أخبار سوريا... جهود لإنقاذ «الخريطة الروسية» جنوب سوريا بعد تعثرها في درعا.. تبادل القصف بين حلفاء أميركا وتركيا شمال شرقي سوريا...

تاريخ الإضافة الخميس 26 آب 2021 - 6:59 ص    عدد الزيارات 1327    التعليقات 0    القسم عربية

        


الصين: حريصون على تقديم ما يمكن لتحسين معيشة السوريين وتسريع إعادة الإعمار...

المصدر: RT... أعلنت الصين حرصها على تقديم ما في وسعها من المساعدات لسوريا في مكافحة فيروس كورونا المستجد وتحسين معيشة الشعب السوري وتسريع إعادة الإعمار. وفي رسالة إلى رئيس مجلس الوزراء السوري حسين عرنوس قال رئيس مجلس الدولة الصيني لي كتشيانغ إن الحكومة الصينية "تولي اهتماما بالغا" لتطوير العلاقات مع سوريا، وأضاف أن البلدين "تربطهما علاقات صداقة تقليدية وطالما تبادلا الفهم والدعم المتبادل في القضايا المتعلقة بالمصالح الجوهرية والهموم الكبرى للبلدين". وذكرت رئاسة الوزراء السورية أن المسؤول الصيني أعرب عن استعداد حكومة بلاده "لبذل جهود مشتركة مع الحكومة السورية لتوطيد الصداقة التقليدية بين البلدين ودفع علاقات التعاون إلى الأمام باستمرار، متمنياً لسوريا وشعبها الأمن والازدهار"...

جهود لإنقاذ «الخريطة الروسية» جنوب سوريا بعد تعثرها في درعا

مطلوبان رفضا التهجير إلى شمال البلاد قبل انسحاب «الفرقة الرابعة» من المدينة

الشرق الاوسط... درعا: رياض الزين... تكثفت أمس الجهود لإنقاذ «الخريطة الروسية» بعد تعثر في تطبيق اتفاق توصلت إليه اللجنة المركزية للتفاوض في درعا البلد مع وفد النظام السوري برعاية الجانب الروسي بمشاركة «الفيلق الخامس» المدعوم من قاعدة حميميم، ذلك أن الناطق الرسمي والممثل للجنة التفاوض المركزية في درعا البلد المحامي عدنان المسالمة أعلن أمس انهيار الاتفاق الذي توصلت إليه اللجنة مع أطراف التفاوض، ذلك بعد رفض الشخصين المطلوب تهجيرهما للخروج من درعا البلد. وكان الشخصان المطلوبان تعهدا أمام عشائر المدينة بالخروج وقبول التهجير ما مهد للاتفاق مع الجانب الروسي واللجنة الأمنية، لكن تراجعهما المفاجئ عن التهجير أدى إلى استئناف الأعمال العسكرية والقصف وحصار المدينة وعرقلة الاتفاق الذي بدأ تنفيذه عصر الثلاثاء، ودخلت الشرطة الروسية والفيلق الخامس إلى درعا البلد لتثبيت وقف إطلاق النار والبدء بتنفيذ مراحل الاتفاق. والشخصان هما محمد المسالمة الملقب بـ«هفو»، ومؤيد حرفوش وهم قائدان سابقان في فصائل معارضة جنوب سوريا بمدينة درعا البلد، متهمين من النظام السوري بتشكيل مجموعات مسلحة في المدينة، وتطالب اللجنة الأمنية والجانب الروسي بتهجيرهما كشرط أساسي للاتفاق، في حين أوضح المتهمان موقفهما أنه «من المفترض أولاً أن يتم انسحاب الفرقة الرابعة ومن ثم تبدأ عملية التهجير». وعلى أثر ذلك، انسحبت الشرطة العسكرية الروسية وقوات الفيلق الخامس من النقطة التي انشأها في مدينة درعا البلد عند الساعة العاشرة ليل الثلاثاء - الأربعاء، التي من المفترض وفقاً للاتفاق أن تكون نقطة دائمة لمراقبة اتفاق وقف إطلاق النار، وافتتاح مركز التسوية، وإجراء التسويات للأهالي، وحتى استكمال باقي بنود الاتفاق. وأكدت مصادر محلية أنه ستكون هناك مساع جديدة من الفيلق الخامس بعد حالة الانقسام التي صدرت من المطلوبين للتهجير.

