لبنان: المعارضة تشكك برواية السوريين الثلاثة وترى في خطفهم تهديداً ورسالة خطيرة

وفد سوري رفيع الى الدوحة اليوم للقاء اللجنة العربية.. سوريون يتحدثون عن ظهور «شبيحة جدد» بعد الاحتجاجات بملابس وأسلحة حديثة

تاريخ الإضافة الإثنين 31 تشرين الأول 2011 - 6:05 ص    عدد الزيارات 2750    التعليقات 0    القسم عربية

        


وفد سوري رفيع الى الدوحة اليوم للقاء اللجنة العربية
الأحد, 30 أكتوبر 2011
دمشق، الدوحة، القاهرة، لندن - «الحياة»
 

عشية الاجتماع المقرر عقده اليوم في العاصمة القطرية الدوحة بين الوفد السوري واللجنة العربية المكلفة من مجلس الجامعة التوصل الى حل للازمة السورية، طغى على اجواء الاجتماع تبادل الاتهامات بالرسائل بين الجانبين على خلفية التصعيد الامني الذي شهدته المدن السورية نهار الجمعة الماضي.

وفي رد على «الرسالة العاجلة»، التي وجهتها اللجنة الى الرئيس السوري بشار الاسد ليل الجمعة الماضي، واعربت فيها عن «امتعاضها من استمرار عمليات القتل»، اعلنت دمشق امس انها «تهيب» باللجنة الوزارية العربية برئاسة رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني الى الافادة من «الاجواء الايجابية» التي سادت لقاء اللجنة مع الرئيس بشار الاسد في دمشق الاربعاء الماضي وان تساعد في التوصل الى حل يساهم في تحقيق الامن والاستقرار في سورية «بدل اذكاء نار الفتنة».

ورد مصدر في وزارة الخارجية السورية على الشيخ حمد بن جاسم بالقول انه «كان من المفترض به الاتصال مع وزير الخارجية للوقوف على الحقيقة قبل الإعلان عن موقف للجنة تروج له قنوات التحريض».

وأعرب المصدر عن «استغراب» وزارة الخارجية السورية «اتباع هذا الأسلوب قبل يوم واحد من عقد اجتماع متفق عليه في الدوحة بين الحكومة السورية واللجنة الوزارية».

غير ان الرد السوري لم يمنع توجه وفد يضم وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم والمستشارة السياسية والاعلامية في رئاسة الجمهورية الدكتورة بثينة شعبان ونائب وزير الخارجية فيصل المقداد الى الدوحة للقاء اللجنة الوزارية العربية في ضوء نتائج لقاء اللجنة مع الرئيس الاسد.

وعلمت «الحياة» من مصدر عربي مطلع في الدوحة ان اجتماع اللجنة العربية مع الوفد السوري سيعقب لقاء تعقده اللجنة بكامل اعضائها.

وغادر وزير الخارجية المصري محمد عمرو القاهرة مساء أمس إلى الدوحة لحضور اجتماع اللجنة. ورفضت مصادر الجامعة العربية التعليق على جدول أعمال اجتماع الدوحة بين اللجنة الوزارية والوفد السوري برئاسة المعلم. وأشارت إلى أن موقف اللجنة تم التعبير عنه من خلال رسالة رئاسة اللجنة (قطر) إلى دمشق والتي أبدى فيها الشيخ حمد بن جاسم امتعاضه الشديد نتيجة أحداث العنف في سورية.

وعلى الصعيد الأمني سيطرت امس اجواء الاشتباكات التي شهدتها مدينتا حمص ودير الزور، وخصوصاً بين الجيش والقوى الامنية ومجموعات من المنشقين، وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان 17 جندياً قتلوا ليل الجمعة - السبت عندما هاجم المنشقون مركزين امنيين في حمص.

وأعلن المرصد في بيان امس ان مسلحين، يُرجح انهم من المنشقين عن الجيش، نصبوا كميناً لقافلة لقوى الامن في محافظة ادلب ما ادى الى مقتل عشرة عناصر من قوى الامن وأحد المنشقين، اثر كمين نصب لحافلة كانت تقل عناصر من الامن بين قريتي الهبيط وكفرنبودة من قبل مسلحين».

وأشار المرصد الى تصاعد مشاركة العناصر المنشقة عن الجيش الى جانب المتظاهرين. وقال مقيمون في حمص ان الجيش قصف المتظاهرين في حي باب عمرو في حمص بالمدافع المضادة للطائرات.

وفي نيويورك طالب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون امس السلطات السورية بـ «انهاء العمليات العسكرية ضد المدنيين فوراً» وقال مارتن نسيركي المتحدث باسم بان ان الاخير طلب ايضاً الافراج عن كل السجناء السياسيين والموقوفين لمشاركتهم في التظاهرات.

 

 

الجامعة العربية تنتقد «عمليات القتل» في سورية ودمشق تدعوها إلى «الوقوف على الحقيقة»
الأحد, 30 أكتوبر 2011
الرياض - أبكر الشريف؛ دمشق، القاهرة، نيويورك - «الحياة»، أ ف ب
 

ردت دمشق على الرسالة التي تلقتها من رئيس اللجنة العربية التي كلفتها الجامعة بمتابعة الوضع السوري، واعلنت امس انها «تهيب» باللجنة الوزارية برئاسة رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، الافادة من «الاجواء الايجابية» التي سادت لقاء اللجنة مع الرئيس بشار الاسد في دمشق يوم الاربعاء الماضي، وان تساعد في التوصل الى حل يساهم في تحقيق الامن والاستقرار في سورية «بدل إذكاء نار الفتنة».

