أخبار وتقارير... تقرير: إسرائيل تستعد لصراع محتمل مع إيران...هل أصبح رون أراد وإيلي كوهين في مكان واحد؟ إيران تنتظر معلومات عن مصير ديبلوماسييها الأربعة....واشنطن تحذّر روسيا من ارتكاب «خطأ فادح» جديد في أوكرانيا..موسكو تساند بيلاروس عسكرياً في «أزمة المهاجرين»... التشدد الداخلي في الصين... انطلاقة جديدة أم تغطية للتصدّع؟...الصين «مستعدة» للعمل مع الولايات المتحدة لحل الخلافات..مناورات صينية قرب تايوان...المبعوث الأميركي لأفغانستان يلتقي وزير خارجية «طالبان».. «طالبان» تؤكد أن «داعش»... «تحت السيطرة».. التوتر على حدود التكتل الأوروبي يثير مخاوف مواجهة عسكرية..مهندسة تقرّ بتزوير نتائج اختبارات الفولاذ للغواصات الأميركية..

تاريخ الإضافة الخميس 11 تشرين الثاني 2021 - 5:08 ص    عدد الزيارات 1596    التعليقات 0    القسم دولية

        


تقرير: إسرائيل تستعد لصراع محتمل مع إيران...

الحرة / وكالات – واشنطن.... الجيش الإسرائيلي يسرع من خططه للتعامل مع التهديد النووي الإيراني. ... قال كبار مسؤولي الدفاع الإسرائيليين إن البلاد تستعد لصراع محتمل مع خصمها الإقليمي إيران ووكلائها. وبحسب تقرير بثته وكالة "أسوشيتد برس"، فقد قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوفاخي مؤخرا "إن الجيش الإسرائيلي يسرع خططه العملية، والاستعداد للتعامل مع إيران والتهديد العسكري النووي". وأضاف كوفاخي في اجتماع بالكنيست "إن الجيش يواصل العمل ضد أعدائنا، وهناك عمليات ومهمات سرية في جميع أنحاء الشرق الأوسط خلال العام الماضي". وجاءت تصريحات رئيس أركان الجيش الإسرائيلي بعد سلسلة من الغارات الجوية الإسرائيلية في سوريا، حيث شنت إسرائيل مئات الضربات على أهداف عسكرية مرتبطة بإيران في سوريا، لكنها نادرا ما تعترف بعملياتها. وتعتبر إسرائيل إن وجود إيران بالقرب من حدودها الشمالية خط أحمر، وهي غالبا ما تقول إنها تستهدف شحنات الأسلحة المتجهة إلى جماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران ومنشآت مرتبطة بإيران في سوريا. وترى إسرائيل في إيران تهديدا "وجوديا"، وهي تحذر من أنها ستتصرف بقوة عسكرية إذا لزم الأمر، لمنع إيران من تطوير أسلحة نووية. وزير الخارجية الإسرائيلية، يائير لابيد، قال الأسبوع الماضي "إذا كان هناك نظام إرهابي سيحصل على سلاح نووي، فعلينا أن نتحرك سريعا". وتصر إيران على أن برنامجها النووي للأغراض السلمية، ومن المقرر أن تستأنف طهران محادثات مع القوى الغربية نهاية الشهر الحالي، بعد انهيار اتفاق 2015. وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، قال في تصريحات له مؤخرا إنه "يتم العمل في كل الأوقات لمنع الحرب، من خلال تنفيذ العمليات ونقل الرسائل ومنع التعبئة العسكرية". وأشار إلى أنه "في حال نشوب حرب، سنكون مستعدين لتنفيذ عمليات لم نشهدها في الماضي، وبوسائل لم تكن في أيدينا في الماضي، وستضر بقلب الإرهاب وقدراته". وخلال الأعوام الماضية، شنت إسرائيل عشرات الضربات الجوية في سوريا، مستهدفة مواقع للجيش السوري وخصوصا أهدافا إيرانية وأخرى لحزب الله اللبناني. وفي الثالث من الشهر الحالي، استهدفت ضربة إسرائيلية منطقة تقع فيها مستودعات سلاح وذخائرة تابعة لمقاتلين موالين لإيران في ريف دمشق، بحسب المرصد السوري. تستهدف إسرائيل، منذ عام 2012، مواقع تابعة لإيران والميليشيات الموالية لها في أنحاء الأراضي السورية كافة، بما فيها درعا والرقة ودير الزور وحلب، وذلك في إطار ما سمي بـ "الحرب بين الحروب" وفي نهاية أكتوبر، قتل خمسة مقاتلين موالين لإيران في قصف إسرائيلي استهدف نقاطا عدة في ريف دمشق، وفق المصدر ذاته، الذي وثق أيضاً مقتل تسعة مقاتلين موالين لإيران في ضربة إسرائيلية في منتصف الشهر ذاته في ريف حمص الشرقي، فيما أفادت دمشق في حينه عن مقتل جندي سوري. وتشهد سوريا نزاعا داميا منذ العام 2011 تسبب بمقتل نحو نصف مليون شخص وألحق دمارا هائلا بالبنى التحتية وأدى إلى تهجير ملايين السكان داخل البلاد وخارجها.

هل أصبح رون أراد وإيلي كوهين في مكان واحد؟ إيران تنتظر معلومات عن مصير ديبلوماسييها الأربعة....

الراي.... | بقلم - ايليا ج. مغناير |.... رصدت إسرائيل مبلغ عشرة ملايين دولار، لمن يدلي بمعلومات عن العقيد الطيار رون أراد، الذي سقطت طائرته فوق لبنان في العام 1986. إلا أن هذه المُكافأة لم تعطِ أي نتيجة ولم تؤدِ إلى العثور عليه أو على رفاته، لأن تل أبيب لم تتبع «البروتوكول» المعروف للوصول إلى غايتها في الحصول على معلومات مؤكدة عن مصير أراد، إذ فاتها أنها تلقت المعاملة نفسها بعدما قالت لإيران إن ديبلوماسييها الأربعة الذين فقدوا في لبنان عام 1982، قتلوا ولا يعرف مكان جثثهم. هذا التعامل بالمثل يعني أن القيادة الإسرائيلية تعلم جيداً كيف يمكنها الحصول على المعلومات اللازمة عن طيارها المفقود من دون لف أو دوران، خصوصاً أن الغموض لا يقتصر على مصير الكولونيل أراد فقط، بل من غير المستبعد أن يكون ملف الجاسوس ايلي كوهين، أو رفاته بالأحرى، انضم إلى ملف أراد واصبحا في المكان عينه، وتالياً فإن خطف إسرائيل لجنرال إيراني في دمشق أو قبله خطف مسؤولين من لبنان بهدف الحصول على معلومات تريدها بشدة عن مصير طيارها لن يأتي بأي نتيجة، ولن ينفع التدخل الروسي لاستعادة رفاة كوهين، إلا إذا قررت الدخول في مفاوضات جدية تبدأ بتلبية طلب طهران في شأن مصير ديبلوماسييها. عندما كان الجنرال الإيراني أشرف صابري يسير في منطقة المزة في دمشق، في مكان قريب من منزله ومن السفارة الإيرانية، توقفت شاحنة صغيرة أمامه وقفز أشخاص انضموا إلى آخرين كانوا في الشارع نفسه ليخدروه ويلفونه بالورق المقوى إيذاناً باختطافه. وقد نقل من خلال مسار أمني معقد بتواطؤ أمني من جهات تملك إذن تخطي الحواجز العديدة المنتشرة في العاصمة وخارجها ليتم نقل الفريق الأمني الإسرائيلي ومعه الجنرال الإيراني إلى تل أبيب، وهي العملية التي اعتبرت - رغم جرأتها - بأنها «فاشلة»، لأن الجنرال صابري لم يكن لديه أي معلومات يدليها عن مصير أراد. وليس بغريب أن تكون سورية مسرحاً لعمليات جهاز «الموساد» وأجهزة غربية وعربية. فمنذ العام 2000، أبلغت دمشق حليفها «حزب الله» أن البلاد مُخترقة ويجب أخذ الحيطة والحذر. إلا أن الحزب لم يتصرف بناء على «التوصية السورية» ولم يأخذها على محمل الجد إلا بعد اغتيال قائده العسكري عضو المجلس الجهادي عماد مغنية عام 2008. أما إسرائيل، فقد أطلقت الجنرال صابري بعد اقتياده إلى دولة أفريقية وأعطته رقم السفارة الإيرانية للتواصل معها قبل إرجاعه إلى بلاده، خشية رد فعل طهران إذا بقي الضابط مختطفاً. علماً أن إسرائيل تستطيع اختطاف أي شخص لأنها تتلقى مساعدة من عشرات الدول ولا تخشى المحاسبة على أفعالها ويدعمها الإعلام الغربي، على عكس إيران.

