أخبار لبنان..تباكات المخيَّم تصيب الجيش وتشلُّ صيدا ولقاء حاسم اليوم..سباق فرنسي - قطري على الحوار..ودار الفتوى للإسراع بالانتخاب بعد التمديد للمفتي..كرّ وفرّ في "عين الحلوة" وانطلاق ضغط رئاسي خارجي كبير..إشتداد المواجهات ليلاً وسقوط ضحايا وجرح 5 جنود..بدء عمل لجنة الحزب والتيار..لبنان المعزول عن «الممرات الاقتصادية» ينتظر زيارة فرنسية غير منتجة..«حزب الله» لانتخاب الرئيس وباسيل لإبعاد فرنجية وعون من السباق..مطالب متجددة لتشغيل مطار القليعات في شمال لبنان..

تاريخ الإضافة الإثنين 11 أيلول 2023 - 3:37 ص    عدد الزيارات 539    القسم محلية

        


اشتباكات المخيَّم تصيب الجيش وتشلُّ صيدا ولقاء حاسم اليوم...

سباق فرنسي - قطري على الحوار..ودار الفتوى للإسراع بالانتخاب بعد التمديد للمفتي

اللواء..هل طرأت تعديلات على البرنامج الدولي- العربي- المحلي الخاص «بالمنصة الرئاسية»، والجهد الذي وضع على الطاولة لإنجاز ما، يتصل بملء الشغور في الرئاسة الاولى، في ضوء متغيرات عدة، ابرزها تأخير مجيء لودريان الى بيروت غداً. من حيث المبدأ، شكل عدم انعقاد القمة بين الرئيس ايمانويل ماكرون وولي عهد المملكة العربية السعودية الامير محمد بن سلمان نقطة تحتاج الى جلاء، ما دام الأخير هو الذي ألغى مواعيده في الهند، على هامش قمة مجموعة العشرين في نيودلهي. فهل اكتفى بما توصل اليه فريق العمل الفرنسي- السعودي ضمن «المجموعة الخماسية» أم طرأ تطور اقتضى غياب الهم اللبناني عن هموم القمة من المناخ الى الطاقة والاقتصاد. وبانتظار مجيء لورديان، يزور السفير الفرنسي الجديد رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل في اطار لقاءاته التعارفية. والمشهد قبل وصول الموفد الفرنسي آخذ بالتبدُّل، فالرئيس ماكرون وعلى الرغم من عدم اجتماعه بولي العهد السعودي، فإنّه مصرٌّ على تحقيق خرق ما في الوضع اللبناني، لمصلحة تكريس النفوذ، بعد الضربات التي تعرض لها في افريقيا. وقالت مصادر قريبة من الاليزيه أن خلية العمل الفرنسية - السعودية التي تضم الوسيط لودريان والمستشار الرئاسي الفرنسي باتريك دوريل ونزار العلولا المستشار في الديوان الملكي السعودي وسفير المملكة العربية السعودية في لبنان وليد بخاري، تناولت كيفية توفير الدعم السعودي للتوجه الفرنسي، بعد تنظيم الحوار الذي سيدعو اليه لودريان، بعد جلسات ثنائية مع ممثلي الكتل والنواب التغييريين والمستقلين. إذاً، لبنان ما يزال ينتظر ما سيحمله الموفدون العرب والفرنسي من مقترحات اومبادرة جديدة حول الحل لإنهاء الشغور الرئاسي برغم بعض الاجواء السلبية او الضبابية حول طروحات الحوار والتوافق خلافاً لجو الاغلبية الساحقة الراغبة بالحوار والتفاهم، بينما نفى رئيس المجلس النيابي نبيه برّي لـ«اللواء» ما تردد عن «تجميد» مبادرته بالحوار سبعة ايام تتخلله او تليه جلسات مفتوحة لإنتخاب رئيس للجمهورية. وقال الرئيس برّي: انا لم اجمّد مبادرتي، بالعكس، هي قائمة ومستمرة وتتكامل مع المبادرة الفرنسية، والمبادرتان تكمّلان بعضهما وجوهرهما واحد وهو الحوار والتوافق لإنتخاب رئيس الجمهورية. واضاف الرئيس برّي لـ«اللواء»: انا انتظر زيارة الموفد الفرنسي جان- ايف لودريان، واتوقع ان يتم دمج مبادرتي مع مبادرة لودريان للوصول الى النتيجة الايجاية المتوخاة عبر الحوار والتوافق. وتوازياً تنطلق حركة قطرية استكشافية في اتجاه ايران بهدف تسهيل المهمة، وسط توقعات بعقد اجتماع فرنسي اميركي في الرياض واخر في الفاتيكان في 20 الجاري وسلسلة اجتماعات على هامش الجمعية العمومية للامم المتحدة بين عدد من المسؤولين المعنيين بملف لبنان من دون استبعاد انعقاد اللجنة الخماسية مجددا. وبناء على الحركة هذه، تقول المصادر انه قد يتم تشكيل لجنة تضم الى لودريان مسؤولين اميركي وسعودي لطرح مشروع حل من ضمن سلة كاملة، اذا لم يطرأ ما يغير في المعادلة الراهنة. وحسب معلومات متداولة، فإن قطر التي تميل لترشيح قائد الجيش العماد جوزاف عون، تدرس توجيه دعوات لعدد من الشخصيات اللبنانية الى قطر للتباحث في الاستفادة من الفرصة المتوافرة لانتخاب الرئيس. ورأت أوساط مراقبة لـ«اللواء» أنه لا يمكن وضع أي توصيف أو حتى شرح ما يحصل للحراك الرئاسي الراهن قبل تبلور نتائج زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان- ايف لودريان إلى بيروت ولقاءاته مع عدد من الأفرقاء. وأوضحت هذه الأوساط أن ما من مؤشرات واضحة حول ما يمكن للمسؤول الفرنسي أن يطرحه بعدما عقد لقاءات حط فيها الملف الرئاسي مشيرة إلى أنه في كل الأحوال فإن الملف يشهد تحريكا حتى وإن لم يحدث الخرق المطلوب لكن لودريان سيعمل على مناقشة هواجس الأفرقاء ويستخلص النتيجة قبل تزخيم مسعاه والدخول في عملية أخذ ورد معهم لاسيما أنه يريد نيل أجوبة عن بعض الأفكار التي طرحها. وفي السياق، تسربت معلومات، لجهة ارتفاع حظوظ العماد عون، في حال عدم انعقاد الحوار الذي دعا اليه الرئيس بري، او تعثر الاتفاق حول اللامركزية الادارية والصندوق الائتماني بين التيار الوطني وحزب الله. مصادر في الثنائي الشيعي كشفت عن وجود حراك خارجي فوق العادة للتسريع بانتخاب رئيس للجمهورية، ولكن دون وجود اي معطيات او تطورات تدفع للقول ان الرئيس في ايلول مثلا ..المسالة معقدة اكثر من ذلك وعلينا انتظار حوار بري وامكانية التوافق حوله واتمام الجلسات المتتالية دون انسحاب الاطراف المعنية منها، وفي هذا اشارة واضحة الى عدم توصل التيار الحر وحزب الله الى توافقات تسمح بالقول ان التيار سيؤمن النصاب لاتمام الجلسات المفتوحة لانتخاب الرئيس. وحول اللقاء الذي جمع رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد والعماد عون... وضعت مصادر مطلعة وقيادية في الثنائي اللقاء في اطار التواصل الدوري بين الحزب والقائد دون ان تنفي تناول الطرفين الملف الرئاسي ...ولكن هل يعني هذا اللقاء مع الكلام المسرب تمهيد الحزب الطريق لوصول القائد الى بعبدا دون تنازله عن تاييد فرنجية؟........ اجابت المصادر حرفيا: «حزب الله ما زال يتمسك حتى اللحظة بخيار فرنجية، وطالما انه لا يبحث عن خيارات رئاسية اخرى، فلا يمكن اعطاء الزيارة اكبر من حجمها ولا يمكن وضعها خارج اطار التواصل والتنسيق الامني والسياسي بين الحزب وقيادة الجيش»..

