أخبار وتقارير..الحرب الروسية على اوكرانيا..موسكو تعلن إحباط هجوم واسع في خيرسون.. روسيا تتجه إلى حرب استنزاف..ومسيّرات إيران غير فعالة.. مَن يحسم معركة خيرسون الأوكرانية؟.. موسكو غير راضية عن فاعلية المسيّرات الإيرانية في حرب أوكرانيا..تقارير تكشف تعامل شركات أميركية سراً مع روسيا عبر أخرى تركية..جاسوسة روسية شقّت طريقها إلى دوائر عليا في «الأطلسي»..باكستان تعلن حاجتها إلى 10 مليارات دولار لمواجهة الفيضانات.. الأمم المتحدة: 6 ملايين أفغاني يواجهون خطر المجاعة..تايوان تطلق أعيرة تحذيرية على مسيّرة صينية..

تاريخ الإضافة الأربعاء 31 آب 2022 - 5:44 ص    عدد الزيارات 1297    التعليقات 0    القسم دولية

        


موسكو تعلن إحباط هجوم واسع في خيرسون...

تستعرض عضلاتها العسكرية وقدرات حلفائها في مناورات «فوستوك 2022»

موسكو: رائد جبر - كييف: «الشرق الأوسط»... أعلنت موسكو أن قواتها نجحت في صد هجوم أوكراني واسع على مدينة خيرسون، فيما أعلن الجيش الأوكراني أن خط روسيا الدفاعي الخارجي في منطقة خيرسون، جرى اختراقه في العديد من الأماكن. وبعد مرور أكثر من 6 أشهر على بدء الحرب، تستخدم أوكرانيا الآن أسلحة متطورة قدمها الغرب لضرب مستودعات الذخيرة وخطوط الإمداد الروسية. وأفاد بيان أصدرته وزارة الدفاع الروسية بأن الجيش الأوكراني «خسر أكثر من 1200 فرد وعشرات المدرعات عند تصدي القوات الروسية لهجوم مضاد في خيرسون الاثنين». وقال الناطق العسكري الروسي إنه «نتيجة سحق الهجوم الذي نفذته القوات الأوكرانية بناء على تعليمات شخصية من (الرئيس الأوكراني فولوديمير) زيلينسكي على محور نيكولايف - كرفوي روغ ومحاور أخرى، تكبد العدو خسائر كبيرة». وأوضح أن «الإجراءات الفعالة لمجموعة القوات الروسية» أدت إلى تدمير 48 دبابة، و46 عربة مشاة قتالية، و37 عربة قتالية مصفحة أخرى، و8 سيارات رباعية الدفع مزودة بمدافع رشاشة ثقيلة، كما تم القضاء على أكثر من 1200 جندي أوكراني، خلال اليوم الماضي. وذكر المتحدث أنه عند صد الهجوم المعادي، دحرت القوات الروسية وحدات من «لواء الهجوم الجبلي المنفصل 128» للقوات الأوكرانية، تم نقلها من غرب أوكرانيا للمشاركة في العملية، مضيفاً أن 5 من جنود اللواء استسلموا للقوات الروسية. وفي إيجاز لحصيلة العمليات خلال اليوم الأخير، قال الناطق إن أسلحة أرضية عالية الدقة أصابت نقطة انتشار مؤقتة ومستودع ذخيرة تابعين لـ«لواء الدبابات الأول» للقوات الأوكرانية في منطقة دنيبروبتروفسك، ما أدى إلى «مقتل أكثر من مائتي مسلح؛ بينهم نحو 40 مرتزقاً أجنبياً، وتدمير أكثر من 20 عربة مصفحة وعدد كبير من قذائف المدفعية». وفي دونيتسك لقي أكثر من 100 مسلح حتفهم؛ وفقاً لمعطيات الجيش الروسي، إثر توجيه «ضربات استهدفت نقطة انتشار مؤقتة لمرتزقة من تنظيم (الفيلق الأجنبي)، وكذلك مركز قيادة لتنظيم (كراكن) القومي المتطرف». وفي مدينة كريفوي روغ بمقاطعة دنيبروبتروفسك، دمرت القوات الجوية الروسية ورشات مصنع «إنترفزريفبروم»، التي قالت موسكو إنها «كانت تنتج متفجرات ومنتجات أخرى للجيش الأوكراني». وأصابت الضربات الجوية والصاروخية والمدفعية الروسية خلال يوم 5 مواقع قيادة أوكرانية، و52 وحدة مدفعية وقوات ومعدات عسكرية في 142 منطقة. وأشارت القيادة العسكرية في كييف إلى أنها بدأت عمليات لاستعادة السيطرة على مناطق في أنحاء الجنوب، بينما تنشر القليل من التفاصيل. وقال الجيش الأوكراني إن خط روسيا الدفاعي الخارجي في منطقة خيرسون، جرى اختراقه في العديد من الأماكن. ولم يلمح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى الهجوم إلا في خطابه الليلي مساء الاثنين، حيث قال إنه سيكون من غير المسؤول الحديث عن «تفاصيل». وأكد: «لكن يجب أن يعلم المحتلون أننا سنطردهم إلى الحدود. إلى حدودنا التي لم يتغير خطها. يعلم الغزاة ذلك جيداً». ودعا زيلينسكي الجيش الروسي إلى «الهرب» و«العودة إلى الوطن». وأفادت الرئاسة الأوكرانية، الثلاثاء، بأن «معارك كثيفة» بين القوات الأوكرانية والجيش الروسي تدور في «معظم أرجاء» منطقة خيرسون المحتلة في جنوب البلاد حيث تشن كييف هجوماً مضاداً. وقالت الرئاسة في إحاطتها الصحافية الصباحية: «سجل دوي انفجارات عنيفة طوال يوم (الاثنين) وطوال الليل في منطقة خيرسون، وتجرى معارك عنيفة في غالبية أرجاء المنطقة». وأضافت: «شنت القوات الأوكرانية المسلحة هجمات في اتجاهات عدة»، مؤكدة تدمير «عدد من مخازن الذخيرة» و«كل الجسور الكبرى» التي تسمح للآليات بعبور نهر دنيبر. وكانت السلطات الأوكرانية أعلنت الاثنين أنها تشن هجوماً مضاداً في هذه المنطقة الواقعة في جنوب البلاد التي احتلتها روسيا منذ مطلع النزاع في فبراير (شباط) الماضي، لاستعادة السيطرة على مدينة خيرسون التي كان عدد سكانها 280 ألف نسمة قبل بدء النزاع. وهذه المنطقة حيوية للزراعة الأوكرانية واستراتيجية كذلك لأنها تقع عند الحدود مع شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في مارس (آذار) 2014 وتستخدمها قاعدة خلفية لغزوها أوكرانيا. وقال الجيش البريطاني إنه لم يتضح بعد إلى أي مدى توغلت القوات الأوكرانية داخل الأراضي التي تسيطر عليها القوات الروسية، مع بدء الهجوم المضاد الذي تهدد به كييف منذ فترة طويلة في جنوب البلاد. وقالت وزارة الدفاع البريطانية في تحديثها الاستخباراتي بشأن الحرب، إن «العديد من الألوية التابعة للقوات المسلحة الأوكرانية، زادت من نيران مدفعيتها في قطاعات الخطوط الأمامية عبر جنوب أوكرانيا». وأضافت أن «الضربات الأوكرانية الدقيقة بعيدة المدى، تستمر في تعطيل (خطوط) إعادة الإمداد الروسية»، والتي وصفتها لندن بأنها «هشة». ولكنها حذرت بأنه «ليس من الممكن بعد تأكيد مدى حجم التقدم الأوكراني». وأعلنت القيادة الجنوبية الأوكرانية أن قواتها بدأت تحركات هجومية في اتجاهات عدة، منها منطقة خيرسون التي تقع إلى الشمال من شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا عام 2014. وقالت المتحدثة باسم القيادة، رافضة الإدلاء بتفاصيل عن الهجوم، إن أوكرانيا قصفت أكثر من 10 مواقع في الأسبوع الماضي و«أضعفت العدو بلا شك»، لكن القوات الروسية في الجنوب ما زالت «قوية للغاية». وقال أوليكسي أريستوفيتش، وهو مستشار كبير لزيلينسكي، في وقت سابق، إن القوات الأوكرانية تقصف العبارات التي كانت روسيا تستخدمها لتزويد جيب من الأراضي على الضفة الغربية لنهر دنيبرو في منطقة خيرسون بالإمدادات. وفي سياق متصل؛ التقى وزراء دفاع الاتحاد الأوروبي في العاصمة التشيكية براغ، الثلاثاء، لإجراء محادثات تركز على إعداد برنامج تدريب عسكري للجنود الأوكرانيين. وأعرب جوزيب بوريل؛ الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي، الذي سيرأس المحادثات في الاجتماع غير الرسمي، عن دعمه فكرة تدريب الجيش الأوكراني بوصفها «منطقية». وكان وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي قد طرحوا قبل 6 أشهر فكرة توفير تدريب عسكري للقوات الأوكرانية وسط نقاشات أوسع نطاقاً بشأن المساعدات العسكرية أثناء المراحل المبكرة من الغزو الروسي. وعاد المقترح ليطرح بقوة حالياً على جدول الأعمال، في ظل تولي جمهورية التشيك، الداعمة القوية لأوكرانيا، الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي التي توجه جدول أعمال سياسة التكتل، علاوة على تغير الوضع على الأرض تماماً. وذكرت مصادر دبلوماسية لوكالة الأنباء الألمانية أن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي سيدعمون سياسياً وقف اتفاق لتسهيل حصول الروس على تأشيرات تم إبرامه في 2007، بسبب حرب أوكرانيا.

