كارثة القطار والحافلة في مصر تودي بحياة 50 طفلاً أزهرياً

حصدت كارثة اصطدام قطار ركاب وحافلة طلابية في أسيوط، (وسط صعيد مصر)، حياة 50 طفلا وأصابت 17 آخرين، كما أطاحت بوزير النقل ورئيس هيئة السكك الحديد، وزرعت حزنا جديدا في قلوب المصريين من حوادث السير التي لا تتوقف وحوادث القطارات المتكررة في مصر.

وخرج الرئيس محمد مرسي في خطاب مباشر الى الشعب المصري اعلن فيه احالة جميع من تسببوا في الحادث الى النيابة العامة تمهيداً لمحاكمتهم.

مصادر أمنية وصحية، قالت إن عدد ضحايا حادث قطار أسيوط ارتفع إلى 50 قتيلا بينهم سائق الحافلة علي حسين، إضافة إلى 17 مصابا، من بينهم إصابات خطيرة، قد تغير أرقام الضحايا.

وقالت مصادر حكومية ان رئيس مجلس الوزراء الدكتور هشام قنديل يرافقه وزير الداخلية اللواء أحمد جمال الدين، ووزير الصحة الدكتور محمد مصطفى حامد توجهوا إلى موقع حادث قطار أسيوط ومتابعة جهود الإنقاذ وزيارة المصابين على متن طائرة من مطار ألماظة.

ورفض اهالي الضحايا السماح لقنديل والوفد المرافق له بتفقد موقع الحادث ورددوا هتافات ضد الحكومة مطالبين بمحاسبة المسؤولين جنائيا كما دعوا الى عزل محافظ اسيوط يحيى كشك.

وأضافت المصادر الحكومية إن مزلقان المندرة الواقع بين محطتي سكة حديد الحواتكة ومنفلوط كان مغلقا وفي حراسة خفير المزلقان وعسكري المرور، إلا أن سائق حافلة معهد الأطفال الأزهري اقتحمه، ما أدى إلى اصطدامه بالقطار رقم 165.

وقالت هيئة السكك الحديد في بيانها «إنه في تمام الساعة 6.55 صباحا وأثناء مرور قطار 165 إكسبريس ركاب القادم من أسيوط إلى القاهرة اقتحمت سيارة رقم 532 مدارس أسيوط مزلقان المندرة، على الرغم من أن المزلقان كان مشغلا بالأجراس والأنوار، وفي حراسة خفير المزلقان وعسكري المرور، وأن الاقتحام ترتب عليه الاصطدام».

وفي تداعيات سريعة للحادث، أعلن وزير النقل في مصر الدكتور محمد رشاد المتيني استقالته من منصبه، وبعد قليل من قبوله استقالة رئيس هيئة السكة الحديد الدكتور مصطفى قناوي.

وأعلن وزير النقل قبل استقالته، تحويل رئيس هيئة السكك الحديد للتحقيق، وقال بيان صادر عن رئاسة مجلس الوزراء إن رئيس الجمهورية قبل استقالة المتيني التي قدمها، بينما تلقى النائب العام المستشار عبد المجيد محمود بلاغات عدة بتقديم وزير النقل للمحاكمة على خلفية الكارثة.

وقال بيان صادر عن الحكومة، إن وزير النقل أعلن تحمله المسؤولية السياسية عن حادث تصادم حافلة الأطفال بقطار الركاب وأن الدكتور هشام قنديل وجه بإحالة المسؤولين عن الحادث للتحقيق وخصصت القوات المسلحة طائرة لنقل المصابين إلى المستشفيات في العاصمة القاهرة للعلاج.

وذكر بيان للرئاسة أن الرئيس أمر بسرعة الانتهاء من التحقيقات ومحاسبة المسؤولين، بينما تقدم بخالص التعازي لأهالي المتوفين وأمر وزير الدفاع بتخصيص طائرة إسعاف لنقل مصابي حادث قطار منفلوط إلى المستشفيات، كما أصدر تعليماته للمستشفيات العسكرية بإعلان حالة الطوارئ لاستقبال ضحايا الحادث.

وتقدم محام ببلاغ إلى النائب العام المستشار عبدالمجيد محمود، طالب فيه بالتحقيق مع وزير النقل المستقيل وتقديمه للمحاكمة الجنائية في الواقعة، وقال المحامي في بلاغه، إن الإهمال الجسيم، وعدم قدرة الوزير على إدارة الوزارة سبب الحادث، بعد أيام من حادث مماثل تعرض له قطار الفيوم.