العمل الحكومي

حكومياً، من المقرر أن تعقد سلسلة اجتماعات لمجلس الوزراء طوال الاسبوع لاستكمال البحث في مشروع قانون الموازنة العامة للعام 2024، والجلسة المقررة اليوم الاثنين للموازنة سوف تعقد عند الساعة الثالثة والنصف بعد الظهر، كما ان تتطرق الى كيفية مقاربة مسألة فرض الضرائب بالدولار الاميركي. أما عند الساعة الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم، فسوف تعقد جلسة خاصة للحكومة للبحث في ملف النازحين السوريين، يشارك فيها قائد الجيش العمادجوزيف عون وقادة الاجهزة الامنية. وسيخضع الملف للبحث المفصل من كل جوانبه، كما من المتوقع أن تخرج الجلسة بقرارات تنفيذية. وسيتم التطرق الى الارقام التي تعدّ بالآلاف ومن المتوقع ان يشارك فيها وزير الشؤون الاجتماعية (المقاطع اصلاً للجلسات) كونها تبحث ملفاً يعتقد انه من مسؤوليته.

جنبلاط يثمِّن مناورة بري

سياسياً، ولدى دعوة الرئيس بري للحوار، تمنى النائب السابق وليد جنبلاط في حديث لجريدة «الأنباء» الالكترونية أن «تنجح المبادرة في إخراج لبنان من المأزق»، مستطرداً: لست أدري. وقال البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي، خلال قداس احتفالي في كنسية سيدة ايليج وقال: ان الشهداء استشهدوا لنشهد التعددية التي يمتاز بها لبنان. هذه التعددية في الوحدة المنظمة في الدستور تجعل من لبنان واحة تلاق وحوار. وان العيش معا المرتكز على الوفاق الوطني والموجود في الدستور يعطي شرعية لأي سلطة في الدولة. وأعرب عن «أسفه للمعارك في مخيم عين الحلوة التي تنشر الخطر في صفوف الآمنين»، وقال: هذه الأحداث المرة تصيب في الصميم القضية الفلسطينية، ولا يمكن أن يكون لبنان حياديا حيال إسرائيل وحيال الإجماع العربي، والحياد يقتضي تحييد لبنان عن الصراعات الإقليمية والدولية وأن يضبط لبنان سيادته الخارجية على حدوده وسيادته الداخلية بجيش واحد وسلطة واحدة، والدفاع عن نفسه بالقوى الذاتية المنظمة. كما دعا إلى «وجوب انتخاب رئيس للجمهورية، وتطبيق اتفاق الطائف لوضع حد للفوضى في السلطة الدستورية والتعيينات الإدارية والأمنية والتفسير العشوائي للدستور، فلا يختبئ مخالفو الدستور وراء الميثاقية» . ولاحقاً، توجه المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان إلى البطريرك الراعي بالقول: من يطمر رأسه بالرمال تنهشه الوحوش، ولبنان جزء من إقليم تستعر فيه الخرائط الأميركية الصهيونية، ما يفترض تأمين قوة وطنيّة سيادية بحجم معادلة الجيش والشعب والمقاومة، كأساس ضامن للكيان اللبناني، وإلا طار لبنان، كما طار زمن الإجتياح الإسرائيلي، الذي واكبته واشنطن بأكبر دعم لتل أبيب وأتبعت عليه بمتعدّدة الجنسيات لتأكيد الإحتلال الصهيوني النهائي لهذا البلد. وتابع: واليوم كالأمس، والخرائط لم تتغيّر، والعدو متوثّب، والعالم أشدّ انقساماً، والضعف هزيمة، والمشاريع الإنتقامية بذروتها، والمجتمع الدولي أحلاف، والحياد استسلام، والمصلحة السيادية الوجودية للبنان بلا جيش وشعب ومقاومة مجرد سراب، كما أن السيادة والحدود والوجود الكياني للبنان بلا مقاومة يعني ابتلاع اسرائيل والتّكفير للبنان.

