حمص تستغيث لمدها بالخبز والدواء.. والأهالي يجمعون ما توفر لإدخاله لبابا عمرو المنكوب....عشائر في الأنبار يهبون للدفاع عن الثوار السوريين ويمدونهم بالسلاح للقتال ضد الأسد

مفوضة الأمم المتحدة تطالب بتحويل الملف السوري إلى «لاهاي»....النظام السوري يرفض القرارات العربية ويتهم الدول العربية بـ«التآمر»...مزيد من القتلى.. وقوات الأسد تحاول اقتحام الرستن وتستقدم تعزيزات لإدلب

تاريخ الإضافة الأربعاء 15 شباط 2012 - 5:01 ص    عدد الزيارات 2439    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

مفوضة الأمم المتحدة تطالب بتحويل الملف السوري إلى «لاهاي»
مجلس الوزراء السعودي يطالب بالحسم بعد فشل «أنصاف الحلول» * الشيخ عبد الله بن زايد: مجلس الأمن لا يستمع بوضوح لموقف الجامعة
جريدة الشرق الاوسط.... موسكو: سامي عمارة باريس: ميشال أبو نجم بيروت: ليال أبو رحال القاهرة: سوسن أبو حسين
أعلنت نافي بيلاي المفوضة السامية لحقوق الإنسان التابعة للامم المتحدة امس، أن قوات الرئيس السوري بشار الأسد ارتكبت «على الأرجح» جرائم ضد الإنسانية خلال قمعها للحركة الاحتجاجية، وطالبت بيلاي بتحويل الملف السوري الى المحكمة الجنائية الدولية، بلاهاي لمحاسبة الفاعلين.
وقالت بيلاي في كلمتها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس: «إن طبيعة التجاوزات التي ارتكبتها القوات السورية ومدى هذه التجاوزات، تدل على أن جرائم ضد الإنسانية قد ارتكبت على الأرجح منذ مارس (آذار) 2011». وأضافت أن مرتكبي هذه الجرائم يجب أن يحاسبوا.
من جهته شدد مجلس الوزراء السعودي أمس على اتخاذ إجراءات حاسمة في شأن الملف السوري، وذلك بعد أن فشلت أنصاف الحلول في وقف مجزرة سوريا «التي تفاقمت دون أي بارقة أمل لحل قريب يرفع معاناة الشعب السوري الشقيق ويحقن دماءه». وفيما أعلن الاتحاد الاوروبي دعمه للقرارات العربية بارسال قوات سلام عربية ودولية الى سوريا، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال مؤتمر صحافي مشترك في موسكو أمس مع وزير خارجية الإمارات الشيخ عبد الله بن زايد ال نهيان، ان بلاده تدرس الخطة العربية، لكنه اشار الى ان ايفاد قوات يتطلب وقف العنف اولا، وموافقة سوريا.
وبدوره قال الشيخ عبد الله بن زايد إن «مجلس الأمن لا يستمع بوضوح لموقف الجامعة العربية الذي يعد أقرب من أي طرف آخر شعورا وجغرافية ومعلومات بشأن ما يحدث في سوريا». ميدانيا، ذكرت مصادر المعارضة ان قوات الاسد تحاول اقتحام الرستن وتستقدم تعزيزات عسكرية الى ادلب.
الأمم المتحدة ترجح حدوث جرائم ضد الإنسانية في سوريا.. وتلوح بالمحكمة الدولية

دمشق وطهران وبيونغ يانغ فقط عارضوا بحث الملف أمام الجمعية العامة

نيويورك - لندن: «الشرق الأوسط»... أعلنت المفوضة العليا لحقوق الإنسان، نافي بيلاي، أمس، أن القوات السورية ارتكبت، على الأرجح، جرائم ضد الإنسانية خلال قمعها للحركة الاحتجاجية في سوريا، وأكدت حصول «قصف عشوائي» في حمص أوقع نحو 300 قتيل خلال الأيام العشرة الماضية.
وطالبت بالاي بإحالة نظام الرئيس السوري، بشار الأسد، إلى المحكمة الجنائية الدولية، الأمر الذي قالت إنه من الضروري القيام به لمحاسبة المسؤولين عن الجرائم ضد المدنيين. وجاء ذلك في كلمتها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أمس، التي عقدت خصيصا لبحث التطورات في سوريا، وسط جهود عربية لتمرير قرار عربي للمطالبة بوقف العنف في سوريا، بعد استخدام روسيا والصين الفيتو في مجلس الأمن لمشروع القرار العربي - الغربي.
وانتقدت بيلاي بشدة تعثر مجلس الأمن في أخذ موقف من العنف في سوريا، قائلة إن «فشل مجلس الأمن في الاتفاق على عمل جماعي وثيق أسهم في تشجيع الحكومة السورية على التخطيط لهجوم متكامل لسحق المعارضة بقوة بالغة»، مضيفة: «إنني مرتاعة بشكل أخص من العنف المتصاعد في حمص». واعتبرت بيلاي أن «طبيعية التجاوزات التي ارتكبتها القوات السورية، ومدى هذه التجاوزات، يدلان على أن جرائم ضد الإنسانية قد ارتكبت على الأرجح منذ مارس (آذار) 2011.
وأضافت بيلاي: «هناك معلومات مستقلة موثوقة ومتقاطعة تفيد بأن هذه التجاوزات جزء من حملة واسعة ومنظمة للاعتداء على المدنيين»، مؤكدة أنها تمت بـ«موافقة السلطات على أعلى المستويات أو بتواطؤ منها». وتابعت المسؤولة في الأمم المتحدة: «إن الخروقات الفاضحة والمنظمة لحقوق الإنسان في سوريا لم تتواصل فحسب، بل ازدادت أيضا» منذ مطلع السنة.
بالنسبة لحمص، قالت بيلاي: «تفيد معلومات موثوقة بأن الجيش السوري قام بقصف أحياء حمص المكتظة بالسكان، فيما بدا أنه قصف عشوائي لمناطق سكنية»، مضيفة أن «أكثر من 300 شخص قتلوا في المدينة منذ بدء هذا الهجوم قبل عشرة أيام، غالبيتهم نتيجة القصف». وتابعت: «على المجتمع الدولي العمل على أن لا تمر هذه الجرائم من دون عقاب»، مذكرة بأنها سبق أن «حثت مجلس الأمن على اللجوء إلى المحكمة الجنائية الدولية».
وبعد أن أكدت من جديد أن الأمم المتحدة لم تعد قادرة على تقديم حصيلة دقيقة بالضحايا بسبب عدم إمكان جمع معلومات موثوقة على الأرض، قالت إن عدد القتلى «بات أكثر بكثير من رقم الـ5400»، الذي كان آخر رقم للقتلى قدمته الأمم المتحدة، كما أعلنت أن «قوات الأمن السورية قتلت أكثر من 400 طفل».
وتابعت: «تم اعتقال عشرات آلاف الأشخاص بينهم أطفال، ولا يزال أكثر من 18 ألفا محتجزين بشكل تعسفي»، بينما تتوقع الأمم المتحدة أن هناك نحو 70 ألف نازح داخل الأراضي السورية.
وعرضت بيلاي أنواع التجاوزات التي تقوم بها السلطات السورية وعناصرها، مشيرة إلى وجود «الكثير من المعلومات» التي أفادت بحصول أعمال اغتصاب في المعتقلات «ارتكبت خصوصا بحق رجال وفتيان». وخلصت بيلاي إلى القول إنه بوجود هذا القمع المتصاعد «فإن احتمال قيام أزمة إنسانية على مجمل سوريا يزداد»، كما تزداد مخاطر الحرب الأهلية.
وجاءت كلمة بيلاي بعد اعتراض شديد من الجانب السوري على الجلسة، إذ اعتبر المندوب السوري لدى الأمم المتحدة، بشار جعفري، أن اجتماع يوم أمس غير قانوني، مطالبا بـ«رأي قانوني مستقل» فيما يحدث في سوريا. ومن المثير أن الجعفري وجه كلامه إلى رئيس الجمعية العامة الحالي، السفير القطر ناصر عبد العزيز الناصر، قائلا إنه يخشى من «انحياز» رئاسة الجمعية، ولكن في الوقت نفسه رفض الجعفري المطالبة بتصويت الجمعية العامة حول القضية. وعبرت دولتان إضافيتان فقط عن احتجاجهما، هما إيران وكوريا الشمالية. وعبر المندوبان الإيراني والكوري الشمالي عن رفضهما للجلسة، ودعمها لنظام الأسد.
وشهدت الجلسة مشادة كلامية بين الجعفري والناصر حول شرعية الجلسة، بينما قام الجعفري بطلب الكلام أمام الجمعية العامة، وانتقد موقف الجامعة العربية من التطورات في سوريا بلهجة شديدة، قائلا: «هناك دول تخوض حربا وليس حملة فقط ضد بلدي». وواصل كلامه باتهام المعارضة بأنها «إرهاب»، مطالبا «الجمعية العامة بتحمل مسؤوليتها في مكافحة الإرهاب في سوريا».
لافروف: ندرس ارسال قوات حفظ السلام.. لكنه يتطلب وقف العنف أولا

وزير خارجية الامارات من موسكو: الجامعة العربية وصلت إلى قناعة بأنه من غير المجدي التواصل مع النظام السوري

