أخبار وتقارير.. الحرب الروسية على اوكرانيا..المحيط المباشر لروسيا من لينين إلى بوتين (تحليل عسكري).. الغرب يزود أوكرانيا بأسلحة جديدة.. أوكرانيا: مقتل 30 ألف جندي روسي منذ بداية الحرب.. بوتين: مستعدون لمناقشة استئناف شحن الحبوب الأوكرانية..روسيا تقصف عدة مدن في الشرق وتحاول تطويق القوات الأوكرانية.. صادرات الحبوب الأوكرانية من أولويات القمة الأوروبية غداً..واشنطن لا تنفي ولا تؤكد تسليم كييف راجمات صواريخ..إطلاق سراح فوساكو شيغينوبو مؤسسة الجيش الأحمر من سجنها في اليابان..مبادرة أسترالية للتعاون مع «جزر المحيطين» في مواجهة الصين.. الحرية والخوف وجذور نشأة ثقافة السلاح في الولايات المتحدة..

تاريخ الإضافة الأحد 29 أيار 2022 - 6:58 ص    عدد الزيارات 1528    التعليقات 0    القسم دولية

        


المحيط المباشر لروسيا من لينين إلى بوتين (تحليل عسكري)...

الشرق الاوسط... كتب المحلّل العسكري.. قد يمكن القول عن روسيا إنها المشروع الذي لم ينتهِ بعد. فهي في حركية جيوسياسية دائمة. تدق على أبواب أوروبا باستمرار، وفي أغلب الأوقات للمقارعة والصراع، وحتى الحرب. وإذا ما تراجعت في بعض الأحيان وانكفأت، فإنما هي مرحلة الاستعداد للانقضاض مجدداً. ترفض روسيا الحضارة الغربية، وتنادي بالأوراسية على أنها حضارة خاصة بها. ومع أن التاريخ يقول إنها فعلاً كانت تنظر إلى الشرق، لكن قلبها كان في الغرب، والأكيد أنها كانت تحسد الغرب. سعى بطرس الأكبر إلى تغريب روسيا، فألزم الرجال بحلق ذقونهم. وقادت كاترين الكبرى الإصلاح في روسيا، فعدلت القوانين، وقارعت مفكري الغرب، وعلى رأسهم فولتير. وارتكزت الثقافة الروسية في وقت من الأوقات على المثلث التالي: الأوتوقراطية، الأرثوذكسية والقومية. وقالت كاترين الكبرى إن أفضل طريقة لتحقيق الأمن القومي الروسي هي عبر التوسع. وفي عهدها قُسمت بولندا مرتين، كما استردت شبه جزيرة القرم من السلطنة، وهي التي أسست الأسطول البحري الروسي في البحر الأسود. وكتب مفكرو الغرب كثيراً في الجيوسياسة، وعلى رأسهم هالفورد ماكندر. وفي كل ما كتبوا، كانت روسيا محور النظريات. ففي نظرية هالفورد ماكندر حول قلب العالم (Heartland)، تشكل روسيا والسهل الأوراسي المحور الأساسي للصراع العالمي. فمن يسيطر على أوروبا الشرقية يسيطر على «الهارتلاند»، وبالتالي يسيطر على العالم. ورد المفكر الأميركي نيكولا سبايكمان بنظرية «الريملاند»، أي المحيط الجغرافي الذي يطوق «الهارتلاند». وحسب سبايكمان، من يسيطر على «الريملاند» يسيطر على «الهارتلاند»، وبالتالي يسيطر على العالم. من هنا نظرية الاحتواء الأميركية للاتحاد السوفياتي خلال الحرب الباردة.

- هل تبدلت هذه النظريات؟

في الجوهر كلا، لكن الظروف أصبحت مختلفة. فما أهم المسلمات الجيوسياسية لروسيا؟

> الحفاظ على مناطق عازلة في كل من: القوقاز، الشرق، والأهم في أوروبا الشرقية. فعلى الحدود الغربية لروسيا، أي ما يُسمى بالمحيط المباشر لا توجد خيارات كثيرة للدول في هذه المنطقة، فإما هي تابعة، وإما عدو وجب تدميره.

> الإمساك بيد من حديد بدولة فيها 11 منطقة زمنية من الشرق إلى الغرب. من هنا تأتي أهمية الأجهزة الاستخباراتية الروسية.

> وأخيراً وليس آخراً، السعي الدائم للوصول إلى المياه الدافئة.

إسقاط نظريات القرن العشرين على القرن الحادي والعشرين

بغض النظر عن العلاقات التاريخية بين أوكرانيا وروسيا، تندرج الحرب على أوكرانيا من ضمن جوهر المسلمات الجيوسياسية لروسيا، خصوصاً المحيط المباشر؛ إذ لا تبعد كييف عن موسكو أكثر من 850 كلم، ودون عوائق جغرافية تذكر. وهي، أي أوكرانيا، الممر الروسي إلى المياه الدافئة، من البحر الأسود إلى المتوسط. وأخيراً وليس آخراً، تلامس أوكرانيا خط «الريملاند» الذي نظر له سبايكمان. وبعد توسع «الناتو»، انخرطت كل دول المحيط المباشر في الحلف الأميركي، فتحققت نظرية ماكندر حول السيطرة على أوروبا الشرقية، الأمر الذي يهدد الأمن القومي الروسي بشكل مباشر، إذ غابت المنطقة العازلة التي وضعها العقل الروسي الجيوسياسي في مسلماته. لكن الأمر المستجد بعد الحرب على أوكرانيا هو سعي دول كانت تُعتبر محايدة في الصراع بين الغرب والشرق، للانضمام إلى حلف «الناتو»، أي فنلندا والسويد. ولكل من هذه الدول تاريخ من الصراعات الدموية مع روسيا.

- ماذا يعني الانضمام بميزان النظريات الجيوسياسية أعلاه؟

الانضمام يعني استكمال الطوق، أو بالأحرى «الريملاند» على روسيا، وذلك بإضافة خطوط تماس جديدة تقارب الـ1333 كلم. ويعني ذلك أن بحر البلطيق، وهو ممر بحري أساسي لروسيا إلى الأطلسي، أصبح بحيرة تابعة لـ«الناتو»، خصوصاً إذا انضمت السويد التي تسيطر على قلب بحر البلطيق عبر جزيرة غوتلاند. هذا عدا سيطرة الدنمارك، وهي دولة في «الناتو» أيضاً، على مخرج بحر البلطيق. وبذلك يكون الممر الثاني لروسيا إلى المياه الدافئة قد أصبح خارج سيطرتها بالكامل. لكن الأهم والأخطر على روسيا في انضمام كل من فنلندا والسويد، هو أن أوروبا ستصبح بالكامل تحت عباءة القوة المُديرة، أي أميركا. وبذلك، تصبح آلية التعامل مع المشاكل الأوروبية آلية مماسة ضمن معاهدة حلف «الناتو»، حيث الثقل لأميركا، لتنصرف أميركا بعدها إلى منطقة الصراع الثانية مع الصين، الحليف الدائم لروسيا، أي منطقة الإندو - باسفيك. في الختام، يقول المؤرخ الاسكتلندي نيال فيرغسون عن كيسنجر: «إنه وعى شيئاً غاب عن الدبلوماسيين الآخرين بشكل كامل، ألا وهو التاريخ، وكيفية تطبيقه على الحاضر». ويقول التاريخ في هذا الإطار، إن ألمانيا ساعدت فلاديمير لينين للعودة من منفاه السويسري إلى روسيا، وذلك على متن قطار يمر عبر كل من السويد وفنلندا، وحتى مدينة بطرسبرغ، أي عبر المحيط المباشر.

بعيدة المدى.. الغرب يزود أوكرانيا بأسلحة جديدة..

الخليج الجديد.. المصدر | وكالات.... قال وزير الدفاع الأوكراني "أوليكسي ريزنيكوف"، السبت، إن أوكرانيا بدأت في تلقي صواريخ "هاربون" المضادة للسفن من الدنمارك، ومدافع "هاوتزر" ذاتية الدفع من الولايات المتحدة، مضيفا أن الأسلحة ستدعم القوات التي تتصدى للغزو الروسي. وكتب "ريزنيكوف"، على صفحته على "فيسبوك": "صواريخ هاربون لن تعزز الدفاع عن سواحل بلادنا فحسب بل ستستخدمها أيضا فرق أوكرانية مدربة". وأشار إلى أن صواريخ هاربون المضادة للسفن سيتم تشغيلها إلى جانب صواريخ نبتون الأوكرانية للدفاع عن سواحل البلاد بما في ذلك ميناء أوديسا الجنوبي. كانت روسيا قد فرضت بعد بدء غزوها لأوكرانيا في 24 فبراير/شباط حصارا بحريا على الموانئ الأوكرانية، مما أعاق صادرات الحبوب الحيوية. كما استخدمت أسطولها في البحر الأسود، لشن هجمات صاروخية على أوكرانيا، التي بدأت منذ ذلك الحين في تلقي المساعدات العسكرية الغربية. وقال "ريزنيكوف"، إن إمدادات صواريخ هاربون جاءت نتيجة تعاون بين عدة دول، مشيرا إلى إن الشحنات من الدنمارك تمت "بمشاركة أصدقائنا البريطانيين". من جانبه، قال وزير الدفاع الأمريكي "لويد أوستن"، الاثنين، إن الدنمارك ستزود أوكرانيا أيضا بقاذفة صواريخ هاربون وصواريخ. وفي وقت سابق، قال مسؤولون أمريكيون ودبلوماسيون، إن واشنطن تدرس تزويد كييف بمنظومة صاروخية يمكن أن يصل مداها إلى مئات الكيلومترات وإنها تبحث مع كييف خطر التصعيد إذا ما قصفت أماكن في العمق الروسي. وذكر مسؤول أمريكي، طالبا عدم نشر هويته: "لدينا مخاوف حيال التصعيد ومع ذلك لا نريد وضع حدود جغرافية أو تقييد أيديهم بشدة بالأشياء التي نقدمها لهم". وفي الشهر الماضي، قال مسؤول عسكري أمريكي كبير، إن الجيش الأمريكي بدأ في تدريب عدد صغير من القوات الأوكرانية على استخدام مدافع هاوتزر، مضيفا أن "التدريب يجري خارج أوكرانيا". من جانبه، أوضح "ريزنيكوف" أن أوكرانيا تلقت أيضا مجموعة من قطع المدفعية الثقيلة، منها مدافع "هاوتزر" الأمريكية المعدلة ذاتية الدفع من طراز إم 109، والتي ستتيح للجيش الأوكراني ضرب أهداف من مسافات أبعد. وتقول أوكرانيا إنها تريد الحصول على شحنات قاذفات صواريخ متعددة بعيدة المدى من طراز إم 270 أمريكية الصنع واستخدامها لصد القوات الروسية في شرق البلاد. وكان وزير الخارجية الروسي "سيرجي لافروف"، قد حذر الغرب من أن تزويد أوكرانيا بأسلحة قادرة على ضرب الأراضي الروسية سيشكل "خطوة جدية نحو تصعيد غير مقبول"، وفقا لتصريحات نقلها موقع الخارجية الروسية، الخميس.