تمديد ولاية المفتي

في تطور آخر وكما توقع الكثيرون، قرر المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى في جلسته العادية برئاسة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان يوم السبت ، تمديد ولاية المفتي حتى بلوع الـ 76 سنة، والتمديد لمفتيي المناطق حتى سن 72 سنة، وذلك برغم اعلان المفتي في بيان صباحا وقبل جلسة المجلس رفضه تمديد الولاية. وتلقى المفتي دريان اتصالات تهنئة بتمديد ولايته، وفي مقدمة المهنئين: رئيس مجلس النواب نبيه بري، رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، الرؤساء سعد الحريري، تمام سلام وحسان دياب، وزراء ونواب حاليون وسابقون، رؤساء الطوائف والمراجع الإسلامية والمسيحية والعديد من الشخصيات. وشكر المفتي دريان أعضاء المجلس الشرعي على قرارهم بتعديل مدة ولاية مفتي الجمهورية ومفتيي المناطق، واكد أن «دار الفتوى، بأجهزتها الدينية والوقفية والخيرية والاجتماعية والطبية والرعائية والإغاثية، تعمل على تعزيز وتطوير وتحديث عملها خصوصا في الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان». وقال: دور دار الفتوى الإسلامي والوطني والعربي هو أساسي في لبنان الذي يعاني من أزمات تلو الأزمات، والاعتدال والوسطية هما قوة لمجابهة كل التحديات التي تعترضنا في الوطن، بحيث ان الأوطان لا تشاد إلا على أسس من الحق، ولا ترتفع وتدوم إلا بدعائم من الأخلاق السامية، ونعول على حكمة وتبصر السادة العلماء الكثير في توعية الناس بدينهم والتزامهم القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة. وختم داعياً «للتمسك باتفاق الطائف والعيش المشترك الإسلامي المسيحي وبالوحدة الوطنية، والتزام نهج السلم والسلامة الكفيل بحماية الإنسان والأديان والأوطان».

المخيم: فرصة التهدئة أو الانفجار الكبير

في هذا الوقت، بقيت الاشتباكات تقضُّ مضجع الفلسطينيين واللبنانيين، لا سيما الآتين من الجنوب الى بيروت، بعد استهداف الطرق العامة التي تربط الغازية بصيدا واصابة مواطنين ابرياء، مع اقفال الممر الشرقي (الاوتستراد الشرقي) وحصر السير ذهاباً وإيابا بالطريق البحرية، ووسط المدينة. وبعد تجدّد الاشتباكات، طرأ تطور خطير على الموقف، اذ اعلنت قيادة الجيش ان 3 قذائف سقطت على مركزين عائدين لوحدات الجيش اللبناني المنتشرة في محيط المخيم، ادت الى اصابات 5 عسكريين، اصابة احدهم حرجة، حسب بيان القيادة. وجددت القيادة تحذير الاطراف المعنية داخل المخيم عن التعرض للمراكز العسكرية، مشيرة الى ان القيادة ستتخذ الاجراءات المناسبة. والبارز في الموقف الرسمي مبادرة مدير عام الامن العام بالوكالة العميد الياس بيسري الى دعوة الفصائل الفلسطينية كافة الى الاجتماع في مكتبه اليوم عند الساعة 2 من بعد ظهر اليوم للبحث في انهاء القتال في المخيم، ووضع آلية لوقف النار وتثبيته. ونقل عن البيسري قوله: لا يمكن للدولة اللبنانية ان تبقى مكتوفة الايدي امام هذا الوضع الصعب، مشيرا الى انه سيضع ممثلي الفصائل امام مسؤولياتهم، تحت طالة فتح ملف السلاح الفلسطيني في المخيمات. وبعد فكفكة الخيم لإيواء الهاربين من نار المخيم على الطريق البحرية، والطلب من الاونروا ابقاء هؤلاء في مدارسها، بدت الاشتباكات تشكل ضغطا على الحياة في مدينة صيدا، فتقفل الادارات اليوم، وتتوقف مؤسسة مياه لبنان الجنوبي عن العمل، وكذلك مصلحتي التوزيع والانتاج والمدارس والجامعات، كما تتأثر سلباً الحركة في الجنوب وبيروت، بعد قطع الاوتوستراد الشرقي لجهة المجيء الى العاصمة من اقضية الجنوب.