- مرحلة أولى

وتضمنت المرحلة الأولى من الاتفاق في مدينة درعا البلد المتفق عليها بين الأطراف بما فيها الجانب الروسي ولجان التفاوض ومحمد المسالمة ومؤيد الحرفوش، إيقاف العمليات العسكرية في درعا البلد، ودخول الشرطة العسكرية الروسية وتثبيت نقطة لها جنوب درعا البلد، ثم تهجير مجموعة كل من محمد المسالمة ومؤيد حرفوش من درعا البلد مع ضمان قوات الفيلق الخامس انسحاب قوات الفرقة الرابعة من محيط المنطقة المحاصرة جنوب درعا البلد. وطالبت لجنة درعا البلد ووجهاء المدينة وعشائرها في بيان صدر الأربعاء محمد المسالمة ومؤيد حرفوش بالخروج فوراً من مدينة درعا البلد دون قيد أو شرط، وتحمليهما مسؤولية «كامل التداعيات، نتيجة تعنتهم والتسويف والمماطلة في تنفيذ رغبة أهالي درعا»، معلنين براءتهم من أعمالهم وسلوكهم. وقال عدنان المسالمة الممثل للجنة درعا البلد أمام الجانب الروسي في تصريح له على صفحته الشخصية: «كنا بصَدد اتفاق يجنبنا الحصار والحرب ويحفظ كرامتنا وأمننا يقتضي بدخول الفيلق مع الشرطة الروسية إلى محيط درعا وبهذا يتوقف القصف نهائيا ثم يتم فتح حاجز السرايا لدخول الناس والخروج منه، ويدخل بعدها مخفر الشرطة كما كان سابقا وننتهي من الحالة التي كنا فيها على أن يخرج شخصان متهمان من قبل النظام بأنهما يشكلان مجموعة غير منضبطة وبعد وساطة وجهاء عشائر لدى هذين الشخصين وأخذ موافقتهما على الرحيل الطوعي إلا أنهما رفضا الخروج بعد ذلك مما أدى إلى انهيار الاتفاق». بدوره، علق محمد المسالمة عبر تسجيلات صوتية اطلعت عليها «الشرق الأوسط» أنه يرفض الخروج لأن الاتفاق «بني على انسحاب قوات النظام السوري من مناطق درعا البلد الجنوبية النخلة والشياح والزمل، مقابل تهجيرهم من درعا البلد، في حين لم تخرج قوات النظام والفرقة الرابعة، وتستمر في حصار المدينة، ولا ضامن حقيقيا لانسحابها بعد تهجيرهما، كما أن الفرقة الرابعة أخلت بالاتفاق فعاودت إغلاق طريق السرايا بعد فتحه من قبل قوات الفيلق الخامس والشرطة الروسية، وأطلقت النار على الأهالي أثناء تجمعهم للعودة إلى المدينة، مؤكداً موقفه وقبوله للتهجير مع مجموعته، بعد انسحاب قوات النظام والفرقة الرابعة من المناطق المحددة».