أين رون أراد؟

عندما حضر وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان إلى لبنان، في أكتوبر الماضي، جلس في مؤتمره الصحافي، وخلفه صورة الديبلوماسيين الإيرانيين الأربعة، وأراد بذلك القول إن طهران لن تتخلى عنهم مهما طال الزمن، وهم الذين اختفوا في 1982 بعد اختطافهم على حاجز لـ «القوات اللبنانية». وكان قائد «القوات» آنذاك بشير الجميل، أعطى توجيهات لمسلحيه على مداخل مناطق سيطرته، باعتراض «الغرباء»، وفق ما ذكرت مصادر. وصودف مغادرة الوفد الإيراني على متن سيارة ديبلوماسية من مدينة طرابلس (شمال) إلى العاصمة بيروت مروراً بالمناطق التي عرفت حينها بـ«المناطق الشرقية». وهؤلاء هم: القائم بالأعمال محسن الموسوي، الجنرال أحمد متوسليان (قائد «لواء محمد رسول الله» الذي أسس أول مجموعات المقاومة الإسلامية في لبنان التي عرفت لاحقاُ بـ«حزب الله»)، كاظم آخوان (مصور «وكالة إرنا للأنباء»)، وتقي رستكار مقدم (موظف في السفارة الإيرانية). وبعد مرور ساعات على اختفائهم، جرى اتصال من السفارة الإيرانية في بيروت بقيادة الجيش، التي اتصلت بدورها بـ«القوات اللبنانية» التي نفت علمها بمصير الإيرانيين الأربعة. وأعلن قادة من «القوات» في وقت لاحق، أن الأربعة قتلوا بعدما اعتقلوا على حاجز البربارة، القريب من حاجز جسر المدفون للجيش السوري (سابقاً)، وأن جثثهم دفنت في مكان شيدت فيه أبنية عدة. إلا أن طهران تواصلت مع أطراف عدة دولية ومحلية، وبينها قائد «القوات» لاحقاً ايلي حبيقة، ومع ضباطه القريبين منه، وطرقت أبواب روما وبرلين والعديد من الدول بحثاً عن معلومات أو خيوط تقودها لمعرفة مصير ديبلوماسييها الأربعة. وتقول مصادر مطلعة، إن الوزير السابق حبيقة كشف أن الإيرانيين لم يقتلوا على حاجز البربارة بل أودعوا السجن لغاية 15 يناير 1986، أي غداة توقيع «الاتفاق الثلاثي» في دمشق (بين «القوات اللبنانية» وحركة «أمل» والحزب التقدمي الاشتراكي) وإنهاء حال العداء مع سورية. إلا أن حبيقة غادر مقره في «المجلس الحربي» في الكرنتينا بعد هجوم قاده سمير جعجع ضده، استطاع من خلاله انتزاع السلطة منه وإبعاده عن قيادة «القوات»... وفق ما هو معروف. وتعتبر مصادر إيرانية مطلعة، أن «الرحلات الأمنية، في بعض مراحل الحرب اللبنانية، من الحوض الخامس (المرفأ)، والأكوا مارينا (كازينو لبنان) إلى إسرائيل، وبالعكس، كانت متواصلة. وقد أوقفت القوات، حينها أربعة من عناصر حزب الله اقتيدوا إلى إسرائيل ولم يخرجوا إلا خلال عمليات التبادل بعد سنوات لاحقة». وثمة رواية أخرى مستقاة من قدامى «القوات» (مجموعة منشقة)، تقول إنهم «شاهدوا الإيرانيين في المجلس الحربي وكانوا على قيد الحياة». من هنا، فإن رواية قتل الأربعة لا معنى لها - بحسب المصادر الإيرانية - وإن «تسليمهم لإسرائيل هو الفرضية الأقرب إلى الواقع»، خصوصاً أن بعض المعلومات التي تعتبرها إيران مؤكدة تدل على أن هؤلاء بقوا أحياء لسنوات طويلة في السجون الإسرائيلية. ووفق ما تردد حينها، فإن رئيس جمعية أصدقاء المعتقل والسجين الفلسطيني أحمد حبيب الله أبوهشام، أعلن قبل استشهاده، أنه يعلم أن هناك أربعة إيرانيين اختطفوا من لبنان، في سجن عتليت. ولذلك فإن تل أبيب جعلت من الأربعة لغزاً، فأتى رد الفعل حول الطيار أراد بالموقف الغامض عينه ليصبح مصيره لغزاً هو الآخر. حاولت حركة «أمل»، التي كان على رأس قواتها في الجنوب محمد غدار وبامرة أبوعلي الديراني، المبادلة عبر صفقة تقضي بتسليم أراد مقابل إفراج إسرائيل عن 200 لبناني و450 أسيراً فلسطينياً و3 ملايين دولار. إلا أن تل أبيب رفضت العرض لتجد نفسها لاحقاً في موقع لا تعرف معه من ستفاوض. وقامت بخطف الديراني، من دون الحصول على أي معلومات تمكنها من الوصول إلى أراد. رغم أن الديراني كان تسلم أراد وسلمه إلى جهة تقع تحت مسؤولية الحرس الثوري الإيراني. وفي يناير 2006، قال الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله، إن أراد مات على الأرجح لأن باب زنزانة المنزل الذي احتجز فيه كان مفتوحاً عند عودة السجانين إلى المكان ليجدوه فارغاً. ولم يعرف من فتح الباب: هل هو أراد أم الجهة التي اقتادته إلى مكان مجهول؟...... ومن الطبيعي ألّا يكون أي أحد من الصف الأول في «حزب الله» يعلم بمصير أراد لأن الجهة المسؤولة لا تريد مشاركة سواها في هذا الملف حتى أقرب المقربين لها خارج إيران أو داخلها على قاعدة أن «المعرفة على قدر الحاجة». هذه الرواية تتطابق مع ما قاله الإسرائيلي عن المصير المجهول للديبلوماسيين الأربعة. وهذا يعني أن الطرفين يدعيان أن المُطالب بهم قتلوا وأن مصيرهم، أو مكان احتجازهم أو دفنهم غير معروف، رغم أن صوراً لأراد سلمت لإسرائيل في الأعوام الأولى من احتجازه مع رسائل منه. وكانت المفاوضات مع مساعد الأمين العام للأمم المتحدة الديبلوماسي المخضرم جاني دومينيكو بيكو بدأت تعطي بعض النتائج حينها، إلا أن تمسك تل أبيب بالرواية القاطعة عن مصير الأربعة جعل طهران وحليفها في لبنان يتمسكان بالرواية نفسها عن الطيار. فرواية «حزب الله» أن أراد «ميت وضائع» مطابقة لرواية إسرائيل عن الأربعة بأنهم «قتلوا ورفاتهم اختفت». وتالياً فإن الطرفين يعلمان تماماً أهمية استعادة الجثامين أو الأحياء. ولذلك فإنهما لن يتخليا عن روايتيهما «إلا إذا حصل انفراج»!

رفات كوهين

ويبدو أن أوراقاً أخرى بيد إيران لا تقل أهمية: فقد حاولت تل أبيب - عن طريق موسكو - استعادت رفاة الجاسوس ايلي كوهين، الذي أعدم شنقاً في دمشق قبل 55 عاماً واعتبر بطلاً قومياً. وكانت روسيا حصلت على رفاة زخاري بوميل الذي أعلن عن اختفائه مع اثنين من الجنود الإسرائيليين بعد معركة بالدبابات مع القوات السورية في لبنان عام 1982. وقد عرفت وقتها بمعركة السلطان يعقوب، وبقي مصير الإسرائيليين الثلاثة غير معروف، وهم جنديان ومواطن من أصل أميركي. وقد سلمت سورية رفاة بوميل، التي كانت دفنت في مقبرة جنوب مخيم اليرموك، إلى روسيا بطلب من الرئيس فلاديمير بوتين. وتقول مصادر مطلعة إنه من المحتمل أن تكون موسكو طلبت تسليمها رفاة كوهين ولكنها يمكن أن تكون وصلت متأخرة وقد تكون إيران تسلمت الرفاة. وإذا صحت هذه النظرية ربما تكون طهران جمعت بين رفاة كوهين، وبين أراد أو رفاته، ليجتمعا سوياً في مكان واحد. لقد تقترفت إسرائيل خطأً فادحاً عندما تلقت رسائل من آراد عام 1986 ولم تتفاعل معها وتطلب المبادلة. ولكنها اليوم تستطيع الحصول على معلومات أكيدة وقرائن وبراهين عن حياته أو مماته إذا أقرت بالإفراج عن معلومات وأدلة تتعلق بالديبلوماسيين الأربعة. لذا فإن الطرفين يعلمان أن أي معلومة عن حياة أو وفاة أراد لها ثمنها المقابل وهي معلومات عن الأربعة مقرونة بالدلائل. وتالياً فإن الكرة في ملعب إسرائيل التي تبحث عن رفاة كوهين وعن أراد - حياً أو ميتاً - لتستعيدهما إذا أرادت ذلك.

واشنطن تحذّر روسيا من ارتكاب «خطأ فادح» جديد في أوكرانيا

الراي... طلبت واشنطن أمس الأربعاء من موسكو «توضيحاً» في شأن تحرّكات «غير اعتيادية» للقوات الروسية بالقرب من الحدود مع أوكرانيا، محذّرة روسيا من تكرار «الخطأ الفادح» الذي ارتكبته في 2014 وأشعل حرباً في شرق أوكرانيا. وقال المتحدّث باسم البنتاغون جون كيربي «ندعو روسيا لتوضيح نواياها» في شأن «النشاط العسكري غير الاعتيادي في روسيا قرب الحدود الأوكرانية»، مؤكّداً أنّ ما يثير الريبة في شأن هذه التحركات العسكرية الروسية هو «حجمها» و«نطاقها». من جهته قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأوكراني ديميترو كوليبا في واشنطن «ليس لدينا وضوح في شأن نوايا موسكو لكنّنا نعرف استراتيجيتها». وأضاف الوزير الأميركي «نخشى أن ترتكب روسيا خطأً فادحاً بأن تحاول تكرار ما فعلته في 2014 عندما حشدت قواتها على طول الحدود ودخلت أراضي أوكرانية ذات سيادة، مدّعية كذباً أنّها تعرّضت للاستفزاز». وأوضح بلينكن أنّ الاستراتيجية التي اتّبعها الروس في أوكرانيا في الماضي هي «القيام باستفزازات لتنفيذ ما خطّطوا له منذ البداية». وحذّر رئيس الديبلوماسية الأميركية من أنّه «إذا كانت هناك استفزازات اليوم، فهي تأتي من روسيا، مع هذه التحرّكات للقوات التي نراها على طول الحدود الأوكرانية». وشدّد بلينكن على أنّ الولايات المتّحدة تتابع هذه التحركات العسكرية «من كثب» وبالتشاور مع حلفائها، منوّهاً بـ«ضبط النفس الملحوظ» الذي أظهرته كييف في هذا الصدد. وكرّر الوزير الأميركي لنظيره الأوكراني دعم الولايات المتحدة «الثابت» لـ«سيادة أوكرانيا واستقلالها ووحدة أراضيها». من جهته، دعا البنتاغون موسكو إلى «احترام اتفاقيات مينسك» التي تنصّ خصوصاً على نزع السلاح من الحدود الروسية-الأوكرانية. وكانت وسائل إعلام أميركية أفادت في نهاية أكتوبر عن تحرّكات للقوات الروسية بالقرب من الحدود الأوكرانية، في تطوّر اكتفى البنتاغون يومها بالتعليق عليه بالقول إنّه «يراقب الحدود من كثب»، من دون تفاصيل. وخلال المؤتمر الصحافي المشترك مع بلينكن رحّب وزير الخارجية الأوكراني بهذا الدعم الأميركي لأنّ «أفضل طريقة لكي يكون هناك ردع في مواجهة عدوانية روسيا» هي «بأن نظهر للكرملين بوضوح أنّ أوكرانيا قوية، وبأنّ لديها أيضاً حلفاء أقوياء لن يتركوها لوحدها في مواجهة عدوانية موسكو المتزايدة باستمرار». وكانت كييف نفت في بداية نوفمبر أي تحرّكات عسكرية روسية غير عادية. ويومها أكّد الجيش الأوكراني أنّ التحرّكات العسكرية الروسية التي أفيد عنها هي «نقل للقوات بعد تدريبات»، واضعاً إشاعة أنباء عن تعزيزات للجيش الروسي قرب الحدود الأوكرانية في إطار حرب «نفسية» محتملة ضدّ كييف.

موسكو تساند بيلاروس عسكرياً في «أزمة المهاجرين»...

بولندا تدعو إلى قمة أوروبية وتقترح حظر الرحلات الجوية من الشرق الأوسط..

