أخبار دول الخليج العربي..واليمن..بعد "الحدثين اللافتين" في قمة جدة.. ماذا أرادت السعودية إثباته "للعالم"؟..إعلان جدة..البيان الختامي يحدد الأولويات العربية..ولي العهد السعودي في افتتاح القمة العربية: لن نسمح أن تتحول منطقتنا ميدانا للصراعات..في القمة العربية بجدة..زيلينسكي "يخطف الأضواء" من الأسد..انقلابيو اليمن يستحدثون إدارات للتطييف في المستشفيات الحكومية..«المركزي» اليمني يحذر من الرضوخ لإملاءات الحوثيين..«الاستقلال الغذائي»..ذريعة الحوثيين للسيطرة على الأراضي الزراعية..

تاريخ الإضافة السبت 20 أيار 2023 - 4:02 ص    عدد الزيارات 421    التعليقات 0    القسم عربية

        


بعد "الحدثين اللافتين" في قمة جدة.. ماذا أرادت السعودية إثباته "للعالم"؟...

الحرة / خاص – واشنطن... القمة العربية المنعقدة في جدة شهدت حضور رئيس النظام السوري بشار الأسد بعد قطيعة عربية استمرت 12 عاما...

حدثان لافتان شهدتهما القمة العربية المنعقدة، الجمعة، في جدة بالمملكة العربية السعودية، وتمثلا بحضور رئيس النظام السوري، بشار الأسد، بعد قطيعة عربية استمرت 12 عاما، وكذلك مشاركة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي المفاجئة. وشكل حضور زيلينسكي، الذي تعيش بلاده الآثار المدمرة الناجمة عن الحرب التي شنتها روسيا، في فبراير من العام الماضي، مفارقة ملحوظة بالأخص مع حضور الأسد القمة، والذي تمتع بدعم موسكو لقمع المعارضة السورية منذ عام 2011. ويعكس تواجد الأسد وزيلينسكي في قاعة واحدة، وبدعوة سعودية مباشرة لكليهما، توجه المملكة نحو تطوير دورها في حل النزاعات وتغيير مجريات الأحداث السياسية إقليميا وعالميا. ولعبت السعودية مؤخرا دورا دبلوماسيا رائدا في السياسة الإقليمية، إذ أعادت العلاقات مع إيران، ورحبت بعودة سوريا إلى الصف العربي، وتتوسط في الصراع السوداني. وتعد عودة الأسد إلى الصف العربي جزءا من اتجاه أوسع في الشرق الأوسط حيث تتخذ دول احتدمت بينها الخلافات ذات يوم خطوات لإصلاح العلاقات المتوترة بسبب صراعات وتنافس لسنوات، برز فيها دور الرياض كوسيط بشكل خاص، وفقا لمراقبين. وقبل ذلك، ساهمت الرياض في التوصل لاتفاق بين روسيا وأوكرانيا، في سبتمبر الماضي، تمخضت عنه عملية تبادل أسرى، بينهم رعايا أميركيون وبريطانيون ومغاربة وكرواتيون وسويديون. يقول المحلل والكاتب السعودي، سليمان العقيلي، إن "التوجه السعودي اليوم يهدف لتخفيف التوترات وإبرام المصالحات وتسوية المشاكل وتهيئة المناخ لقواعد نظام عربي جديد يعتمد على التعاون والتنمية والبناء والاستثمار ولتجارة المتبادلة والمصالح المشتركة". ويضيف العقيلي في حديث لموقع "الحرة" أن "السعودية كانت تعتبر لاعبا مهما له مكانته الإقليمية والدولية، حتى قبل انعقاد القمة". يؤكد العقيلي أن "السعودية ماضية في عملية السلام والتعاون والبناء بما يحقق مصالح شعوب المنطقة". يعزو العقيلي هذا التغير اللافت في السياسة السعودية وتوجهها نحو الوساطة إلى عدة أمور من أبرزها امتلاكها "لمشروع وطني عملاق يتمثل برؤية 2030". يقول العقيلي إن هذا المشروع "هو في الشكل اقتصادي تحاول من خلاله المملكة تنويع مصادرها للدخل، لكنه في الحقيقة مشروع اقتصادي سياسي اجتماعي". ويتابع أن "هناك قناعة لدى السعودية بأن نجاح المشروع يتوقف على الاستقرار الإقليمي في المنطقة، سواء في مجال الأمن أو التعاون التجاري والاستثماري والتنموي". ويشير العقيلي إلى أن "رؤية 2030 والمشاريع القائمة فيها، باتت تؤثر كثيرا في أولويات السياسة الخارجية السعودية، التي بدأت تعتمد على الواقعية السياسية والتعاون مع الجيران". في مارس الماضي، أعلنت كل من السعودية وإيران توقيع اتفاق برعاية صينية قررتا بموجبه انهاء قطيعة دبلوماسية بينهما استمرت سبع سنوات. وعملت الرياض أيضا على إصلاح العلاقات مع الحوثيين في اليمن وتركيا والنظام السوري، التي أثمرت جهودها عن عودة الأسد لجامعة الدول العربية بعد عقد على قطع العلاقات معه. يذكر أن وزارة الخارجية الأميركية استنكرت عودة سوريا مجددا إلى الجامعة العربية، مؤكدة أن واشنطن ترفض التطبيع مع الأسد وأن العقوبات ستظل سارية بحق نظامه. وتعليقا على تأكيد مشاركة الأسد في القمة العربية، قال نائب المتحدث باسم الخارجية الأميركية، فيدانت باتيل، لـ "الحرة"، الأربعاء: "لا نعتقد أن سوريا تستحق إعادة القبول في جامعة الدول العربية في هذا الوقت. وهذه نقطة قمنا بتوضيحها لجميع شركائنا". وأضاف باتيل أنه رغم ذلك "فإننا نتشارك مع شركائنا العرب في العديد من الأهداف فيما يتعلق بسوريا بما في ذلك الوصول إلى حل للأزمة السورية بما يتوافق مع قرار مجلس الأمن 2254 وتوسيع وصول المساعدات الإنسانية لجميع السوريين المحتاجين، وبناء الأمن والاستقرار لضمان عدم ظهور تنظيم داعش من جديد، وخلق ظروف آمنة لعودة اللاجئين، وإطلاق سراح وكشف مصير المحتجزين ظلما والمفقودين، والحد من النفوذ الإيراني ، ومكافحة تهريب الكبتاغون من سوريا".

