أخبار سوريا... اقتراح موسكو في درعا: تهجير جديد إلى إدلب.. انقسام في جنوب سوريا إزاء «خريطة الطريق» الروسية...«قصف تركي» قرب قاعدة أميركية شمال شرقي سوريا... غارات روسية على «داعش» في البادية السورية..سوريا لم تنتظر دعوتها: أيّ جوار من دوننا؟..

تاريخ الإضافة الأربعاء 18 آب 2021 - 6:43 ص    عدد الزيارات 1672    التعليقات 0    القسم عربية

        


اشتباكات متقطعة بدرعا... وتشاؤم بنجاح خريطة حل روسية..

الجريدة... تشهد منطقة درعا البلد اشتباكات متقطعة وقصف متبادل، منذ ليل الاثنين ـ الثلاثاء، بين القوات السورية الحكومية ومجموعات معارضة، في حين سادت حالة من التشاؤم حول إمكانية نجاح "خريطة حل روسية" طرحت أخيراً لتجنيب المنطقة الواقعة جنوب البلاد المزيد من الخسائر. وتجددت الاشتباكات، فجر أمس، على محوري القبة والكازية في درعا البلد، جراء محاولة قوات دمشق التقدم بالتزامن مع استهداف مكثف بالرشاشات الثقيلة والمدفعية للمنطقة، قابله هجوم من مسلحين في ريف درعا الشرقي على حاجز للنظام في أطراف بلدة صيدا. وأفادت مصادر بأنّ القوات النظامية داهمت عدة منازل في مدينة الحارة شماليّ درعا، بعد استقدام تعزيزات عسكرية إلى نقاطها القريبة من طريق معبر نصيب الحدودي مع الأردن. وتحدثت المصادر عن مقتل امرأة بهجوم من مسلحين مجهولين في مدينة الصنمين بريف درعا الشمالي. وعقب ذلك سادات حالة من الهدوء الحذر معظم المناطق وسط ترقب من السكان في عموم درعا لما ستؤول إليه جولات التفاوض بين "اللجنة المركزية" والحكومة برعاية روسية حول خريطة الحل الروسي المقترحة، علماً أن تلك الخريطة لاقت رفضاً من معظم مكونات المنطقة. ونقلت تقارير عن مصادر مقربة من دمشق، أن خطة الحل الروسية أو "خريطة الطريق" التي ستنفذ على مدى 15 يوماً، تتضمن جمع السلاح الموجود في درعا البلد وترحيل الرافضين للاتفاق وتسوية أوضاع الراغبين في البقاء، وتسليم سلاح المجموعات الخفيف والمتوسط والثقيل، ودخول قوات النظام إلى المناطق التي ينتشر فيها مسلحون، والتفتيش عن السلاح والذخيرة وعودة "مؤسسات الدولة" إلى كل المناطق. وكان الناطق باسم "اللجنة المركزية" عدنان المسالمة، أشار، الأحد الماضي، في تصريحات له، إلى أنّ نشر خطة الحل التي عرضها الجانب الروسي لا يعني الموافقة عليها، مشيراً إلى أنّ البنود المطروحة لا تزال رهن التشاور والتداول بين جميع الأطراف. وجاءت تصريحات المسالمة بعد رفض الخطة من معظم المعارضين للحكومة في درعا.

اقتراح موسكو في درعا: تهجير جديد إلى إدلب..