بوتين يوقع قانونا يسمح بزيادة تعداد الجيش الروسي

المصدر | الخليج الجديد... وقع الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين"، السبت، قانونا يلغي الحد الأقصى لسن التحاق الروس والأجانب بالجيش كمتعاقدين؛ ما يسمح بزيادة تعداد جيش بلاده. أفادت بذلك وكالة الأنباء الروسية الحكومية "تاس"، دون تقديم المزيد من التفاصيل. وكان مجلس الدوما الروسي (البرلمان) أقر هذا القانون، الأربعاء الماضي. وينص القانون على أن هناك حاجة لـ"المتخصصين الأكثر احترافية"، الذين تبلغ أعمارهم عادة 40 عاما أو أكثر لتشغيل الأسلحة الدقيقة. وقال رئيس لجنة الدفاع بمجلس الدوما "أندريه كارتابولوف" إن هذا الإجراء سيجعل من الأسهل توظيف أشخاص لديهم "تخصصات حسب الطلب". وأشار وصف القانون على موقع البرلمان على الإنترنت إلى أن المجندين الأكبر سنا يمكن أن يكونوا مناسبين لتشغيل أسلحة دقيقة أو العمل بوظائف هندسية أو طبية. وقبل إقرار هذا القانون، كان بإمكان الروس الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 40 عاما والأجانب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 30 عاما، الانخراط بصفوف الجيش. وتأتي التغييرات في القانون وسط خسائر فادحة في صفوف الروس في أوكرانيا؛ حيث تشن موسكو ما تسميه "عملية عسكرية خاصة" منذ 24 فبراير/شباط الماضي. وأثبتت الحرب التي شنتها روسيا على جارتها أوكرانيا أنها أكثر صعوبة مما توقعه الكثيرون؛ ما عزز التكهنات بأن موسكو قد تفرض تجنيدا أوسع نطاقا.

فلاديمير بوتين يفكر بمهاجمة كييف مجدداً مع تقدم قواته بدونباس

أبدى استعداده لتصدير الحبوب من أوكرانيا «بلا قيود» وطالب ماكرون وشولتس بوقف إمدادات السلاح

الجريدة... مع تقدم قواته في شرق أوكرانيا كشفت تقارير أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي أبدى في محادثة ثلاثية مع الرئيس الفرنسي والمستشار الألماني، استعداده للسماح بتصدير الحبوب من أوكرانيا، قد يعيد مهاجمة كييف مجدداً بعد أن عدل سابقاً عن هذه الخطوة. قال حاكم إقليم لوغانسك في منطقة دونباس شرق أوكرانيا أن قوات روسية دخلت مدينة سيفيرودونيتسك الإستراتيجية، بعد محاولة استمرت أياما لمحاصرة القوات الأوكرانية، وذلك في ظل أكبر تقدم للقوات الروسية في منطقة دونباس منذ بدء الحرب آخر فبراير الماضي. وأضاف الحاكم أن القوات الأوكرانية قد تضطر للانسحاب من المدينة وهي آخر مناطق سيطرتها في الإقليم، من أجل تجنب تطويقها أو وقوع عناصرها في الأَسر مع التقدم السريع الذي تحققه القوات الروسية بالمنطقة الشرقية. جاء ذلك، بعدما أكد الجيش الروسي كذلك سيطرته على بلدة ليمان الاستراتيجية في إقليم دونيتسك نفسه والتي تعتبر معبراً إلى مدينتَي سلوفيانسك وكراماتورسك الرئيسيتين. ولم تقرّ هيئة الأركان الأوكرانية بسقوط البلدة، لكنها اعترفت بأن قواتها «واجهت انتكاسات شديدة في معركة الاحتفاظ بالسيطرة على ليمان، مما دفع بالقوات الأوكرانية إلى التفكير في انسحاب استراتيجي في بعض خطوط الجبهة في هذه المنطقة، لتجنب محاصرتها». وربما يُقرّب هذا الانسحاب، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من هدفه المعلن المتمثل في السيطرة على منطقتي دونيتسك ولوغانسك بالكامل، لكن مصادر مقربة من الكرملين قالت لموقع «ميدوزا» الإخباري المستقل في لاتفيا أن التقدم في الشرق قد دفع بوتين للتفكير في شن هجوم جديد على العاصمة الأوكرانية كييف التي انسحبت القوات الروسية من محيطها بعد تكبد خسائر. وقال الموقع نقلاً عن مصادر مقربة من الكرملين إن التقدم في الشرق والتوقعات بأن موسكو يمكن أن تكسب حرب استنزاف ضد كييف وحلفائها الغربيين، أحيت الآمال في إدارة بوتين بأن تحقيق «نصر كامل» ممكن في أوكرانيا قبل نهاية العام.

«موعد» انتهاء الحرب

وتعهد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمس الأول ببذل الجهود القصوى للدفاع عن دونباس، وقال إن «الوضع في دونباس صعب جدا»، مؤكدا «نحن نحمي أرضنا ونفعل كل شيء لتعزيز» الدفاع عن هذه المنطقة. وأضاف زيلينسكي «إذا كان المحتلون يعتقدون أن ليمان وسيفيرودونيتسك ستصبحان لهم فهم مخطئون. دونباس ستكون أوكرانية». من ناحيته، أعلن فاديم سكايبيتسكي، ممثل وكالة استخبارات الدفاع التابعة لوزارة الدفاع الأوكرانية، أن «الرئيس الروسي بوتين، لا ينوي التخلي عن خططه للاستيلاء على أوكرانيا، لذلك من المحتمل أن تستمر الأعمال العدائية حتى نهاية العام».

تغيير المواقف

وطلب المستشار الألماني أولاف شولتس والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، أمس، من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال اتصال هاتفي معه، إجراء «مفاوضات مباشرة جدية» مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. وفي اتصال دام 80 دقيقة، شدّد شولتس وماكرون على ضرورة «وقف إطلاق نار فوري وانسحاب القوات الروسية» من أوكرانيا، بحسب بيان صدر عن المستشارية الألمانية. ودعا المسؤولان أيضًا بوتين إلى إجراء «مفاوضات مباشرة جدية مع الرئيس الأوكراني وإلى ايجاد حلّ دبلوماسي للنزاع». في المقابل، قال بوتين خلال الاتصالين أنه على «استعداد» للمساعدة في تصدير الحبوب «بلا قيود» من أوكرانيا، محذراً في الوقت نفسه من «زعزعة» أكبر للوضع في حال استمرار تسليم الأسلحة الغربية لكييف. في غضون ذلك، كشفت، أمس، صحيفة «نيوزويك»، أن ألمانيا وإيطاليا وفرنسا بدأت إعادة النظر في موقفها من أوكرانيا لمصلحة إنهاء الأعمال القتالية في أقرب وقت ممكن. وشددت الصحيفة الأميركية، على أن هذه الدول، تشعر بقلق متزايد إزاء انتهاء الأعمال العدائية في أوكرانيا قريباً». وأشارت إلى بيان وزير الخارجية الأميركي السابق هنري كيسنجر، الذي دعا كييف لبدء مفاوضات مع موسكو في الأشهر المقبلة لتجنّب الصدمات التي سيكون من الصعب التغلب عليها. وأضافت: «قد يسخر زيلينسكي من فكرة وقف النار، ولكن مع استمرار القتال، لا يمكنه تجاهل مثل هذا السيناريو الذي سيبدأ فيه بعض القادة الغربيين، الذين هم الآن مؤيدون مخلصون لأوكرانيا، في إعادة النظر في سياساتهم».

اختبار صاروخي ومناورة

وفي وقت أفادت شبكة CNN، بأن الحكومة الأمريكية تدرس إرسال منصات صواريخ متعددة بعيدة المدى إلى أوكرانيا، أعلن الجيش الروسي، أمس، أنه نفذ بنجاح تجربة جديدة لصاروخ «كروز» فرط صوتي (اسرع من الصوت) من طراز «زيركون». وأفادت وزارة الدفاع في بيان بأن الصاروخ «زيركون» أطلق من فرقاطة الأدميرال غورشكوف في بحر بارنتس في اتجاه هدف في مياه البحر الأبيض في المنطقة القطبية الشمالية. وأضاف البيان أن الهدف الواقع على مسافة ألف كلم «استهدف بنجاح». على صعيد آخر، أعلنت وزارة الدفاع البريطانية في تغريدة على حسابها على «تيوتر»، أمس، أن قواتها المسلحة ستشارك في مناورة «الاستجابة السريعة»، وهي مناورة بقيادة الولايات المتحدة تشهد تدريب 17 دولة شريكة من جميع أنحاء أوروبا الشرقية. وذكرت شبكة «سكاي نيوز» البريطانية، أن عملية نشر القوات البريطانية، التي تعد الأكبر من نوعها منذ انتهاء الحرب الباردة قبل 3 عقود، ستشهد أيضا نشر قوات إضافية في دول أخرى في أوروبا مثل فنلندا وشمال مقدونيا.

أوكرانيا: مقتل 30 ألف جندي روسي منذ بداية الحرب

الراي.. أعلنت هيئة الأركان العامة الأوكرانية، اليوم السبت، مقتل 30 ألف جندي روسي منذ اندلاع الحرب بين البلدين، أواخر فبراير الماضي. وقالت الهيئة في بيان، إن نحو 250 جندي روسي قتلوا خلال الساعات الـ24 الماضية، ليرتفع إجمالي قتلى الجنود الروس خلال الحرب إلى 30 ألفا. وأضاف البيان أن القوات الأوكرانية دمرت، منذ بداية الحرب، 207 طائرات و174 مروحية و1330 دبابة و3258 عربة مدرعة، و628 مدفعية و 203 قاذفات صواريخ و 93 نظام دفاع جوي. وأوضح أن روسيا خسرت أيضا 2226 مركبة و13 سفينة وزورقًا خفيفًا و 503 طائرات بدون طيار إلى جانب 116 صاروخ كروز. الجدير بالذكر أن الإحصاءات الروسية لجنودها القتلى أقل بكثير من الأرقام الأوكرانية. ومنذ 24 فبراير الماضي، تشن روسيا هجوما عسكريا في جارتها أوكرانيا، ما خلف أزمة إنسانية، وأضر بقطاعي الغذاء والطاقة على مستوى العالم، ودفع عواصم عديدة إلى فرض عقوبات اقتصادية ومالية وديبلوماسية على موسكو.

بيلاروسيا تعتزم إنشاء ميليشيات لتعزيز الدفاع

الراي... تعتزم بيلاروسيا إنشاء ميليشيات لزيادة عدد المدافعين عن البلاد، حسبما أعلن وزير الدفاع فيكتور خرينين أمس الجمعة. وقال خرينين، خلال مؤتمر سنوي للأمن القومي والتدريب على الدفاع، إن الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو أعطى الأمر بإنشاء ميليشيات. وقال رئيس اللجنة التنفيذية لمنطقة غرودنو فلاديمير كارانيك، إن الميليشيات يمكنها الدفاع عن الأشياء المهمة، لتحرر بذلك الجيش من هذه الوظائف وتسمح للجيش بتنفيذ مهام قتالية. عُقد المؤتمر السنوي للأمن العسكري والدفاع الوطني يوم الجمعة، بمشاركة شخصيات مثل رؤساء اللجان التنفيذية والمفوضين العسكريين للمناطق في البلاد. وذكر المكتب الصحافي لوزارة الدفاع البيلاروسية أن عينات من أسلحة ومعدات خاصة تستخدمها القوات البيلاروسية عُرضت خلال المؤتمر الذي عقد لإعطاء المشاركين فهما أفضل للعمليات العسكرية في الصراعات المسلحة الحديثة.