واشنطن عبرت عن رفضها التطبيع مع نظام الأسد مؤكدة أن عقوباتها ستظل سارية

مشاركة الأسد في القمة العربية.. الخارجية الأميركية توضح موقفها للحرة وتحدد "الأهداف النهائية"

استنكرت وزارة الخارجية الأميركية، الأربعاء، عودة سوريا مجددا إلى الجامعة العربية، وسط أنباء عن مشاركة رئيس النظام السوري، بشار الأسد، في القمة العربية التي ستنعقد في جدة بالسعودية، الجمعة. لكن الباحث السياسي والمستشار الإعلامي السعودي، مبارك آل عاتي، يبين أن "السعودية تريد تجسير العلاقات العربية- العربية وكذلك إعادة تقوية دعائم البيت العربي". ويقول آل عاتي لموقع "الحرة" إن "السعودية استثمرت دبلوماسيتها الضاغطة لإقناع جميع الدول العربية بالحضور بغض النظر عن مستوى علاقاتها الثنائية".

التأثير عالميا

تجاوزت جهود الوساطة التي تبذلها الرياض منطقة الشرق الأوسط. ففي العام الماضي، قالت الحكومة إنها توسطت في تبادل سجناء بين روسيا وأوكرانيا أسفر عن إطلاق سراح 10 معتقلين، بينهم اثنان من المحاربين الأميركيين وخمسة مواطنين بريطانيين. وأعلنت المملكة، في ديسمبر الماضي، أنها ساعدت أيضا بالتوسط للإفراج عن نجمة كرة السلة، بريتني غراينر، من الاحتجاز الروسي، مقابل تاجر الأسلحة الروسي، فيكتور بوت. ويرى آل عاتي أن "الحياد الإيجابي" الذي التزمته السعودية في الصراع الروسي الأوكراني قد يمكنها من لعب دور في حل الصراع. ويقول آل عاتي لموقع "الحرة" إن "حضور الرئيس الأوكراني للقمة هو رسالة سعودية تشير إلى أنها تستطيع أن تسهم في الجهود الدولية الرامية لحل النزاع". ويضيف آل عاتي أن "السعودية تتمتع بثقل سياسي واقتصادي هامين إقليميا ودوليا، وأن الرأي السياسي السعودي أصبح ذو تأثير دوليا، وهي شريك لا يمكن الاستغناء عنه في مجال حفظ الأمن والسلم الدوليين". ويشير إلى أن "حضور الرئيس الأوكراني لمؤتمر القمة هو تأكيد على أن المجموعة العربية ترفض استخدام القوة في تسوية النزاعات". بدوره يقول العقيلي إن "السعودية وجهت الدعوة أيضا لروسيا من أجل إرسال موفد لها للجامعة العربية، لكن موسكو اكتفت بإرسال برقية وزعت في المؤتمر". ويضيف أن "هذا يدل على أن الجامعة العربية بقيادة السعودية تريد أن تثبت للعالم أنها جزء مهم في المنظومة الدولية، وأنها تستطيع المساهمة في تخفيف التوترات والوساطة في الصراعات العالمية". ويشير إلى أن "المملكة تهدف إلى المساعدة في حل الصراع بين موسكو وكييف، في ظل وصول تأثيرات وتداعيات الحرب للمنطقة، سواء على مستوى الغذاء أو أزمة الطاقة أو القلق من استقطاب دولي جديد يضر بأمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط".

إعلان جدة..البيان الختامي يحدد الأولويات العربية

الحرة – واشنطن... ركزت الوثيقة على ضرورة دعم حل الدولتين للقضية الفلسطينية

شدد إعلان جدة، الذي كلّل أشغال قمة جامعة الدول العربية، الجمعة، بالسعودية، على أهمية تكثيف الجهود العربية للوصول إلى تسوية شاملة وعادلة للفلسطينيين. وجاء في إعلان جدة، المكون من 10 نقاط "نجدد التأكيد على مركزية القضية الفلسطينية لدولنا باعتبارها أحد العوامل الرئيسة للاستقرار في المنطقة". كما ركزت الوثيقة على ضرورة دعم حل الدولتين للقضية الفلسطينية، "وفقا للمرجعيات الدولية وعلى رأسها مبادرة السلام العربية والقرارات الدولية ذات الصلة ومبادئ القانون الدولي بما يضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على الأراضي الفلسطينية، بحدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية". في السياق، ندد البيان بما وصفه بـ"الممارسات والانتهاكات التي تستهدف الفلسطينيين في أرواحهم وممتلكاتهم ووجودهم كافة".

السودان

وبخصوص الأحداث الجارية بالسودان، تم التأكيد على ضرورة التهدئة وتغليب لغة الحوار وتوحيد الصف، ورفع المعاناة عن الشعب السوداني، والمحافظة على مؤسسات الدولة الوطنية، ومنع انهيارها، والحيلولة دون أي تدخل خارجي في الشأن السوداني يؤجج الصراع ويهدد السلم والأمن الإقليميين. وكان مبعوث السودان للقمة، دفع الله الحاج علي، قال خلال مداخلته في أعمال القمة، في وقت سابق الجمعة، إن الجيش السوداني مستعد للعفو عن أعضاء قوات الدعم السريع إذا قرروا وضع السلاح. في هذا الصدد، اعتبر الإعلان الاجتماعات التي جرت في جدة، التي بدأت بتاريخ 6 مايو عام 2023، بين الفرقاء السودانيين "خطوة مهمة يمكن البناء عليها لإنهاء هذه الأزمة، وعودة الأمن والاستقرارإلى السودان وحماية مقدرات شعبه".

ممثل السودان في القمة العربية

مبعوث البرهان إلى القمة العربية: سنعفو عن المتمردين إذا وضعوا السلاح

قال دفع الله الحاج علي، مبعوث رئيس مجلس السيادة السوداني، عبد الفتاح البرهان، للقمة العربية، المنعقدة في جدة بالسعودية، الجمعة، إن الجيش السوداني مستعد للعفو عن أعضاء قوات الدعم السريع إذا قرروا وضع السلاح.