الجريدة.... أرسلت موسكو قاذفتين من طراز «تو 22 إم 3» في دورية جوية بسماء حليفتها بيلاروس، مع تصاعد التوتر بين الأخيرة ودول الاتحاد الأوروبي، التي تتهمها بتسهيل وصول المهاجرين غير الشرعيين إليها، في حين دعت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى التدخل من أجل نزع فتيل الخلاف. بعد نشر بولندا، عضو الاتحاد الأوروبي وحلف «الناتو»، تعزيزات عسكرية تضمنت دبابات على حدود البلد، الذي تسكنه غالبية ناطقة بالروسية، لصد تدفق مهاجرين غير شرعيين قدموا من الشرق الأوسط وخاصة العراق، أكدت وزارة الدفاع الروسية أن قاذفتين بعيدتي المدى من طراز «تو22 إم 3» تابعتين لها نفذتا دورية جوية في سماء بيلاروس. وذكرت الوزارة، أمس، أن الدورية نفذت بهدف «اختبار نظام الدفاع الجوي الموحد لدولة الاتحاد بين روسيا وبيلاروس، والتدرب على التعامل بين الطيران الحربي ومراكز قيادة برية للجيشين الروسي والبيلاروسي». ولفتت موسكو إلى أن الدورية نفذت تحت قيادة قائدي سلاح الجو والدفاع الجوي في الجيش البيلاروسي، مشيرة إلى أن القاذفتين الروسيتين حققتا كل الأهداف المنوطة بهما. في موازاة ذلك، رفض الكرملين اتهامات رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافيتسكي، الذي حمّل روسيا مسؤولية أزمة الهجرة على الحدود بين بولندا وبيلاروس، حيث يوجد آلاف المهاجرين العالقين بينهم أطفال. وحذر الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف من مخاطر استمرار تدفق أعداد كبيرة من المهاجرين إلى الحدود البولندية البيلاروسية، واصفا الوضع بـ«الكارثة الإنسانية المحدقة»، وأضاف: «بالطبع أصبحنا على أعتاب كارثة إنسانية محدقة، فالحديث يدور حول حياة وصحة آلاف من الناس، وهم لاجئون يقولون بكل صراحة إنهم لا يرغبون في البقاء في بولندا، بل ينوون التوجه إلى عمق أراضي الاتحاد الأوروبي». وذكر بسابقات حظي فيها اللاجئون بحق الدخول لأراضي الاتحاد، مضيفا: «كان الأوروبيون يتحدثون عن القيم الأوروبية السامية فيما يتعلق بحماية هذا النوع من المهاجرين وتلبية مصالحهم وأمنهم، انطلاقا من الاعتبارات الإنسانية قبل غيرها»، وعلق على ورود تقارير عن احتمال إقدام سلطات وارسو على إغلاق حدودها مع بيلاروس على خلفية الأزمة، قائلا إن مثل هذه القرارات «من شأنها أن تجعل الوضع أكثر تعقيدا، إذ ليس ذلك سوى محاولات لمواصلة خنق بيلاروس» الدولة الحبيسة بشمال أوروبا.

رد مشترك

في موازاة ذلك، اتهم وزير الخارجية البيلاروسي فلاديمير ماكي الغرب بـ«افتعال أزمة الهجرة»، متابعا: «في ضوء الجولة الخامسة من العقوبات التي يتحدثون عنها في الغرب، الذريعة المستخدمة هذه المرة هي أزمة الهجرة التي افتعلها الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه التي تتشارك حدودا مع بيلاروس». وأضاف ماكي، خلال لقاء مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، انه يأمل «تعزيز العمل» مع روسيا، حليفة بلاده الرئيسية، داعيا إلى رد مشترك مع موسكو على «الأعمال غير الودية» التي تستهدف مينسك. من جانبه، قال لافروف إن مينسك وموسكو «عززتا تعاونهما بشكل فعال لمواجهة حملة ضد بيلاروس شنتها الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون في المنظمات الدولية».

ميركل وبوتين

ومع تفاقم التوتر، خلال الأيام القليلة الماضية، بين الاتحاد الأوروبي ومينسك المتهمة بتنظيم رحالات جوية رخيصة لجلب المهاجرين من الشرق الأوسط وإفريقيا، بهدف الضغط على التكتل، ردا على فرضه عقوبات على الرئيس ألكسندر لوكاشينكو، إثر شنه حملة «قمع سياسية»، طلبت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التحرك ضد «استغلال المهاجرين من قبل النظام البيلاروسي». وفي اتصال هاتفي أجرته مع بوتين، قالت المستشارة المنتهية ولايتها إن «استغلال المهاجرين أداة» على الحدود بين بولندا وبيلاروس «أمر غير مقبول». وتأتي دعوة ميركل لموسكو بالتدخل غداة مطالبة الرئيس البيلاروسي، الذي يطلق عليه اسم «آخر دكتاتور في أوروبا»، لوارسو بالسماح للمهاجرين بالعبور، قائلا إنهم يريدون الاستقرار في ألمانيا وليس في بولندا.

قمة أوروبية

في هذه الأثناء، طالب رئيس الوزراء البولندي الاتحاد الأوروبي بعقد قمة لمناقشة الوضع الراهن على حدود التكتل مع بيلاروس في أقرب وقت ممكن. وكشفت تقارير أن مورافيتسكي لا يريد الانتظار حتى انعقاد القمة العادية للاتحاد الاوروبي، المقررة في ديسمبر المقبل، ويستعجل عقد لقاء الزعماء وإن عبر الانترنت. ووسط حديث عن استعداد التكتل لمعاقبة شركة الطيران الحكومية البيلاروسية، قال عقب لقائه مع رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل: «يجب أن نتطلع إلى منع الرحلات الجوية من الشرق الأوسط إلى بيلاروس»، واصفا ما تفعله بيلاروس بـ«إرهاب الدولة». وجاء ذلك بعد أن زار رئيس الوزراء البولندي ووزير الدفاع ماريوس بلاشتشاك نقطة تفتيش «كوزنيتسا» على الحدود مع بيلاروس، حيث يوجد في المنطقة مخيم للاجئين. ورأى مورافيتسكي أن نقطة التفتيش على الحدود تمثل «خط المواجهة الأول». وترفض وارسو السماح للمهاجرين بدخول أراضيها، وأرسلت مئات الجنود كتعزيزات إلى الحدود في الأسابيع القليلة الماضية، فضلا عن إقامة سياج من الأسلاك الشائكة، في محاولة لوقف أي محاولات من جانب المهاجرين لاختراق الحدود. وأمس الأول، أعربت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، والمنظمة الدولية للهجرة، عن القلق إزاء أوضاع المهاجرين على الحدود بين بيلاروس وبولندا ولاتفيا وليتوانيا، كما نددتا بـ«استغلال المهاجرين واللاجئين لتحقيق غايات سياسية».

احتجاز واتهام

في السياق، احتجزت الشرطة البولندية 50 مهاجرا عبروا الحدود من بيلاروس خلال الساعات الـ24 الماضية، وما زالت تبحث عن آخرين، قرب بيالفييزا. ويأتي ذلك وسط تقارير عن تمكن عشرات الأشخاص من تدمير أسوار قريبة من قريتي كرينكي وبيالويزا وعبور الحدود ليل الثلاثاء - الأربعاء. وقال وزير الدفاع البولندي ماريوس بلاشتشاك لراديو بولندا إن «الوضع ليس هادئا»، مضيفاً أن مجموعات أصغر من المهاجرين تحاول الآن اختراق حدود الدولة العضو في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي ناتو، واتهمت وزارة الدفاع البولندية مسؤولين بيلاروسيين باستخدام التخويف لإجبار المهاجرين على اختراق الحدود.

إقبال كردي على «مسار مينسك» وميزانية عراقية لاستعادة العالقين

أفادت تقارير من إقليم كردستان برواج فكرة الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا بين كثير من الشباب الكردي، الذي وصل إلى «حافة اليأس» مع تردي الأوضاع المعيشية، عبر مسار بيلاروس، التي تتساهل شركة طيرانها الحكومية في نقل الراغبين من الشرق الأوسط إلى مينسك المتاخمة لحدود الاتحاد الأوروبي. يأتي ذلك في وقت تتوارد أنباء عن وصول نحو 4 آلاف شاب من كردستان إلى الشريط الحدودي الفاصل بين بيلاروس وبولندا، العضو في الاتحاد الأوروبي، وكثيرون منهم عالقون حالياً بظل ظروف صعبة ودرجات حرارة تصل إلى حد التجمد. وأمس الأول، خصصت الحكومة العراقية، 200 ألف دولار لوزارة الخارجية؛ لدعم عودة العراقيين العالقين في بيلاروسيا وليتوانيا وبولندا طوعيا.

رئيس الوزراء البولندي يتهم مينسك بممارسة «إرهاب دولة» في أزمة المهاجرين

وارسو: «الشرق الأوسط أونلاين»... اتهم رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافيتسكي، اليوم الأربعاء، بيلاروسيا بممارسة «إرهاب دولة» في أزمة المهاجرين غير المسبوقة على حدود بولندا العضو في الاتحاد الأوروبي، كما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية. وقال للصحافيين في وارسو خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال: «ما نواجهه هنا ويجب أن نكون واضحين هو إرهاب دولة»، مضيفا انه يعتقد أن ذلك هو «انتقام صامت» من جانب الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو بسبب دعم بولندا للمعارضة التي قمعتها السلطات البيلاروسية وبات معظم قادتها في المنفى.وأعلنت بولندا، الأربعاء، أنها شنت حملة ضد المهاجرين المحتشدين على الحدود واعتقلت أكثر من خمسين منهم مع تزايد محاولات العبور، متهمة مينسك وموسكو بتنظيم أزمة على بوابات أوروبا. ويحتشد بين ثلاثة آلاف وأربعة آلاف مهاجر معظمهم من أكراد الشرق الأوسط منذ أيام في منطقة غابات على الحدود الشرقية للاتحاد الأوروبي في درجات حرارة متدنية ويواجهون قوات بولندية كبيرة تتصدى لهم.

الرئيس الصيني: يجب ألا تعود منطقة آسيا والمحيط الهادي إلى توتر الحرب الباردة

الراي... قال الرئيس الصيني شي جينبينغ اليوم الخميس إن منطقة آسيا والمحيط الهادي يجب ألا تعود إلى التوتر الذي شهدته حقبة الحرب الباردة، وذلك قبيل اجتماع عبر الإنترنت من المتوقع أن يعقده مع الرئيس الأميركي جو بايدن قريبا ربما الأسبوع المقبل. وأضاف شي في رسالة مسجلة في مقطع فيديو لمنتدى للرؤساء التنفيذيين على هامش قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادي التي تستضيفها نيوزيلندا، أن محاولات رسم خطوط أيديولوجية أو تشكيل دوائر صغيرة على أسس جيوسياسية مآلها الفشل. وتابع: «لا يمكن ولا ينبغي أن تعود منطقة آسيا والمحيط الهادي إلى مواجهة وانقسام حقبة الحرب الباردة». تمثل تصريحات شي إشارة واضحة إلى جهود الولايات المتحدة مع حلفاء وشركاء في المنطقة، بما يشمل المجموعة الرباعية مع الهند واليابان وأستراليا، الرامية للحد مما تعتبره واشنطن نفوذا اقتصاديا وعسكريا صينيا متناميا. وقال الجيش الصيني يوم الثلاثاء إنه نظم دورية تأهب قتالي في اتجاه مضيق تايوان وذلك بعدما نددت وزارة الدفاع بزيارة وفد من المشرعين الأميركيين للجزيرة ذات الحكم الديموقراطي التي تعتبرها بكين تابعة لها. وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أمس الأربعاء إن بلاده وحلفاءها سيقومون «بتحرك» لم يحدده إذا استخدمت الصين القوة لتغيير الوضع الراهن لتايوان. ويعتقد مسؤولون أميركيون أن التعامل المباشر مع الرئيس الصيني هو أفضل طريقة لمنع انزلاق العلاقة بين أكبر اقتصادين في العالم إلى صراع. ولم يُعلن عن موعد محدد لاجتماع شي وبايدن، لكن شخصا مطلعا على الأمر قال إن من المتوقع عقده قريبا ربما الأسبوع المقبل.