جريدة الشرق الاوسط... موسكو: سامي عمارة ... في لقائهما أمس في موسكو توصل وزيرا خارجية روسيا، سيرغي لافروف، والإمارات العربية المتحدة، الشيخ عبد الله بن زايد، إلى اتفاق حول ضرورة تنسيق المواقف للتوصل إلى وقف العنف في سوريا والتحول إلى الحوار بين كل الأطراف، مع استبعاد الحل العسكري الذي قال الوزيران إنه لن يسفر عن أي حلول للمشكلة. واكد الوزير الروسي ان بلاده «تدرس» التوصيات العربية التي صدرت عن اجتماع وزراء الخارجية العرب وعلى رأسها ارسال قوات حفظ سلام.
وقال الشيخ عبد الله بن زايد «إن القرارات التي اتخذها مجلس وزراء الخارجية العرب في القاهرة بشأن الأوضاع في سوريا استغرقت الكثير من الجهد والكثير من الوقت الذي مر منذ الأحداث المؤسفة في سوريا.. فنحن نقترب من السنة الأولى خلال شهر من اليوم». وأضاف عقب لقائه لافروف: «لا شك أن أي ضحية تزهق روحها في هذه الأحداث ضحية بريئة، وندين مقتل أي شخص في سوريا.. لكن نرى أن هناك مسؤولية واجبة على أي نظام وأي بلد وأي حكومة للحفاظ على استقراره». وتابع: «غير أن هناك أيضا مسؤولية لحفظ هذه الأنفس وحفظ سلامتها، كما أن هناك مسؤولية تقع على مجلس الأمن الدولي للحفاظ على الأمن والسلم الدوليين». واعتبر أن «مجلس الأمن لا يستمع بوضوح لموقف الجامعة العربية الذي يعد أقرب من أي طرف آخر شعورا وجغرافية ومعلومات بشأن ما يحدث في سوريا». وشدد الشيخ عبد الله بن زايد على ضرورة وقف القتل في سوريا، مؤكدا في الوقت نفسه أن «الحل العسكري ليس حلا وهو حل خاطئ، فمنذ 11 شهرا والناس يموتون ولم يتم التوصل إلى أي نتيجة». ومن جانبه قال سيرغي لافروف: «استمعنا إلى القرارات الصادرة أمس عن اجتماع وزراء الخارجية العرب ومن بينها قرار إرسال البعثة المشتركة العربية - الأممية لحفظ السلام»، مشيرا إلى أن هذا القرار هو قيد الدراسة لدينا حاليا. وأضاف: «إن من مصلحتنا مواصلة التعاون مع أصدقائنا العرب من أجل التوصل للأهداف المرجوة وإطلاق الحوار في سوريا».
قال لافروف بضرورة استيضاح عدد من نقاط المبادرة الأخيرة للجامعة العربية حتى يتسنى لموسكو تحديد موقفها من المؤتمر الذي تدعو إليه لأصدقاء سوريا، بما يضمن مشاركة كل الأطراف دون الاقتصار على ممثلي المعارضة.
أما عن قوات حفظ السلام من جانب الجامعة العربية والأمم المتحدة فقد قال لافروف: «إن إقرار حفظ السلام يتطلب أولا أن نرى السلام الذي يجب الحفاظ عليه، بما يعني الوقف الفوري لإطلاق النار والعنف، فضلا عن أن إيفاد أي قوات يتطلب بالدرجة الأولى موافقة البلد المضيف». وقال إن بلاده تعكف على دراسة هذه المبادرة وتأمل في موافاتها بالكثير من التفاصيل، ومنها ما يتعلق بالجوانب القانونية والتطبيقية اللازمة لوضعها حيز التنفيذ. وأضاف أن بلاده سبق أن وافقت على مبادرة الجامعة العربية حول إيفاد مراقبيها إلى سوريا وأقنعت النظام هناك بقبول هذه المبادرة، مؤكدا مصلحة بلاده واهتمامها بإقرار السلام بسبب القرب الجغرافي لمناطق الأحداث وتأثير ذلك على الموقف الجيوسياسي في العالم كله، وعلاقة ذلك بالنظام الأساسي للأمم المتحدة.
وأكد الشيخ عبد الله بن زايد أن الجامعة العربية وصلت إلى قناعة مفادها أنه من غير المجدي التواصل مع النظام السوري. وقال إن الدعم الذي يمنح للمعارضة يقتصر على الدعم المادي والمعنوي ولا حديث عن أي دعم عسكري.
وكان الوزيران قد تناولا، أيضا، في مباحثات الأمس في موسكو، التعاون بين روسيا وبلدان مجلس التعاون الخليجي في مختلف المجالات، إلى جانب الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، وملف البرنامج النووي الإيراني من منظور ضرورة الاعتماد على الحلول السلمية من خلال الحوار السياسي واستبعاد الحلول العسكرية لهذه المشكلة، وبما يضمن الأمن والاستقرار والسلام في منطقة الخليج من منظور ما قدمته روسيا من مقترحات إلى بلدان المجلس.
الاتحاد الأوروبي يعلن دعمه القرارات العربية ولندن تبحث «عاجلا» تشكيل قوة حفظ السلام

هيغ يرى أن نجاح المهمة مرتبط بالتطبيق.. وجوبيه متحمس لمؤتمر تونس لكنه حذر من التدخل العسكري

باريس: ميشال أبو نجم لندن: «الشرق الأوسط» .... أعرب الاتحاد الأوروبي عن دعمه للتوصيات التي تمخض عنها الاجتماع الأخير للجامعة العربية في القاهرة بشأن الملف السوري، والتي تتضمن تشكيل قوات حفظ سلام عربية - دولية. وقد ظهر الدعم الأوروبي واضحا من خلال التصريحات التي صدرت عن المسؤولين في المؤسسات الاتحادية ببروكسل أو الدول الأعضاء في التكتل الأوروبي الموحد. وبينما صرح وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ أمس بأن لندن ستناقش مع شركائها اقتراح الجامعة العربية تشكيل قوة مشتركة دولية عربية لوضع حد لأعمال العنف في سوريا، أوضح أن الغربيين لن يشاركوا فيها على الأرجح. وبدورها تحمست باريس لعقد مؤتمر أصدقاء الشعب السوري في تونس في الـ24 من الشهر الحالي ونقل الملف إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة وتأييد تشديد العقوبات الاقتصادية على النظام السوري ودعم المعارضة ودعوتها لبلورة برنامج سياسي شامل وجامع بانتظار الاعتراف بها، وهي التوصيات التي أعلنها اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة أول من أمس.
وأكد المتحدث باسم قسم العلاقات الخارجية في المفوضية الأوروبية مايكل مان دعمه وبقوة لأي مبادرة تهدف إلى وضع حد فوري للقمع الدامي، بما في ذلك وجود عربي أكبر على الأرض بالتعاون مع الأمم المتحدة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار وإنهاء العنف. وأوضح مايكل مان أن الاتحاد الأوروبي يرحب بالنتائج التي صدرت عن اجتماع وزراء الخارجية العرب، واعتبرها «دليلا على أن الدول العربية مصممة على لعب دور الريادة في مجال حل الأزمة السورية»، وشدد على أن هدف الاتحاد الأوروبي هو وقف العنف في سوريا، «ومن هنا نرحب بأي مبادرة تؤدي إلى تحقيق هذا الأمر»، وهو نفس الموقف الذي صدر عن عواصم أوروبية متعددة.
وشدد المتحدث باسم منسقة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون على أن الاتحاد الأوروبي سيساهم بقوة من أجل السماح ببدء مرحلة انتقالية نحو الديمقراطية في سوريا، وذلك بعد التوصل إلى وقف كل أشكال العنف. وأشار إلى أن الاتحاد الأوروبي على اتصال دائم مع الجامعة العربية والأمم المتحدة لدراسة كل الجوانب الممكنة للتعاون وبلورة إجراءات محددة في أقرب وقت ممكن.
وبدوره قال وزير الخارجية البريطاني أمس إن لندن ستناقش مع شركائها اقتراح الجامعة العربية تشكيل قوة مشتركة دولية عربية لوضع حد لأعمال العنف في سوريا، إلا أن هيغ استطرد قائلا: «لا أعتقد أن مشاركة غربية ميدانية، بما في ذلك في إطار قوة سلام، طريق صائب في سوريا». وأضاف: «لكن بالتأكيد إذا كانت هذه الفكرة قابلة للتطبيق فسندعمها بكل الطرق المعهودة».
وتابع الوزير البريطاني في مؤتمر صحافي خلال زيارة لجنوب أفريقيا أن نجاح هذه الفكرة مرتبط بتطبيق «وقف لإطلاق النار يتمتع بالمصداقية» ووقف القمع من قبل الرئيس السوري بشار الأسد للمدنيين. واعتبر أن «نشر قوة فصل يتطلب بالتأكيد سلاما، وحتى الآن هذا ليس ممكنا». وكان هيغ قال في بيان في لندن: «سنناقش بشكل عاجل مع جامعة الدول العربية وشركائنا الدوليين مقترحات تشكيل قوة حفظ سلام عربية دولية». وقال هيغ إن «مهمة من هذا القبيل قد يكون لها دور هام تلعبه لإنقاذ الأرواح شرط أن يكف نظام (بشار) الأسد عن أعمال العنف بحق المدنيين ويسحب قواته من المدن ويطبق وقف إطلاق نار فعليا». ورحب وزير الخارجية البريطاني بالقرارات التي اتخذتها الجامعة العربية الأحد، والتي قال إنها «إجراءات هامة لتشديد العزلة الدبلوماسية والاقتصادية على النظام السوري». وأعرب عن ارتياحه لتنظيم «مؤتمر أصدقاء سوريا» في تونس، مؤكدا أن «بريطانيا ستلعب دورا نشطا في هذه المجموعة». كما رحب «بالتزام الجامعة العربية تكثيف دعمها السياسي والمالي للمعارضة السورية وتشجيعها على مزيد من الوحدة لتمثل كل مكونات سوريا».
ومن جانبها التزمت باريس جانب الحذر بشأن طلب الجامعة العربية إرسال قوة حفظ سلام مشتركة عربية - دولية إلى سوريا، كما بدت متشككة في إمكان قبول مجلس الأمن الطلب العربي بسبب المعارضة «التقليدية» الروسية - الصينية. فضلا عن ذلك استبعدت باريس التدخل العسكري الأجنبي الذي لم تحدد صورته ورأت أنه سيزيد من تدهور الوضع، غير أن هذه التحفظات لم تمنع باريس من دعم الأوجه الأخرى في المبادرة العربية، ومنها الدعوة لمؤتمر لأصدقاء الشعب السوري في تونس. وفي مؤتمر صحافي في مدينة بوردو التي يرأس بلديتها، سئل جوبيه عما إذا كانت فرنسا ستشارك في قوة حفظ السلام كما تفعل في بلدان أخرى مثل لبنان وساحل العاج وغيرهما، فردّ قائلا: «نحن نعتقد اليوم أن كل تدخل خارجي ذي طابع عسكري لن يؤدي إلا إلى مفاقمة الوضع، خصوصا أنه لن يكون هناك قرار من مجلس الأمن (الدولي) الذي هو الجهة الوحيدة المخولة إعطاء الضوء الأخضر لتدخل عسكري».
ويبدو أن جوبيه يخلط بين أمرين: التدخل العسكري على الطريقة الليبية من جهة، وإرسال قوة حفظ سلام ذات الصلاحيات والانتداب المحدودين من جهة أخرى. كذلك تبدو إشارته إلى مجلس الأمن نافلة لأن الجامعة العربية قالت إنها ستتقدم بهذا الطلب إلى المجلس المذكور تحديدا. وأخيرا، لم يفهم سبب إبداء جوبيه تشاؤمه مسبقا من إمكانية موافقة مجلس الأمن، علما بأنه بدت بعض ملامح التغير في موقف الصين وحتى روسيا التي تشكل تطورا لما كانت عليه في السابق.
وأفاد مصدر دبلوماسي أجنبي في باريس أن فرنسا جعلت باستمرار مجلس الأمن الغطاء الشرعي لكل تحركاتها، وهي تتمسك بذلك. غير أنه لم يستبعد أن يكون لمعارضتها سبب آخر على علاقة بتخوفها من أن إرسال قوة فصل يعني بقاء النظام، بينما هي تعتبر أنه «انتهى» ويتعين عليه أن يرحل.
وينتظر أن تجرى مشاورات أوروبية سريعا جدا لبلورة موقف موحد، إن في مجلس الأمن أو في اجتماع مجموعة أصدقاء سوريا بعد أيام في العاصمة التونسية. وقال جوبيه إن بلاده تدعم التحرك العربي «لممارسة الضغوط على الذين يعطلون مجلس الأمن وعلى النظام (السوري) الذي يجب عليه أن يرحل بعد المجازر التي تتوالى في حمص وفي المدن الأخرى». ووعد جوبيه بمشاركة فرنسية فاعلة في اجتماع تونس، علما بأن باريس كانت، إلى جانب واشنطن، أول من دعا لإنشاء هذه المجموعة. وعبرت إيطاليا عن دعمها الواضح لإرسال «قوة لحفظ السلام مشتركة من الجامعة العربية والأمم المتحدة» إلى سوريا، كما قال وزير الخارجية الإيطالي جوليو تيرزي. وأكدت إيطاليا «ضرورة وقف كل أشكال العنف في سوريا، ولتحقيق هذا الهدف» أكدت أنها تدعم «اقتراح إرسال» قوة لحفظ السلام إلى سوريا «للتحقق ميدانيا من تطبيق وقف إطلاق النار»، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.
مبعوث الصين الخاص بسوريا: لا مآرب لنا من الفيتو وسندرس القرارات العربية الجديدة