*مناورات روسية

من جهة أخرى، تنطلق الأربعاء في مناطق أقصى الشرق الروسي مناورات عسكرية واسعة النطاق تشارك فيها دول عديدة وتهدف لتطوير أداء القوات المسلحة الروسية وتعزيز التعاون مع «الحلفاء التقليديين». وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن مناورات «فوستوك 2022» التي تبدأ مطلع شهر سبتمبر (أيلول) المقبل وتستمر حتى السابع منه «ليست موجهة ضد أي بلدان أو تحالفات، وهي مناورات دفاعية بحتة». وقال نائب وزير الدفاع الروسي، ألكسندر فومين، خلال اجتماع عقده مع ممثلي الملحقيات العسكرية للدول الأجنبية لدى روسيا، إن المناورات «لها طابع دفاعي، والهدف منها تطوير أداء القوات المسلحة لضمان أمن روسيا وحلفائها في المنطقة الشرقية». وأضاف أن المناورات تجرى تحت إشراف رئيس أركان الجيش الروسي في المنطقة العسكرية الشرقية، وبمشاركة أكثر من 50 ألف عسكري؛ ما بين قيادات هيئات ركن، وغرف عمليات مشتركة، ووحدات عسكرية، من دول «منظمة معاهدة الأمن الجماعي» و«منظمة شنغهاي للتعاون» ودول «حليفة لروسيا» هي: أذربيجان والجزائر وأرمينيا وبيلاروسيا والهند وكازاخستان وقيرغيزستان والصين ولاوس ومنغوليا ونيكاراغوا وسوريا وطاجيكستان. وتشمل المناورات تدريبات برية وبحرية وجوية، وسوف تستخدم خلالها؛ وفقاً للمعطيات الروسية، نحو 5 آلاف قطعة من المعدات العسكرية الثقيلة والخفيفة. على صعيد مواز، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن «الطريق نحو عالم متعدد الأقطاب» سوف تتصدر أجندة أعمال «المنتدى الاقتصادي الشرقي» في روسيا هذا العام. وقال بوتين، في كلمة وجهها للمشاركين في «المنتدى الاقتصادي الشرقي السابع»، الذي يعقد في فلاديفوستوك خلال الفترة من 5 إلى 8 سبتمبر المقبل، إن «(المنتدى) يتمتع بمكانة دولية عالية، ويساهم في بناء العلاقات التجارية بين روسيا ودول منطقة آسيا والمحيط الهادي». وأضاف أن «هذا المنتدى يشجع على جذب الاستثمارات والابتكارات التكنولوجية، كما يكشف =الإمكانات الاقتصادية والاجتماعية الغنية في مناطق الشرق الأقصى الروسي». وأكد أن الموضوع الرئيسي لـ«المنتدى» هذا العام هو «الطريق إلى عالم متعدد الأقطاب»، حيث «يجري الاستبدال بالنموذج أحادي القطب الذي عفا عليه الزمن، ووضع نظام عالمي جديد قائم على المبادئ الأساسية للعدالة والمساواة، مع الاعتراف بحق كل دولة وشعب في مسار التنمية السيادي الخاص به». ولفت إلى أنه «يتم تشكيل مراكز سياسية واقتصادية قوية في منطقة آسيا والمحيط الهادي». وأشار إلى أهمية التخطيط خلال المنتدى لإبرام العقود التجارية والاتفاقيات طويلة الأجل بمشاركة دوائر الأعمال والسلطات الإقليمية. في السياق، أعلن رئيس إدارة تخطيط السياسات في وزارة الخارجية الروسية، أليكسي دروبينين، أن بلاده «مستعدة للحوار مع الغرب، لكن ذلك لن يكون على حساب مصالحها». وزاد في حوار مع مجلة «الشؤون الدولية» التي تصدرها الوزارة وتتناول قضايا السياسة الخارجية والأمن القومي الروسي، أن روسيا «مهتمة بالتعاون الدولي، والمسارات الغربية والأوروبية هي جزء لا يتجزأ من السياسة الخارجية الروسية، استنادا لمبدأ حسن الجوار في القارة». وأضاف أنه «عاجلاً أم آجلاً، سيتعين علينا الجلوس والتفاوض، لكن يجب على الشركاء والمحاورين أن يفهموا أن المصالح الروسية لن يُضحى بها، ولن يجري تقديمها إرضاء لرغبات ومطالب غير معقولة من أي طرف من الأطراف»، مؤكداً أن روسيا مستعدة دائماً لإجراء محادثات؛ على أن تتسم بـ«الندية». على صعيد آخر، سارت روسيا خطوة أخرى باتجاه خفض شحنات الغاز الروسي إلى فرنسا، مع إعلان مجموعة «إنجي» عن خفض إضافي في إمدادات شركة «غازبروم» العملاقة، مما أثار مخاوف بشأن الوضع في فصل الشتاء رغم وجود كميات كبيرة مخزنة. وأعلنت شركة الطاقة الفرنسية «إنجي»، في بيان مقتضب، أن «غازبروم» أبلغتها بخفض إضافي وفوري لشحناتها من الغاز «بسبب خلاف بين الطرفين على تطبيق العقود». وكانت شحنات الغاز الروسي إلى «إنجي» انخفضت بشكل كبير منذ بداية النزاع في أوكرانيا؛ حيث بلغت مؤخراً 1.5 تيراواط في الساعة فقط شهرياً. ويرتبط هذا الرقم بـ«إجمالي الإمدادات السنوية في أوروبا الذي يزيد على 400 تيراواط/ ساعة» كما يقول مورد الغاز الرئيسي في فرنسا الذي تملك الدولة الفرنسية حصة فيه بنحو 24 في المائة. وفي نهاية يوليو (تموز) الماضي؛ أكدت «إنجي» أنها خفضت بشكل كبير «انكشافها المالي والمادي للغاز الروسي» الذي لم يعد يمثل سوى نحو 4 في المائة فقط من إمداداتها. وقالت المديرة العامة للشركة، كاثرين ماكغريغور، في حينه: «هذا ضمن هامش مرونة محفظتنا الاستثمارية، لذلك لسنا قلقين على الإطلاق». وكانت روسيا خفضت في وقت سابق إمدادات الغاز إلى عدد من البلدان الأوروبية.