التشدد الداخلي في الصين... انطلاقة جديدة أم تغطية للتصدّع؟...

الشرق الاوسط... أنطوان الحاج.... ثمة ما يشبه الإجماع في العالم على أن الصين منطلقة بسرعة إلى تجاوز الولايات المتحدة اقتصادياً على الأقل، على أن يتبع ذلك بشكل طبيعي تقدّمها سياسياً وعسكرياً. ولعل الرئيس الأميركي جو بايدن لخص ذلك بقول الرجل المتخوّف: «إذا لم نتحرك فسوف يأكلون غداءنا». ولئن كان هناك الكثير من الأدلة على هذا المسار الصيني، فإن برهاناً واحداً يكفي: الناتج المحلي الإجمالي الصيني ارتفع بمقدار 40 مرة منذ العام 1978، كما تملك الصين أكبر احتياطات مالية وفائض تجاري في العالم. لكن في موازاة ذلك، تصرفت الصين في الأشهر الأخيرة بما يخالف الخط «الرأسمالي» الذي انتهجته في السنوات الأخيرة وحقق لها نهضتها الكبيرة. هكذا، تواجه الشركات الصينية زيادة في عدد القواعد الصارمة التي يجب أن تخضع لها. كما تتزايد الغرامات، خصوصاً على شركات التكنولوجيا التي ترتكب «مخالفات». وفي الصورة الأوسع، يبدو جلياً أن الرئيس الصيني شي جينبينغ يعتزم إعادة فرض سيطرة محكمة للحزب الشيوعي على كل جوانب الحياة في البلاد، وذلك تحت عنوان «الرخاء العميم». وبنظر المراقبين، يعني هذا الشعار عملياً إطلاق حملة ضد عدم المساواة. وبالتالي يُتوقّع أن تأخذ الدولة ممّن لديهم دخل بالغ الارتفاع لتعطي الأقل حظوة. يرى الكاتب والمحلل الاقتصادي البريطاني المخضرم جورج ماغنوس أن هذا المستجدّ الصيني لا يعكس طبيعة التفكير اليساري لدى الرئيس الصيني فحسب، بل يعكس أيضًا استعداد الحزب الشيوعي لمؤتمره العشرين في نوفمبر (تشرين الثاني) من العام المقبل، حين ينوي الرئيس على الأرجح كسر قاعدة حزبية أخرى من خلال الحصول على فترة ولاية ثالثة على رأس الدولة. ومن هنا تنبع رغبته في إمساك الشركات الحكومية بمقدّرات الاقتصاد وإخضاع الشركات الخاصة ورجال الأعمال لما يرسمه الحزب الشيوعي من أهداف.

*نهاية صعود الصين؟

ثمة من يذهب أبعد في التحليل، ويقول إن شبه الإجماع على استمرار صعود الصين غير دقيق، بل كتب الأسترالي مايكل بيكلي والأميركي هال براندز في «فورين أفيرز» مقالاً بحثياً بعنوان «نهاية صعود الصين»، متبوعاً بعنوان فرعي «الوقت المتاح لتعيد بكين تشكيل العالم ينفد». يشرح الكاتبان أن صعود الصين على مدى عقود كان مدعومًا باتجاهات اقتصادية مؤاتية لم تعد متوافرة، بل إن الاتجاهات الحالية سلبية. ويزعمان أن القيادة الصينية تفرض ستاراً عازلاً على تباطؤ اقتصادي خطير فيما تنزلق مرة أخرى إلى اعتماد نظام شمولي. ويضيفان أن الصين تعاني ندرة في الموارد وتواجه أسوأ انهيار ديموغرافي في زمن السلم على مر تاريخها. ويلفتان إلى أن بكين استثمرت عشرات المليارات من الدولارات في مجال التكنولوجيا الحيوية، ومع ذلك فإن اللقاحات التي ابتكرتها لمواجهة «كوفيد - 19» لم تتمكن من منافسة تلك المنتَجة في البلدان الغربية. والملاحَظ، أن شي جينبينغ – الذي لم يكلف نفسه عناء المشاركة شخصياً في مؤتمر «كوب 26» في اسكوتلندا – يبدو على عجلة من أمره للإمساك بزمام الأمور. وتبدّى قلقه في الذهاب إلى فرض تدابير تضمن السيطرة الفكرية والثقافية على الأجيال الجديدة، من خلال ضبط قطاع الترفيه، وتعزيز التعليم الأيديولوجي في المدارس حيث يجري تلقين الأطفال الذين تقل أعمارهم عن ست سنوات «فكر شي جينبينغ»، سعياً إلى إعادة تشكيل المجتمع كما فعل ماو تسي تونغ. يلتقي هذا التفكير مع مضمون كتاب «كابوس الصين: الطموحات الكبرى لدولة متدهورة» لدان بلومنتال الذي ينتقد الآراء القائلة إن الصين دولة مسالمة لا طموحات إمبريالية لها، مستشهداً بالقمع في كل من التبت وهونغ كونغ وخصوصاً في إقليم شينجيانغ حيث تعيش أقلية الأويغور المسلمة، والرقابة المتشددة على الإنترنت وعلى أي مضمون ثقافي غربي. ويرى بلومنتال، الذي كان لسنوات مستشاراً لشؤون الصين لدى الإدارة الأميركية، أن قادة الصين على اختلافهم يعتقدون أن الاستقرار يأتي من أحادية القطب في السياسة الداخلية، وهو ما يعني منذ عقود طويلة حصر السلطة والحياة السياسية في يد الحزب الشيوعي. ويضيف أن هذا الفكر ينعكس على السياسة الخارجية «بحيث تريد الصين إنشاء مجال نفوذ يمكنها السيطرة عليه، مما يجعل آسيا ذات صورة قمعية ومغلقة». ويلفت إلى أن الشيوعية تسعى على الدوام إلى «تصدير» الثورة، مذكراً بأن ماو تسي تونغ - الذي حكم الصين أكثر من ثلاثين سنة – رعى حركات تمرد في تايلاند وماليزيا و فيتنام الجنوبية وإندونيسيا والفلبين.

*جهود جبارة وعيوب قاتلة

بدأت الصين تخفف القيود الاقتصادية عام 1979، إلا أن قمع الحركة الاحتجاجية بعنف في بكين (تيانانمين) بعد ذلك بعشر سنوات كان نكسة كبرى لجهودها وخيبة أمل للعالم الغربي الذي كان يأمل في تحوّلها إلى شريك تجاري كبير لا أكثر من ذلك. غير أن ذلك لم يمنع الصين من مواصلة نموها الاقتصادي، واستعراض عضلاتها التهديدية في وجه تايوان، وكذلك توسيع وجودها العسكري في بحر الصين الجنوبي، خصوصاً مع انشغال الولايات المتحدة ميدانياً في أنحاء أخرى من العالم. وفي العالم 2013 أعلن الرئيس السابق (2003 – 2013) هو جنتاو مشروع «الحزام والطريق» لربط بلاده بأنحاء واسعة من العالم بشبكة من الطرق وسكك الحديد والاتصالات. وعملت الصين طوال العقدين الماضيين على توسيع حضورها في كل القارات، وفتحت أبوابها للشركات الأجنبية العاملة في القطاعات الصناعية، ونجحت في جعل جملة «صنع في الصين» أمراً مألوفاً ومقبولاً بعدما كانت المنتجات الصينية عنوانا للتقليد الفاشل في أذهان المستهلكين. لكن حتى مع تجاوز الناتج المحلي الإجمالي 14 تريليون دولار، وفق أرقام 2020، يرى عدد كبير من المحللين أن الصين لا تقف على أرض صلبة، بل على رمال متحركة. بمعنى أنها لا تبتكر، على سبيل المثال، تكنولوجيا خاصة بها بل «تقتبس» تكنولوجيا الآخرين منتهكة حقوق الملكية الفكرية بلا رادع. ولا ننسى المشكلات البيئية التي يقف في أعلى سلمها الاعتماد على الفحم الحجري الملوِّث لتوليد الطاقة الكهربائية، بما ينعكس سلباً على حياة الصينيين الذين يعرف مجتمعهم تقهقراً ديموغرافياً بسبب سياسة «الطفل الواحد» التي ستعني خلال سنوات أن الاقتصاد الصيني سيعاني نقصاً في العمالة. يجب بناء الاستنتاجات في ما يخص مصير الصين الذي يهم كل العالم نظراً إلى حجمها ودورها، على واقع أن السعي المحموم إلى التوسع الاقتصادي والجهد المتواصل لبناء القوة العسكرية ليسا السبيل الوحيد إلى تحقيق الازدهار والاستقرار. فالمشكلة تكمن في أن الصين، على غرار الاتحاد السوفياتي السابق، لديها نظام سياسي - إيديولوجي قمعي يحد من إبداع الإنسان. قد يكون هذا هو العيب القاتل في التطلعات الصينية، فالسيطرة الخانقة على المجتمع تحدث تشققات قد تقود إلى الانهيار الداخلي...

الصين «مستعدة» للعمل مع الولايات المتحدة لحل الخلافات

بكين: «الشرق الأوسط أونلاين»... قال الرئيس الصيني شي جينبينغ إن بلده مستعد لحل الخلافات مع الولايات المتحدة على نحو ملائم، وذلك قبل اجتماع عبر الإنترنت مع نظيره الأميركي جو بايدن، وفقاً لوكالة «رويترز» للأنباء. وفي خطاب قرأه السفير الصيني لدى الولايات المتحدة تشين قانغ أمس الثلاثاء، خلال عشاء اللجنة الوطنية للعلاقات الأميركية الصينية في واشنطن، قال شي إنه مستعد للتعاون مع الولايات المتحدة بشأن القضايا الإقليمية والعالمية. ولم يعلن أي موعد لاجتماع شي وبايدن، لكن مصدراً مطلعاً ذكر أنه من المتوقع أن يكون بحلول الأسبوع المقبل.

