أخبار سوريا..رئيس النظام السوري يصل جدة لحضور القمة العربية..الترحيب بـ"عودة الأسد" يكشف تراجعا قطريا.. وكلمة السر "العلاقة مع السعودية"..الأسد في قمة جدة.. حيثيات "صورة رمزية" لـ "فخامة الرئيس القاتل"..المبعوث الأممي إلى سوريا: لحظة فارقة..وعلى دمشق التحرك..تركيا تعيد تأكيد مبادئ التطبيع مع سوريا..

تاريخ الإضافة الجمعة 19 أيار 2023 - 3:42 ص    عدد الزيارات 429    التعليقات 0    القسم عربية

        


رئيس النظام السوري يصل جدة لحضور القمة العربية...

الحرة – دبي... تطور لافت في العلاقات العربية مع النظام السوري

أعلنت وكالة الأنباء السورية (سانا)، الخميس، وصول رئيس النظام السوري، بشار الأسد، إلى مدينة جدة السعودية لحضور اجتماعات قمة جامعة الدول العربية، بعد أكثر من 10 سنوات من تعليق عضوية دمشق. وذكرت الوكالة أن الأسد وصل جدة، بعدما تلقى في العاشر من الشهر الجاري دعوة رسمية من ملك السعودية، سلمان بن عبد العزيز، لحضور القمة. ونشرت قناة الإخبارية السعودية مقطع فيديو لوصول الأسد إلى جدة. وكان التلفزيون السعودي أشار إلى وصول عدد من قادة الدول إلى جدة، بينهم الأسد والرئيس التونسي، قيس سعيد، وقبلهما رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، ورئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، نجيب ميقاتي. وتعقد اجتماعات القمة العربية في جدة، غدا الجمعة، بحضور عدد بارز من قادة الدول في المنطقة. وعُلّقت عضوية سوريا في جامعة الدول العربية ردا على قمعها الاحتجاجات الشعبية، التي خرجت في عام 2011، إلى الشارع قبل أن تتحول إلى نزاع دام أودى بحياة أكثر من نصف مليون شخص. ووجهت السعودية الدعوة لرئيس النظام السوري لحضور القمة، في وقت تعارض فيه قوى غربية عدة الانفتاح العربي على دمشق، خصوصا واشنطن ولندن. واستنكرت وزارة الخارجية الأميركية، الأربعاء، عودة سوريا إلى الجامعة العربية. وقال نائب المتحدث باسم الخارجية الأميركية، فيدانت باتيل، لـ "الحرة": "لا نعتقد أن سوريا تستحق إعادة القبول في جامعة الدول العربية في هذا الوقت. وهذه نقطة قمنا بتوضيحها لجميع شركائنا".

واشنطن عبرت عن رفضها التطبيع مع نظام الأسد مؤكدة أن عقوباتها ستظل سارية

استنكرت وزارة الخارجية الأميركية، الأربعاء، عودة سوريا مجددا إلى الجامعة العربية، وسط أنباء عن مشاركة رئيس النظام السوري، بشار الأسد، في القمة العربية التي ستنعقد في جدة بالسعودية، الجمعة. وفي وقت سابق هذا الشهر، قدّم أعضاء في الكونغرس الأميركي من الحزبين الديمقراطي والجمهوري، مشروع قانون "مواجهة التطبيع مع الأسد" للعام 2023، الذي يُحذّر الإدارة الأميركية من الاعتراف ببشار الأسد كرئيس لسوريا أو تطبيع العلاقات مع أي حكومة في سوريا بقيادة الأسد الذي يخضع لعقوبات أميركية. كما يهدف إلى توسيع نطاق قانون قيصر الذي بموجبه فرضت واشنطن عقوبات قاسية على سوريا منذ عام 2020.