سوريا

رحب البيان بعودة سوريا إلى حضن الجامعة العربية، وقال "نأمل في أن يسهم ذلك في دعم استقرار الجمهورية العربية السورية، ويحافظ على وحدة أراضيها، واستئناف دورها الطبيعي في الوطن العربي". يذكر أن الولايات المتحدة، استنكرت عودة سوريا مجددا إلى الجامعة العربية، مؤكدة أن واشنطن ترفض التطبيع مع الأسد وأن العقوبات ستظل سارية بحق نظامه. والأربعاء، قال نائب المتحدث باسم الخارجية الأميركية، فيدانت باتيل، لقناة "الحرة": "لا نعتقد أن سوريا تستحق إعادة القبول في جامعة الدول العربية في هذا الوقت، وهذه نقطة قمنا بتوضيحها لجميع شركائنا". واستنكرت وزارة الخارجية الأميركية، الأربعاء، عودة سوريا مجددا إلى الجامعة العربية، وسط أنباء عن مشاركة رئيس النظام السوري، بشار الأسد، في القمة العربية التي ستنعقد في جدة بالسعودية، الجمعة.

الأزمة اليمنية

البيان جدد دعم جامعة الدول العربية لمجلس القيادة الرئاسي في اليمن، وأكد على ضرورة دعم كل ما يضمن أمن واستقرار الجمهورية اليمنية ويحقق تطلعات الشعب اليمني الشقيق، ودعم الجهود الأممية والإقليمية الرامية إلى التوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة اليمنية استنادا إلى المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني اليمني وقرار مجلس الأمن رقم2216 .

رفض جميع الميليشيات المسلحة

الإعلان شدد أيضا على ضرورة وقف التدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية للدول العربية، والرفض التام لدعم تشكيل الجماعات والميليشيات المسلحة الخارجة عن نطاق مؤسسات الدولة. كما أشار إلى أن الدول المشاركة تؤكد على دعم التنمية المستدامة، والأمن، والاستقرار، وسبل العيش بسلام، في البلدان العربية. وجاء في الصدد "لن يتحقق ذلك إلا بتكاتف الجهود وتكاملها، ومكافحة الجريمة والفساد بحزم وعلى المستويات كافة". وأكد ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، في مستهل كلمته بافتتاح القمة العربية، الجمعة، أن السعودية لن تسمح بأن تتحول المنطقة العربية ميدانا للصراعات. وقال: "نؤكد لدول الجوار والأصدقاء في الغرب والشرق أننا ماضون للسلام والخير والتعاون والبناء، بما يحقق مصالح شعوبنا ويصون حقوق أمتنا، ومسيرة التنمية تأثرت نتيجة الصراعات التي عانت منها الشعوب خلال السنوات الماضية". وأكد أيضا أن الدول المنضوية تحت لواء الجامعة العربية ملتزمة بقيمها وثقافتها القائمة على الحوار والتسامح والانفتاح "وعدم التدخل في شؤون الآخرين تحت أي ذريعة، مع التأكيد على احترامنا لقيم وثقافات الاخرين" وفق تعبير البيان الختامي. إضافة إلى هذا، دعا الإعلان إلى استثمار التقنية من أجل تحقيق نهضة عربية صناعية وزراعية شاملة "تتكامل في تشييدها قدرات دولنا". كما أكد الإعلان على دعم الدول المشاركة لمسار دعم والمحافظة على الثقافة والهوية العربية الأصيلة، وتكريس اعتزاز أبنائهم بقيمهم وعاداتهم وتقاليدهم الراسخة "وبذل كل جهد ممكن في سبيل إبراز موروثنا الحضاري والفكري ونشر ثقافتنا العريقة". وفي الأخير، ثمن الإعلان دور السعودية، التي تسلمت من الجزائر رئاسة الدورة، وعدد المبادرات التي تقودها الرياض على أكثر من صعيد لدعم دول المنطقة.

ولي العهد السعودي في افتتاح القمة العربية: لن نسمح أن تتحول منطقتنا ميدانا للصراعات

الحرة – دبي.. أكد ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، في مستهل كلمته بافتتاح القمة العربية في جدة، الجمعة، أن السعودية لن تسمح بأن تتحول المنطقة العربية ميدانا للصراعات. وقال: "نؤكد لدول الجوار والأصدقاء في الغرب والشرق أننا ماضون للسلام والخير والتعاون والبناء، بما يحقق مصالح شعوبنا ويصون حقوق أمتنا، ومسيرة التنمية تأثرت نتيجة الصراعات التي عانت منها الشعوب خلال السنوات الماضية". ورحب ولي العهد السعودي برئيس النظام السوري، بشار الأسد، وبالرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، وأشار إلى موقف المملكة المحايد والداعم لحل الأزمة سياسيا في أوكرانيا. وأكد محمد بن سلمان على مركزية القضية الفلسطينية وعلى حقوق الشعب الفلسطينى، كما ثمن جهود السعودية في التوسط بين طرفي النزاع في السودان. وقال: "يسرُّنا اليوم حضور فخامة الرئيس بشار الأسد في هذه القمة، ونتمنى أن تسهم عودة سوريا للجامعة العربية في دعم أمن سوريا وإنهاء الأزمة وتحقيق الرفاه لشعبها". وأضاف "القضية الفلسطينية هي قضية العرب والمسلمين المحورية وتأتي على رأس أولويات المملكة ... ونعمل معا من أجل التوصل لحلها". وفي الشأن اليمني، قال: "نكرس جهودنا لمساعدة الأطراف اليمنية لإيجاد حل للأزمة في بلادهم"، وفيما يخص السودان "نأمل أن تكون لغة الحوار هي الأساس للحفاظ على وحدة السودان وأمن شعبه ومقدراته". وتابع "نرحب بتوقيع طرفي النزاع في السودان على إعلان جدة، الذي نأمل أن يؤدي إلى وقف فعال لإطلاق النار". وعن الموقف السعودي تجاه الحرب في أوكرانيا، قال: "ندعم الجهود الدولية لحل الأزمة الأوكرانية ومستعدون لبذل جهود الوساطة بين روسيا وأوكرانيا، ونحن ندعم كل ما يسهم في خفض حدة الأزمة في أوكرانيا وعدم تدهور الأوضاع الإنسانية". وأضاف أن المملكة "تدعم الجهود الدولية الرامية لحل الأزمة سياسيا بما يسهم بتحقيق الأمن والسلم".