روسيا تتجه إلى حرب استنزاف... ومسيّرات إيران غير فعالة

أوكرانيا تخترق دفاعات الجنوب وتخوض معارك عنيفة بخيرسون وضرباتها تعطل الإمدادات

الجريدة... أعلنت أوكرانيا اختراق خطوط الدفاعات الروسية في عدة أماكن قرب مدينة خيرسون الجنوبية في إطار حملة جديدة لاستعادة الأراضي، بينما أكدت روسيا فشل هجوم كييف المضاد، بما يشي بأن المواجهات التي دخلت شهرها السابع تتجه إلى «حرب استنزاف». دخلت الحرب الأوكرانية شهرها السابع، ولا تزال هناك شكوك حول مسار المواجهات خلال الفترة المقبلة، إذ يشير تحليل نشرته مجلة «ناشيونال إنترست» إلى أنها «حرب استنزاف». ويقول كاتب التحليل، مارك كاتز، بروفيسور السياسة لدى «جامعة جورج مايسون» والباحث غير المقيم في «المجلس الأطلسي»، إن «المؤشرات الأولية التي وضعها الرئيس فلاديمير بوتين لاستسلام الأوكرانيين أو الإطاحة برئاسة فولوديمير زيلينسكي، باءت بالفشل، وأن جزءاً كبيراً من تراجعه عن مخططاته يعود إلى الأسلحة التي مدها الغرب لكييف». لكن في ذات السياق، يقول الكاتب، إن «القوات الأوكرانية لا يمكنها في الوقت الحالي أن تعيد جنود موسكو إلى حدود روسيا، فيما تبدو حرب استنزاف قد تطول شهوراً أو أعواماً إضافية»، واستشهد باعتراف زيلينسكي بأن القوات الروسية تحتل نحو 20% من بلاده. ويرى الكاتب، أن «القدرات العسكرية لدى كييف وموسكو لا تشير إلى تفوق عسكري لطرف على حساب الآخر في الوقت الحالي»، مشيراً إلى أن «الحرب بينهما ستستمر حتى ينهار أحدهما أو يقرر الاستسلام في محاولاته هزيمة الآخر». كما يرى كاتز، أن «الأوكرانيين مستعدون للقتال بقوة دفاعاً عن وطنهم ولديهم رئيس على استعداد لقيادتهم في القيام بذلك». وعلى الرغم من أن القوة العسكرية الأوكرانية لا يمكن مقارنتها بتلك الروسية، لكن كييف استفادت من المساعدة العسكرية الغربية واسعة النطاق، خاصة الأميركية، التي مكنتها من تقييد القوات الروسية وتعطيل تقدمها، وفقاً لكاتز.

هجوم مضاد

وبعد أسابيع من الجمود النسبي في الحرب التي أودت بحياة الآلاف وشردت الملايين ودمرت مدناً وتسببت في أزمة طاقة وغذاء عالمية وسط عقوبات اقتصادية غير مسبوقة، أعلنت أوكرانيا اختراق خطوط الدفاعات الروسية في أماكن عدة قرب مدينة خيرسون الجنوبية، التي تتمتع بأهمية استراتيجية بالنسبة لروسيا باعتبارها «جسراً برياً» لشبه جزيرة القرم، التي ضمتها من أوكرانيا عام 2014. وأيد مسؤول عسكري أميركي كبير فكرة أن أوكرانيا تصعّد هجومها في الجنوب، قائلاً، إن «البنتاغون لا يزال حذراً بشأن ما إذا كانت القدرات العسكرية الحالية لأوكرانيا كافية لتحقيق مكاسب كبيرة»، مشيراً إلى أنه «في غضون 24 إلى 36 ساعة القادمة، سيكون لدينا معرفة أفضل بمستوى هذا الهجوم». وأفادت الرئاسة الأوكرانية، أمس، بأن «معارك عنيفة» تدور في «معظم أرجاء» خيرسون. وقال أوليكسي أريستوفيتش، كبير مستشاري الرئيس زيلينسكي، «يجب أن أشير إلى أن الدفاعات الروسية اختُرقت في غضون ساعات قليلة». وأوضح أن القوات الأوكرانية «تقصف العبّارات التي تستخدمها موسكو لجلب الإمدادات إلى جيب من الأراضي التي تحتلها على الضفة الغربية لنهر دنيبرو في خيرسون». وحضّ زيلينسكي بدوره القوات الروسية على الفرار من خيرسون، قائلاً إن الجيش الأوكراني يستعيد أراضي البلاد. من ناحيتها، أفادت وزارة الدفاع البريطانية، أمس، بأن القوات المسلحة الأوكرانية صعّدت من معدل القصف المدفعي في عدة مناطق جنوب أوكرانيا، بينما واصلت ضرباتها الدقيقة بعيدة المدى تعطيل الإمدادات الروسية. وأضافت أن روسيا تبذل جهوداً منذ بداية أغسطس الجاري، لتعزيز قواتها على الضفة الغربية لنهر دنيبرو حول خيرسون. على جانب آخر، نفى مسؤول نصبته روسيا في خيرسون، وقوع هجوم أوكراني، لكن وزارة الدفاع الروسية اعترفت لاحقاً بأن القوات الأوكرانية شنت هجمات في 3 اتجاهات، لكنها قالت إن هذه الجهود «فشلت فشلاً ذريعاً».

طائرات إيرانية

في غضون ذلك، نقلت طائرات شحن روسية عشرات الطائرات القتالية من دون طيار (مسيّرات)، إيرانية الصنع، لاستخدامها في الحرب على أوكرانيا، بحسب ما نقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن مسؤولين أميركيين. وغادرت طائرات النقل، إيران في 19 أغسطس، محملة بنوعين على الأقل من المسيّرات، وكلاهما قادر على حمل ذخائر للإغارة على الرادارات والمدفعية وأهداف عسكرية أخرى، وفقاً لمعلومات استخبارية جمعتها الولايات المتحدة ودول أخرى. واعتبرت الصحيفة أنه، بينما تؤكد هذه الخطوة العلاقات العميقة بين موسكو وطهران، فإنها تسلط الضوء أيضاً على معاناة روسيا في إمداد جيشها المنهك. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمنيين أميركيين أنه في حين أن هذه الأسلحة يمكن أن تقدم دفعة كبيرة للجهود الحربية الروسية ضد أوكرانيا، فإن المسيّرات الإيرانية شهدت إخفاقات كثيرة في الاختبارات الأولية التي أجراها الروس. بدوره، قال مسؤول أمني في دولة متحالفة مع الولايات المتحدة، وتراقب حكومته عن كثب عملية النقل، وتحدث شريطة عدم الكشف عن هويته أو جنسيته، أن «هناك عدداً قليلاً من الأخطاء في النظام»، مضيفاً أن «الروس غير راضين». وأمس، اجتمع وزراء دفاع الاتحاد الأوروبي في العاصمة التشيكية براغ، حيث تركّزت محادثاتهم على إعداد برنامج تدريب عسكري للجنود الأوكرانيين.