ومن جهته، قال وكيل منطقة أسيوط الأزهرية الشيخ أحمد عبدالرحمن إن المنطقة قامت باستدعاء المسؤولين عن المعهد، والذي ينتمي له الطلاب للتحقيق في الكارثة التي وقعت من خلال إبلاغ المشرف العام على معهد نور الأزهر رفعت علي محمد، والذي طلب من المنطقة إرجاء التحقيق حتى الانتهاء من دفن الجثامين.

وقال إن أحد الأشخاص كان متوجها إلى عمله ولمعرفته بسائق الأتوبيس اصطحبه معه ولم يتم التعرف على شخصيته.

وذكر مدير منطقة أسيوط الأزهرية الشيخ صابر حامد عبدالنعيم إن معهد نور الأزهر يدخل ضمن المعاهد المتميزة بالمنطقة، بسبب المستوى الجيد الذي يظهر من خلال النتائج السنوية التي يحققها، وأنه جار بحث أسباب الخلل في انتقاء سائقي الباصات في جميع المعاهد الخاصة بالمنطقة وخضوعهم لفحوصات واختبارات دقيقة، بعدما أعلنت وزارة النقل ثبوت الخطأ لدى سائق الأتوبيس.

ومن جانبه، كلَّف شيخ الأزهر الدكتور أحمد محمد الطيب الوفد الذي ذهب من القاهرة إلى أسيوط بقيادة الشيخ عبدالتواب قطب، وكيل الأزهر، والشيخ جعفر عبدالله، رئيس قطاع المعاهد، والشيخ حداد عبدالعال، وكيل القطاع التوجه فورا إلى مكان الحادث، وتفقد المصابين، والمشاركة مع السلطات المختصة في الوقوف على أبعاد الحادث وأسبابه وملابساته؛ ومحاسبة المقصرين إذا ثبتت في جانب إدارة المعهد أو المنطقة، وتشكيل غرفة طوارئ لمتابعة كل ما يستجدُّ حول الحادث أولا بأول، وقدم الطيب عزاء الأزهر شيوخا وعلماء وطلابا إلى أسر الضحايا، داعيا أن يسكنهم الله فسيح جناته، ويلهم أسرهم الصبر.

كما كلف رئيس جامعة الأزهر الدكتور أسامة العبد وأمين عام الجامعة محمود شعيب بمتابعة الاستعداد الشامل من مستشفى جامعة أسيوط لاستقبال المصابين، وتوفير الرعاية الصحية الشاملة لهم واستدعاء الأطباء الحاصلين على إجازات، وتوفير سيارات إسعاف مجهزة لنقل الأطفال المصابين بحالات خطيرة إلى القاهرة بمستشفيات الجامعة وتوفير سيارات نقل لأسرهم لمرافقتهم.

وقام طلاب المعاهد الأزهرية بأسيوط بتنظيم وقفات احتجاجية، تضامنا مع زملائهم بمدينة منفلوط، الذين لقوا حتفهم في حادثة القطار.

فيما اتشحت قرى المندرة والحواتكة والجاولي وقرى أخرى في منفلوط في أسيوط بالسواد، توجّهت «الراي» الى موقع الكارثة وتحدثت الى بعض الأهالي المجموعين.

وقال أشرف هاشم، والد الأطفال الثلاثة أحمد ومحمد ومحمود الذين يدرسون في المعهد نفسه وتوفوا في الحادث، إن أولاده متفوقون في دراستهم ويحفظون أجزاء من القرآن، وأنه كان يتمنى أن يكمل أبناؤه تعليمهم الأزهري.

وأضاف لـ «الراي» إنه كان يتمنى أن يرى أولاده تخرجوا بعد دراستهم حافظين لكتاب الله، لكنه كان حلما وضاع.

من ناحيته، أشار أشرف عباس مصطفى، عمّ فارس بهاء الدين مصطفى أحد المصابين، إلى أن الرقابة غير كافية على المزلقان وأن عامل التحويلة ينام أثناء الوردية ولا يهتم بالمزلقان إذا كان مفتوحا أو مغلقا وأن قرى الحواتكة والمندرة والجاولي تعيش في حال خطر كبيرة جدا لعدم وجود رقابة على المزلقان، وأن عامل التحويلة لا يستطيع أن يمنع أحدا من الأهالي من فتحه أو غلقه لأنه لا يوجد معه شرطي يقوم بتنظيم عمل المزلقان.

وقال عباس لـ «الراي»: «لو أمسكت الأهالي عامل التحويلة لقتلته على ما حدث»، مبينا أنه «قام بجمع الجثامين في أجولة».