إيلاف.. تضمنت «خريطة طريق» قدّمها الجانب الروسي، ممثلاً في قائد تجميع القوات الروسية في سوريا، ورئيس أركان القوات الروسية في سوريا، للجان المفاوضة في درعا وللنظام السوري، عدداً من البنود، بينها تهجير معارضين إلى إدلب و«إعادة عمل الأجهزة المنفذة للسلطة في درعا البلد، وتشكيل لجان لتنفيذ مهمات سحب السلاح والذخيرة». وقالت مصادر محلية في درعا البلد إن حالة من انقسام سادت المنطقة إزاء المقترحات. وبحسب "الشرق الأوسط"، جاء في الورقة اقتراح «تشكيل مركز مشترك لمراقبة الوضع في درعا البلد، وتنفيذ خريطة الطريق بإشراك ممثلين عن وزارتي الدفاع الروسية والسورية، وإعادة عمل أقسام الشرطة في درعا البلد، وتنظيم دوريات سورية روسية، إضافة إلى فتح مركز تسوية لأوضاع المسلحين الذين ليست لديهم رغبة بالخروج (إلى إدلب) باستثناء مسلحي تنظيم (داعش) و(جبهة النصرة)». وكان الناطق الرسمي باسم لجان التفاوض بمناطق التسويات في درعا، المحامي عدنان المسالمة، قد صرح بأنه بعد اجتماع عقد الأحد؛ جرى تشكيل مركز تنسيق مكلف تنظيم وإجراء مفاوضات ومحادثات لإيجاد الحل بدرعا البلد بالطرق السلمية والإشراف على الأوضاع ومراقبة تنفيذ خطة الطريق التي قدمها الجانب الروسي. ويتألف «مركز التنسيق» من اللواء الروسي نائب رئيس «المركز الروسي للأطراف المتنازعة»، وممثل من وزارة الدفاع، وممثلين عن الأجهزة الأمنية في درعا، وممثل اللجنة المركزية للتفاوض في درعا.

انقسام في جنوب سوريا إزاء «خريطة الطريق» الروسية... أهالي القريا في السويداء يحتجون ضد دورية من «حميميم»

