اشتباكات عنيفة في حمص بين الجيش السوري وجنود منشقين..عائلات سورية نازحة إلى الشمال اللبناني تعاني «شظف العيش».. وهاجس الملاحقة

المعلم يتهم واشنطن بالتورط مباشرة في اعمال العنف في سوريا..الأزمة السورية كشفت مصالح وارتباطات الإعلام العراقي

تاريخ الإضافة الثلاثاء 8 تشرين الثاني 2011 - 4:26 ص    عدد الزيارات 2444    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

المعلم يتهم واشنطن بالتورط مباشرة في اعمال العنف في سوريا
المعارضة: مهلة جديدة تمنحها الجامعة العربية لنظام دمشق
بهية مارديني
اتهمت أطراف في المعارضة السورية، جامعة الدول العربية بمنع نظام بشار الأسد المزيد من الوقت لقمع الاحتجاجات المطالبة برحيله، ويأتي ذلك غداة اجتماع ستعقده الجامعة يوم السبت المقبل للتباحث في عدم تطبيق هذا النظام للمبادرة التي تنص على وقف العنف والجلوس على طاولة الحوار الوطني.
ما زالت التظاهرات المناوئة للنظام السوري مستمرة والقمع كذلك، في معادلة تفرض على طرفي الصراع اختبار كل ما لديهم من إمكانيات وأساليب لتحقيق المكاسب ودرء المخاطر، وقد تعقد المشهد مع المهل الزمنية المتتابعة التي تمنحها الجامعة العربية للنظام في دمشق والتي تعتقد المعارضة أن الأسد يستخدمها للضغط على المحتجين من اجل اخماد ثورتهم التي بات سقف مطالبها لا يقف عند حل المطالبة بإصلاحات وإنما الدعوة الى رحيل الرئيس بل وحتى إعدامه.
ومع استمرار الثورة في سوريا، يرى مراقبون ونشطاء ومعارضون أن الثورة نجحت حتى الآن في تحقيق سلسلة إنجازات يمكن تحديدها بالآتي: تأسيس المجلس الوطني الإنتقالي الذي تنضوي تحت غالبية أطياف المعارضة، وكذلك تشكيل ما بات يعرف باسم "جيش سوريا الحر" بالإضافة إلى كسر السوريين حاجز الخوف والتمسك في مطالبهم.
وقد وقف العرب في موقف المشدوه أمام ما يجري في سوريا من تطورات متلاحقة، ولا يجدون في جعبتهم الكثير من الخيارات بسبب موقع سوريا الإستراتيجي وقربها من إسرائيل وعلاقتها مع إيران وحزب الله وفصائل فلسطينية، وبعد جهود متواصلة تمكنوا من بلورة مبادرة تقضي بالدعوة إلى حوار وطني في سوريا، لكن هذه المبادرة يؤخذ عليها عدم تحديدها لسقف معين لهذا الحوار، وتعّقد المشهد اكثر فاكثر مع استمرار القمع الذي يتبعه النظام ضد المتظاهرين، وهو ما دفع الجامعة العربية على ما يبدو إلى انتقاد النظام السوري والدعوة إلى إجتماع إضافي على مستوى وزراء الخارجية يوم السبت المقبل.
وعدم تمخض الجامعة العربية عن موقف حاسم تجاه النظام السوري، جعلها في مرمى انتقادات المعارضة، فقد قال شلال كدو القيادي في الحزب اليساري الكردي في سوريا إن الجامعة العربية منحت مهلة جديدة لنظام بشار الأسد عندما أجلت اجتماع وزراء الخارجية العرب حتى السبت القادم، معتبرًا أنها" دون شك مهلة جديدة للنظام وسيتبعها مهل اخرى بكل تأكيد".
وحول أسباب ذلك رأى في تصريحات خاصة لـ"ايلاف" "أن الجامعة العربية ليست مهيئة الآن لتعمل على تدويل الملف السوري، وهي منهمكة لمنح النظام مهلة تلو الاخرى لأنها لا تستطيع الوقوف حتى هذه اللحظة في وجه النظام السوري صراحة، فهي تعتقد بأن النظام يمتلك العديد من اوراق القوة الداخلية وكذلك الاقليمية". وكانت قطر دعت إلى عقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب يوم السبت بشأن مناقشة التطورات الجارية في سورية.
وحول تصعيد حدة القتل والاعتقالات من طرف النظام، أشار كدو الى أن "التصعيد المستمر من قبل النظام ضد المتظاهرين العزل ولا سيما في أول ايام العيد الاضحى المبارك، أن دل على شيء، إنما يدل على أنه غير آبه بمقدسات الشعب السوري البتة، وهو ماض في خيار القمع والتنكيل بالناس العزل، والذي فضله على الخيارات الاخرى منذ الانطلاقة الاولى للثورة السورية، رغم موافقته التكتيكية على مبادرة الجامعة العربية التي لم تجف حبرها بعد ولم يتوقف في الوقت ذاته آلة القتل ولو لبرهة واحدة."
وكان قتلى مدنيين قد سقطوا أول أيام عيد الاضحى المبارك في أكثر من محافظة سورية .
فيما أكد القيادي الكردي"أن النظام السوري يسعى الى كسب الوقت وشراءه بأغلى الاثمان، ليتسنى له قمع المظاهرات والاحتجاجات، في محاولة للسباق مع الزمن بسبب خشيته من تدويل الازمة، وبات يعلم الآن اكثر من اي وقت مضى، بأن تعريب المسألة السورية خير من تدويلها، لان النظام العربي الرسمي لا زال في غالبيته يسعى الى انقاذ النظام ويضمر له دعماً اكيداً، الامر الذي يفسر مبادرات الجامعة العربية الخجولة ومواقفها الداعمة للنظام" .