إشتداد المواجهات ليلاً وسقوط ضحايا وجرح 5 جنود

كرّ وفرّ في "عين الحلوة" وانطلاق ضغط رئاسي خارجي كبير

نداء الوطن...بدا المشهد السياسي المتصل بالاستحقاق الرئاسي على عتبة تحولات هذا الأسبوع بفعل ما ذكرته مصادر واسعة الاطلاع لـ»نداء الوطن» من أن «مرحلة الضغط الخارجي الكبير» انطلقت في اتجاه إنجاز الاستحقاق. في المقابل، وفي اليوم الثالث والأربعين على بدء المواجهات في مخيم عين الحلوة انفتح باب الصراع الفلسطيني الفلسطيني على أشدّه. وطاولت القذائف للمرة الأولى منذ 30 تموز الماضي مركزين للجيش اللبناني في جبل الحليب وتعمير عين الحلوة فسقط خمسة جرحى، إصابة أحدهم حرجة، وفق بيان مديرية التوجيه. فهل يعني إشتداد المواجهات ليل أمس بين حركة «فتح» و»تجمع الشباب المسلم»، أن حرب المخيم دخلت مرحلة حاسمة؟.....الجواب بالنفي، هو ما نقله مراسل «نداء الوطن» في صيدا محمد دهشة ليل أمس عن أوساط فلسطينية، وصفت ما جرى في الجولة الدامية أمس بأنه كان بمثابة «الكرّ والفرّ اللذين لم يغيّرا في مواقع انتشار كل طرف من الفريقين المتقاتلين». وأدت الاشتباكات الليلة الماضية إلى سقوط قتيل فلسطيني وأكثر من خمسة جرحى بعدما توزعت القذائف في مختلف أرجاء المخيم رغم إعلان «تجمع الشباب المسلم» عصراً عن وقف إطلاق النار والأعمال الحربية من طرف واحد، فيما تحدثت حركة «فتح» عن تقدم في منطقة حطين، دون حسم، ونحو تجمع مدارس «الأونروا». وعلى وقع اشتداد المعركة العسكرية، لم تهدأ الاتصالات السياسية للتوصل إلى وقف لإطلاق نار دائم وشامل، قاد جانباً منها رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي اتصل بالرئيس الفلسطيني محمود عباس، مشدداً على «أولوية وقف الأعمال العسكرية والتعاون مع الأجهزة الأمنية اللبنانية لمعالجة التوترات القائمة». هذا على المستوى الامني، أما على الصعيد السياسي، فمن المقرر أن يصل اليوم الى بيروت الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان في زيارة تستمر حتى الخميس المقبل، يلتقي خلالها جميع الفرقاء في مجلس النواب. أما خارج المجلس فتشمل مواعيد لودريان البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي وقائد الجيش العماد جوزاف عون. وعُلم ان اجتماعاً سيعقد صباح اليوم في باريس بين الوزير السعودي نزار العلولا والسفير وليد البخاري والموفد لودريان قبل توجه الاخير الى بيروت في وقت لاحق اليوم. في موازاة ذلك، لم ينعقد اجتماع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مساء السبت في الهند على هامش اجتماع مجموعة العشرين، كما أعلن سابقاً قصر الإليزيه. ووفق بيان صدر أمس عن الرئاسة الفرنسية، فقد ألغى ماكرون كل الاجتماعات التي كانت مقررة قبل قمة نيودلهي من دون مزيد من التفاصيل. وبالعودة الى المصادر الواسعة الاطلاع، التي تتابع التطورات السياسية الداخلية، فقالت إن الوضع الداخلي بات في «مرحلة الضغط الخارجي الكبير». ولفتت في هذا السياق الى «ردتي فعل»، هما:

«الأولى، من الرئيس نبيه بري، وقد أتت عن طريق مبادرة رئاسية، لتقول للمجتمع الدولي أن موقف رئيس البرلمان، هو مساعد لإجراء الانتخابات الرئاسية، وليرفع عن كاهله المسؤولية عن تعطيل الاستحقاق الرئاسي أمام هذه الموجة الديبلوماسية الضاغطة.

وردة الفعل الثانية، أتت من «حزب الله»، الذي حاول الظهور بمظهر المسهّل للاستحقاق الرئاسي بطلب ايراني. فبعد لقاء الساعة ونصف الساعة الذي عقده ولي العهد السعودي مع وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبد اللهيان الشهر الماضي في جدة، لم تعد هناك مصلحة ايرانية، وتحديداً من خلال «حزب الله»، للظهور بمظهر المعرقل. فهو من ناحية يظهر اللين في القول إنه يريد حلاً رئاسياً، بينما هو في الواقع مسؤول عن التعطيل بدليل أنه يرفض التراجع عن المرشح الذي يدعمه».

وخلصت الأوساط ذاتها الى القول: «هناك وجهة نظر تفيد أن الثنائي الشيعي بدأ يمهّد فعلاً لمرحلة جديدة، بعدما وصل الى أفق مسدود وأدرك أن الانتخابات الرئاسية بشروطه لم تعد قائمة. وقد بدأ الثنائي عملية تراجع ظهرت في المواقف التي تصدر عنه. وستحسم الأيام القليلة المقبلة أي اتجاه ستسلكه التطورات». وفي سياق متصل، صرّح نائب الأمين العام لـ»حزب الله» الشيخ نعيم قاسم أن «لبنان في حاجة ماسة للاستحقاق الرئاسي». بدوره قال رئيس المجلس التنفيذي في «حزب الله» هاشم صفي الدين إنّ «البلد اليوم في حاجة إلى من يتحمل المسؤولية فعلاً»، وهو ما نقوم به في «حزب الله». أما عضو المجلس المركزي في «الحزب» الشيخ نبيل قاووق، فقال إن «حزب الله لا يوفّر فرصة في السياسة لإيجاد الحل للخروج من الأزمة الرئاسية»...

بدء عمل لجنة الحزب والتيار

الاخبار.. عُقِد الجمعة الماضي، الاجتماع الأول للّجنة المشتركة بين حزب الله والتيار الوطني الحر للبحث في اللامركزية الإدارية. وضمّ الاجتماع عن الحزب النائب علي فياض ورئيس المركز الاستشاري للدراسات والتوثيق عبد الحليم فضل الله، وعن التيار النائب آلان عون ومستشار رئيس الجمهورية السابق أنطون قسطنطين والمحامي طوني عبود والوزير السابق غابي ليون. وعلمت «الأخبار» أن «النقاش كانَ عاماً، تبادل فيه الطرفان وجهات النظر». وبدا واضحاً خلال الجلسة التي استمرت نحو ساعتين أن «التيار الوطني الحر متمسّك بمشروع الوزير السابق زياد بارود مع التعديلات التي أدخلتها اللجنة النيابية المشتركة التي أقرّت حوالي 65 مادة منه، يُمكن تجاوزها وعدم الدخول في نقاش جديد حولها»، بينما تحدّث وفد الحزب عن بعض النقاط بمعزل عن التعديلات، «ولا سيما في ما يتعلق بتقسيم الأقضية، خاصة بشكل طائفي». وتعقد اللجنة اجتماعها الثاني الأسبوع المقبل للبدء في النقاش التقني التفصيلي. وقالت مصادر مطّلعة إن «الاجتماع الأول أظهر نقاط الاختلاف بين الطرفين حول الهدف من الفكرة».