وحمّل عباس الرئيس محمد مرسي ورئيس الوزراء هشام قنديل المسؤولية، منتقدا زيارة قنديل لغزة وتركه مصر غارقة في الفساد، قائلا: «من سيحاسب على هذا الفساد خصوصا وان الحكومة غير مؤهلة لحكم مصر. لم تحدث مثل هذه المآسي في عهد (الرئيس السابق حسني) مبارك وعندما احترق قطار واحد، قامت الدنيا فوق رأس الحكومة ونحن في أشهر بسيطة حدثت ثلاث حوادث، عليهم ترك مناصبهم لمن يستطيع أن يديرها».

مجموعة من الأهالي في قرية المندرة، قالوا لـ «الراي»: «بيوتنا جميعها فيها ضحايا، وسنمنع أولادنا من الذهاب إلى الدراسة، وسيبقى العزاء مفتوحا الى حين القصاص ممن هم وراء هذا الحادث الشنيع».

أحد شهود العيان لحادث قطار أسيوط ويدعي احمد الصعيدي، قال لـ «الراي» إن «قوات الأمن جاءت بعد أكثر من ساعتين ولم يصل أي مسؤول قبل هذا الوقت»، مشيرا إلى أن «سائقي القطار لاذوا بالهرب بعد تصادمهم بالباص، ولم يكن هناك عامل المزلقان الذي كان مفتوحا، وحدثت الكارثة عند مرور الباص مع القطار في الوقت نفسه عند الساعة السابعة صباحا».

وقالت سعدية عبدالله إنها أثناء توجهها إلى الأرض الزراعية الخاصة بها فوجئت بالقطار يطيح بالأوتوبيس الذي تجمّع حوله الأهالي لمحاولة إنقاذ الأطفال الذين لم يجدوا طريقا لإسعافهم، وكانوا يحملون الاطفال من داخل الاوتوبيس الذي دمّر تماما إلى جانب الطريق حتى تأتي الإسعاف.

من ناحيته، أكد سعد محمد لـ «الراي» إن «مزلقان السكة الحديد في هذه القرية دائما يكون مفتوحا، وفي وقت الحادث رأيت سائق الباص يعبر المزلقان باطمئنان من غير خوف، وأن هيئة السكة الحديد تتحمل الكثير حيث تقدمنا بعدة شكاوى إلى المسؤولين حول المزلقان، لأنه يمثل خطوره على المواطنين».

وأوضح إسلام محمود، أن «سائق الباص دخل إلى المزلقان بسرعة كبيرة، وأن القطار كان قادما بسرعة ففوجئ سائق الباص بالقطار يطيح به مع على القضبان»، وقال «إن الحكومة يجب أن تحاسب على ذلك لان المزلقان لم يكن به أي عامل».

أما محمود حسين، وهو مزارع، فقال «إن الإسعاف جاءت إلى موقع الحادث ولم يكن لديه وسائل للإنقاذ أولية للمصابين، فاضطروا للاتصال بإسعاف أسيوط وعندما جاءت كان هناك أحياء ماتوا».

قالت مصادر صحية في أسيوط، إنه تم حتى مساء أمس التعرف على 39 من ضحايا اصطدام قطار أسيوط بحافلة تقل عددا من طلاب معهد أزهري خاص، وتضم القائمة: أحمد عنتر عبدالظاهر ومحمد سعيد فتحي وأحمد سعد حسين وياسمين جابر فرغلي وعمر محمد رشاد ومحمد العربي محمد ومعاذ سعد عبدالسميع وسارة محمود رفعت ومصطفى علي علام وعبدالرحمن عامر عمر وأروى عبدالرحمن عبدالرحيم وعبدالرحمن عمر محمد ودعاء جمال شحاتة وعربي محمد العربي ومنة ياسر طلعت ومعاذ سعد الشلح وآيات جابر فرغلي وإيمان يحيى علي وآيات يحيى علي ومحمد زين العابدين سلطان وفرحة محمد علي وأحمد أشرف هاشم ومحمود أشرف هاشم ومحمد أشرف هاشم ومحمد جمال شحاتة - علاء سيد شحاتة وعمر محمد رشاد وخليفة سعد إبراهيم وأحمد فوزي حسين ومصطفى عبدالغفار حسين وأحمد محمد حلمي ومحمد سراج جابر - مصطفى عزت مصطفى وأدهم جمال عبدالرشيد وسناء فتحي محمد وهناء جميل عربي وعلي حسين علي وعمر سيد عبدالعال ووالسائق: علي حسين علي.

توجه وزير الاعلام المصري صلاح عبدالمقصود بخالص العزاء لاسر ضحايا حادث قطار اسيوط الاليم.

ووجه قيادات اتحاد الاذاعة والتلفزيون بتغيير خريطة برامج التلفزيون والاذاعة المصرية، بما يتناسب مع هذا المصاب الاليم وتضامنا مع الاسر وحدادا على الضحايا.