الترحيب بـ"عودة الأسد" يكشف تراجعا قطريا.. وكلمة السر "العلاقة مع السعودية"

الحرة / ترجمات – واشنطن... يسلط ترحيب جامعة الدول العربية بعودة رئيس النظام السوري، بشار الأسد، إلى صفوفها الضوء على مدى تراجع قطر في مساعيها الرامية لأن تكون صوتا دبلوماسيا له ثقله في الشرق الأوسط، وفقا لتحليل نشرته وكالة رويترز، الخميس. وذكر التحليل أن قطر سحبت على مضض، في وقت سابق من هذا الشهر، معارضتها لمبادرة السعودية بإعادة سوريا إلى جامعة الدول العربية. وأوضحت أنها تعارض تطبيع علاقاتها مع دمشق، لكنها قالت إنها لن تقف في طريق الإجماع العربي. وأشار التحليل إلى أن الاستياء من هذه الخطوة كان واضحا لدى البعثة الدبلوماسية لجماعة معارضة السورية في الدوحة، تعترف بها قطر كسفارة رسمية، ويذكّر بمدى التغيير الحاصل في السياسة القطرية. ونقلت الوكالة عن القائم بأعمال البعثة السورية، بلال تركية، القول إن "قطر لم تقبل هذا القرار، لكنها لم تقف في طريقه". ويرى محللون أن التغيير في موقف الدوحة بشأن سوريا مؤشر على أنها ربما تتراجع عن سياستها الخارجية الإقليمية التي كانت طموحة في السابق لتجنب إثارة حفيظة جيرانها الأقوياء. وقال الرئيس التنفيذي لشركة تحليلات الخليج، جورجيو كافيرو، وهي شركة استشارية لتحليل المخاطر الجيوسياسية، ومقرها واشنطن، لرويترز إن السعودية استخدمت نفوذها على أعضاء جامعة الدول العربية لدفعهم للموافقة على إعادة سوريا للصفوف العربية. وأضاف أن "قطر لم ترغب بلعب أي دور من شأنه أن يجازف بإغضاب القيادة في الرياض والعواصم العربية الأخرى". وأشار التحليل إلى أن قطر تعمل بشكل مطرد على إصلاح العلاقات مع السعودية ومصر والإمارات والبحرين. وقال دبلوماسي غربي في الدوحة، تحدث لرويترز شريطة عدم الكشف عن هويته، إن الدولة الخليجية تعطي الأولوية لعلاقة عمل جيدة مع جيرانها، وخاصة السعودية. وأضاف الدبلوماسي أن "هذا الأمر يجعلهم حريصين على تجنب التورط في مواجهات إقليمية، وهو السبب كذلك في تراجع انخراطهم في اليمن والسودان بشكل أقل مما كان عليه في السابق". وأكد مسؤول قطري لرويترز أن الدوحة تقول إن سياستها الخارجية "مستقلة تماما" وتسعى جاهدة "لبناء توافق في الخليج والمنطقة العربية الأوسع من خلال حوار بنّاء لا يضر بسياستنا الخارجية". وقال: "لهذا السبب قررت قطر عدم منع عودة سوريا إلى الجامعة العربية، لكنها لم تطبع العلاقات مع النظام السوري". واستعاد الأسد السيطرة على أجزاء كبيرة من سوريا بمساعدة إيران وروسيا، لكن مئات الآلاف من الأشخاص قتلوا في الحرب وفر الملايين من البلاد ولا تزال البلاد ممزقة واقتصادها مدمرا. وقال أستاذ الشؤون الحكومية بجامعة جورجتاون في قطر، مهران كامرافا، لرويترز إنه مع خسارة الحركة المناهضة للأسد في سوريا "غيرت السعودية والإمارات سياستهما بشكل كبير، لكن قطر لم تفعل ذلك". وعارضت قطر في البداية الجهود السعودية لحشد الدعم من أجل رفع تجميد عضوية سوريا في جامعة الدول العربية. لكن محللين يتساءلون إلى متى يمكن للدوحة أن تحافظ على هذا الموقف. وقال الخبير في الشؤون السورية ومدير مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة أوكلاهوما جوشوا لانديس، للوكالة إن قطر "تدرك جيدا أنها خسرت، لكنها تريد أن تكون آخر دولة تطبع مع سوريا".