ونقلت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية قوله، ان الوزير وليد المعلم تلقى رسالة من الشيخ حمد في ساعة متأخرة من مساء اول أمس (الجمعة) «بعد الاطلاع على مضمونها من وسائل الإعلام، تتضمن مواقف تستند أساساً إلى أكاذيب إعلامية بثتها قنوات التحريض المغرضة حول ما جرى في سورية». وزاد المصدر: «كان من المفترض برئيس اللجنة الوزارية الاتصال بوزير الخارجية للوقوف على الحقيقة قبل الإعلان عن موقف للجنة تروج له قنوات التحريض».

وأعرب المصدر عن «استغراب» وزارة الخارجية السورية «اتباع هذا الأسلوب قبيل يوم واحد من عقد اجتماع متفق عليه في الدوحة بين الحكومة السورية واللجنة الوزارية».

وجَّهت اللجنة الوزارية العربية المعنية بالأزمة السورية رسالة أمس إلى الحكومة السورية عبَّرت فيها عن امتعاضها الشديد «لاستمرار عمليات القتل ضد المدنيين السوريين».

وقالت الأمانة العامة للجامعة، في بيان لها، إن اللجنة الوزارية العربية التي زارت دمشق الأربعاء الماضي والتقت الرئيس السوري بشار الأسد وجَّهت رسالة الى القيادة السورية عبّرت فيها عن امتعاضها لاستمرار هذه العمليات، كما عبَّرت اللجنة العربية عن أملها في أن تقوم الحكومة السورية بما يلزم لحماية المدنيين. وقالت إنها تتطلع إلى اللقاء مع المسؤولين السوريين اليوم (الأحد) في العاصمة القطرية الدوحة للوصول الى نتائج جدية وإيجاد مخرج للأزمة السورية.

من جهة اخرى كشف مستشار الأمين العام لجامعة الدول العربية خالد الهباس لـ «الحياة» أن وفداً رفيع المستوى من الجامعة يقوم بزيارة رسمية للصين. وأكد أن الحديث بين الطرفين تطرق الى حضّ الصين على زيادة مساعيها مع القيادة السورية بهدف إيقاف مسلسل إراقة الدم السوري.

وقال الهباس - في اتصال هاتفي أجرته «الحياة» معه من بكين - إن المحادثات بين الجانبين تطرقت الى الوضع في سورية والعالم العربي، وتنسيق المواقف بين الجامعة العربية والحكومة الصينية لدعم المسعى العربي الرامي لحل الأزمة في سورية.

وشدد على أن الرد الصيني على الموقف العربي هو دعم إحلال السلام في الشرق الأوسط، مع إيفاد بكين مندوباً للسلام في الشرق الأوسط من ضمن مهماته التحاور مع القيادة السورية بشأن الأوضاع هناك.

وأضاف الهباس ان زيارة الوفد لبكين تهدف الى تعزيز العلاقات بين الجانبين وشكر الصين على موقفها الداعم للقضية الفلسطينية، ودعم المسعى العربي للاعتراف بالدولة الفلسطينية في الأمم المتحدة.

وفي نيويورك طلب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون امس «انهاء العمليات العسكرية ضد المدنيين فورا» في سورية التي شهدت اول من امس الجمعة احد الايام الاكثر دموية منذ اسابيع.

وقال مارتن نسيركي المتحدث باسم بان ان الاخير طلب ايضا «الافراج عن كل السجناء السياسيين والموقوفين لمشاركتهم في التظاهرات».

وقال: «ان العنف غير مقبول ويجب وقفه فوراً» داعياً السلطات السورية الى اجراء «اصلاحات طموحة» لتلبية مطالب الشعب.

 

 

اتساع المواجهات في حمص بين الجيش ومنشقين ومقتل 17 جندياً في هجوم على مركزين أمنيين
الأحد, 30 أكتوبر 2011
دمشق، بيروت، لندن - «الحياة»، رويترز، ا ف ب

بعد يومِ اول امس الجمعة، الذي تميز بدمويته وقتل فيه اربعون شخصاً، كما ذكر ناشطون ومقيمون في المدن التي شهدت التظاهرات، عاشت مدينة حمص ليلة من المواجهات بين الجيش والقوى الامنية ومجموعات من المنشقين، وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان 17 جندياً قتلوا عندما هاجم المنشقون مركزين امنيين في المدينة.

واشار المرصد الى تصاعد مشاركة العناصر المنشقة عن الجيش الى جانب المتظاهرين، وقال مقيمون في حمص ان الجيش قصف المتظاهرين في حي باب عمرو في حمص بالمدافع المضادة للطائرات، كما سُمعت اصوات الانفجارات والقصف المدفعي في انحاء اخرى من حمص ودير الزور.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان، ان «ثلاثة مدنيين سقطوا صباح السبت في مدينة حمص أحدهم شاب من حي دير بعلبة قتل برصاص قناصة على حاجز في البياضة»، مضيفاً ان القتيلين الآخرين سقطا «في حي بابا عمرو إثر قصف بالرشاشات الثقيلة».

كما اعلن المرصد ان «سيدة في الخامسة والأربعين من العمر قتلت في بلدة تلبيسة في محافظة حمص اثر اصابتها برصاص قناصة كانوا على حاجز الى جانب ملعب المدينة».

ومن جهة اخرى، اعتقلت قوات الامن السورية صباح امس السبت، عشرة اشخاص في اطار حملة مداهمات واعتقالات في قرية الدوير بمنطقة حمص بحثاً عن مطلوبين للأجهزة الامنية.

