الغنوشي يطمئن الخارج والداخل ويلتزم "الوفاق" متخوفاً من دور لحزب بن علي في أحداث سيدي بوزيد

الغنوشي يطمئن الخارج والداخل ويلتزم "الوفاق" متخوفاً من دور لحزب بن علي في أحداث سيدي بوزيد

وجه حزب حركة النهضة الاسلامي الفائز في انتخابات المجلس الوطني التأسيسي في تونس رسائل طمأنة الى توجهاته السياسية داخليا وخارجيا، اكد فيها خصوصا ان الثورة التونسية كانت على "النظام وليس على الدولة"، وانه يؤمن بمبدا "الوفاق" داخليا، كما انه حريص على حقوق المرأة.
وحض زعيم الحزب راشد الغنوشي على الهدوء في بلدة سيدي بو زيد التي انطلقت منها احتجاجات "الربيع العربي"، متهما قوى مرتبطة بالرئيس المخلوع زين العابدين بن علي بانها وراء اعمال العنف التي شهدتها البلدة ليل الخميس.
وروى شهود ان قوى الامن اطلقت النار في الهواء أمس لتفريق حشد من المحتجين كان يحاول مهاجمة مكاتب حكومية في سيدي بوزيد حيث احرق بائع الخضر محمد البوعزيزي نفسه احتجاجا في كانون الاول، وهو ما اشعل فتيل الثورة .
ورأى الغنوشي ان الشعب التونسي اثبت من خلال الانتخابات انه مصمم "لا فقط على اسقاط الديكتاتورية بل ايضا على بناء الديموقراطية"، مضيفا ان الثورة التي لم يصنعها "حزب ولا مجموعة ... لم تهدم الدولة التونسية وانما نظاما مستبدا، ونحن عازمون على الحفاظ على الدولة ".
وفاز حزب حركة النهضة بـ 90 مقعدا أصل من 217 مقعدا في المجلس الوطني التأسيسي، متقدما احزاب اليسار الاربعة منفردة ومجتمعة والتي فازت بـ 73 مقعدا: المؤتمر من اجل الجمهورية 30، والتكتل الديموقراطي 21، والحزب الديموقراطي التقدمي17، والقطب الديموقراطي الحداثي 5.
واوضح زعيم النهضة أن حزبه سيعمل على "تثبيت الانتماء الحضاري وترسيخ مقومات الاستقلال السياسي والاقتصادي والثقافي ... وتأكيد العمق الحضاري لتونس مغاربيا وعربيا واسلاميا وخصوصا مع اشقائنا في ليبيا والجزائر، وايضا الانفتاح على اوروبا وخارجها واستعادة دور تونس المؤثر في المتوسط ... وعلى علاقات الصداقة التاريخية مع الولايات المتحدة ... واحترام المواثيق والمعاهدات الدولية".
وداخليا، جددّ انفتاح حزبه على كل القوى التي ناضلت ضد الاستبداد منذ اكثر من 50 سنة لبناء مؤسسات الدولة على قاعدة "الوفاق"،ـ قائلاً: "الديموقراطية للجميع او ليست لاحد، قلوبنا مفتوحة للجميع ... نسعى الى اخواننا في الوطن أيا كانت توجهاتهم طالبين منهم المشاركة في كتابة الدستور وفي نظام ديموقراطي وفي حكومة ائتلاف وطني في اطار الوفاق ...  يجب ألا نغفل جهاد من ناضلوا من اجل هذه الثورة وتناوبوا على السجون منذ الاستقلال من قوميين واشتراكيين ونقابيين وليبراليين وشيوعيين".
كما جدد "التزام النهضة لنساء تونس بتقوية وتفعيل دورهن في صنع القرار السياسي بما يمنع الارتداد عن مكاسبهن"، لافتا الى ان 42 من اصل النساء الـ49 اللواتي انتخبن للمجلس الوطني التأسيسي ينتمين الى النهضة. ووشدد على انه "بالتأكيد سيكون للمرأة حضور في الحكومة المقبلة ... وسنعمل على ان تمثل المحجبة وغير المحجبة لتعكس واقع تونس".
وقال أيضا ان "النهضة لن تغير نمط الحياة من طريق الدولة. سنترك للناس حقوقهم في ما يلبسون ويأكلون ويشربون ... النهضة لا تريد تحويل الناس الى منافقين، واحب الينا ان نرى وجوها عارية من ان نرى وجوها منافقة".
وسئل عن تأليف الحكومة الجديدة ، فأجاب ان التغيير لن يكون كاملا معربا عن ثقته  ببعض الوزراء الحاليين الذين يتسمون بالنزاهة والذين أدوا واجبهم بشكل جيد.
افتصاديا ، قال الغنوشي إن الحركة تحبذ أن يكون الدينار التونسي قابلا للتحويل، مشيرا إلى أنه سيظل ملتزما برنامج الاقتصاد الحر الذي يشجع الاستثمار والطرح العام الأولي للأسهم. وقال إن الحركة ملتزمة توفير مناخ لا يشوبه الفساد ويحمي مصالح المستثمرين.