الأسد في قمة جدة.. حيثيات "صورة رمزية" لـ "فخامة الرئيس القاتل"

الحرة...ضياء عودة – إسطنبول.. قبل أقل من عامين ألقى السفير السعودي السابق لدى الأمم المتحدة، عبد الله المعلمي، خطابه الشهير في الجمعية العامة بعنوان "لا تصدقوهم"، مستهدفا رواية النظام السوري و"زعيمه الذي يقف فوق هرم من جماجم الأبرياء". وبينما عكست كلماته في تلك الفترة الموقف السياسي للرياض بشأن سوريا تُمثل الاستعدادات التي تشهدها مدينة جدة الآن انقلابا كليا عن السابق، "فمن يدعي النصر العظيم"، حسب المعلمي، سيكون حاضرا بين الزعماء العرب في مدينة جدة، يوم الجمعة، وبرصيده "الكثير من أشلاء الأبرياء". ومن المقرر أن يصل رئيس النظام السوري، بشار الأسد، إلى جدة، الخميس، استعدادا للمشاركة في القمة العربية على مستوى القادة، الجمعة. ومن المتوقع أيضا أن يلتقط الكثير من الصور مع نظرائه ويلقي خطابا "تاريخيا"، حسب ما ذكرته وسائل إعلام مقربة منه. ولسنوات وبعدما كان الأسد بنظر الكثير من الدول العربية وسياسييها "قاتلا" سيتم الترحيب به في القمة المقبلة تحت اسم "فخامة الرئيس السوري"، وعلى أنه يمثل سوريا كاملة، وهي المقسمة حتى الآن بين عدة أطراف نفوذ، فيما يعاني مواطنوها في الداخل والخارج من تبعات سياسة أمنية وجرائم حرب ضد الإنسانية. وعلى مدى السنوات الماضية كانت الكثير من الدول العربية قد انخرطت سياسيا في الملف السوري، سياسيا بدعمها أطراف المعارضة، وعسكريا بالدعم الذي قدمته لفصائل مسلحة على الأرض، وحتى أنها أكدت على مطلب "رحيل الأسد عاجلا وآجلا" كثيرا. لكنها سحبت يدها وبالتدريج شيئا فشيئا، إلى أن وصلت إلى نقطة التواصل وإعادة العلاقات. ويعتبر حضور الأسد في القمة ثمرة اجتماعين تشاوريين للعرب، الأول عقد في جدة والثاني في العاصمة الأردنية، عمّان. ورغم أن العناوين الرئيسية لخطوة كهذه، يقال إنها تستهدف "حلا سياسيا"، يرى مراقبون الصورة مغايرة لذلك، وأن التحركات الخاصة بالأسد هدفها الأول "ملف الكبتاغون"، مع السعي لإعادة تعويمه بعدما "ربح الحرب"، بحسب وجهة نظر دول عربية. ويشير المراقبون الذين تحدث إليهم موقع "الحرة" إلى أن المشهد والصورة التي ستخرج للأسد من داخل قاعة اجتماعات القمة ستكون "رمزية ومخزية" وأنها ستعطي "نصرا معنويا للأسد"، في ظل الخطوط الحمر التي تضعها الولايات المتحدة والدول الغربية أمام أي "خطوة بالمجان".

"الحبيب لحبيبته"

ويشي المشهد الخاص بالنظام بأن مشاركة الأسد تشكّل "انتصارا لسوريا بعد سنوات من الحرب ضد الإرهاب"، بينما اعتبر وزير خارجية النظام السوري، فيصل المقداد، أن ما يحصل هو بمثابة "عودة الحبيب إلى حبيبته"، حسب ما صرّح لوسيلة إعلام روسية، الخميس. في المقابل، وبينما يخفت ذكر جرائم الحرب وضد الإنسانية المرتبطة بالأسد على لسان المسؤولين العرب، فهم يواصلون التأكيد على أن "إعادة سوريا للجامعة" وأن حضور الأسد للقمة، يستهدف "حلا سياسيا للأزمة في البلاد". كما تهدف الخطوات العربية إلى إيجاد حلول لـ"عودة اللاجئين"، ووقف عمليات تهريب المخدرات وحبوب "الكبتاغون"، وهو الملف الذي اعتبرته وسائل إعلام غربية سابقا على أنه "ورقة ابتزاز استخدمها الأسد"، ليحظى بالمقعد. وحتى الآن لا تزال واشنطن والدول الغربية تؤكد على أن "الحل السياسي في البلاد يجب أن يكون بموجب قرار مجلس الأمن 2254". كما ترفض الولايات المتحدة أي محاولة تطبيع وإعادة تعويم للأسد، والذي وصفته بـ"الديكتاتور الوحشي" و"المستبد"، لاعتبارات تتعلق بالجرائم التي ارتكبها على مدى السنوات الـ12 الماضية من الثورة السورية.