 

 

أدباء مصريون وسوريون يطالبون بتجميد عضوية سورية في الجامعة العربية
الأحد, 30 أكتوبر 2011
القاهرة - محمد الشاذلي

طالب أدباء مصريون وسوريون الاتحاد العام للكُتَّاب والأدباء العرب بتجميد عضوية اتحاد كتاب سورية «لموقفه المنحاز للنظام السوري وعدم تبنيه تطلعات وآمال الشعب السوري الثائر بجميع طوائفه، وتخليه عن دوره في التعبير عن ضمير الجماهير التي يجب أن يدعم قضاياها».

وتقيم لجنة العلاقات العربية في اتحاد كُتَّاب مصر برئاسة الشاعر حسين القباحي نهار الأربعاء المقبل، يوماً ثقافياً للتعبير عن تضامن أدباء وكُتَّاب مصر ووقوفهم إلى جانب الشعب السوري في ثورته. وسيقدم وفد يمثل الكتاب السوريين والمصريين مذكرة الى الجامعة العربية تطالب الامين العام باتخاذ الاجراءات الضرورية لتجميد عضوية سورية في الجامعة. وينظم اليوم الثقافي لدعم الشعب السوري ضد «النظام الاستبدادي الذي يستخدم العنف والقتل لقمع الثورة وحرمان السوريين من تحقيق طموحاتهم في الحرية والديموقراطية والعدالة الاجتماعية»، وهي الشعارات نفسها التي رفعها ثوار مصر. كما يتضمن عدداً من الفعاليات والأنشطة التي يشارك فيها عدد كبير من كبار الكتاب والأدباء المصريين، ومنهم الكاتب بهاء طاهر والأديب سيد الوكيل والشعراء أحمد عبد المعطي حجازي وحسن طلب ومحمد فريد أبو سعدة. وتبدأ فعاليات هذا اليوم بتنظيم مسيرة تضم الكُتَّاب والأدباء المصريين وعدداً من الأدباء والمثقفين والناشطين الحقوقيين السوريين المقيمين في مصر تنطلق من مقر اتحاد الكتاب بالزمالك إلى جامعة الدول العربية وتسليم وثيقة تطالب الأمين العام للجامعة باتخاذ الإجراءات الضرورية لتجميد عضوية سورية في مجلس الجامعة واتخاذ موقف واضح وقوي لوقف العمليات العسكرية ضد المدنيين. وسيشارك في الندوات عدد من الأدباء السوريين، منهم الأديب والناشط السياسي فرحان مطر الذي كان يعمل لفترة طويلة معداً لبرامج التلفزيون السوري والذي استقال ولجأ مع أفراد أسرته إلى مصر وانسحب من اتحاد الكُتَّاب السوري قبل الثورة وسوف يتحدث عن «دور الإعلام السوري في تزييف الحقائق ومحاولة تسويقها لشعبه وللعالم»، كما يتحدث الطبيب والروائي محمد الحاج صالح عن «الأوضاع الداخلية في سورية وآفاق الثورة»، وتشارك أيضاً الناشط السورية خولة غازي مديرة تحرير موقع «جدار الثقافي» للمعارضة، وفي الأمسية الشعرية المشتركة مع الشعراء المصريين يشارك من سورية كل من الشاعر خلف علي خلف والشاعرتان لينا الطيبي وسمر علوش والشاعر القادم من النروج مروان علي.

 

 

المحادثات بين سورية ووكالة الطاقة لم تحرز تقدماً
الأحد, 30 أكتوبر 2011
 

فيينا - رويترز - قال ديبلوماسيون إن المحادثات التي جرت في دمشق في وقت سابق هذا الاسبوع بين مسؤولين سوريين ومفتشين كبار من الوكالة الدولية للطاقة الذرية لم تسفر عن تقدم فوري في التحقيق المتعثر في شأن موقع مشتبه به سورية.

ولم يتسن الحصول على تعليق على هذه التصريحات من الوكالة الدولية التي تتخذ من فيينا مقراً لها ولا من مندوب سورية ولكن ديبلوماسيين قالوا إن المحادثات في دمشق حققت تقدماً ضئيلاً.

ويطلب مسؤولون من الوكالة الوصول إلى موقع صحراوي في دير الزور تقول تقارير استخبارية أميركية إنه كان مفاعلاً نووياً في مراحله الأولى صممته كوريا الشمالية قبل أن تدمره غارة للطيران الاسرائيلي في عام 2007. كما كانت الوكالة تسعى للحصول على معلومات عن مواقع أخرى ربما لها صلة بدير الزور.

وتقول سورية إن الموقع كان منشأة عسكرية غير نووية ولكن الوكالة خلصت في أيار (مايو) الماضي إلى أنه «من المحتمل بشدة» أن الموقع كان مفاعلاً نووياً كان يجب الإعلان عنه.

وقال ديبلوماسي غربي «كانت زيارة دمشق مخيبة للآمال. سورية لا تزال ترفض السماح بالوصول إلى مواقع أخرى ولا تزال تزعم أن الموقع في دير الزور لم يكن مفاعلاً نووياً». وقال ديبلوماسي آخر إن سورية عرضت التعاون لإثبات موقفها لكنه لم يدل بتفاصيل أخرى. وأضاف ديبلوماسي ثالث أن الاجتماع «لم يسفر عن شيء جوهري» مضيفاً أن قمع سورية المستمر منذ سبعة أشهر لاحتجاجات تطالب بالديموقراطية قد يجعل من عملية اتخاذ القرار في دمشق في شأن قضايا نووية أمراً معقداً.