الشرق الاوسط....درعا (جنوب سوريا): رياض الزين... لا يزال مصير مدينة درعا البلد ومحيطها مجهولاً، مع استمرار قصف قوات «الفرقة الرابعة» على المدينة، وسط انقسام في جنوب سوريا إزاء «خريطة الطريق» الروسية واشتباكات متقطعة تحصل بين الحين والآخر في أحياء المدينة، آخرها كان فجر الثلاثاء، تركز عند نقطة الكازية والقبة وأطراف حي طريق السد؛ ما رجح رفض المقاتلين في درعا البلد لـ«خريطة الحل» الروسية، التي اعتبرها بعضهم «استسلاماً». وكان لافتاً احتجاج دروز على دورية من قاعدة «حميميم» الروسية. كما هاجم مقاتلون حاجزاً لقوات النظام السوري بالقرب من مشفى بلدة صيدا بريف درعا الشرقي، بعد أن استقدمت قوات النظام إليه تعزيزات عسكرية جديدة يوم الاثنين، بالتزامن مع قصف بقذائف الهاون استهدف محيط بلدة صيدا، وأطراف مدينة طفس بريف درعا الغربي. وصرح عدنان المسالمة، الناطق باسم لجان التفاوض في درعا، الاثنين، بأنه «ما زالت لجنة درعا تتناقش مع لجنة التنسيق المنبثقة عن خريطة الطريق الروسية، لاستيضاح بعض النقاط التي وردت في خريطة الطريق، وكان النقاش بوجود العماد قائد القوات الروسية، وأنه لم يتم الاتفاق على أي بند حتى الآن». وقال ناشطون في درعا «لاقت خريطة الطريق والحل التي قدمها الجانب الروسي إلى مناطق التسويات في درعا رفضاً كبيراً، خاصة من قِبل المقاتلين المحليين، وقادة وعناصر فصائل المعارضة سابقاً». وتشمل خريطة الطريق التي قدمها الجانب الروسي الأحد مناطق التسويات كافة في درعا، واعتبر ناشطون، أن «ما يحصل في مدينة درعا البلد من تطويق أمني وعسكري، ومطالب بتسليم السلاح الخفيف والمتوسط، وتهجير الرافضين للتسوية وتسليم السلاح، ستشهده مناطق التسويات في عموم المحافظة؛ ولهذا السبب تعزز قوات النظام السوري محيط المناطق مثل طفس وجاسم بريف درعا الغربي». وقال الناشط جواد العبد الله من مدينة طفس لـ«الشرق الأوسط» أمس «دفعت قوات النظام السوري بتعزيزات عسكرية من الفرقة 15 صباح الثلاثاء إلى أطراف مدينة طفس بريف درعا الغربي، وسيطرت على بعض المزارع في محيط المدينة وسرقت من محتوياتها، مع إغلاق بعض الطرق المؤدية إلى المدينة، ومنعت المزارعين من الوصول إلى أراضيهم في المنطقة الشمالية والشمالية الشرقية من المدينة وأغلقت الطريق المعروفة باسم خط التابلين بشكل كامل، وعملت على تشكيل تحصينات في مواقعها الجديدة». كما عززت قوات النظام السوري العديد من نقاط تمركزها في مناطق التسويات في ريف درعا الاثنين عند أطراف مدينة جاسم بريف درعا الشمالي، ونقاطها القريبة من مدينة طفس غربي درعا، وحاجز المشفى في بلدة صيدا، وفي بلدة النعيمة، وبالقرب من معبر نصيب الحدودي بريف درعا الشرقي، وهي نقاط كانت تعرضت لهجوم من قبل مقاتلين محليين في أواخر شهر يوليو (تموز) الماضي 2021، وأسر ما يقارب 70 عنصراً منها، أفرج عنهم بعد اجتماعات بين اللجان المفاوضة والنظام في درعا. في حين انسحبت عدد من النقاط التي كان يتواجد فيها قوات النظام في مناطق التسويات بريف درعا الشرقي الاثنين، بعدما أجرت الأحد