من ناحية اخرى قال كدو "أن الشعب السوري شبع من الوعود الوهمية التي يطلقها النظام بين الفينة والاخرى، ولا يوجد هنالك من يثق بوعوده في الاصلاح او الاحتكام إلى لغة الحوار أو اجراء اصلاحات من شأنها أن تؤدي إلى تراخي قبضتة الحديدية، فضلاً عن أنه لا يؤمن بضرورة وجود المعارضة من الآساس، لذا فأنه يراوغ بحنكة ودهاء شديدين لكسب مزيد من الوقت لعله يتمكن من اخماد الثورة المستمرة ضده، لكن هيهات ان يفلح في مساعيه، لأن الجماهير الثائرة لا يمكن أن تتراجع نحو الخلف بعد ثمانية اشهر من اراقة الدماء."
وأضاف "أن تشتت المعارضة السورية بين عدة مجالس، وعدم وضوح رؤيتها لسوريا المستقبل، وفشلها حتى هذه اللحظة في توحيد صفوفها وفي تقديمها البديل الديمقراطي التوافقي بين مختلف مكونات الشعب السوري، يمنح النظام قوة اكثر ويوفر له الذرائع للمضي قدماً في سلوكه الارعن تجاه المتظاهرين.
مضى قائلاً: "وفي هذا المضمار رأينا كيف أن بعض رموز المعارضة ولا سيما قادة المجلس الوطني الأخير يترجمون حرفياً سياسات بعض الدول الاقليمية، وكأنهم لسان حال تلك الدول، حينما اجهروا بمواقفهم ضد الكرد ليس في سوريا وحدها فحسب، وإنما في اجزاء كردستان الأخرى ايضاً."
وشدد على" أن الأكراد السوريين ثاني أكبر مكون رئيسي بعد العرب في البلاد، ولا بد أن تعي المعارضة السورية هذه الحقيقة الساطعة، وأن تنطلق في كافة مشاريعها المستقبلية من حقيقة ان سوريا بلد يتشارك فيه شعبان رئيسيان، هما العرب والكرد، اضافة الى المكونات الاخرى".
موضحا أنه "لا يمكن أن يدّعي هذا المجلس او ذاك تمثيل الشعب السوري، اذا غُيّب عنه المكون الرئيسي الثاني. من هنا فأن افضل الحلول هو ان يتوافق الجميع على سوريا ديمقراطية علمانية برلمانية تعددية اتحادية، يحصل فيها كل ذي حق على حقه".
دمشق تتهم واشنطن
واتهمت دمشق واشنطن الاحد ب"التورط مباشرة" في اعمال العنف التي تشهدها سوريا منذ منتصف آذار/مارس، مؤكدة ان دعوة الخارجية الاميركية الناشطين السوريين لعدم الاستجابة لعرض النظام بالعفو عنهم مقابل تسليم انفسهم هي "محاولة لتعطيل" المبادرة العربية التي "تبذل دمشق كل الجهد لتطبيقها".
ونقلت وكالة الانباء السورية الرسمية سانا عن وزير الخارجية وليد المعلم قوله ان "سوريا ترى في دعوة الخارجية الاميركية للمسلحين عدم تسليم أسلحتهم تورطا مباشرا للولايات المتحدة بإحداث الفتنة والعنف في سوريا التي كلفت الشعب السوري جيشا وشرطة ومواطنين الكثير من الضحايا الابرياء".
واضاف ان "سوريا ترى في دعوة الولايات المتحدة هذه تشجيعا للمجموعات المسلحة على الاستمرار في عملياتها الاجرامية ضد الشعب والدولة ونفيا واضحا لسلمية التحركات في سوريا ورغبة وعملا ومحاولة لتعطيل عمل جامعة الدول العربية ومبادرتها التي تعمل على وضع حد للأزمة في سوريا واستعادة الامن والاستقرار للمواطنين".
واشار المعلم الى انه وبعد ان اتخذت سوريا "خطوة هامة جدا لوقف العنف بأن دعت حملة السلاح إلى تسليم سلاحهم وأن يصار إلى إخلاء سبيلهم فورا فوجئت" بالدعوة الاميركية "لهؤلاء المسلحين بعدم تسليم أسلحتهم الى السلطات السورية".
وكانت فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم الخارجية الاميركية نصحت الجمعة الناشطين السوريين بعدم تسليم انفسهم الى النظام بعد ان عرض العفو عمن يسلم سلاحه، وقالت "لا انصح احدا بتسليم نفسه لسلطات النظام في الوقت الراهن"، معربة عن قلقها على سلامة من يفعل ذلك.
واوضحت سانا ان المعلم وجه رسائل احتجاجية على الموقف الاميركي الى نظرائه في كل من روسيا والصين والهند وجنوب افريقيا والبرازيل وكذلك الى رئيس وأعضاء اللجنة الوزارية العربية والامين العام لجامعة الدول العربية والامين العام للامم المتحدة ورئيس مجلس الامن.
واكد المعلم في رسائله ان "الحكومة السورية قد تعاملت بايجابية مع مبادرة الجامعة العربية وتبذل كل الجهد لتطبيقها".
ودعا الوزير السوري الجهات التي راسلها الى "اخذ العلم بتورط الولايات المتحدة الفعلي بالاحداث الدامية في سوريا وإدانة هذا التورط وعمل كل ما يلزم لوضع حد له ومساعدة الحكومة السورية على توفير البيئة المناسبة من أجل تنفيذ الاتفاق الذي جرى بين سوريا والجامعة العربية".
وكان النظام السوري وافق الاربعاء على خطة عربية للخروج من الازمة تنص على وقف تام لاعمال العنف والافراج عن جميع الذين اعتقلوا على خلفية الحركة الاحتجاجية وسحب الجيش من المدن والسماح بدخول مراقبين وصحافيين دوليين تمهيدا لعقد مؤتمر حوار وطني بينه وبين كافة اطياف المعارضة السورية.
ولكن جامعة الدول العربية اتهمت دمشق الاحد بعدم تنفيذ الالتزامات التي وافقت عليها في الخطة العربية، بينما شدد نظام الرئيس بشار الاسد قمعه للحركة الاحتجاجية المطالبة بتنحيه وقتل في اول ايام عيد الاضحى 19 مدنيا على الاقل، غالبيتهم في حمص (وسط)، بحسب ناشطين.
 