 

من جهة اخرى، دعا الغنوشي الى الهدوء في سيدي بوزيد بعد اعمال عنف اعقبت احتجاجات على الغاء فوز عدد من قوائم "العريضة الشعبية" وتنديد زعيمها الهاشمي الحامدي بما رأى انه استبعاد النهضة اياه عن مشاورات التحضير للمرحلة المقبلة، مشيرا الى ان حزبه لم يجر مشاورات مع اي قائمة مستقلة حتى الان. وقال: "نحن اكدنا اننا نحترم ارادة الشعب، وكل قائمة فازت سواء كانت مستقلة او تابعة لحزب هي جديرة بأن تحترم ويحترم اهلها".
ودعا اهالي سيدي بوزيد حيث اعلن فرض منع التجول اثر عمليات تخريب ليل الخميس "الى الهدوء وان يقدموا مرة اخرى النموذج في حماية الاملاك العامة والخاصة"، معربا عن "خشيته ان تكون ايدي التجمع المنحل (حزب بن علي) ساهمت بقدر او بآخر في نشر شائعات" لتأجيج الوضع.

 

في غضون ذلك، تحدث الامين العام للحزب ومرشحه لتأليف الحكومة حمادي الجبالي عن بدء "مشاورات اولية" بين حزبه والتكتل الديموقراطي من اجل العمل والحريات، وكذلك مع المؤتمر من اجل الجمهورية، في اطار مشاورات ستشمل الكثير من الاحزاب الاخرى للاتفاق على مختلف مؤسسات المرحلة الانتقالية الثانية.
وتوقع تأليف الحكومة الجديدة في غضون عشرة ايام.

 

■ في بروكسيل، هنأت الممثلة العليا للاتحاد الاوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الامنية كاثرين اشتون والمفوضية الاوروبية حزب حركة النهضة بفوزه، ووعدت بأن يقدم الاتحاد الاوروبي مساعدة على طريق الديموقراطية والحرية.

الحراك الشعبي الأردني: لم تفهمونا... عظم الله أجركم

عمان – عمر عساف
باستثناء عمان، التي اجلت اعتصامها الى اليوم لتنفذه امام الديوان الملكي، عمت امس المسيرات والاعتصامات مدن المملكة، مطالبة بتنفيذ حقيقي للاصلاح، في اول حراك تشهده حكومة عون الخصاونة التي تألفت الاثنين الماضي.
وانضمت مدينة الرمثا على الحدود السورية الى الحراك الذي اطلق شعار "لم تفهمونا... عظم الله اجركم، في اشارة الى رفض الاسلوب الذي تألفت به الحكومة الجديدة.
وشمل الحراك مدن جرش والسلط والكرك والمزار الجنوبي والطفيلة ومعان.
وركزت المسيرات والاعتصامات على ان الاصلاح الحقيقي "لا يتمثل بتغيير الاسماء في الحكومات وانما بتغيير النهج السياسي جذريا. وطالبت بحكومة انقاذ وطني حقيقي، وشددت على ضرورة اجراء محاسبة حقيقية للفساد والمفسدين، وبـ"حكومة لمحاربة الفساد لا حكومة مكافأة الفساد".
ودعا الحراك الشبابي والشعبي الاردني الى وضع جدول زمني للاصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي. وطالبت المسيرات بالغاء معاهدة وادي عربة للسلام مع اسرائيل. وربط المعتصمون تدهور الاوضاع الاقتصادية وتغول الفاسدين وبيع مقدرات الوطن بمعاهدة السلام التي وقعت في 1994/10/26 وقالوا في بيان صدر عنهم: "لم تفهمونا ولن تفهمونا ما بقيتم معتقدين انكم تعلمون ما لا نعلم واننا مجاميع بشرية لا ننتمي الى امة ولا يربطنا مصير واحد، ولا يوحدنا هدف واحد، ولا نتذكر ان الامس القريب هو ذكرى توقيع معاهدة الذل والعار التي جلبت للأردن كل ما ادى الى تدهور الاوضاع الاقتصادية وتغول للفاسدين وبيع مقدرات الوطن".