لبنان المعزول عن «الممرات الاقتصادية» ينتظر زيارة فرنسية غير منتجة

الجريدة...منير الربيع ... مرفأ بيروت لا يحظى لبنان بالاهتمام الذي يحتاجه دولياً للمساعدة على الخروج من أزمته، كل حركة الدبلوماسيين والوفود لا تبدو على قدر حلّ الأزمة السياسية والإقتصادية التي يعيشها البلد منذ سنوات، فيما خرائط العالم تتغير، والتحالفات تتبدل وفق آليات اقتصاد السوق وممرات التجارة العالمية والمرافئ، في حين كان لبنان قد خسر مرفأ بيروت، وخسر نظامه المصرفي ويتعايش مع انهيارات متوالية. وفي وقت ينتظر لبنان زيارات لموفدين ومبعوثين، بمن فيهم المبعوث الفرنسي جان إيف لودريان، تعقد من حوله التحالفات وآخرها الإعلان في قمة مجموعة العشرين في الهند، عن الطريق الاقتصادي الجديد الذي يمر من الهند إلى الإمارات والسعودية وصولاً إلى حيفا ومنها إلى أوروبا. يبدو لبنان خارج كل هذا السياق والزمن، إذ إن تطور هذا الممر الاقتصادي سيكون على حساب أحد الأدوار التاريخية للبنان، ما يدفع إلى التفكير بأن حل الأزمة السياسية لن يكون حلاً ناجعاً لكل مشاكل البلد، ما لم يتمكن لبنان من إعادة صياغة دوره في المنطقة، وهذا ما تبدو الطبقة السياسية عاجزة عنه والخارج غير مهتم به. في هذه الأجواء، ينتظر لبنان زيارة المبعوث الفرنسي جان إيف لودريان، الذي يصل إلى بيروت مساء الاثنين، ويستمر فيها يومين. يفترض أن يعمل لودريان على عقد لقاءات ثنائية مع القوى المختلفة، وسط تضارب في المعطيات والقراءات. وتستبعد قوى سياسية إمكانية نجاح الموفد الفرنسي في عقد حوار موسع، لا سيما أن قوى المعارضة تقف ضد الذهاب إلى هكذا حوار بالشروط الحالية، لكن إذا نجح لودريان بإقناع الكتل النيابية بالمشاركة في ورشة عمل، عندها يمكن أن يمدد إقامته في بيروت. في المقابل، تقول مصادر المعارضة، إن لودريان قادم إلى بيروت لطي صفحة ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، على قاعدة تعذّر وصوله إلى رئاسة الجمهورية، بالتالي الذهاب للبحث عن مرشحين آخرين، وهو أمر لا يبدو أن حزب الله أصبح جاهزاً للقبول به. قبيل وصوله إلى بيروت، يعقد لودريان اجتماعاً في باريس مع وفد سعودي يضم المستشار نزار العلولا، والسفير السعودي في بيروت وليد البخاري، بناءً على طلب الفرنسيين لتجديد التنسيق مع الرياض حول ملف لبنان مع سعي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لبحث هذا الملف خلال لقائه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان على هامش اجتماع قمة العشرين في نيودلهي. من هنا لا يوجد تعويل على زيارة لودريان ونتائجها، وسط معلومات متداولة في بيروت عن استعداد وفد قطري بالتنسيق مع الرياض وواشنطن، للقيام بجولة على المسؤولين للبحث عن فرص الذهاب باتجاه تسوية. يأتي كل ذلك عشية انعقاد إجتماع لممثلي الدول الخمس في نيويورك على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة بين 18 و26 الجاري، والذي من من المتوقع أن يصدر عنه موقف واضح حول آلية التعاطي مع الإستحقاقات اللبنانية في المرحلة المقبلة.

