أخبار سوريا..محادثات مملوك ـ فيدان... مطالب متبادلة وحلول روسية..مطالبات بإبعاد المعسكرات والمستودعات الإيرانية عن محيط المدن السورية.. مقتل ضابط سوري بالضربة الإسرائيلية على مواقع ميليشيات إيران..المناوشات الأميركية الإيرانية تسلط الضوء على مناطق النفوذ بشرق سوريا.. عمليات تصفية تستهدف "القادة الأوائل" للحراك المسلح بدرعا..

تاريخ الإضافة السبت 27 آب 2022 - 5:51 ص    عدد الزيارات 920    التعليقات 0    القسم عربية

        


محادثات مملوك ـ فيدان... مطالب متبادلة وحلول روسية...

«الشرق الأوسط» تنشر قائمة الشروط السورية والتركية للتطبيع

لندن: إبراهيم حميدي.... أظهرت المحادثات الأمنية التي قادها مدير مكتب الأمن الوطني السوري اللواء علي مملوك ومدير الاستخبارات التركية حقان فيدان، في موسكو، استمرار الفجوة بين الجانبين من جهة وتصاعد الرغبة الروسية بحلها. تطالب دمشق بـ«جدول زمني» للانسحاب، خصوصاً أن تركيا تسيطر على جيوب سورية تساوي ضعف حجم لبنان، وتتمسك أنقرة بـ«مناطق آمنة» شمال سوريا، في وقت يواصل الجانب الروسي وساطته لردم الفجوة والبناء على اهتمام الجانبين، السوري والتركي، البحث عن «تنسيق ضد الأكراد والحركات الانفصالية». في غضون ذلك، وقع الرئيس بشار الأسد مرسوم تعيين نائب وزير الخارجية بشار الجعفري سفيراً في موسكو، التي قررت استعجال الموافقة الدبلوماسية، ما يفتح الباب أمام تعزيز الوساطة الروسية من جهة، وتسلم معاون الوزير أيمن سوسان منصبه، أو عودة عماد مصطفى إلى تسلم منصب نائب الوزير فيصل المقداد بعد تسلمه المعهد الدبلوماسي منذ عودته من الصين، من جهة ثانية.

- جولات أمنية... وخط دبلوماسي

بعد لقاءات أمنية سرية عدة بمستويات مختلفة في ريف اللاذقية وطهران وموسكو واستمرار عمل القنصلية السورية في إسطنبول التي غالبا ما بلغتها أنقرة بمواعيدها العسكرية في سوريا، رعت موسكو في بداية 2020 لقاءً علنياً بين مملوك وفيدان بثته وكالتا الأنباء الرسميتان في البلدين. وكرر الجانبان موقفيهما، إذ طالب مملوك بالتزام أنقرة باتفاقات سوتشي بين الرئيسين التركي رجب طيب إردوغان والروسي فلاديمير بوتين للعام 2018، إضافة إلى فتح طريق حلب - اللاذقية، وإجراء انسحابات من الأراضي السورية. في المقابل، طالب فيدان بالتعاون ضد «وحدات حماية الشعب» الكردية و«حزب العمال الكردستاني»، والبحث عن تسوية سياسية. عملياً، لم يسفر اللقاء عن اختراق كبير. وكأن الأسد وإردوغان أرادا فقط عدم إعطاء الانطباع بمعارضة وساطة بوتين. ومذاك، ذهب كل من الجانبين السوري والتركي في مساراته وأولوياته. الحرب الروسية في أوكرانيا حركت الجمود السوري. أراد إردوغان، الذي بات في موقع أفضل بسبب حاجة موسكو وواشنطن إليه، شن عملية عسكرية جديدة في شمال سوريا. وبالفعل، جهز جيشه وفصائل موالية، وحدد موعد التوغل في نهاية يوليو (تموز). وأراد إردوغان التنسيق مع «المرشد» الإيراني علي خامنئي والرئيس الروسي خلال قمة طهران في 19 يوليو. وحسب مصادر حضرت القمة، فإن الجانبين الروسي والإيراني قالا بوضوح لإردوغان إنهما ضد العملية العسكرية، وإنهما يفضلان أن يتحدث إردوغان مع الأسد، كما أنهما يفضلان التركيز حالياً على «التوحد ضد الحركات الانفصالية المدعومة أميركياً في شمال شرقي سوريا». وعليه، اعتبر بوتين وخامنئي أنهما «نجحا في إقناع إردوغان في التعاطي مع الأسد» وأن «القمة الثلاثية إشارة نصر للأسد».

- مملوك - فيدان... صديقان؟

نجح بوتين في إقناع الأسد وإردوغان في إرسال مملوك وفيدان، اللذين يعرفان بعضهما بعضاً بشكل جيد، إلى موسكو التي استضافت جولة من المحادثات السرية بينهما في يوليو، شارك في جانب منها وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو. وحسب قول مصادر روسية وغربية وعربية لـ«الشرق الأوسط»، فإن مملوك وفيدان قدما لائحة طويلة من المطالب القصوى.