- انتقادات

وتعرض محمد المسالمة للعديد من الانتقادات من مواقفه المتناقضة، بعد أن قبل بشرط التهجير الثلاثاء، والتوصل لحل سلمي في المدينة، بات يطالب بانسحاب الفرقة الرابعة من مناطق درعا البلد الجنوبية، وأنها شرط من شروط قبوله التهجير في حين أن الاتفاق كان ينص على انسحاب قوات الفرقة الرابعة بضمان الجانب الروسي والفيلق الخامس، وأنه يتلقى تعليمات لعرقلة الاتفاق واستمرار الأعمال العسكرية، وإفشال أي مساع للحلول السلمية في درعا البلد. ورد مؤيد الحرفوش على التهم الموجهة إليهما بعرقلة الاتفاق وانهياره بعد رفضهما الخروج، بأنه «لا جدية لدى الفرقة الرابعة بالانسحاب من أطراف درعا البلد، وأنهما يرفضان جميع التهم والانتقادات الموجهة إليهما، وأن اللجنة المركزية ووجهاء المنطقة أخلوا بالاتفاق بأن تهجيرهم مشروط ببدء انسحاب الفرقة الرابعة من بعض النقاط التي يتمركز بها في محيط درعا البلد، وأنهما يدافعان عن المدينة لعدم دخول الميليشيات الإيرانية والفرقة الرابعة إليها، وأن ذلك جاء دفاعاً عن الأرض والعرض، وأن من يقول كلمة الحق يتهم بأنه داعشي ويطالب بتهجيره، وأنهم يرفضون أي اتفاق لا يحفظ كرامة الأهالي». وأظهر شريط مصور بثه ناشطون في مدينة درعا، لحظة إطلاق النار من قبل قوات النظام السوري مساء الثلاثاء على أهالي درعا البلد أثناء تجمعهم عند معبر السرايا الفاصل بين درعا المحطة ودرعا البلد، بعد فتحه من قبل قوات الفيلق الخامس المدعوم من روسيا، وقتل نتيجة ذلك شاب من أبناء درعا البلد وأصيب آخرون جراء إطلاق نار عليهم من عناصر الحاجز.

- تراجع

وقالت مصادر لـ«الشرق الأوسط» إن قوات النظام السوري أعادت إغلاق المعبر بعد إطلاق النار على الأهالي، وأوقفت الحافلة التي كانت تنقل المنشقين عن الجيش السوري من أبناء مدينة درعا البلد، وعددهم ثمانية وهم رافضون للتسوية وراغبون بعدم العودة لقطعهم العسكرية، وبقيت لمدة ساعتين في مدينة درعا المحطة برفقة قوات الفيلق الخامس المشرفة على عملية التهجير. وأوضح أن الحافلات تم توقيفها لأنه كان من المفترض أن تصل حافلة أخرى تنقل المطلوبين الاثنين (محمد المسالمة «هفو» ومؤيد حرفوش) مع الراغبين من أبناء المدينة بالتهجير، وبعد رفض المطلوبين الاثنين للتهجير لحين انسحاب قوات النظام من المناطق الجنوبية في درعا البلد، توقفت الحافلة التي كانت تقل المنشقين الثمانية، ثم أكملت طريقها إلى الشمال السوري برفقة قوات الفيلق الخامس والشرطة العسكرية الروسية، وأعلنوا صباح الأربعاء وصولهم إلى مناطق سيطرة المعارضة في ريف حلب شمال سوريا». وكانت أطراف التفاوض في درعا توصلت يوم الثلاثاء لاتفاق يقضي بترحيل الراغبين وإنشاء نقطتين للشرطة الروسية والفيلق الخامس في مدينة درعا البلد عند منطقة البحار، وأخرى عند مدخل السرايا الفاصل بين مدينة درعا المحطة ودرعا البلد، وتأطير السلاح الموجود في مدينة درعا البلد مع بعض التشكيلات المحلية في درعا، وانسحاب قوات «الفرقة الرابعة» من المدينة وفك الحصار عنها، وإجراء تسويات جديدة للراغبين، ودخول الشرطة المدينة إلى مركزها في قسم المنشية بدرعا البلد، مع تفعيل مؤسسات الدولة في المدينة، وإنهاء الأعمال العسكرية في المدينة، بإشراف الشرطة الروسية و«الفيلق الخامس».