وجهات نظر متباينة تنطلق من زوايا حزبية وخوف من المستقبل
الأزمة السورية كشفت مصالح وارتباطات الإعلام العراقي
عبدالجبار العتابي من بغداد
تتباين مواقف الإعلام العراقي من الأزمة السورية مع تباين توجهاته. ففيما وجد بعض الإعلاميين العراقيين ان الإعلام الرسمي يؤيد بقاء نظام الاسد وإجرائه إصلاحات، رأى البعض الآخر ان موقفه يشوبه الغموض، بينما الإعلام الحزبي يتختلف تغطيته باختلاف جهاته الممولة الخاص وعلاقاتها بالنظام.
قال اعلاميون عراقيون ان الاعلام في بلدهم يتصف بالتباين في تصديه لما يجري في سوريا من احتجاجات وان مر عليها نحو ثمانية اشهر، وهذا التباين يعود الى توجهات اصحاب وسائل الاعلام هذه، سواء كات حكومية او حزبية، حسب ظروف العلاقات ما بين النظام السوري والوسيلة الاعلامية سواء كانت صحيفة او اذاعة او قناة تلفزيونية فضائية ومن يصدرها او يمولها.
مصالح ومواقف وشعارات
يقول الدكتور محمد بديوي الشمري، الاعلامي والكاتب والاستاذ في الجامعة المستنصرية: "السؤال عن موقف الاعلام العراقي من احداث سوريا يستبطن خطأً دارجاً بوجود اعلام يحمل من المشتركات ما يؤهله لهذا الوصف (لاعلام العراقي). والواقع ان مشهد وسائل الاعلام في العراق مكون من "اعلامات" ان صح التعبير وليس اعلاما واحدا ممكن ان نتساءل عن موقفه بالصيغة الجمعية."
وأوضح أن وسائل الاعلام في العراق تنقسم اليوم الى قسمين رئيسين هما: وسائل الاعلام الحزبية ووسائل الاعلام التي تدور في فلك الاحزاب والتيارات السياسية والدينية وان حملت شعارات الاستقلالية الخالية من اي مضمون، مشيراً إلى أنه في القسمين فان هذه الوسائل تقرأ المشهد المحلي والعربي والعالمي وعلى اصعد كافة من زاويا حزبية بكل ما تحمله من مصالح ومواقف وشعارات.
وأكد أن الأزمة السورية كانت إحدى المناسبات المهمة للكشف عن ارتباطات وسائل الإعلام العراقية خاصة الفضائيات، وقال إن "الوسائل المحسوبة على الخط الايراني في العراق تكاد تهمل اخبار المذابح التي يرتكبها النظام في سوريا ضد المحتجين وفي المقابل تبالغ الوسائل المحسوبة على خط النظام الرسمي العربي في وصفها لما يحدث هناك. وعلى الرغم مما خلقه هذا الموقف المزدوج والمتداخل من بلبلة لدى الرأي العام العراقي، فانه سهّل عليه فرز وسائل الاعلام ومعرفة الاجندات التي تعمل تلك الوسائل من داخلها، الامر الذي عزز هاجس فقدان الثقة القائم اصلا بين الجمهور العراقي ووسائل الإعلام، المصنفة عراقيا على أسس ومعايير مختلفة بعضها لا يتعلق الا بالمسمى فقط".
 الإعلام الرسمي والطائفي مع الاسد
اما الدكتور سعيد عبد الهادي، الاعلامي والمحلل السياسي والاستاذ في جامعة بغداد، فقال: "أعتقد أننا من الممكن أن نتحدث عن توجهات متعددة في الإعلام العراقي، اذا ما كنا نقصد به الإعلام الرسمي الذي نقصه واضح في الوضع في سوريا، أي أنه إلى حد ما مع بقاء نظام بشار الاسد وإجرائه إصلاحات بما يتناسب والوضع الحالي في المنطقة ككل، وهناك موقف إعلام قنوات حزبية متعددة قريب من موقف الحكومة. في حين هناك قنوات اعلامية تقف الى جانب بشار الاسد بلا تحفظ وهناك قنوات ربما يدفعها تمويلها الخاص او تدفعها طبيعة توجهها العام الذي اتخذ منحى طائفيا ذهبت الى الوقوف بوجه بقاء نظام الاسد وتعزيز حركة التمرد في سوريا وتسليط الضوء المتواصل حول حركات التمرد. وبالتالي لا نستطيع التحدث عن موقف موحد للاعلام في العراق لكونه متعدد لا يحكم بمنظومة موحدة كما هو واقع الحال في الاعلام العربي".
وأضاف: "ربما الحرية الاعلامية المتاحة للاعلام العراقي تجعل منه اعلاما يعطي رؤية خاصة تعبر عن شريحة ما او حزب ما، ولا يعطي موقفا يعبر عن موقف العراقيين ككل، وهنا من الصعب جدا ان نتحدث عن رؤية موحدة يجتمع العراقيون حولها تجاه الوضع في سوريا".
وأوضح: "لكن عموماً، نستطيع ان نتحدث عن قاسم مشترك هو ان قضية الاصلاح في سوريا ضرورية، وقد شهدنا نحن في العراق تجربة لحزب البعث ربما تقترب الى حد ما او تبتعد في بعض جزئياتها عن الحكم في سوريا، كل هذا يجعل من مجموع الشرائح العراقية بمختلف اطيافها واثنياتها تميل الى احداث اصلاحات تتناسب مع الوضع في المنطقة وتبعد الحكومة السوريا وحزب البعث فيها عن الإطاحة به كما اطيح بالانظمة العربية الاخرى. علنا نبقي الوضع في العراق الى حد ما مستقراً ايضا بوجود انظمة مستقرة مجاورة، فأي تخلخل في منظومة بلدان الجوار سيؤدي الى تخلخل كبير في منظومتنا الامنية، وهذا ما نخشاه في العراق وربما ما تخشاه معظم الكيانات والكتل الحزبية العراقية".
غموض وارتباك
أما الدكتور فوزي الهنداوي، مدير تحرير جريدة الزمان فيقول: "التغطية الاعلامية لوسائل الاعلام العراقية من صحف وفضائيات واذاعات للاحداث الجارية في سوريا غامضة ويشوبها الارتباك واحيانا تخضع لتوجيهات واجندات مختلفة ومتناقضة. اصلا موقف الحكومة الرسمي تجاه القضية غامض، ليس هنالك موقف موحد لها تجاه ما يحدث في سوريا، وبالتالي ينعكس ذلك على وسائل الاعلام حسب قربها وبعدها من الحكومة".
الاعلام العراقي اكثر عقلانية من العربي
ومن جانبه قال عادل المانع، رئيس تحرير جريدة السياسة عراق: "الصحافة العراقية وكيفية تعاطيها مع الاحداث في سوريا تختلف اختلافا جذريا عن التغطيات العربية لكثير من الاسباب، لان الشارع العراقي يعتقد ان سوريا بالاضافة الى موقعها الجغرافي مع العراق وامتدادها من خلال الاواصر المشتركة بين الشعبين ولذلك فان هذا التعامل يبدو اكثر عقلانية اذا ما قورن بتغطية الصحف العربية لان هذه منطلقها ربما قد يكون طائفيا بعض الشيء لعلاقة سوريا بحزب الله ودعمهلها. وهناك رؤية، اعتقد هي الأكثر شيوعا، ان هناك محاولات من اميركا او المجتمع الدولي او حتى من منظومة الخليج العربي تشجع على القضاء على النظام الموجود في سوريا وتجفيف منابع حزب الله الا وهو الامتداد عبر العراق الى ايران. انا اعتقد ان الاعلام العراقي تعامل بشكل حيادي ومنطقي وعقلاني في توضيح الصورة بشكلها الواضح الصحيح دون تأثيرات".
دور التمويل
وقال الاعلامي في جريدة (الصباح) علي السومري: "تعامل الاعلام العراقي مع الاحتجاجات في سوريا كل حسب مصلحته. فالقنوات الممولة من دول عربية معادية لسوريا هي ضد النظام السوري اما القنوات الممولة من النظام السوري فهي ضد الاحتجاجات . من هنا يمكن ان نقرأ الواقع الاعلامي العراقي تجاه المسألة السورية ان اي وسيلة اعلام عراقية تتلقى اموالاً من دول ناقمة على سوريا سيكون موقفها داعما للاحتجاجات والعكس صحيح. لذلك لن تقرأ حالة واحدة من وجهات النظر. هناك من يريد بقاء النظام السوري لاسباب تتعلق بعلاقاته مع النظام ذاته او مع انظمة ترتبط بنظام الاسد، وهناك من يدعم ويساند الاحتجاجات ويبالغ في التعاطي معها لانه يرتبط بدول لا تريد لبشار الاسد ان يبقى. وقد نجد بين هذا وذاك رأي اعلامي وسط يقوم على نشر الاخبار المتعلقة بما يجري داخل سوريا فقط بدون مبالغة ولا تشذيب .
التعامل بمكيالين
واخيرا .. عبّر الكاتب والاعلامي محمد رشيد عن رأيه قائلا: "تعامل الاعلام العراقي مع الاحداث السورية بمكيالين ، فهناك الاعلام الرسمي الذي حاول ان يعطي وجهة النظر الرسمية باضطراب والتباس الموقف، وكثيرا ما يخرج علينا احد السياسيين طارقا وجهة نظر ثم يأتي الاخر ليناقض تلك الوجهة، او احيانا الشخص نفسه يناقض تلك الوجهة. بينما في الاعلام الالكتروني او غير الحكومي والفضائيات العربية نجد الساحة مكشوفة للتعبير عن الواقع المزري للشعب السوري. لذلك نقول ان تعامل الاعلام العراقي مع القضية السورية بشكل عام تعامل قاصر وبدون تحليل، اي مجرد نقل للاحداث دون تحليل علمي وموضوعي لما يحدث على الساحة السورية، بل انه قاصر حتى بالنسبة لما يجري في اليمن، وهذا يؤكد عدم نضج ادوات الصحفيين لاسيما في الصحف الحزبية المرتبطة بتوجهات اصحابها".
 