ماذا شملت هذه المطالب؟

تضمنت المطالب السورية احترام السيادة السورية، ووضع جدول زمني للانسحاب التركي من الأراضي السورية، ووقف دعم الجماعات الانفصالية، وإعادة إدلب الخاضعة لسيطرة فصائل مدعومة من تركيا منذ 2015، واستعادة السيطرة على معبر باب الهوى بين تركيا وإدلب، وفتح طريق «إم 4» الذي يمتد من حدود البحر المتوسط غرباً إلى العراق شرقاً وتسيطر عليها قوات سورية وتركية وكردية، ومساعدة دمشق على تخطي العقوبات الغربية (كما تفعل تركيا مع العقوبات ضد روسيا) وعودة سوريا إلى الجامعة العربية، والمساعدة في إعمار سوريا، ومساعدة دمشق على استعادة السيطرة على الثروات الطبيعية من نفط وغاز وزراعة شرق الفرات. أما مطالب تركيا، التي تعتقد أن دمشق غير قادرة لوحدها على محاربة الأكراد، فتشمل: عملاً جدياً ضد «حزب العمال الكردستاني» وجناحه السوري «وحدات حماية الشعب» الكردية، والتعاون بين أجهزة الأمن في البلدين، ومفاوضات مع المعارضة السورية المدعومة من تركيا للوصول إلى تسوية سياسية، وعودة اللاجئين السوريين، وإنشاء مناطق آمنة في حلب ومناطق أخرى شمال سوريا بعمق 30 كلم، ومساعدة وتسهيل عمل اللجنة الدستوري السورية. استطراداً، لا تزال موسكو متمسكة برفض انعقاد اللجنة الدستورية السورية في جنيف. ورغم زيارة المبعوث الأممي غير بيدرسن إلى روسيا، فإن المعطيات تشير إلى استبعاد انعقاد اللجنة في الأشهر المقبلة، وأن أحد الخيارات هو عقدها في أستانة، علماً بأن إردوغان اقترح في طهران عقدها في مدينة يكون فيها مقر أممي. أيضاً، يعقد المبعوثون الغربيون الثلاثاء المقبل في جنيف، اجتماعاً تنسيقياً، بطلب من المبعوث الأميركي إيثان غولدريش، لـ«تنسيق المواقف العربية والغربية المعارضة للتطبيع العربي مع دمشق، وللتأكيد أن جنيف مكان طبيعي لعمل اللجنة الدستورية».

- اقتحام إيراني... وحلول روسية

حاولت إيران الدخول على خط الوساطة الأمنية بين سوريا وتركيا، الأمر الذي لم يرح البعض في دمشق وفي موسكو. لكن روسيا مستمرة في وساطتها. كررت ذلك خلال محادثات وزير خارجيتها سيرغي لافروف في موسكو مع نظيره السوري فيصل المقداد الذي أعرب عن شكوكه في قدرة فيدان بالتأثير على إردوغان، كما كان واقع الحال سابقاً. بداية، هي تعتقد أنها نجحت في وقف خطط تركيا لشن عملية عسكرية، ونجحت في تغيير الخطاب التركي والسوري. وهي ترى أن الانسحاب التركي «سيحصل لكنه ليس أمراً عاجلاً»، وأن نقطة الجمع حالياً هي «العمل ضد الأكراد والحركات الانفصالية». وقال مسؤول: «لو استمر الوضع على ما هو عليه سنتين أو ثلاثاً، من الصعب أن تستعيد سوريا وحدتها». ويعمل الوسيط الروسي حالياً على «خطة عمل» تنطلق من مطالب الجانبين والنقاط المشتركة. وبين الأولويات تقديم ضمانات أمنية للجانب التركي وترتيبات عملياتية لدمشق في إدلب وطريق حلب - اللاذقية، وأحد الحلول أن يعكف الجانبان السوري والتركي على نسخ مسودة جديدة لاتفاق أضنة للعام 1998 الذي أسس للتعاون الأمني بينهما ضد «حزب العمال الكردستاني».

- وساطة أخرى مع واشنطن

في موازاة وساطة موسكو بين أنقرة ودمشق، هناك وساطة من مدير المخابرات اللبناني عباس إبراهيم وآخرين بين دمشق وواشنطن بشأن الصحافي الأميركي أوستن تايس الذي اختفى في سوريا قبل عشر سنوات. عباس إبراهيم سبق له أن توسط خلال إدارة الرئيس دونالد ترمب، وجدد الوساطة في عهد جو بايدن. لكن اللافت أن رد دمشق لم يتغير كثيراً: لا تفاوض حول تايس قبل الانسحاب الأميركي وتفكيك قاعدة التنف ورفع العقوبات. الشيء الجديد حالياً، أن دمشق قررت الخروج إلى العلن، وأصدرت بياناً تضمن قائمة مطالبها والقول إنها لم تقم باعتقال تايس، دون القول ما إذا كان حياً أم لا، وما إذا كان عندها أم لا. في صيف 2019، طالبت دمشق مبعوثي ترمب اللذين زاراها بالانسحاب وتفكيك قاعدة التنف، ووقف دعم المعارضة ورفع العقوبات، لأنها لم تكن تريد مساعدة ترمب على النجاح في الانتخابات. لكنها حرصت على إبلاغ موسكو وطهران بتلك المفاوضات. الآن، حرصت دمشق على إبلاغ الجانبين الروسي والإيراني علناً بمطالبها من أميركا، لأن الأولوية السورية حالياً هي إرضاء موسكو وطهران والبحث عن خطوط مع أنقرة، خصوصاً بعد المواجهة الغربية - الأميركية في أوكرانيا. جميع المؤشرات تشير إلى أن قطار التطبيع بين دمشق وأنقرة انطلق، وأن موسكو تعمل على صوغ محطاته وسرعته ومحتوياته، بين الانتقال السريع إلى الإطار السياسي، أو البقاء في الإطار الأمني والبحث عن أهداف واقعية مشتركة.