الماضي قوات من الشرطة العسكرية الروسية جولة اطلاع على واقع النقاط وحواجز النظام السوري في هذه المنطقة، ودخلت سيارات عسكرية تحمل جنوداً إلى مدينة درعا قادمة من دمشق عددها عشر سيارات، وجاء ذلك مع استمرار التصعيد على درعا البلد، وإعلان لجنة التفاوض بأنهم لم يوافقوا بشكل نهائي على خريطة الحل الروسية. وأوضح الناشط عثمان المسالمة من داخل مدينة درعا البلد، لـ«الشرق الأوسط»، أن بنود الخريطة الروسية «لاقت رفضاً لدى العديد من القوى السياسية والمدنية ولجان التفاوض في درعا وأبناء المدينة، ولم يحضر أحدهم إلى المراكز المحددة لإجراء التسوية أو تسليم السلاح، ولا تزال اللجان المفاوضة تحاول تعديل الكثير من البنود التي ذكرت في الخريطة، أهمها الالتزام باتفاق التسوية الذي جرى في المنطقة عام 2018 والذي يتضمن عدم دخول قوات النظام السوري إلى درعا البلد، ودخول الشرطة المدنية وضمان عدم اعتراضها وتسهيل عملها في المنطقة، وإخراج الميليشيات الإيرانية من جنوب سوريا، والاحتفاظ بالسلاح الخفيف وتسليم السلاح الثقيل إن وجد بإشراف لجنة التنسيق التي حددها الجانب الروسي، والعمل على إخراج المعتقلين، وتحسين الخدمات المحلية والبلدية والمعيشية في المدينة، ودخول المساعدات الإنسانية، وسحب التعزيزات العسكرية المطوقة لمدينة درعا البلد وطريق السد والمخيم، وفتح الطرقات أمام المدنيين». وفي السويداء، قال مسؤول تحرير «شبكة السويداء 24» لـ«الشرق الأوسط»، أقدم أهالي بلدة القريا جنوب السويداء الاثنين على اعتراض وفد روسي يترأسه الجنرال ميخائيل الذي دخل إلى مبنى البلدية في القريا بعد انتهاء زيارته من مدينة بصرى الشام في ريف درعا الشرقي، وترجل عناصر الدورية في ساحة البلدية؛ الأمر الذي لفت الأنظار ودعا بعض شباب البلدة للتجمع وطرد الدورية، موضحاً أن ما دفع الأهالي لاعتراض الدورية الروسية، عدم التزام الجانب الروسي بتنفيذ البنود المتفق عليها في المنطقة مع قوات ♫الفيلق الخامس» المدعوم من روسيا في مدينة بصرى الشام في درعا، بما يتعلق بالأراضي الزراعية غرب بلدة القريّا، التي يتعرض فيها المزارعين لاعتداءات مستمرة، بحسب تعبيره. في المقابل، اعتبر آخرون «طرد الدورية الروسية بمنطلق أن روسيا دولة محتلة للأراضي السورية، ووجودها غير الشرعي على حد تعبيره، كان غطاءً لسفك دماء أبناء البلدة، مؤكداً أنهم طرف غير مرحب به في البلدة. وذكرت صفحة «القريا» في مواقع التواصل الاجتماعي، أن «شباب البلدة أبلغوا الجنرال الروسي بشكل واضح أن القريا لن تكون ممراً لأي مشاريع خارجية أو طائفية ولا عسكرية من أراضي القريا باتجاه مدينة بصرى، وأن مشكلة القريا في الأراضي الغربية لم تعد مع أهالي بصرى وحوران، بل مع المسلحين المقيمين غرب القريا. يذكر أن بلدة القريّا شهدت مواجهات منذ عام 2020 بين أبناء البلدة وقوات الفيلق الخامس في بصرى الشام بعد تبادل الاتهامات بين الطرفين، وتم احتواء الخلافات حينها، لتتجدد النزاعات مطلع العام الحالي بين مزارعي البلدة ورعاة المواشي، مما منع الأهالي من الوصول إلى أراضيهم.