في القمة العربية بجدة..زيلينسكي "يخطف الأضواء" من الأسد

فرانس برس.. تعطي الزيارة زيلينسكي فرصة لمخاطبة قادة الدول العربية..

وصل الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينكسي، إلى السعودية في زيارة مفاجئة لحضور قمة جامعة الدول العربية التي يشارك فيها رئيس النظام السوري، بشار الأسد، حليف موسكو، بعد غياب استمر 13 عاما. وبعد أن كان الأسد نجم القمة العربية، يبدو أن زيلينسكي سيسرق منه بعض الأضواء. والأسد حليف مقرب من روسيا التي تدخلت عسكريا في النزاع السوري، لا سيما من خلال القصف الجوي، وكان لتدخلها الدور الحاسم في استعادة القوات السورية الحكومية مساحة واسعة من الأراضي التي كانت خسرتها في بداية الحرب على أيدي الفصائل المعارضة. وكتب زيلينسكي على حسابه على تلغرام "سأتحدث خلال قمة الجامعة العربية، سألتقي ولي العهد (السعودي) محمد بن سلمان وسأعقد اجتماعات ثنائية أخرى". وقال الرئيس الأوكراني إن أولوياته في الزيارة ستكون "تقديم صيغتنا للسلام والتي يجب أن يشمل تنفيذها أكبر عدد ممكن من الدول". وأضاف "أولوية أخرى هي حماية مسلمي أوكرانيا" في منطقة القرم التي ضمتها روسيا في 2014. وتعطي هذه الزيارة زيلينسكي، وهي الأولى له إلى الشرق الأوسط منذ اندلاع الحرب في بلاده، فرصة لمخاطبة قادة الدول العربية التي يبقى موقفها ضبابيا وغير موحد من الحرب في أوكرانيا، بخلاف حلفائه الأوروبيين والأميركيين. واستقبل الرئيس الأوكراني الذي كان يرتدي بزته الزيتية، السفير الأوكراني لدى السعودية ونائب أمير منطقة مكة المكرمة، الأمير بدر بن سلطان بن عبدالعزيز، وفق ما أظهرت لقطات بثتها قناة "الإخبارية" السعودية الرسمية. وقال مسؤول في جامعة الدول العربية، لوكالة فرانس برس "سيحضر زيلينسكي القمة الجمعة بدعوة من السعودية وليس من الجامعة العربية". ولم يردّ مسؤولون سعوديون فورا على طلبات "فرانس برس" التعليق. وأفاد مسؤول سعودي، فرانس برس، أن ممثلا عن السفارة الروسية سيحضر القمة العربية. وتقدم الرياض نفسها على أنها محايدة في الملف الأوكراني، مشيرة إلى ما تصفه بمنافع الحفاظ على العلاقات مع كل من موسكو وكييف. وصوتت الرياض لصالح قرارات مجلس الأمن المنددة بالغزو الروسي وضم موسكو مناطق في شرق أوكرانيا. لكنها في الوقت نفسه واصلت التنسيق بشكل وثيق مع روسيا حول السياسات النفطية، بما في ذلك قرار خفض الإنتاج الذي اتخذ في أكتوبر، مع محاولة الإبقاء على علاقات وثيقة مع الولايات المتحدة، شريك المملكة الأمني منذ عقود. وانتقدت واشنطن الرياض معتبرة أنها قدمت "دعما اقتصاديا" وكذلك "معنويا وعسكريا" لروسيا.

عودة دمشق

والأربعاء، كتب الأمين العام المساعد للشؤون السياسية الدولية بالجامعة العربية، خالد منزلاوي، في صحيفة "الشرق الأوسط"، أنه بالإضافة الى التحديات الكبيرة التي تواجهها منطقة الشرق الأوسط، سيكون على القمة العربية أن تأخذ في الاعتبار قضايا دولية مثل الحرب في أوكرانيا. وقال "لابد من التأكيد أنَّه ستكون هناك حاجة ماسة للتوافق والتضامن بصورة جماعية...(في) هذه المرحلة بالغة الخطورة من تاريخ العالم، التي تشهد إعادة رسم خرائط العلاقات الدولية". وترى الخبيرة بمركز "الأهرام" للدراسات السياسية في القاهرة، رابحة سيف علام، أن العالم في "لحظة دولية تشهد انسحاب القوى الكبرى من المنطقة وانشغالها بحرب روسيا"، ما تعتبره "قُبلة حياة للجامعة لتقوم بدورها كمحطة تنسيق للجهود الإقليمية لحل النزاعات في المنطقة". ومساء الخميس، وصل الأسد إلى جدة في أول مشاركة له في قمة عربية منذ عُلقت عضوية دمشق في الجامعة ردا على قمعها الاحتجاجات الشعبية ضد النظام التي خرجت إلى الشارع في 2011، قبل أن تتحول إلى نزاع دام أودى بحياة أكثر من نصف مليون شخص. وكانت قمة سرت في ليبيا في مارس 2010 آخر قمة حضرها الأسد. وقبل بدء أعمال القمة، الجمعة، أجرى الأسد لقاء مع نظيره التونسي، قيس سعيد، وبحث معه "العلاقات الثنائية"، وآخر مع الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس دولة الإمارات، الذي يترأس وفد بلاده إلى القمة، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء السورية الحكومية "سانا". وشدد الأسد بعد لقائه نظيره التونسي على أهمية تجاوز العلاقة على مستوى الرؤساء لتصل إلى المستوى الشعبية والعمل على "خلق وعي لعمل عربي مشترك". إضافة إلى تطبيع العلاقات مع دمشق، من المتوقع أن تتصدر جدول أعمال القمة أزمتان رئيسيتان: النزاع المستمر منذ شهر في السودان بين الجيش، بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع، بقيادة الفريق أول محمّد حمدان دقلو، والنزاع المتواصل في اليمن منذ أكثر من ثماني سنوات. وتنعقد القمة العربية وسط جهود حثيثة من السعودية لتعزيز موقعها الدبلوماسي في الشرق الأوسط وخارجه، وبعد تطبيع علاقاتها مع إيران بوساطة صينية في مارس، إثر قطيعة.