غازبروم الروسية تواصل شحن الغاز إلى أوروبا عبر أوكرانيا

الراي... قالت شركة غازبروم الروسية لإنتاج الغاز، اليوم السبت، إن إمداداتها من الغاز إلى أوروبا عبر أوكرانيا من خلال نقطة دخول سودجا بلغت 43.96 مليون متر مكعب بزيادة طفيفة عن 43.6 مليون متر مكعب أمس الجمعة. وأضافت غازبروم أن أوكرانيا رفضت طلبا لتوريد الغاز عبر نقطة دخول رئيسية أخرى هي سوخرانوفكا.

الجيش الروسي يؤكد السيطرة على بلدة ليمان الأوكرانية

الراي... أكد الجيش الروسي، اليوم السبت، سيطرته على بلدة ليمان الاستراتيجية في شرق أوكرانيا والتي تعتبر معبرا إلى مدينتَي سلوفيانسك وكراماتورسك الرئيسيتين. وقالت وزارة الدفاع في بيان "عقب العمليات المشتركة لوحدات ميليشيا جمهورية دونيتسك الشعبية والقوات المسلحة الروسية، حررت بلدة ليمان تماما من القوميين الأوكرانيين" مؤكدة إعلانا في اليوم السابق للانفصاليين الموالين لموسكو.

سفينة تستعد لنقل معادن من «ماريوبول» إلى روسيا وكييف تصفه بالنهب

الراي... ذكرت وكالة تاس للأنباء، اليوم السبت، أن سفينة دخلت ميناء مدينة ماريوبول الأوكرانية للمرة الأولى منذ أن استكملت روسيا سيطرتها على المدينة، لتحميل معادن وشحنها شرقا إلى روسيا، في خطوة وصفتها كييف بأنها نهب. وقال متحدث باسم الميناء لوكالة تاس إن السفينة ستحمل 2700 طن من المعادن قبل أن تبحر 160 كيلومترا باتجاه الشرق إلى مدينة روستوف على نهر الدون بروسيا يوم الاثنين. ولم يذكر المتحدث أين أُنتج المعدن. وقالت ليودميلا دينيسوفا، أمينة المظالم المعنية بحقوق الإنسان في أوكرانيا، إن الخطوة الروسية تصل إلى حد النهب. وكتبت على تطبيق المراسلة تيليغرام «يستمر النهب في الأراضي الأوكرانية المحتلة بشكل مؤقت.. بعد سرقة الحبوب الأوكرانية، لجأ المحتلون إلى تصدير المنتجات المعدنية من ماريوبول». وسيطرت روسيا بالكامل على ماريوبول الأسبوع الماضي عندما استسلم أكثر من 2400 مقاتل أوكراني في مصنع آزوفستال المحاصر للصلب على بحر آزوف. وقالت يوم الخميس إن الألغام أزيلت من الميناء وفتح مجددا أمام السفن التجارية.

بوتين: مستعدون لمناقشة استئناف شحن الحبوب الأوكرانية

الراي... قال الكرملين إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أبلغ زعيمي فرنسا وألمانيا، إيمانويل ماكرون وأولاف شولتس، هاتفيا، اليوم السبت، بأن روسيا مستعدة لمناقشة سبل تمكين أوكرانيا من استئناف شحن الحبوب من موانئ البحر الأسود. وتسهم روسيا وأوكرانيا بقرابة ثلث إمدادات القمح العالمية في حين أن روسيا دولة رئيسية مصدرة للأسمدة وأوكرانيا دولة رئيسية مصدرة للذرة وزيت دوار الشمس. وقال الكرملين «من ناحيتها، روسيا مستعدة للمساعدة في إيجاد البدائل لتصدير الحبوب دون عوائق، بما في ذلك تصدير الحبوب الأوكرانية من موانئ البحر الأسود». وأضاف الكرملين أن بوتين أبلغ ماكرون وشولتس أيضا بأن روسيا مستعدة لزيادة صادراتها من الأسمدة والمنتجات الزراعية إذا تم رفع العقوبات المفروضة عليها. وأثار الزعيم الروسي هذا المطلب في محادثات هاتفية مع زعيمي إيطاليا والنمسا خلال الأيام الماضية. واتهمت أوكرانيا والدول الغربية روسيا باستخدام أزمة الأغذية التي تسبب فيها غزوها لأوكرانيا كسلاح مما تسبب في تصاعد أسعار الحبوب وزيوت الطعام والوقود والأسمدة. وأنحت روسيا باللائمة عن هذا الوضع على العقوبات ضدها وتلغيم الموانئ الأوكرانية. وقال الكرملين إن بوتين قال أيضا إن روسيا مستعدة لاستئناف المحادثات مع أوكرانيا. وقال «أعطينا اهتماما خاصا لوضع المفاوضات التي تجمدت بسبب كييف. أكد الرئيس فلاديمير بوتين انفتاح الجانب الروسي على استئناف الحوار».

روسيا تقصف عدة مدن في الشرق وتحاول تطويق القوات الأوكرانية

كييف: «الشرق الأوسط أونلاين»... صعدت القوات الروسية هجومها على مدينة سيفيرودونيتسك الأوكرانية، اليوم (السبت)، بعد أن أعلنت سيطرتها على بلدة ليمان المجاورة، وهي مركز للسكك الحديدية لتواصل هجومها في دونباس بشرق البلاد، في حين تحاول كييف صد الهجوم وتطالب الغرب بإرسال أسلحة بعيدة المدى، وفقاً لوكالة «رويترز» للأنباء. وتشير المكاسب الروسية، وإن كانت بطيئة، في الأيام الماضية، إلى تحول في الحرب التي دخلت الآن شهرها الرابع. ويبدو أن القوات الغازية على وشك السيطرة على كل منطقة لوغانسك بالكامل في دونباس، وهي أحد أهداف الحرب الأكثر تواضعاً التي وضعها الكرملين بعد تخليه عن هجومه على كييف في مواجهة المقاومة الأوكرانية. وقالت وزارة الدفاع الروسية اليوم، إن قواتها والقوات الانفصالية المتحالفة معها تسيطران الآن بشكل كامل على ليمان، موقع تقاطع للسكك الحديدية وتقع غرب نهر سيفرسكي دونيتس في منطقة دونيتسك المجاورة للوغانسك. لكن هانا ماليار نائبة وزير الدفاع الأوكراني قالت إن معركة ليمان مستمرة، حسبما ذكر موقع «زد إن يو إيه» على الإنترنت. وتقع سيفيرودونيتسك على بعد نحو 60 كيلومتراً من ليمان على الجانب الشرقي من النهر، وهي أكبر مدينة في دونباس لا تزال تحت سيطرة أوكرانيا وتتعرض الآن لهجوم عنيف من الروس. وقالت الشرطة الأوكرانية في منشور عبر وسائل التواصل الاجتماعي اليوم: «سيفيرودونيتسك تتعرض لنيران العدو بشكل مستمر». وتقصف المدفعية الروسية أيضاً طريق ليسيتشانسك - باخموت الذي تحتاج روسيا إلى السيطرة عليه، بينما تنفذ مناورة عسكرية لتطويق القوات الأوكرانية، وقالت الشرطة: «وقع دمار كبير في ليسيتشانسك». وقال سيرهي جايداي حاكم منطقة لوغانسك، التي تشكل مع دونيتسك إقليم دونباس، أمس (الجمعة)، إن القوات الروسية دخلت بالفعل سيفيرودونيتسك. وأضاف الحاكم أن القوات الأوكرانية قد تضطر إلى الانسحاب من المدينة لتجنب الوقوع في الأسر. ولم يتضح اليوم (السبت)، ما إذا كانت القوات بدأت الانسحاب، أم لا. ودعا مستشار الرئيس والمفاوض الأوكراني ميخائيلو بودولياك مجدداً إلى تسليم قاذفات الصواريخ المتعددة بعيدة المدى أميركية الصنع. وقال مسؤولون أميركيون لـ«رويترز»، إن إرسال مثل هذه الأنظمة يتم النظر فيه بجدية، ومن المحتمل اتخاذ قرار في الأيام المقبلة. وكتب بودولياك على «تويتر»: «من الصعب القتال عندما تتعرض للهجوم من على بعد 70 كيلومتراً، وليس لديك ما ترد به. باستطاعة أوكرانيا أن تعيد روسيا خلف الستار الحديدي لكننا نحتاج إلى أسلحة فعالة من أجل القيام بذلك». وقال الجيش الأوكراني اليوم (السبت)، إن قواته صدت ثماني هجمات على دونيتسك ولوغانسك في الساعات الأربع والعشرين الماضية. وقالت وزارة الدفاع البريطانية في تقريرها المخابراتي اليومي، إنه إذا نجحت روسيا في السيطرة على هذه المناطق، فمن المرجح أن ينظر الكرملين إلى ذلك على أنه «إنجاز سياسي جوهري» يمكن استخدامه لتبرير الغزو أمام الشعب الروسي. وقال جايداي إن نحو 90 في المائة من المباني في سيفيرودونيتسك تضررت مع تدمير 14 بناية شاهقة الارتفاع في أحدث قصف. وأضاف حاكم لوغانسك أن عشرات من العاملين في المجال الطبي كانوا يقيمون في سيفيرودونيتسك، لكنهم واجهوا صعوبة في الوصول إلى المستشفيات بسبب القصف. ولم يتسنّ لـ«رويترز» التحقق بشكل مستقل من المعلومات. وقال محللون في معهد دراسات الحرب ومقره واشنطن، إنه في حين بدأت القوات الروسية هجمات مباشرة على المناطق المأهولة في سيفيرودونيتسك، فمن المرجح أن تواجه صعوبات في سعيها للسيطرة على المدينة نفسها. وأضافوا: «كان أداء القوات الروسية ضعيفاً في العمليات بالمناطق الحضرية كثيفة السكان طوال فترة الحرب». وواصل الرئيس فولوديمير زيلينسكي نبرة التحدي في خطابه الليلي إلى الشعب الأوكراني. وقال: «إذا اعتقد المحتلون أن ليمان وسيفيرودونيتسك ستكونان لهم، فهم مخطئون. دونباس ستكون أوكرانية». وفي مقابلة تلفزيونية، قال زيلينسكي إنه يعتقد أن روسيا ستوافق على المحادثات إذا تمكنت أوكرانيا من استعادة كل الأراضي التي فقدتها منذ بدء الغزو في 24 فبراير (شباط). ونشر مكتب زيلينسكي المقابلة الكاملة على الإنترنت اليوم (السبت)، بعد بثها على التلفزيون الهولندي أمس (الجمعة). ومع ذلك، استبعد زيلينسكي فكرة استخدام القوة لاستعادة كل الأراضي التي خسرتها أوكرانيا أمام روسيا منذ عام 2014، والتي تتضمن كذلك شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في ذلك العام. وقال: «لا أعتقد أنه يمكننا استعادة كل أراضينا بالوسائل العسكرية. إذا قررنا السير على هذا النحو، فسوف نفقد مئات الآلاف من الناس». وتقول روسيا إنها تشن «عملية عسكرية خاصة» لنزع السلاح من أوكرانيا وتخليصها من القوميين الذين يهددون الناطقين بالروسية هناك. وتقول كييف ودول غربية إن مزاعم روسيا ذريعة كاذبة لشن حرب. وقُتل بسبب الحرب آلاف الأشخاص، منهم كثير من المدنيين، كما نزح عدة ملايين سواء إلى مناطق آمنة داخل البلاد أو إلى الخارج. وقالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية اليوم، إن عدة ضربات روسية أصابت المناطق القريبة والبنية التحتية قرب خاركيف، ثاني أكبر المدن الأوكرانية. وقال مصور لـ«رويترز»، إن محطة للطاقة الشمسية في المنطقة تضررت بشدة بعد هجوم صاروخي على ما يبدو. وفي مسعى لدفع الجهود الدبلوماسية لإيجاد حل لصراع له كثير من التداعيات خارج حدود أوكرانيا، أجرى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتس اتصالاً مشتركاً مع بوتين اليوم (السبت). وقالت فرنسا إن ماكرون وشولتس حثا بوتين على رفع الحصار الروسي عن ميناء أوديسا للسماح بتصدير الحبوب الأوكرانية. وقال الكرملين إن بوتين أبلغهما بأن موسكو مستعدة لمناقشة السبل التي تتيح لأوكرانيا استئناف شحنات الحبوب من موانئ البحر الأسود. وأوكرانيا من المصدرين الرئيسيين للحبوب وتهدد عرقلة صادراتها بحدوث نقص في الغذاء بعدد من البلدان. في غضون ذلك، استمر توريد الأسلحة إلى كييف من حلفائها. وقال وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف اليوم، إن أوكرانيا بدأت في تلقي صواريخ هاربون المضادة للسفن من الدنمارك. ومع ذلك، جددت كييف دعواتها لمزيد من الدعم. وقالت أولجا ستيفانيشينا نائبة رئيس الوزراء، إن حلف شمال الأطلسي أظهر أنه غير قادر على الاتفاق على رد موحد على الغزو الروسي. وأضافت في منشور على «فيسبوك»: «علينا أن نتحدث بوضوح عن العواقب الكارثية على مستقبل أوروبا بأكملها إذا هُزمت أوكرانيا. إنه لأمر مخزٍ أن علينا استدعاء نتائج (التسويات) السابقة مع المعتدي مرة أخرى». وقالت ستيفانيشينا، المسؤولة عن جهود دمج أوكرانيا مع أوروبا، إنه عندما يعقد قادة الحلف قمتهم في يومي 29 و30 يونيو (حزيران)، فإن «من المهم اتخاذ قرارات ملموسة وجريئة جداً تهدف إلى تعزيز الحلف والقدرة الدفاعية لأوكرانيا».