اشتباكات عنيفة في حمص بين الجيش السوري وجنود منشقين
أ. ف. ب.
نيقوسيا: اعلنت منظمة حقوقية ان "اشتباكات عنيفة جدا" اندلعت ليل الاحد الاثنين في حمص بوسط سوريا بين الجيش وجنود انشقوا عنه، مؤكدة ان المعارك تجري "بكافة انواع الاسلحة الثقيلة والخفيفة" وقد اسفرت عن "سقوط العشرات من الطرفين بين قتيل وجريح".
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان تلقت وكالة فرانس برس نسخة عنه ان "اشتباكات عنيفة جدا بكافة انواع الاسلحة الثقيلة والخفيفة تدور الان بين الجيش النظامي السوري ومجموعة انشقت عنه في حي بابا عمرو" في حمص.
واضاف المرصد ان لديه "معلومات عن سقوط العشرات من الطرفين بين قتيل وجريح".
كما اكد المرصد الذي يتخذ من لندن مقرا له نقلا عن ناشطين ميدانيين سماع اصوات اطلاق نار كثيف ودوي انفجارات في العديد من احياء حمص.
وقال "تسمع اصوات اطلاق رصاص كثيف وانفجارات في حي باب السباع، كما دوت انفجارات في حي باب الدريب، اضافة الى اصوات اطلاق رصاص كثيف في احياء كرم الزيتون وجب الجندلي والبياضة، في حين شهد حي الغوطة انتشارا امنيا كثيفا".
وفجر الاثنين اعلن المرصد ان "اطلاق رصاص كثيفا يسمع الان في حي التوزيع الاجباري الذي تعرض مساء الاحد لقصف عنيف بالرشاشات الثقيلة وسمعت فيه اصوات اكثر من 40 انفجارا هزت الحي".
واوضح المرصد انه "لم ترد انباء عن سقوط شهداء في الحي حتى هذه اللحظة".
واضاف انه في حي دير بعلبة سمع ايضا صوت "اطلاق رصاص كثيف بالتزامن مع دخول اليات مدرعة اليه وتمركزها جنوبه".
والاحد في اول ايام عيد الاضحى قتل 16 مدنيا برصاص قوات الامن السورية في حمص، ثالث اكبر مدينة في سوريا، وخصوصا في حي بابا عمرو حيث تتواصل العمليات العسكرية منذ ايام، كما اعلن المرصد.
وفي اللاذقية اكد المرصد نقلا عن ناشطين ان اربعة انفجارات هزت ليل الاحد الاثنين شارع ميسلون في اللاذقية، المدينة الساحلية في غرب سوريا، من دون ان يوضح طبيعة هذه الانفجارات.
وفي مدينة خان شيخون في محافظة ادلب (شمال) افاد ناشطون عن سماع اطلاق رصاص كثيف بعيد منتصف الليل، بحسب المرصد.
ولم تتراجع اعمال القمع في سوريا التي خلفت اكثر من ثلاثة الاف قتيل منذ منتصف اذار/مارس وفق الامم المتحدة، وذلك رغم قرار نظام الرئيس بشار الاسد الموافقة على خطة للجامعة العربية لتجاوز الازمة.