«حزب الله» لانتخاب الرئيس وباسيل لإبعاد فرنجية وعون من السباق

يتحاوران من موقع الاختلاف حول الأولويات

الشرق الاوسط...بيروت: محمد شقير.. انطلاق الحوار بين «حزب الله» و«التيار الوطني الحر» لا يعني بالضرورة أن الطريق سالكة سياسياً أمام الحليفين اللدودين لإنتاج مقارَبة موحدة في تعاطيهما مع الملف الرئاسي اللبناني، بمقدار ما أنه سيؤدي إلى تنظيم الاختلاف، ولو على مضض، فالحزب يتوخى من «التيار»، برئاسة النائب جبران باسيل، تسهيل انتخاب رئيس تيار «المردة»، النائب السابق سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية، في حين يصير باسيل على تقطيع الوقت إلى ما بعد العاشر من يناير (كانون الثاني) المقبل؛ موعد إحالة قائد الجيش العماد جوزيف عون إلى التقاعد، ليكون في وسعه (باسيل) إبعاد عون وفرنجية عن السباق إلى القصر الجمهوري، مما يتيح له إعادة خلط الأوراق. فالحوار انطلق بين الحليفين من مقر «التيار الوطني» في مبنى ميرنا الشالوحي (شرق بيروت)، في لقاءٍ ضمّ عن «التيار»: النائب آلان عون، والوزير السابق غابي ليون، وأنطوان قسطنطين، المستشار السياسي لباسيل، والمحامي أنطوان عبود. وعن «حزب الله»: النائب علي فياض، والخبير في الشؤون الإدارية عبد الحليم فضل الله. وتزامن الحوار مع انقلاب باسيل على قراره المبدئي بتلبية دعوة رئيس المجلس النيابي نبيه بري للحوار، ما فتح الباب أمام معاودة السجال بينه وبين النائب علي حسن خليل، المعاون السياسي لبري. كما يتلازم انطلاق الحوار بين الحليفين مع عودة المبعوث الرئاسي الفرنسي وزير الخارجية السابق جان إيف لودريان إلى بيروت، في زيارة هي الثالثة له، في محاولة جديدة لوقف تعطيل انتخاب الرئيس. وعلى جدول أعمال لودريان القيام بمروحة من الاتصالات، يبدؤها، الثلاثاء، بلقاء بري. وتشمل من خارج رؤساء الكتل النيابية والنواب من مستقلّين وتغييريين، البطريرك الماروني بشارة الراعي، والعماد عون، وآخرين. ولم يتأكد ما إذا كانت زيارة لودريان، هذه المرة، تأتي في غير أوانها وتُعدّ استكمالاً لزيارتيه السابقتين اللتين لم تؤديا إلى إخراج انتخاب رئيس الجمهورية من المراوحة، أم أنه يحمل معه معطيات تتيح له إخراج إنجاز الاستحقاق الرئاسي من التعطيل، لذلك تبقى نتائج لقاءاته في خواتيمها. وبالعودة إلى حوار الحليفين، فإن الحزب يتّبع سياسة النفس الطويل، لكن ليس إلى أمدٍ طويل، إلا إذا كان يستعجل انتخاب الرئيس ويراهن على إقناع باسيل بالاستدارة نحو تأييده فرنجية، وهذا لن يكون في متناول اليد ما دام باسيل باقياً على تقاطعه مع المعارضة في دعم ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور. في هذا السياق، علمت «الشرق الأوسط» من مصادر نيابية وثيقة الصلة بالأجواء التي سادت جلسة الحوار الأولى بين الحزب وباسيل، أن الأخير يراهن على تخلّفه عن دعوة الرئيس بري للحوار، ما سيدفع به إلى صرف النظر عنها، وإن كان يتريث في حسم أمره إلى ما بعد انتهاء لودريان من لقاءاته، ليبني على الشيء مقتضاه. ولفتت المصادر النيابية إلى أنه لن يكون أمام الرئيس بري في هذه الحال سوى دعوة البرلمان لانتخاب الرئيس. وقالت إن انعقاده سيأخذ الحوار بين الحزب وباسيل إلى مكان آخر، إذا ما جدّد تقاطعه مع المعارضة على انتخاب أزعور، وصولاً إلى احتمال طيّ صفحته؛ لأنه بذلك يتحدى الحزب الذي يتعامل مع الانفتاح عليه من زاوية أن مجرد معاودة الحوار يعني أن حليفه على استعداد للتخلي عن تقاطعه مع المعارضة. ورأت أن الحوار، وإن كان يدور حول الورقة السياسية التي أودعها باسيل لدى الحزب، فإنه اشترط قوننة كل ما يتعلق باللامركزية الإدارية والمالية الموسّعة، وإنشاء الصندوق الائتماني، والمراسيم التنظيمية والتطبيقية الخاصة بهما. وقالت المصادر نفسها إن الحزب أبلغ باسيل، في ردّه على ورقته السياسية، بأنه وحده لا يستطيع، بالإنابة عن البرلمان، تشريع ما يطالب به وقبل انتخاب رئيس الجمهورية؛ لأن الاتفاق الثنائي بينهما لا يُلزم المجلس النيابي، إضافة إلى وجود صعوبة في قوننة ما يطالب به؛ كون ميزان القوى داخل البرلمان لا يسمح بقوننتها. وكشفت أن الحزب تعهّد لباسيل بالالتزام بما يطالب به، لكن لا بد من تغيير ميزان القوى داخل البرلمان. وهذا يفترض من «التيار الوطني» الوقوف إلى جانب دعم ترشيحه فرنجية بغية تشكيل قوة نيابية وازنة تتعهّد بقوننة ما يطالب به، خصوصاً أن عدم تأييده له سيؤدي حكماً إلى تعذّر تأمين الأكثرية النيابية المؤيدة لمطالبه. ويبقى السؤال: إلى متى يستمر الحوار بين الحليفين من موقع الاختلاف حول الأولويات، بين إصرار الحزب على تسهيل انتخاب الرئيس، ورغبة باسيل بتقطيع الوقت إلى ما بعد إحالة قائد الجيش على التقاعد، ما يتيح له إصابة عصفورين بحجر واحد بإبعاده وفرنجية عن السباق إلى قصر بعبدا الذي يفتح الباب أمامه، ومن وجهة نظره، ليلعب الدور المقرر في انتخاب الرئيس العتيد، هذا إذا لم يكن يطمح، كما تقول المصادر النيابية، في إعادة تلميع صورته بالمفهوم السياسي للترشّح للرئاسة؟....... وعليه فإن مصير الحوار يبقى عالقاً على طموحات باسيل، فهل يلتحق رئاسياً بـ«حزب الله»؟ أم أنه يغرّد وحيداً بافتقاده فائض القوة الذي يتمتع به حليفه؟...

مطالب متجددة لتشغيل مطار القليعات في شمال لبنان

سيُبحث على طاولة الحكومة... وتطلّع لعائدات اقتصادية وتنموية وسياحية

الشرق الاوسط...بيروت: كارولين عاكوم.. عاد الحديث عن مطار القليعات (شمال لبنان) إلى الواجهة مع مطالب متجددة لإعادة تشغيله. وهذا ما سيكون محور جلسة للحكومة الأسبوع المقبل، بحسب ما أعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الخميس الماضي، مشيراً إلى أنه سيتم خلالها البحث في وضع مطار بيروت وفتح مطار القليعات (مطار رينيه معوض). وبعد مطالبات في السنوات الماضية بإعادة تشغيل مطار القليعات، لا سيما من قبل معارضي «حزب الله» الذين يعدون أن مطار رفيق الحريري خاضع سياسياً وعسكرياً للحزب، وبالتالي لا بد أن يكون في لبنان مطار ثانٍ خارج عن سيطرته، أعاد تكتل «الاعتدال الوطني» الذي يضم نواباً من شمال لبنان فتح «معركة» تشغيل مطار القليعات، لأسباب اقتصادية ووطنية، وفق ما يؤكد أحد أعضائه، رئيس كتلة الأشغال النيابية سجيع عطية.