مطالبات بإبعاد المعسكرات والمستودعات الإيرانية عن محيط المدن السورية

الشرق الاوسط.... إدلب: فراس كرم... في وقت تتصاعد وتيرة القصف الجوي الإسرائيلي على أهداف ومواقع عسكرية إيرانية داخل سوريا، تحديداً في محافظتي طرطوس وحماة وسط البلاد وغربها، بدأت تعلو أصوات المدنيين في هذه المناطق، مطالبة بإبعاد المستودعات والقطعات العسكرية التابعة لإيران عن المناطق المأهولة بالسكان المدنيين، وذلك بعدما أدى القصف الجوي الإسرائيلي على مستودعات أسلحة إيرانية في ريف حماة الغربي أول من أمس إلى مقتل مدنيين وجرح آخرين بشظايا انفجارات طالت منازلهم. القصف الجوي الإسرائيلي الذي استهدف مركز البحوث العسكرية ومعسكر الشيخ غضبان ومواقع أخرى قريبة في منطقة مصياف، على بعد 40 كيلومتراً غرب مركز مدينة حماة وسط سوريا، حيث تتخذ منها الميليشيات الإيرانية مقرات ومعسكرات تدريب ومخازن أسلحة وذخائر، أثار ذعر المدنيين في المنطقة والقرى المحيطة بها (طير جملة وبقراقة والكروم والوادي) بعدما طالتها أعداد من الشظايا تسببت بمقتل مدنيين وإصابة آخرين بجروح. وحذرت الجهات المحلية المدنيين عبر مكبرات الصوت في مدينة مصياف، من التجول في الشوارع والوقوف على الأسطح حفاظاً على سلامتهم، بسبب تطاير الشظايا الناجمة عن الانفجارات في المواقع المستهدفة بالغارات الإسرائيلية. وقد أسفرت هذه الغارات عن مقتل عدد كبير من عناصر الميليشيات الإيرانية الذين نقلوا إلى المشفى الوطني في حماة. وقالت لمار عباس (اسم مستعار) وهي ناشطة في منطقة مصياف، لـ«الشرق الأوسط»، «شهدت المواقع الإيرانية في مركز البحوث العملية العسكرية ومعسكرات الشيخ غضبان ومواقع أخرى قريبة، في منطقة مصياف، غرب حماة، أعنف استهداف جوي إسرائيلي، مقارنة بالاستهدافات السابقة على مدار السنوات والفترات الماضية، نظراً للانفجارات داخل تلك المواقع جراء الاستهدافات، وتطاير الشظايا لبضع كيلومترات طال بعضها الأبنية السكنية في القرى والبلدات القريبة من الأماكن المستهدفة. وهو ما أسفر عن مقتل مدنيين وجرح آخرين في تلك القرى، وتسبب بحالة ذعر كبيرة في صفوف المواطنين، ونزوح أعداد كبيرة من العائلات إلى القرى المجاورة لم تطلها الشظايا». أضافت: «مواصلة الطيران الإسرائيلي قصفه للمواقع الإيرانية في المنطقة، دفع أهالي منطقة مصياف والقرى القريبة بينها (طير جملة والكروم والشيخ غضبان والمحروسة وبرقراقة)، إلى عقد اجتماع مع مدير منطقة مصياف في شرطة النظام وشخصيات عسكرية وأمنية سورية مسؤولة في المنطقة، طالبوا فيه المسؤولين بضرورة نقل إيران مواقعها العسكرية من محيط المدن والقرى والمناطق المأهولة بالسكان المدنيين، لتجنيب أهلها الأضرار البشرية والمادية بالقصف الإسرائيلي الذي تزايد مؤخراً. ووعد المسؤولون بنقل مطالبهم للقيادة (الجهات العليا في مؤسسات النظام الأمنية والعسكرية)». وقال أبو حيدر، أحد أبناء منطقة مصياف، «عملت الميليشيات الإيرانية والحرس الثوري الإيراني، خلال السنوات الماضية، على إنشاء أنفاق وكهوف داخل الجبال في منطقة دير شميل ومركز البحوث العسكرية ومعسكر الشيخ غضبان وبالقرب من طريق مصياف وادي العيون. ودعمت أبوابها بكتل إسمنتية مسلحة لحمايتها من الضربات الجوية الإسرائيلية، لا سيما أنها تتخذ من تلك المواقع والمنشآت العسكرية مخازن للأسلحة والذخائر ومعسكرات لتدريب عناصرها. فضلاً عن أنها منطقة تضمن حماية مصالحها وطرق إمدادها بالمعدات العسكرية واللوجيستية لـ(حزب الله) (اللبناني)، مروراً بمنطقة طرطوس السورية إلى لبنان. إلى جانب إمداد مواقع ميليشياتها في ريف حماة الغربي وسهل الغاب ومناطق في ريف اللاذقية الشرقي غرب سوريا». واستبعد قبول إيران بإغلاق ونقل مواقعها بعيداً عن المدن «رغم أن وجودها بالقرب من الأهالي واستهدافها المتكرر من قبل إسرائيل، يلحق الأذى بالمدنيين وممتلكاتهم وتعريض مساحات كبيرة من الأحراج للحريق». كانت وسائل إعلام موالية للنظام السوري، بينها وكالة «سانا»، نقلت عن مصادر عسكرية، أن الطيران الإسرائيلي «استهدف بعدد من الغارات الجوية، من جهة البحر في محافظة طرطوس غرب سوريا، عدداً من المواقع العسكرية في مناطق قريبة من منطقة مصياف وطرطوس، فيما تصدت الدفاعات الجوية للنظام للصواريخ وأسقطت عدداً منها قبل وصولها إلى أهدافها». وأوضح مسؤول وحدة الرصد 80 (المعارضة) في حماة، أن «الغارات الجوية الإسرائيلية الأخيرة استهدفت 3 مواقع عسكرية إيرانية رئيسية، وهي موقع البحوث العملية العسكرية ومعسكر الشيخ غضبان وموقع حير عباس، بالقرب من مدينة مصياف غرب حماة». وأكد أن الغارات «أدت إلى تدمير أجزاء كبيرة من مقار الميليشيات الإيرانية، وأوقعت عدداً من القتلى في صفوفها». وشرح أن «الميليشيات الإيرانية وسعت خلال السنوات الماضية نفوذها في محافظة حماة وسط سوريا، من خلال إنشاء مقار ومواقع ونقاط عسكرية، بالإضافة إلى معسكرات لتدريب عناصر الميليشيات الموالية لإيران، بلغ عددها حتى منتصف العام الحالي نحو 26، وهي تنتشر في منطقة البحوث العملية في تقسيس وجبل براق جنوب حماة، ومعسكر الفروسية، ومطار حماة العسكرية، ومركز البحوث البيطري شمال حماة، وموقع جبل عين الزرقاء، ومعمل البصل في منطقة السملية، وسلسلة مواقع في منطقة أثريا شرق حماة، ومواقع صناعات عسكرية إيرانية وقيادية في منطقة مصياف، ما جعلها عرضة للاستهدافات الجوية الإسرائيلية بشكل متكرر». وفي شهر مايو (أيار) الماضي، نشرت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية خبراً وصوراً التقطتها أقمار صناعية، تظهر دماراً كاملاً تعرضت له مواقع للنظام السوري وميليشيات إيرانية جراء غارات جوية إسرائيلية بالقرب من مدينة مصياف بريف حماة وسط سوريا.