وسيقدم مجلس محافظي الوكالة الذي يضم 35 دولة تقريراً عن محادثات دمشق في اجتماع مجلس المحافظين القادم يومي 17 و18 تشرين الثاني (نوفمبر) القادم.

وكان مجلس المحافظين وافق في حزيران (يونيو) الماضي على إحالة ملف سورية إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، ووجه اليها اللوم لرفضها التعاون مع مساعي الوكالة للحصول على معلومات في شأن موقع دير الزور ومواقع أخرى. وعارضت روسيا والصين الإحالة مما يكشف عن وحود انقسامات بين القوى الكبرى.

 

 

تظاهرة احتجاج امام السفارة السورية في لندن
الأحد, 30 أكتوبر 2011
 
 

لندن - أ ب - نظم متظاهرون امس مسيرة الى السفارة السورية في وسط لندن للاحتجاج على ما سموها «اعمال القمع» التي يقوم بها النظام السوري ضد المدنيين.

 

 

لبنان: المعارضة تشكك برواية السوريين الثلاثة وترى في خطفهم تهديداً ورسالة خطيرة
الأحد, 30 أكتوبر 2011
بيروت - «الحياة»

استدعى الغموض الذي أحاط قضية خطف السوريين الثلاثة اول من امس في محلة بئر حسن، وعودتهم ليلاً واكتفاؤهم بالإفادة امام قوى الامن الداخلي بأنهم تعرضوا للسرقة من دون ان يخوضوا بأي تفاصيل اخرى، مواقف مستنكرة من المعارضة، ما يبقي ملف خطف السوريين في لبنان مفتوحاً، في وقت ذكرت «الوكالة الوطنية للاعلام» الرسمية، أنه «جرى نقل ثلاثة جرحى سوريين من منطقة القصير (على الحدود الشمالية الشرقية للبنان مع سورية) إلى عدد من مستشفيات عكار، بعدما أُدخلوا عبر معابر غير شرعية على الحدود، إصابة احدهم خطرة ووضعه الصحي حرج».

وفي المواقف من خطف السوريين، أكد وزير العدل شكيب قرطباوي في حديث إلى إذاعة «صوت المدى»، أن «الخطف غير مقبول، وهذه قضايا أمنية غير مقبولة والمفروض على القوى الأمنية حماية كل المواطنين»، مشدداً على أن «هذه مواضيع يجب أن تبقى ضمن القضاء والأجهزة الأمنية، من دون تسييسها».

وقال قرطباوي إنه «بقدر ما يكون الجو السياسي هادئاً وبعيداً من التدخل بالقضاء، يتمكن الأخير من النظر بالقضية بروية».

اما في المعارضة، فاعتبر عضو كتلة «المستقبل» النيابية احمد فتفت في حديث الى «إذاعة الشرق»، «أن عملية خطف السوريين الثلاثة من منطقة بئر حسن أخطر بكثير برمزيتها السياسية من عملية خطف الأستونيين السبعة، وتُعَدّ رسالةً للمعارضين السوريين مفادها أن لبنان ليس ملجأ لهم، ورسالة للداخل اللبناني مفادها أن حرية الرأي ستقمع في أي شكل من الأشكال».

وإذ رأى «أن عملية الخطف لم تكن غامضة، باعتبارها حصلت في منطقة خلفياتها السياسية معروفة وتأتمر بأوامر حزب الله»، اعتبر «أنها جرت من أجل إيجاد مشهد رعب لدى المعارضة السورية بهدف قمعها، لأنها تلعب دوراً سياسياً مهماً»، واصفاً ما حصل بـ «العملية الجرمية»، ومؤكداً «أن المشكلة الأكبر تكمن في كون الدولة اللبنانية صامتة، بينما هي مطالبة بتوضيح الموضوع في أسرع وقت ممكن».

وكشف فتفت أنه «تلقى فعلاً تهديداً شخصياً من عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية نواف الموسوي بعد جلسة «لجنة حقوق الانسان» النيابية التي خصصت لموضوع خطف السوريين»، موضحاً ان الموسوي «قال لجميع من كان حاضراً: كل واحد يحكي إلا فتفت».

وأكد فتفت «أن التحقيقات في حادثة مرجعيون في حرب تموز 2006، أظهرت أن لا دخل لوزير الداخلية (فتفت) فيها»، وقال: «في 21 أيلول (سبتمبر) من السنة نفسها، زارني المسؤول الأمني لحزب الله وفيق صفا، وبعد ثلاث ساعات من النقاش قال لي إنه في تاريخ وزارة الداخلية كله، لم يخدم وزير حزب الله كما خدمتهم أنا».

وإذ قال «إن هناك فريقاً مسلحاً وفريقاً غير مسلح»، رأى «أن السلاح لا يقتصر على حزب الله وحسب، بل على حلفائه أيضاً»، مؤكداً «أن 14 آذار غير مستعدة للتسلح مهما كان الثمن».

وتوجه فتفت إلى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بالقول، إن «الساكت عن الحق شيطان أخرس»، وقال: «نحن اليوم أمام حكومة ميليشيا فُرضت بقوة السلاح، وظهر أن رئـيـسها الفعـلي هـو الـسـيد حـسن نصرالله».

وعن الخروق السورية في شمال لبنان وقول السيد نصرالله إنها «صديقة»، رفض فتفت هذا الوصف، داعياً الجيش السوري الى «التعاون مع الجيش اللبناني لمعالجة الموضوع»، وشدد على «أن لا نية سورية لاعتبار العلاقات مع لبنان دولة تجاه دولة»، معتبراً «ان هذا ما كرسته الحكومة الحالية».