علي صالح يرسل موفداً لحشد الدعم لمبادرته
مواجهات في صنعاء واغتيال ضابط في عدن

مؤيدون للرئيس اليمني علي عبدالله صالح يؤدون صلاة الجمعة في صنعاء امس. (رويترز)

صنعاء – أبوبكر عبدالله
كثّفت صنعاء مساعيها الديبلوماسية لدى الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن والاتحاد الاوروبي من اجل حشد الدعم لمبادرة للرئيس اليمني علي عبدالله صالح للخروج من أزمة نقل السلطة قبل انتهاء المهلة التي حددها قرار مجلس الامن 2014 والذي دعا علي صالح الى توقيع المبادرة الخليجية فوراً. وقد اوفد الرئيس امس نائبه الفريق عبد ربه منصور هادي الى الولايات المتحدة للبحث في الرؤية اليمنية للحل السياسي، كما اوفد مستشاره السياسي الدكتور عبد الكريم الارياني في جولة اوروبية للغرض عينه.
وفي غضون ذلك، شهدت العاصمة والمحافظات تظاهرات احتجاج شارك فيها مئات الآلاف من المناهضين لعلي صالح في اكثر من 30 ساحة اعتصام في 17 محافظة في اطار "جمعة وما النصر الا من عند الله"، في مقابل حشد صنعاء عشرات الآلاف من انصارها في مهرجان تأبيني اطلق عليه "جمعة سلطان الخير والجوار الحميم".
وشيّع المناهضون للرئيس تسعاً من ضحايا المواجهات مع المحتجين خلال الايام الاخيرة ونظموا تظاهرات رددوا خلالها هتافات تؤكد رفض الشارع اي تسويات سياسية تتيح الحوار مع النظام وتمنح الرئيس واركان نظامه حصانة من الملاحقة القضائية، وتعهدوا الاستمرار في الاحتجاجات السلمية الى حين اسقاط النظام، كما طالبوا المجتمع الدولي والامم المتحدة بمحاكمة علي صالح  ومعاونيه الكبار امام المحكمة الجنائية الدولية.

مواجهات مسلحة

وكانت العاصمة مسرحا لمواجهات عنيفة بين قوى الامن المركزي الموالية للرئيس ووحدات من قوات الفرقة الاولى المدرعة المؤيدة للثورة الشبابية، بعدما حاول مسلحون وجنود اعتلاء سطوح بنايات في شارع هائل المؤدي الى ساحة التغيير، فقتلت امرأة واصيب جندي من قوات الفرقة الاولى وعدد من المدنيين، قبل ان ترغم قوات الجيش المؤيدة للثورة هؤلاء على التراجع واخلاء البنايات التي تمركزوا فيها ساعات.

عملية اغتيال

واتهمت صنعاء "تنظيم القاعدة في جزيرة العرب" باغتيال رئيس وحدة مكافحة الارهاب في قوات الامن المركزي بمحافظة عدن الرائد علي عبده الحجي والذي قضى في انفجار عبوة ناسفة زرعت في سيارته.
وقالت وزارة الدفاع اليمنية ان الحجي قتل في انفجار عبوة ناسفة زرعت في سيارته، كما اصيب اثنان من ابنائه احدهما في حال حرجة.
واوضحت ان "عناصر ارهابية زرعت عبوة ناسفة في سيارة الحجي انفجرت لحظة عودته من مقر عمله الى منزله ظهر الجمعة في الطريق الواقعة بين منطقة العريش وملعب الـ22 من ايار بمدينة عدن"، مشيرة الى ان "اجهزة الامن باشرت اجراءات التحقيق وجمع الادلة وتتبع الجناة".