 

 

 

العيد لم يصل إلى حي «باب عمرو» في حمص.. والأهالي يعايدون بعضهم بـ«الموت ولا المذلة»
قصف عشوائي.. وانقطاع كامل للكهرباء والماء والاتصالات
بيروت: ليال أبو رحال..(الشرق الأوسط)
لم تغب المواجهات، صبيحة عيد الأضحى، في حي «باب عمرو» في مدينة حمص التي تحاصرها القوات السورية لليوم الخامس على التوالي. وتحدث ناشطون عن أن النظام «شدد حصاره الأمني المحكم وقصفه العشوائي، مستقدما تعزيزات عسكرية جديدة، على الرغم من تعهده لجامعة الدول العربية بسحب كل المظاهر المسلحة ووقف أعمال العنف ضد المدنيين». وفيما استمرت وتيرة ارتفاع عدد القتلى في اليومين الأخيرين، وتحديدا في أحياء مدينة حمص، تظاهر السوريون أمس بعد أداء صلاة عيد الأضحى تحت عنوان: «أرض البطولة باب عمرو، نحن معاك للموت»، متسائلين: «ماذا بعد المبادرة العربية؟». ووجه ناشطون على موقع «فيس بوك» انتقادات لاذعة لجامعة الدول العربية، متهمين إياها بالوقوف متفرجة على دماء السوريين.
وأكد ناشطون من باب عمرو أن الحي «يعيش ظروفا صعبة، حيث يصعب على الأهالي الخروج لتأمين احتياجاتهم اليومية من ماء وطعام ودواء وحليب لأطفالهم». ونقلت «تنسيقية حمص - حي باب عمرو» عن بعض النازحين وصفهم الوضع بأنه «كارثي»، مناشدين أهالي المدينة التحرك والمحاولة قدر الإمكان لإغاثة قاطني الحي «بأي طريقة ممكنة».
وكتبت صفحة «تنسيقية حمص - حي باب عمرو» على موقع «فيس بوك»، أن «لا فرق بين اليوم والبارحة، فالعيد لم يصل إلى باب عمرو، إنما وصلت إصلاحات المجرم بشار بالتعاون مع الجامعة العربية». وأفادت بأن «الحي لا يزال محاصرا بالكامل، ولا وجود للكهرباء، والماء، والاتصالات». وذكرت بأن «لا وجود للحياة.. والدمار يلف أركان الشوارع، ولكننا نقول إننا حصلنا على الحرية ونعيش أحرارا».
وكان ناشطون قالوا إن الحي تعرض ظهر أمس لقصف عنيف جدا، حيث دوت أصوات انفجارات ضخمة هزت أنحاءه وأدت إلى تهديم جزئي لبعض المنازل، فيما سويت منازل أخرى بالأرض. وذكر أحد الناشطين أن أهالي باب عمرو بادروا إلى تهنئة بعضهم البعض بعيد الأضحى بالقول: «الموت ولا المذلة»، في وقت كتب القيمون على صفحة تنسيقية حمص على «فيس بوك»: «إذا كان حصاركم يجعل من عيشنا صعبا فانتظروا المحاكمة».
وأفاد مجلس الثورة في محافظة حمص بأن «حي باب عمرو ذاق الحصة الأكبر من الألم والأسى، وهو محاصر منذ أكثر من خمسة أشهر حصارا جزئيا، ومحاصر حصارا تاما منذ أكثر من أسبوع، في ظل قصف للبيوت وتشريد للعائلات الآمنة، فقد خلالها الحي ما يزيد على أربعين شهيدا وأكثر، من تسعين جريحا أغلبهم في حالة خطرة». وذكر بأن «الحصار مطبق اليوم على الحي بأكثر من 16 حاجزا أمنيا وأكثر من مائتي آلية وعدد لا يحصى من العناصر والجنود»، متهما النظام السوري بأنه «يفرغ طيشه وعبثيته وغضبه على أطفال ونساء وشباب، كل حلمهم أن يعيشوا بحرية آمنين». ودعا مجلس الثورة «الجامعة العربية والإخوة العرب الذين وقعوا مبادرتهم بالدخول إلى باب عمرو والوقوف على حاله ووضعه الإنساني واتخاذ ما يمليه عليهم ضميرهم وما يجب عليهم من واجب إنساني وأخوي تجاه أبنائه في أسرع وقت».
 