وتطرق إلى مسألة النازحين السوريين الى لبنان، متحدثاً عن «وضع سيئ جداً يعانون منه، إذ إن قسماً كبيراً منهم يعيشون في العراء أو في بيوت مزدحمة بشكل لا يوصف، أو على سطوح المباني»، مشدداً على «ضرورة مساعدتهم إنسانياً»، وقال: «يبدو أن هناك قراراً سورياً بعدم فتح مخيمات للاجئين السوريين، خوفاً من تزايد أعدادهم».

واستغرب عضو الكتلة المذكورة سمير الجسر «ما تمت روايته عن أن السوريين الثلاثة الذي قيل إنهم خطفوا من بئر حسن عادوا، وأنهم تعرضوا لعملية سلب، ثم قولهم إنهم كانوا في مهمة عمل»، ورأى أن «ما حصل ليس توقيفاً بل خطفاً، لأن التوقيف تقوم به السلطات الشرعية».

ورأى الجسر في تصريح الى «أخبار المستقبل»، أن في رواية المخطوفين العائدين «استخفافاً بعقول الناس، خصوصاً بعد ما سمعه اللبنانيون من شهود قالوا إن العناصر الذين نفذوا الخطف استعملوا سيارات ذات زجاج داكن وحملوا أسلحة»، معرباً عن اعتقاده بأنه «إذا كان الأمر بمثابة عملية سلب، فهذا خطير بقدر ما هي عملية خطف، وإذا كانت الرواية «مهمة عمل»، فهذا أمر فيه استخفاف».

واعتبر الجسر أن هذه العملية «ظاهرة أمنية خطيرة جداً»، مطالباً بإيضاحات من «قبل وزير الداخلية ومدير عام قوى الامن الداخلي لمسائل تتعلق بأمن الناس وحرياتهم».

وتوقف عضو كتلة «القوات اللبنانية» النيابية أنطوان زهرا، امام «استمرار عمليات خطف معارضين سوريين، ما يؤكد بما لا يدع مـجالاً للـشك أن هـناك تعاوناً من الداخل اللبناني مع السـلـطات الـسورية، وهو مـؤشـر بالـغ الخـطـورة، الأمـر الـذي مـن شـأنه أن يثير تساؤلات كبيرة عن عجز الأجهزة الأمنية والقضائية اللبنانية عن التصدي لهذه العمليات التي تهدد الأمن الوطني وتستبيح حياة اللبنانيين وغير اللبنانيين».

وأعلن زهرا «أننا نعمل على توجيه أسئلة إلى الوزارات المعنية وقادة الأجهزة الأمنية عن أسباب عدم التصدي لعمليات خطف المعارضين السوريين، من خلال الجلسات التي تعقدها لجنتا الدفاع والأمن النيابية وحقوق الإنسان، للإحاطة بتفاصيل هذه العمليات وبكل الوسائل المتاحة للحصول على أجوبة شافية في هذا الموضوع».

وقال عضو كتلة «الكتائب اللبنانية» النيابية ايلي ماروني: «هناك أشخاص في لبنان يتم خطفهم ومن ثم يُفرج عنهم، لكن هؤلاء من خوفهم لا يتكلمون عن الخاطفين، من هنا يجب على القوى الأمنية ان تقوم بدورها»، معتبراً أنه «أصبح لدى حزب الله مخافر ومحققون».

وتابع: «إذا كان صحيحاً ما ادّعاه السوريون الذين خطفوا من بئر حسن بأن الأمر كان بسبب سرقة دراجة نارية، نسأل: أليس هناك دولة وقوى أمنية لتحقق معهم؟ فلتتم إدانة حزب الله أو تبرئته من هذه الأعمال»، مضيفاً: «نحن خائفون، إذ مثلما يتم خطف سوريين في لبنان بقوة السلاح، يمكن ان يتم خطفنا، فنحن ايضاً معارضة».

ورأى ان «الدولة لا تقوم بحماية أرضها ولا سيادتها، فقبل جلسة مجلس الوزراء كان هناك تعدٍّ على الاراضي اللبنانية في دير العشائر، لكن لم تُبدِ الدولة اللبنانية اي انزعاج».

وتحدث ماروني عن ان «تراخيص السلاح توزّع مثل الـ «بونبون» لبعضهم، وعندما نطالب بتراخيص سلاح لمرافقينا من أجل تأمين حمايتنا، بالكاد نحصل عليها، كما يمنعون بعض الضباط من التعاطي معنا»، منبهاً الى ان «الكيدية لا تقود إلا إلى الكيدية، والانتقام لا يقود إلا إلى الانتقام».

 

 

 