العربي يلتقي سفراء الدول الأعضاء بمجلس الأمن ويبحث إمكانية إعادة الملف السوري إلى المجلس

القاهرة - لندن: «الشرق الأوسط».... قدم المبعوث الصيني الخاص بسوريا، السفير لي هواشين، مبررات للأمين العام للجامعة العربية، نبيل العربي، حول استخدام بلاده حق الفيتو ضد القرار العربي الغربي بشأن سوريا مؤخرا، ودعا في الوقت نفسه إلى وقف العنف، قائلا حول قرار مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري الذي صدر الليلة قبل الماضية، إنه «من المبكر تحديد موقف من قرار مجلس الجامعة، لكن سندرسه». ومن جانبه اجتمع العربي مع سفراء 14 دولة من أعضاء مجلس الأمن وجرى التشاور حول إمكانية الذهاب بالقرار العربي الأخير إلى مجلس الأمن مجددا لوقف إراقة الدماء في سوريا.
واستهل العربي مباحثات من أجل سوريا صباح أمس مع هواشين، حيث ناقشا الأوضاع في سوريا في ضوء قرارات الجامعة العربية التي صدرت الليلة قبل الماضية، وجاء في توصياتها دعوة مجلس الأمن إلى تشكيل قوات حفظ سلام أممية عربية مشتركة.
وقال المبعوث الصيني في تصريحات للصحافيين عقب اللقاء إنه تحدث مع العربي عن أسباب استخدام الصين للفيتو في مجلس الأمن منذ أيام ضد المبادرة العربية، انطلاقا من سياسية الصين الثابتة ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة وأهدافها.
وردا على سؤال حول ما إذا كانت بكين سوف تستخدم الفيتو ضد القرار العربي الأخير الذي يدعو لتشكيل قوة عربية أممية لحفظ السلام في سوريا، قال المبعوث الصيني: «إننا قرأنا محتويات البيان الختامي لمجلس وزراء الخارجية، ولاحظنا أنه يحتوي على عناصر كثيرة، ولكن القرار مطروح للتو، والوقت مبكر لتحديد موقف الصين منه، فنحن نحتاج إلى وقت لدراسته، ولكن أؤكد أننا سندرسه ونتابعه بكل مسؤولية واهتمام».
وقال سفير الصين إن موقف بلاده من الأزمة الحالية في سوريا هو أنها تدعو جميع الأطراف في سوريا لوقف فوري لجميع أعمال العنف، وخصوصا العنف الموجه ضد المدنيين الأبرياء، وأنه يجب بدء عملية حوار للوصول إلى حل سياسي فورا دون تأخير، وضرورة التغلب على الخلافات للوصول إلى حل سياسي سلمي.
وأشار هواشين إلى أن موقف بلاده مع مراعاة مطالبات الشعب السوري حول ضرورة التغيير، والحاجات الاقتصادية، مؤكدا أن الشعب السوري يحق له اختيار طريقة قيادة البلد، وقال: «إننا نعتقد أنه يجب على المجتمع الدولي أن يلعب دورا بناءً في موضوع سوريا، بما يفيد ويدفع لإجراء الحوار والوصول إلى حل سلمي وسياسي للمسألة السورية».
وأكد هواشين أن الصين تهتم جدا بدور الجامعة العربية، و«نؤيد جهود الجامعة في حل مشكلة سوريا بطريقة سلمية وسياسية»، مشيرا إلى أنه استمع إلى حديث العربي حول جهود الجامعة العربية ونتائج اجتماع أول من أمس، وقال: «اتفقنا أن نواصل المشاورات واللقاءات بيننا»، مشيرا إلى أن آراء ورؤية الأمين العام للجامعة العربية مهمة جدا بالنسبة للصين.
وردا على سؤال حول أسباب استخدام الصين للفيتو في مجلس الأمن، قال المبعوث الصيني: «أؤكد أن الصين في موضوع سوريا ليس لديها مآرب ذاتية تخفيها، ونحن لا نقصد عمدا إلى معارضة هذا أو ذاك أو أن ندافع عن هذا أو ذاك، كل ما نفكر به هو مصلحة الشعب السوري والشعوب العربية والسلام والاستقرار في المنطقة والعالم، وكل ما نلتزم به هو أهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة»، وأضاف: «إن للصين سياستها المستقلة في الشؤون الدولية، وهذه هي منطلقات تفكيرنا في استخدام أو عدم استخدام الفيتو، فنحن نستخدم هذا الحق بكل تأنٍّ وبكل اهتمام، أما الأشياء الأخرى التي تقال فهي ليست حقيقة». وكانت وزارة الخارجية الصينية قد أيدت في وقت سابق أمس جهود الوساطة التي تبذلها جامعة الدول العربية في سوريا، لكنها لم تظهر علامة تأييد واضحة لدعوتها لإرسال قوات حفظ سلام لوقف الحملة العنيفة التي تشنها الحكومة السورية على جماعات المعارضة.
ورفض المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية ليو وي مين الحديث عما إذا كانت بكين تدعم إرسال قوات لحفظ السلام. ولدى سؤاله عن قرار الجامعة العربية قال ليو: «تدعو الصين وتؤيد جهود الجامعة العربية المتواصلة للوساطة السياسية التي تلعب دورا مؤثرا وبناء في ما يتعلق بالتسوية السلمية للمسألة السورية»، بحسب وكالة «رويترز». ولم يحدد قرار الجامعة العربية ما إذا كانت قوة حفظ السلام المشتركة من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ستضم جنودا مسلحين أم سيتم تقديم مساعدة للمعارضة تشمل الأسلحة.
وبدوره أطلع العربي أمس سفراء الدول الأعضاء بمجلس الأمن على نتائج الاجتماع الوزاري العربي بشأن سوريا، وسلم العربي السفراء نسخا من قرار مجلس الجامعة. وقال مصدر مسؤول بالجامعة العربية إنه تم خلال الاجتماع التشاور حول الخطوات المستقبلية وإمكانية الذهاب بالقرار إلى مجلس الأمن مرة أخرى والتنسيق لإيجاد حلول للأزمة السورية بما يضمن وقف إراقة الدماء وتفعيل الحل السياسي.
ولفت المصدر، وفقا لوكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية، إلى أن عددا من سفراء الدول الأعضاء بمجلس الأمن عبروا عن تخوفهم من استخدام الفيتو ضد أي تحرك مستقبلي في مجلس الأمن، خصوصا بعد الفيتو الروسي الصيني مؤخرا.
مصادر مطلعة لـ «الشرق الأوسط»: مؤتمر أصدقاء سوريا يهدف لدعم المبادرة العربية دوليا

سيعقد برئاسة فرنسية ـ تركية ـ تونسية.. وتوقعات بتغير الموقف الروسي واعتراف بالمجلس الوطني