المرصد: وفاة ضابط سوري متأثرا بجراحه بالضربة الإسرائيلية في محيط مصياف

المصدر: النهار العربي... أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأنّ ضابط في القوات السورية قُتل متأثرا بإصابته نتيجة الضربات الإسرائيلية على مستودعات في محيط مصياف بريف حماة الغربي. وفي السياق، تواصل فرق الإطفاء وعناصر من القوات السورية إطفاء الحرائق التي اندلعت ليلة أمس في أحراج منطقة مصياف، نتيجة سقوط شظايا الانفجارات من مستودعات الذخائر المستهدفة، فيما شاركت طائرات الجيش السوري بإخماد الحرائق في الأماكن الجبلية الوعرة. وكان المرصد السوري قد رصد، قبل ساعات، إصابة 14 مدني بجراح متفاوتة، نتيجة الانفجارات التي وقعت في منطقة مصياف بريف حماة بمستودعات صواريخ تابعة للميليشيات الموالية لإيران، مساء أمس الخميس، نتيجة استهدافها بالصواريخ الإسرائيلية. وأسفرت الانفجارات والشظايا المنبعثة من موقع الانفجارات بوقوع أضرار مادية في منازل المواطنين وممتلكاتهم المحيطة بالموقع. ويعد القصف الإسرائيلي من أعنف الاستهدافات الإسرائيلية لمواقع الميليشيات الإيرانية نظراً لضحامة الانفجارات. يذكر أن هذا الاستهداف الإسرائيلي رقم 21 على الأراضي السورية خلال العام 2022، وهو الثالث على محافظة حماة.

مقتل ضابط سوري بالضربة الإسرائيلية على مواقع ميليشيات إيران

مصادر العربية: غارات إسرائيل أمس استهدفت مواقع إنتاج وتطوير صواريخ إيرانية في سوريا

دبي - العربية.نت... مقتل ضابط في قوات النظام السوري، متأثراً بإصابته نتيجة الضربات الإسرائيلية على مستودعات في محيط مصياف بريف حماة الغربي مساء أمس الخميس، بحسب ما نقل المرصد السوري لحقوق الإنسان عن نشطاء. من جهتها قالت مصادر قناتي "العربية" و"الحدث" إن غارات إسرائيل أمس استهدفت مواقع إنتاج وتطوير صواريخ إيرانية في سوريا. على صعيد متصل، تواصل فرق الإطفاء وعناصر من قوات النظام إطفاء الحرائق التي اندلعت ليلة أمس في أحراج منطقة مصياف، نتيجة سقوط شظايا الانفجارات من مستودعات الذخائر المستهدفة، فيما شاركت طائرات النظام السوري بإخماد الحرائق في الأماكن الجبلية الوعرة. وكان المرصد السوري قد رصد، إصابة 14 مدنيا بجروح متفاوتة، نتيجة الانفجارات التي وقعت بمستودعات صواريخ تابعة للميليشيات الموالية لإيران، وسط معلومات عن خسائر بشرية في صفوف حراس المستودعات. وتوقفت الانفجارات في المستودعات، بعد نحو 6 ساعات من القصف الإسرائيلي وسماع أصوات سلسلة من الانفجارات المتتالية في المنطقة، وأسفرت الانفجارات والشظايا عن وقوع أضرار مادية في منازل المواطنين وممتلكاتهم المحيطة بالموقع. وشاركت فرق إطفاء في السيطرة على الحرائق وإخماد النيران لساعات متواصلة، كما نقلت سيارات إسعاف عسكرية ومدنية الإصابات إلى المستشفيات. وأشار المرصد السوري، أمس، إلى سماع أصوات الانفجارات بعد ساعات من القصف الإسرائيلي الذي يعد من أعنف الاستهدافات الإسرائيلية لمواقع الميليشيات الإيرانية نظراً لضحامة الانفجارات. وكان المرصد السوري أشار إلى أن انفجارات عنيفة سمعت، وكان مصدرها المناطق التي تعرضت لقصف إسرائيلي عند مغيب شمس يوم الخميس 25 أغسطس/ آب، في ريف حماة الغربي، وهي طريق وادي العيون غرب مصياف ومنطقة البحوث العلمية، ومنطقة السويدة جنوب شرقي مصياف ومنطقة الجليمة أيضاً، حيث تتواجد هناك مقرات ومواقع عسكرية ومستودعات للأسلحة والذخائر تابعة للميليشيات الإيرانية، واندلعت النيران على خلفية القصف الإسرائيلي وصواريخ الدفاع الجوي التي حاولت التصدي للهجوم الجوي. وبحسب المرصد السوري، فإن هذا الاستهداف الإسرائيلي هو الـ21 على الأراضي السورية خلال العام 2022، وهو الثالث على محافظة حماة. ففي 13 مايو/ أيار، قُتل 6 ضباط وصف ضباط، 5 منهم من قوات "الدفاع الجوي"، وذلك باستهداف عربة للدفاع الجوي بشكل مباشر خلال محاولتها التصدي للقصف الإسرائيلي الذي جرى على طريق وادي العيون غرب مصياف ومنطقة السويدة جنوب شرق مصياف، ضمن محافظة حماة، كما تسبب القصف الإسرائيلي بسقوط أكثر من 10 جرحى عسكريين ومدنيين بينهم طفلة. وفي 9 أبريل/نيسان، تم استهداف 5 مواقع في ريف حماة الغربي، حيث استهدفت محيط كلية الشؤون الإدارية، ومركز البحوث العلمية "معامل الدفاع" ونقطة عسكرية في قرية السويدة، إضافة إلى نقطة عسكرية على أطراف مصياف.