صادرات الحبوب الأوكرانية من أولويات القمة الأوروبية غداً

ستتناول تنظيم مواكبة بحرية ترافق سفن الشحن عبر البحر الأسود المزروع بالألغام

يتضّح من مسودة المفوضية الأوروبية للقمة أن الاتحاد الأوروبي على استعداد لحشد كل الموارد الممكنة لنقل هذه الحبوب، بما في ذلك تنظيم مواكبة بحرية ترافق سفن الشحن من أوكرانيا (ميناء أوديسا) عبر البحر الأسود المزروع بالألغام الذي تراقبه القطع البحرية والغواصات الروسية (رويترز)

الشرق الاوسط... بروكسل: شوقي الريّس... بعد موجة العقوبات الأوروبية المتعاقبة ضد روسيا، والطريق المسدود الذي وصلت إليه الحزمة السادسة منها، بسبب التصلب في الموقف المجري الرافض لتضمينها الحظر على النفط الروسي، وبعد اتساع دائرة المعارضة في أوساط الرأي العام الأوروبي لتزويد أوكرانيا بالمزيد من الأسلحة الثقيلة والهجومية، ينصب اهتمام الاتحاد الأوروبي حالياً على منع تفاقم الأزمة الغذائية الناجمة عن وقف صادرات الحبوب المخزنة منذ أشهر في الصوامع والموانئ الأوكرانية، التي بدأت تباشيرها تظهر في عدد من البلدان الأفريقية، وتهدد بمجاعة ونزوح كثيف باتجاه أوروبا. وبات من المؤكد أن القمة الأوروبية التي تبدأ غداً في بروكسل ستركز أعمالها، في اليوم الأول، على المساعي للإفراج عن الحبوب الأوكرانية وإيصالها إلى الدول التي تعتمد عليها بنسبة عالية في سلتها الغذائية. ويتضح من مسودة الاستنتاجات التي أعدتها المفوضية الأوروبي للقمة، والتي اطلعت عليها «الشرق الأوسط»، أن الاتحاد الأوروبي على استعداد لحشد كل الموارد الممكنة لنقل هذه الحبوب، بما في ذلك تنظيم مواكبة بحرية ترافق سفن الشحن من أوكرانيا عبر البحر الأسود المزروع بالألغام، الذي تراقبه القطع البحرية والغواصات الروسية. ويفيد التقرير الذي وضعه المجلس الأوروبي للقمة بأنه «لا بد من بذل كل الجهود الممكنة لإخراج آلاف الأطنان من الذرة والشوفان، خصوصاً القمح، المجمدة في الأراضي الأوكرانية منذ ثلاثة أشهر، وإرسالها بأسرع السبل إلى الدول المحتاجة». وتقترح التوصيات التي يتضمنها التقرير «توجيه إدانة شديدة إلى روسيا لتدميرها المتعمد للإنتاج الزراعي الأوكراني، والاستيلاء عليه بصورة غير قانونية، ودعوتها إلى رفع الحصار عن الموانئ الأوكرانية والسماح بتصدير الأغذية، خصوصاً من ميناء أوديسا». وبعد أن تعثرت المساعي الأوروبية لتصدير المحاصيل الغذائية الأوكرانية بواسطة السكك الحديدية عبر بولندا، وعن طريق النقل النهري إلى ميناء كونستنزا في رومانيا، يتجه الاتحاد الأوروبي الآن إلى تشكيل بعثة بحرية، في إطار سياسة الأمن والدفاع المشتركة، لإخراج هذه المحاصيل من ميناء أوديسا الذي كان حتى بداية الحرب المحطة الرئيسية للصادرات الأوكرانية. ورغم الخطورة القصوى التي تنطوي عليها مثل هذه العملية من حيث احتمالات الصدام المباشر مع الأسطول الروسي، يعتبر الاتحاد الأوروبي أن تفاقم الأزمة الغذائية وما يستتبعها من أزمة إنسانية، لا يقل خطورة عن هذا الصدام المباشر المحتمل مع القوات الروسية. ويُذكر أن رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي كان تحدث في اليومين الماضيين مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس الأوكراني فلوديمير زيلنسكي، في محاولة للتوصل إلى اتفاق مع الطرفين يسمح بنزع الألغام من الموانئ الأوكرانية وإخراج الحبوب منها «منعاً لحدوث أزمة غذائية هائلة وكارثة إنسانية رهيبة»، كما قال لنظيره الروسي. وتفيد بيانات المفوضية الأوروبية بأن تونس تستورد من أوكرانيا 52 في المائة من احتياجاتها من القمح، فيما تستورد ليبيا 44 في المائة، ومصر 26 في المائة، وتعتمد باكستان والهند، حيث يعيش 1.7 مليار نسمة، على القمح الأوكراني بنسبة 50 في المائة. ويخشى الأوروبيون أن عدم وصول القمح إلى هذه الدول في الأشهر القليلة المقبلة، من شأنه أن يتسبب في مجاعة غير مسبوقة، وأزمة اقتصادية واجتماعية تدفع بموجات المهاجرين إلى أوروبا عاجلاً أو آجلاً. ويفيد المجلس العالمي للحبوب بأن أوكرانيا كانت تصدّر قبل الحرب 19 مليون طن من القمح، و24 مليون طن من الذرة، وأن وقف هذه الصادرات أحدث خللاً كبيراً في السوق العالمية، وأدى إلى ارتفاع غير مسبوق في الأسعار بات يهدد الأمن الغذائي العالمي. ومن المنتظر أن يؤدي هذا الاقتراح الذي سيعرض غداً على القمة الأوروبية إلى إعادة فتح ملف سياسة الأمن والدفاع المشتركة، علماً بأن للاتحاد الأوروبي حالياً 18 بعثة عسكرية في الخارج، بعضها بحري كتلك التي تراقب في البحر المتوسط تنفيذ حظر إرسال الأسلحة إلى ليبيا، أو في المحيط الهندي لمكافحة أعمال القرصنة قبالة الشواطئ الصومالية. لكن الخبراء الأوروبيين يعتبرون أن بعثة بحرية أوروبية في البحر الأسود حالياً تشكل مخاطرة غير مسبوقة بالنسبة للقوات الأوروبية. العقبة الأولى التي تواجه هذه البعثة لها طابع دبلوماسي يتمثل في الحصول على إذن للسفن الأوروبية كي تعبر البحر الأسود وصولاً إلى أوديسا، حيث إن دخول السفن الحربية إلى هذا البحر تحكمه اتفاقية «مونترو» الموقعة عام 1936، التي تعطي تركيا مفتاح السماح بعبور المضايق المؤدية إلى هذا البحر إلى سفن الدول غير المطلة عليه. وتجدر الإشارة إلى أن الحكومة التركية كانت صوتت لصالح قرارات الأمم المتحدة التي تطالب روسيا بوقف اعتدائها على أوكرانيا، لكنها الدولة الأطلسية الوحيدة التي رفضت الانضمام إلى العقوبات الأوروبية والأميركية على موسكو، فضلاً عن أنها لم ترفع بعد الشروط التي وضعتها للموافقة على طلب انضمام فنلندا والسويد إلى الحلف الأطلسي. لكن تؤكد مصادر أوروبية أن تركيا لن تتردد في السماح للسفن الأوروبية بعبور البحر الأسود، خاصة أنها عملية إنسانية تهدف إلى إنقاذ الملايين من الأرواح. وجاء في الدعوة التي وجهها رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشال، يوم الجمعة، إلى القادة الأوروبيين أن «الاعتداء الروسي من شأنه أن يؤدي إلى كارثة غذائية عالمية لا سابقة لها»، فيما يوجه المسؤولون الأوروبيون منذ أسابيع اتهامات للرئيس الروسي فلاديمير بوتين باستخدام الغذاء سلاحاً في الحرب على أوكرانيا، وباستهداف صوامع الحبوب والبنى التحتية الزراعية الأوكرانية. وكدليل على القلق الذي يساور الأوروبيين من تفاقم الأزمة الغذائية في بلدان العالم الثالث، خصوصاً الأفريقية منها، من المقرر أن يشارك رئيس الاتحاد الأفريقي، ماكي سال، غداً في القمة الأوروبية، حيث سيشدد الأوروبيون على أن عدم وصول الحبوب إلى الدول الأفريقية ليس نتيجة العقوبات على روسيا، كما تدعي موسكو، بل بسبب الحصار الذي تفرضه روسيا على الموانئ الأوكرانية. في موازاة ذلك، يواصل الاتحاد الأوروبي مساعي اللحظات الأخيرة لإنقاذ الحزمة السادسة من العقوبات ضد روسيا، طالباً من واشنطن الضغط على رئيس الوزراء المجري، فيكتور أوربان، لرفع اعتراضه الذي يعرقل اعتمادها منذ أكثر من شهر، ما يهدد بانتكاسة يخشى أن تكون نهائية في المعركة الاقتصادية التي يخوضها الأوروبيون ضد موسكو. وكانت المفوضة الأوروبية لشؤون الطاقة، كادري سيمسون، طلبت من الولايات المتحدة وساطتها لإقناع أوربان بالعدول عن موقفه، مقابل تعهد أميركي بتزويد المجر باحتياجاتها من النفط، في حال وافقت على حظر النفط الروسي، ضمن الحزمة الجديدة من العقوبات. ورغم أن المفوضية كانت أبدت في الأيام الأخيرة استعدادها لمزيد من التعويضات والإغراءات تجاه بودابست، مثل الإسراع في إطلاق المنصة الأوروبية المشتركة لشراء النفط، وتمديد الفترة الانتقالية للمجر إلى أربع سنوات، يستبعد المراقبون أن تخرج القمة الأوروبية، مساء الثلاثاء المقبل، باتفاق حول الحزمة السادسة من العقوبات التي يشكل حظر صادرات النفط والغاز الروسية محورها الرئيسي.