مَن يحسم معركة خيرسون الأوكرانية؟

- مسؤول أميركي: روسيا تواجه «إخفاقات» مع المسيّرات الإيرانية

- موسكو سترد في حال قرّر الاتحاد الأوروبي وقف منح الروس تأشيرات دخول

الراي... تدور «معارك عنيفة» في جنوب أوكرانيا، حيث أطلقت كييف، الإثنين، هجوماً مضاداً، أملاً باستعادة مدينة خيرسون من قبضة الروس، الذين أكدوا، في المقابل، أنهم صدوا «محاولات هجوم» في منطقتي خيرسون وميكولاييف. وأعلنت الرئاسة الأوكرانية، ان قواتها المسلحة «شنت هجمات في اتجاهات عدة» مؤكدة تدمير «عدد من مخازن الذخيرة» و«كل الجسور الكبرى» التي تسمح للآليات بعبور نهر دنيبر. وهذه المنطقة حيوية للزراعة الأوكرانية واستراتيجية كذلك، لأنها تقع عند الحدود مع شبه جزيرة القرم. في المقابل، تحدثت وزارة الدفاع الروسية، عن «فشل ذريع» للهجوم الأوكراني «في ثلاثة اتجاهات في منطقتي ميكولاييف وخيرسون». وأعلنت تكبد الأوكرانيين «خسائر فادحة». كما أفادت قيادة منطقة الجنوب الأوكرانية، بان الروس قصفوا ميكولاييف الاثنين، بـ 16 صاروخاً، أوقعت أضراراً «جسيمة». وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كلمته اليومية «تستعيد أوكرانيا ما لها وستستعيد كل شيء في نهاية المطاف: مناطق خاركيف ولوغانسك ودونيتسك وزابوريجيا وخيرسون والقرم ومياه البحر الأسود وبحر آزوف». في سياق متصل، أعلن حاكم منطقة زابوريجيا أولكسندر ستاروخ فجر أمس، ان روسيا شنت هجوماً صاروخياً على المدينة التي تحمل الاسم نفسه. وينتظر وصول خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية بقيادة مديرها العام رافاييل غرويس لتفقد محطة زابوريجا النووية الأكبر في اوروبا التي احتلها الروس مطلع مارس ويثير وضعها توتراً كبيراً. وأعلن الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف في اتصال مع الصحافيين، «لنا مصلحة في هذه الزيارة، ونحن ننتظرها منذ وقت طويل». وحذّر الكرملين، من ناحية ثانية، من أن موسكو سترد إذا قرر الاتحاد الأوروبي تعليق منح تأشيرات دخول للروس. يأتي هذا التحذير فيما تريد بعض الدول منع السياح الروس من دخول اوروبا، بينما تفضل دول أخرى إجراء أكثر رمزية، مثل تعليق اتفاقية تنص على تسهيلات إصدار التأشيرات لفئات معينة من الروس. ومثل هذا الحظر لاصدار تأشيرات للسياح الروس في فضاء شينغن، والذي سيكون إجراء غير مسبوق، تطالب به بشكل خاص دول البلطيق، لكن ألمانيا تعارضه ولا تؤيده المفوضية الأوروبية. وتلقت 26 دولة في فضاء شينغن (22 دولة في الاتحاد الأوروبي بالإضافة إلى النروج وأيسلندا وسويسرا وليشتنشتاين) ثلاثة ملايين طلب تأشيرة إقامة قصيرة في عام 2021 لغايات مختلفة (السياحة والدراسة ورحلات العمل...) والروس هم الأكبر عددا مع 536 ألف طلب. وفي واشنطن، قال مسؤول رفيع المستوى في الإدارة الأميركية، إن روسيا تواجه «إخفاقات كثيرة» مع طائرات مسيرة إيرانية الصنع. وأضاف المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن تقدير الولايات المتحدة هو أن روسيا تسلمت مسيرات إيرانية من طراز «مهاجر-6» وسلسلة «شاهد». وأوضح مسؤولون، ان المسيرات شهدت إخفاقات عديدة في الاختبارات الأولية التي أجراها الروس، حيث ظهر العديد من الأخطاء في النظام، وفقاً لصحيفة «واشنطن بوست». لكن وبحسب التقرير نفسه، فقد تساعد المسيرات الإيرانية، في سد فجوة كبيرة في العملية العسكرية، حيث تمتلك روسيا حالياً ما بين 1500 و2000 طائرة استطلاع عسكرية من دون طيار، منها عدد قليل نسبياً من المسيرات الهجومية، من النوع الذي يمكنه ضرب أهداف بدقة في عمق أراضي «العدو». من جهته، قال مايكل نايتس، الخبير العسكري والأمني في «معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى»، إنه بينما أرسلت إيران مسيرات عسكرية، لجماعات مسلحة تعمل عنها بالوكالة مثل حوثيي اليمن، فإنها نادراً ما اختبرت هذه النماذج وسط تشويش إلكتروني أو في ظل وجود أنظمة مكافحة الطائرات المتطورة المستخدمة في أوكرانيا.

موسكو غير راضية عن فاعلية المسيّرات الإيرانية في حرب أوكرانيا

الشرق الاوسط... واشنطن: علي بردى... كشف مسؤولون أميركيون، عن أن إيران سلمت روسيا دفعة أولى من نوعين من المسيّرات العسكرية خلال الشهر الحالي كجزء من طلبية تشمل مئات من طائرات من دون طيار قادرة على تنفيذ هجمات ضد الرادارات والمدفعية والأهداف العسكرية أخرى، غير أن المشغلين الروس واجهوا إخفاقات هذه الأنظمة الإيرانية في حربهم مع أوكرانيا، وهم «غير راضين» عنها. وأعلنت إيران رسميا، أنها لن تزود أياً من طرفي الحرب بالمعدات العسكرية، لكنها أكدت أن صفقة طائرات من دون طيار مع روسيا جزء من اتفاق عسكري سبق غزو أوكرانيا. ويعد الاتفاق العسكري بين إيران وروسيا جزءاً من استراتيجية أكبر لدى النظام الإيراني للتركيز على تشكيل شراكات اقتصادية استراتيجية مع الصين وشراكات أمنية مع روسيا. ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مسؤولين أميركيين، أن روسيا يمكن أن تنشر المسيّرات الإيرانية الصنع في حربها ضد أوكرانيا لشن هجمات جو أرض وتنفيذ حرب إلكترونية وتحديد الأهداف. وأوضحت، أنه على مدار أيام في أغسطس (آب)، حملت طائرات النقل الروسية معدات المسيّرات في مطار داخل إيران ثم توجهت بعد ذلك إلى روسيا. وأفاد مسؤولون أميركيون، بأن الشحنة الأولى من هذه الطائرات واجهت مشاكل تقنية. ونسبت صحيفة «الواشنطن بوست» إلى عدد من المسؤولين الأميركيين أن الشحنة الأولى أرسلت في 19 أغسطس بواسطة طائرات شحن روسية. وتضمنت الشحنة نوعين على الأقل من الطائرات الإيرانية الصنع من طراز «مهاجر6» وسلسلة طائرات «شاهد». وأضافت، أن «القوات الروسية وجدت العديد من العيوب في هذه الطائرات خلال الاختبارات الأولية». ونقلت عن مسؤول أمني في إحدى الدول المتحالفة مع الولايات المتحدة، أن «هناك بعض الأخطاء في نظام هذه الطائرات، والروس ليسوا مسرورين بذلك». وقال أحد المسؤولين الأمنيين، إن الشحنة الأولية تضمنت طرازي «شاهد129» و«شاهد191»، بالإضافة إلى طائرات «مهاجر6»، وتعدّ جميعها من بين أفضل الطائرات من دون طيار العسكرية الإيرانية الصنع، وهي مصممة للهجمات وكذلك للمراقبة. كما سافر خبراء تقنيون إيرانيون إلى روسيا للمساعدة في إدارة هذه الأنظمة، في المقابل خضع ضباط عسكريون روس للتدريب في إيران. وبحسب التقرير الذي أوردته الصحيفة الأميركية، يمكن أن يساعد وصول الطائرات الإيرانية في سد فجوة كبيرة في العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، حيث تمتلك روسيا حالياً ما بين 1500 و2000 طائرة استطلاع عسكرية من دون طيار، منها عدد قليل نسبياً من الطائرات من دون طيار الهجومية من النوع الذي يمكنه ضرب أهداف بدقة في عمق أراضي «العدو». وكان مستشار الأمن القومي الأميركي، جايك سوليفان، أفاد للمرة الأولى في 11 يوليو (تموز)، بأن إيران ستزود روسيا بمئات المسيّرات الحربية، وستدرب القوات الروسية على استخدام هذه الطائرات في حرب أوكرانيا. وعلى الأثر، نُشرت تقارير عن بدء عملية نقل واستخدام هذه الطائرات المسيرة، لكن عدداً من المسؤولين في إدارة الرئيس جو بايدن عبّروا عن اعتقادهم أن شحنة 19 أغسطس هي الأولى من الطائرات الإيرانية المتجهة إلى روسيا. وقال الخبير العسكري والأمني في «معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى» مايكل نايتس، إن المسيّرات الإيرانية لم تستخدم من قبل إلا في هجمات ضد القواعد الأميركية في العراق وسوريا، أو لجماعات مسلحة تعمل عنها بالوكالة مثل الحوثيين في اليمن، فإنها نادراً ما اختبرت هذه النماذج وسط تشويش إلكتروني أو في ظل وجود أنظمة مكافحة الطائرات المتطورة المستخدمة في أوكرانيا. وأضاف، أن «هذه الطائرات الإيرانية من دون طيار لم تعمل في بيئة دفاع جوي متطورة من قبل (...) وهي لم تقم بعمل جيد بشكل عام؛ لذلك لن أتفاجأ أنه في بيئة أكثر كثافة مثل أوكرانيا، سيكون لديهم بعض المشاكل». ويعتقد أن روسيا تأمل في أن تساعدها المسيّرات الإيرانية في مهاجمة نظام المدفعية العالي الحركة المعروف باسم «هايمارس»، والذي زودته الولايات المتحدة لأوكرانيا بدءاً من يونيو (حزيران) الماضي ويمكنه إطلاق صواريخ متعددة بدقة على أهداف عسكرية روسية من على بعد نحو 50 ميلاً، وهذا ما مكّن القوات الأوكرانية من تدمير مستودعات الذخيرة الروسية والإمدادات اللوجيستية بعيداً عن الخطوط الأمامية. وقال رئيس مؤسسة «سيلفرادو بوليسي أكسيليراتور» في واشنطن دميتري ألبيروفيتش، إنه «ليس لدى الروس أي وسيلة للحد من الضرر الذي يلحقه نظام (هايمارس) بهم الآن. يأملون في أن تساعد الطائرات من دون طيار في الهجوم».