الضربة الإسرائيلية في مصياف تتسبب باندلاع حرائق في مناطق وعرة..

دمشق: «الشرق الأوسط»... تسببت الضربة الإسرائيلية التي تعرضت لها منطقة مصياف في محافظة حماة وسط سوريا مساء الخميس باندلاع عدد من الحرائق في المنطقة استمرت لأكثر من 12 ساعة. ونقلت وسائل إعلام محلية عن مدير مركز حماية الغاب مدين علي قوله إن أربعة حرائق اندلعت في مناطق عدة في ريف مصياف جراء العدوان الإسرائيلي، وفي مناطق جبلية ذات طبيعة وعرة وحرجية. وأوضح أنه تمت السيطرة بشكل كامل على الحرائق في محاور وادي العيون وجبل الزاوي والمشهد، بمساعدة الأهالي وعناصر من قوات النظام، فيما إخماد الحريق في منطقة الشيخ غضبان تم بمشاركة حوامات وطائرات «يوشن» الروسية لصعوبة الوصول إلى ذروة الحريق. وإذ شرح أن عمليات إطفاء الحرائق استغرقت ما يقارب الـ12 ساعة، فإنه لم يتمكن من تحديد مساحة الأراضي الخضراء التي تضررت جراء الضربة الإسرائيلية، وإحصاء المنازل السكنية المتضررة بالشظايا الواقعة في عدد من القرى والبلدات القريبة من المواقع المستهدفة بالضربة الإسرائيلية. وأعلن مصدر عسكري عبر التلفزيون الرسمي مساء الخميس أن «وسائط الدفاع الجوي تصدت لعدوان إسرائيلي استهدف محيط مدينتي حماة وطرطوس وأسقطت معظم صواريخه». وأوضح أن الضربة الجوية الإسرائيلية جاءت من اتجاه البحر جنوب غربي محافظة طرطوس، وأن «العدوان أدى إلى إصابة مدنيين اثنين ووقوع خسائر مادية واندلاع حرائق في بعض أماكن الاعتداء». وذكرت وسائل إعلام سورية محلية أن الضربة استهدفت مركز البحوث العلمية العسكرية الواقع في منطقة مصياف في ريف حماة الغربي، الذي سبق أن استهدفته إسرائيل أكثر من مرة. وتعد الضربة التي وجهت الخميس الحادية والعشرين على الأراضي السورية خلال عام 2022 والثالث على محافظة حماة، بحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان». ويعتبر مركز البحوث من المراكز العسكرية المهمة في سوريا، لتخصصه في الصناعات العسكرية، وتحديداً الصاروخية والكيميائية. وبحسب الروايات الإسرائيلة، فإن المركز تستخدمه إيران في سوريا لإنتاج النسخة السورية من صاروخ «فاتح 110» الإيراني الذي يُقدّر مداه بنحو 200 كيلومتر.

المناوشات الأميركية الإيرانية تسلط الضوء على مناطق النفوذ بشرق سوريا

المصدر: رويترز.... تصاعدت المناوشات الدامية في الأيام الأخيرة بين القوات الأميركية والفصائل المسلحة المتحالفة مع إيران في شرق سوريا الغني بالنفط، حيث أقام كل منهما موطئ قدم إستراتيجيا. وفيما يلي نظرة فاحصة على مناطق نفوذ الجانبين في محافظة دير الزور الصحراوية حيث ازدادت الهجمات بالصواريخ وقذائف الهاون والطائرات المسيرة بالتزامن مع المفاوضات حول إحياء الاتفاق النووي بين إيران والغرب.

محافظة مقسمة

دير الزور محافظة صحراوية تقع في شرق سوريا ومساحتها 33 ألف كيلومتر مربع، يُقسمها نهر الفرات وتسكنها في الغالب قبائل لها علاقات قرابة مع العراق. حاربت الحكومة السورية وداعموها من جهة، والولايات المتحدة وحلفاؤها السوريون من جهة أخرى، بشكل منفصل لطرد مقاتلي تنظيم "داعش" من المنطقة. وتتمركز القوات الأميركية وحلفاؤها على الأرض، قوات "سوريا الديمقراطية" التي يهيمن عليها الأكراد، حاليا في حقلي نفط وغاز كبيرين في النصف الشرقي من المحافظة. ويستضيف الحقلان، المعروفان باسم العمر وكونيكو، معظم الجنود الأميركيين في سوريا البالغ عددهم 900. وتسيطر الحكومة السورية والمقاتلون المتحالفون معها، ومن بينهم وحدات إيرانية، على مدينة دير الزور عاصمة المحافظة ومدينة البوكمال الحدودية الاستراتيجية ومنطقة جنوب وغرب النهر. كما يتمركز هؤلاء المقاتلون في مجموعة من الجزر النهرية المعروفة باسم حويجة صقر، التي يستخدمونها كنقطة انطلاق لشن هجمات على القوات الأميركية عبر النهر.