مناورات صينية قرب تايوان... قمة افتراضية قريباً بين بايدن وشي جينبينغ

الجريدة.... يجري الجيش الصيني مناورات عسكرية بالقرب من تايوان، رداً على زيارة وفد من الكونغرس الأميركي إلى الجزيرة، حسبما أفادت وكالة «أسوشيتد برس». وقالت وزارة الدفاع الصينية، في بيان، أمس الأول، إن المناورات في منطقة مضيق تايوان هي «إجراء ضروري لحماية السيادة الوطنية». ولم يتطرق البيان إلى توقيت المناورات والقوات المشاركة فيها ومكانها. وأضاف البيان أن «دورية الاستعداد للحرب المشتركة التي نفذتها (قيادة المسرح الشرقي) بالجيش الصيني كانت مدفوعة بالأقوال والأفعال غير الصحيحة للدول المعنية بشأن قضية تايوان، وأفعال أولئك الذين يدافعون عن استقلال الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي». وأدان بيان صادر عن وزارة الدفاع الصينية الزيارة بشدة، قائلا «لا ينبغي لأحد أن يقلل من أهمية عزم جيش التحرير الشعبي على حماية السيادة الوطنية للشعب الصيني وسلامة أراضيه». وقالت وزارة الخارجية الصينية، أمس، إن زيارة وفد من الكونغرس تنتهك سياسة «الصين واحدة»، وإن على الولايات المتحدة وقف جميع أشكال التفاعل الرسمي مع تايوان على الفور. وصرح وانغ وين بين، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الصينية في إفادة إعلامية دورية، إن «التواطؤ مع القوى المؤيدة للاستقلال في تايوان لعبة خطيرة». وأشارت المتحدثة باسم مكتب شؤون تايوان في مجلس الدولة الصيني، تشو فنغ ليان، أمس الى أن «الأنشطة العسكرية التي يجريها جيش التحرير الشعبي بالقرب من تايوان لحماية السيادة الوطنية مبررة بالكامل، لأنّ تايوان جزء لا يتجزأ من الصين». وأضافت أن «تدريبات جيش التحرير الشعبي موجهة إلى الأنشطة الانفصالية الساعية إلى ما يسمى «استقلال تايوان والتدخل الخارجي، كما تخدم مصالح الأمة الصينية كلها والمصالح الحيوية لأهالي جانبي مضيق تايوان». وتابعت: «سيبذل البر الرئيسي أقصى ما في وسعه لإعادة التوحيد السلمي بمنتهى الصدق، لكنه لن يترك مجالا للأنشطة الانفصالية الساعية إلى ما يسمى استقلال تايوان». من ناحيته، قال الدالاي لاما، الزعيم الروحي للتبت، إنه يرغب بالبقاء في الهند، حيث يعيش منذ العام 1959، بعد انتفاضة فاشلة ضد الحكم الصيني في التبت، بدلا من الانخراط في «السياسات المعقدة» بين الصين وتايوان التي تتمسك بالبوذية. ورفض الراهب البوذي، الذي بلغ عامه السادس والثمانين، في حديث خلال مؤتمر صحافي عبر الإنترنت، استضافه «نادي المراسلين الأجانب» في طوكيو، التعليق على خطط الرئيس الصيني شي جينبينغ للبقاء في منصبه لولاية ثالثة مدتها خمس سنوات، لكنه قال إن «ميل الحزب الشيوعي الحاكم في الصين، للسيطرة الاجتماعية الصارمة، قد يكون ضارا لكثيرين». إلى ذلك، نقلت وكالة «بلومبرغ» للأنباء عن مصادر مطلعة أن قمة افتراضية ستعقد بين الرئيس الأميركي جو بايدن، ونظيره الصيني شي جينبينغ الأسبوع المقبل، إلا أن الموعد الدقيق لها لم يتحدد بعد. وعلقت «بلومبرغ» بأن القمة تأتي في ظل تحسن طرأ على العلاقات بين أكبر اقتصادين في العالم خلال الأشهر الماضية، رغم التنازع بشأن تايوان وتزايد المخاوف في واشنطن من توسيع بكين ترسانتها النووية. وأضافت المصادر أن القمة لن تتطرق إلى قضية إعادة فتح القنصلية الأميركية في تشنغدو، والقنصلية الصينية في هيوستن، اللتين جرى إغلاقهما في يوليو من العام الماضي، في إطار توترات بين واشنطن وبكين. وفي بيان نشر على الموقع الإلكتروني لسفارة بلاده لدى واشنطن، قال شي جينبينغ، أمس الأول، إن «الصين مستعدة للعمل مع الولايات المتحدة لإدارة الخلافات بشكل صحيح». وأشار في رسالة تهنئة إلى اللجنة الوطنية للعلاقات الأميركية الصينية، قرأها تشين قانغ، السفير الصيني لدى واشنطن، إلى أنه «وفقا لمبادئ الاحترام المتبادل والتعايش السلمي والتعاون المربح للجانبين، فإن الصين مستعدة للعمل مع الولايات المتحدة لتعزيز التبادلات والتعاون في جميع المجالات، والتصدي المشترك للقضايا الإقليمية والدولية وكذلك التحديات العالمية». وأضاف: «في غضون ذلك، إدارة الخلافات بشكل صحيح لإعادة العلاقات الصينية- الأميركية إلى المسار الصحيح للتنمية السليمة والمطردة». وكان بايدن قال، أمس الأول، إن الولايات المتحدة ستواصل حظراً فرضته إدارة ترامب على الاستثمارات الأميركية في الشركات الصينية، التي تقول واشنطن إنها مملوكة أو تحت سيطرة الجيش الصيني. ويهدف هذا التحرك لردع شركات الاستثمار الأميركية وصناديق معاشات التقاعد وكيانات أخرى عن شراء أسهم في الشركات الصينية، التي تصنفها وزارة الدفاع الأميركية بأنها مدعومة من الجيش الصيني.

الرئيس الفرنسي السابق فرنسوا هولاند يدلي بإفادته في قضية اعتداءات 2015

باريس: «الشرق الأوسط أونلاين».. يمثل الرئيس الفرنسي السابق فرنسوا هولاند الذي شهدت سنوات ولايته الخمس سلسلة من الهجمات الإرهابية، على منصة الشهود اليوم الأربعاء في محكمة الجنايات بباريس ضمن المحاكمة المتعلقة بهجمات 13 نوفمبر (تشرين الثاني) 2015. ومن المقرر أن يدلي الرئيس الاشتراكي السابق بإفادته ظهراً أمام محكمة الجنايات الخاصة في باريس حيث تجري محاكمة المتهمين بالهجمات الإرهابية التي أسفرت عن مقتل 130 شخصا وأرعبت فرنسا فرنسا في 13 نوفمبر 2015. وكان هولاند، رئيس الدولة من 2012 إلى 2017، يحضر مباراة ودية بين منتخبي فرنسا وألمانيا لكرة القدم مساء ذلك اليوم في ملعب «ستاد دو فرانس» في ضاحية سان دوني الباريسية حين فجّر انتحاريون أحزمة ناسفة مثّلت بداية ليلة رعب. وعقب الانفجارات الثلاثة في سان دوني التي خلّفت قتيلا، نفّذ أفراد آخرون من المجموعة المتطرفة مجزرة في مقاهي رصيف باريسية وفي قاعة باتاكلان للحفلات في شرق باريس. ومنذ الانفجار الأول أمام الملعب، أخرج جهاز الأمن الرئاسي هولاند إلى مكان آمن. وفيما كانت الهجمات ما زالت مستمرة في باريس، تحدث إلى الفرنسيين عبر التلفزيون والصدمة واضحة على وجهه قائلا «إنه أمر مرعب». ثم توجه إلى باتاكلان بعد الاعتداء وأعلن خلال الليل حالة الطوارئ في البلاد. ومنذ بدء المحاكمة في الثامن من سبتمبر (أيلول)، تردد اسم فرنسوا هولاند مرات عدة في قاعة المحكمة، خصوصا من صلاح عبد السلام، العضو الوحيد في مجموعة المهاجمين الذي بقي على قيد الحياة والذي إذبرر الهجمات بأنها ردّ على السياسة الخارجية لفرنسا. ويشار في هذا الصدد إلى أن هولاند أشرك فرنسا في التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لمحاربة تنظيم «داعش» في العراق وسوريا. وقال صلاح عبد السلام في 15 سبتمبر «أنا أقول لكم: قاتلنا فرنسا، هاجمنا فرنسا، استهدفنا سكانا ومدنيين، لكن في الواقع ليس لدينا أي شيء شخصي ضد هؤلاء الأشخاص، لقد استهدفنا فرنسا ولا شيء آخر». وأضاف أن «فرنسوا هولاند كان على علم بالأخطار المترتبة على مهاجمة تنظيم داعش في سوريا»، كما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية.

المبعوث الأميركي لأفغانستان يلتقي وزير خارجية «طالبان»... 5000 أفغاني يعبرون الحدود يومياً إلى إيران