تقارير تكشف تعامل شركات أميركية سراً مع روسيا عبر أخرى تركية

الشرق الاوسط... أنقرة: سعيد عبد الرازق...قالت تقارير محلية تركية إن الشركات الأميركية التي غادرت روسيا بسبب الوضع في أوكرانيا، تبحث عن طريقة للعودة إلى السوق الروسية سرا عبر تركيا. وأكدت صحيفة «يني شفق»، القريبة من الحكومة التركية الثلاثاء، نقلا عن رجال أعمال أتراك، أن عدد هذه العروض من الشركات الأميركية زاد في الأشهر الأخيرة، وأن الشركات الأميركية تمارس أعمالها على طول الطريق بين روسيا وتركيا ودبي والولايات المتحدة، وعبره تشتري البضائع من روسيا. وقالت: «يرغب العديد من الشركات الأميركية الالتفاف على العقوبات التي فرضها الغرب على روسيا، وهي في سبيل ذلك تعرض على بعض الشركات التركية تنفيذ العمل بشكل مشترك مقابل عمولات معينة». وأضافت الصحيفة التركية: «يقوم العديد من الشركات الدولية التي يقع مقرها الرئيسي في الولايات المتحدة، باستخدام شركاتها الفرعية الموجودة في المناطق الحرة في دول شرق أوسطية، بتنفيذ هذه الأعمال. والشركات الأميركية التي تقدم مثل هذه العروض التجارية المشتركة للشركات التركية تلجأ إلى هذا الأسلوب لتغطية خسائرها في السوق الروسية». لكن نفت تركيا مساعدة روسيا في الالتفاف على العقوبات الغربية التي رفضت الانضمام إليها منذ بداية الأزمة التي تسبب فيها الاجتياح الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير (شباط) الماضي. وأكدت في الوقت ذاته أنها أكثر دول حلف شمال الأطلسي (ناتو) مساعدة لأوكرانيا. وشدد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو على أن بلاده لا تساعد روسيا في الالتفاف على العقوبات الغربية المفروضة عليها على الرغم من عدم التزامها بغير العقوبات المفروضة من الأمم المتحدة، وأن بلاده تدعم أوكرانيا أكثر بكثير من دول أخرى في حلف الناتو. ولم تنضم تركيا إلى العقوبات الأميركية والأوروبية على روسيا بسبب اجتياحها العسكري لأوكرانيا، وأعلنت أنها ستلتزم فقط بالعقوبات التي تفرضها الأمم المتحدة. وقامت شركات تركية بشراء أصول روسية أو سعت إلى شرائها من شركاء غربيين يتخلون عنها بسبب العقوبات على روسيا، بينما يحتفظ آخرون بأصول كبيرة في البلاد. وحذرت وزارة الخزانة الأميركية، الأسبوع الماضي، اتحاد رجال الأعمال والصناعيين الأتراك (موسياد)، أكبر جمعية لرجال الأعمال في تركيا، وكذلك وزارة المالية، من أن كيانات وأفراداً من روسيا يحاولون استخدام تركيا للتحايل على العقوبات الغربية. وقال الاتحاد إنه تلقى رسالة من وزارة الخزانة الأميركية، وقعه مساعد وزير الخزانة والي أدييمو، تحذر فيها من احتمال فرض عقوبات إذا أقامت شركات تركية علاقات مع كيانات وأفراد روس خاضعين للعقوبات، وإنه سلم الرسالة إلى وزارتي الخارجية والمالية التركيتين. وحذر أدييمو من أن الشركات والبنوك التركية قد تتعرض لخطر العقوبات، وأن الأفراد أو الكيانات الذين يقدمون دعماً مادياً للأشخاص المعاقبين من قبل الولايات المتحدة هم أنفسهم معرضون لخطر العقوبات الأميركية. وأوضح أنه لا يمكن للبنوك التركية أن تتوقع إقامة علاقات مع نظيرتها الروسية الخاضعة للعقوبات.

جاسوسة روسية شقّت طريقها إلى دوائر عليا في «الأطلسي»

الشرق الاوسط... روما: شوقي الريّس... عندما وقف قائد الأسطول السادس الأميركي ذلك المساء في حفلة العشاء الرسمي التي يقيمها الحلف الأطلسي (الناتو) سنوياً في مقرّه الرئيسي على أبواب خليج نابولي، وطلب من كبار الضبّاط والضيوف أن يشربوا نخب الحلف الأطلسي، لم يكن يتخيّل أنّ بين الذين رفعوا الكأس إلى جانبه تلك الليلة جاسوسة شابة تابعة للمخابرات العسكرية الروسية، وتبيّن فيما بعد أنها كانت بطلة إحدى أهمّ عمليات التجسس الروسية في عقر دار قيادة القوات الأطلسية في أوروبا. وكشف تحقيق صحافي دام سنوات عدة أجرته صحيفة «لا ريبوبليكا» الإيطالية ومجلة «دير شبيغل» الألمانية، تفاصيل مثيرة عن هذه العملية التي قامت بها طوال عشر سنوات تقريباً سيدة غامضة تحمل اسماً وهمياً: ماريّا أديلا كوفلت ريفيرا، وتدّعي أنها وُلدت في البيرو من أب ألماني وأم بيروفية وترعرعت في روسيا بعد أن اضطرت والدتها لتركها في موسكو خلال حضورها الألعاب الأولمبية في عام 1980 والعودة إلى ليما لأسباب عائلية طارئة. عندما وصلت ماريّا أديلا إلى إيطاليا كانت في الثلاثين من عمرها وتتقن ست لغات، أقامت لفترة بالقرب من روما قبل أن تنتقل إلى نابولي حيث أسست شركة لصناعة المجوهرات استخدمتها لتوسيع دائرة علاقاتها بين الطبقة البورجوازية وكبار موظفي القاعدة العسكرية الأطلسية والأسطول السادس في المدينة. ويقول من عرفها عن قرب إنها كانت بارعة في فنون الإغراء والغواية، وإنها حطّمت أفئدة كثيرة قبل أن تختفي عن الأنظار ويضيع أثرها في العام 2018. وتبيّن من التحقيقات التي بدأت بعد اختفائها المفاجئ عقب انكشاف هوية العميل الروسي الذي حاول اغتيال المنشقّ سيرغي سكريبال وتاجر الأسلحة البلغاري إميليان غيبريف في لندن، أنّ الخيط الأساسي الذي يربطها بجهاز المخابرات العسكرية التابع للكرملين هو جواز السفر الذي استخدمته للدخول إلى إيطاليا، والذي يحمل رقماً متسلسلاً من المجموعة الخاصة بجوازات السفر التي تستخدمها المخابرات الروسية. واستخدمت ماريّا أديلا ثلاثة جوازات سفر تحمل جميعها أرقاماً متسلسلة مشابهة، لتغطية تحركاتها. بين عامي 2009 و2011 تنقّلت ماريّا أديلا بين روما ومالطا حيث أقامت علاقة وطيدة مع الصحافية مارسيل دارغي سميث، مديرة الطبعة البريطانية لمجلة «كوزموبوليتان»، التي قالت إنها تعرّفت عليها في حفلة كبيرة أقامتها بمناسبة عيد ميلادها في عام 2010 وأخبرتها بأنها كانت تتابع دراسة حول علوم الأحجار الكريمة في باريس حيث عاشت لفترة وسجّلت لاحقاً إحدى شركاتها الوهمية لبيع المجوهرات، وأنها تتردد على مالطا التي يعيش فيها خطيبها. في عام 2013 انتقلت إلى نابولي حيث أسست مختبراً للمجوهرات قبل أن تفتتح متجراً لها تحت اسم علامتها التجارية «Serein» في شارع «مانزوني» الذي يضمّ أرقى المتاجر العالمية، واستأجرت شقة فخمة كبيرة مطلّة على خليج المدينة التي يوجد فيها مقر القيادة الأوروبية لقوات الحلف الأطلسي. وبعد أن أصبحت من الشخصيات الاجتماعية المعروفة في المدينة، افتتحت لها غاليري للمنتجات الفاخرة سرعان ما أصبح ملتقى الأثرياء والمشاهير، وكان يتردد عليه القنصل الأميركي وزوجته. وتفيد المعلومات والبيانات التي جمعها المحققون بأن مارّيا أديلا لم تكن مهتمة بتسويق المنتجات الفاخرة بقدر ما كانت تسعى لترسيخ وجودها في الأوساط الاجتماعية الشهيرة والنافذة. ونجحت في الانضمام إلى نادي الليونز الذي كان قد أسسه ضبّاط القاعدة الأطلسية تحت شعار «القوات الحليفة المشتركة»، والذي يقتصر أعضاؤه تقريباً على المسؤولين في الحلف الأطلسي والأسطول السادس الذين يقودون عمليات الحلف وأنشطة البحرية الأميركية في أوروبا. وفي عام 2015، ضربت ماريّا أديلا ضربتها الكبرى عندما تمّ تعيينها أمينة للنادي وأصبحت تملك المعلومات الشخصية لكل أعضائه، وأقامت علاقات عاطفية مع عدد من المسـؤولين البارزين بينهم. ومن كبار المسؤولين الذين أقامت علاقات وطيدة معهم في تلك الفترة كانت الكولونيل شيلا براينت، المفتّشّ العام لقوات البحرية الأميركية في أوروبا وأفريقيا، وهي محامية متخرجة في هارفارد كانت مساعدة للجنرال جيم ماتيس القائد السابق للقوات الأميركية في العراق ووزير الدفاع لاحقاً. وتقول براينت إنّ علاقتها وزوجها بماريّا أديلا لم تتعدّ الحيّز الاجتماعي، وإنها لم تتحدث معها أبداً في الشؤون العسكرية، وغالباً ما كانا يحاولان مساعدتها لتجاوز المشكلات العاطفية التي كانت تقول إنها كانت تعاني منها مع الرجال... أي مع الضبّاط الأميركيين والألمان والبلجيكيين والإيطاليين في القاعدة. وتفيد معلومات أخرى بأن ماريّا أديلا كانت أيضاً على علاقة صاخبة مع مديرة نظم البيانات في مقر القيادة الأطلسية، وهي المسؤولة عن إدارة النظم المعلوماتية الحساسة التي استقالت لاحقاً من منصبها.