الناشطون السوريون يناقشون قضايا ثورتهم ويخططون لمرحلة ما بعد رحيل النظام
أحدهم قال إن الغرب يخاف ثورتنا.. والشرق والعرب يكرهاننا
بيروت: كارولين عاكوم..(الشرق الأوسط)
التسمية التي يفترض أن تطلق على النظام السوري بعد سقوطه، وتغيير العلم الوطني واستعادة علم الاستقلال، إلى نجاح الثورة وإسقاطها أسطورة «أمن الأسد الذي لا يقهر»، إضافة إلى طبيعة العلاقات التي يجب أن تربط ثوار سوريا والمعارضة بالشرق والغرب، كلها مواضيع تحظى باهتمام الناشطين السوريين على صفحات التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، حيث تخضع لاستفتاءات يبدي خلالها الشباب آراءهم التي تدور في معظمها في دائرة إسقاط النظام، والانتقال إلى مرحلة جديدة من أي تدخلات.
فعلى صفحة «الهيئة العامة للثورة السورية» كان السؤال الذي طرحه القائمون على المجموعة، الذي ارتكز على «ما هو المصطلح الذي تراه بديلا للنظام السوري الحالي؟»، أما الخيارات المطروحة فكانت «الطغمة الحاكمة» و«الاحتلال الأسدي» و«الكيان الأسدي» و«الأسرة الحاكمة». وخضع كل طرح أو سؤال لنقاشات بين الناشطين، الذين أيد نحو 80 في المائة منهم الخيار الثاني عند عملية التصويت، وهو «النظام الأسدي»، وتلاه «الطغمة الحاكمة» ثم «الكيان الأسدي» و«الأسرة الحاكمة»، لكن، إضافة إلى عملية التصويت، فقد عمد الناشطون إلى الاستعانة بتسميات إضافية، تعبر في معظمها عن الجرائم والاعتقالات وسلوك النظام، من دون أن يخلو الأمر من بعض المداخلات التي قام بها مناصرو النظام الذين استطاعوا الدخول إلى الصفحة مستخدمين بعض العبارات والاتهامات أيضا بحق الناشطين.
وعلى الصفحة عينها، وبعد إطلاق تسمية «أربعاء علم الاستقلال»، على يوم الأربعاء الماضي الذي شهد مظاهرات في مناطق سوريا عدة، والذي طالب خلاله المتظاهرون بالاستغناء عن العلم السوري الحالي والعودة إلى «علم الاستقلال»، نشر القائمون على الصفحة معلومات للمشاركين حول المادة السادسة من الدستور السوري، التي تنص على أن يكون العلم السوري على الشكل التالي، طوله ضعفا عرضه وأن يكون بثلاثة ألوان متساوية متوازية، أعلاها الأخضر فالأبيض فالأسود، ويحتوي القسم الأبيض في خط مستقيم على 3 كواكب حمراء خماسية الأشعة، وهو نفس العلم الذي اعتمدته الحكومة السورية بعد توقيع الاتفاقية السورية - الفرنسية عام 1936. وقد ألحقت هذه المعلومات باستفتاء لسؤال الناشطين عما إذا كانوا يؤيدون اعتماد علم الاستقلال كرمز للثورة السورية ورمز للثوار، من دون أن يعني ذلك تعديا على علم الدولة السورية، كما قالوا. وفي حين جاءت نحو 90 في المائة من الإجابات مؤيدة له، فقد تخطت تعليقات الناشطين وآراؤهم الاقتراح، حتى إن عددا كبيرا من الناشطين ذهب بعيدا في آرائه مقترحا التخلي عن العلم الحالي لأنه يمثل نظام بشار الأسد. وفي هذا الإطار، قال أيمن كردي: «العلم الحالي لا يمثلني لأنه علم الاحتلال، وعلم سوريا الأسد، وليس الدولة السورية»، لكن من جهته، سأل أحمد فيصل الذي عبر عن عدم موافقته على القرار، كيف يمكن أن نثور باسم سوريا، ثم يكون لنا علم غير علمها؟
في المقابل، وفي الإطار عينه، فقد أخذ النقاش على صفحة «الثورة الحموية ضد بشار الأسد» حيزا مهما فيما يتعلق بعلاقة الثوار والمعارضة مع الدول، وكان السؤال الذي طرحه القائمون على الصفحة، تمحور حول «من برأيكم أقرب لفهم أسباب ثورتنا وأهدافها؟ ومن هو الأفضل للتعامل معه؟ هل الغرب ممثلا بالاتحاد الأوروبي أو الولايات المتحدة الأميركية ممثلة بالصين وروسيا أو الأشقاء العرب؟»، وفي حين تفاوتت الآراء بين تلك المرحبة بالعلاقة مع الغرب وتلك التي تفضل العلاقة مع الشرق والعرب، رأى أحد الناشطين أن الغرب أقرب لفهم الثورة السورية من العرب والشرق، «لأنهم مروا بالتجربة قبلنا، ويعلمون معنى التحرر، على الرغم من أنهم يخافونها لأنها ضد مصالحهم التوسعية والاستعمارية، أما الشرق والعرب فيكرهونها لأنها ضد مصالحهم الاستبدادية الداخلية».
في حين قال طارق جمال: «طبعا وبشكل بديهي العرب إخوتنا هم الأقرب لأن واقع المجتمعات العربية مشابه للواقع السوري، لذا أتمنى عليهم أن يقوموا بخطوات عملية لتطبيق بنود مبادرتهم، وألا يكتفوا بالكلام الذي يعطي النظام السوري المزيد من الوقت لتنفيذ جرائمه بحق شعبه».
وليس بعيدا عن واقع النظام السوري وعما إذا كانت أسطورة «أمن الأسد» قد سقطت في هذه الثورة، طرح السؤال على الصفحة نفسها، وارتكز على «هل تعتقد أن الثورة أسقطت أسطورة أمن الأسد وأنه لا يقهر ويعرف كل شيء وأن مخبريه في كل مكان حتى في بيوتنا؟ وهل تعتقد إمكانية هذه الأسطورة للحياة؟»، والإجابات لم تأتِ بدورها مخالفة للتوقعات وتوجهات الناشطين وآرائهم التي يعلنون عنها جهارا، فصبت في معظمها في خانة «سقوط القناع» وأن حقيقة هذا النظام قد انكشفت ولن تعود إلى ما كانت عليه قبل اليوم.
 