هناك دراسة جاهزة للجدوى الاقتصادية والسياحية لمطار القليعات، والموضوع يحتاج فقط إلى موافقة سياسية

النائب سجيع عطية

ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «هذه قضيتنا وسنكملها حتى النهاية، لا سيما في ظل المشكلات التي يعاني منها مطار رفيق الحريري الدولي وتجاوز قدرته الاستيعابية المحددة بـ6 ملايين شخص سنوياً». وكان اتُّخذ قرار في الحكومة لتوسعة مطار بيروت، لكن الأمر وُصف بـ«صفقة»، فارتفعت الأصوات المنتقدة لها، ما أدى إلى إلغائها. مع العلم أنه في السنوات الأخيرة كان قد برز اهتمام من قبل جهات عدة بمطار القليعات (الذي يبعد 7 كيلومترات عن الحدود اللبنانية مع سوريا في شمال لبنان)، لموقعه عند الطريق الدولية التي تربط طرابلس بحمص واللاذقية، بحيث إنه يمكن أن يلعب دوراً أساسياً في إعادة إعمار سوريا. ويؤكد عطية أن هناك دراسة جاهزة للجدوى الاقتصادية والسياحية للمطار، والموضوع يحتاج فقط إلى موافقة سياسية، مشدداً على أن فتحه بات أمراً ضرورياً، لا سيما في ظل المشكلات التي تظهر في مطار بيروت، وتحديداً لناحية تجاوز قدرته الاستيعابية، مشيراً إلى أنهم كتكتل اجتمعوا مع مختلف الكتل، وكان هناك تأييد لمطلبهم. وعن موقف الحزب الذي يحمله البعض مسؤولية عدم فتح مطار القليعات، يؤكد عطية أنه لم يكن لنوابه موقف رافض، قائلاً: «عبّر نواب الحزب عن بعض الهواجس التي لا تتمحور حول القضايا اللوجستية والتقنية، وكانت لنا توضيحات واضحة في هذا الإطار».

3 ملايين مسافر يمكن أن يستقبلهم مطار القليعات سنوياً إذا أعيد تشغيله

ويلفت عطية إلى أن مطار القليعات الذي يستخدم اليوم كقاعدة جوية عسكرية، إذا أعيد تشغيله من شأنه أن يستقبل ثلاثة ملايين مسافر سنوياً، ما من شأنه أن يخفف الضغط عن مطار بيروت، إضافة إلى عائداته الاقتصادية عبر الشحن والتصدير ورحلات ما يعرف بـ«الشارتر» وتأمين فرص عمل للشباب اللبناني. ويشدد عطية على أنه لا مشكلة لتأمين تمويل إعادة تشغيل المطار من الناحية المادية، إنما المشكلة سياسية بامتياز، موضحاً أن تكلفة تأهيله تقدر بـ60 مليون دولار أميركي، وهذا ما يمكن أن يقوم به القطاع الخاص عبر ما يعرف بالـ«BOT». وعما إذا كان قرار إعادة التشغيل ممكناً في ظل الخلافات السياسية اليوم والانتقادات التي توجه لحكومة تصريف الأعمال، يجدد عطية التأكيد على أنه «إذا اتُّخذ القرار السياسي فليس هناك أي مشكلة، بحيث أن يتم إعادة تشغيله اليوم تحت إدارة مطار بيروت، على أن يصحّح الوضع عند تشكيل حكومة جديدة وتشكيل هيئة ناظمة له». وفي عام 2012 كان رئيس «حركة الاستقلال» النائب الحالي ميشال معوض (نجل رئيس الجمهورية الراحل رينيه معوض الذي سُمّي المطار على اسمه)، اتهم النظام السوري (خلال وجوده في لبنان) بعرقلة تشغيله لقربه من الحدود اللبنانية - السورية وتأثيره الاقتصادي على دمشق، و«حزب الله» لاحقاً، لا سيما منذ عام 2011 «تحت حجج واهية مثل تهريب السلاح والفيدرالية والأحداث التي تحصل في سوريا»، وفق قول معوض.

حاجة سياحية

والعائدات الاقتصادية لمطار القليعات الذي يتطلب إعادة تأهيل المدرجات والمباني، تشمل بشكل أساسي الشق السياحي؛ إذ من شأنه أن يوفّر مزيداً من الرحلات إلى بيروت بأسعار منخفضة على غرار بلدان كثيرة، وهو ما أشار إليه رئيس اتحاد النقابات السياحية في لبنان رئيس المجلس الوطني للسياحة بيار الأشقر عبر مطالبته بإعادة تشغيل المطار شمال لبنان لأغراض مدنية، لا سيما نقل الركاب، عادّاً أن هذا الموضوع يشكل حاجة ماسة للسياحة بشكل أساسي وللاقتصاد الوطني. وإذ عَبَّر عن دعمه لمطالب أهل الشمال وعكار في هذا الموضوع المحق، قال في بيان له: «سياحياً وعلى المستوى التقني لا يمكن للبنان أن يستقطب رحلات طيران سياحية منخفضة التكلفة، في حال لم يتم إعادة تشغيل مطار القليعات، وهذا ما يحرم لبنان من الكثير من السياح من حول العالم»، مشيراً في هذا الإطار، إلى أنه «بحسب قوانين الطيران المدني المحلية والدولية لا يُسمح للمطارات الرئيسية مثل مطار رفيق الحريري - بيروت - باستقبال هذه الرحلات». ولفت إلى أن «موضوع استقبال رحلات الطيران المنخفضة التكلفة بات يشكل أيضاً حاجة سياحية للبنان، خصوصاً بعدما تم تسجيل أرقام كبيرة في عدد الوافدين خلال موسم الصيف، وما يمكن أن يستقطبه لبنان من أعداد كبيرة من السياح من مختلف الجنسيات». وأعاد الأشقر التأكيد على «ضرورة قيام السلطات المعنية سريعاً باتخاذ كل الإجراءات اللازمة لإعادة تشغيل هذا المرفق الاقتصادي الحيوي، لفتح المجال لاستقطاب المزيد من السياح من مختلف الجنسيات، وللمساهمة في تحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية لمنطقة عكار وطرابلس». وأُنجزت أكثر من دراسة لإعادة تشغيل مطار القليعات، إحداها من قبل وزارة الأشغال العامة، وقد أكدت جميعها على أن مشروع تطويره يهدف إلى تحقيق الإنماء المتوازن في المناطق اللبنانية. وفي دراسة لوزارة الأشغال لفتت إلى أن تطويره وتشغيله يؤدي إلى نمو في مجالات التجارة والزراعة والصناعة والسياحة للبنان وللمنطقة، كما يمكن أن يوفر أنشطة سياحية ورياضية خاصة، وأنه قريب من أماكن سياحية ويقع على ساحل البحر المتوسط. وإضافة إلى أن تشغيله يشكل فرصة لإشراك القطاع الخاص، فإنه يؤمّن فرصة عمل لنحو 6 آلاف شخص في السنة الأولى.