مقتل شخصين بهجوم إرهابي على مركز للشرطة في باكستان

الشرق الاوسط.. إسلام آباد : عمر فاروق... تمكنت قوات الأمن الباكستانية من قتل اثنين من الإرهابيين في خيبر بشتونخوا بعد مطاردة طويلة وإطلاق نار. وذكر مسؤولون أن القوات الأمنية بدأت عملية البحث عن الإرهابيين بعد مهاجمتهم مركزاً للشرطة واختطاف عاملي بناء. وأعقب ذلك تبادل لإطلاق النار سقط فيه إرهابيان على أيدي قوات الأمن. وذكر بيان رسمي أن «الشرطة الباكستانية أوضحت أن مجموعة من الإرهابيين شنت هجوماً ضد مركز للشرطة وخطفت عاملين كانا يعملان على بنائه وقتلتهما بعد نقلهما إلى مكان آخر». لم يكتف منفذو الهجوم باختطاف عاملي البناء، بل قتلوهما بعد اقتيادهما إلى مكان آخر. يذكر أن الهجمات ضد أفراد الأمن والمنشآت تضاعفت في أعقاب سيطرة جماعة «طالبان» على أفغانستان. وتتعرض قوات الأمن لهجمات من قبل عناصر إرهابية ومسلحة كانت قد بدأت العودة إلى الأراضي الباكستانية قادمة من أفغانستان. ومن أجل التصدي لتهديد «طالبان»؛ بدأت الحكومة الباكستانية مفاوضات مباشرة مع جماعة «طالبان» الباكستانية التي يختبئ عناصرها في أجزاء مختلفة من أفغانستان بعد أن طردهم الجيش الباكستاني من الأراضي الباكستانية في جزء من عملية عسكرية عام 2014. وكان المئات من «طالبان» قد قتلوا وفر الآلاف من الأراضي الباكستانية في أعقاب العمليات العسكرية الباكستانية ضدهم في البلدات والمدن الواقعة على الحدود الباكستانية ـ الأفغانية. وبدأ الجيش الباكستاني عملية منخفضة المستوى لمكافحة التمرد في المناطق الحدودية الباكستانية ـ الأفغانية في الأشهر الأولى من هذا العام، عندما بلغت أنشطة «طالبان» الباكستانية في هذه المناطق أبعاداً خطيرة.