تبادل القصف بين حلفاء أميركا وتركيا شمال شرقي سوريا... «المجلس الديمقراطي» يدعو إلى «كبح» أنقرة

الشرق الاوسط... القامشلي: كمال شيخو... زادت وتيرة القصف المتبادل بين «قوات سوريا الديمقراطية (قسد)» المدعومة من الولايات المتحدة، وفصائل «الجيش السوري» الموالية لتركيا بريف محافظة الحسكة الشمالي الغربي، حيث جدد الجيش التركي القصف من قواعده في قريتي داودية وباب الفرج غرب ناحية أبو راسين، بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ فجر أمس قريتي تل الورد وباب الخير الشرقي إلى جانب مواقع أخرى في منطقة زركان، ليشمل القصف قريتي تل شاميران وتل جمعة الآشورية الواقعة بالقرب من الطريق الدولية السريعة التي تربط بلدة تل تمر غرباً بمدينة القامشلي شرقاً، فيما رد «مجلس تل تمر العسكري» المنضوي في صفوف قوات «قسد» على مصدر النيران وأوقع جرحى في صفوف فصائل «الجيش السوري». وصعدت القوات التركية منذ بداية الشهر الحالي وتيرة هجماتها ضد مناطق نفوذ الإدارة الذاتية وجناحها العسكري قوات «قسد»، وخلال الـ48 ساعة الماضية استهدفت المدفعية التركية قرى إبراهيمية وكسرة وجوخة وكري مير وأم ذياب وتل حرمل ودادا عبد آل وربيعات بريف ناحية أبو راسين ومنطقة زركان، كما شمل القصف قرى دردارة وعبوش وأم الكيف وتل شنان الواقعة على الطريق الدولية السريعة «إم4» بريف تل تمر. وقصف الجيش التركي قرية الجات التابعة لمدينة منبج بالريف الشرقي لمدينة حلب، وطال القصف قرى العريمة والحوتة وجب الحمرة الواقعة شرق مدينة الباب، لتصل نيرانه إلى معظم قرى خط نهر الساجور، كما دارت اشتباكات عنيفة في ريف مدينة الرقة بين الفصائل السورية المسلحة المدعومة من الجيش التركي من جهة؛ و«قسد» المسيطرة على المنطقة من جهة ثانية على جبهة الجهبل بمحيط بلدة عين عيسى. وقالت آهين سويد، رئيسة «مكتب الطاقة والاتصالات» بإقليم الجزيرة التابعة للإدارة الذاتية، إن القصف التركي على ريف الحسكة تسبب بأضرار في توتر الشبكة الكهربائية المتوسط والمنخفض، و«تسبب القصف في انهيار شبكات التوتر المنخفض متفرقة على طول الخط بزركان، كما انكسر العديد من أعمدة توصيل خطوط الكهرباء جراء القصف، وإعطاب العديد من محولات الطاقة»، وأشارت إلى أن أكثر الخطوط المتضررة هي: «خط تل جمعة وخط عب التينة بريف تل تمر، بالإضافة إلى خط مزري زركان وتفريعاته». بدوره، اتهم لقمان أحمي، الناطق الرسمي باسم الإدارة الذاتية، في حديثه إلى «الشرق الأوسط»، روسيا بـ«عدم تحمّل مسؤولياتها كقوة ضامنة في المنطقة، ولا تلتزم باتفاقية الهدنة وخفض