 

 

"الاونيسكو": الفلسطينيين الاثنين

تصوت منظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "الاونيسكو" الاثنين المقبل على طلب فلسطيني لعضوية المنظمة، وذلك في اطار مساع أوسع للفلسطينيين للاعتراف بهم دولة في نظام الامم المتحدة.
وقرر المجلس التنفيذي للمنظمة في 6 تشرين الاول السماح للدول الاعضاء وعددها 193 دولة بالتصويت على طلب العضوية، مما أثار غضب اسرائيل والولايات المتحدة التي توفر 22 في المئة من تمويل "الاونيسكو" وربما قطعت هذا التمويل نتيجة للتصويت.
وصرحت ناطقة باسم "الاونيسكو" بانه يرجح ان يجري التصويت في مقر المنظمة بباريس خلال الاجتماع السنوي الذي يعقد في 25 تشرين الأول الى 15 تشرين الثاني.

(رويترز)     

 

في الصحافة العالميّة

كتب فرانز أوليفيه غيسبير:
"هل من أجل هذا قامت الثورات العربية؟ هذه هي الصرخة التي تأتي من القلب بعد الفوضى العارمة للثورات العربية، وبعدما رأينا كيف تحل الجمهوريات الإسلامية محل الديكتاتوريات الفاسدة التي سقطت مطلع السنة وسط أصوات الابتهاج. لقد تحدثنا في حينه بشيء من الخجل عن الشبح الإسلامي، ولم نشأ ان نفسد فرحة العيد. لكن التاريخ علمنا الحذر وأن ضحايا الأمس هم غالباً جلادو الغد. من هنا ان الإسلاميين الذين تعرضوا للقمع على أيدي الطغاة في بلادهم هم الذين يقطفون حالياً ثمار الربيع العربي. صحيح أن هؤلاء ليسوا من الإسلاميين المتشددين، لكنهم من المتدينين الذين يرغبون في فرض قانونهم، على من يحب شرب الخمر أن يتحمل ذلك، وعلى النساء أن يتحجبن... يبقى ألا تغرق الدول العربية بعد الخريف في شتاء طويل".

 

كتب نيكولا تينيز:
"في 27 كانون الأول 2010 أقدم بائع خضر تونسي على احراق نفسه بعد شجار مع الشرطة، ويقال إن هذه الحادثة هي التي أدت الى نشوب "الثورات العربية". من حيث المبدأ يشمل العالم العربي منطقة واسعة جداً. وقد طمحت الدول العربية الى تجسيد حلمها الحقيقي أو المتوهم بالعروبة من خلال انشاء جامعة الدول العربية التي تمثل عالماً عربياً مؤلفا من 22 دولة وتدعي أنها تدافع عن مصالحها. لكن وحدة الجامعة العربية الظاهرية سرعان ما تتهاوى في ضوء النزاعات الكثيرة التي تعتري هذه الجامعة التي تسيطر عليها الدول الكبرى... لا شيء يعكس الطابع العربي لهذه الثورات التي تختلف كل منها عن الأخرى، وينعكس ذلك في صعود نفوذ الإسلام والقبائل وضعف وتراجع نفوذ الجامعة العربية".

 

كتب طوم دونيلون مستشار الشؤون الأمنية للرئيس الاميركي باراك أوباما:
"إن مقتل القذافي وتحرير ليبيا بعد أكثر من 40 سنة من الاستبداد يدلان على مدى قوة رياح التغيير التي تعيد رسم العالم العربي، ويلقيان الضوء على الأهمية الفائقة لقيادة الولايات تحالفات قويّة... وحتى لو انتهت مهمّة حلف شمال الأطلسي في ليبيا، فإن دعم أميركا وحلفائها  لليبيا الجديدة لن يتوقف".