"صورة رمزية ومخزية"

ويرى الناشط السياسي السوري ومدير "مركز الشرق للدراسات"، الدكتور سمير التقي، أن الصورة التي ستخرج للأسد من اجتماعات القمة فيها "رسالة للسوريين، لأنهم افترضوا أن قواعد النظام والقانون الدولي تشكل قدَرا بالنسبة لهم" وأن "هذا الأمر غير صحيح". ويقول التقي لموقع "الحرة": "يجب علينا النظر للفلسطينيين الذين كان بجيبتهم عدة قرارات، لكن المجتمع الدولي لا يعمل على أساسها، بل بناء على منطق الدول". ويضيف "الآن إذا سألنا العرب ما رأيكم ولماذا اجتمعتم مع الأسد بعدما دعمتم الثورة؟ سيكون الجواب: إنكم خسرتم المعركة ونحنا سنصنع الحاضر، وأساس الاعتراف في القانون الدولي هو من يسيطر على الأرض"، حسب حجتهم. لكن فعليا، ووفق التقي، لا يسيطر نظام الأسد حتى الآن على الأرض، ولا يستطيع إدارة شؤونه ضمن مناطق سيطرته، بينما 65 بالمئة من اقتصاد البلاد خارج إدارته، فضلا عن الوضع في الجنوب السوري. ويشير ذلك إلى أن معايير الدول العربية بهيمنة الأسد على الأرض "باطلة"، ويضاف إليها عدد السكان المهجرين قسرا خارج بلادهم. ويضيف التقي أن "الصور التي ستصدر للأسد في القمة لن تكون إلا رمزية وشكلية وتذكارية، كون الدول العربية لن تتمكن من فعل أي شيء، ولا تملك قدرة على الأرض من إعادة إعمار وغير ذلك". بدوره يعتبر الكاتب والصحفي اللبناني، حازم الأمين، أن "الصورة التي ستخرج للأسد من اجتماعات القمة ستمثل مشهدا مخزيا، لاسيما أن عنوانها الوحيد هو الكبتاغون". ويقول الأمين لموقع "الحرة" إن "درجة الانحدار بالسياسة العربية وصلت إلى مستوى أن يعاد الاعتبار لنظام المصلحة الوحيدة من إعادته هو الكبتاغون". ولا يوجد شيء آخر سوى "الكبتاغون"، ويضيف الكاتب اللبناني أن "الثمن الذي سيدفعه العرب سيكون كبيرا، ومن الواضح عدم وجود رضا غربي بل ذهول، ويمكن رصده بالعقوبات التي تصيب المحيط المباشر للأسد". لكن الأكاديمي والمحلل الجيوسياسي الأردني، الدكتور عامر السبايلة، يرى أن حضور الأسد في القمة هو "أمر واقع بناء على طريقة التعامل في الفترة الماضية، والتي عبّدت الطريق لفكرة العودة". ويوضح السبايلة لموقع "الحرة": "في ثمانينيات القرن الماضي، وصل الخلاف مع حافظ الأسد إلى درجة كبيرة وانتهى كحليف بعد الحقد الباطن"، وهو ما يحصل الآن". وفيما يتعلق بتحوّل الموقف العربي، يشير الباحث إلى أن الأمر ينطبق على عدة محطات سابقة من الصراع العربي، وعلى رأسها الأزمة الخليجية. ويرى أن الدول العربية تعتقد أنه "لا يمكن التفكير بحل بسوريا دون إشراكها في المعادلة". وبهذه الخطوة "يلقي العرب بالكرة في الملعب السوري"، بمعنى "في مقابل العمل على موضوع العقوبات والقبول الدولي يجب تقديم ضمانات وخطوات إجرائية من سوريا"، وفق السبايلة، مؤكدا أن "الرهان هو على هذا الموضوع".