«قصف تركي» قرب قاعدة أميركية شمال شرقي سوريا

دورية للتحالف تتفقد مكان الاستهداف... و«قسد» أعلنت أنها «ردت على مصادر النيران»

الشرق الاوسط...القامشلي: كمال شيخو... قصف المدفعية التركية مواقع ونقاطاً عسكرية تابعة لـ«قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) بمحيط بلدة تل تمر وريف منطقة زركان الواقعة شمال محافظة الحسكة، ما تسبب بنزوح وفرار عشرات العائلات المدنية إلى مناطق آمنة، في وقت سيرت القوات الأميركية دورية في قرية تل حفيان القريبة من قاعدتها العسكرية في منطقة القسرك التي سقطت عليها صواريخ حرارية في أعمق قصف قرب قاعدة للتحالف. وقال قيادي في «قوات سوريا الديمقراطية» إن قواته ردت على مصادر النيران، وألحقت خسائر بصفوف الفصائل الموالية التي حاولت التقدم في محور قرية دردارة. وقصفت المدفعية التركية قرى دردارة والكوزلية والطويلة الواقعة شمال غربي تل تمر، كما سقطت عشرات القذائف وقنابل ضوئية في أوقات متفرقة من ليلة أول من أمس على المنطقة، وسقطت قذائف مدفعية بالقرب من القاعدة الروسية شمال تل تمر، في وقت لم ترد أي معلومات عن وقوع ضحايا أو خسائر في صفوف الجانبين. وطال القصف للمرة الأولى قرية تل حفيان الواقعة على بعد 3 كلم جنوبي الطريق الدولي، وتقع بالقرب من قاعدة «القسرك» التي تتخذها قوات التحالف الدولي والجيش الأميركي موقعاً عسكرياً لها، وتفقدت دورية أميركية مؤلفة من 5 مدرعات عسكرية تل حفيان، وتحدث الجنود إلى الأهالي الذين نقلوا أن القصف استهدف مواقع مدنية، لكنها نشرت حالة من الذعر والخوف تسببت بهروب وفرار العشرات من الأهالي، واستمرت الدورية بتفقد القرية والتجول في محيطها قرابة ساعتين وعادت إلى مواقعها بقاعدة «القسرك». من جانبه، قال آرام حنا المتحدث الرسمي لقوات «قسد» العربية الكردية، والمدعومة من التحالف الدولي الذي تقود الولايات المتحدة لـ«الشرق الأوسط»، إن الجيش التركي وفصائل سورية موالية شنت هجوماً واسعاً على قرى المنطقة، «استهدفت قوات الاحتلال باستهداف محيط ناحية تل تمر، خصوصاً على المحور الشمالي باتجاه الدردارة ومجيبرة وشيخ علي وغيرها»، وذكر أن الجيش التركي استخدام الأسلحة الثقيلة والمدافع عند استهداف المنطقة، وأضاف قائلاً: «الهجوم أسفر عن تضرر منازل المدنيين والأراضي الزراعية المحيطة وممتلكاتهم، مما أجبر الأهالي للنزوح من منازلهم وتركها خوفاً من استهدافهم». وتقع هذه القرى على الطريق الدولي السريع (m4) الذي يربط بلدة تمر غرباً بمدينة القامشلي شرقاً والمسافة بينهما نحو 90 كيلومتراً، ويسعى الجيش التركي والفصائل السورية الموالية لها من خلال قصفها مواقع قوات «قسد» إلى قطع الطريق الدولي وعزل تل تمر عن القامشلي، وعزل أبو راسين عن تل تمر وفصل منطقة زركان عن محطيها وريفها وتقسم المقسم. وحسب القيادي العسكري، «ردت قواتنا على مصادر إطلاق النار فوراً وألحقت خسائر بصفوف المرتزقة، لن نتردد باستعمال حقنا بالدفاع عن أنفسنا ضد كل من تسول له نفسه ويهاجم قرانا وشعبنا ومقدساتنا»، منوهاً بأن قوات «مجلس تل تمر العسكري» و«المجلس العسكري السرياني» المنضوية في صفوف «قسد» قد اتخذت: «كل الإجراءات الدفاعية اللازمة التي تضمن أمان وسلامة المدنيين ونقل كل من نزح من قريته إلى مواقع أكثر أماناً». ومنذ بداية شهر يوليو (تموز) الماضي، تتعرض قرى الدردارة وقبور قراجنة والمسلطة بتل تمر وربيعان وتل الورد بريف منطقة زركان بشكل شبه يومي للقصف المدفعي والصاروخي، يطلقها الجيش التركي، ودارت اشتباكات عسكرية متقطعة قبل يومين بين الطرفين أسفرت عن مقتل عنصر في فصائل «الجيش السوري الحر» الموالية لتركيا. وانتقد آرام حنا دور القوات الروسية حيال الهجمات التركية وعدم تدخلها في ضبط خفض التصعيد، وتتواجد قاعدة روسية داخل تل تمر وتقوم دورياتها بتفقد مناطق التماس وحماية القوات النظامية الموالية للرئيس السوري الأسد التي انتشرت في المنطقة، بعد معارك عملية «نبع السلام»، وعلق قائلاً: «المطلوب من القوات المسلحة الروسية ضبط مناطق التماس، والحفاظ على وقف إطلاق النار، وكبح الهجمات التركية، وردع المرتزقة، ووقف الانتهاكات التي تطال شعبنا في مسكنه الأصلي الآمن». وناحية تل تمر تتبع إدارياً لمدينة الحسكة وتبعد عنها نحو 40 كيلومتراً من جهة الشمال، انتشرت فيها قوات حرس الحدود السورية الهجانة نهاية 2019 باتفاق مع «قوات سوريا الديمقراطية»، وبرعاية وضمانة روسية بالجهة الشرقية على طول خط نهر زركان حتى بلدة تل تمر وبعض القرى الآشورية الواقعة غرب البلدة، فيما ينتشر الجيش التركي والفصائل السورية الموالية في جهتها الشمالية والغربية.