الشرق الاوسط.... واشنطن: علي بردى... يصل المبعوث الأميركي الخاص لأفغانستان، توماس ويست، باكستان في أول زيارة له إلى المنطقة منذ توليه منصبه خلفاً لزلماي خليل زاد، بغية عقد اجتماع مع وزير خارجية «طالبان» أمير خان متقي وعدد من الدبلوماسيين الكبار من الصين وروسيا. وأفادت وزارة الخارجية الأميركية أن ويست يخطط لزيارة روسيا والهند، بالإضافة إلى باكستان. وأكد مسؤول حكومي باكستاني، طلب عدم نشر اسمه، أن اجتماع «الترويكا بلس» المؤلف من الصين وروسيا وباكستان، والمقرر اليوم (الخميس) في إسلام آباد، سيضم متقي، بالإضافة إلى ويست الذي قاد المحادثات التي أدت إلى انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان. وبدأ وزير الشؤون الخارجية الأفغاني الذي عيّنته «حركة طالبان» زيارة لباكستان الأربعاء لبحث العلاقات التجارية وغيرها من الروابط، مع سعي «طالبان» لنيل الاعتراف الدولي ورفع التجميد عن أصولها، بما يحول دون وقوع البلاد في براثن أزمة اقتصادية. وقالت وزارة الخارجية الباكستانية إن القائم بأعمال وزير الخارجية الأفغاني أمير خان متقي سيرأس وفداً إلى إسلام آباد لبحث «العلاقات الباكستانية الأفغانية مع تركيز خاص... على تعزيز التجارة وتسهيل التنقل عبر الحدود والروابط البرية والجوية والتواصل بين الشعبين والاتصال الإقليمي». وقال الناطق باسم وزارة الخارجية «الطالبانية» قهار بلخي إن متقي سيرأس وفداً رفيع المستوى إلى باكستان يضم مسؤولين من وزارتي الاقتصاد والتجارة الأفغانية. وأضاف أن أعضاء الوفد سيبحثون مع نظرائهم الباكستانيين «سبل تعزيز العلاقات الثنائية وآليات توسيع التعاون الاقتصادي وحركة مواطني الدولتين، إضافة إلى ملف اللاجئين». ومن المقرر أن يشارك في اجتماعات «ترويكا بلس» المبعوثون الخاصون لدى أفغانستان؛ الباكستاني محمد صديق، والروسي زمير كابولوف، والصيني يوي شياو. وقال المسؤول الباكستاني الكبير إن الاجتماع «يهدف في المقام الأول إلى إيجاد طرق لتجنب أزمة إنسانية، والنظر في احتمالات تشكيل حكومة شاملة في أفغانستان». وكانت الأمم المتحدة حذرت مراراً وتكراراً من أن أفغانستان على شفا أسوأ أزمة إنسانية في العالم؛ حيث يواجه أكثر من نصف البلاد نقصاً حاداً في الغذاء، والشتاء يجبر الملايين على الاختيار بين الهجرة والمجاعة. وقال ويست، الذي كان في بروكسل هذا الأسبوع لاطلاع حلف شمال الأطلسي (الناتو) على انخراط الولايات المتحدة مع «طالبان»، إن الجماعة عبّرت «بوضوح شديد» عن رغبتها في استئناف المساعدات، وكذلك تطبيع العلاقات الدولية ورؤية تخفيف العقوبات. وقال الناطق باسم الوزارة، نيد برايس، إن ويست «سيواصل مع شركائنا توضيح توقعاتنا من (طالبان) وأي حكومة أفغانية مستقبلية». ودعا ويست الحلفاء إلى الوحدة بشأن هذه المسائل، مشيراً إلى أن واشنطن «لا تستطيع أن تقدم أياً من تلك الأمور بمفردها». وتشمل قائمة الحلفاء الصين، التي اختلفت معها الولايات المتحدة في الأشهر الأخيرة بشأن مسائل عدة، من بينها قضية تايوان. وقال ويست إن لبكين «دوراً إيجابياً» تؤديه في أفغانستان. وأكدت الصين وروسيا أنهما سيرسلان مبعوثيهما لأفغانستان إلى الاجتماع. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية، وانغ ونبين، إن «الصين تدعم كل الجهود الدولية التي تساهم في تعزيز السلام والاستقرار في أفغانستان وترسيخ التوافق بين جميع الأطراف». وأكد أنه أثناء زيارته للهند، لا يخطط لحضور حوار أمني إقليمي بشأن أفغانستان هناك حصل أمس الأربعاء. وقال مسؤولون هنود إن الاجتماع شارك فيه روسيا وإيران، وكذلك دول آسيا الوسطى؛ قازاقستان وقرغيزستان وطاجيكستان وتركمانستان وأوزبكستان. كما تلقت باكستان دعوة، لكنها رفضت، وكذلك فعلت الصين، الحليف الوثيق لإسلام آباد. وكرر مستشار الأمن القومي الهندي أجيت دوفال دعوة الغرب إلى التعاون الوثيق بين الحلفاء الإقليميين. وقال: «إني على ثقة من أن مداولاتنا ستكون مثمرة ومفيدة وستساهم في مساعدة شعب أفغانستان وتعزيز أمننا الجماعي». من جانبه، صرّح الناطق باسم «طالبان» ذبيح الله مجاهد في مؤتمر صحافي، الأربعاء، أن الحركة ترحب بالاجتماعات الإقليمية المختلفة. وقال: «ليست لدينا مخاوف (...) الاجتماعات ستكون لصالح أفغانستان، لأن المنطقة بأسرها تعتقد أن أمن أفغانستان لصالح الجميع». وفي سياق متصل، قال المجلس النرويجي للاجئين، أمس (الأربعاء)، إن عدداً يتراوح بين 4000 و5000 أفغاني يعبرون الحدود يومياً إلى إيران منذ دخول مقاتلي «حركة طالبان» العاصمة كابول في أغسطس (آب)، وإنه من المتوقع وصول مئات الآلاف خلال فصل الشتاء. وكان توقف الدعم الدولي فجأة بعد سيطرة «طالبان» وتجميد أرصدة البنك المركزي الأفغاني في الخارج قد دفع البلاد إلى شفا الانهيار الاقتصادي. وقال يان إيجلاند، الأمين العام للمجلس، في بيان: «لا بد من زيادة فورية للمساعدات داخل أفغانستان». وتقول وكالات الأمم المتحدة إن ما يصل إلى 22.8 مليون، يمثلون أكثر من نصف الشعب الأفغاني، البالغ عدده 39 مليون نسمة، يواجهون نقصاً غذائياً حاداً، بالمقارنة مع 14 مليوناً قبل شهرين فحسب.

«طالبان» تؤكد أن «داعش»... «تحت السيطرة»

الراي... كابول - أ ف ب - أكدت حركة «طالبان»، أمس، أن تنظيم «الدولة الإسلامية - ولاية خراسان،» الذي شن أخيرا هجمات دامية في أفغانستان أصبح «تحت السيطرة بشكل أو بآخر» موضحة أن التنظيم «لا يشكل تهديداً كبيراً»، بعد اعتقال 600 من أفراده أو المتعاطفين معه منذ أغسطس الماضي. وقال الناطق باسم الحركة ذبيح الله مجاهد خلال مؤتمر صحافي في كابول، إنه في الأشهر الأخيرة «تم اعتقال نحو 600 شخص لانتمائهم للتنظيم، واصفا ذلك بأنه (انجاز كبير)». وبحسب مجاهد فإن عددهم «ليس كبيرا في أفغانستان لأنهم لا يحظون بدعم الشعب»، مشيرا إلى أن هناك عددا من النساء من بين المعتقلين، ويخضعن للاستجواب «من قبل نساء». وبحسب مجاهد، فإنه خلافا لنظيره في الشرق الأوسط، فإن «داعش»، لا يضم سوى مقاتلين محليين ووجوده في أفغانستان لا يشكل خطراً على دول أخرى.

الهند تستضيف جيران أفغانستان

الجريدة... حوار أمني إقليمي رفيع المستوى عقد بالعاصمة الهندية نيودلهي... تعهد حوار أمني إقليمي رفيع المستوى عقد بالعاصمة الهندية نيودلهي، أمس، بتقديم دعم قوي لإرساء السلام والأمن والاستقرار في أفغانستان، تزامناً مع قيام وفد بارز من حركة «طالبان» برئاسة القائم بأعمال وزير الخارجية أمير خان متقي بأول زيارة لباكستان منذ سيطرتها على الحكم. وذكرت الخارجية الهندية، فإن الحوار الإقليمي الذي جمع مستشاري الأمن القومي للهند وإيران وكازاخستان، وقيرغيزستان، وروسيا، وطاجيكستان، وأوزبكستان، ورفضت باكستان حضوره، تناول الوضع السياسي بأفغانستان، والتهديدات الناشئة عن الإرهاب والتطرف، وتهريب المخدرات، وأهمية إيصال المساعدات الإنسانية.

الهند: مؤتمر يدعو لضمان عدم تحول أفغانستان إلى ملاذ للإرهاب

حضر المؤتمر، ممثلون عنروسيا وإيران وكازاخستان وقيرغيزستان وطاجيكستان وتركمانستان وأوزبكستان

نيودلهي: «الشرق الأوسط»... دعا مؤتمر أمني إقليمي استضافته الهند، أمس الأربعاء، إلى التعاون الجماعي لضمان عدم تحول أفغانستان إلى ملاذ آمن للإرهاب العالمي. حضر المؤتمر، الذي دعا إلى تنسيق استراتيجية مشتركة بشأن أفغانستان بعد أن سيطرت حركة «طالبان» على كابل في أغسطس (آب) الماضي، ممثلون عن روسيا وإيران وكازاخستان وقيرغيزستان وطاجيكستان وتركمانستان وأوزبكستان، كما جرت دعوة باكستان والصين لحضور المؤتمر، لكنهما رفضتا. وقالت الصين إن السبب وراء عدم مشاركتها هو وجود تضارب في جدول المواعيد، بينما ذكرت صحيفة «دون» الإخبارية الباكستانية أن مستشار الأمن القومي الباكستاني، مؤيد يوسف، قرر عدم الحضور واتهم الهند بأنها «من المخربين» في المنطقة. ودعا «إعلان دلهي» بشأن أفغانستان، الذي صدر بعد اجتماع كبار مسؤولي الأمن القومي، إلى التعاون لمكافحة الراديكالية والتطرف والانفصالية وتهريب المخدرات في المنطقة. كما أكد على الحاجة إلى وجود حكومة منفتحة وشاملة وممثلة من جميع شرائح المجتمع، من أجل عملية مصالحة ناجحة في أفغانستان.

المحكمة العليا تستدعي عمران خان بشأن هجوم شنته «طالبان»

إسلام آباد: «الشرق الأوسط»... استدعت المحكمة العليا في باكستان، رئيس الوزراء عمران خان، للمثول أمامها في قضية تتعلق بهجوم كبير شنته «حركة طالبان» الباكستانية قبل 7 أعوام، في ظل تحرك الحكومة للتوصل إلى اتفاق سلام مع الجماعة المتشددة. ونقلت وكالة «بلومبرغ» للأنباء، أمس (الأربعاء)، عن متحدث باسم المحكمة، يدعى شهيد حسين، قوله عبر الهاتف، إن قاضي المحكمة، جولزار أحمد، استدعى رئيس الوزراء لسؤاله بشأن التحقيق الذي أجرته الحكومة فيما يتعلق بالهجوم. ويشار إلى أن الهجوم، الذي وقع في عام 2014 بإحدى المدارس، كان قد أسفر عن مقتل نحو 150 شخصاً، معظمهم من الأطفال. وانتقدت لجنة من قاضيين، تتولى الاستماع للقضية، الجهود التي تبذلها الحكومة من أجل التوصل إلى اتفاق سلام مع الجماعة المتشددة التي كانت متورطة في الهجوم، بحسب ما ذكرته شبكة تلفزيون «جيو» الباكستانية.