باكستان تعلن حاجتها إلى 10 مليارات دولار لمواجهة الفيضانات

الأمم المتحدة تطلق حملة لجمع تبرعات بـ160 مليون دولار

سوكور (باكستان): «الشرق الأوسط»... أعلنت باكستان، أمس الثلاثاء، حاجتها إلى أكثر من 10 مليارات دولار لإصلاح وإعادة بناء البنى التحتية المتضررة، جراء الفيضانات المدمرة الناجمة عن الأمطار الموسمية الغزيرة التي تعرضت لها مؤخراً؛ بينما ناشدت الأمم المتحدة الدول المانحة تقديم 160 مليون دولار لمساعدة باكستان، وذلك في وقت عملت فيه طائرات هليكوبتر تابعة للجيش على إنقاذ أسر محاصرة، وإلقاء إعانات غذائية على مناطق تعذر الوصول إليها بعد هطول الأمطار الغزيرة. وقال وزير التخطيط إحسان إقبال، إن باكستان بحاجة لأكثر من 10 مليارات دولار لأعمال التصليح وإعادة بناء البنى التحتية المتضررة. وأوضح لوكالة «الصحافة الفرنسية» أن «أضراراً هائلة لحقت بالبنى التحتية؛ خصوصاً الاتصالات والطرقات والزراعة وسبل العيش». وألقى المسؤولون الباكستانيون باللائمة على التغير المناخي الذي يضاعف وتيرة وشدة ظواهر الطقس المتطرفة الشديدة في أنحاء العالم. وقالت وزيرة التغير المناخي شيري رحمن لوكالة «الصحافة الفرنسية»، إن «مشاهدة الدمار على الأرض تبعث على الذهول حقاً». وأضافت: «عندما نرسل مضخات مياه يقولون لنا: إلى أين نضخ المياه؟ المكان محيط واحد كبير، لا أرض جافة نسحب المياه إليها». وتابعت: «حرفياً: ثلث مساحة البلاد تحت الماء»، وشبَّهت الكارثة بأفلام الكوارث. وسجلت البلاد كلها معدل أمطار موسمية يزيد بمرتين عن المعتاد، بحسب مكتب الأرصاد؛ لكن متوسط هطول الأمطار في إقليمي بلوشستان والسند بلغ أربعة أضعاف معدلاته في العقود الثلاثة الماضية. ونهر السند الممتد على طول الدولة الواقعة بجنوب آسيا، مُهدد بالفيضان على وقع السيول المتدفقة من روافده في الشمال. وكانت مياه الفيضانات المدمرة التي تغمر ثلث أراضي باكستان، بعد أسوأ أمطار موسمية تشهدها البلاد منذ 3 عقود، قد أسفرت عن وقوع ما لا يقل عن 1136 قتيلاً، وأتت على أراضٍ زراعية حيوية. وطالت هذه الفيضانات أكثر من 33 مليون شخص، أي ما يعادل باكستانياً من كل سبعة، بينما دُمر حوالي مليون منزل، أو تعرض لأضرار جسيمة. وتسارعت جهود الإغاثة أمس الثلاثاء، في المناطق التي تضربها الفيضانات. والمناطق الجافة في الجنوب والشرق محدودة، وتكتظ طرق سريعة مرتفعة وسكك حديدية بنازحين فروا من السهول الغارقة. وتأتي كارثة الفيضانات في أسوأ الأوقات بالنسبة لباكستان التي يشهد اقتصادها انهياراً حاداً. وأعلنت حكومتها التي ناشدت المجتمع الدولي المساعدة، حالة طوارئ. وبدأت أولى رحلات الإغاثة مؤخراً بالوصول من تركيا ودولة الإمارات، بينما وعدت دول أخرى، منها كندا وأستراليا واليابان، بالمساهمة. وأطلقت الأمم المتحدة نداءً رسمياً بهدف جمع 160 مليون دولار من التبرعات لتمويل مساعدات طارئة. وتم إطلاق حملة التبرعات من جنيف والعاصمة الباكستانية إسلام آباد في الوقت نفسه. وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في تصريح عبر الفيديو: «باكستان غارقة في المعاناة. الشعب الباكستاني يواجه رياحاً موسمية عاتية ومدمرة. التأثير الذي لا يرحم لهطول الأمطار والفيضانات بمستويات تاريخية». وأضاف أن حجم احتياجات البلاد يتطلب اهتماماً عالمياً في ظل اضطرار الملايين إلى ترك منازلهم ومدارسهم، والدمار الذي لحق بالمرافق الصحية وسبل العيش. ولفت إلى أن «عدم إعطاء أولوية قصوى للتحرك المناخي أمر مشين، بينما يزداد انبعاث غازات الدفيئة الذي يعرضنا جميعاً -في كل مكان- لمخاطر أكبر». وصرح المتحدث باسم وكالة الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) ينس لاركي، في مؤتمر صحافي في جنيف: «شعب باكستان بحاجة ماسة إلى التضامن والدعم الدوليين». وقال إن حوالي 500 ألف شخص نزحوا بسبب الفيضانات، ولجأوا إلى المخيمات؛ بينما يقيم كثيرون بشكل مؤقت مع عائلات مضيفة. وتابع: «من المتوقع أن تستمر الأمطار الغزيرة، ومع وجود عديد من السدود والأنهار عند مستويات الفيضانات، فمن المرجح أن يتفاقم الوضع قبل أن يتحسن». ودعا جوليان هارنيس، المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في باكستان، إلى «تقاسم الأعباء والتضامن» في أعقاب «الكارثة الناجمة عن تغير المناخ»، والتي قال إنها من المتوقع أن تتفاقم. وقال المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية، كريستيان ليندماير، إن المرافق الصحية في باكستان تضررت بشدة جراء الفيضانات، مع إلحاق «أضرار بالغة» في 180 منها. وباكستان بحاجة لدعم دولي أساساً، وقد فاقمت الفيضانات الصعوبات التي تواجهها. فأسعار السلع الأساسية؛ لا سيما البصل والطماطم والحمص، ترتفع، بينما يتحسر الباعة على نقص الإمدادات من إقليمي السند والبنجاب. ووردت بعض الأنباء الطيبة، الاثنين، مع إعلان صندوق النقد الدولي الموافقة على برنامج قروض لباكستان يفرج عن شريحة أولى قدرها 1.1 مليار دولار. وتنتشر مخيمات إيواء موقتة في كافة أرجاء باكستان، في مدارس وعلى طرق سريعة وفي قواعد عسكرية. في بلدة ناوشيرا بشمال غربي البلاد، تحول معهد للتدريب التقني إلى مركز يؤوي 2500 من متضرري الفيضانات، خلال حرّ الصيف، مع مساعدات غذائية متقطعة، وكمية محدودة من مياه الاغتسال. وقال أحدهم، ويدعى مالانغ جان (60 عاماً) لوكالة «الصحافة الفرنسية»: «منذ 3 أيام ونحن لا نأكل غير الأرز... لم أتخيل أبداً أنه سيأتي يوم نعيش فيه هكذا. فقدنا جنّتنا، والآن أُرغمنا على العيش حياة تعيسة».

الأمم المتحدة: 6 ملايين أفغاني يواجهون خطر المجاعة

الأمم المتحدة: «الشرق الأوسط»... حذر مسؤول أممي بارز من أن ستة ملايين أفغاني يواجهون خطر المجاعة، في الوقت الذي تستمر فيه البلاد في مواجهة الصعوبات والغموض تحت قيادة «طالبان». وأدلى وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ مارتين غريفيث بهذه التصريحات في وقت متأخر الاثنين خلال اجتماع لمجلس الأمن بشأن الوضع الإنساني في أفغانستان. ومع عودة حكم «طالبان» للسلطة في أغسطس (آب) 2021 تدهور الوضع في أفغانستان بصورة أكبر. وأجبرت البطالة والفقر المدقع عشرات الآلاف من الأفغان على الفرار من بلادهم. وبالإضافة لذلك، فاقم زلزال مدمر وفيضانات غامرة من الوضع. وتعتمد أفغانستان بشكل كبير منذ فترة طويلة على مساعدات التنمية التي تم قطعها بعد مطالبة المجتمع الدولي «طالبان» باحترام حقوق الأفغان، لا سيما الفتيات والنساء اللواتي فرضت الجماعة الإسلامية قيوداً على حصولهن على العمل والتعليم. ونقلت «رويترز» عن غريفيث قوله إن «الفقر يتفاقم ولا يزال السكان يتزايدون وليس لدى السلطات الفعلية موازنة لاستثمارها في مستقبلهم. ومن الواضح لنا أنه لا بد من استئناف بعض الدعم التنموي». وأضاف أن أكثر من نصف سكان أفغانستان البالغ عددهم 39 مليون نسمة بحاجة إلى مساعدة إنسانية، وأن ستة ملايين شخص معرضون لخطر المجاعة. وقال إن أكثر من مليون طفل «يعانون من أشد أشكال سوء التغذية التي تهدد حياتهم» ويمكن أن يموتوا دون العلاج المناسب. وشدد على أن «تقوم السلطات الفعلية في أفغانستان بدورها. التدخلات والإجراءات البيروقراطية تبطئ المساعدة الإنسانية عندما تكون هناك حاجة ماسة لها. يجب السماح للعاملات في مجال المساعدات الإنسانية... بالعمل دون معوقات وبأمان. ويجب السماح للفتيات بمواصلة تعليمهن». وتتوخى المصارف الدولية الحذر من انتهاك العقوبات وواجهت الأمم المتحدة وجماعات الإغاثة صعوبة في إدخال أموال كافية إلى البلاد على مدى العام المنصرم. وقال غريفيث إن «المؤسسات الإنسانية جلبت أكثر من مليار دولار نقداً لدعم تنفيذ البرنامج ولكن أزمة السيولة والأزمة المصرفية لا تزالان تؤثران على تقديم المساعدة وعلى الحياة اليومية للأفغان». وتحاول الأمم المتحدة إطلاق نظام لمبادلة ملايين الدولارات من المساعدات بالعملة الأفغانية ضمن خطة لوقف الأزمات الاقتصادية وتخطي قادة «طالبان». بحسب غريفيث، فإن هذه الخطة «لا تزال قيد النقاش» مع «طالبان». وجمدت الحكومات الأجنبية احتياطيات للمصرف المركزي الأفغاني بمليارات الدولارات، موجودة بالأساس في الولايات المتحدة، لمنع وقوعها في أيدي «طالبان». ودعت روسيا والصين إلى الإفراج عن تلك الأموال. وقالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس - غرينفيلد: «لن تدعو دولة جادة في احتواء الإرهاب في أفغانستان إلى إتاحة حصول طالبان بشكل فوري وغير مشروط على أصول بالمليارات». وأضافت أن المصرف المركزي الأفغاني لا يمكنه حالياً إدارة سياسة نقدية مسؤولة، عازية ذلك لعدم وجود أنظمة موثوق بها لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب. وذكرت أن الولايات المتحدة كانت أكبر مانح للمساعدات إلى أفغانستان، وقالت مخاطبة روسيا والصين: «إذا كنتم تريدون التحدث عن مدى حاجة أفغانستان للمساعدة، فلا بأس بذلك. لكننا نقترح بتواضع أن تدعموا القول بالفعل». ورفضت روسيا والصين تصريحاتها.

