أن تكون دقّت ساعة التسوية وضَمَن أن ثمة غطاء خارجياً وازناً لها. وفي هذا السياق، كشفتْ أوساط واسعة الاطلاع في بيروت لـ «الراي» أن الموفد القطري لم يَطرح أي اسم كمرشّح للرئاسة في اللقاء الذي جمعه بحسين خليل، المعاون السياسي للأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله، ولا اسم قائد الجيش العماد جوزف عون ولا سواه. وقالت إن الموفد القطري حرص على الوقوف على مقاربة «حزب الله» للمأزق الرئاسي، وسؤالِ ممثّله عن مدى تمسكه برئيس «تيار المردة» كمرشّح رئاسي في ضوء تَمادي الفراغ في رأس الدولة. وعلمت «الراي» أن معاون الأمين العام الذي أعلن البقاء على ترشيح فرنجية كان حريصاً بدوره على التشديد على أهمية معرفة هوية مرشّح الآخَرين وكأن في الأمر عملية استدراجٍ للوقوف على حقيقة موقف هؤلاء من ترشيح قائد الجيش. وكان لافتاً أمس ما نُقل عن رئيس المجلس السياسي لـ «حزب الله» إبراهيم أمين السيد من أن «هناك محاولات خارجية مع بعض الداخل للتوصل إلى انتخاب رئيس يرضى به الجميع، ونحن نتابع ما سينتج عن جولة الوفد القطري، مع التأكيد أن موقفنا حتى الآن دعْم ترشيح الوزير سليمان فرنجية، ولا جديد لدينا، وهذا صار يُحكى فيه كل يوم بيومه». ومن هنا لم تُبْدِ مَصادر على بينة مما يجري تفاؤلاً في إمكان إحداث اختراق وشيك في الجدار الرئاسي لأسباب تتصل بحدّة الاستقطاب في الداخل وعدم نضوج أي تفاهمات إقليمية تتّصل بالأزمة اللاهبة في لبنان. وتعتقد المصادر أن المتحرك الوحيد، الذي يحظى بـ «المراقبة» هو الحوار الدائر بين «حزب الله» و«التيار الوطني الحر» برئاسة جبران باسيل، وسط إيحاءاتٍ من الحزب تجعل حليفه السابق أمام المفاضلة بين فرنجية وعون. في موازاة ذلك، أبلغ الناطق الإقليمي باسم الخارجية الأميركية سامويل ويربيرغ، محطة «الجديد» أن «اجتماع اللجنة الخماسية في نيويورك (ضم ممثلين للولايات المتحدة، فرنسا، السعودية، مصر وقطر) كان من أهمّ الاجتماعات المرتبطة بشؤون الشرق الأوسط، ولا أريد أن أدخل في تفاصيله، لكنها كانت فرصة مهمة أن نجتمع مع حلفاء وشركاء أميركا لمناقشة أهمية العملية السياسية في لبنان وأهمية تشكيل حكومة»، جازماً بأنه «لا خلاف بين الأطراف المجتمعة لأننا نتفق على ضرورة المضي بالإصلاحات الاقتصادية المطلوبة». وعن تحديد الولايات المتحدة مدة زمنية معينة للانتخابات الرئاسية في لبنان، نفى ويربيرغ ما يتم تداوله، معتبراً ذلك «محاولة للتشويش على الموقف الأميركي الرامي إلى اختيار لبنان رئيسه وتشكيل حكومة في الوقت المناسب للبنانيين». وأضاف «نحن نحضّ كل الأطراف اللبنانية على الإسراع بإنجاز هذا الاستحقاق». وفي ما خص دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري للحوار، لفت إلى استعداد أميركا لتقديم أي مساعدة تقنية أو فنية لازمة. وتابع «لا يحق لأي بلدٍ أن يفرض إرادته على المكونات السياسية اللبنانية كافة، وسنبقى على تواصل مع كل الأطراف». واستنكر ويربيرغ استهداف السفارة الأميركية في بيروت، قائلاً: «ندين بشدة عملية إطلاق النار والسفيرة دوروثي شيا أبلغت رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ثقتنا بالجهات الأمنية من حيث متابعة ملابسات هذا الفعل، ونحن بانتظار نتيجة التحقيق، ولا تخوّف من الأمن في بيروت ونتخذ كل الإجراءات اللازمة لحماية أنفسنا ونتواصل عن كثب مع الجهات الأمنية منعاً لتكرار مثل هذه الحادثة». وحول ملف النازحين، أعلن أنه «يجب البحث عن حل لأزمة النزوح السوري، والولايات المتحدة تعتبر أنّ الظروف اليوم غير مؤاتية لعودتهم إلى بلادهم، لكنها لا تقبل بالأوضاع الراهنة في لبنان»...



السابق

أخبار وتقارير..الحرب الروسية على اوكرانيا..الخلاف الأوكراني - البولندي..«هدية» لروسيا ومصدر قلق لأوروبا..موسكو تتجاوز «أخطاء الماضي» عبر بناء خنادق عميقة في أوكرانيا..ميزانية الـ 36 تريليون روبل «الأضخم في تاريخ روسيا الحديث»..نقل معارض بارز لبوتين إلى مستعمرة جزائية في سيبيريا..باشينيان يعتبر تحالفات يريفان الحالية «غير مجدية»..أذربيجان تواصل بسط سيطرتها الكاملة على ناغورني كاراباخ..كامالا هاريس تسعى لاستقطاب أصوات الشباب..توتر في شمال كوسوفو بعد هجوم على الشرطة..ميلوني تقر بفشل جزئي في ملف الهجرة..بايدن يستضيف قمة لمواجهة نفوذ الصين في المحيط الهادئ..

التالي

أخبار سوريا..موسكو: مسلحو التنف يخططون لزعزعة الوضع في سوريا..الأسد: التوجه شرقاً ضمانة سياسية واقتصادية لسورية..«قسد» تفرض حظراً للتجوال على بلدة في شرق سوريا..معدلات الجريمة تتصاعد في درعا جنوب سوريا..غارات روسية على ريف إدلب..القوات الأميركية تعلن اعتقال الفدعاني..

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East..

 السبت 11 أيار 2024 - 6:24 ص

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East.. Armed groups aligned with Teh… تتمة »

عدد الزيارات: 156,698,893

عدد الزوار: 7,039,306

المتواجدون الآن: 94