دريان والراعي متمسكان بـ«الطائف» ويدعوان لانتخاب رئيس

«حزب الله» يهاجم خصومه ويتهمهم بالتحريض

بيروت: «الشرق الأوسط».. جدد البطريرك الماروني بشارة الراعي، ومفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، دعوتهما لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، وشددا على الالتزام بـ«اتفاق الطائف»، وذلك في ظل تعثر انتخاب الرئيس، وترقب لبنان زيارة المبعوث الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت الاثنين. وقال المفتي دريان في بيان: «ندعو إلى حوار وطني صادق وشفاف بعيداً عن الأنانية والشخصانية، للوصول إلى حلول تنقذ الوطن من الانهيار الكبير الذي نعيشه»، مؤكداً «التزامنا الحوار ونهج العيش المشترك، وحماية النسيج الوطني الواحد من الفتن الطائفية والمذهبية، خصوصاً أن انتخاب رئيس للجمهورية متعثر، ومؤسسات الدولة مشلولة، والفوضى تستشري في بلدنا، والدول العربية الشقيقة والصديقة تحاول أن تساعدنا إذا ساعدنا انفسنا، فعلينا أن نقف معاً جنباً إلى جنب لإنقاذ لبنان». وطالب دريان بـ«التمسك بـ(اتفاق الطائف) والعيش المشترك الإسلامي المسيحي، وبالوحدة الوطنية، والتزام نهج السلم والسلامة الكفيل بحماية الإنسان والأديان والأوطان». ولا يزال انتخاب رئيس للجمهورية متعثراً في ظل انقسام حاد بين القوى السياسية، وتمسك ثنائي «حزب الله» و«حركة أمل» بدعم رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية للرئاسة، وهو ما ترفضه القوى المسيحية، وقد انعكس الشغور في موقع الرئاسة تعطيلاً للتعيينات في الحكومة.

الراعي: وضع حد للفوضى

ودعا البطريرك الراعي في تصريح، الأحد، إلى «وجوب انتخاب رئيس للجمهورية، وتطبيق (اتفاق الطائف)، فيوضع حدّ للفوضى في السلطة الدستورية والتعيينات الإدارية والأمنية والتفسير العشوائي للدستور، فلا يختبئ مخالفو الدستور وراء الميثاقية». وقال الراعي إن «التعددية يمتاز بها لبنان؛ هذه التعددية في الوحدة المنظمة في الدستور تجعل من لبنان واحة تلاقٍ وحوار»، مشيراً إلى أن «العيش معاً المرتكز على الوفاق الوطني والموجود في الدستور يُعطي شرعية لأي سلطة في الدولة». وترفض القوى المسيحية الأكثر تمثيلاً في البرلمان اللبناني، الحوار الذي دعا إليه رئيس البرلمان نبيه بري، وتتمسك برفضها المرشح المدعوم من «حزب الله». وانتقد الحزب، الأحد، على لسان عضو المجلس المركزي فيه الشيخ نبيل قاووق، خصومه، وقال: «إننا في (حزب الله) لا نوفّر فرصة لخدمة أهلنا من أجل التخفيف من معاناتهم، ولا نوفّر فرصة في السياسة لإيجاد الحل للخروج من الأزمة الرئاسية، ولذلك نحن نتجاوب مع كل المبادرات، ولكن جماعة التحدي والمواجهة لا يوفّرون فرصة إلا للتعقيد والعرقلة والتّأزيم، وينتظرون الفرصة من أجل التحريض وعرقلة أي مبادرة».

مبادرة بري

ولفت إلى أن «مبادرة الرئيس نبيه بري فضحت الفريق الآخر؛ لأنهم عرقلوا علناً هذه المبادرة التي تشكل فرصة حقيقية لإنقاذ البلد، من أجل استمرار الفراغ والتعطيل والتحريض». واتهم قاووق خصوم الحزب بأنهم «يخيّرون اللبنانيين بين خيارين، إما رئيس يجر البلد إلى الفتنة، وإما الاستمرار بالتحريض والتوتير لجر البلد إلى الفتنة، ولذلك؛ فإن مصلحة لبنان تكمن في وصول رئيس جمهورية يؤتمن على إنقاذ البلد، وعلى حماية السلم الأهلي». ومضى في الانتقادات متوجهاً إلى خصومه بالقول: «كثرة الضجيج وعلو الصوت وكثرة الصراخ لا تأتي برئيس ولا تغيّر المعادلات، ولن نعود إلى زمن العام 1982، فنحن في زمن الانتصارات والإنجازات ومعادلات المقاومة، ولسنا في زمن يأتي رئيس يكون مورد اطمئنان للعدو، وخطراً على السلم الأهلي».



السابق

أخبار وتقارير..الحرب الروسية على اوكرانيا..مسيرات روسية تستهدف كييف..وأوكرانيا تطالب "بمزيد من الأسلحة"..الاستخبارات الأوكرانية تقدّر عدد الجنود الروس في مناطقها بـ420 ألفاً..مسيرات أوكرانية تهاجم مصنعاً ومحطة سكك حديدية داخل الحدود الروسية..بوتين يدعو إلى تعزيز التعاون مع بيونغ يانغ «على كل المحاور»..تأهب صيني مع عبور سفينة أميركية مضيق تايوان..مجموعة الـ 20 تضم الاتحاد الأفريقي وتخفق في التوافق حول أوكرانيا والمناخ..مودي يستبدل اسم الهند بـ «بهارات» في افتتاح قمة العشرين..حشود عسكرية على الحدود بين أرمينيا وأذربيجان..

التالي

أخبار سوريا..تركيا لإعادة مزيد من اللاجئين السوريين..«قسد» تتهم موالين لدمشق بالتورط في اضطرابات دير الزور..احتجاجات السويداء مستمرة: نريد تغييراً سياسياً..بيدرسون في دمشق لدفع العملية السياسية المتعثرة..

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 154,708,805

عدد الزوار: 6,962,290

المتواجدون الآن: 69