التوتر على حدود التكتل الأوروبي يثير مخاوف مواجهة عسكرية

بروكسل بصدد فرض عقوبات ضد بيلاروسيا... وبولندا تطالب بقمة أوروبية طارئة

الشرق الاوسط... برلين: راغدة بهنام... يدرس الاتحاد الأوروبي عقوبات إضافية على بيلاروسيا يستعد لإقرارها خلال أيام، عقابا على استخدامها اللاجئين في «هجوم هجين» على أوروبا. وهناك آلاف المهاجرين الراغبين في دخول بولندا ويثير التوتر الحدودي مخاوف من حدوث مواجهة على حدود الاتحاد الأوروبي، حيث نشر البلدان قوات مسلحة حاليا على الحدود. وانتشر الجنود على الجانبين ما أثار مخاوف من حدوث تصعيد. وقال رئيس الوزراء البولندي، ماتيوس مورافيتسكي، إن بلاده طلبت من الاتحاد الأوروبي عقد قمة لمناقشة الوضع الراهن على حدود التكتل الأوروبي مع بيلاروسيا، في أقرب وقت ممكن. وأيدت ألمانيا عقوبات إضافية على نظام الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو. وأجرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل اتصالا هاتفيا يوم أمس بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإقناعه «بممارسة تأثيره» على الرئيس البيلاروسي بخصوص أزمة اللاجئين على الحدود بين بيلاروسيا وبولندا. وقالت بحسب بيان من مكتبها إنها شددت على بوتين أن «ما يحصل على الحدود بين بيلاروسيا وبولندا وتحريك اللاجئين بوجه الاتحاد الأوروبي من قبل النظام البيلاروسي هو أمر غير إنساني وغير مقبول بتاتا». بدورها اعتبرت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشليه الأربعاء أن أزمة المهاجرين غير المسبوقة على الحدود بين بولندا وبيلاروسيا «غير مقبولة»، مؤكدة على ضرورة ألا يقضي اللاجئون ليلة أخرى عالقين بين البلدين. وقالت باشليه في بيان: «أطالب الدول المعنية باتخاذ خطوات فورية لوقف التصعيد وحل هذا الوضع غير المقبول». وأوضحت باشليه «أنه لأمر مريع أن توجد أعداد كبيرة من المهاجرين واللاجئين لا يزالون متروكين في وضع يائس مع درجات حرارة تقارب الصفر على الحدود بين بيلاروسيا وبولندا». ويتهم الأوروبيون منذ أسابيع الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو بتأجيج التوتر من خلال إصدار تأشيرات للمهاجرين وإحضارهم إلى الحدود انتقاما للعقوبات الأوروبية التي فرضت على بلده لقمعه حركة معارضة بعد الانتخابات الرئاسية في 2020، وقال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس إن «الصورة والانطباع الذي يتكون مما يحصل على الحدود في بيلاروسيا مروع»، ليضيف أن لوكاشينكو «مستمر بالتصعيد بشكل خطير واستخدام الأشخاص الباحثين عن اللجوء كرهائن من دون أي ضمير في لعبته لإثبات القوة، ولكن الاتحاد الأوروبي لن يخضع للابتزاز». وأشار ماس مهددا بإمكانية توسيع العقوبات لتشمل القطاع الاقتصادي إلى ضرورة أن «يعي لوكاشينكو أن حساباته ليست صحيحة». وتتهم بولندا روسيا بدعم لوكاشينكو في تحركاته لاستقدام لاجئين على حدودها. ورفض الكرملين الأربعاء اتهامات رئيس الوزراء البولندي الذي حمل موسكو مسؤولية أزمة الهجرة على الحدود بين بولندا وبيلاروسيا، حيث يوجد آلاف المهاجرين العالقين. وقال الناطق باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف في مؤتمر صحافي: «نعتبر تصريحات رئيس الوزراء البولندي بأن روسيا مسؤولة عن هذا الوضع غير مسؤولة وغير مقبولة على الإطلاق». واتهم وزير الخارجية البيلاروسي فلاديمير ماكي الأربعاء الغرب بافتعال أزمة الهجرة على الحدود البولندية لفرض عقوبات جديدة على مينسك. وقال ماكي خلال لقاء مع نظيره الروسي: «في ضوء الجولة الخامسة من العقوبات التي يتحدثون عنها في الغرب، الذريعة المستخدمة هذه المرة هي أزمة الهجرة التي افتعلها الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه التي تتشارك حدودا مع بيلاروسيا»، داعيا إلى «رد مشترك» مع موسكو. وأضاف ماكي أنه يأمل في «تعزيز العمل» مع روسيا، حليفته الرئيسية، لمواجهة «الأعمال غير الودية» التي تستهدف بيلاروسيا. من جانبه، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن مينسك وموسكو «عززتا تعاونهما بشكل فعال لمواجهة حملة ضد بيلاروسيا شنتها واشنطن وحلفاؤها الأوروبيون في المنظمات الدولية». وزادت بيلاروسيا منذ سبتمبر (أيلول) الماضي بشكل لافت من الرحلات الجوية بين دول مثل العراق وسوريا ومينسك لتصل إلى ٤٠ رحلة أسبوعيا، وسهلت إجراءات الدخول للعراقيين والسوريين الذين تدفع بهم الشرطة إلى الحدود البرية مع بولندا لدى وصولهم. ومنذ بداية الأسبوع حاول آلاف اللاجئين العبور بشكل جماعي الحدود مع بولندا وقطع السياج الحديدي الذي يحرسه ١٢ ألف جندي بحسب وزارة الدفاع في وارسو. ويحاول اللاجئون عبور بولندا للوصول إلى ألمانيا طلبا للجوء. وقد سجلت ألمانيا الأسبوع الماضي أعدادا قياسية من اللاجئين الواصلين عبر الحدود، لم تشهدها منذ موجة اللجوء الكبيرة عام ٢٠١٥، وأثارت الأعداد تلك مخاوف كبيرة داخل ألمانيا ودفعت بوزير الداخلية الألمانية المنتهية ولايته هورست زيهوفر إلى الإعلان عن ضرورة دعم بولندا في التسريع ببناء حائط فاصل على طول حدودها مع بيلاروسيا. وبحسب وزير الخارجية الألماني، فإن برلين ستتواصل مع دول «المنشأ والترانزيت» التي يأتي منها اللاجئون إلى بيلاروسيا وكذلك شركات الطيران التي تنقل اللاجئين، مهددا بعقوبات على «كل من يتعاون» مع لوكاشينكو في تسهيل «تصرفاته غير الإنسانية». وقال إنه من الضروري «زيادة الدعاية» في دول المنشأ التي يأتي منها اللاجئون لإبلاغهم بأنهم «ضحايا وعود كاذبة وبأنهم يدفعون آلاف الدولارات لكي يصبحوا عالقين في غابات بيلاروسيا». وفرض الاتحاد الأوروبي على نظام لوكاشينكو عقوبات بعد أن اعترضت قواته الجوية طائرة تجارية في الصيف الماضي، تابعة لشركة «راين إير» كان على متنها ناشط من بيلاروسيا يدعى رومان بروتاسيفيتش، وأجبرتها على أن تحط في مينسك بهدف اعتقال الناشط الذي ما زال يقبع في السجن. واستهدفت العقوبات المفروضة على نظام بيلاروسيا ١٦٦ شخصا مقربا من النظام و١٥ شركة مرتبطة به. ورد لوكاشينكو على تهديدات الاتحاد الأوروبي بالمزيد من العقوبات واتهامه بخلق أزمة لاجئين، بكيل من الشتائم على المسؤولين الأوروبيين في مقابلة أدلى بها لمجلة روسية وتهديدات «بحرب نووية» بحسب ما نقلت صحيفة «بيلد» الألمانية. وقال: «لا سمح الله، وفي حالة أي خطأ صغير، فإن روسيا ستدخل على الخط فورا، وهي أكبر دولة نووية في العالم». وقال لمجلة «ناتسيولنايا أوبورونا» إنه يخشى أن تؤدي التطورات الحاصلة على الحدود مع بولندا إلى «مواجهة نشطة» بسبب «الاستفزازات» من الجانب البولندي، وعدد من هذه الاستفزازات طائرات الهليكوبر التابعة للجيش البولندي التي قال إنها تحلق «على علو منخفض جدا على الحدود لإخافة اللاجئين». وفي بداية الأزمة في سبتمبر (أيلول) الماضي، قال رئيس الوزراء البولندي ماتويزمورافيكي في وارسو إن لوكاشينكو «لا يتصرف منفردا بل بدعم من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين». وقبل بضعة أسابيع، قال وزير خارجية لاتفيا، التي تتشارك أيضا في حدود مع بيلاروسيا، أن أعدادا أقل من اللاجئين يحاولون عبور الحدود، مضيفا أن هناك «تقريرا يشير إلى أن عددا من الذين يحاولون العبور مع اللاجئين يعيشون في بيلاروسيا أو روسيا منذ سنوات، البعض منهم مرتبط بجماعات إرهابية ما يعني أن هناك أيضا مخاوف أمنية». وقبل ذلك، قال مسؤولون أيضا إن روسيا تحاول إدخال جواسيس لها إلى أوروبا من ضمن اللاجئين. وتتخوف ألمانيا من استخدام روسيا كذلك لورقة الغاز للضغط على الاتحاد الأوروبي أكثر. وتعاني ألمانيا والدول الأوروبي من ارتفاع كبير من سعر الغاز الطبيعي الذي تستقدم ثلثه من روسيا، وسط شح في الغاز الروسي الذي تضخه «غاز بروم» إلى ألمانيا.

مهندسة تقرّ بتزوير نتائج اختبارات الفولاذ للغواصات الأميركية

الشرق الاوسط... واشنطن: إيلي يوسف... اعترفت مهندسة أميركية متخصصة في قياس قوة المعادن ومتانتها، الخاصة بإنتاج الفولاذ الذي تصنع منه الغواصات الأميركية، بأنها تلاعبت لمدة تصل إلى 30 عاماً باختبارات المتانة، التي كانت تطلبها وزارة الدفاع الأميركية. وقالت وزارة العدل الأميركية إن المهندسة إيلين توماس، البالغة 67 عاماً، أقرت يوم الاثنين بالتهم الموجهة إليها، بشأن تلاعبها بالمواصفات المطلوبة على اختبارات الفولاذ، الذي كان يفترض أن يكون مقاوماً بدرجة كبيرة عند الغوص أو في مواجهة درجات حرارة قصوى، تطلبها البحرية الأميركية. وقالت الوزارة، في أوراق الدعوى التي رفعتها أمام محكمة في ولاية واشنطن، شمال غربي الولايات المتحدة، إن المهندسة متورطة في قضية «احتيال كبرى»، بسبب تزويرها هذه الاختبارات، عبر إخفاء حقيقة أن الفولاذ الذي تم سكبه في المصنع لا يتطابق مع المعايير التي حددتها البحرية الأميركية، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية. وتعتبر إيلين توماس واحدة من بين أوائل المهندسات المتخصصات بالمعادن في الولايات المتحدة، في سبعينات القرن الماضي، وعملت في اختبارات مصنع شركة «برادكن» في تاكوما، إحدى ضواحي مدينة سياتل في ولاية واشنطن. وقد يحكم عليها بالسجن 10 سنوات ودفع غرامة مقدارها مليون دولار، حين يعلن القاضي بنجامين سيتل قراره في 14 فبراير (شباط) من العام المقبل. ويقع هذا المصنع لصب الفولاذ قرب قاعدة «كيتساب» للغواصات الكبيرة. وهو الوحيد في الولايات المتحدة القادر على إنتاج فولاذ قوي بدرجة كافية، لتلبية متطلبات البحرية الأميركية، وتلجأ إليه المجموعات الكبيرة للصناعات الدفاعية، التي تبني الغواصات الهجومية الأميركية، مثل «جنرال دايناميكس» و«هانتيغتن إينغالز إنداستريز». وبحسب شروط التصنيع التي تطلبها وزارة الدفاع، ينبغي في كل مرة يتم فيها صبّ الفولاذ الخاص بالغواصات إرسال عينة من المعدن في قالب اختبار خاص، مماثل للأجزاء التي سيتم بناؤها في الغواصة، لقياس مدى قدرتها على تحمل الضغوط الهائلة في أعماق البحار. ويجرى بعد ذلك تحليل قالب الاختبار للتأكد من أن كل منتج مطابق للمعايير الصارمة التي وضعها البنتاغون. وبحسب أوراق الدعوى، فإن توماس التي عملت في مصنع تاكوما منذ 1977 وتقاعدت عام 2017، وكانت مديرة لقسم المعادن في الشركة منذ العام 2009، لم تحقق منذ العام 1985 في معايير نصف كمية قوالب الاختبار المرسلة إلى البنتاغون، التي كان ينتجها المصنع. وقالت المهندسة إنها قامت بتحسين النتائج التي تم الحصول عليها، عبر تصحيح للأرقام يدوياً. وأضافت أنها قامت بذلك في بعض الحالات بسبب اعتقادها أنه من الغباء أن تطلب البحرية الأميركية إجراء اختبارات لـ100 درجة فهرنهايت تحت الصفر، أي 73 درجة مئوية تحت الصفر. وفي حالات أخرى، أوضحت أنها استخدمت «حكمها كمهندسة»، وصححت رقماً واحداً، لأن الأرقام الأخرى بدت سليمة. واكتشف تلاعبها بنتائج الاختبارات، عندما قلصت توماس حجم عملها قبل تقاعدها؛ حيث قام متدرب بمراجعة اختباراتها، وأبلغ إدارة المصنع بالنتائج. واعترفت شركة برادكن في يونيو (حزيران) 2020 بمسؤوليتها، ووافقت على دفع غرامة مقدارها 11 مليون دولار. وأوضحت أوراق الدعوى أن توماس «أنشأت نظاماً واستخدمته بقصد الاحتيال على البحرية الأميركية، وقامت بتزوير نتائج أكثر من 240 منتجاً للصلب، وهو ما يشكل جزءاً كبيراً من إنتاج برادكن من الفولاذ للبحرية الأميركية». وأشارت دعوى وزارة العدل إلى أن «بيانات توماس الكاذبة وتحريفها للحقائق، أديا إلى قيام الشركة المتعاقدة الرئيسية، بتركيب مكونات دون المستوى على الغواصات البحرية، وبقبول البحرية لتلك الغواصات ووضعها في الخدمة، ما يعرض أفراد البحرية والعمليات البحرية للخطر». ودافعت توماس عن نفسها قائلة إنها لم يكن لديها أي نية للمساس بسلامة الفولاذ. وعبرت عن ارتياحها لأن اختبارات البنتاغون لا تشير إلى أن السلامة البنيوية لأي غواصة قد تعرضت للخطر، بحسب محامي الدفاع. غير أن وزارة العدل رأت أن سلاح البحرية كان مضطراً لاتخاذ إجراءات مهمة لضمان سلامة الغواصات المتضررة. وفيما امتنعت «البحرية» الإدلاء بأي تعليق، قالت وزارة العدل إن إجراءات السلامة ستؤدي إلى زيادة تكاليف الصيانة ومراقبة الأجزاء التي لا تتطابق مع المعايير. يذكر أنه ما بين العام 1985 و2017 استحوذت البحرية الأميركية على عشرات الغواصات، بينها غواصات نووية، لا يزال نحو 40 منها في الخدمة الفعلية. وتعرضت في الآونة الأخيرة غواصة نووية أميركية في بحر الصين الجنوبي لحادث ارتطام، قالت وزارة الدفاع إنه ناجم عن اصطدام بدن الغواصة الفولاذي بتلّ صغير لم يكن ظاهراً على الخرائط في أعماق البحر، ما أدى إلى إصابة 19 بحاراً بجروح، واستقالة 3 من كبار ضباط الغواصة من مناصبهم.