"فيتو أمريكي وغربي"

ومن غير الواضح أين ستستقر الخطوات العربية بشأن النظام السوري، وفي أعقاب حضوره لاجتماعات القمة، التي تقودها السعودية. واستنكرت وزارة الخارجية الأميركية، الأربعاء، عودة سوريا إلى الجامعة العربية. وقال نائب المتحدث باسم الخارجية الأميركية، فيدانت باتيل، لـ "الحرة": "لا نعتقد أن سوريا تستحق إعادة القبول في جامعة الدول العربية في هذا الوقت. وهذه نقطة قمنا بتوضيحها لجميع شركائنا". وأضاف باتيل "نحن نتفهم أن شركاءنا يعتزمون استخدام الانخراط المباشر مع نظام الأسد لدفع المزيد من التقدم والمطالبة بإحراز تقدم في هذه المجالات خلال الأشهر المقبلة. وفي حين أننا نشكك في استعداد الأسد لاتخاذ الخطوات اللازمة لحل الأزمة السورية فإننا نتفق مع شركائنا العرب في الأهداف النهائية".

واشنطن عبرت عن رفضها التطبيع مع نظام الأسد مؤكدة أن عقوباتها ستظل سارية

استنكرت وزارة الخارجية الأميركية، الأربعاء، عودة سوريا مجددا إلى الجامعة العربية، وسط أنباء عن مشاركة رئيس النظام السوري، بشار الأسد، في القمة العربية التي ستنعقد في جدة بالسعودية، الجمعة. ويتوازى هذا الموقف الأميركي مع خطوات فعلية يتم وضع آخر الرتوش عليها، وتتمثل بإقرار مشروع قانون يمنع الحكومة الاتحادية من تطبيع العلاقات مع سوريا. وتوسع الخطوة المذكورة أيضا قانون قيصر الأمريكي الذي يفرض مجموعة عقوبات صارمة على النظام السوري، منذ 2020. ويوضح الكاتب حازم الأمين أن "الذهول الغربي من الخطوات العربية يتم رصدها الآن من خلال القانون الذي يناقشه الكونغرس، والمتعلق بتجريم العلاقة مع النظام، وإعادة الاعتبار لقيصر، بحيث جعله معيارا لأي علاقة مقبلة". ومع ذلك يرى الأمين أن "المدهش عربيا، ولاسيما من جانب الخليج والسعودية، أنها تسعى للاستثمار بلحظة توترها مع واشنطن". وعلى المدى الطويل "سيكون لما سبق ارتدادات على المملكة، وستتضح الدرجة الكبيرة من التهور" من جانبها، وفق الكاتب. ويقول الأكاديمي السوري، سمير التقي، إن "المجتمع الدولي لن يترك ميزان القوة العسكري الذي فرضته إيران وروسيا في سوريا، ليكون معيارا للحل في البلاد". ويضيف التقي أن "الرسالة المهمة حاليا من جانب واشنطن هي أن العرب لن يتمكنوا من إعادة الإعمار أو فعل أي شيء لإنقاذ النظام". ويعتقد أن "الدول العربية لن تتمكن من تحريك أي شيء، لأن إعادة تأهيل الأسد بدون حل سياسي، يعني أن سوريا ستبقى دولة فاشلة وبالتالي إطالة معاناة الشعب السوري". أما بخصوص الموقف الأميركي يشرح التقي أن "خطوات واشنطن مهمة جدا، وخاصة الحالية". ويتابع أن "أميركا والدول الغربية لن توافق على حل في سوريا يكرس ميزان القوة الراهن، ولن توافق على حل يؤدي إلى استدامة النزاع لأجل غير مسمى كما حصل في لبنان".