روسيا تستعرض صاروخاً أسرع من الصوت

موسكو: «الشرق الأوسط».. من المقرر تزويد السفن والغواصات التابعة للأسطول الروسي بصواريخ «زيركون» البالغ مداها حوالى ألف كلم كحدّ أقصى، والتي اختبرت بنجاح إطلاق أمس السبت كما أعلن الجيش الروسي. وقالت وزارة الدفاع إن روسيا اختبرت بنجاح إطلاق صاروخ تفوق سرعته سرعة الصوت من طراز «زيركون» لمسافة بلغت نحو ألف كيلومتر. وبعد بدء الحرب الأوكرانية في 24 فبراير (شباط) أعلنت موسكو في مارس (آذار) أنها استخدمت صواريخ فرط صوتية من طراز «كينجال» ضد أهداف في هذا البلد، ويعتقد أن ذلك كان أول استخدام لهذا الصاروخ في عمليات قتالية، إذ لم تعلن موسكو من قبل إطلاقه إلا في إطار تجارب. وتنتمي صواريخ كينجال وزيركون إلى مجموعة من الأسلحة الجديدة التي طورتها روسيا ويصفها بوتين بأنها «لا تقهر». وأفادت وزارة الدفاع في بيان بأن الصاروخ «زيركون» أطلق من فرقاطة الأدميرال غورشكوف في بحر بارنتس في اتجاه هدف في مياه البحر الأبيض في المنطقة القطبية الشمالية. وأضاف المصدر أن الهدف الواقع على مسافة ألف كلم «استهدف بنجاح». وأشار البيان إلى أن عملية الإطلاق جرت في إطار «تجارب أسلحة جديدة» روسية. وأطلق أول صاروخ «زيركون» في أكتوبر (تشرين الأول) 2020. وأشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حينذاك بـ«حدث كبير». وأجريت بعد ذلك تجارب أخرى ولا سيما انطلاقا من فرقاطة الأدميرال غورشكوف ومن غواصة تحت سطح المياه. وأظهر مقطع فيديو نشرته الوزارة إطلاق الصاروخ من سفينة وارتفاعه إلى السماء بزاوية حادة. ووصف الرئيس فلاديمير بوتين صواريخ زيركون بأنها جزء من جيل جديد من أنظمة الأسلحة التي لا مثيل لها. ويمكن للأسلحة الأسرع من الصوت أن تتحرك بسرعة تصل إلى تسعة أمثال سرعة الصوت، وسبق أن أجرت روسيا تجارب لإطلاق صواريخ زيركون من السفن الحربية والغواصات في العام الماضي. وتكبد الجيش الروسي خسائر فادحة في القوات والعتاد خلال الحرب الأوكرانية المستمرة منذ ثلاثة أشهر، والتي يصفها بأنه «عملية خاصة»، لكنه واصل إجراء اختبارات أسلحة متطورة لتذكير العالم ببراعته في تكنولوجيا الصواريخ. وأجرى الجيش الروسي في الشهر الماضي تجربة إطلاق صاروخ جديد عابر للقارات بقدرة نووية من طراز سارمات، يمكنه حمل عشرة رؤوس حربية أو أكثر وضرب الولايات المتحدة.

واشنطن لا تنفي ولا تؤكد تسليم كييف راجمات صواريخ

كيربي: الوقت لم يفُت لتقديم أنظمة سلاح جديدة

الشرق الاوسط... واشنطن: إيلي يوسف... رفض المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) جون كيربي، تأكيد خطط إدارة الرئيس جو بايدن أو نفيها، لتسليم أوكرانيا راجمات صواريخ بعيدة ومتوسطة المدى، من طراز «إم إل آر إس». وقال إن بلاده تعمل كل يوم، على إدخال أسلحة وأنظمة إلى أوكرانيا، بما في ذلك مدافع الهاوتزر، التي لا تزال تصل، وتساعدهم فعلياً في القتال. وأضاف أن الوزارة «على تواصل دائم مع الأوكرانيين بشأن احتياجاتهم في المستقبل»، رافضاً «استباق الأمور» بشأن قرارات «لم تتخذ بعد». وقال كيربي: «كنا نعلم، عندما قررت روسيا التركيز على الجزء الشرقي من البلاد ومنطقة دونباس، ستكون الحاجة للمدفعية ولأنواع من الأسلحة طويلة المدى». وأكد أن البنتاغون مدرك وواعٍ لما يطلبه الأوكرانيون، في السر والعلن، لما يعرف بنظام الصواريخ متعددة الإطلاق، لكن لم يتخذ القرار بعد. وأضاف: «ولهذا السبب يتم تقسيم حزم المساعدات إلى حد ما بمرور الوقت، لأننا نريد أن نكون قادرين على التكيف مع احتياجاتهم».

- لم يفُت الأوان لتقديم أسلحة جديدة

ومع تصاعد الهجوم الروسي على منطقة دونباس وتحقيق القوات الروسية تقدماً، وصفه البعض بأنه قد يؤدي إلى فوات الأوان على مساعدة أوكرانيا في الدفاع عن المنطقة، أكد كيربي أن تلك التكهنات غير مجدية، نظراً إلى طبيعة المعركة المتحركة. وقال: «تقييمنا هو أن الروس يواصلون تحقيق بعض المكاسب المزدادة في دونباس، ليس بحجم كبير، وليس بقفزات كبيرة. إنهم يواجهون ولا يزالون يواجهون مقاومة أوكرانية شديدة». وأضاف: «ولهذا السبب لن أذهب إلى حد القول إن الوقت قد فات لتزويد الأوكرانيين بأي نظام أو قدرة قد يحتاجون إليها لأنهم نشيطون جداً في القتال، ولقد دفعوا الروس إلى الوراء، بالقرب من خاركيف، واستمروا في دفع الروس إلى الخلف». وأشار كيربي إلى أن المعركة، «وثيقة وملتحمة، هناك أماكن، وبلدات، وقرى، حيث الروس والأوكرانيون يخوضون مواجهات مباشرة، تؤدي إلى تبادل السيطرة. قد تسقط منطقة بأيدي الروس، لكن الأوكرانيين يتمكنون من التعافي واستردادها». وأكد أنه لا يمكن تحديد الوقت اللازم الذي ستستغرقه المعارك، «لكن ما نركز عليه هو التأكد من أن الأوكرانيين يمكنهم النجاح في المعركة». وأضاف أنه بعد الموافقة على حزمة المساعدات الجديدة، باتت هناك موارد أكبر، وسيتم إرسال الحزمة 11 من المساعدات العسكرية قريباً، «وسنكون أذكياء بشأن نوعيتها ومنطقيتها بالنسبة للمعركة، بالتنسيق مع الأوكرانيين وحلفائنا وشركائنا».

روسيا لم تحقق أي هدف استراتيجي

وقال كيربي: «كنا في السابق نتحدث عن مدافع الهاوتزر. لذلك قمنا بإرسال أكثر من 100 مدفع، تشارك معظمها بشكل مباشر في القتال. لذلك نحن نتكيف مع الوقت الفعلي قدر الإمكان، لأن القتال في دونباس يتغير وفي الجنوب أيضاً، والرئيس الروسي وربما بعض جنرالاته يعلم ذلك». وأضاف: «ما سمعته من الوزير يقول، وسأكرره اليوم، هو أن الرئيس بوتين يمكنه فعل الشيء الصحيح الآن، من خلال سحب قواته والجلوس مع الرئيس زيلينسكي والأوكرانيين والتفاوض بحسن نية». لكنه أضاف أنه لا يبدو أن هناك أي أمل في المفاوضات الآن، فالرئيس بوتين لم يُظهر أي اهتمام بأي مسار دبلوماسي للمضي قدماً. بل على العكس تماماً، فقد أبدى كل الاهتمام بمتابعة هذه الحرب في دونباس، ويواصل إرسال قواته وإضافة قدرات عسكرية وشن غارات جوية، في مناطق محددة من أوكرانيا. وقال كيربي إن الولايات المتحدة كانت حريصة منذ البداية وتشعر بإلحاح الوقت، لذلك واصلنا نقل المعدات والأسلحة وأنظمة الدفاع كل يوم لأكثر من 90 يوماً من هذه الحرب، وحتى قبل «بدء الغزو»، كنا نرسل الأسلحة حتى يتمكن الأوكرانيون من الدفاع عن أنفسهم. وهو ما أحدث فرقاً فعلياً، ولم يحقق الرئيس بوتين أياً من أهدافه الاستراتيجية تماماً، ولم يسلب الأوكرانيين سيادتهم، بل على العكس تماماً. في واقع الأمر، لم يستولَ على العاصمة ولم يقطع رأس الحكومة، ولم يسيطر على أي مدينة رئيسية بخلاف ماريوبول في هذه المرحلة. لذلك فهو لم يحقق حقاً أياً من الأهداف الاستراتيجية، وهو يركز الآن على جزء أصغر بكثير من البلاد. ولذا فنحن نركز على جعل الأوكرانيين قادرين على النجاح في تلك المعارك. وعن الحصار الروسي للموانئ الأوكرانية الذي يهدد بأزمة مجاعة في الدول الفقيرة، وعمّا إذا كانت الولايات المتحدة ستتدخل لفك الحصار، قال كيربي إن الرئيس كان واضحاً، «لن تقاتل القوات الأميركية في أوكرانيا، لا في البر ولا في الجو ولا في البحر». لذا فإن أحد الأشياء التي قال الأوكرانيون إنهم يريدون المساعدة فيها هو الدفاع الساحلي. وأضاف: «هكذا يتم إرسال أصول الدفاع الساحلي، بما في ذلك من الولايات المتحدة، إلى أوكرانيا، لمساعدتهم، لكن كيفية استخدامهم لهذه الأنظمة متروكة لهم. وأكد أن المجتمع الدولي يشعر بقلق بالغ إزاء شحنات الحبوب المقبلة من أوكرانيا والحصار وتأثيره». لكنه أضاف أن هناك طرقاً لإخراج بعضها، «حيث رأينا بعض الدول الأوروبية مستعدة لنقلها عن طريق السكك الحديدية».

