ما الذي يسمح لإسرائيل بضرب العراق (1 - 2)؟...

تاريخ الإضافة الأحد 22 أيلول 2019 - 6:00 ص    عدد الزيارات 751    التعليقات 0

        

ما الذي يسمح لإسرائيل بضرب العراق (1 - 2)؟...

الراي....الكاتب:ايليا ج. مغناير ... قرّر كلٌّ من العراق وسورية إعادة فتح المعبر الحدودي بين البلدين في البوكمال، وهي خطوة حيوية للمصالح الاقتصادية للدولتين مع فوائد كبيرة أخرى لـ«محور المقاومة» (إيران، العراق، سورية و«حزب الله»). وقبل 24 ساعة من موعد الافتتاح، وَقَعَ هجومٌ مسلّح على قوات عراقية متمرْكزة على الجانب السوري الحدودي ما تَسبّب بوقوع إصابات بشرية ومادية. واتهمت قوات «الحشد الشعبي»، إسرائيل بالهجوم من خلال إرسال طائرات عدّة من دون طيّار من منشآتٍ عسكرية أميركية متمركزة في الشمال - الشرقي السوري حيث تحتفظ أميركا بقوات على بُعد قليل من معبر القائم. ويحاول الديبلوماسيون الأميركيون الضغطَ على العراق لمنْع فتْح المعابر الحدودية مع سورية، في محاولةٍ لإجبار الرئيس بشار الأسد على التنحي أو إعطاء صلاحياته للحكومة المقبلة المؤلّفة من المعارضة أيضاً. وبعد الهجوم، أعلن العراق أن افتتاح معبر البوكمال قد جُمِّد. ولا يتمتّع رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي، بالدعم السياسي الكافي لاتخاذ قراراته وفق ما يشاء وهو لا يستطيع حماية قوات الأمن من هذه الهجمات المتكرّرة. كما أنه لا يجد نفسه في موضع تحذير القوات الأميركية من التمادي بالسماح لإسرائيل بضرْب القوات العراقية. إلا أن كل هذا متعلّق بنقطة واحدة مهمة جداً، ألا وهي الانقسام السياسي الداخلي الحاد بين السياسيين العراقيين والقيادة السياسية والدينية. وهذا ما يسمح لعرْبدة إسرائيل في سماء العراق.

الشهر الماضي، انتهكتْ إسرائيل المجالَ الجوي العراقي وضرَبتْ عرض الحائط بسيادته، مستهدفةً قوات الأمن ومستودعاتها وحتى قائداً من القيادة العسكرية. والسبب الرئيسي الذي يسمح لإسرائيل بالقيام بهذه الأعمال العسكرية العدائية والتي تستطيع من خلالها الشعور بحرية التحرك، هو وجود العديد من «الأصدقاء» و«أعداء مشتركين» ومعارضين سياسيين مشترَكين ضدّ «الحشد» الذي يُعتبر العدو المشترك للكثيرين.

وقد أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الهجوم على العراق.

وأعلن وزير خارجيته، يسرائيل كاتس، أن «إسرائيل هي الوحيدة التي تعمل ضد إيران في العراق».

ولا يحظى عبدالمهدي بدعم سياسي كافٍ ويَعتبره البعض تحت «سيطرة الحشد». ورغم أن مرجعية النجف الأشرف تقف ضد إسرائيل وكذلك هو حال العديد من القوى السياسية وبالأخص الأحزاب الشيعية، إلا أن العديد منهم ومعهم الكثير من السنّة والأكراد يرغبون في رؤية نفوذ إيران في تقلُّص ومشاهدة «الحشد» خارج سلطة طهران.

وإلى ذلك، فإن التعاون الكردي - الإسرائيلي ليس بجديد. وبالتالي تستطيع إسرائيل اللعب على هذا التناقض والاعتماد على الدعم التي تقدّمه أميركا في سورية والعراق لضرْب حلفاء إيران.

وقد أمر عبدالمهدي بتكليف ثلاث لجان أمنية للتحقيق في الهجمات الإسرائيلية على مستودعات «الحشد». وأكد أعضاء في اللجان لـ«الراي» وجود «أدلة قوية تؤدي إلى تورّط إسرائيل وأن هذه النتائج وُضعت في يد رئيس الوزراء ليقرر إعلانها حين يشاء».