سوريون يتحدثون عن ظهور «شبيحة جدد» بعد الاحتجاجات بملابس وأسلحة حديثة
التقليديون منهم تواروا عن الأنظار.. وناشطون: النظام جند أرباب السوابق
بيروت: «الشرق الأوسط»
عُرف شبيحة النظام السوري، بعد انطلاق الاحتجاجات في سوريا ضد النظام، وبدأ العالم يتداول أخبارهم، وعنفهم ضد المتظاهرين، بيد أن هؤلاء، بحسب مصادر سورية ميدانية، «موجودون منذ قيام نظام الأسد، لكن دورهم كان محصورا في تسهيل التهريب، وترويع عناصر الجيش وشرطة المرور، وكان يطلق عليهم صفة (المدعومين)».
وتشير المصادر إلى أن «الدعم» الذي يحظى به هؤلاء، ينطلق من قربهم من ضباط الاستخبارات، وضباط الجيش الكبار، أو من «جوقة النظام». وتوضح المصادر أن الأخيرين، هم عبارة عن «مستفيدين من موقعهم القريب من آل الأسد، دخلوا في تجارات وتهريب عبر الحدود، ويحتاجون إلى شبيحة يحمونهم».
الشبيحة هم عناصر أمن، يتبعون مباشرة إلى ضباط ونافذين، ويتلقون الأوامر منهم، وينفذون ما يُطلب منهم من ترويع لشخصيات وتجار، والضغط عليهم. كما أن قسما من الشبيحة «هم قبضايات يختارهم كبار الضباط ليكونوا مرافقيهم، أو سائقين عندهم في المنازل والمراكز العسكرية»، بحسب الناشطين السوريين.
وتشير المصادر عينها إلى أن التعرف إلى الشبيحة، كان يتم من سياراتهم.. «حين يشاهد السوريون سيارة بزجاج أسود، مرسوم على زجاجها الخلفي نسر، وصورة للرئيس السوري السابق حافظ الأسد، وأنجاله باسل والرئيس بشار وماهر، أو أحدهم، سيعرف أن هؤلاء شبيحة، يعملون لدى أحد الضباط النافذين، أو لدى شخصية معروفة بعلاقتها الوطيدة بآل الأسد»، وأطلقت على الشبيحة هذه التسمية جراء «أعمال التشبيح التي اشتهروا بها، وهي فرض (خوّة) على التجار والمطاعم والمنتجعات السياحية، بحجة أنهم حماتها، أو انتزاع ما يريدونه غصبا عنهم».
واشتهروا أيضا بسهراتهم؛ إذ غالبا ما يرتادون أماكن السهر والمقاصف السياحية بأسلحتهم الظاهرة، ويلقون ترحيبا كبيرا من أشخاص كثيرين يهابونهم.
فور انطلاق الاحتجاجات، برزت قضية الشبيحة إلى الواجهة، من خلال الدور الذي أوكلوا به للضغط على المتظاهرين وترويعهم، علما بأنهم لا يمتلكون أي صفة رسمية، وتضيف المصادر: «يحمل بعض الشبيحة صفة مجندين، لكن معظمهم ليسوا جنودا، ولا ينتمون إلى أقسام عسكرية نظامية. وعلى الرغم من ذلك، يمارسون دورا كبيرا في الاحتجاجات، حيث يقتلون متظاهرين، ويلاحقون مطلوبين، ويقتحمون بيوتا، ويروعون عائلات، بالإضافة إلى أنهم يقاتلون المنشقين. ويستفيد النظام وأزلامه من خلال إيكال مهمات أمنية لهم، لأن الاستعانة بالقوات الأمنية والجيش ذات الصفة النظامية، من شأنه أن يحرج النظام أمام الرأي العام الدولي».
ويتطور شكل الشبيحة بشكل كبير منذ اندلاع الاحتجاجات. وتشير المصادر إلى أن هؤلاء «كانوا في الأيام الأولى مسلحين بأسلحة تقليدية درجوا على حملها، مثل مسدسات حربية، وبنادق روسية وقنابل يدوية. أما الآن، فإن عتادهم العسكري تبدل، وباتوا يحملون أسلحة أكثر تطورا، تؤذي في أحيان كثيرة من غير أن تؤدي إلى القتل، مثل أسلحة «بومب أكشن»، وأسلحة بيضاء، ذلك أن الهدف من استخدامها هو الترويع، من غير القتل». أما الشبيحة التقليديون الذين يعرفهم كل سكان المنطقة، «فاختفوا عن الساحة وتواروا عن الأنظار بعد شهرين من انطلاق الاحتجاجات، كي لا يُحرج الضباط الذين يخدمون عندهم، ولا يُحرج أزلام النظام والمستفيدون من وجودهم، خصوصا أن أسماء هؤلاء صدرت في قوائم عار في الشهر الأول للاحتجاجات».
ولفتت المصادر إلى أن الشبيحة اليوم «هم أشخاص لم نعتد رؤيتهم قبل الآن، وغالبا ما يرتدون ثيابا مدنية سوداء، وجعبا تحمل ذخائر حربية، وأسلحة بيضاء»، مشيرة إلى أسئلة يرددها السوريون: «من أين يأتون بالشبيحة الجدد؟ وكيف استطاع هؤلاء تربية عضلاتهم المفتولة؟»، مؤكدين أن قسما من الشبيحة الجدد هم أصحاب سوابق، «ومن المرجح أن يكون قد أطلق سراح معظمهم من السجون بهدف ترويع المتظاهرين وتصفية من يريدون تصفيته». ويسري اعتقاد لدى تنسيقيات الثورة السورية بأن «الشبيحة الجدد» لا يقتصرون على أزلام النظام ومرافقي الضباط، «بل هم سجناء أطلق سراحهم بغرض ترويع المتظاهرين، أو قوات أمنية سرية جرى تدريبها حديثا على قتل المحتجين ومراقبة الجيش، لأن الوجوه المألوفة تدفع المنشقين إلى الحذر، كما تدفع بعض الناشطين إلى الاختباء من الأجهزة الأمنية، فيعتمد النظام تكتيك الوجوه الجديدة للإيقاع بالمطلوبين».
 