التصعيد»، على حد وصفه، «الموقعة بين الأطراف المتحاربة التي كانت الراعي الرئيسي لها». وقال: «الجيش التركي قتل العديد من المدنيين الأبرياء وارتكب مجازر كبيرة؛ وبشكل خاص في مدن عفرين ورأس العين وتل أبيض، ويشن الهجمات ضد المدنيين دون تمييز بين النساء والأطفال»، مضيفاً أن «الهدف من هذه الهجمات استهداف المدن التي يعيش فيها مختلف الشعوب في أمن وسلام، وتفريغها من سكانها الأصليين؛ ويعتدي على نضالها المشترك بهدف ترهيب الشعب وإجباره على التخلي عن دياره ومنازله ودفعه للنزوح، لكن الشعب يدرك حقيقة هذه المخططات ويلتف حول الإدارة الذاتية ولا يتخلى عن أرضه». وحذر أحمي كلاً من روسيا والولايات المتحدة الأميركية من «عدم تأدية مهامهما ومسؤولياتهما بوصفهما قوات دولية ضامنة، ومن نسف الاتفاقات الموقعة»، مشيراً إلى أن «شعوب المنطقة بدأت تشكك في دور جيوشها المنتشرة بالمنطقة»، واختتم حديثه: «لم تعد شعوب المنطقة تثق بهما؛ ففي حال لم تؤدِّ واشنطن وموسكو دورهما ومهامهما والعمل على إيقاف الهجمات فوراً، فإن أبناء مكونات المنطقة سوف يبدأون تنظيم الفعاليات ضدهما». وقالت أمينة عمر، رئيسة «مجلس سوريا الديمقراطية (مسد)» لـ«الشرق الأوسط»: «هذه الهجمات مؤشر خطيراً يكشف عن نية تركيا في نشر فوضى كبرى في المنطقة، وبموجبه ندعو قوات التحالف الدولي والولايات المتحدة الأميركية إلى تبيان موقفها تجاه الأعمال العدائية التركية»، ودعت القيادية الكردية المجتمع الدولي إلى إدانة الهجمات التركية، والعمل على محاسبتها، ولفتت عمر: «كونها تشكل انتهاكاً صارخاً لقوانين الشرعية الدولية وسيادة الدول وتشكل تهديداً للأمن والسلم الدوليين». في حين عدّت الإدارة الذاتية أن التصعيد التركي الأخير «يرمي إلى تعميق الأزمة السورية، وتطور مشاريع احتلال، وما يرافقها من ممارسات تقسيمية للبلاد، وبعودة هادئة لـ(داعش) من خلال تهيئة تركيا من أجواء وظروف تساهم في عودة الإرهاب»، ووجهت الإدارة في بيان نشر على صفحاتها بمواقع التواصل الاجتماعي قبل يومين، رسالة إلى حكومة دمشق لتحديد موقفها من التطورات الأخيرة. وجاء في البيان: «هذا التصعيد تهديد لوحدة سوريا، ودمشق عليها توضيح موقفها في ظل حديثها المستمر عن حرصها على السيادة السورية». وناشدت الإدارة بنداء عاجل المؤسسات الأممية والحقوقية والتحالف الدولي بقيادة واشنطن وروسيا بوصفهما الضامن حول التفاهمات التي تمت مع تركيا؛ «الحريصة على استقرار وأمان المناطق التي تم تحريرها من قبضة (داعش)، ضرورة إبداء مواقف واضحة وعاجلة من التصعيد التركي ضد مناطقنا».