غارات روسية على «داعش» في البادية السورية

دمشق - لندن: «الشرق الأوسط»... نفذت طائرات حربية روسية عشرات الغارات الجوية على البادية السورية لاستهداف تنظيم «داعش».... وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس: «قصفت طائرات روسية بأكثر من 30 غارة بادية الشولا جنوب دير الزور، وبادية الرصافة غرب الرقة، تزامناً مع استمرار عمليات البحث عن عناصر تنظيم داعش، وتفجير المغر التي يتوقع أن عناصر التنظيم يستخدمونها في التخفي وتخزين المواد اللوجيستية لهم». وفي 12 الشهر الجاري، قُتل عنصران من الميليشيات الإيرانية من الجنسية السورية، جراء انفجار لغم أرضي على سلسلة جبال البشري في بادية الرقة الشرقية، حيث تنشط خلايا تنظيم «داعش» في المنطقة. كما شن عناصر التنظيم هجوماً على نقاط تابعة للدفاع الوطني التابع لقوات النظام، في باديتي المسرب والمدحول بريف دير الزور الغربي، ما تسبب بسقوط خسائر بشرية في صفوف عناصر الدفاع الوطني. وفي نهاية الشهر الماضي، قُتل سبعة عناصر على الأقل من قوات النظام في هجوم شنته عناصر تنظيم «داعش» في شرق سوريا. ومنذ إعلان القضاء على مناطقه في 2019 وخسارته كل مناطق سيطرته، انكفأ تنظيم «داعش» إلى البادية الممتدة بين محافظتي حمص (وسط) ودير الزور (شرق) عند الحدود مع العراق، حيث يتحصن مقاتلوه في مناطق جبلية. وأفاد «المرصد» بأن «عناصر تنظيم (داعش) شنّوا خلال الساعات الماضية هجوماً واسعاً على قوات النظام والمجموعات الموالية لها في بادية دير الزور، وصولاً إلى الحدود الإدارية مع محافظة الرقة» المحاذية. ودارت اشتباكات عنيفة بين الطرفين إثر الهجوم؛ ما أسفر عن مقتل سبعة عناصر من قوات النظام وخمسة مقاتلين من التنظيم المتطرف. ومع ازدياد هجمات التنظيم في الآونة الأخيرة ضد قوات النظام، تحولت البادية مسرحاً لاشتباكات ترافقها غارات روسية، دعماً للقوات الحكومية، وتستهدف مواقع مقاتلي التنظيم. ووثق «المرصد» منذ مارس (آذار) 2019، مقتل أكثر من 1500 عنصر من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، فضلاً عن أكثر من 970 عنصراً من التنظيم المتطرف جراء الهجمات والمعارك في البادية. وفي شمال شرقي سوريا، اعتقل عناصر قوى الأمن الداخلي، بدعم جوي من التحالف الدولي شخصاً يتزعم مجموعة خلايا نائمة لتنظيم «داعش» في مدينة الحسكة بحوزته أسلحة رشاشة ومعدات. وفي 8 الشهر الجاري، نفذت وحدات مكافحة الإرهاب التابعة لقوات سوريا الديمقراطية، عملية أمنية بدعم من التحالف في ريف الشدادي بريف الحسكة. ووفقاً للمصادر، فإن العملية الأمنية استهدفت عنصرين من خلايا التنظيم، كانا يتخفيان قرب منطقة تل الجاير في الريف الشرقي لبلدة الشدادي، حيث تمكنت القوات المداهمة من اعتقالهما ومصادرة وثائق ومعدات تقنية ومستندات كانت بحوزتهما. وفي 6 الشهر، استهدف مسلحون مجهولون بالرصاص، سيارة تقل قائد جهاز الأمن العام في تل حميس التابع لـ«قوات سوريا الديمقراطية»، مع مرافقه، ما أدى إلى إصابتهم بجروح خطيرة، وذلك على طريق تل حميس - تل براك بريف الحسكة. ويأتي ذلك في ظل نشاط خلايا التنظيم وانتشارها في مناطق واسعة شمال شرقي سوريا، حسب «المرصد». إلى ذلك، أفادت مصادر لصحيفة «بوليتيكو» الأميركية بأن إدارة الرئيس جو بايدن ستبقي على نحو 900 عسكري، بينهم عناصر «القبعات الخضراء» لدعم «قوات سوريا الديمقراطية» في محاربة «داعش». وكان هذا قبل الانسحاب من أفغانستان والتقدم السريع لـ«طالبان» فيها. ونقلت «بوليتيكو» عن مسؤول أميركي طلب عدم ذكر اسمه، قوله: «لا أتوقع أي تغيرات الآن للمهمة أو للحضور في سوريا». وأضاف المسؤول: «في سوريا ندعم (قوات سوريا الديمقراطية) في قتالها ضد (داعش). وهذا كان ناجحاً وهذا ما سنستمر به». وكان الرئيس الأميركي جو بايدن قد تحدث عن سعيه لإنهاء «الحروب الأبدية» التي تخوضها الولايات المتحدة.

سوريا لم تنتظر دعوتها: أيّ جوار من دوننا؟

الاخبار..محمود عبد اللطيف .. قالت الخارجية العراقية إنها غير معنيّة بأيّ دعوة لا تُقدّم باسم الحكومة...