خمس سنوات من التوتر

تقول الولايات المتحدة إن وجودها هناك يهدف إلى التأكد من هزيمة تنظيم "داعش" بشكل دائم، لكن مناوشات مع الجماعات المدعومة من إيران اندلعت بشكل متقطع على مدى السنوات الخمس الماضية. وفي الهجوم الأول في حزيران (يونيو) 2017، استهدفت ما يُشتبه في أنها طائرة إيرانية مسيرة أطراف قاعدة التنف، وهي موقع أميركي عند نقطة التقاء الحدود السورية مع كل من العراق والأردن. وردت الطائرات الحربية الأميركية بضربات ضد فصائل شيعية مسلحة اقتربت من القاعدة. وأطلقت الجماعات المتحالفة مع إيران منذ ذلك الحين قذائف مورتر وصواريخ إيرانية الصنع وطائرات مسيرة صغيرة على التنف وحقلي النفط والغاز. ورد التحالف، الذي تقوده الولايات المتحدة، بضربات جوية باستخدام طائرات مقاتلة وطائرات هليكوبتر واستهدف عادة مستودعات أسلحة أو بنية تحتية أخرى. وفي بعض الحالات، ردت الولايات المتحدة على هجمات صاروخية على قواتها في العراق بقصف مواقع على الحدود السورية العراقية تستضيف جماعات عراقية مسلحة مرتبطة بإيران.

توسع النفوذ الإيراني

لعبت إيران ووكلاؤها، إلى جانب روسيا، دورا فعالا في مساعدة الرئيس السوري بشار الأسد على استعادة معظم الأراضي التي فقدتها قواته منذ اندلاع الصراع في عام 2011. ومكنهم ذلك من الاحتفاظ بمناطق نفوذهم وبناء مناطق أخرى في أماكن نائية من البلاد حتى بعد انحسار المعارك، من مدينة حلب الشمالية، التي استعادتها القوات المتحالفة مع الحكومة في أواخر عام 2016، إلى المناطق الصحراوية الشاسعة في حمص وحماة وضواحي العاصمة دمشق. وقدمت إيران الدعم لسوريا في مجال استغلال الطاقة والمعادن تحديدا، حيث ساعدت على إعادة تأهيل محطات للكهرباء واستخراج الفوسفات. وتحتفظ قواتها وحلفاؤها بالسيطرة الفعلية على الجبهة الشرقية لسوريا مع العراق، حيث يُشتبه في وجود وحدات من فيلق القدس الإيراني، وعلى حدود سوريا الغربية مع لبنان. ويسمح هذا الممر لطهران بنقل الأشخاص والبضائع والمعدات العسكرية عبر عدة دول، مما أثار قلقا بالغا في إسرائيل، التي نفذت هجمات جوية ضد القوات الإيرانية وحلفائها في سوريا.

"قسد" تعتقل عشرات الأشخاص على صلة بداعش في مخيم الهول

القوات الكردية عثرت في المخيم "على أربعة خنادق" وألقت القبض على "27 مشتبها به"

مخيم الهول (سوريا) – فرانس برس.... أوقفت القوات الكردية في شمال شرقي سوريا عشرات الأشخاص على صلة بتنظيم داعش في مخيّم الهول للاجئين، وفق ما كشف مسؤول كردي. ويقع هذا المخيم، الخاضع لإدارة قوات سوريا الديمقراطية "قسد" التي يعدّ الأكراد عمودها الفقري، على بعد أقل من 10 كيلومترات من الحدود العراقية. ويضم هذا المخيم الذي يعاني من اكتظاط وسوء حال نحو 56 ألف شخص، من بينهم 10 آلاف أجنبي، بحسب معطيات الأمم المتحدة، هم بغالبيتهم أقرباء لعناصر من تنظيم داعش ونازحون سوريون ولاجئون عراقيون. وتهدف هذه العملية التي أطلقتها القوات الكردية الخميس إلى "اعتقال العقول المدبرة لداعش في هذا المخيم والذين يقومون بعمليات إرهابية، بالإضافة إلى أخذ البصمات والحصول على الإحصائية الجديدة للقاطنين في المخيم" على ما قال سيامند علي من وحدات حماية الشعب الكردية أبرز فصائل قوات سوريا الديمقراطية لوكالة "فرانس برس". وقال علي من مخيم الهول حيث عُثر "على أربعة خنادق" إنه "تم إلقاء القبض على 27 مشتبها به". وأوضح قائلاً: "بدأت قواتنا بإزالة الخيم الفارغة ضمن المخيم حيث يستخدمها داعش خلال هجماته. وبدأت قواتنا بتسجيل أسماء القاطنين.. وأخذ البصمات". وانتشرت القوات الكردية على نطاق واسع في المخيم، اليوم الجمعة، بحسب ما أفاد مراسلو وكالة "فرانس برس". ووصفت وحدات حماية الشعب الكردية في بيان مخيم الهول ببيئة "تتخفّى فيها الخلايا الإرهابية وتستغلها للقيام بعملياتها". ومنذ العام 2014، سيطر تنظيم داعش على مناطق واسعة في العراق وسوريا قبل أن تتم هزيمته في العامين 2017 و2019 تباعاً.