صحافي أميركي يواجه حكماً بالسجن مدى الحياة في بورما

واشنطن - رانغون (بورما): «الشرق الأوسط»... دعت الولايات المتحدة، الأربعاء، بورما إلى الإفراج «فوراً» عن الصحافي الأميركي داني فنستر الذي اعتقل في مايو (أيار)، وبات يواجه عقوبة السجن المؤبد بعد اتهامه بالإرهاب والعصيان. وقال ناطق باسم الخارجية الأميركية إن «إبقاءه قيد الاعتقال غير مقبول. الصحافة ليست جريمة». وكانت السلطات البورمية قد وجهت إلى الصحافي الأميركي الموقوف منذ بضعة أشهر تهمتي الإرهاب والتحريض على العصيان، بحسب ما أفاد وكيل الدفاع عنه الأربعاء. وقال إن العقوبة على تهمة الإرهاب وحدها تصل إلى السجن المؤبد. وأوضح المحامي ثان زاو اونغ إن موكله داني فنستر الذي أوقف أثناء محاولته مغادرة البلاد في مايو يواجه «تهمتين بموجب المادة 50 (أ) من قانون مكافحة الإرهاب والمادة 124 (أ) من قانون العقوبات». وبموجب قانون مكافحة الإرهاب، قد تصل عقوبة فنستر إلى السجن المؤبد إذا ما تمت إدانته. وكان فنستر (37 عاماً) يُحاكم أساساً بتهمة التحريض على المعارضة وتكوين جمعيات غير قانونية وخرق قانون الهجرة. وهو محتجز في سجن إنسين قرب بورما. وقال ثان زاو أونغ إن موكله «أصبح نحيلاً جداً». ويشعر «بخيبة أمل» بعد التهم الجديدة التي وجهت إليه الثلاثاء. ويأتي ذلك بعد أيام من لقاء الدبلوماسي الأميركي السابق والمفاوض في قضايا احتجاز الرهائن بيل ريتشاردسون بزعيم المجموعة العسكرية الحاكمة مين أونغ هلاينغ في العاصمة نايبيداو. وناقش الرجلان مسألتي تسليم لقاحات ضد «كوفيد – 19» ومعدات طبية، كما ذكر الجيش البورمي. ولم يوضح ما إذا كانت قضية داني فنستر طرحت من قبل بيل ريتشاردسون الذي شارك في مفاوضات الإفراج عن سجناء وعسكريين أميركيين في كوريا الشمالية وكوبا والعراق والسودان، وسعى أخيراً إلى إطلاق سراح موقوفين مرتبطين بالولايات المتحدة في فنزويلا. وكان السفير السابق لدى الأمم المتحدة عبّر عن أمله في أن يكون قد تفاوض على اتفاق لاستئناف زيارات اللجنة الدولية للصليب الأحمر للسجون التي تضم عدداً من السجناء السياسيين. وقال ريتشاردسون، الذي رفض الإدلاء بمزيد من التفاصيل، إن وزارة الخارجية الأميركية طلبت منه عدم إثارة قضية فنستر خلال زيارته. فيما عدت نائبة المدير الإقليمي للبحوث في منظمة العفو الدولية إيميرلين جيل، في بيان، إن «قضية داني أصبحت رمزاً للتجاهل التام من قبل الجيش البورمي لوسائل الإعلام المستقلة». وأضافت أن «هذه الاتهامات القاسية الجديدة لا تؤكد سوى محاولة خرقاء لمحاكمة صحافي مستقل يجب الإفراج عنه فوراً ودون قيد أو شرط». ويبدو أن الصحافي أصيب بفيروس كورونا في السجن، كما قال أفراد عائلته خلال مؤتمر عبر الهاتف مع صحافيين أميركيين في أغسطس (آب). وغرقت بورما في حال من الفوضى منذ الانقلاب الذي نفذه الجيش في الأول من فبراير (شباط)، وأنهى فترة وجيزة من الديمقراطية بعد عقود من حكم العسكر. وتسبب الانقلاب في مظاهرات واسعة أعقبها قمع دموي أودى بحياة قرابة 1200 مدني وتوقيف أكثر من سبعة آلاف آخرين، بحسب المنظمة غير الحكومية المحلية «جمعية مساعدة السجناء السياسيين» التي أكدت كذلك حصول جرائم تعذيب واغتصاب وإعدام خارج نطاق القضاء. وتوثق جمعية مساعدة السجناء السياسيين حالات التعذيب والاغتصاب والإعدام خارج نطاق القضاء. ويعمل العسكريون الحاكمون على خنق الصحافة، محاولين تعزيز سيطرتهم على المعلومات والحد من الوصول إلى الإنترنت وإلغاء تراخيص الإعلام. وكان عدد من الصحافيين الذين ينتقدون الحكومة العسكرية من ضمن الذين أطلق سراحهم الشهر الماضي، بموجب عفو من المجموعة العسكرية في مهرجان بوذي. وأوقف أكثر من مائة صحافي منذ الانقلاب حسب تقرير لمنظمة «ريبورت ايجيان» وهي جمعية للدفاع عن حقوق الإنسان، ما يشير إلى أن 31 منهم ما زالوا محتجزين.

 

 



السابق

أخبار مصر وإفريقيا... شكري: لا مشاورات مباشرة مع إيران... ولا مخططات لزيارة سوريا.. ملف الإنسان في مصر.. تباين في المواقف تجاه مخرجات حوار واشنطن.. المعارضة الموريتانية ترفض «حماية الرموز».. السلطات السودانية تعيد تعيين مسؤولين سابقين في مراكز حيوية.. القتال في إثيوبيا.. سيناريوهات "صعبة" داخليا وتغييرات قد تمتد للخارج...صفاقس.. ساحة مواجهة بين الأمن التونسي والمحتجين.. الاتحاد التونسي للشغل يرفض تنفيذ الحكومة الانتقالية لإصلاحات اقتصادية..باريس تراهن على المؤتمر الدولي لتثبيت الانتخابات الليبية... تقرير دولي يكشف تهريب أسلحة إيرانية من اليمن إلى الصومال.. «منتدى أصيلة» يبحث مسألة العروبة وسؤال الآيديولوجيا السياسي..

التالي

أخبار لبنان... تحذير إسرائيلي: حزب الله سيدفع ثمنا باهظاً إن هاجمنا.. إجراءات خليجية جديدة ونصرالله يصعِّد...الخلافات اللبنانية والأزمة مع الخليج تفرمل زخم الحكومة.. عون: 82٪ من اللبنانيين فقراء.. الهوة تتسع بين الحكومة وحزب الله.. والملفان عالقان!.. "اللجان الوزارية" تُصرّف الأعمال... وميقاتي "يحاور ولا يحيد"... نصرالله للّبنانيين: عضّوا على الجراح!..هل يكون «لبنان المتجمّد الكبير» في شتاء 2022؟..


أخبار متعلّقة

أخبار وتقارير.. تغييرات «هيكليّة» في «الموساد»... التشاؤم يظلل مفاوضات فيينا النووية مع إيران وإسرائيل «الغاضبة» ترفض استقبال مالي..بوتين: تمثّل «تحدياً خطيراً» المناورات الغربية في البحر الأسود.. أوكرانيا: روسيا حشدت زهاء 100 ألف جندي قرب حدودنا..روسيا وتركيا تنفيان ضلوعهما بأزمة مهاجري بيلاروس..متسللون يخترقون نظام البريد الإلكتروني الخارجي لـ«إف بي آي»..قمة ثالثة بين جو بايدن وشي جينبينغ تحدد شروط التنافس.. «طالبان» تحظر المحاكم وانفجار بحي شيعي..

أخبار وتقارير... لافروف: روسيا ستفعل كل شيء لمواجهة توسع الناتو في جميع أنحاء العالم... الكرملين عن تصدير مسيرات تركية إلى أوكرانيا: مخاوفنا تتحقق.. تحذير من خطر جدي.. صواريخ الصين بحاجة لمواجهة آمنة قبل فوات الأوان..الصين تختبر بنجاح تفجير قنابل تحت الماء «يمكن أن تدمر موانئ أميركية».. بكين رداً على واشنطن: تايوان «لا تملك الحق» في المشاركة بالأمم المتحدة...روسيا تطلب من جيران أفغانستان عدم استضافة قوات أميركا والأطلسي.. نجل مؤسس حركة «طالبان» يظهر علناً للمرة الأولى..مقتل ثلاثة شرطيين في باكستان خلال تظاهرة مناهضة لفرنسا..فرنسا تهدد بريطانيا باتخاذ إجراءات بملف الصيادين..بريطانيا: تهديدات فرنسا غير مقبولة وغير متوقعة من حليف مقرب..

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 154,686,820

عدد الزوار: 6,961,304

المتواجدون الآن: 62