تعثّر التنفيذ لا ينسف الاتفاق: قمّة بوتين ــ عبد الله تدفع تسوية درعا

الاخبار... جعفر ميا .. أطلق المسلحون النار على حاجز السرايا حيث تواجد عدد من ضباط الجيش السوري والضباط الروس ...

على رغم القبول المفاجئ لفصائل درعا البلد بتطبيق اتفاق جديد نصّ على ترحيل عدد منهم نحو الشمال، والشروع بتطبيق الخطوة الأولى من الاتفاق، إلّا أن المسلحين عادوا ليعرقلوا التطبيق عبر إطلاق النار على حاجز السرايا، حيث وقفت الحافلات المعدّة لترحيل رافضي التسوية. مع ذلك، لا تزال الأطراف كافة متمسّكة بضرورة تحقيق تسوية سلمية، ومنْع التصعيد العسكري....

درعا | بشكل مفاجئ، وبعد الكثير من المراوحة والمراوغة، قبلت فصائل درعا، قبل يومين، بـ«تطبيق بنود اتفاق ينصّ في مرحلته الأولى على ترحيل 10 من رافضي التسوية إلى الشمال السوري باتجاه معبر أبو الزندين في ريف حلب، فيما ينخرط البقيّة في تسويات جديدة مع الدولة السورية»، بحسب مصادر حكومية مطّلعة على مسار المفاوضات. وتقرأ المصادر التغيّر المفاجئ في موقف المسلحين، على أنه، في جزء منه «نِتاج توافق روسي ـــ أردني حول المنطقة الجنوبية، تلى قمّة موسكو التي جمعت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مع الملك الأردني عبد الله الثاني، حيث ناقشا الملف السوري، وضرورة التهدئة في الجنوب». لكنّ المفاجأة كانت على معبر السرايا الذي كان من المقرّر أن يخرج عبره المسلحون المرحّلون، حيث خرج 8 مسلّحين فقط، أربعة منهم هم من خارج درعا، والبقيّة من مسلّحي الصف الثاني في درعا البلد، بينما بقي القياديّان محمد المسالمة الملقّب بـ«الهفو»، والفلسطيني مؤيّد الحرفوش الملقّب بـ«أبو طعجة»، متحصّنيْن داخل أحياء درعا البلد، في خرق واضحٍ للاتفاقية التي نصّت على أن يخرج هذان الاثنان تحديداً قبل غيرهما. وبعد دقائق من تعطّل عملية الإخراج عبر الحافلات الخضراء، أقدم مسلحون على إطلاق النار بشكل كثيف نحو حاجز السرايا حيث يتواجد عدد من كبار ضباط المنطقة الجنوبية في الجيش السوري، وعدد من الضباط الروس، بالتزامن مع إطلاق هتافات مناهضة للحكومة السورية ورافضة للاتفاق. وبحسب مصدر أمني مواكب لتطوّرات درعا، فإن «الجهات الحكومية قدّمت لائحة بأسماء 100 مسلح من المتورّطين بأعمال إجرامية، وطلبت تسليمهم أو ترحيلهم»، مبيّناً أنه كان «من المقرّر أن تغادر الدفعة الثانية الأربعاء (أمس)». ولم يكن أمام «اللجنة المركزية» التي تُفاوض نيابة عن الفصائل المسلحة المنتشرة داخل درعا البلد، إلا أن تقبل باتفاق يحول دون العمل العسكري؛ إذ إن موازين القوة اليوم لا تمنح المسلّحين رفاهية التمادي بعيداً في رفض الحلّ السلمي. وتؤكّد مصادر مقرّبة من «المركزية»، لـ«الأخبار»، أن اللجنة «لا تمتلك القدرة على قبول أو رفض أيّ بند يُطرح عليها من قِبَل الدولة السورية أو الوسيط الروسي، لأن الكلمة الفصل كانت دائماً بيد المسلحين الذين لا يملكون بدورهم رؤية جدّية، سواء في ما يتعلّق بالحل السلمي أو الذهاب نحو قتال مفتوح مع الجيش السوري». ومن جهتها، تلفت المصادر الحكومية إلى أن «دمشق تعمل على إعادة المدنيين الذين نزحوا من درعا البلد والمخيم وطريق السدّ، خشية تصعيد قد يقع بعد فشل الاتفاق». وتضيف المصادر أن «الجيش السوري اكتفى باتخاذ موقف دفاعي، وقام بالردّ على مصادر إطلاق النار فقط، بسبب حرصه على سلامة المدنيين وعدم خوض معارك عسكرية تؤدّي بهم إلى النزوح أو تضعهم تحت الخطر المباشر».