لتوجيه «رسالة إلى العالم»... ليتوانيون يتبرعون لشراء طائرة مسيرة لأوكرانيا

فيلنيوس: «الشرق الأوسط أونلاين»... نظم مئات الليتوانيين حملة لشراء طائرة مسيرة عسكرية متقدمة لأوكرانيا لاستخدامها في حربها ضد روسيا في لفتة تستهدف إظهار التضامن مع دولة أخرى كانت تحت حكم موسكو سابقاً. وذكرت محطة «لايسفيس» التلفزيونية الإلكترونية التي أطلقت هذه الحملة أنه تم جمع نحو 4.4 مليون يورو (4.7 مليون دولار) في ثلاثة أيام فقط، من أصل خمسة ملايين يورو مطلوبة، وذلك إلى حد كبير عبر مبالغ صغيرة. وقالت أجني بليكايت (32 عاماً) التي أرسلت 100 يورو (107 دولارات) بمجرد بدء حملة التبرع، يوم الأربعاء، «قبل أن تبدأ هذه الحرب لم يكن أحد منا يعتقد أننا سنشتري أسلحة... لكن هذا أمر طبيعي الآن... يجب القيام بشيء ما لكي يتحسن العالم». وقالت لوكالة «رويترز» للأنباء: «أتبرع لشراء أسلحة لأوكرانيا منذ فترة... وسأفعل ذلك حتى النصر». وأضافت أن ما دفعها إلى ذلك إلى حد ما خوفها من احتمال أن تهاجم روسيا ليتوانيا أيضاً. وأثبتت الطائرات المسيرة فاعليتها في السنوات الأخيرة ضد القوات الروسية وحلفائها في صراعي سوريا وليبيا، وتقوم وزارة الدفاع الليتوانية بتنسيق عملية شراء الطائرة المسيرة، وقالت لوكالة «رويترز» إنها تنوي توقيع خطاب نوايا لشرائها من تركيا هذا الأسبوع. واشترت أوكرانيا أكثر من 20 طائرة مسيرة من طراز «بيرقدار تي بي 2» من شركة «بايكار» التركية في السنوات الأخيرة، وطلبت 16 طائرة أخرى في 27 يناير (كانون الثاني). وتم تسليم هذه الدفعة في أوائل مارس (آذار). وقال بيشتا بيترو سفير أوكرانيا في ليتوانيا لقناة «لايسفيس»: «هذه هي المرة الأولى في التاريخ التي يجمع فيها مواطنون عاديون أموالاً لشراء شيء مثل بيرقدار... إنه أمر غير مسبوق ولا يصدق». ومعظم الأسلحة الثقيلة التي أرسلتها دول أعضاء في حلف شمال الأطلسي إلى أوكرانيا حتى الآن أسلحة من العصر السوفياتي موجودة في مخازن دول أوروبا الشرقية الأعضاء في الحلف، لكن بعض الدول بدأت في الآونة الأخيرة تزويد أوكرانيا بمدافع الهاوتزر المصنوعة في الغرب. وقالت بليكايت: «في حين تواصل حكومات الدول الكبرى في العالم التشاور بلا نهاية... يتجمع الشعب الليتواني معاً ببساطة ويوشك على جمع الخمسة ملايين يورو لشراء الطائرة المسيرة، وهي رسالة مؤثرة إلى العالم».

إطلاق سراح فوساكو شيغينوبو مؤسسة الجيش الأحمر من سجنها في اليابان

الراي.... أطلق سراح فوساكو شيغينوبو مؤسِّسة الجيش الأحمر الياباني الذي زرع الرعب خلال سبعينات وثمانينات القرن العشرين باسم القضية الفلسطينية، السبت بعدما أمضت عقوبة بالسجن لمدة 20 عاما في اليابان. وأوقفت فوساكو (76 عاما) التي كانت تُلقب ب"الملكة الحمراء" أو "إمبراطورة الإرهاب" في العام 2000 في بلدها الأصلي، حيث عادت سرا بعدما عاشت 30 عاما في الشرق الأدنى. وهي أعلنت حل الجيش الأحمر الياباني من زنزانتها في 2001. وخرجت شيغينوبو من سجنها في طوكيو واستقلت سيارة سوداء مع ابنتها ماي بينما حمل العديد من مناصريها لافتة كتب عليها "نحن نحب فوساكو". وقالت شيغينوبو للصحافيين بعد إطلاق سراحها "أعتذر عن الإزعاج الذي تسبب فيه اعتقالي لكثير من الناس". وأضافت "مضى نصف قرن.. لكننا تسببنا بآلام لأشخاص أبرياء لا نعرفهم عبر إعطاء الأولوية لمعركتنا، مثل احتجاز مدنيين رهائن". وحُكم على هذه اليسارية المتطرفة التي دعت إلى الثورة العالمية من خلال الكفاح المسلح، عام 2006 في اليابان بالسجن 20 عاما لتنظيمها عملية احتجاز رهائن في السفارة الفرنسية في هولندا في 1974 استمرت مئة ساعة. وأدت عملية احتجاز الرهائن التي لم تشارك فيها فوساكو شيغينوبو بشكل مباشر إلى جرح عدد من رجال الشرطة وأجبرت فرنسا على إطلاق سراح أحد أعضاء الجيش الأحمر الياباني. خلال هذه الأحداث في لاهاي، أسفر هجوم بقنبلة يدوية في متجر "دراغستور بوبليسيس" في باريس عن مقتل شخصين وإصابة 34 آخرين بجروح. وحُكم على إيليتش راميريز سانشيز المعروف باسم كارلوس، بالسجن مدى الحياة في سبتمبر 2021 بسبب هذا الهجوم. وكان الجيش الأحمر الياباني مقربا من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين التي أصبح كارلوس من أذرعها المسلحة في أوروبا. ويُعتقد أن شيغينوبو تقف وراء التخطيط لعملية مطار اللد في تل أبيب التي أسفرت في 1972 عن مقتل 26 شخصا وإصابة حوالى 80 آخرين بجروح. وُلدت شيغينوبو لأسرة فقيرة في طوكيو عام 1945 في حقبة ما بعد الحرب، وكانت ابنة ضابط شارك في الحرب العالمية الثانية وعمل بقّالا بعد هزيمة اليابان. بدأت رحلتها مع الشرق الأوسط عن طريق الصدفة عندما مرت وهي في العشرين باعتصام في إحدى جامعات طوكيو بينما كانت تشهد اليابان تحركات طلابية في الستينات والسبعينات للاحتجاج على حرب فيتنام وخطط الحكومة اليابانية للسماح للجيش الأميركي بالبقاء في البلاد. وسرعان ما انخرطت شيغينوبو في الحركة اليسارية وقررت مغادرة اليابان وهي في سن الخامسة والعشرين، واتخذت اتجاه الفرع الدولي لمجموعة ثورية يابانية زالت بعد بضع سنوات، ثم أسست الجيش الأحمر الياباني في لبنان في 1971 حيث استقبلتها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. قالت شيغينوبو في كتاب أهدته لابنتها الوحيدة المولودة عام 1973 في لبنان من علاقة مع أحد ناشطي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين "في البداية، لم أكن مؤيدة للعرب أو معادية لإسرائيل. لكن (في ذلك الوقت) كان للقضية الفلسطينية صدى فينا، نحن الشباب الذين عارضوا حرب فيتنام والذين كانوا متعطشين للعدالة الاجتماعية". وتعيش ابنتها ماي شيغينوبو في اليابان منذ 2001. وقد جاءت فورا للدفاع عن والدتها ودعمتها طوال فترة احتجازها. من دون أن تقر بتورطها في عملية احتجاز الرهائن في لاهاي، أعربت فوساكو شيغينوبو عن أسفها في السجن بسبب الكفاح المسلح لتحقيق مُثلها الثورية. وقالت في رسالة إلى صحيفة "جابان تايمز" في 2017 "آمالنا لم تتحقق وكانت النهاية قبيحة". وأضافت "أعتقد أن اليابانيين الآن أصبحوا أقل اكتراثا بالقضايا السياسية.. وأعتقد أن أفعالي وأفعال آخرين (ثوار يابانيون) ساهمت في ذلك".

مبادرة أسترالية للتعاون مع «جزر المحيطين» في مواجهة الصين

كانبيرا تعهدت بأن تكون «شريكاً لا يأتي بشروط أو يفرض أعباء مالية مستدامة»

الشرق الاوسط... واشنطن: إيلي يوسف.. مع تصاعد التوتر بين الصين والولايات المتحدة وحلفائها، في منطقة المحيطين الهادئ والهندي، وإطلاق الصين حملة دبلوماسية لتعزيز نفوذها في جزر المنطقة، استجابت الحكومة الأسترالية الجديدة لهذا التحدي، مطلقة مبادرة خاصة لجلب «المزيد من الطاقة والموارد» إلى تلك الجزر النائية. كان وزير الخارجية الصيني وانغ يي، قد بدأ الخميس، جولة في المحيط الهادئ تستغرق 10 أيام تشمل جزر سليمان وكيريباتي، وساموا، وفيجي، وتونغا، وفانواتو، وبابوا غينيا الجديدة، وتيمور الشرقية. وتأمل الصين في إبرام صفقات مع 10 دول صغيرة، لتنفيذ ما يسمى «رؤية التنمية المشتركة»، وهي المسودة التي اطلعت عليها وكالتا «رويترز» و«أسوشيتدبرس»، وتشمل قطاعات متعددة من الأمن إلى نقل البيانات إلى مصايد الأسماك. وتخطط الصين للتوصل إلى اتفاق بشأن ذلك في اجتماع بين وانغ ونظرائه في تلك الجزر في اجتماع يعقد غداً الاثنين. وقال خبراء أستراليون إن مسار رحلة وانغ، «عبارة عن بيان مؤكد من بكين بأنها تنوي ترسيخ نفسها في المنطقة، حيث كانت تبني نفوذها لأكثر من عقد من الزمن».