انقلابيو اليمن يستحدثون إدارات للتطييف في المستشفيات الحكومية

صنعاء: «الشرق الأوسط»... وسط الاتهامات الموجهة للميليشيات الحوثية في اليمن بمواصلة فسادها وعبثها وتدميرها للقطاع الصحي ونهب مخصصاته التشغيلية وجميع موارد المستشفيات والمراكز الطبية والمساعدات الدولية، استحدثت الميليشيات إدارات للتطييف في المشافي الحكومية ابتداءً من مستشفى الثورة في مدينة الحديدة الساحلية (غرب). وكشف عاملون في القطاع الصحي عن أن الجماعة استحدثت أخيراً إدارة جديدة «طائفية» في الهيكل الإداري لمستشفى الثورة الحكومي في محافظة الحديدة بغية الانتقام من الكادر الوظيفي وإخضاعهم لاعتناق أفكارها وحفظ ملازم مؤسسها حسين الحوثي وخطب أخيه عبد الملك الزعيم الحالي للجماعة. وذكر العاملون الصحيون أن لجوء الجماعة الانقلابية إلى اتخاذ مثل ذلك القرار التعسفي وغير المبرر هو من أجل استهداف جميع منتسبي ذلك المرفق الحكومي في الحديدة عبر إخضاعهم لتلقي دروس وبرامج فكرية وطائفية عبر ندوات وورش قد تكون يومية أو أسبوعية. وتأتي تلك الممارسات في وقت تتهم فيه مصادر طبية في الحديدة قيادات في الجماعة بمواصلتها نهب ومصادرة جميع إيرادات هيئة مستشفى الثورة الحكومي وتحويل مرافق المشفى إلى ملكية خاصة لأتباع الجماعة مع انتهاج طرق وأساليب وممارسات متنوعة ومخالفة للنظام والقانون بحق الموظفين كافة، ومصادرة مرتباتهم وجميع حقوقهم. وتداول ناشطون يمنيون على منصات التواصل الاجتماعي، صورة من الوثيقة الصادرة من إدارة مستشفى الثورة الخاضع للانقلاب في الحديدة تضمنت تكليف أحد الموالين للجماعة في منصب مدير ما تسمى «إدارة الثقافة القرآنية وأخلاقيات المهنة» وهي إدارة جديدة ومستحدثة وتعد - بحسب الناشطين - مخالفة واضحة لنصوص الدستور اليمني المتعلق بعمل مؤسسات الدولة. وكلف الانقلابيون - بحسب الوثيقة - أحد مشرفيهم ويدعى سامي صغير عزي بتولي مهام الإشراف على تلك الإدارة المستحدثة بصورة غير قانونية. ووصف عاملون صحيون في المستشفى لـ«الشرق الأوسط»، ذلك الإجراء غير القانوني للجماعة بأنه يندرج في إطار مسلسل الانتقام الحوثي منهم على خلفية احتجاجاتهم ومطالباتهم المتكررة بصرف رواتبهم وجميع مستحقاتهم المنهوبة. وأشاروا إلى أن الاستهداف الحوثي الأخير في حقهم كان قد سبقه خلال أشهر وسنوات ماضية أعمال تعسف وقمع وترهيب وإقصاء وحرمان من الحقوق استهدفت عشرات الأطباء والموظفين والعاملين في المشفى. وكان عناصر الجماعة الذين يديرون مستشفى الثورة بالحديدة قد نفذوا قبل أشهر حملة ترهيب وقمع بحق الأطباء والعاملين الصحيين، تخللها توجيه تهديدات مباشرة لكل من يضرب عن العمل أو يشارك بأي وقفة احتجاجية منددة بعبث وفساد الميليشيات بالسجن. يشار إلى أن الجماعة الحوثية كانت قد ألغت نظام الرواتب والمستحقات المعتمدة للعاملين والممرضين بهيئة مستشفى الثورة، واكتفت بصرف مبلغ لا يتجاوز 20 ألف ريال يمني شهرياً (نحو 40 دولاراً أميركياً) لكل ممرض وعامل صحي، في وقت لا يغطي ذلك المبلغ حتى أجرة التنقل من المستشفى وإليه. ويأتي هذا التعسف الحوثي في وقت كانت الميليشيات قد رفعت فيه أسعار الخدمات كافة التي يقدمها المستشفى، وفي مقابل ذلك، لا تقدم للكادر الصحي أبسط حقوقه ومستحقاته المالية. وعلى مدى الأعوام الماضية، نفذ الأطباء والعاملون في هيئات مشافي الثورة في صنعاء وإب وتعز والحديدة وغيرها سلسلة من الوقفات الاحتجاجية الغاضبة، للمطالبة بصرف مستحقاتهم كي تعينهم على العيش، ومواصلة تقديم الخدمات للمرضى. فساد الميليشيات الذي يستهدف ما تبقى من قطاع الصحة في مدن سيطرتها، تزامن مع استمرار العديد من المنظمات الدولية والمحلية المعنية بالمجال الصحي في إطلاق تحذيراتها من انهيار ذلك القطاع في اليمن. وحذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف» في وقت سابق من انهيار القطاع الصحي في اليمن الذي يشهد حرباً منذ سنوات عدة. وقالت المنظمة في تغريدة على «تويتر»، إن نصف المرافق الصحية في اليمن لا تعمل، مشيرة إلى أن العاملين يواجهون نقصاً حاداً في الأدوية والمعدات والعاملين، مؤكدة أن الأنظمة الصحية على وشك الانهيار إذا لم يتم دعمها. أما منظمة الصحة العالمية فقالت إن تفشي الأمراض في اليمن يرجع إلى نقص إمدادات المياه والصرف الصحي. وأضافت أن 70 في المائة من المرافق الصحية في اليمن تفتقر إلى البنية التحتية المناسبة للمياه والصرف الصحي.