أعضاء من المجلس الوطني: نرفض الحوار مع نظام مجرم.. ورسالة الجامعة العربية رجاء ضعيف
أعربوا عن عدم تفاؤلهم باستجابة النظام للمبادرة العربية وطالبوا باتخاذ إجراءات عملية أكبر
جريدة الشرق الاوسط
بيروت: كارولين عاكوم
لم تختلف آراء وردود فعل الناشطين السوريين الشباب حيال المبادرة العربية عن تلك التي أعلنها المجلس الوطني السوري، كما اجتمع الطرفان على تأييد الخطوة الجديدة التي تمثلت بالرسالة التي بعثت بها الجامعة العربية إلى الرئيس الأسد تطلب منه إنهاء عمليات العنف، رغم اعتبارهم أن الأمر لا يعدو كونه «رجاء ضعيفا مكررا» لن يجعل النظام يتخلى عن أسلوبه القمعي.
وفي هذا الإطار، ورغم اعتبار عضو المجلس الوطني السوري الدكتور لؤي صافي أن الرسالة التي بعثت بها الجامعة العربية أمس إلى الرئيس السوري لإنهاء العنف، هي خطوة إيجابية تعبر عن عدم تفاؤله في استجابة النظام لرسالة الجامعة العربية، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «النظام مصر على إنهاء الثورة عبر الحل الأمني والقتل والاعتقال. لكن الشعب من جهته مستمر في ثورته حتى يرضخ النظام لمطالبه العادلة التي ستكون بداية حتمية لإسقاطه». ويلفت صافي إلى أن انتقاد وزير الخارجية السوري وليد المعلم لرسالة الجامعة هو محاولة لتضليل الرأي العام وتسويق الرواية الرسمية الكاذبة.
من جهته، اعتبر عمر إدلبي، عضو المجلس الوطني السوري وممثل لجان التنسيق السورية في لبنان، أن رسالة الجامعة العربية هي خطوة تكررت مرات عدة من دون أي فائدة، وهي كذلك كانت ضمن بنود المبادرة العربية. وقال إدلبي لـ«الشرق الأوسط»: «هذه الرسالة هي أشبه بالرجاء الضعيف من دون أي إجراءات رادعة وحاسمة بحق النظام. ونأسف إلى أن الجامعة لم تصل لغاية الآن إلى قناعة أن النظام لن يتخلى عن أسلوبه العسكري والعنف والإجرام». ويؤكد إدلبي أنه وبعد 8 أشهر من الثورة أصبح من واجب الجامعة العربية أن تتحرك بشكل أكبر وتتخذ إجراءات عملية مثل تجميد عضوية النظام السوري في الجامعة العربية والاعتراف بالمجلس الوطني والتعامل معه على أنه المرجع الرسمي الوحيد.
وفي ما يتعلق بالمبادرة العربية، يقول إدلبي: «نرفض هذه المهل التي تعطى للنظام يوما بعد يوم من دون أي ضمانات لتحقيق مطالب الشعب الذي انتقل من شعار (إسقاط النظام) إلى شعار (محاسبة الرئيس) الذي يتحمل مسؤولية الجرائم ولم يعد يصلح للحوار». ويلفت إدلبي إلى أن نص المبادرة يضع القاتل والضحية في خانة واحدة. ويسأل «كيف يمكن لجامعة الدول العربية الاستمرار بطرح المبادرة وكيف لنا أن نتحاور مع نظام لا يزال يمعن في قتل شعبه بل تزيد حدة عنفه يوما بعد يوم إلى أن وصل عدد الشهداء في العشرة أيام الأخيرة إلى أكثر من 300؟ وهذا الوضع يعكس تراخيا ليس فقط من المجموعة العربية بل أيضا من المجموعة الدولية».
كذلك، أكد الناشط السوري يوسف الشامي رفضه القاطع لأي مبادرة تنص إلى حوار مع النظام الذي فقد بالنسبة إلينا شرعيته. وقال لـ«الشرق الأوسط»: «من أهم اللاءات التي يرفعها الناشطون والثوار هي لا للحوار مع نظام مجرم ولا للتدخل الخارجي». ويضيف «كنا نتوقع على الأقل الضغط بشكل أكبر على النظام لوقف هدر الدماء، لذا فنحن نعتبرهم داعمين له. ورغم ذلك فبالنسبة إلينا كل هذا الكلام والتصريحات وحتى الرسالة الأخيرة التي أرسلت إلى النظام ليست إلا حبرا على ورق لا تفيد الثورة ولا توقف المجازر. كل ما يفيدنا هو العمل معا على إسقاط النظام ورموزه». وفي حين يشدد الشامي على ضرورة أن يعمد النظام إلى سحب الجيش وتخفيف أو إيقاف العمليات الأمنية بحق المتظاهرين والناشطين، يلفت إلى أن هذا الحل لن يكون أيضا في صالح الرئيس بشار الأسد، ويقول: «لأن تنفيذ هذا القرار سيشكل فرصة لنا لتصعيد تحركنا الثوري ومحاصرة الثوار للقصر الجمهوري».
ولصفحات الـ«فيس بوك» ومجموعات الثوار كانت حصتها أيضا من الآراء الرافضة للمبادرة العربية على ألسنة الناشطين. ففي حين اقترح أحد الشباب التوقف عن مناشدة جامعة الدول العربية والطلب منها تقديم الدعم لنصرة الشعب السوري معتبرا أن تدخلها لا يقدم ولا يؤخر لأن القرار الحاسم في هذا الموضوع هو في يد أميركا، اعتبر ناشط آخر أن المبادرة جديرة بأن تؤخذ بعين الاعتبار لأسباب عدة ،وأهمها حقن الدماء وتفادي الحرب الطائفية التي تلوح في الأفق ووقف معاناة المعتقلين وذويهم. وهي تمهيد جدي وعملي لفترة التحول الديمقراطي بطريقة سلسة وهادئة وتجاوز مرحلة لا يستهان بها من الفلتان الأمني.
 