تايوان تطلق أعيرة تحذيرية على مسيّرة صينية

تايبيه: «الشرق الأوسط».. في وقت تبادلت تايبيه وبكين تصريحات لاذعة بشأن سلسلة طلعات بمسيّرات صينية فوق جزر كينمن التايوانية، أطلق الجيش التايواني أمس الثلاثاء أعيرة تحذيرية على طائرة مسيّرة صينية حلّقت فوق جزيرة صغيرة تسيطر عليها تايوان بالقرب من الساحل الصيني. وهي المرة الأولى التي يتم فيها إطلاق أعيرة نارية تحذيرية في واقعة من هذا النوع. وقال متحدث عسكري إن الجيش التايواني أطلق الأعيرة التحذيرية على الطائرة المسيّرة الصينية، وإنها عادت إلى الصين بعد إطلاق الأعيرة. وكانت الصين أجرت أيضاً سلسلة طلعات بمسيّرات فوق جزر كينمن التايوانية وقام بعضها بمراقبة مواقع عسكرية متقدمة. وتم تداول الصور ومقاطع الفيديو التي التقطتها هذه الطائرات من دون طيار للأرخبيل الواقع على بعد بضعة كيلومترات من مدينة شيامن الصينية، على مواقع التواصل الاجتماعي الصينية والتايوانية. بحسب وكالة الصحافة الفرنسية، فإن أحد مقاطع الفيديو يُظهر جنوداً تايوانيين يرشقون إحداها بالحجارة في محاولة لإبعادها. وردا على سؤال حول مقاطع الفيديو الاثنين، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو ليجيان إنها ليست «قضية تستحق كل هذا الجدل» لأن المسيرات «تحلق فوق الأراضي الصينية». أثار هذا الرد غضب تايبيه التي شبهت مضايقات الطائرات من دون طيار بسلوك «اللصوص». وقالت وزارة الخارجية التايوانية في بيان إن «الذين يأتون من دون دعوة يطلق عليهم اسم لصوص سواء خلعوا الباب أو تجسسوا من الجو. إن شعب تايوان لا يرحب بمثل هؤلاء اللصوص». وأضافت «لطالما جعلت الحكومة التوسعية الاستبدادية للحزب الشيوعي الصيني من مضايقة البلدان الأخرى روتيناً يومياً، وبالتالي فإنها تستحق عن جدارة لقب: مثير الشغب الإقليمي». تعيش تايوان تحت تهديد دائم من أن تغزوها الصين التي تعتبر الجزيرة جزءا من أراضيها ولا بد من احتلالها يوما ما وبالقوة إذا لزم الأمر. وصلت التوترات في مضيق تايوان إلى أعلى مستوى منذ سنوات بعد زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي مطلع الشهر الحالي للجزيرة. ورداً على ذلك، قامت الصين لمدة أسبوع بمناورات عسكرية برية وبحرية غير مسبوقة منذ منتصف التسعينات بما في ذلك تحليق مسيرات فوق جزر كينمن. لم تعرف بعد الجهة التي تقوم بتوجيه هذه الطائرات من الصين القارية. حتى الآن، كانت وزارة الدفاع التايوانية تكتفي بإطلاق قنابل مضيئة باتجاه هذه المسيرات لكنها حذرت من أنها ستتخذ «الإجراءات المضادة الضرورية» بما في ذلك إسقاطها إذا لزم الأمر. ويصل حاكم ولاية أريزونا الأميركية دوغ دوسي تايوان في زيارة تستغرق ثلاثة أيام، بحسب ما أعلنت وزارة الخارجية التايوانية في بيان. ودوسي، المنتمي للحزب الجمهوري، هو الأحدث في سلسلة مسؤولين أميركيين يزورون تايوان هذا الشهر في تحد لضغوط من الصين بخصوص تلك الزيارات. 



السابق

أخبار مصر وإفريقيا..الحكومة المصرية تُذكر مواطنيها بـ«الإنجازات» مُحذرة من «التقارير السلبية»..مياه النيل تبلغ مستوى الفيضان في الخرطوم وعطبرة..البرهان وسلفاكير يبحثان العلاقات الثنائية وسلام الجنوب..متمردو تيغراي يعلنون تقدمهم في شمال إثيوبيا..من أنغولا إلى كينيا..لماذا تثير نتائج الانتخابات الأفريقية جدلاً؟..خلافات مجلس الأمن تهيمن على مناقشة الأوضاع في ليبيا.. الحكومة التونسية تواصل مفاوضاتها مع النقابات لحل الخلافات.. الحكومة المغربية للمصادقة على رفع الحد الأدنى للأجور..

التالي

أخبار لبنان..بري يدعو لانتخاب رئيس للبنان «لا يشكل تحدياً لأحد».. «حزب الله» يضغط لتشكيل حكومة لبنانية لتجنّب السيناريو العراقي.. لبنان دَخَلَ «النفق الرئاسي» فهل يستدرج الفراغ الإفراجَ عن الحكومة؟.. إعلام عبري: وضع اللمسات الأخيرة للاتفاق بين إسرائيل ولبنان حول تقسيم حقول الغاز..«توتال» تريد ضمانات قبل العمل وهوكشتين يرجئ عودته إلى 7 أيلول..مجلس الأمن يمدد لـ«يونيفيل» ويندد ضمناً بـ«حزب الله»..وكالات دولية تحمّل النظام السياسي في لبنان مسؤولية الأزمة الاقتصادية..300 لبناني قاتلوا في سوريا يعتزمون العودة إلى بلادهم..قوى «التغيير» في البرلمان اللبناني تستعد لإطلاق «مبادرة رئاسية» ..


أخبار متعلّقة

أخبار وتقارير..الحرب الروسية على اوكرانيا..أوكرانيا تحشد دباباتها للهجوم على خيرسون وقوات فاغنر تضيق الخناق على باخموت..قد يغرق جنوب أوكرانيا.. قصف خطير على سد في خيرسون..هرباً من العتمة.. كييف وضعت خططاً لإجلاء ملايين السكان..زيلينسكي: روسيا تجهز لهجمات جديدة على محطات الطاقة بأوكرانيا..لتجنب صراع أوسع.. محادثات سرية أميركية روسية بشأن أوكرانيا..ألمانيا تريد ذخائر بـ 20 مليار يورو..وشولتس يطالب روسيا باستبعاد «النووي»..زيلينسكي يريد أسطولاً من «المسيرات البحرية»..بوتين يستعين بمجرمين لتجنيدهم في الجيش..وكالات أمنية أميركية تحذر من هجمات «ذئاب منفردة»..اليابان تستضيف استعراضاً بحرياً دولياً وسط تفاقم التوتر شرق آسيا..«طالبان» تكشف موقع قبر مؤسسها الملا عمر..بيونغ يانغ تتعهد برد عسكري «حازم» على التدريبات الأميركية-الكورية الجنوبية..

أخبار وتقارير..الحرب الروسية على اوكرانيا.. أوكرانيا..حرب استنزاف للطرفين..أوكرانيا تشن هجوماً مضاداً لاستعادة خيرسون..القوات الأوكرانية تخترق الدفاعات الروسية في عدة قطاعات..روسيا تناور مع الصين وعدة جيوش وتحذر أوروبا كلها..فريق الوكالة الذرية في زابوريجيا «قريباً»..بوتين: الدول الإسلامية شريك تقليدي..شولتس لتوسيع الاتحاد الأوروبي وإسقاط حق النقض فيه.. ماكرون يعيد إطلاق خطته من أجل إنشاء «مجموعة سياسية أوروبية».. الفيضانات تغرق باكستان والأبعاد لا يمكن تصورها.. الهند تتهم الصين لأول مرة بعسكرة مضيق تايوان.. بكين: واشنطن تخرّب استقرار تايوان..الجفاف يهدّد بموجات عنف داخلية وصراعات بين الدول..

أخبار وتقارير..الحرب الروسية على اوكرانيا..موسكو تكشف تفاصيل هجوم المسيرات وتعرب عن قلقها من نشر صواريخ نووية في بولندا..ما خط فاغنر؟ سلاح بوتين السري الذي يتباهى الروس به في أوكرانيا..لوموند: كتيبة دوداييف الشيشانية تحارب "الإمبريالية الروسية" في أوكرانيا..حبوب أوكرانيا عالقة واتهامات لروسيا بـ «تجويع» العالم..زيلينسكي: مصر والجزائر واليمن قد تعاني من تفاقم أزمة الغذاء..أوكرانيا «تقلب الطاولة» في حرب المدفعية..«معركة خيرسون» تبعث الأمل لدى أوكرانيين..انتخاب لولا رئيسا للبرازيل.. 130 قتيلاً على الأقل بانهيار جسر في الهند..باكستان تتسلم أقدم معتقل في غوانتانامو بعد الإفراج عنه..

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,015,911

عدد الزوار: 6,975,301

المتواجدون الآن: 80