- مخاوف الحلفاء الغربيين

تزايد الاهتمام الدولي بجزر المحيط الهادئ منذ أبريل (نيسان)، عندما أكدت الصين وجزر سليمان أنهما وقعتا اتفاقية أمنية دون الكشف عن محتوياتها. وأثارت الاتفاقية مخاوف بشأن تنامي وجود الصين ونفوذها، خصوصاً أن وثيقة مسربة أشارت إلى أنها ستسمح لبكين بإقامة قواعد عسكرية ونشر قوات فيها، الأمر الذي تنفيه الصين. وسعى وزير الخارجية وانغ إلى تهدئة المنتقدين بالقول إن «التعاون الأمني بين الصين وجزر سليمان لا يستهدف أي طرف ثالث وليس لدى الصين نية لبناء قاعدة عسكرية هناك». وقال وانغ إن الصين تحترم علاقات جزر سليمان مع الدول الأخرى، وتعارض جميع أشكال سياسات القوة والتنمر، وأن جزر سليمان تملك في بكين، «صديقاً جيداً آخر وشريكاً مخلصاً وموثوقاً». كما وقعت جزر ساموا والصين، أمس السبت، اتفاقاً بغية تنمية التعاون بينهم، لم تُكشف تفاصيله، لكنه مشابه للمسودة المسربة. ودعا مسؤولون غربيون هذه الدول الجزرية، إلى التصدي لمحاولات الصين توسيع قبضتها الأمنية في المنطقة. وأكدت حكومة جزر ساموا، في بيان، أن وزير الخارجية الصيني وانغ يي، ورئيسة الوزراء فيامي نعومي مطعفة، التقيا للحديث عن «التغير المناخي والجائحة والأمن». وحسب البيان، ستواصل الصين منح مساعدة لتطوير البنى التحتية، وسيتم وضع إطار جديد لمشاريع مستقبلية «ستُحدد لاحقاً». وجاء في البيان أن «جزر ساموا والصين ستواصلان السعي لتنمية التعاون بينهما بما يجسد مصالحهما والتزاماتهما المشتركة».

- أستراليا تقرر الانخراط

في تأكيد على المنافسة الاستراتيجية المتزايدة على النفوذ في المحيط الهادئ، وعلى الشراكة الاستراتيجية مع الولايات المتحدة، التي أرسلت قبل شهر بعثة دبلوماسية رفيعة المستوى، أرسلت أستراليا وزيرة خارجيتها الجديدة بيني وونغ، إلى فيجي يوم الخميس، وهبطت قبل ساعات من وصول وانغ إلى جزر سليمان، ووعدت بـ«ضخ المزيد من الطاقة والموارد» في المحيط الهادئ. وقالت وونغ، وهي عضو في مجلس الشيوخ أيضاً، إن كانبيرا لديها «رغبة قوية في لعب دورها في عائلة المحيط الهادئ وبناء علاقات أقوى». وأضافت أن أستراليا تحترم اختيارات دول المحيط الهادئ للأصدقاء والشركاء، مضيفة أن بلدها يريد «أن يكون شريكاً مفضلاً، وتثبت لفيجي والدول الأخرى في المنطقة، أننا تاريخياً كنا ولا نزال، شريكاً يمكن الوثوق به». وقالت إن حكومة حزب العمال الجديدة في أستراليا، التي تشكلت يوم الاثنين بعد الانتخابات العامة، ستجدد التركيز على تغير المناخ ومواصلة الدعم الاقتصادي للمنطقة. وفي كلمة أمام أمانة منتدى جزر المحيط الهادئ في فيجي، قالت وزير الخارجية إن كانبيرا «ستكون شريكاً لا يأتي بشروط أو يفرض أعباء مالية غير مستدامة»، في نقد مباشر لسياسات الصين. وفي نقد لسياسات حزب المحافظين الذي خسر الانتخابات، أقرت وونغ بأن الحكومة الأسترالية السابقة «أهملت مسؤوليتها في التصرف بشأن المناخ، وتجاهلت نداءات عائلتنا في المحيط الهادئ»، وأظهرت عدم احترام لدول المحيط الهادئ. كما حثت قادة المحيط الهادئ على التفكير على المدى الطويل و«التفكير في المكان الذي قد تكونون فيه خلال عقد» بعد التوصل إلى صفقات مع الصين. وفي رسالة إلى نظرائه من قادة منطقة الهادئ، حذر رئيس دولة ميكرونيسيا المتحدة ديفيد بانويلو، من أن الاتفاقيات تبدو «جذابة» للوهلة الأولى، لكنها ستسمح للصين «بدخول منطقتنا والسيطرة عليها».

مسؤولة أممية تدافع عن زيارتها للصين

بكين: «الشرق الأوسط»... دافعت المفوضة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشليه، أمس (السبت)، عن زيارتها المثيرة للجدل إلى الصين، لكنها حضت السلطات على تجنب «الإجراءات التعسفية» في شينجيانغ، حيث تُتهم بكين بانتهاكات واسعة لحقوق الإنسان. وتوجهت المسؤولة الأممية في إطار زيارتها التي خططت لها منذ وقت طويل، إلى المنطقة الواقعة في أقصى الغرب، حيث تُتهم الصين باعتقال أكثر من مليون من الأويغور وغيرهم من الأقليات المسلمة، وبإجراء عمليات تعقيم قسري للنساء وفرض العمل القسري. غير أن باشليه شددت أمس على أن زيارتها «ليست تحقيقاً». وتعد الولايات المتحدة أن إجراءات الصين في شينجيانغ «إبادة» و«جرائم ضد الإنسانية»، وهي اتهامات تنفيها بشدة بكين، معتبرة أن تدابيرها الأمنية رد ضروري على التطرف. وكانت باشليه قد تعرضت لانتقادات من مجموعات حقوقية وأفراد من الأويغور في الانتشار، قالوا إنها وقعت في شرك نصبته لها السلطات الصينية خلال جولة لها في بكين اعتبرت دعائية، شملت لقاءً افتراضياً مع الرئيس شي جينبينغ أيدت خلاله، على ما ذكرت وسائل إعلام رسمية، رؤية الصين لحقوق الإنسان. وأوضح مكتبها في وقت لاحق، أن تصريحاتها لا تتضمن تأييداً مباشراً لسجل الصين الحقوقي. ومتحدثة في نهاية جولتها وبينما كانت لا تزال في الصين، قالت باشليه إن زيارتها كانت فرصة لها للتحدث «بصراحة» مع السلطات الصينية ومع المجتمع المدني وأكاديميين. وقالت للصحافيين: «هذه الزيارة لم تكن تحقيقاً»، مشددة في وقت لاحق على أنها أجرت اجتماعات مع مصادر رتبتها الأمم المتحدة في شينجيانغ «من دون إشراف». وقالت إنها التقت المسؤول المحلي عن الحزب الشيوعي وقادة أمنيين في أحد أكثر الأماكن الخاضعة لتدابير أمنية مشددة في العالم. وتقول الصين إنها أُرغمت على إجراء عمليات «لمكافحة الإرهاب» في شينجيانغ، غير أن مجموعات حقوقية تتهمها بتنفيذ اعتقالات جماعية لمجتمعات بأسرها غالبيتها من الأويغور، لم تتسن لكثير من أفرادها فرصة للاتصال بعائلاتهم في الخارج لسنوات عدة. وقالت باشليه: «ندرك عدد الأشخاص الساعين للحصول على أنباء عن مصير أحبائهم... لقد أثيرت هذه المسألة وغيرها مع السلطات». وامتنعت عن إضافة أي تفاصيل نظراً لحساسية الموضوع بالنسبة لأجهزة الأمن الصينية. وهذه أول رحلة تجريها المسؤولة الأممية الرفيعة للصين منذ 17 عاماً، وجاءت عقب مفاوضات شاقة حول شروط الزيارة التي تقول الأمم المتحدة إنها ليست مهمة لتقصي الحقائق ولا تحقيقاً. وفي أقوى تصريحاتها الموجهة لبكين، حضت باشليه الصين على تجنب «الإجراءات التعسفية والعشوائية» في قمعها بشينجيانغ، غير أنها قالت إنها تدرك الضرر الناجم عن «التطرف العنيف». وزارت باشليه مدينتي أورومتشي وكاشغار، لكن لم تُنشر أي صور أو تفاصيل أخرى متعلقة بزيارتها، خلال جولتها. وقالت المفوضة السامية إنها زارت سجناً في كاشغار، حيث رأت سجناء ومحكمة استئناف داخلية، واصفة الزيارة بأنها كانت «مفتوحة وشفافة إلى حد كبير». وطمأنتها حكومة شينجيانغ إلى أن شبكة من «مراكز للتدريب المهني»، التي تقول مجموعات حقوقية إنها معسكرات إعادة تأهيل قسري، قد «تم تفكيكها» على ما قالت، مضيفة أنها زارت مركزاً سابقاً لإعادة التأهيل. وأعلنت بكين في 2019 أن جميع «المتدربين» تخرجوا من «مراكز تدريب مهني»، غير أن مجموعات حقوقية تقول إن كثيراً من المعتقلين نُقلوا إلى مصانع يسري فيها العمل القسري، أو نقلوا إلى شبكة السجون المتزايدة في شينجيانغ. وكان متحدث باسم وزارة الخارجية قد أعلن في وقت سابق هذا الأسبوع، أن برنامج باشليه «تم ترتيبه بناء على رغبتها وعلى أساس مشاورات عميقة بين الجانبين». وغطت وسائل الإعلام الرسمية فقط لقاءاتها مع الرئيس شي ووزير الخارجية وانغ يي، الذي قدم لها خلالها كتاباً يتضمن مقتبسات لشي حول حقوق الإنسان. وجرت زيارتها ضمن «حلقة ضيقة»، ربما بسبب مخاطر كوفيد. وكررت الولايات المتحدة موقفها المستنكر لزيارة باشليه بعد تسريب آلاف الوثائق والصور من داخل منظومة السجون في وقت سابق هذا الأسبوع، فيما عبرت المملكة المتحدة وألمانيا عن قلقهما إزاء الزيارة.