«المركزي» اليمني يحذر من الرضوخ لإملاءات الحوثيين

الشرق الاوسط..عدن: محمد ناصر... حذر البنك المركزي اليمني كافة المؤسسات والكيانات من الخضوع لإملاءات الحوثيين المدمرة للقطاع المالي، في وقت تستعد فيه الجماعة لمصادرة ما يعادل 11 مليار دولار، وهي فوائد الدين العام وأموال المودعين في المصارف. مجلس إدارة البنك الذي يتخذ من مدينة عدن العاصمة المؤقتة للبلاد مقراً له أطلق تحذيراً من الخضوع لإجراءات الحوثيين وقال إن من يتورط في ذلك «سيكون عرضة لإجراءات قانونية وطنية وإقليمية ودولية». وأوضح أنه وقف أمام عدد من الدراسات والتوقعات «للإجراءات المدمرة وغير القانونية» التي يقوم بها الحوثيون في حق القطاع المالي والمصرفي بمسميات مختلفة، وأن الهدف من تلك الإجراءات هو «اجتثاث مؤسسات مالية وطنية وكيانات مصرفية عريقة قامت وفقاً لقوانين وطنية جمهورية ومعايير دولية». البنك المركزي اليمني أعاد التذكير بأن القوانين التي تحكم وتنظم عمل المؤسسات المالية والمصرفية هي قوانين الجمهورية اليمنية الصادرة عن مؤسساته الدستورية المنتخبة والقانونية المعترف بها دولياً. ودعا البنك إلى ترك القطاع المصرفي يعمل بحرية وفقاً للقوانين التي تنظم عمله، ويمارس أنشطته وفقاً للمعايير المصرفية الدولية المتعارف عليها، وكف الممارسات الضارة والإجراءات غير القانونية وغير الوطنية حفاظاً على مكتسبات الشعب ومدخراته المتراكمة لدى هذه المؤسسات، وجدد البنك التزامه بالسياسات الاحترازية المعلنة وعدم السماح بتجاوزها مهما كانت الظروف إلا في الحدود التي يسمح بها القانون ويخدم الصالح العام. التحذير، جاء متزامناً مع دراسة نشرها مركز كارنيغي نبهت إلى أن القرار (القانون) الحوثي «سيؤدي لانهيار وإغلاق البنوك»، لكونه سيضعف مراكزها المالية المُتعثرة أصلاً منذ تسع سنوات عن دفع ودائعها، رغم انتهاجها سياسة الدفع بالتقسيط بشكل مبالغ بسيطة وبفتراتٍ زمنيةٍ مُتباعدة. وقالت الدراسة إن الدلائل والوقائع وآراء المتخصصين في الشأن المصرفي «تؤكد احتمال إغلاق البنوك»؛ لأنها ستصبح عاجزةً عن دفع ودائعها، ولن تستطيع تغطية نفقاتها. وتحدثت الدراسة عن تأثير قرار الحوثيين على اقتصاد اليمن، وقالت إن المضي في تطبيقه سيؤثر على الوضع الاقتصادي الهش في البلد، وعلى زيادة الأوضاع المعيشية سوءاً، وسيلتهم 3.3 مليار دولار هي إجمالي استثمارات البنوك في الدَّين العام البالغ 17.4 مليار دولار، كما سيلتهم 7.5 مليار دولار وهي إجمالي الأرصدة المودعة كاحتياطيات تخص البنوك، وهيئات التأمينات، وشركات الاتصالات والبريد.

منع التسهيلات والفوائد

يجرم القانون الحوثي غير الشرعي كل التعاملات التي تتضمن الفائدة أو المساهمة أو الأرباح أو العمولة، كما جرّم صيغ المرابحة والتي تمثل 90 في المائة من أنشطة البنوك الإسلامية، كما جرّم البيع بالتقسيط لأجل، وبيع الوفاء وبيع الدين وغيرها. وألزمت الجماعة الانقلابية في تعميم صدر عن فرع البنك المركزي في صنعاء البنوك التجارية والإسلامية بسحب كل استثماراته الخارجية بالعملات الصعبة وتوجيهها نحو السوق المحلية، وهو ما يعني وفق مصادر بنكية، منع البنوك من التعامل مع الودائع بالعملة الأجنبية، والتي كانت تشكل قرابة 50 في المائة من الودائع الآجلة، وبلغت نحو 4 مليارات دولار قبل الحرب. القانون الذي أصدره الانقلابيون خلافاً للدستور ومن مجموعة برلمانية غير شرعية، منع الفوائد مقابل القروض أو التسهيلات أو الودائع أو السندات أو أذون الخزانة، أياً كان نوع القرض أو الودائع أو السندات، كما منع الفوائد المترتبة على خطاب الضمان والاعتماد المستندي، وخصم الأوراق التجارية وأياً كان مسمى الفائدة (الفائدة أو المساهمة أو الأرباح). وفي وقت سابق أفاد مودعون لـ«الشرق الأوسط» بأنهم حاولوا سحب ودائعهم لدى البنوك لكنها ردت بعدم القدرة؛ لأن كل أموالها كانت مستثمرة في سندات أذون الخزانة لدى فرع البنك المركزي بصنعاء، والذي حولها إلى ديون داخلية، ولكنه عاجز عن إعادة أصل الودائع. كما أن فرع البنك الخاضع للحوثيين استبق صدور قانون مصادرة أموال المودعين، وأمر بخفض أرباح كل ودائع البنوك التجارية وعائدات أذون الخزانة إلى الصفر، قبل أن يجري أخيراً تحويلها إلى حسابات جارية، ولكن ممنوع السحب منها لأن تلك الأموال تصرف بها الانقلابيون منذ 7 أعوام. وكان رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي قبل أن يغادر عدن لحضور القمة العربية في جدة، قد اجتمع مع رئيس الحكومة معين عبد الملك، ومحافظ البنك المركزي أحمد غالب، ووزير المالية سالم بن بريك. ونقلت المصادر أن الاجتماع تطرق إلى مستجدات الأوضاع الاقتصادية والمالية، والإجراءات الحكومية المتخذة لتعزيز مسار الإصلاحات في مختلف المجالات. كما استعرض الاجتماع موقف العملة الوطنية، والإمدادات الخدمية، وفي المقدمة قطاع الكهرباء والسبل الكفيلة بمواجهة المتغيرات الاستهلاكية للمشتقات النفطية خلال فصل الصيف. وذكرت وكالة «سبأ» أن رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي شدد على مضاعفة الجهود لضمان استقرار العملة المحلية، والخدمات والسلع الأساسية، وتحسين القدرات الاستيعابية لتعهدات المانحين الإقليميين والدوليين. ووجّه العليمي بوضع خطط منسقة مع مختلف الجهات لاستثمار الموارد المتاحة، وتوفير فرص العمل والعائدات المشتركة، وتعظيم فوائد عمل السلطات المركزية والمحلية من الداخل لصالح المواطنين، والتخفيف من معاناتهم.