جريدة الشرق الاوسط.... القاهرة: سوسن أبو حسين.... قالت مصادر عربية مطلعة لـ«الشرق الأوسط» أمس إن مؤتمر أصدقاء سوريا، المقرر عقده بتونس في 24 فبراير (شباط) الحالي، يهدف لدعم المبادرة العربية دوليا بعد فشل مجلس الأمن بسبب الفيتو الروسي والصيني، مضيفة أن المؤتمر المتوقع أن يتمتع بحضور عربي ودولي كبير، سيكون برئاسة فرنسية - تركية – تونسية، و«نتوقع تغيير الموقف الروسي»، بشأن الفيتو المعطل لقرار أممي لحقن الدماء في سوريا، بينما قال نائب الأمين العام للجامعة أحمد بن حلي إن الجامعة ليست الجهة المنظمة لمؤتمر أصدقاء سوريا، وإنها تسلمت الدعوة فقط للمشاركة مثل أي منظمة عربية وإقليمية.
وذكرت مصادر تونسية أن مؤتمر أصدقاء سوريا يستهدف ثلاثة محاور مهمة؛ هي توفير الدعم الدولي الكامل لخطة الحل العربي، والتضامن الكامل مع الشعب السوري، وضرورة إنهاء الاقتتال والعنف وإخراج القوات السورية المسلحة من معادلة الحل، من أجل الوصول إلى مرحلة التسوية السياسية وإدانة كل أشكال العنف التي أدت إلى تدمير أحياء سكنية في سورية.
وأضافت المصادر أن المؤتمر يستهدف أيضا اتخاذ قرار تجاه المعارضة السورية أو الاعتراف بالمجلس الوطني السوري؛ حيث يوجد توجه كبير في هذا الشأن. وذكرت المصادر أنه من المتوقع أن يصل عدد الدول المشاركة لأكثر من مائة دولة، فيما تحدث البعض عن عدد يتراوح بين 70 و90 دولة.
وأوضحت مصادر عربية أخرى لـ«الشرق الأوسط» أن مؤتمر أصدقاء سوريا جاء بعد منافسة بين الأتراك والفرنسيين، عندما طرحت فكرة عقد مؤتمر دولي بعد فشل مجلس الأمن في إصدار قرار يتبنى المبادرة العربية.
وقالت المصادر إن الفكرة طرحها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، وإنه بعد مناقشات، استقر الرأي عند حل وسط لعقد مؤتمر أصدقاء سوريا، بحيث تستضيفه تونس، وأن تكون الرئاسة فرنسة - تركية - تونسية وبمشاركة الدول العربية والإسلامية والأوروبية.
وترى المصادر أن هذا المؤتمر يعد جزءا من تكثيف الجهد الدولي لدعم المبادرة العربية والاعتراف بالمحاور الشرعي. أما في ما يتعلق بقوات حفظ السلام، فإن المصادر تشكك في إتمام هذه الخطوة، وتعتبرها نوعا من الضغط على النظام السوري، فيما تشير مصادر أخرى إلى أن العملية قد تتم على غرار نموذج القوات الأممية في دارفور التي وضعت لوقف إطلاق النار ومراقبته والتدخل في إطار ضيق إذا استدعت الأوضاع وتطورها على الأرض. وأوضح عبد الباسط سيدا، عضو المجلس الانتقالي السوري، أن قوات حفظ السلام اتفق عليها في أكثر من اجتماع مع الجامعة العربية بوصفها إجراء يساهم في الحوار وتنفيذ مبادرة الحل العربي التي تتطلب وقف القتال، ومن ثم تنفيذ المبادرة التي تتحدث عن تنحية الرئيس بشار الأسد، وإسناد إدارة البلاد لنائب الرئيس، ثم الإعداد لإجراء انتخابات تشارك فيها كل القوى السورية.
وكان اجتماع وزراء الخارجية العرب قد أقر بدعوة مجلس الأمن إلى إصدار قرار بتشكيل قوات حفظ سلام عربية - أممية مشتركة للإشراف على تنفيذ وقف إطلاق النار، والطلب من المجموعة العربية في الأمم المتحدة تقديم مشروع قرار للجمعية العامة في أقرب الآجال يتضمن المبادرة العربية وباقي القرارات الصادرة عن جامعة الدول العربية في هذا الشأن والطلب من الأمين العام للجامعة العربية تسمية المبعوث الخاص لمتابعة العملية السياسية المقترحة في إطار المبادرة العربية.
يذكر أن الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي قد بدأ بالفعل الاتصال مع عبد الإله الخطيب وزير الخارجية الأردني الأسبق لتولي مسؤولية «المبعوث الخاص»، إلا أن القرار لم يصدر بعد، وربما يحدث ذلك بعد عودة العربي من زيارته لألمانيا، وقبل اجتماع مؤتمر أصدقاء سوريا في تونس قبل نهاية هذا الشهر، حيث أكد الوزراء على أهمية مشاركة كل الدول العربية في هذا المؤتمر وفق ما جاء في كلمة رئيس الوفد التونسي في المجلس الوزاري العربي. وتوجه العربي إلى ألمانيا مساء أمس للقاء المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وإطلاعها على قرارات الجامعة العربية بخصوص الأزمة السورية والقضية الفلسطينية.
من جانبه، قال بن حلي إن الجامعة ليست الجهة المنظمة لمؤتمر أصدقاء سوريا، وإنها تسلمت الدعوة فقط للمشاركة مثل أي منظمة عربية وإقليمية، وإن المشاركين أعضاء من الاتحاد الأوروبي وأعضاء من دول مجلس الأمن والدول العربية.
وعما إذا كان المؤتمر يختص فقط بدعم المبادرة العربية، قال بن حلي: «قد تكون هناك أشياء أخرى تساعد على الخروج من الأزمة ووقف العنف وحقن دماء الشعب السوري». وردا على سؤال خاص بقوات لوقف إطلاق النار، أوضح بن حلي أن «الأمر يتطلب موافقة سورية وكذلك إصدار قرار من مجلس الأمن، لأن هناك التزامات لوجستية وأمنية» مطلوبة.
النظام السوري يرفض القرارات العربية ويتهم الدول العربية بـ«التآمر»

أكد استمراره بالعمليات الأمنية «لحماية مواطنيه»

لندن: «الشرق الأوسط»... رفضت سوريا ما صدر عن الاجتماع الوزاري العربي أول من أمس الأحد، واعتبرته «تدخلا سافرا في الشؤون الداخلية ومساسا بالسيادة الوطنية». وشن مصدر مسؤول في رئاسة الجمهورية هجوما عنيفا على أمين عام الجامعة العربية نبيل العربي والوزراء العرب الذين حضروا الاجتماع، واتهم الدول العربية المشاركة في الاجتماع بدعم المجموعات الإرهابية المسلحة.
وقال المصدر، في بيان صدر أمس: إن القرار تضمن «افتراءات ومغالطات لا تمُت إلى حقيقة ما يجري على أرض الواقع». وكشف «مجددا عن مخطط التآمر الذي تنفذه بعض الدول العربية». وأضاف أنه كان متوقعا من أمين عام الجامعة العربية والوزراء «الذين ذرفوا الدموع إصدار إدانة واضحة لعمليات الإرهاب التي حدثت في دمشق وحلب».
وصرح المصدر المسؤول في رئاسة الجمهورية بأن «سوريا ترفض ما صدر عن الاجتماع الوزاري لمجلس جامعة الدول العربية بتاريخ 12 - 2 - 2012 حول الوضع في سوريا باعتباره تدخلا سافرا في الشؤون الداخلية ومساسا بالسيادة الوطنية»، وقال إن ذلك بـ«الإضافة إلى الأسباب التي سبق أن رفضت بموجبها قرارات سابقة صدرت في غيابها عن هذا المجلس، في مخالفة واضحة لميثاق الجامعة العربية»، مشيرا إلى أن «القرار كشف مجددا عن مخطط التآمر الذي تنفذه بعض الدول العربية من خلال إجهاض دور الجامعة العربية في حل الأزمة بهدف تدويل الوضع واستجرار التدخل الخارجي في الشأن السوري»، بدليل «قيام الجامعة العربية بإلغاء مهمة بعثة المراقبين العرب لعدم انسجام تقريرهم مع هذا المخطط التآمري». واتهم المصدر الدول العربية المشاركة في الاجتماع الوزاري بدعم المجموعات الإرهابية المسلحة، وقال إن تقرير بعثة المراقبين العرب «أوضح حقيقة الوضع على الأرض والأعمال الإرهابية التي تقوم بها المجموعات الإرهابية المسلحة المدعومة من هذه الدول».
وأضاف المصدر: «لقد كان شعبنا يتوقع من أمين عام الجامعة العربية والوزراء الذين ذرفوا الدموع بالأمس إصدار إدانة واضحة لعمليات الإرهاب التي حدثت في دمشق وحلب وغيرهما وذهب ضحيتها مئات القتلى والجرحى من المدنيين والعسكريين في سوريا، وأن تتوقف هذه الدول عن التجييش والتحريض الإعلامي وتقديم الأموال والأسلحة وكل أشكال الدعم لهؤلاء الإرهابيين».
وأكد المصدر أن هذا القرار وغيره «لن يثني الحكومة السورية عن متابعة مسؤولياتها في حماية مواطنيها وتحقيق الأمن والاستقرار لشعبها»، في إشارة إلى استمرار قوات النظام السوري بالعمليات الأمنية. وترافق تصريح المسؤول في الرئاسة السورية مع قصف إعلامي عنيف شنته وسائل الإعلام الرسمية على الجامعة العربية وعلى المملكة العربية السعودية، بشكل غير مسبوق. وقال ناشطون: إن الإعلام السوري الرسمي «يعكس حالة الجنون التي وصل إليها النظام». وعبر أحد الناشطين عن سعادته بالهجوم على الجامعة والدول العربية وقال إن هذه اللغة هي التي «تعبر عن حقيقة نظام الأسد»، وقال: «نأمل أن يكون الحكام العرب قد عرفوا من يحكمنا».
مزيد من القتلى.. وقوات الأسد تحاول اقتحام الرستن وتستقدم تعزيزات لإدلب