دمشق | لم يقتصر نفْي توجيه دعوة عراقية إلى سوريا لحضور قمّة بغداد على الجانب العراقي، بل إن نفياً مبطناً جاء من الرئاسة السورية نفسها، التي لم تتحدّث عن حمْل رئيس «هيئة الحشد الشعبي»، فالح الفياض، دعوة إلى دمشق للمشاركة في القمّة، بل أشارت إلى أن الفياض نقل إلى الرئيس بشار الأسد رسالة من رئيس الحكومة العراقية، مصطفى الكاظمي، حول اللقاء المزمع عقده أواخر الشهر الجاري، والمواضيع المطروحة على جدول أعماله. ويؤكد مصدر دبلوماسي عربي في دمشق، لـ«الأخبار»، أن الحكومة العراقية لم تُوجّه دعوة رسمية إلى نظيرتها السورية لحضور المؤتمر، الذي تصفه بأنه «سوريّ الفكرة بالأصل»، موضحة أنه «على الرغم من الترويج للمؤتمر على أنه الأوّل لدول جوار العراق، إلا أنه سبق وانعقد مؤتمر من هذا النوع في العاصمة السورية إبّان الحرب الأميركية على العراق»، مستغرباً أن «تنعقد هذه القمّة من دون حضور جارٍ أساسي لبغداد». ويشير المصدر إلى أن «دمشق تراقب اليوم ما قد يصدر عن هذا المؤتمر، من دون أيّ أمل في تحسّن سلوك تركيا في شمال العراق، أو حتى سلوكها تجاه ملفّ الأنهار المشتركة مع سوريا». كذلك، لا تتوقّع دمشق أن تُحدث القمّة تحوّلات في طبيعة العلاقات التي تجمع العراق مع بقيّة دول جواره، أو أن تثمر نتائج تفضي إلى تهدئة المنطقة المشحونة بعدد من الملفّات الساخنة. ويشير الأستاذ الجامعي والكاتب عقيل محفوض، في حديث إلى «الأخبار»، إلى أنه لم تكن هناك توقّعات في الأوساط السياسية السورية بأن تُدعى دمشق إلى مثل هذا المؤتمر، لأن ذلك سيؤثّر على مواقف بقيّة الدول المَدعوّة التي لم يَزل مسؤولوها غير جاهزين للجلوس مع مسؤولين حكوميين سوريين على أيّ طاولة سياسية، على الرغم من كون هذه الدول على تنسيق أمني مع دمشق في عدد من الملفّات. ولا يَتوقّع محفوض أن يؤثّر غياب دمشق عن المؤتمر على «العلاقات الثنائية التي لم تنقطع منذ بداية الحدث السوري، والتنسيق المشترك بين الحكومتَين في الملفّات المتعلّقة بالاعتداءات الأميركية والإسرائيلية على نقاطٍ في أراضي البلدين، وتبادل المعلومات الاستخبارية في محاربة تنظيم داعش، بما يحقّق الأمن الوطني والقومي لكلّ منهما، ويضاف إلى ذلك التعاون المشترك في ملفّات ذات طابع اقتصادي، وعلى هذا الأساس لن يكون غياب دمشق عن مؤتمر جوار العراق مؤثّراً على مسار العلاقات الثنائية مطلقاً».

لم تكن هناك توقّعات في الأوساط السياسية السورية بأن تُدعى دمشق إلى مثل هذا المؤتمر

من جهته، يعتقد أستاذ القانون العام في جامعة دمشق، عصام التكروري، أن «عدم دعوة دمشق مسألة تبدو أنها ناتجة من فيتو للمحتلّ الأمريكي، لم تعارضه أو تعترض عليه أيّ من الدول المجتمعة حتى الآن، كما أن غالبية المدعوّين ليسوا جاهزين لتطبيع العلاقة مع دمشق خارج المظلّة الأميركية، وهذا يؤكد اعترافهم الضمني بالدور المحوري الذي يمكن أن تلعبه دمشق في حلّ مشاكل المنطقة، والتي يساهم عدد من الدول المجتمعة في تكريسها». ويرى التكروري، في حديث إلى «الأخبار»، أن عدم توجيه الدعوة إلى دمشق «يتجاهل الحقيقة الجغرافية المتمثّلة في أن سوريا هي أهمّ جيران العراق، وتتقاسم معه ملفّات وجودية يأتي على رأسها وجود الاحتلال الأميركي وتنظيم داعش الإرهابي في كلا الدولتين»، معتبراً أنه «في ما لو كان المجتمعون يريدون تحقيق زخم لمؤتمرهم، فكان من الضروري بمكان أن تتمّ دعوة دمشق قبل غيرها، وذلك بحُكم الجغرافيا والتهديدات الوجودية المشتركة ما بين الدولتين».