شركة أميركية: أجهزة مراقبة بعناها للعراق وجدت طريقها للنظام السوري
قالت إنها متخصصة في تعطيل الإنترنت
سان فرانسيسكو - لندن: «الشرق الأوسط»
أكدت شركة أميركية متخصصة في وسائل مراقبة الإنترنت، أن النظام السوري يستخدم هذه الوسائل لتعطيل أنشطة المعارضين السوريين عبر الشبكة العنكبوتية.
وأوضح مسؤول في شركة «بلو كوت سيستمز»، التي مقرها في كاليفورنيا، لوكالة الصحافة الفرنسية، أن أنظمة لمراقبة الإنترنت كانت بيعت إلى وزارة الاتصالات العراقية يتم استخدامها في سوريا، مؤكدا أنه يجهل كيفية وصول هذه المعدات إلى النظام السوري.
وتحظر الحكومة الأميركية بيع هذا النوع من الأجهزة إلى سوريا.
وقال المسؤول في الشركة «بما أننا لم نبع هذه المعدات (لسوريا)، فإننا لا نعلم التفاصيل»، لافتا إلى أن 13 على الأقل من الأجهزة الـ14 التي تم بيعها تستخدم في سوريا، ويبدو هذا العدد كافيا للسيطرة على شبكة الإنترنت ومراقبتها.
 
لا فرق بين سوريا وليبيا القذافي
طارق الحميد
منذ تصريح رئيس وفد اللجنة العربية من دمشق عن ودية اللقاء الذي جمعهم مع بشار الأسد سقط ما يزيد على سبعين قتيلا سوريا على يد قوات النظام، وفي يوم الجمعة الماضي وحده كان هناك خمسون قتيلا!
الوفد العربي الخاص بمبادرة الجامعة تجاه سوريا لم تنطلِ عليه حيلة النظام الأسدي، وهي قبول المبادرة ثم تفريغها من مضمونها، حيث أصدرت الجامعة العربية بيانا مساء الجمعة تستنكر فيه استمرار القتل بسوريا من قبل النظام، الذي بدوره فقد صوابه ورد على البيان، أمس، ببيان يعلن فيه استغرابه من البيان العربي! وحرب البيانات هذه تعني بالطبع فشل المبادرة العربية، وفشل النظام الأسدي بالتقاط تلك الفرصة، وتلقين الجامعة العربية درسا، كما ذكرت بإحدى المقالات من قبل، واليوم فإن على الجامعة العربية نفسها أن تلقن النظام بدمشق الدرس المستحق، ليس لأننا في لعبة استذكاء، أو فرد عضلات، بل من أجل حقن الدم السوري من نظام يريد البقاء بالحكم ولو بقتل الشعب.
على الجامعة العربية الآن أن تعود إلى استخدام اللغة التي يفهمها النظام الأسدي جيدا، وتفعيل الخيار الوحيد المتبقي تجاه النظام بسوريا، وهو ليس أمرا جديدا؛ بل قامت الجامعة بتنفيذه من قبل بحق نظام القذافي بليبيا، وهو تجميد عضوية النظام الأسدي بالجامعة والاعتراف بالمجلس الوطني السوري، ومطالبة مجلس الأمن باتخاذ ما هو لازم لحماية المدنيين بسوريا. على الجامعة فعل ذلك اليوم ليس انتقاما من النظام الأسدي، بل من أجل عدة أمور مهمة؛ أولها هو حماية المدنيين السوريين من آلة القتل، وثانيها لكي لا تكون الجامعة العربية مزدوجة المعايير حيث تصدت للقذافي قبل أشهر، بينما تبدو اليوم وكأنها تشتري الوقت لنظام الأسد، ولكي لا تكون الجامعة أيضا شريكة لحزب الله والنظام الإيراني بالدفاع عن الأسد، خصوصا أن وزير خارجية إيران قد أعلنها صريحة على صدر صحيفتنا قبل أيام بأن طهران مع إعطاء الأسد فرصة، والأمر الآخر هنا هو أن تحرك الجامعة المطلوب، بتجميد عضوية النظام الأسدي والاعتراف بالمجلس الوطني السوري، يعد بحد ذاته خطوة ضامنة لكي لا يخرج بيننا من جديد من هم مثل صدام حسين، أو معمر القذافي، أو بشار الأسد، فهذا دور الجامعة العربية، وعليها أن تقوم به اليوم، وأكثر من أي وقت آخر.
فبفشل المبادرة العربية - الفاشلة تماما - تكون الجامعة، وتحديدا بعض الأعضاء فيها، قد أعطت النظام الأسدي الفرصة الألف، ولكن لا حياة لمن تنادي، وبالتالي فإن عليهم اليوم استغلال كل فرصة متاحة لحماية المدنيين السوريين. فالجميع اليوم بات على قناعة تامة بأن لا أمل بالنظام الأسدي، ولا أمل بأي إصلاحات يعد بها، فهذا النظام لا يجيد إلا لغة التنكيل الوحشية.
وعليه؛ فقد حاول النظام بسوريا التذاكي على الجامعة، لكنه وقع في شر أعماله، وبالتالي فإن الكرة، وهي من نار، باتت بيد الجامعة التي عليها أن تتذكر جيدا أن لا فرق اليوم بين النظام الأسدي ونظام القذافي البائد.

المصدر: جريدة الحياة

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 154,784,206

عدد الزوار: 6,965,892

المتواجدون الآن: 65