سوريا.. عمليات تصفية تستهدف "القادة الأوائل" للحراك المسلح بدرعا

الحرة...ضياء عودة – إسطنبول... الزعبي قتل مباشرة بعد لقاء مع رئيس فرع الأمن العسكري في درعا

ما تزال حوادث الاغتيال التي ينفذها "مسلحون مجهولون" مستمرة في محافظة درعا السورية جنوبي البلاد، فيما يشير نشطاء حقوقيون وإعلاميون إلى أنها باتت تتخذ "منحى جديدا"، مستهدفة "القادة الأوائل" للحراك المسلح، الذي تبع السلمي، قبل أكثر من عشر سنوات. منتصف ليلة الخميس – الجمعة وبينما كان القيادي السابق في المعارضة، "خلدون بديوي الزعبي" عائدا من "جلسة" جمعته مع رئيس فرع "الأمن العسكري" التابع للنظام السوري، لؤي العلي استهدفه مسلحون "مجهولون" على طريق عام مع عدد من عناصره، ما أسفر عن مقتله على الفور. ويعتبر الزعبي من أبرز القادة السابقين في "الجيش الحر" سابقا بالجنوب السوري، وكان قاد خلال الأيام الماضية المفاوضات مع النظام السوري، والمتعلقة بمدينة طفس في الريف الغربي، وذلك بعدما شنت قوات الأخير حملة أمنية وعسكرية ضدها، بذريعة البحث عن "مطلوبين". وجاءت حادثة اغتياله مع 3 من عناصر مرافقته، بعد عشرة أيام من حادثة مماثلة، أسفرت عن مقتل الشيخ "فادي العاسمي"، وهو اسم لطالما تردد أيضا منذ بدايات "الحراك المسلح في درعا". وكان العاسمي من قادة "الحراك الثوري" في مدينة داعل، ومن ضمن وفد درعا الذي التقى رئيس النظام السوري، بشار الأسد بداية الثورة السورية، ثم شارك في العمل العسكري ضمن "فصيل جيش المعتز" (أحد أبرز فصائل الجبهة الجنوبية سابقا). وبعد اتفاق "التسوية" في عام 2018 اعتقله النظام السوري أربعة أشهر، ليتجه بعد الإفراج إلى المشاركة في جلسات التفاوض مع الأخير والجانب الروسي، وذلك ضمن سلسلة "الاتفاقيات" التي شهدتها مناطق متفرقة في الجنوب السوري. وتكشف حادثتا الزعبي والعاسمي أن "قادة الحراك المسلح الأوائل في الجنوب السوري" باتوا هدفا لعمليات الاغتيال، والتي يسجل قسم كبير منها "ضد مجهول"، بينما تتوجه أصابع الاتهام في أخرى إلى أجهزة الأمن التابعة للنظام السوري.

"نيران الحرب لم تفارقهم"

ولمحافظة درعا في الجنوب السوري "حالة استثنائية" تميزها عن باقي المناطق التي شهدت توقيع "اتفاقيات تسوية"، برعاية الجانب الروسي. وعلى عكس المناطق المحيطة بالعاصمة السورية دمشق، وصولا إلى ريف محافظة حمص وسط البلاد اتخذ الكثير من قادة المعارضة فيها قرارا بالبقاء في المناطق التي كانوا يسيطرون عليها، رافضين الخروج إلى مناطق الشمال السوري. وبذلك بات هؤلاء القادة ضمن مناطق تخضع بالاسم لسيطرة النظام السوري، وعلى الرغم من عزوفهم عن تنفيذ العمليات العسكرية كما كانت في أوجها قبل 2018، إلا أن "نيران الحرب" لم تفارقهم، ليتحولوا إلى أهداف لمسلحين "مجهولين". يقول عمر الحريري، وهو ناشط وعضو مكتب حقوقي يهتم بتوثيق أعداد الضحايا والقتلى في درعا، منذ سنوات طويلة إن "الاغتيالات لم تتوقف منذ عام 2018 في المحافظة، "لكن يبدو أنها تحولت الآن لاستهداف أشخاص مقصودين"، ولاسيما بعد التطورات الأخيرة التي شهدتها مدينة طفس. و"في الغالب يعمل النظام السوري على تحييد تيار محدد من المؤثرين في ساحة البلدة المذكورة"، كون طفس مدينة "استثنائية" قياسا بباقي مناطق درعا، موضحا: "يوجد فيها مسلحين من المعارضة، وقادة مؤثرين. هؤلاء بقوا بعد اتفاق التسوية". وعقب صلاة الجمعة شيع العشرات من أبناء طفس "خلدون الزعبي"، وكان جثمانه ملفوفا بـ"علم الثورة السورية"، وهو ما اتبع أيضا بتشييع "فادي العاسمي"، قبل عشرة أيام. وهذا المشهد يعتبر "مفارقة" تضاف إلى حالة درعا "الاستثنائية"، والتي تصنف بالصورة العامة، ضمن مناطق سيطرة النظام السوري، وحليفته روسيا. يضيف الحريري لموقع "الحرة": "فكرة النظام السوري باتت واضحة. هو يريد إزاحة الأسماء المؤثرة ذات التاريخ القديم في الحراك المسلح في الجنوب السوري". سيناريو اغتيال "الزعبي" كان قد حصل إلى حد قريب جدا قبل عامين، عندما استهدف مسلحون القيادي السابق في المعارضة "أدهم الكراد"، بينما كان عائدا أيضا من اجتماع جمعه مع مسؤولين أمنيين في النظام السوري، بالعاصمة دمشق. ويعد الكراد من أبرز الشخصيات العسكرية التي كانت في صفوف "الجيش الحر"، أثناء سيطرة الفصائل على الجنوب السوري، قبل سيطرة النظام وروسيا عليها، بموجب اتفاق "التسوية". وبعد هذا الاتفاق كان قد استمر في انتقاده لسياسة النظام السوري وروسيا في درعا، محملا إياهم مسؤولية الانفلات الأمني والاغتيالات، وعدم تنفيذهم بنود الاتفاق، من إطلاق سراح المعتقلين وعدم ملاحقة القياديين الذين وافقوا على "التسوية".