استمرار قصف بابا عمرو.. والمعارضة تخطط لمرحلة جديدة من العصيان المدني

جريدة الشرق الاوسط... بيروت: ليال أبو رحال... واصل النظام السوري أمس حملته العسكرية، وتحديدا في محافظتي حمص وريف دمشق، فيما تخوف ناشطون من أن تكون قوات الأمن تخطط لعملية اقتحام جديدة في إدلب، مع تأكيد شهود عيان استقدام تعزيزات أمنية كبيرة. وذكرت لجان التنسيق المحلية في سوريا، التي أشارت في حصيلة أولية عصر أمس إلى مقتل 11 شخصا بينهم طفلان وجندي منشق، إلى أنه تم رصد قافلة عسكرية متجهة إلى محافظة إدلب من بانياس، تضم 62 دبابة وناقلات جنود ومدرعات مضادة للطيران وشاحنات عسكرية محملة بالجنود. في موازاة ذلك، أطلقت المعارضة السورية حملة «التصعيد الثوري»، وقوامها كما نشرت صفحة «الثورة السورية ضد بشار الأسد»، وهي صفحة الـ«فيس بوك» الرسمية للمعارضة السورية، «إغلاق جميع الطرقات، وتعطيل سكك الحديد وصهاريج النفط التي تزود الدبابات، ومعاقبة الشبيحة بكل الوسائل، وتحويل العملة السورية إلى عملة صعبة». وتأتي هذه الحملة في إطار خطة المعارضة السورية لبدء مرحلة جديدة من العصيان المدني تساند المهام التي يقوم بها «الجيش الحر عسكريا» من أجل تحقيق هدفها الرئيسي المتمثل بإسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
ميدانيا، شهدت مدينة الرستن في ريف حمص قصفا عنيفا أمس إثر محاولة اقتحام فاشلة قام بها الجيش النظامي أمس، وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «3 جنود سوريين قتلوا أمس أثناء محاولة (فاشلة) قام بها الجيش السوري لاقتحام الرستن فجرا من المدخل الجنوبي للمدينة». وقال: إن «عملية الاقتحام أدت إلى مقتل ما لا يقل عن 3 جنود وتدمير آلية مدرعة، فيما لم ترد معلومات موثقة عن الخسائر البشرية أو المادية داخل المدينة والتي نتجت عن القصف بسبب صعوبة الاتصالات».
وفي حمص، تعرض حي بابا عمرو لقصف مدفعي متقطع منذ ساعات الصباح الأولى أمس، وأفاد المرصد السوري عن «اشتباكات عنيفة دارت بين مجموعة منشقة وقوات من الجيش السوري الذي اقتحم منطقة اللجاة (حمص) واعتقل 4 نساء من أمهات عناصر منشقة». وفي ريف دمشق، شهدت قطنا انتشارا أمنيا كثيفا وإطلاق نار غير مسبوق، في ظل إغلاق الشارعين الرئيسيين في المدينة وفرض منع التجول ومنع المركبات من التحرك. وذكرت لجان التنسيق المحلية أنه تمت مهاجمة مظاهرة طلابية في المدينة، كما سقط عدد من الجرحى إثر إصابتهم بإطلاق نار كثيف ومستمر استهدف دوار المحراب، ومدخل المدينة.
وفي جسر الشغور، أفاد ناشطون عن وصول تعزيزات عسكرية إلى المدينة من جهة اللاذقية، بالتزامن مع تواجد أكثر من 50 آلية عسكرية على الأوتوستراد في منطقة الغسانية، فضلا عن وصول عدد من الدبابات ليلا إلى كرم الزيتون.
وفي الزبداني، واصل الجيش النظامي تنفيذ انتشار عسكري كثيف. وقال ناشطون إنه تمت إقامة حواجز تفتيش متتالية يبعد كل واحد عن الآخر مسافة 50 مترا، في ظل انتشار لقرابة 100 جندي، وتنفيذ عمليات اعتقال طالت عددا من أفراد العائلات النازحة المطلوبين والذين قرروا العودة إلى المدينة.
وفي كفربطنا، قالت لجان التنسيق المحلية إن «القوات النظامية اقتحمت ثانوية الغوطة الشرقية وأجبرت المدير والمدرسين والطلاب على الخروج في مسيرة مؤيدة للنظام»، في وقت استمر فيه القصف بالأسلحة الثقيلة على مزارع مدينة رنكوس المنكوبة، حيث استمر سماع دوي الانفجارات وإطلاق الرصاص بالتزامن مع عمليات تمشيط واسعة للمزارع، قام بها العناصر الأمنية.
وفي مضايا، أفادت لجان التنسيق عن مقتل طفلين من آل جديد (3 أعوام و9 أعوام)، كما جرح والدهما بعد إطلاق النار على سيارتهم من أحد الحواجز عند مدخل مضايا.
وفي حران العواميد، نفذت قوات الأمن حملة مداهمات واعتقالات طالت ما يقارب 50 شخصا، في موازاة مواصلتها لحملة تخريب للبيوت والممتلكات وإهانة الأهالي منذ 3 أيام شملت كذلك مناطق النشابية والعبادة والقاسمية والعتيبة.
وفي حماه، أصيب 5 أشخاص بجروح وإصابات حرجة نتيجة انهيار منزلهم عليهم، نتيجة قصف قوات النظام للمدينة، فيما ذكر المرصد السوري أن «مدنيا قتل برصاص قناصة في حماه». وفي العاصمة دمشق، ذكرت صفحة «الثورة السورية» على «فيس بوك»، أن مجموعة من الشباب والشابات قاموا «بلصق صور السفاح الأب (الرئيس الراحل حافظ الأسد) وأخيه مع صور مجازر الثمانينات، وصور السفاح الابن (بشار الأسد) وأخيه مع صور مجازر حمص على الحائط الجنوبي لجامع الدقاق»، كما وجهوا «بأقلامهم رسائل استنكارية للمجازر، ورسائل من القلب لأهلنا الصابرين المناضلين على امتداد سوريا الأبية»، قبل أن يقرأوا الفاتحة على «أرواح شهداء الثورة السورية». كذلك، خرجت مظاهرة صامتة في دمشق القديمة جانب جامع الأموي تضامنا مع حمص والمدن المنكوبة، ومظاهرة طلابية في شارع الثورة في حي الحجر الأسود، حيث أطلقت قوات الأمن النار لتفريقها.
بعد انقطاع جميع وسائل الاتصال.. أبناء حمص يتواصلون عبر «الحمام الزاجل»

يعتمدها ناشطو التنسيقيات للاطمئنان على بعضهم والاطلاع على آخر أخبار الثورة

جريدة الشرق الاوسط.. بيروت: كارولين عاكوم ...
بعدما أوقف النظام كل وسائل الاتصال فيما بين «أحياء حمص» المنكوبة وأبنائها، وعلى رأسها حي بابا عمرو، لم يكن أمام الناشطين السوريين في المناطق السورية الأخرى، ولا سيما منها تنسيقيات بعض أحياء حمص القديمة، إلا اعتماد «الحمام الزاجل» للاطمئنان على إخوانهم في الأحياء الأخرى، الذين يرزحون تحت القصف. هذه الوسيلة التي أعاد «ابتكارها» الناشطون السوريون ولا يزالون يعتمدونها منذ عشرة أيام تقريبا، ولا سيما منذ بدء انقطاع الاتصالات عن بابا عمرو، أثبتت فعاليتها بنسبة ما بين 90 و95 في المائة، بحسب الناشط الحمصي أبو يزن، الذي أكد لـ«الشرق الأوسط» أنها أصبحت الوسيلة المتوفرة الوحيدة للتواصل بين أحياء حمص. وهذا أيضا ما بدا واضحا من خلال الفيديو الذي نشره الناشطون على موقع «فيس بوك»، أول من أمس، يصور بالتفصيل هذه العملية، ويتولى الناشط عمر التلاوي شرحها. وفي الرسالة التي وجهتها تنسيقيات حمص القديمة باب السباع إلى تنسيقيات بابا عمرو يطلبون منهم إعلامهم بما يحتاجون إليه من مساعدات وأدوية، وإرشادهم أيضا إلى الطرقات السرية التي فتحها «الجيش الحر» ليتمكن المواطنون من اعتمادها عوضا عن الطرقات الرئيسية التي تتعرض للاعتداء.
ويلفت أبو يزن إلى أن الحمام موجود بشكل كبير في بيوت أحياء حمص، حيث يحرص عدد كبير من أبنائها على تربيته، وهذا ما سهل مهمة رسائل «الحمام الزاجل» التي يعمد الناشطون إلى إخراجها معهم من الأحياء، لتحمّل عند الحاجة إليها، بالرسائل ويطلق سراحها فيما بعد لتتجه إلى مقرها الرئيسي حيث يتلقاها أصحابها، كما حصل في بابا عمرو وفي الأحياء الأخرى، ليتم فيما بعد الرد عليها عبر حمامات أخرى كانت قد استقدمت أيضا من أحياء أخرى للغرض نفسه، وكي تتمكن فيما بعد من معرفة طريق عودتها، إلا في حالات نادرة، تتعرض فيها للقتل على غرار أبناء المنطقة الذين يتعرضون للقصف.
ويشرح التلاوي في «الفيديو» أن ما يعرف بالـ«اتصال الفضائي»، هو الوسيلة الوحيدة التي لا تزال سارية المفعول في بابا عمرو، على الرغم من انقطاعها إضافة إلى كل وسائل الاتصال عن أحياء حمص، وبالتالي فيعمدون، عبر الحمام الزاجل، إلى إعلامهم بأسماء الشهداء خلال الأيام الأخيرة، ليتولى ناشطو التنسيقيات نشرها على شبكة الإنترنت. وفي حين يوجه أحد الناشطين في الفيديو الشكر لبشار الأسد لما له الفضل بالعودة إلى هذه الوسيلة القديمة مذكرا بالأوضاع المعيشية الصعبة التي يعيشها أبناء حمص بعد توقف الأفران عن العمل لمدة أربعة أيام، الأمر الذي جعل النسوة يطعمن أبناءهن الخبز اليابس المبلل، يتولى آخر ربط الرسالة بقدم الحمامة ويطلقها على وقع أصوات الدعوات لها بأن تصل إلى مقرها سالمة.
 
حمص تستغيث لمدها بالخبز والدواء.. والأهالي يجمعون ما توفر لإدخاله لبابا عمرو المنكوب

مواطن حمصي: أولادنا جائعون ونفترش الملاجئ ويسقط أهلنا قتلى أمام أعيننا

جريدة الشرق الاوسط... بيروت: بولا أسطيح.... لا يزال التواصل مع الناشطين في حي بابا عمرو الذي يتعرض ومنذ نحو العشرة أيام لقصف عشوائي دمر الجزء الأكبر من المنازل مقطوعا كليا مع استمرار انقطاع الماء والاتصالات وافتقار أهالي الحي للخبز والدواء.
وقد انكب الناشطون في حي باب السباع في حمص، والذي يفتقر بدوره للمواد الغذائية الأساسية لجمع ما توفر منها لإدخالها لبابا عمرو. وقد أظهر فيديو انتشر على صفحات الثورة عبر الـ«فيس بوك»، عددا من الناشطين يعملون في أحد المخابز في حي باب السباع على جمع بعض الأرغفة وأكياس من البطاطا في شاحنة صغيرة تستعد لدخول بابا عمرو، في وقت وقف العشرات في الصف أمام المخبز عينه بانتظار دورهم للحصول على بعض الأرغفة.
الوضع المأساوي الذي ترزح تحته كل أحياء حمص، يتفاقم وبحسب الناشطين مع مرور الأيام إذ تكثر الأوبئة والأمراض، خاصة أن الطقس البارد وغياب التدفئة يفاقمان الأزمة. ويوضح أحد الناشطين في حمص أن الأولاد ينامون في الملاجئ على أغطية لافتقارهم للفراش حتى، ما يسرع انتشار الأمراض ويعقد المعالجات الجزئية ويقول: «إصرار قوات (الرئيس السوري بشار) الأسد على استهداف المستشفيات الميدانية جعلنا في حال يرثى لها، إذ بتنا نفتقر للدواء والعلاج فإذا ما كانت الإصابة صغيرة تفاقمت خاصة في ظل رفض الأهالي زيارة المستشفيات الحكومية لتيقنهم من أن كل من يذهب إلى هناك سيتم اعتقاله أو تصفيته».
ورد الناشطون سبب إصرار النظام على محاصرة بابا عمرو بهذا الشكل وقصفه بكل أنواع الصواريخ والأسلحة لرغبته بمعاقبة أهاليه الذين رحبوا بالجيش السوري الحر وأدخلوه بيوتهم. وفي إطار تعليقه على الموضوع قال أبو ياسر من حمص: «نحن نعيش اليوم بأسوأ ظروف قد يتصورها عقل بشري، أولادنا جائعون، نفترش الملاجئ ويسقط أقاربنا وأهلنا قتلى أمام أعيننا يوميا فيما العالم يتفرج ويصدر المواقف التي لا تخدمنا بشيء».
وقد أظهر أكثر من فيديو تم تحميله على صفحة تنسيقية بابا عمرو على الـ«فيس بوك» مدى تردي الأوضاع التي يرزح تحتها الأهالي وبخاصة الأطفال، إذ ظهر في أحد المشاهد عشرات الأطفال يفترشون أرض أحد الملاجئ مستغيثين ومطالبين دول العالم بإنقاذهم.
وكانت فرنسا قد حذرت في وقت سابق من خطورة الوضع الإنساني في مدينة «حمص» السورية ووصفته بأنه «غير مقبول وينذر بالانزلاق في محنة إنسانية». وأصدرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بيانا قالت فيه إن قافلة إغاثة تابعة للهلال الأحمر السوري وصلت إلى حمص ويقوم المتطوعون بتوزيع الإمدادات الغذائية والطبية والأغطية على آلاف الأشخاص المتضررين من جراء العنف.
وقالت رئيسة بعثة الصليب الأحمر في دمشق ماريان جاسر، إن «السكان، وخاصة الجرحى والمرضى يتحملون وطأة العنف». وقال النشطاء إن فرق مساعدة الصليب الأحمر ذهبت إلى ضواح يعيش فيها عدد من الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الأسد لكنهم لم يصلوا إلى الأحياء السنية التي تحملت وطأة القصف. وأوضحت لقطات مصورة على موقع «يوتيوب» طبيبا في حي البياضة السوري مع جثث لثلاثة رجال على الأرض وجثة امرأة على طاولة ورجل مصاب على سرير مع عدم وجود ما يشير إلى وجود أدوات طبية، ما عدا أنبوبة الأكسجين. وقال الطبيب إنه ليس لديهم أي دواء أو أدوات أو طاقم، وإن المستشفى هو هذه الغرفة التي تتكون من أربعة أمتار في أربعة أمتار. وأضاف أن الصليب الأحمر لم يصل إلى هناك لأن الجيش يقصفه إذا حاول ذلك، وإن معظم الحالات التي يستقبلونها تموت من النزيف لعدم توفر أي أكياس دم. وقال برنار فاليرو المتحدث باسم الخارجية الفرنسية إن فرنسا تواصل مشاوراتها مع شركائها الدوليين لمناقشة الوضع الإنساني في سوريا وسبل تقديم المساعدة للسوريين بما في ذلك إمكان إنشاء «ممرات إنسانية» داخل سوريا.
المركز السوري لحرية التعبير: اعتقال صحافي ومقتل نحات.. وقلق على كاتب معتقل