الحرية والخوف وجذور نشأة ثقافة السلاح في الولايات المتحدة

واشنطن: «الشرق الأوسط»... كان ذلك في عام 1776. مستعمرات القارة الأميركية أعلنت للتو استقلالها عن بريطانيا العظمى، واحتدم الجدل بين الآباء المؤسسين للدولة الفتية: هل يحق للأميركيين حمل السلاح فرديّاً؟ أم فقط إن كانوا عناصر في ميليشيات محلية؟...... عودة إلى عام 2022. في أقل من أسبوعين، وقع حادثا إطلاق نار أودى أولهما بعشرة أميركيين سود، والثاني بـ19 طفلاً ومدرّستين. مجزرتان جديدتان حرّكتا السجال القائم منذ نشأة الولايات المتحدة الأميركية، سجال يتعذر فهمه على كل الدول المتطورة الأخرى. فمع الوقت، اقترن إرث حرب الاستقلال بحسب الخبراء بقناعة متزايدة لدى الأميركيين، بأن عليهم امتلاك أسلحة للحفاظ على سلامتهم، وهي قناعة تستند إلى أسطورة كاملة أسبغت عليها دلالات دينية. وما شجّع إلى حدّ بعيد على هذا التطور، قطاع صناعة الأسلحة الذي لعب على وتر العنصرية والخوف من انعدام الاستقرار، برأي راين باس، أحد قدامى هذا القطاع. كتب باس هذا الأسبوع في مجلة «ذي بولوارك» الإلكترونية، أن المجازر الأخيرة «هي النتاج الثانوي لنموذج صناعي مصمم للاستفادة من تأجيج الكراهية والخوف ونظريات المؤامرة». كانت الأسلحة النارية ضرورة لا غنى عنها في سبعينات وثمانينات القرن الثامن عشر في البلد الناشئ. وامتلاك سلاح ناري كان يعني الوقوف بوجه الأنظمة الملكية المستعمرة، وخصوصاً الجيش البريطاني. وأشاد جيمس ماديسون الذي يعرَّف عنه على أنه «أبو الدستور» الأميركي، بـ«ميزة امتلاك السلاح التي يتفوق بها الشعب (الأميركي) على كل البلدان الباقية تقريباً». وبمواجهة حكومة فيدرالية لا تزال متلعثمة، حرصت أولى الولايات الأميركية على وضع قوانينها الخاصة والاحتفاظ بسلاحها. فهل أن الأسلحة النارية فعلاً أساسية لمكافحة الطغيان؟ ألا يجدر الاعتماد على ميليشيات محلية منظمة؟ لكن هذه الميليشيات نفسها ألن تتحول بدورها إلى قوة طغيان؟...... إنّه جدل يصعب فهمه خارج الولايات المتحدة، وخصوصاً في أوروبا؛ حيث مفهوم الأمن يحكمه ما اختزله عالم المجتمع ماكس فيبر بعبارة «احتكار العنف المشروع»، أي فكرة أن يعول المواطنون على قوات حفظ النظام للدفاع عنهم لقاء التخلي عن تحقيق العدالة بأنفسهم. وهذا المفهوم أبعد ما يكون عن التسوية التي تم التوصل إليها عام 1791، وأرساها ما يعرف بالتعديل الثاني للدستور الأميركي، وجاء فيه: «بما أن ميليشيا منظمة بشكل جيد ضرورية لأمن دولة حرة، فلا يجوز انتهاك حق الناس في الاحتفاظ بالأسلحة وحملها». خلال القرنين التاليين، تحوّلت الأسلحة النارية إلى عنصر أساسي في أسطورة الولايات المتحدة وتاريخها، بصفحاته المجيدة كما القاتمة. فهل يمكن تصوّر روّاد الغرب الأميركي يواجهون بيئة طبيعية معادية، ويحاربون قطّاع طرق وخارجين عن القانون من دون بنادقهم؟ أو أبطال «أفلام الويسترن» يخوضون مغامراتهم من دون سلاحهم؟

يشير ديفيد يامان، الأستاذ في جامعة «وايك فورست» الذي كتب عن هذا الانتقال من «ثقافة أسلحة نسخة أولى» إلى «ثقافة نسخة ثانية»، إلى الدور الدموي الذي لعبته الأسلحة النارية في إرضاخ القبائل الهندية والسيطرة على العبيد. وبحلول بداية القرن العشرين، ومع توسّع المدن وانتشارها المتزايد، وجدت الولايات المتحدة نفسها أمام مستويات عنف بسبب الأسلحة النارية لا تقارن بالدول الأخرى. وأحصى المؤرخ ريتشارد هوفشتادتر أكثر من 265 ألف جريمة قتل بالأسلحة النارية بين 1900 و1964. واتخذت السلطات الفيدرالية إجراءات، منها حظر البنادق الرشاشة عام 1934، وإلزام مالكي الأسلحة بالتصريح عنها. بموازاة ذلك، فرضت الولايات نفسها قيوداً، فمنعت على سبيل المثال حمل السلاح في العلن. وكان الرأي العام مؤيداً لضبط الأسلحة، إذ أعرب 60 في المائة من الأميركيين عام 1959 عن تأييدهم لحظر الأسلحة النارية كلياً للأفراد، بحسب استطلاع للرأي أجراه معهد «غالوب». غير أن أي مساع بهذا الصدد اصطدمت بالحملات الشديدة التي شنتها دفاعاً عن حق حمل السلاح شركات الأسلحة و«الجمعية الوطنية للبنادق»، لوبي الأسلحة الذي بات ذائع الصيت. ونجحت هذه الحملات حتى في منع فرض قيود تحد من استخدام السلاح ولو من دون حظره. ولم يبقَ سوى حظر على بيع الأسلحة النارية بالمراسلة، وحتى هذا الحظر يمكن بسهولة الالتفاف عليه. بعد ذلك، وقفت الجمعية الوطنية للبنادق صفاً واحداً مع الحزب الجمهوري للدفاع عن التعديل الثاني للدستور، باعتباره كرّس «الحق الجوهري» في امتلاك أسلحة نارية وفق تفسيرها له. وأوضح ماثيو لاكومب الأستاذ في كلية «بارنارد»، أنه من أجل الوصول إلى هذا التفسير، نسج اللوبي أسطورة حقيقية حول الأسلحة النارية يغرف منها حاملو الأسلحة لحيازة مكانة اجتماعية. وباتت الأسلحة أداة بالغة الأهمية لتحديد الهوية السياسية، لا سيما في الأرياف التي لطالما سعى الجمهوريون للاحتفاظ بالسيطرة عليها على حساب الديمقراطيين. كما تشير جيسيكا داوسون الأستاذة في كلية «وست بوينت» العسكرية إلى الرابط الذي أقامه لوبي الأسلحة مع اليمين الديني. وكتبت أن اللوبي «بدأ يستخدم تعابير ذات دلالة دينية ليرتقي بالتعديل الثاني عن القيود التي أقرتها حكومة علمانية». ولم تثمر هذه الاستراتيجية عن نتيجة على الفور؛ بل بدأت مبيعات الأسلحة تتراجع مع صرف الأميركيين اهتمامهم تدريجياً عن الصيد ورياضة الرماية. وبحثاً عن وسيلة تسويق جديدة، ركزت «الجمعية الوطنية للبنادق» والشركات المصنعة على استخدام آخر للأسلحة النارية، وهو الدفاع عن النفس، بحسب ما أوضح راين باس. عندها بدأ بث إعلانات تصوّر أعمال شغب وعمليات سرقة، وتعرض ترسانة حقيقية من المعدّات «التكتيكية» بدءاً بالسترات الواقية من الرصاص وصولاً إلى الأسلحة الثقيلة، وذلك في وقت كانت البلاد تشهد فيه صعود الحركات المروجة لنظرية تفوّق البيض مع انتخاب باراك أوباما، أول رئيس أسود للولايات المتحدة. وواجهت بعض الولايات تفاقم العنف بقوانين تجيز حمل السلاح من دون ترخيص، ما شكل منعطفاً برأي ديفيد يامان، وأدى إلى ازدياد المبيعات لدى مختلف فئات السكان. وبدءاً من عام 2009، سجلت المبيعات زيادة كبيرة وصولاً إلى أكثر من 10 ملايين قطعة سلاح في السنة منذ 2013، مع تسجيل طلب هائل على الأسلحة شبه الأوتوماتيكية. وكشفت «الدراسة الاستقصائية للأسلحة الخفيفة» في يونيو (حزيران) 2018، أن الأميركيين كانوا يملكون حوالى 45 في المائة من الأسلحة النارية المدنية المنتشرة في العالم في أواخر 2017، في حين أنهم لا يمثلون سوى حوالى 4 في المائة من سكانه



السابق

أخبار مصر وإفريقيا.. تركيا تتحدث عن «خطوات إضافية» لدعم العلاقات مع مصر.. إثيوبيا تعلن موعد الملء الثالث لـ«السد» ..31 قتيلا إثر تدافع على مساعدات غذائية بنيجيريا.. انطلاق قمة للاتحاد الإفريقي حول الإرهاب .. «بوكو حرام» و«جيش الرب للمقاومة»... تهديدان مستمران..السودان: إثيوبيا تمضي بأحادية في «النهضة».. البابا فرنسيس يستعد للقيام بجولة أفريقية..عودة الاشتباكات إلى طرابلس... وحكومة «الوحدة» تلتزم الصمت.. القضاء التونسي يمنع الغنوشي من السفر..مبادرة الرئيس الجزائري لـ«لمّ الشمل».. بين التأييد والتشكيك..حظر نشاط حزب يساري يثير مخاوف المعارضة في الجزائر.. قيادي حزبي مغربي: الحكومة ضحية معارضة ضعيفة..

التالي

أخبار لبنان.. أسبوع الاختبارات: طوابير الدولار اليوم واصطفافات المجلس الجديد غداً!.. "تكليف بلا تأليف": ميقاتي رئيساً "مكلّفاً" تصريف الأعمال؟..البرلمان اللبناني غداً: بري «في اليد» ونائبه... على الشجرة.. جبران باسيل يخوض آخر معارك العهد ويساوم.. وساطات تضمن لبري «غالبية كافية»..مرفأ بترولي في الغازية؟.. «مركبات النار» انتهت: مناورات «غير مسبوقة» vs قدر ات لا سابق لها..


أخبار متعلّقة

أخبار وتقارير..الحرب الروسية على اوكرانيا..بريغوجين لن يقاتل في أوكرانيا ويستعد لـ «رحلة أفريقية جديدة»..كييف تتوقّع هجوماً مضاداً «طويلاً وصعباً»..واشنطن: موسكو تدرس ضرب سفن مدنية بالبحر الأسود واتّهام كييف..بوتين لن يحضر في قمة بريكس «بعد اتفاق مع بريتوريا»..بقيمة 1.3 مليار دولار..مساعدات عسكرية أميركية جديدة لأوكرانيا..كوريا الشمالية «تحتجز» جندياً أميركياً عبَر إليها «طواعية»..مظاهرة احتجاجية في كابل ضد إغلاق صالونات التجميل..بيونغ يانغ تُطلق صاروخين قصيري المدى باتجاه بحر اليابان..قمة الاتحاد الأوروبي - أميركا اللاتينية..فرنسا تحاكم 1278 وتسجن 600 بسبب الشغب..

أخبار وتقارير..دولية..بوتين يلوح بـ«ضربة قاضية» لأوكرانيا في حال طال النزاع..بعد هجوم أوكراني بطائرات مسيرة..إعلان الطوارئ بفورونيج الروسية..تحفظات روسية على اقتراح تشكيل «أسطول محايد» في البحر الأسود..وثائق مسربة: بعض زعماء العالم يستعدون لاحتمال شن روسيا حرباً عالمية ثالثة..عقيدة عسكرية محدثة في بيلاروسيا تحدد الأعداء والحلفاء وتلوح باستخدام «النووي»..سيول تفرض عقوبات مرتبطة ببرامج كوريا الشمالية النووية..المجلس الأوروبي يضيف يحيى السنوار إلى قائمة «الإرهابيين»..

أخبار وتقارير.. الحرب على اوكرانيا.. مسؤول أميركي للحرة: الروس يجندون سوريين.. وجنود يتركون الرتل خارج كييف.. قتل 13.. قصف روسي يطال مخبزا غرب كييف..أمريكا: نقل الأسلحة إلى أوكرانيا قد يصبح أصعب في الأيام المقبلة..رئيس الوزراء الكندي: فرض عقوبات على 10 شخصيات روسية.. الرئيس الأوكراني للأوروبيين: إذا سقطنا ستسقطون أنتم أيضاً.. بلينكن: إذا حدث أي اعتداء على أراضي النيتو فنحن ملتزمون بالدفاع عنها..موسكو: سنسمح للأوكرانيين بالفرار إلينا.. وكييف: خطوة غير أخلاقية..

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,057,381

عدد الزوار: 6,977,040

المتواجدون الآن: 76