تشير التوقّعات إلى أن الفصائل لن تذهب نحو مواجهة عسكرية مفتوحة مع الجيش

وتشير التوقّعات إلى أن الفصائل المسلحة في الجنوب لن تذهب نحو مواجهة عسكرية مفتوحة، لكونها باتت محاصَرةً بوجود الجيش السوري في النقاط والتلال الاستراتيجية في المنطقة، فضلاً عن أن الأوصال بين البؤر التي يتواجد فيها المسلحون في المدينة والريفين، باتت مقطّعة، ما يصعّب عملية نقل الإمدادات والتعزيزات الضرورية. يضاف إلى ما تَقدّم، أن المزاج الدولي تبدّل بشكل واضح تجاه الجنوب السوري، على رغم المحاولات المتكرّرة لتدويل القضية، إذ إن الأمم المتحدة لم تَقُم سوى بإصدار بيانات تدعو إلى مراعاة الظروف الإنسانية للمدنيين في درعا، مطالِبة «كلّ الأطراف» بالتهدئة. أمّا الجار الجنوبي، أي الأردن، فهو يبحث عن إعادة «تطبيع» العلاقات مع دمشق على المستوى الاقتصادي على الأقلّ، وهذا ما يتطلّب أن تكون الطرق الواصلة إلى معبر نصيب – جابر، آمنةً بشكل كامل، إضافة إلى ضمان عدم حدوث أيّ طارئ في المنطقة يعرّض القوافل التجارية أو سيارات نقل الركاب لأيّ تهديد. كذلك، فإن الفصائل المسلحة اليوم لا تملك خيار التوجّه نحو العدو الإسرائيلي وطلب دعمه المباشر عند السياج الحدودي كما فعلت مراراً خلال معارك الجنوب، لأن الجيش إمّا أنه مسيطر على المناطق الحدودية، أو قادر على منع وصول المسلحين إليها من مناطق أخرى. وطوال الفترة الماضية، كان الضباط الكبار في الجيش السوري يطرحون خيار العملية العسكرية في درعا، لطيّ ملفّ المنطقة المتوتّرة بشكل نهائي، لما يشكّله الانفلات الأمني هناك من خطر على الطريق الرئيس بين سوريا والأردن، وكذلك المنطقة الحدودية مع الجولان المحتل، فضلاً عن الخطر الاستراتيجي الذي من الممكن أن يشكّله تكاثر المسلحين وتعاظم قوتهم في الجنوب، على العاصمة دمشق وأريافها الجنوبية. لكن في المقابل، كان الروس شديدي التمسّك بالتسوية السلمية، وإن عرقلها المسلحون أكثر من مرة، متذرّعين بأنهم قدّموا ضمانات للعدو الإسرائيلي وواشنطن عام 2018، بـ«منع القوات السورية المدعومة من إيران، من توسيع نفوذها في المنطقة».

 

 



السابق

أخبار لبنان... دمشق تضع 3 شروط لعبور الغاز المصري إلى لبنان... جنبلاط في الأردن وقائد الجيش إلى أميركا لاستشراف آفاق المرحلة المقبلة..«رصاصة عونية» طائشة على تشكيلة ميقاتي قبل لقاء بعبدا الأخير!... لقاء عون ـ ميقاتي رهن حلول العقد الحكومية... احتدام الخلاف بين الرئيس اللبناني وحاكم «المركزي»... عسكريون يزرعون الخضراوات قرب مراكزهم لتوفير كفايتهم من الغذاء... لبنان يناشد الجهات المانحة «إنقاذ» قطاع التعليم... توتر مسلح و«خطوط تماس» بين بلدتين في شمال لبنان ..

التالي

أخبار العراق.. صِدام مقاطعي الانتخابات وخصومهم ينذر بخريطة عراقية جديدة.. لقاء المالكي ـ بارزاني يمثل «أخطر استفزاز» للصدر..ماكرون يزور العراق.. أربيل للمعارضة الكردستانية من دول الجوار: انقلوا مقراتكم من أرضنا..قمة بغداد.. هل تخفف التوتر بين إيران والسعودية؟..

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,577,396

عدد الزوار: 6,955,902

المتواجدون الآن: 68