«الاستقلال الغذائي»..ذريعة الحوثيين للسيطرة على الأراضي الزراعية

الشرق الاوسط..عدن: وضاح الجليل... يزعم الحوثيون في اليمن دعم وتطوير القطاع الزراعي، وإنتاج كميات محاصيل تحقق ما يسمونه «الاستقلال الغذائي والاكتفاء الذاتي»، لكن ذلك لم يكن سوى شفرة لاحتكار التقنيات الزراعية، وتحويل الوقود إلى السوق السوداء ورفع أسعاره، وإغلاق منافذ التوريد؛ للتسبب في تكدس منتجات المزارعين وكسادها، مقابل توسع وازدهار المَزارع التي تؤول إلى مؤسسات انقلابية. مع انقضاء فصل الشتاء وبداية الربيع الحالي، وهو موسم حصاد لأغلب المنتجات الزراعية، بدأ مزارعو محافظة الجوف اليمنية إدراك المأزق الذي وقعوا فيه. كان المزارعون تلقوا وعوداً من الانقلابيين بتقديم كامل الدعم لهم من أجل إنتاج كميات وفيرة من القمح لتحقيق مزاعم «السيادة الغذائية»، إلا أنهم عند بدء موسم الحصاد تفاجأوا بعدم توفير ماكينات حصاد كافية، وهو ما اضطر بعضهم إلى اختطاف ماكينات الحصاد المتوافرة لاستخدامها قبل تلف محصولهم. تقول مصادر في الجوف، إن ماكينات حصاد القمح الخاصة في المحافظة محدودة العدد، وإن ملاك المزارع طلبوا من المزارعين شراء الوقود بأنفسهم من السوق السوداء لتشغيلها، وكانت الأولوية لمن استطاع تدبير كميات الوقود المطلوبة، في حين ظل البقية في انتظار شغور تلك الماكينات، أو وصول الماكينات التي وعد الانقلابيون الحوثيون بها.

تعسف الحوثيين يلحق أضراراً مضاعفة بالمزارعين

لاحقاً؛ اضطر المزارعون إلى الحصاد اليدوي لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من محصولهم، في حين اختطف مزارعون في مديرية اليتمة إحدى ماكينات الحصاد التابعة لقطاع الزراعة الذي يديره الانقلابيون الحوثيون، الذين لم يتمكنوا من استعادتها إلا بعد أن استغنى الخاطفون عن خدماتها، غير أن مصادر ترجح أن المزارعين الذين اختطفوا الحصادة أقدموا على ذلك بالتنسيق مع قيادي حوثي حصل منهم على مبالغ مالية كبيرة وجزء من محصولهم مقابل التغاضي عما قاموا به.

تلف وكساد

خلال فترة انتظار وصول الحصادات طوال الشهرين الماضيين؛ جاءت رياح صحراوية موسمية لتسقط حبوب القمح عن السنابل، وتتركها في الأرض عرضة للتلف مع صعوبة في جمعها وحفظها، كما دحرجت الرياح في طريقها نباتات شوكية يابسة على شكل كرات ضخمة داهمت المزارع مسببة المزيد من الأضرار بالمزروعات. وتضاعفت المعاناة بهطول أمطار غزيرة وتدفق سيول جارفة على غالبية المزارع التي لم تكن قد جمعت محاصيلها وتم حفظها، وفي أثناء ذلك كانت المزارع التابعة للميليشيات تكمل مهام الحصاد والتسويق بشكل منتظم. ووفقاً للمصادر؛ فإن الميليشيات وفرت حصّادة كبيرة لكل مزرعة من مزارعها، ولم توفر للمزارعين في عموم المحافظة سوى 6 حصادات. وعانى المزارعون الذين تمكنوا من إنقاذ محصولهم من التلف من عدم امتلاكهم مخازن لحفظ القمح في ظل عجزهم عن نقله وبيعه في المحافظات الأخرى، وتعرضهم للابتزاز والتضييق من قبل الميليشيات التي تنصلت من وعودها لهم، واضطروا إلى تخزين ما أمكنهم من كميات في منازلهم، في حين تركوا الباقي في البيادر والحقول تحت أغطية قماشية أو بلاستيكية. لم تقتصر الخسائر والتلف على محصول القمح؛ فالخضراوات تكدست في المزارع ومخازن المزارعين وتعرضت للتلف قبل أن يتمكنوا سوى من بيع كميات محدودة منها، رغم امتلاكهم خبرة كبيرة في زراعتها وتسويقها، على عكس القمح الذي هم حديثو العهد بزراعته؛ وكل هذا يعود إلى إجراءات الميليشيات الحوثية التي أغلقت منافذ التوريد. تفيد المصادر بأن الميليشيات الحوثية أغرت جميع المزارعين بتوفير كافة احتياجاتهم من أجل تحقيق مزاعم الاكتفاء الذاتي والتصنيع والتصدير، فمزارعو الطماطم مثلاً سمعوا من عدد من قيادات الميليشيات الحوثية أحاديث عن التوجه لبناء مصانع للصلصة، إلى جانب بناء مخازن تبريد مركزية لحفظها من التلف، وهو ما دفعهم إلى زيادة منتجاتهم بشكل غير مسبوق. ويعدّ القيادي الحوثي هلال الجشاري، أكثر القيادات الحوثية التي سعت إلى إغراء المزارعين، خصوصاً في محافظة الجوف، وإقناعهم بزيادة غلتهم الزراعية، مستخدماً اسم «الجبهة الزراعية» للترويج لمزاعم زعيم الميليشيات عبد الملك الحوثي في الاكتفاء الذاتي من الزراعة، إلى جانب حثهم على التبرع للمجهود الحربي، وعينته الميليشيات الحوثية منسقاً للجنة الزراعية في المحافظة.