"انتكاسة أخلاقية"

وبعد 12 عاما من الحرب، لا يزال ملايين اللاجئين السوريين خارج البلاد، والملايين من النازحين داخلها. علاوة على ذلك لم يتمكن النظام السوري من فرض كامل سيطرته على الأراضي. ووثقت الكثير من منظمات حقوق الإنسان الدولية استخدامه للغازات السامة في قتل المدنيين، إضافة إلى قتله آلاف السكان في المعتقلات ومن خلال القصف الجوي والعمليات العسكرية. وفي حين ستشكل مشاركة الأسد في القمة "انتصارا معنويا له"، ستلقي بظلال الخيبة والخذلان على الكثير من ذوي الضحايا، وأولئك الذين ينتظرون العدالة والمحاسبة. وتعتبر الناشطة السياسية السورية، عالية منصور، أن حضور الأسد مع الزعماء العرب سيكون "مخيبا لآمال السوريين من الحضن العربي". وتتابع في حديثها لموقع "الحرة": "لأننا نعرف أن السوريين لن يغادروا الحضن العربي أبدا، بينما الأسد لم ولن يكون في هذا الحضن". و"لن ينتج حضور الأسد للقمة أي حلول"، وفق منصور، بل سيعطي النظام السوري "هامشا للمناورة في الكثير من المواضيع، وعلى رأسها الكبتاغون وقضية اللاجئين". وكان وزير الخارجية، المقداد، قد دعا في اجتماعه مع وزراء الخارجية العرب إلى دور عربي في إعادة الإعمار كشرط لعودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم. وقال: "نتطلع لأن يكون الدور العربي فاعلا في مساعدة اللاجئين السوريين بالعودة إلى بلدهم، ومما لا شك فيه أن عملية إعادة الإعمار ستسهل هذه العودة". وأضاف في ذات السياق "نريد من اللاجئين العودة إلى وطنهم ليكونوا عبئا على وطنهم، وليس على الآخرين". ووفق ما يقول الناشط السياسي السوري، حسن النيفي، فإن "صورة الأسد القاتل المجرم في الأمس سوف تجبّها صورة فخامة الرئيس بشار الأسد، الجمعة". ويضيف لـ"الحرة" "لا غرابة في ذلك طالما أن السياسة لدى الحكام العرب كانت ولا تزال مقرونة على الدوام بالمصلحة النفعية الضيقة وبعيدة بالمطلق عن أي معيار قيمي إنساني، وغياب الرادع الأخلاقي بالكامل". ويؤكد أنه "حينئذ تصبح مصافحة القاتل والمجرم هي التعبير الأدق عن الماهية الجامعة والقيم الناظمة لعلاقة الحكام العرب بالحاكم الأسد"، حسب تعبير النيفي. ويرى الأمين، "أننا الآن أمام لحظة انتكاسة كبيرة في المشهد الأخلاقي العربي". ومن الواضح أن "الخطوات الحالية لن تكون لها نتائج عملية على صعيد إعادة الإعمار، وإنما معنويا للنظام، كونها تمثل خطوة التقاط أنفاس كبير بالنسبة للأسد". ويضيف "السعودية تتاجر في النهاية وتقبض الثمن في اليمن مقابل إعطاء الإيرانيين في سوريا، فضلا عن ملف الكبتاغون وهو ورقة التفاوض الوحيدة للنظام". ويوضح الأمين أنه "لا تتواجد أي خطوة للنظام باتجاه المصالحة والعفو العام وموضوع عودة النازحين. الأسد لا يرى اللاجئين على أنهم مواطنين يجب أن يعودوا". من جهتها، توضح الناشطة منصور أن "الأسد هو سبب تهجير السوريين، ولو كان يريدهم لما أقدم على تهجيرهم". وتقول: "الجامعة العربية كانت لها مبادرة لم يلتزم بها النظام، الأمر الذي أدى إلى تعليق عضويته. عندما فشلت، أعادته ولم تفرض عليه تطبيق أي شيء". و"لا يمكن القول إن عودة الأنظمة العربية إلى الأسد تعبر عن حاجتهم إليه أو تجسد مصلحة تعود إلى أوطانهم أو بلدانهم بأي نفع"، حسب تعبير الناشط النقي. ويعتبر أن "نظام الأسد اليوم كالجثة المتفسخة التي لا تفوح منها سوى الشرور الكريهة، ولعل الكبتاغون أحد تجلياتها". من جانب آخر، يقول النيفي إن "استمرار سياسة المهادنة الأميركية مع إيران جعل حكام الخليج يشعرون بزوال المظلة الأمنية الرادعة للخطر الإيراني، ما دفعهم للاعتقاد بأن التسليم والانصياع للغول الإيراني هو أجدى من مواجهته"، مضيفا أن "نظام الأسد هو بوابة عبور نحو طهران لا أكثر، بل هو الشرط الإيراني لقبول الخضوع والانصياع الخليجي".