قال إن واجب الدولة حماية الصحافيين لا الزج بهم مرارا وتكرارا في أقبية الأفرع الأمنية

بيروت: «الشرق الأوسط».... أعلن المركز السوري للإعلام وحرية التعبير أن الصحافي أحمد صلال قد اعتقل أمس من أمام القصر العدلي بالرقة من قبل المخابرات العسكرية. والصحافي صلال من مواليد مدينة الرقة عام 1987. وهو ناقد روائي ونشر في الكثير من الصحف السورية والعربية. وهذا هو الاعتقال الثالث للصحافي صلال إذ سبق أن اعتقل في دمشق في فبراير (شباط) 2011 من أمام مجلس الشعب ثم اعتقل في أوائل أبريل (نيسان) في دير الزور من قبل الأمن العسكري لعدة أيام حيث تعرض إلى تعذيب شديد هناك.
ودان المركز السوري للإعلام وحرية التعبير اعتقال الصحافي أحمد صلال بشدة. وطالب بالإفراج عنه فورا دون قيد أو شرط، مشددا على أن من واجب الدولة السورية حماية أمن وسلامة الصحافيين والإعلاميين في سوريا لا الزج بهم مرارا وتكرارا في أقبية الأفرع الأمنية، الأمر الذي يعد انتهاكا صارخا للقانون والدستور السوريين بالإضافة إلى جملة المعاهدات الحقوقية الدولية التي صادقت عليها الحكومة السورية.
وكان المركز نعى الفنان السوري مثنى المعصراني الذي توفي الثلاثاء الماضي في مدينة حمص، عن عمر يقارب الستين عاما، برصاص قناص أصابه لدى خروجه إلى صلاة العصر. والفنان مثنى المعصراني، رسام ونحات ويعمل في الزخرفة على الزجاج والخشب أو ما يسمى بالخزف. وهو خريج فنون جميلة من روسيا، وكان مدرسا للفنون لفترة طويلة في مدينة حمص، كما أبدى المجلس «القلق الشديد إزاء أخبار تناقلتها صفحات التواصل الاجتماعي تفيد بمقتل الكاتب السوري حسين عيسو المعتقل منذ 5 أشهر في مدينة الحسكة، من قبل دورية لقوى الأمن التي اعتقلته من منزله». وأشار إلى أنباء تفيد بتردي الوضع الصحي للكاتب عيسو داخل الأقبية الأمنية، حيث ذكرت أن عيسو مصاب بشلل نصفي. يذكر أن عيسو يعاني من مشكلات في القلب، وهناك مخاوف من عدم السماح له بتناول الدواء بانتظام مما يؤدي إلى تدهور في حالته الصحية، كما كان قد أجرى عملية قسطرة قلبية قبيل اعتقاله بوقت قصير.
وطالب المركز بفتح تحقيق فوري وشفاف بالظروف المحيطة التي أدت إلى مقتل مثنى، كما طالب السلطات السورية بالكشف الفوري عن مصير الكاتب حسين عيسو، خصوصا بعد ورود أنباء تفيد بمقتله في المعتقل، كما يطالب المركز بالإفراج عن الكاتب عيسو فورا دون قيد أو شرط أو إحالته إلى محكمة علنية تستوفي شروط الشفافية، إذا ما وجد مسوغ قانوني لذلك. ورأى المركز أن استمرار حالات قتل الصحافيين والإعلاميين والمواطنين في سوريا يعد انتهاكا صارخا للقانون والدستور السوريين اللذين نصا على مسؤولية وواجب الدولة بحماية المواطنين وحقهم في التعبير عن الرأي، خصوصا في أوقات الحرب والنزاعات طبقا لجملة المعاهدات الدولية التي صادقت عليها الحكومة السورية.
عشائر في الأنبار يهبون للدفاع عن الثوار السوريين ويمدونهم بالسلاح للقتال ضد الأسد