عائلات سورية نازحة إلى الشمال اللبناني تعاني «شظف العيش».. وهاجس الملاحقة

 

أحد اللاجئين لـ «الشرق الأوسط»: لا عيد في جو مليء بالدم والقتل
عكار (شمال لبنان): صهيب أيوب..(الشرق الأوسط)
تختبر عائلة أبو ربيع للمرة الأولى قضاء عيد الأضحى خارج مدينة حماه السورية. أجبرها الوضع «الاستثنائي» في سوريا على الهرب إلى لبنان، حيث سكنت العائلة شأنها شأن عائلات سورية أخرى في شمال لبنان، واستأجرت شقة صغيرة في منطقة المنية القريبة من مدينة طرابلس.
«العيد خارج سوريا لا طعم له، خصوصا أن الوضع الاستثنائي هناك يزيد من كآبة الجو»، هكذا يؤكد الرجل الستيني لـ«الشرق الأوسط»، مشيرا بنبرة حزينة إلى أن «لا عيد في جو مليء بالدم والقتل، ومراوغة النظام لن تفيده بشيء وسيسقط لا محالة».
ترك أبو ربيع، الذي يجزم أن «سوريا تعيش انتفاضتها بمخاض دموي سيؤدي حتما إلى الحرية»، بيته في حماه منذ منتصف شهر رمضان هربا من أجواء القتل والدمار التي عاشتها الأحياء القريبة من بيته، وجاء إلى لبنان مع 20 شخصا من عائلته. عاش أفراد العائلة ظروفا سيئة أثناء انتقالهم داخل سوريا وصولا إلى الحدود، حتى استقرارهم في شقة متواضعة مكونة من 3 غرف.
يوضح أبو ربيع «إننا هربنا أثناء عبورنا إلى لبنان من الحواجز والقصف وكنا نخاف على الأطفال»، لافتا إلى أن «أفراد الأسرة تنقلوا في بداية الحوادث السورية في بيوت القرى والبلدات المجاورة لمدينة حماه». إلا أنه بعد أن صار النظام يضيق على أبو ربيع، وهو رجل متدين وملتح وله نشاط دعوي في مساجد حماه وسجل حافل مع التوقيفات الأمنية في فترات سابقة، بات «من الضروري ترك سوريا والهرب إلى لبنان»، متخذا القرار «الصعب».
ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «كل شيء نملكه فقدناه هناك، تركنا وراءنا كل شيء ومنذ اندلاع الانتفاضة صرنا نخسر في أعمالنا، إذ إننا نعمل في تجارة المواشي». وأشار إلى سجنه مرات عدة واتهامه بالأصولية وملاحقته مرارا بسبب «لحيتي ونشاطي في الدعوة للإصلاح وتغيير هذا النظام البائس».
يجلس أبو ربيع في غرفة متواضعة، لا فرش فيها سوى حصيرة ممدودة يستقبل عليها بعض الزائرين، وغالبا ما تكون هذه الزيارات ذات طابع «سري». ولا يبدو الوضع في لبنان للأسرة النازحة إليه أفضل من حماه، إذ يؤكد أبو ربيع أن «الحياة في لبنان صعبة في ظل الخوف من ملاحقات أمنية للسوريين النازحين»، مشيرا في الوقت عينه إلى أن «لا عمل ولا قدرة على العيش في هذا الوضع المتأزم، فلا أحد من أولادي استطاع أن يجد عملا، لكن أهالي المنطقة يساعدوننا في حياتنا اليومية ويقدمون لنا المال لنصرف على طعامنا وشرابنا ولباسنا».
تعيش معظم العائلات السورية النازحة، التي يقدر عددها بـ60 عائلة، في منطقة المنية، وهم يقطنون في بيوت أقاربهم وفي شقق قدمها الأهالي بالتنسيق مع «جمعية سبل السلام الاجتماعية» التي يرأسها الشيخ رسلان ملص، وتتولى توزيع المساعدات على النازحين السوريين ضمن منطقة المنية. ويؤكد الشيخ ملص لـ«الشرق الأوسط» أن «توزيع المساعدات على العائلات النازحة تم على مرحلتين حيث تم في المرحلة الأولى توزيع بطانيات شتوية، وتوزيع الخبز والحلوى على الأطفال ومن ثم في المرحلة الثانية توزيع حصص غذائية وتموينية من جميع الأصناف».
داخل شقة أخرى في المنية، تسكن عائلة جمال (اسم مستعار). يلعب أطفاله الصغار في الفناء الخارجي للبيت، وتتقاسم أسرته الغرف مع أسرة مالك المنزل اللبناني. لا يذهب الأطفال إلى المدارس، إلا أن الوالد استطاع أن يعمل نجارا، بواسطة من مالك المنزل. يقول جمال إن «الحياة لا تطاق في سوريا في ظل القتل المستشري الذي يقوم به نظام الأسد»، متمنيا لو أن «الحكومة اللبنانية تستطيع مساعدتنا».
 
