إيران تكثّف حملتها على عمّال مضربين..

إيران تكثّف حملتها على عمّال مضربين..

لندن – «الحياة»... ارتفع إلى 41، عدد المعتقلين خلال يومين من عمّال شركة «فولاذ الأهواز»، المضربين عن العمل احتجاجاً على عدم تلقيهم رواتبهم من شهور. في الوقت ذاته، نظم متقاعدون تظاهرة أمام مقرّ مجلس الشورى (البرلمان)، تحت المطر، مطالبين بزيادة معاشاتهم. وهتف هؤلاء «الحكومة ترتكب جرائم، يدعمها المجلس»، و«عدوّنا هنا، يكذبون ويقولون إنها أميركا». واعتقلت قوات أمن إيرانية أمس 10 عمّال آخرين من شركة «فولاذ الأهواز»، بعدما أوقفت 31 قبل يومين. وأعلن وزير العمل محمد شريعتمداري أنه «يتابع أمر إطلاق العمال»، فيما أبلغ محافظ خوزستان غلام رضا شريعتي العمال أنه «يعرف تفاصيل كل مشكلات الشركة» ويسعى إلى نيلهم حقوقهم. كذلك التقى ضابط في «الحرس الثوري» المحتجين، متعهداً «إطلاق العمال المعتقلين». لكن السلطات اعتقلت عمالاً آخرين، فيما تظاهر زملاء لهم لليوم التاسع والثلاثين، وهتفوا «اللصوص أحرار، والعمال وراء القضبان». وكان روبرت بالادینو، مساعد الناطقة باسم الخارجية الأميركية، ندّد بـ «اعتقال العمال المحتجين في إيران»، مذكّراً بأنهم «أرادوا تقاضي رواتبهم فحسب».
وتشهد إيران تدهوراً في الوضع المعيشي، لا سيّما بعدما أعادت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرض عقوبات مشددة على طهران، إثر انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي المُبرم عام 2016. وفي السياق ذاته، أعلن المدير العام للصادرات في إيران علي أكبر شاماني إصدار تعميم للجمارك بمنع تصدير 17 نوعاً من الأغذية. ويشمل القرار الزبدة وطل أنواع الحبوب ومواد زراعية والمنتجات النباتية. إلى ذلك، انتقد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف مواقف «عدائية» لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إزاء طهران. وكتب على «تويتر»: «يقف نتانياهو إلى جانب معمل صنع قنابل نووية ويهدّد ايران، ثم يتفوّه بعنجهية حول صواريخهم العدوانية، مدعياً أن مداها يبلغ أي مكان. وعلى رغم ذلك، يشكو من الصواريخ الردعية والدفاعية لإيران، فيما الغربيون يكرّرون تصريحاته مثل ببغاء». وفي ظلّ الصعوبات المعيشية في إيران والانتقادات التي يوجّهها الأصوليون للرئيس حسن روحاني، كان لافتاً أن مكتب المرشد علي خامنئي نشر «ذكريات قديمة حول فترة توليه رئاسة الجمهورية» (1981-1989). وأشار المرشد إلى «تبعات اُخروية» للرئاسة، مضيفاً: «الموقع الذي نتولاه كان يمكننا خلاله منع حدوث قضايا وأفعال، لكننا نفعل ذلك، بسبب غفلتنا أو كسلنا». وتابع: «هنالك أعمال كان على الفرد فعلها، لكنه لم يفعل، بسبب الجهل أو عدم الدقة أو عدم المتابعة أو عدم الاستشارة أو عدم الاستفسار أو الكسل، فأضاع الوقت وأهدر الفرصة». وتحدث عمّن «يلهثون للحصول على منصب رئاسي»، داعياً إلى «عدم اللجوء إلى أي وسيلة لنيل مقعد رئاسي أو إداري أو تشريعي أو نيابي».