تاجر عراقي: اشتريت نفس الأسلحة التي كنت أجلبها من سوريا لأعيدها هناك ثانية

جريدة الشرق الاوسط... الفلوجة (العراق): تيم أرانغو ودريد عدنان* ... منذ وقت ليس بالبعيد عمل السوريون على إرسال الأسلحة والمقاتلين إلى العراق لمساعدة المقاتلين السنّة في خوض الصراع الطائفي، وعلى حين غرة تبدلت الأوضاع إلى الاتجاه المقابل.
خلال الاحتفال الذي أقيم مؤخرا للاحتفاء بالمولد النبوي الشريف على ضواحي هذه المدينة الواقعة غرب العراق يوم السبت سرعان ما تحول الاحتفال إلى مسيرة لتأييد ثوار سوريا، حيث رفع الأطفال العلم السوري، الذي تميزه ألوان الأخضر والأسود والأبيض، الذي كان شعارا للجمهورية في الثلاثينات عقب إعلان الاستقلال عن الاحتلال الفرنسي، وقام آخرون بجمع التبرعات لإرسال المساعدات والأسلحة إلى المقاتلين المعارضين لنظام الرئيس بشار الأسد عبر الحدود.
يقول الشيخ حميد الهايس، الزعيم القبلي الذي التقيناه في مسكنه بالرمادي، عاصمة محافظة الأنبار: «أتمنى لو أستطيع الذهاب إلى هناك بسلاحي كي أقاتل».
وبات من الواضح جليا أن الحرب الطائفية في سوريا بدأت تتحول إلى النزاع الإقليمي الذي طالما كان يخشاه المحللون السياسيون، فتسارع وتيرة الأحداث الأخيرة - بما في ذلك عمليات القصف والاغتيالات التي شهدتها مدن دمشق وحلب وتصاعد وتيرة العنف في شمال لبنان والتي تشكل نتيجة مباشرة للعنف الطائفي في سوريا - يشير إلى أن حكومة الأسد تواجه في الوقت الراهن أيضا خصوما على حدودها.
وعبر المحللون عن توقعاتهم بأن تتحول سوريا إلى ساحة تدريب للحقبة الجديدة من الصراع الدولي، والتي بدأ الجهاديون في التقاطر عليها بالفعل كما هو الحال مع العراق وأفغانستان. فدعت قيادة الآيديولوجية والفرع الأردني من تنظيم الإخوان المسلمين، الأكثر إثارة للقلق، الجهاديين حول العالم لقتال حكومة الأسد.
وتعتبر صحراء العراق الغربية المكان الذي تتضح فيه طبيعة العداء الطائفي أكثر من أي مكان آخر على الحدود، حيث بدأ السنّة في القيام بمسيرات لنصرة المعارضة السورية، وهو ما قد يعزز بمرور الوقت من قوتهم في التعامل مع الحكومة الشرسة التي يقودها الشيعة في بغداد.
ويقول تاجر السلاح، الذي يعمل في الأنبار والذي يلقب نفسه بأحمد المصري: «قبل خمس شهور قيل لي إن الأشقاء في سوريا بحاجة إلى الأسلحة، فقمت بشراء الأسلحة من نفس الأشخاص الذين بعتها لهم من قبل - وهم مقاتلون في الأنبار والموصل - والتي كنت أجلبها من سوريا، وها هي الآن تعود في الاتجاه في المقابل».
أشار الرجل إلى أنه يبيع قذائف المورتر والقنابل اليدوية والبنادق، وأن وسيطه في سوريا عراقي أيضا. وأوضح أن بعض العراقيين يتخلون عن أسلحتهم لإرسالها إلى سوريا، وفي هذه الحالة لم يكن عليه سوى دفع المال من أجل نقلها عبر الحدود.
يضيف المصري: «إنها تجارة جيدة، لكنها ليست سهلة. إنها محفوفة بالمخاطر، لكن هذه هي الحياة».
يتحدث زعماء القبائل والمسؤولون الأمنيون عن تدفق محدود لكنه متزايد للأسلحة إلى سوريا من محافظة الأنبار والمناطق المحيطة بالموصل، المدينة الشمالية التي تشكل مقر جماعة القاعدة في العراق. وقد ارتفعت أسعار السلاح أمام المهربين بصورة كبيرة، فارتفع سعر البندقية الآلية من 300 دولار إلى 2000 دولار، بحسب روايات أحد التجار.
ويشير عبد الرحيم الشمري، رئيس اللجنة الأمنية بالمجلس المحلي، إلى أن المتفجرات والأسلحة كانت تهرب عبر قرية الربيعة الحدودية. ووصف أحد تجار الأسلحة في هذه القرية، وقد طلب عدم ذكر اسمع بسبب طبيعة عمله، عملية تهريب قطع الأسلحة في صناديق السجائر، وأوضح أنه حقق أرباحا بلغت 4000 دولار من بيع بنادق بي كيه سي الرشاشة. وقال إن السوريين عبر الحدود يقايضون الأغنام والأبقار مقابل الأسلحة.
التعاطف مع الثوار السوريين هنا في الأنبار يعود إلى الروابط القبلية التي تعود إلى مئات السنين، وكمنطقة يهيمن عليها السنّة العرب. وقال الشيخ على حاتم السليمان، الذي التقيناه مؤخرا في منزله في بغداد، حيث يربي أسدا ربطه أمام ساحة المنزل: «لدينا قبائل وحدود مشتركة». وقد وصف حاتم الأسد بالجزار وقال إن الرجال في الأنبار، موطن أجداده، كانوا يحاولون بالفعل مساعدة المعارضة. وأضاف مشيرا إلى أن زعماء القبائل في الأنبار سيلتقون هذا الأسبوع لمناقشة سبل دعم الثوار، وقال: «نعم، إنهم يقدمون الأسلحة. يجب عليهم ذلك».
في غضون ذلك يحاول تنظيم القاعدة في العراق، الذي تراجع عدد أفراده بصورة ملحوظة خلال السنوات الأخيرة، الاستفادة من العنف في سوريا. ونقل التقرير الذي صدر مؤخرا عن وكالة أنباء «ماك كلاتشي» عن مسؤولين أميركيين لم يسمِّهم أن «القاعدة» في العراق تقف خلف التفجيرين الانتحاريين في دمشق، وربما التفجيرات التي وقعت يوم الجمعة في حلب. وأوضح المسؤولون في المقابلات التي أجريت معهم في بغداد أنهم يعتقدون أن ذلك أمر متوقع لكن لا توجد أدلة تؤكد ذلك.
وكان أيمن الظواهري، زعيم تنظيم القاعدة، قد أصدر بيانا يوم السبت حث فيه المسلمين في المنطقة - وذكر العراق على وجه التحديد - لدعم الانتفاضة، بحسب موقع «سايت» الاستخباري، الذي يراقب المواقع الجهادية.
وفي الأردن أطلقت جماعة الإخوان المسلمين، التي تحظى بنفوذ كبير على الساحة الأردنية، دعوة لحمل السلاح، لما وصفته بالواجب على المسلمين في كل مكان للوقوف في وجه حكومة الأسد في سوريا في حرب مقدسة، باستخدام أي وسيلة ضرورية. وقالت الجماعة على موقعها: «دعم الشعب السوري والجيش السوري الحر واجب، لأنهم يواجهون ظلم وقمع النظام».
من ناحية أخرى قالت منظمة القاعدة في العراق، التي يشار إليها بدولة العراق الإسلامية على موقعها على الإنترنت: «حارب الكثير من السوريين إلى جانب دولة العراق الإسلامية، وقد سعدنا عندما علمنا بوصول مقاتلين عراقيين يقاتلون إلى جوار إخوانهم في سوريا». وقد نصحت الجماعة الثوار السوريين باستخدام قنابل على جانب الطريق التي أثبتت فعاليتها في حرب العراق». وأصر بعض زعماء القبائل في الأنبار، حيث تحظى «القاعدة» بدعم محدود، على أن المساعدة التي تقدمها منطقتهم لسوريا هي مساعدات إنسانية فقط، فقال مسؤولون في الفلوجة إنهم سيقيمون معسكرا توقعا لنزوح لاجئين إلى الأراضي العراقية.
يقول فيصل العيساوي، عضو المجلس المحلي لمحافظة الأنبار: «الناس هنا يرغبون في مساعدة الناس في سوريا، لا بالأسلحة، بل ما يمكنهم تقديمه لهم».
وفي إشارة إلى فتح سوريا لحدودها أمام مئات الآلاف من اللاجئين العراقيين خلال الحرب في العراق، قال: «نشعر بالتزامنا بالوقوف إلى جانب الشعب السوري، تماما كما وقفوا إلى جوارنا».
وكانت الحكومة العراقية التي تهيمن عليها أغلبية شيعية قد انتهجت خطا متوازنا تجاه سوريا، حيث قدمت دعما مباشرا، لا للحكومة السورية أو المعارضة. وقال هوشيار زيباري، وزير الخارجية العراقي: «نحن جيران دائمون، فهي أشبه بالمكسيك بالنسبة للولايات المتحدة، مع فارق في سوريا وهو أن الجميع يخشى من تداعياته». وأضاف زيباري: «هذا لا يعني أننا ندعم نظام الأسد، وفي الوقت ذاته لا يمكن أن نعارض الشعب السوري».
يتمثل تأثير إيران في كيفية حساب العراق للسياسة السورية، فالحكومة الإيرانية قد تكون الصديق الأقرب لحكومة الأسد، والعراق لا يرغب في التفريط في إيران، التي تمارس قدرا من التأثير النفوذ على القادة العراقيين، وتدعم الميليشيات هناك. وهناك خشية أيضا من أنه إذا ما سقطت سوريا فسوف تعوض إيران خسارة حليف في سوريا عبر بسط نفوذها على الشؤون العراقية.
وفي الأنبار يتضح مدى الغضب تجاه الحكومة المركزية السورية، فقبل ساعات من الحشد الذي تجمع يوم السبت في الفلوجة أقيم حشد مشابه في استاد لكرة القدم في الرمادي، رفع فيه المحتفلون بالمولد النبوي العلم السوري الذي كان مستخدما قبل وصول عائلة الأسد إلى السلطة. فيقول الشيخ محمد أبو ريشة: «نحن هنا لدعم سوريا ونرغب في وقف نزيف الدماء. نحن نريد من الحكومة العراقية دعم الشعب، لا القتلة. إنهم يساعدون الحكومة السورية التي تقتل هؤلاء المسلمين».
* خدمة «نيويورك تايمز»
ناشطون سوريون: نرفض تدخل تنظيم القاعدة بشؤون «ثورتنا»

ردا على دعوة الظواهري للجهاد ضد النظام

بيروت: بولا أسطيح لندن: «الشرق الأوسط».... أكد ناشطون سوريون رفضهم تدخل تنظيم القاعدة بشؤون «ثورتهم» غداة الكشف عن دعوة أطلقها زعيم التنظيم أيمن الظواهري أعلن فيها دعمه لـ«الانتفاضة» في سوريا داعيا إلى «الجهاد».
وأعلنت الهيئة العامة للثورة السورية في بيان «نرفض بشكل قاطع هذا التصريح وأي محاولة تدخل لتنظيم القاعدة في شؤون ثورتنا».
وشددت الهيئة في بيانها على أنه «شعب يناضل في سبيل حريته وكرامته وبناء دولة وطنية ديمقراطية تساوي بين المواطنين جميعا وتدافع عن الحقوق الوطنية المشروعة وتقيم علاقات إقليمية ودولية على أسس الحق والتعاون وتبادل المصالح».
والهيئة العامة للثورة السورية أعلنها ناشطون ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد في أغسطس (آب) الماضي لضم كل تجمعات المحتجين داخل سوريا والمعارضين في الخارج «لتكون ممثلا للثوار في كل أنحاء سوريا».
وكان الظواهري أكد في تسجيل مصور جديد دعمه «للانتفاضة» في سوريا، داعيا «أسود الشام» إلى «الجهاد» وعدم الاعتماد على العرب والغرب وتركيا.
وبدوره، علّق مؤسس التيار السلفي في لبنان الشيخ داعي الإسلام الشهال على دعوة زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري مسلمي لبنان والأردن وتركيا والعراق لنصرة أهل سوريا معتبرا أنّه «جدّد الدعوة لدعم الحالة الجهادية في سوريا في وجه ظلم وطغيان نظام الرئيس السوري بشار الأسد»، لافتا إلى أن «دعوة الظواهري هذه تتلاقى مع باقي الدعوات في هذا الإطار علما أنها قد تعطي زخما للثورة وتحمّس البعض على الرغم من أن هذا الجو أصلا موجود».
وفيما شدّد الشيخ الشهال على أن «التيار السلفي في لبنان لا يتأثر بدعوات مماثلة سواء أيّدها أو عارضها لأنّه لا يتبع للقاعدة»، ذكّر بأن «التيار السلفي نشأ في لبنان قبل وجود القاعدة وهو مستقل تنظيميا حتى عن التيارات الأخرى الموجودة في العالم الإسلامي ولو كان معها في الخندق نفسه.» وقال لـ«الشرق الأوسط»: «نحن ندعو لبذل الجهود وتشابك الأيدي وتكاتف الأفراد والجماعات لنصرة أهل سوريا» موضحا أن «التيار السلفي في لبنان يعمل على تزخيم تحركاته في هذا الإطار من خلال المثابرة والإسراع»، داعيا «الجميع لنصرة الثورة السورية بما هو متاح لأنّه لم يعد من مصلحة أحد التواني في دعم الثورة وذلك لأن الأرواح تزهق يوميا بالعشرات والمئات كما أن التأخر بانتصار الثورة يعقّد المسألة السورية كما الوضع الإقليمي أكثر فأكثر».
وتوجه الشهال للقوى الدولية الكبرى قائلا: «لا تظنوا أنكم بتراخيكم تؤمنون البديل على نار هادئة فالشعب السوري يفقد الثقة بكم وهو يتجه بعكس الرياح التي تتوقعونها كونه بدأ يكفر بالديمقراطية التي بات يعتبرها مجرد شعارات فيما المصالح هي التي تحكم السياسات الدولية وأمن إسرائيل هو الأولوية».
السعودية تشدد على ضرورة اتخاذ إجراءات حاسمة في شأن الملف السوري
رحبت في جلسة مجلس الوزراء بدعوة تونس لاستضافة مؤتمر أصدقاء سوريا
الرياض: «الشرق الأوسط»... شدد مجلس الوزراء السعودي على اتخاذ إجراءات حاسمة في شأن الملف السوري، وذلك بعد أن فشلت أنصاف الحلول في وقف مجزرة سوريا «التي تفاقمت دون أي بارقة أمل لحل قريب يرفع معاناة الشعب السوري الشقيق ويحقن دماءه». وقد أعرب المجلس في هذا الشأن عن ترحيب السعودية بالمؤتمر المقرر انعقاده في الرابع والعشرين من شهر فبراير (شباط) الحالي. وكان المجلس قد نوه بالبيان الصادر عن مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية وما اتخذه من إجراءات وتدابير لحل الأزمة السورية. جاء ذلك في الجلسة التي عقدها مجلس الوزراء في قصر اليمامة بمدينة الرياض، بعد ظهر أمس، برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، الذي أطلع المجلس على الرسائل والمباحثات والمشاورات التي جرت خلال الأيام الماضية، مع بعض قادة الدول ومبعوثيهم، حول العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها وتطور الأحداث في المنطقة والعالم، ومن ذلك لقاؤه العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ومباحثاته مع الرئيس الكوري لي ميونغ باك، واستقبالاته لضيوف الجنادرية، وقائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال جيمس ماتيس. وأوضح الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين، وزير الشؤون الاجتماعية وزير الثقافة والإعلام بالنيابة، لوكالة الأنباء السعودية، عقب الجلسة، أن مجلس الوزراء رفع خالص الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين على ما يوليه من اهتمام ورعاية للنشاطات الثقافية ودعم لمسيرة الثقافة في المملكة والعالم العربي، وتشجيع وتقدير للمخترعين والموهوبين المتميزين في المجالات العلمية، وتطرق في هذا الشأن إلى رعايته لانطلاقة المهرجان الوطني للتراث والثقافة في دورته السابعة والعشرين في الجنادرية، مشددا على المضامين المهمة لكلمة خادم الحرمين الشريفين لدى استقباله ضيوف المهرجان وما اشتملت عليه من ترحيب السعودية بكل من فيه خير لدينه ووطنه وأمته العربية والإسلامية، وإشارته إلى اهتزاز ثقة العالم كله في الأمم المتحدة، إثر فشل مجلس الأمن في التعامل مع الأزمة السورية، وتأكيده أن الدول مهما كانت لا يمكن أن تحكم العالم كله وإنما يجب أن يحكم العالم العقل والإنصاف والأخلاق.
وعربيا، رحب المجلس بإعلان الدوحة الذي وقع بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل بشأن المصالحة الوطنية الفلسطينية، وأعرب المجلس عن أمل المملكة «أن تسهم هذه الخطوة الإيجابية في إنجاز ما تم الاتفاق عليه، ترسيخا للوحدة الوطنية الفلسطينية بما يحقق تطلعات الشعب الفلسطيني الشقيق».
 