تخطيط مسبق

تتحجج الميليشيات أمام ما يجري للمزارعين من تلف وخسائر بعد تقديم وعودها لهم، بعجزها عن مجاراة التوسع الزراعي، وتلقي باتهاماتها كالعادة على الحكومة الشرعية والتحالف بالتسبب في حدوث العجز والكساد وتلف المزروعات، في حين يرى المزارعون أن الميليشيات تسعى لاستغلالهم والسيطرة على أراضيهم ومنتجاتهم. فوفقاً لمصادر زراعية في محافظة الجوف؛ يعتقد المزارعون أن الميليشيات الحوثية كانت تخطط منذ البداية لاستغلالهم؛ إذ دفعتهم إلى التوسع في إنتاج المحاصيل واستصلاح أراضيهم المهجورة من أجل إلحاق الخسائر بهم، بدءاً ببيع الوقود والأسمدة والبذور لهم بأسعار باهظة، ثم حصول التجار الموالين لها على المحاصيل بأثمانٍ بخسة. وإذ قرر غالبية المزارعين عدم تكرار ما حدث الموسم الماضي؛ فإنهم يخشون أن تسعى الميليشيات إلى محاولة السيطرة على أراضيهم من أجل استثمارها لصالحها باسم الأوقاف؛ إذ يردد القادة الحوثيون في المحافظة مقولات عن ضرورة استصلاح الأراضي لمواجهة الفقر والجوع والحرب الاقتصادية المزعومة. وتأتي خشية المزارعين من إقدام الميليشيات على ذلك؛ بعد أن استولت خلال الأعوام الماضية على أراضٍ واسعة وتحويلها إلى مزارع هائلة الإنتاج، بعد أن أنشأت مؤسسات لاستئجار الأراضي من ملاكها، ومؤسسات أخرى للاستثمار الزراعي، وتعمل هذه المؤسسات على إقناع ملاك الأراضي بتأجير ممتلكاتهم بدلاً من بذل جهود غير مجدية لزراعتها. كما نهبت الميليشيات عشرات الآلاف من الهكتارات من الأراضي في محافظة الجوف بزعم أنها ملكية لأوقاف الدولة، أو صادرتها باعتبارها أراضي مملوكة لشخصيات سياسية واجتماعية مناهضة للنفوذ الحوثي، وهي الشخصيات التي يجري اتهامها بالخيانة والعمالة، ويعمل ما يعرف بـ«الحارس القضائي» على مصادرة ممتلكاتها. وتتركز الأراضي التي نهبتها الميليشيات وأنشأت عليها مزارعها في مديريات اليتمة والغيل والمتون والخب والشعف، وتقدر المصادر مساحة الأراضي الزراعية التي نهبتها الميليشيات في محافظة الجوف بأكثر من 30 ألف هكتار.

ولي العهد السعودي يبحث مع قادة عرب تعزيز العمل المشترك

جدة: «الشرق الأوسط».. التقى الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، في جدة اليوم (الجمعة)، العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، والرؤساء المصري عبد الفتاح السيسي، والسوري بشار الأسد، والتونسي قيس سعيِّد، والصومالي الدكتور حسن شيخ محمود، كلٌ على حدة. جاءت هذه اللقاءات على هامش القمة العربية الثانية والثلاثين، وجرى خلالها استعراض العلاقات بين السعودية وكل من الدول الخمس، ومجالات التعاون الثنائي، وبحث المسائل ذات الاهتمام المشترك والجهود المبذولة بشأنها، فضلاً عن سبل تعزيز العمل العربي المشترك.

الرئيس الأوكراني يصل إلى جدة لحضور القمة العربية

جدة: «الشرق الأوسط».. وصل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إلى جدة (غرب السعودية)، ظهر اليوم الجمعة، لحضور القمة العربية الثانية والثلاثين. وقال زيلينسكي بعد وصوله على متن طائرة فرنسية أقلعت من بولندا: «ابدأ زيارتي الأولى للسعودية لتعزيز العلاقات الثنائية، وعلاقات أوكرانيا مع العالم العربي»، مشيراً إلى أنها تتناول جملة موضوعات من بينها مناقشة صيغة للسلام، والتعاون في مجال الطاقة. وأكد الرئيس الأوكراني عبر حسابه على «تويتر»، أن «السعودية تلعب دورًا مهمًا، ونحن على استعداد للارتقاء بتعاوننا إلى مستوى جديد». ونقلت وكالتي «بلومبرغ» و«رويترز» للأنباء عن مصادر مطلعة، أن زيلينسكي سيحضر القمة العربية قبل توجهه إلى اليابان للمشاركة في قمة مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى بهيروشيما.



السابق

أخبار العراق..السوداني في جدة حاملاً رسائل عراقية لأشقائه العرب..رئيس وزراء العراق يحض على إنشاء «تكتل اقتصادي» عربي..مسلحو «الحشد» يغلقون مكتباً لنائب عراقي مستقل..

التالي

أخبار مصر وإفريقيا..السيسي في القمة العربية: التكامل يسمح بحلول حاسمة لقضايانا..«الحوار الوطني» بمصر لفتح ملفَّي الأحزاب والمحليات..البرهان يزيح «حميدتي» من «السيادي» السوداني..قبائل ليبية تدعو لتشكيل حكومة «موحدة» تشرف على الانتخابات..ملف تونس على طاولة «الاتحاد الأوروبي» الإثنين..الجزائر: وضع أشهر رجل أعمال تحت الرقابة القضائية..إلى أين تتجه المواجهة بين السلطة العسكرية والمعارضة في غينيا؟..هل تحد الحلول الأمنية من «الاضطرابات السياسية» في السنغال؟..مقتل عشرين مدنياً بهجومين في بوركينا فاسو..أستراليا تعلن تحرير رهينة اختطفه «القاعدة» قبل 7 سنوات..

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 154,783,251

عدد الزوار: 6,965,865

المتواجدون الآن: 59