هموم مشتركة

يبلغ طول الشريط الحدودي السوري مع الجار الشرقي (العراق) نحو 599 كم، وهو شريط شهد معارك مشتركة بين الجيش السوري وقوات عراقية ضدّ تنظيم «داعش» في صيف العام 2107، انتهت بتحرير مدينة البوكمال السورية في تشرين الثاني من العام 2018، بما أفضى إلى تأمين الحدود، وإنهاء إمكانية تنقّل التنظيم بين طرفَيها. ويُعدّ قطْع طريق دمشق – بغداد من معبر التنف أحد أهمّ أسباب البقاء الأميركي في سوريا، لما يمثّله من عنصر حيوي في عملية منْع قيام طريق برّية بين العاصمتَين الإيرانية واللبنانية، تَعتبره إسرائيل تهديداً لها. وعلى هذا الأساس، اعتمد الجانبان السوري والعراقي معبر «البوكمال – القائم» في عملية انتقال الركّاب والبضائع. وتنتشر القوات الأميركية في منطقة التنف، بشكل مشترك مع القوات البريطانية التي تواصلت خلال الشهرَين الماضيَين مع الفصائل المسلّحة المنتشرة في مخيم الركبان، الواقع بالقرب من الحدود الأردنية جنوب شرق سوريا، والذي كانت دمشق عرضت غير مرّة استقبال قاطنيه، إلّا أن واشنطن عرقلت ذلك لكون الحُجّة المُعلَنة لبقائها في التنف هي تقديم الحماية لسكّان المخيم، ومحاربة تنظيم «داعش» في البادية السورية. أمّا في ما يخصّ ملفّ الأنهار، فقد كانت الحكومة السورية فوّضت نظيرتها العراقية بالحوار مع تركيا في شأنه، في ظلّ قيام الحكومة التركية بخفْض الوارد المائي عبر الأنهار المشتركة مع سوريا والعراق، من دون تقديم مبرّرات واضحة. ويكشف مصدر هندسي، لـ«الأخبار»، عن كون الجانب التركي عاد إلى تخفيض مستوى التدفّق المائي لنهر الفرات إلى أقلّ من 350 متر مكعّب في الثانية، علماً أن الاتفاق المُوقَّع مع الحكومة التركية في العام 1987 يجبر أنقرة على الحفاظ على مستوى تدفّق لا يقل عن 500 متر مكعّب في الثانية، الأمر الذي انعكس على مستوى تخزين السدود السورية، لكون دمشق ملتزمة بالاتفاق المُوقَّع مع الجانب العراقي في العام 1989، والذي يوجب عليها تمرير ما نسبته 58% من الوارد المائي نحو الأراضي العراقية. وكان وزير الموارد المائية العراقي، رشيد الحمداني، أعلن، في أواخر الشهر الماضي عقب زيارته دمشق، أن سوريا وافقت على تفويضه بالنيابة عنها للنقاش مع تركيا حول الحصص المائية، حيث سيتمّ تزويده بكتاب رسمي عن طريق الخارجية السورية، لإصرار الجانب التركي في معظم الجلسات التفاوضية بشأن الحصص المائية على وجود الجانب السوري. واعتبر الحمداني، حينها، أن هذا التخويل سيقطع الطريق أمام حجج تركيا، وسنصل إلى تفاهمات.

 



السابق

أخبار لبنان... مناورات إسرائيلية مفاجئة على حدود لبنان...حرائق «غامضة» في محطات لتحويل الكهرباء.. نصر الله: نواجه حرباً اقتصادية..القاضي البيطار يستكمل تحقيقاته الجمعة.. الأسماء "سببٌ لتأخير اضافيّ" في تأليف الحكومة؟..ميقاتي: احتمال تشكيل الحكومة أكبر من احتمال الاعتذار.. مستشفيات لبنان: هل صار الإقفال مصيرًا محتومًا؟..

التالي

أخبار العراق.. قمّة «الاستعراض» في بغداد: الكاظمي يحبط عودة دمشق.. انقسام عراقي حول حركة «طالبان» بنسختها الجديدة... الصدر يضع «شرطين لازمين» للتراجع عن مقاطعة الانتخابات العراقية.. قائد القوة الجوية السابق يهرب من سجانيه غرب بغداد..

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,498,419

عدد الزوار: 6,953,040

المتواجدون الآن: 82