سوريا وكذبة تنظيم القاعدة

طارق الحميد... جريدة الشرق الاوسط.... محزن حال السوريين فهم بين نارين: نار نظام طاغ وقاتل، ونار من يحاول النيل من ثورتهم تحت أي عذر، على الرغم من كل ما قدموه من تضحية طوال الأحد عشر شهرا الماضية، وآخر مسلسلات الاضطهاد تلك التي يعانيها السوريون، وتعانيها ثورتهم، هو محاولة الاستدلال بحديث أيمن الظواهري عن سوريا للقول إن «القاعدة» تدعم الثورة السورية.
فما إن صرح زعيم «القاعدة» الظواهري داعيا إلى ما سماه بالجهاد في سوريا حتى هب البعض ليقول إن ما يحدث في سوريا هو بدعم من «القاعدة»، أو إنه دليل على وجودها هناك، وهذا تبسيط، إن لم يكن رغبة في التواطؤ ضد السوريين العزل أنفسهم! وقد يقول قائل: كيف؟ الإجابة بسيطة، فتصريحات الظواهري عن سوريا ليست الأولى من نوعها، فقد سبق أن دعا للثورة في سوريا قبل أشهر كثيرة، وقبل أن تصل الثورة إلى ذروتها الحقيقية، كما سبق للظواهري أن أشاد بالربيع العربي، بل قال ما هو أشد مما قاله عن سوريا حين دعم الثورة المصرية، والتونسية، وكذلك الثورة الليبية، حيث حذر الليبيين من أطماع حلف الناتو، كما طالب الظواهري الجزائريين بالثورة على نظامهم الحاكم. فلماذا لم يقلق أحد حينها من تلك التصريحات، بينما نجد اليوم من يحاول القول إن الثورة السورية مدعومة من «القاعدة»؟
فالظواهري لم يُشد بالربيع العربي فحسب، بل قال إنه يشكل «ضربة قاصمة» للولايات المتحدة الأميركية، وقال إن الربيع العربي «حرر الآلاف من سجناء الحركات الإسلامية من السجون، بعد أن كانوا قد سجنوا بأوامر مباشرة من أميركا». وعلى الرغم من كل ذلك فإننا لم نسمع من يقول، سواء كانوا دولا أو أفرادا، بأن الربيع العربي يأتي بدعم «القاعدة»! بل على العكس لم يأبه أحد وقتها لكلام الظواهري، حيث هب الغرب مطالبا مبارك بالتنحي، وسعى الغرب نفسه لإنجاح المبادرة الخليجية تجاه اليمن، وضمان رحيل صالح، على الرغم من أن «القاعدة» كانت دائما إحدى أوراق اللعبة بيد صالح، مثله مثل نظام بشار الأسد!
ولذا فإن التخويف من «القاعدة» في سوريا ما هو إلا محاولة جديدة للهروب من استحقاقات حماية المدنيين العزل، ومحاولة لتبرير جرائم طاغية دمشق، الذي يمثل خطرا حقيقيا على وحدة سوريا، وشعبها، أكثر من خطر «القاعدة» نفسها. فالنظام الأسدي هو من سعى لتكريس الطائفية في سوريا ليخيف الأقليات، ويجبرها على الوقوف مع نظامه، مثلما سبق لنفس النظام، وبمساعدة من إيران، الاستفادة من «القاعدة» طوال الأعوام العشرة الماضية سواء في العراق، أو خلافه. وهذا الأمر ليس بسر، بل هو أمر معروف لدى كل الأجهزة الاستخباراتية المعنية في المنطقة، وحتى الغرب.
وعليه، فإن ما يجب أن ندركه اليوم هو أن التأخر في رحيل طاغية دمشق، وإطالة منظر الدم، والقتل، والرعب، في سوريا هو الذي من شأنه تصعيد، وتبرير، العنف والقتل، وتفجير الأوضاع، وليس الحديث عن «القاعدة» كما يحاول البعض القول اليوم! هذا ما يجب أن يدركه الجميع، وخصوصا الحريصين على وحدة سوريا، وسلامة شعبها الأعزل.
 
المعارضة السورية وخذلان شعبها

عبد الرحمن الراشد... جريدة الشرق الاوسط.... كما حدث في مصر وليبيا، وقبلهما في تونس، فإنه منذ أن ثارت سوريا لم يكن للمعارضة، الفردية والجماعية، تلك التي في الداخل والتي في المنافي، أي دور في إطلاقها أو رعايتها. مع هذا تبقى المعارضة مفتاح إنجاح أو إفشال الثورة السورية. وفي نظري المعارضة تتحمل مسؤولية أزمة الثورة التي تعيشها حتى الآن. عشرات الآلاف يخرجون كل يوم ويخاطرون بأنفسهم وأولادهم لكن بدون نتيجة. ويمكن تلخيص أزمة الثورة السورية في أن عاما انقضى دون نتيجة سياسية. كل الدول المتعاطفة معها تعلق نقل الشرعية من نظام الأسد إلى الشعب السوري لأنه لا يوجد ممثل متفق عليه.
نحن الآن أمام مشهد غريب، الشعب يجاهد لإسقاط النظام لكن لا يوجد وريث. وتشرذم المعارضة هو الذي أفسد على الشعب السوري فرص بناء دولة في الخارج، وأتاح للنظام اللعب على كل الدول وتخويفها، بما فيها الحكومات التي تتمنى زوال نظام دمشق. غياب معارضة موحدة مكن النظام من تفكيك النسيج الاجتماعي للشعب إلى فئات بعضها يشك في البعض الآخر، ويتهيأ ضده لما بعد سقوط النظام.
فشل المعارضة تسبب في استفراد النظام بالشعب الثائر، وارتفاع البطش، وزيادة الضحايا، وخذلان الجامعة العربية، وطبعا تفويت الفرصة لنقل الشرعية ومحاصرة النظام. روسيا والصين وحتى الولايات المتحدة، كلهم قالوا نرفض الاعتراف بالمعارضة لأننا لا ندري بأي معارضة نعترف، ولا نريد أن نكون طرفا في مشكلة جديدة ونحن نحاول أن نحل مشكلة قائمة. اجتماعات الوزراء في القاهرة تحت سقف الجامعة العربية فشلت في تمرير الاعتراف بالمعارضة لأنه لم يكن هناك اسم وعنوان لهذه المعارضة.
أما آن لرموز سورية تاريخية وقيادات جديدة إدراك حجم الضرر الذي ألحقوه ببلدهم وشعبهم، والانتباه إلى أنهم يفوتون فرصة تاريخية لتغيير النظام قد لا تتاح لهم بعد ذلك؟
المعارضة السورية تعكس بشكل طبيعي فسيفساء المجتمع واتجاهاته، وليست مطالبة بأن تلغي اختلاف توجهاتها ورؤاها، إنما المتوقع منها أن تلتقي في إطار ديمقراطي يرتضي آلية عمل مشتركة ويقبل بالحد الأدنى من الاجتماع على أهداف مشتركة.
لقد تحدى الروس الجانب العربي المتعاطف مع الشعب السوري بأن يقدم بديلا يتفق عليه السوريون في المعارضة. ورفضت الدول العربية طرد النظام من الجامعة بسبب غياب البديل المتفق عليه. وفشلت دعوات منظمات وجماعات وقيادات عالمية، مثل السيناتور ماكين، بتسليح المعارضة، ولم تنجح دعوات افتتاحيات الصحف العالمية أيضا لتسليح المعارضة. أيضا، دول الخليج التي خاطرت بمواجهة نظام دمشق الشرس، وخطر مواجهة حليفته طهران، أعلنت أنها تريد دعم المعارضة، وحثت الجامعة العربية على السماح بتقديم جميع أنواع الدعم، بما فيه الدعم العسكري، لكنها لا تعرف أي معارضة تدعم، معارضة الدوحة، أو أنقرة، أو باريس، أو ماذا؟
المعارضة تفشل الثورة، وليس النظام السوري، بعجزها عن الاجتماع تحت تنظيم يؤكد صوتها. ولو مرت الأسابيع المقبلة باستمرار الفشل، فإن المعارضة تكون هي من ذبح الثورة وخانت ملايين السوريين الذين يتطلعون إلى يوم بدون هذا النظام الشرير.
 
 
 
 
 
 
 

المصدر: جريدة الشرق الأوسط اللندنية

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 154,713,070

عدد الزوار: 6,962,442

المتواجدون الآن: 73