وقرر «الحشد» إنشاء «وحدة سلاح الجو» الخاصة به ليُسْقِط الطائرات المسيَّرة - إسرائيلية أو أميركية - لمجابهة إسرائيل وأميركا عندما تتوافر الفرصة لذلك. ولا يوجد أي شكّ لدى كل القادة العراقيين، في أن تل أيبب لا بد من أن تبلغ واشنطن بتحرّكاتها في العراق ومجاله الجوي. إلا أنه، من ناحية أخرى، هناك القليل الذي تستطيع بغداد أن تفعله لحماية القوات الأميركية إذا هوجم «الحشد» مجدداً. وبالتالي ليس من المستبعد أن تدفع أميركا ثمن مغامرات نتنياهو في العراق.

وتقوم إسرائيل بتوسيع نشاطها العسكري منتهكةً بذلك سيادة دول عدة من خلال استهداف مواقع مختارة وتنفيذ عمليات قتْل بهدف «قطع رأس الأفعى» (إيران). وقال أحد صناّع القرار في بغداد لـ«الراي»، إن عبدالمهدي «مقتنع بأن إسرائيل تقف خلف الهجمات الخمس ضد مخازن الحشد الشعبي»، وهو يحاول «تجنب اتهام إسرائيل وتواطؤ أميركا معها لأنه لا يريد الردّ وبالتالي هو لا يريد أن يحرج نفسه».

وكشف رئيس الوزراء العراقي في إحدى جلساته الخاصة، كما علمت «الراي»، أن «موظفين في السفارة الأميركية مرعوبون من فكرة أن الحشد سيستهدفهم. ويقول هؤلاء إن إسرائيل وليس أميركا هي المسؤولة وقد وعدوا بوضع حد للخروق والاعتداءات الإسرائيلية».

ولكن السؤال هنا: لماذا تعتقد إسرائيل أنها تستطيع ضرْب العراق من دون أن تُعاقَب؟ وما هي أهداف إيران في العراق؟

إن أهداف كل من إسرائيل وأميركا أولاً وأخيراً، هي شلّ وإضعاف وإخضاع طهران وحلفائها وكل المجموعات المٌخْلِصة لها والتي ترفض الهيْمنة الأميركية، وبالأخص في سورية ولبنان وفلسطين والعراق.

لقد تم إنشاء «الحشد» من خلال فتوى «الجهاد الكفائي» العام 2014 من آية الله العظمى السيد علي السيستاني لهزيمة «داعش». وبرزتْ من خلال «الحشد»، قواتٌ شعبية شيعية وحشدٌ عشائري سنّي وحشد بابل المسيحي. وأوقف «الحشد»، تنظيم «داعش» الذي احتلّ ثلث العراق بعدما انسحب الجيش العراقي «انسحاباً كيفياً» فوضوياً وهَرَبَ من غالبية المحافظات الشمالية.

وفي ذلك العام (2014)، طلب رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي من إيران و«حزب الله» توفير الدعم العسكري والمدرّبين ولا سيما بعدما رفضت أميركا المساعدة وتسليم السلاح المدفوع ثمنه سابقاً. واحتاج العراق إلى إيديولوجية معارِضة وقوية لمجابهة «داعش» ما أوجد استقطاباً وقاعدة قوية لطهران و«حزب الله». وتمكّنت أميركا من دعم «الوحدات المكافحة للإرهاب - الفرقة الذهبية» وأوجدت تدريبات في الجيش العراقي وحلفاء لها داخل المؤسسة العسكرية.

وبسبب تدخّل إيران في الشأن العراقي وفي «الحشد»، خصوصاً أن «داعش» خسر كل الأراضي التي كان يسيطر عليها، اتخذت المرجعية موقفاً غير داعِم لـ«الحشد» اليوم الخارج عن سيطرة الدولة - كما تعتبره - وكذلك يفكر في الشيء عيْنه ويعلنه على الملأ السيد مقتدى الصدر، صاحب أكبر كتلة انتخابية في البرلمان العراقي.

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,355,843

عدد الزوار: 6,946,515

المتواجدون الآن: 70