الحريري: الأسد لا يمر بأفضل أيامه ونصر الله سيدعمه حتى النهاية
أعلن عن نيته إقامة مخيم للنازحين السوريين
بيروت: «الشرق الأوسط»
أعرب رئيس الحكومة اللبنانية السابق سعد الحريري عن اعتقاده بأن أمين عام حزب الله حسن نصر الله «سيستمر في دعم (الرئيس السوري) بشار الأسد حتى النهاية، لكن نحن يجب أن لا نخشى التغيير»، مذكرا بأنه «في جنوب أفريقيا اعتقد العالم أنه ستسود الفوضى إن حصل التغيير، لكن الآن الأوضاع تزدهر ولم يغادرها أحد».
وأكد، ردا على أسئلة طرحها عليه متابعوه عبر موقع «تويتر»، أنه «واثق من أن الأسد لا يمر بأفضل أيامه وسينتصر الشعب السوري بطريقة أو بأخرى وليرحم الله الشهداء»، وقال: «أعتقد أن العالم اليوم بات عليه أن يدرك أن النظام لن يتغير أبدا ما لم يتم تغييره». وردا على سؤال عما سيحدث في الاجتماع المقبل لجامعة الدول العربية بخصوص الشأن السوري، أجاب الحريري: «جميعنا يعرف ماذا يجب أن يحصل، ولكن السؤال هو هل سيحصل؟».
وكشف الحريري عن نيته إقامة مخيم للاجئين السوريين في الشمال بعد عيد الأضحى، وأوضح أنه «يحتاج إلى مساعدة الجميع، فاليد الواحدة لا تصفق، وعلى (14 آذار) أن تفعل المزيد من أجل مساعدة اللاجئين، يجب القيام بالمزيد من أجل هؤلاء اللاجئين، لكن هذه الحكومة منحازة ويجب أن نضغط عبر جمعيات المجتمع المدني».
ولفت الحريري، الذي أعرب عن أنه «مشتاق للبنان، ولبنان سيبقى أولا، و14 آذار قوية، وأنا جزء منها، وحلفائي يقومون بعمل رائع، ولم أتخلّ أبدا عن إيماني بها»، أنه «سيعود إلى لبنان قريبا في التوقيت الجيد وفي الوقت المناسب، وأنا أرغب في العودة أكثر مما تعتقدون». وأضاف: «أعتقد أنه يجب الاستمرار بالطرق السلمية، لقد فعلنا ذلك في لبنان، وأنا واثق بأن الشعب السوري سينتصر في النهاية، فقط فلنصلّ لأجلهم»، مشددا على أنه لن يبتعد عن «إرث والده، فحملُ السلاح ليس الحل أبدا، بل البقاء على تصميمنا ومعرفة ما نريد أن نفعله هو ما يوصلنا إلى هدفنا».
ولفت الحريري إلى أن «هناك بعض الأشخاص الذين لا يريدون أن أعود إلى لبنان، لكنني سأعود، وهذه المرة سأبقى إلى الأبد وسنعيد بناء لبنان»، معتبرا أن «تيار المستقبل تقدم كثيرا»، و«نحن بحاجة إلى أن نُنجز المزيد في تيار المستقبل ولدينا القدرة على التغيير ويجب أن لا نخاف من التغيير وارتكاب الأخطاء».
وبشأن تمويل المحكمة الدولية، أشار الحريري إلى أن «المال موجود، ويجب الكف عن الكلام وإرساله إلى المحكمة الدولية». وعما إذا كان ليُصدر الأوامر للأجهزة الأمنية باعتقال المتهمين من حزب الله حتى لو أدى ذلك إلى صدام طائفي، أجاب الحريري: «نعم كنت سأُعطي الأوامر باعتقالهم، وما كان سينتج عن هذا اشتباكات طائفية، أنا لم أنسَ ما حصل في (7 أيار) ولكن طفح الكيل، فهذه محكمة دولية ولبنان يتأثر بما يحصل بها، ويجب ألا يفرض حزب الله أفكاره علينا بقوة السلاح». وردا على سؤال عما فعله من أجل توحيد اللبنانيين لا تقسيمهم، أجاب الحريري: «فعلت كل ما يتوجب، حتى إنني ذهبت إلى سوريا فماذا فعل الباقون من أجل هذه الغاية».
وتعليقا على دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري للحوار، أشار الحريري إلى أن «الرئيس فؤاد السنيورة أعرب عن موقفنا بطريقة قاطعة وواضحة، ولقد تشاورنا وكان جوابي على الحوار تماما كجوابه»، مشددا على أنه «يؤمن بالشراكة المسيحية - الإسلامية وقد آمن بها والدي من قبلي، وسأستمر في العمل من أجل الحفاظ عليها».

المصدر: موقع إيلاف الإلكتروني

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,033,037

عدد الزوار: 6,976,117

المتواجدون الآن: 72