المبعوث الأممي إلى سوريا: لحظة فارقة..وعلى دمشق التحرك

بيدرسون قال لـ«الشرق الأوسط» إن هناك إجماعاً على عدم استمرار الوضع الراهن

لندن: إبراهيم حميدي.. نوه المبعوث الأممي إلى سوريا غير بيدرسون، في حديث إلى «الشرق الأوسط»، اليوم (الخميس)، بـ«المبادرة العربية» مع دمشق، مشدداً على أهمية التوفيق بين هذه المبادرة ومسار موسكو الذي يضم روسيا وإيران وتركيا وسوريا والحكومة السورية، والموقفين الأميركي والأوروبي، للمضي قدماً نحو إيجاد حل سياسي. وقال بيدرسون إن سوريا تمر بـ«لحظة فارقة» وعلى دمشق استثمار «نافذة الفرصة» للتحرك نحو التسوية، مشيراً إلى أن جميع الدول «تدعم» مقاربة «خطوة مقابل خطوة» التي تتضمن اتخاذ جميع الأطراف لإجراءات «متوازية ومتبادلة ويمكن التحقق منها»، إزاء قضايا عدة، بينها المعتقلون والسجناء وعودة اللاجئين والعقوبات.

تركيا تعيد تأكيد مبادئ التطبيع مع سوريا

أنقرة تؤكد أن خطوات التقارب مع مصر «بعد الانتخابات»

الشرق الاوسط...أنقرة: سعيد عبد الرازق..أعادت تركيا تأكيد مبادئ التطبيع مع سوريا، التي تتمثل في القضاء على التهديدات الإرهابية، وضمان العودة الآمنة للاجئين، واستئناف العملية السياسية. ولفتت إلى أن عملية إعادة العلاقات مع مصر إلى طبيعتها، ستسير بخطوات أسرع بعد الجولة الثانية لانتخابات الرئاسة التي تجرى في 28 مايو (أيار) الحالي. وقال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، إن بلاده اتخذت خطوة جادة نحو تطبيع العلاقات مع سوريا وعودة الوضع الداخلي هناك إلى طبيعته. وأضاف أنه، بالإشارة إلى الاجتماع الرباعي لوزراء خارجية تركيا وروسيا وسوريا وإيران، الذي عُقد في موسكو، في 10 مايو (أيار) الحالي، في إطار مسار تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق، فإن الهدف المشترك للدول المشاركة في الاجتماع هو «القضاء على التهديدات الإرهابية، وضمان العودة الآمنة للاجئين، وإحياء العملية السياسية في سوريا». وتابع جاويش أوغلو، في مؤتمر صحافي بأنطاليا (جنوب تركيا)، الخميس، أن جميع هذه الأهداف مرتبطة ببعضها البعض، وتتطلب خططاً شاملة، وهي سياسات لا يمكن اختزالها بشعارات سياسية يومية. وكان البيان الختامي الصادر عن اجتماع موسكو الرباعي ذكر أن الوزراء الأربعة أكدوا التزام بلدانهم بسيادة سوريا والتعاون في مكافحة جميع التنظيمات الإرهابية، وتسهيل ضمان عودة اللاجئين السوريين بشكل آمن وطوعي، ودفع العملية السياسية في سوريا. وأوضح جاويش أوغلو، أن هذه العملية لا يمكن تنفيذها إلا من خلال مشاركة «عسكرية ودبلوماسية حازمة ومتسقة». وكان وزراء الخارجية الأربعة، قد اتفقوا في اجتماع موسكو، على وضع خريطة طريق لتطبيع العلاقات بين تركيا وسوريا، وقال جاويش أوغلو إن الأعمال الخاصة بها ستنطلق في أقرب وقت، من خلال اجتماعات لنواب وزراء الخارجية والدفاع ومسؤولي أجهزة المخابرات في الدول الأربع. جاويش أوغلو، أوضح أيضاً، أن لدمشق بعض المطالب، مثل الانسحاب التركي من شمال سوريا، ولكن في المقابل «نواجه خطراً من التنظيمات الإرهابية على حدودنا، والنظام في سوريا لا يمكنه الآن القيام بمهمة تأمين الحدود. وإذا انسحبت القوات التركية فإن مَن سيملأ الفراغ هو (تنظيم) وحدات حماية الشعب، الذي يُعد أكبر مكونات قوات سوريا الديمقراطية (قسد)». ونبه جاويش أوغلو إلى خطورة التصريحات التي تضع جانباً مصالح تركيا الأساسية وأمنها القومي، فقط من أجل الإدلاء بخطاب سحب القوات التركية من سوريا، لافتاً إلى عوامل رئيسية تحفز حركة اللاجئين، ومنها: انسداد العملية السياسية، وخطر تنظيمي «داعش» و«وحدات حماية الشعب الكردية» الإرهابيين، على حد تعبيره. واعتبر أن مكافحة تركيا للتنظيمات الإرهابية بمختلف أشكالها «تزيل هذا الخطر الذي يدفع إلى الهجرة، وتوفر أيضاً مناطق آمنة لعودة اللاجئين». وقال إنه «ليس من الواقعي القضاء على حالة عدم الاستقرار في سوريا والتهديدات التي يخلقها دون إعادة إحياء العملية السياسية، لهذا كنا أحد الفاعلين الرئيسيين في جميع المساعي، بما في ذلك مسار أستانة». وسبق أن كشف وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، عن اتفاق على إنشاء مركز تنسيق عسكري في سوريا، بمشاركة تركيا وروسيا وسوريا وإيران، قائلاً: «قلنا إننا نحترم سيادة جيراننا في عملنا مع محاورينا السوريين... قيل لنا إننا بحاجة للتخلص من الإرهابيين في الحال. طرحنا ضرورة الوقوف معاً ضدهم، واتفقنا في هذا الإطار على إنشاء مركز تنسيق على الأراضي السورية».