"اتهام ولا تعليق"

ونادر ما تخرج تعليقات من جانب النظام السوري بشأن حالة الفلتان الأمني التي تعيشها درعا، والمتمثلة بعمليات اغتيال ينفذها مسلحون شرقا وغربا وجنوبا وشمالا. وتواصل موقع "الحرة" مع عمر رحمون الناطق باسم "لجان المصالحة في سوريا"، لكنه لم يقدم أي تعليقات، كونه "غير مطلع على تفاصيل ما يجري في الجنوب السوري"، وذلك في رده على سؤال يتعلق بحادثة اغتيال "الزعبي"، والاتهامات الموجهة لرئيس فرع "الأمن العسكري"، لؤي العلي. ويشير الناشط الحقوقي الحريري إلى أن "توقيت اغتيال الزعبي ومكان تنفيذ العملية لا يترك أي مجال للشك بأن قوات النظام السوري هي من تقف وراءها". ويقول: "بالاستناد إلى التوقيت والمكان تشير كل الأصابع إلى النظام السوري في عملية التصفية". وذلك ما يؤكده الناشط الإعلامي، أيمن أبو محمود، موضحا أن "اغتيال الزعبي ومرافقيه بعد اجتماع أمني مع العميد لؤي العلي رئيس فرع الأمن العسكري بمدينة درعا". وكان "العلي" قد دعاهم في وقت سابق للتفاوض بشأن المنطقة الغربية من درعا، كما دعاهم من أجل "التحقق من استكمال تنفيذ البنود التي تم الاتفاق عليها بين الطرفين، والتي أنهت التصعيد العسكري في مدينة طفس قبل أيام". ويضيف الناشط وهو ناطق باسم فريق "تجمع أحرار حوران": "الزعبي والوفد المرافق كان يستقل ثلاث سيارات، إذ تعرضت لإطلاق قذيفة RPG تلاها إطلاق نار واشتباك استمر قرابة نصف ساعة، للتأكد من مقتلهم جميعا". ويشير الناشط في حديث لموقع "الحرة" إلى أن "المنطقة التي تم بها الاستهداف تخضع بشكل كامل لسيطرة قوات النظام. في منطقة المفطرة الواقعة بين بلدة اليادودة وحي الضاحية في مدخل مدينة درعا". "في الفترة الأخيرة وربما سنشهد في القادمة تركيزا على تصفية الشخصيات المؤثرة في درعا، وذلك أكثر من أي وقت مضى". ويعتبر الناشط الإعلامي أن "اغتيال الشخصيات المؤثرة سيؤدي إلى الدخول بنفق مظلم بالنسبة لأفراد هذه المجموعات، التي يديرها القياديون".

"حاضنة وتأثير"

في غضون ذلك تحدث "المرصد السوري لحقوق الإنسان" أن القيادي "الزعبي" عمل بعد اتفاق "التسوية" ضمن فصيل محلي في طفس، ويضم أبرز المطلوبين للنظام السوري، و"الرافضين للوجود الإيراني وحزب الله اللبناني في درعا". ويتهم القيادي، وفق تقرير المرصد، الجمعة، بقتل أحد الضباط الإيرانيين في هجوم سابق على منطقة الري في المحافظة. ووفقاً لـ"المرصد السوري"، فقد وثق منذ بداية مطلع شهر يناير الماضي 369 استهدافا في محافظة درعا، جميعها جرت بطرق وأساليب مختلفة. وأسفرت هذه الاستهدافات عن مقتل: 146 من المدنيين بينهم 4 سيدات و5 أطفال، و 127 من العسكريين تابعين للنظام والمتعاونين مع الأجهزة الأمنية وعناصر "التسويات". إضافة إلى 20 من المقاتلين السابقين ممن أجروا "تسويات" ولم ينضموا لأي جهة عسكرية بعدها، و2 عناصر سابقين بتنظيم "داعش"، و7 مجهولي الهوية و4 عناصر من الفيلق الخامس والمسلحين الموالين لروسيا. ويرى الناشط الحقوقي، عمر الحريري أنه وبمقتل "الزعبي" الذي ينحدر من مدينة طفس، "لن يسد مكانه أي شخص آخر في مشهد المنطقة ككل". "الزعبي وقبله العاسمي هما من ثوار 2011 بمعنى الكلمة. قادوا الفصائل العسكرية منذ اليوم الأول للحراك المسلح، وقدموا الكثير. خلدون له 5 إخوة شهداء وهو السادس اليوم". ويضيف الحريري: "خلال العامين الماضيين بنوا ثقة وحاضنة وتأثير، وهم من القلة التي لم تغير موقفها بعد سيطرة النظام السوري على المنطقة بموجب اتفاقيات التسوية"، مؤكدا "لا أظن أن الزعبي وافق أن يلتقي قبل اغتياله مع رئيس الأمن العسكري، إلا في مسعى منه لتحييد هجوم كان من واضحا أنه سيحصل في طفس".



السابق

أخبار لبنان..«حزب الله» يهدد إسرائيل ويكثف هجومه على الولايات المتحدة.. بعبدا تحضّر للانقلاب على الطائف.. و«الثنائي» لحكومة تُبعد المخاطر الدستورية والأمنية..أسبوع حكومي "حاسم": هل تخرج مراسيم التأليف من "حارة حريك"؟..مخاوف في لبنان من رفض عون مغادرة القصر الجمهوري بعد انتهاء ولايته.. نواب يلوّحون بمقاطعة جلسة الانتخاب لمنع وصول رئيس مقرب من «حزب الله».. «فيروس غامض» يتهدد السجناء في لبنان..صفر كهرباء خلال أسبوعين؟..

التالي

أخبار العراق..مجددا.. التيار الصدري يطالب القضاء بحل البرلمان العراقي.. ترقب لقرار «الاتحادية» بشأن حل البرلمان..ومفاجأة الصدر التالية.. «الإطار التنسيقي» يستعجل استثمار «زلة» الصدر.. انفجار عبوة ناسفة بسيارة دبلوماسية أسترالية في بغداد.. الأعرجي يبحث مع السفير التركي الاوضاع الأمنية والسياسية في المنطقة..

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,353,724

عدد الزوار: 6,946,484

المتواجدون الآن: 61