التطبيع مع مصر

من ناحية أخرى، وحول مسار تطبيع العلاقات مع مصر، أكد جاويش أوغلو أن بلاده ستواصل العملية بشكل أسرع بكثير، عقب انتهاء جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية، في 28 مايو (أيار) الحالي. وشهدت الفترة الأخيرة، قبل الانتخابات، لقاءات عدة بين جاويش أوغلو ونظيره المصري سامح شكري في القاهرة وأنقرة، أعقبها الإعلان رسمياً عن تسهيلات لحصول المواطنين الأتراك على تأشيرة الدخول إلى مصر، حيث بات بالإمكان الحصول عليها في المطارات عند الوصول إلى مصر. ويُتوقع أن تكون الخطوة المقبلة لقاء محتملاً بين رئيسي البلدين، قد يُعلن خلاله عن تبادل السفراء بين البلدين، بعدما تم تخفيض درجة التمثيل بينهما إلى القائم بالأعمال، بعد سقوط حكم «الإخوان».



السابق

أخبار لبنان..6 حزيران موعد مرجَّح لجلسة انتخاب رئيس الجمهورية..دمشق لفرنجية: راجِع السيّد..الملف عندَه..بين فرنجية والفوضى..يصعب على زعماء الموارنة تأمين النصاب..حاكم مصرف لبنان: المسار القانوني ظالم.. لكنني مستعدّ له..لبنان والتطبيع مع دمشق يمضي على وقع التساهل العربي و«الغموض» الغربي ..

التالي

أخبار العراق..«المهدوية» والوظائف تدفعان الصدر لخرق عزلته السياسية جزئياً..قلق سياسي عراقي من دعم الصدر لـ«صيف ساخن».."الوقت يداهمنا".. بلاسخارت توجه رسالة لأحزاب كردستان العراق..منظمة دولية تكرر اتهام الحكومة العراقية بـ«خذلان» ضحايا «داعش» في سنجار..البرلمان العراقي يشرع أول قانون للضمان الاجتماعي..السعودية والعراق لتكثيف التنسيق في المجالات السياسية والأمنية..

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 154,606,011

عدد الزوار: 6,957,073

المتواجدون الآن: 57