"مرصد التعددية الدينية" في "القديس يوسف":الانفتاح على الآخر ومعالجة التباينات

تاريخ الإضافة الأحد 25 تشرين الأول 2009 - 7:29 ص    عدد الزيارات 3519    التعليقات 0    القسم محلية

        


نظمت كلية العلوم الدينية في جامعة "القديس يوسف" ندوة دولية بعنوان "مرصد التعددية الدينية في لبنان والمجتمعات العربية: تاريخ وتحولات واستشراف" في إطار "الماستر في العلاقات الاسلامية والمسيحية"، بدعم من مؤسسة "كونراد اديناور" وبالتعاون مع المؤسسة اللبنانية للسلم الاهلي الدائم ومؤسسة جورج افرام والفريق العربي للحوار الاسلامي والمسيحي، بحضور رئيس اللجنة الثقافية في المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز سامي ابي المنى، وأمين عام المؤسسة اللبنانية للسلم الأهلي الدائم واصف الحركة ورئيس الجامعة الاب رينيه شاموسي ورئيس الفريق العربي للحوار الاسلامي المسيحي عباس الحلبي ومنسق الماستر في العلاقات الاسلامية والمسيحية و"المحاضرات المهنية" انطوان مسرة وأمين عام لجنة الحوار الاسلامي المسيحي محمد السماك وعميد كلية العلوم الدينية الاب سليم دكاش وممثلين عن مؤسسات دينية وجمعيات أهلية.
تُنظم الندوة على مدى يومين، وتشكل مرحلة تمهيدية لبرنامج أشمل (2009 2011)، يهدف الى الاستقصاء اليومي لوقائع سلبية وايجابية فيما يتعلق بالاعتراف بالتعددية الدينية وحمايتها والدفاع عنها وتحليل هذه الوقائع واستشراف اقتراحات وأعمال في سبيل حماية الوحدة في التنوع في النسيج الاجتماع العربي، وتوضح لائحة مؤشرات لرصد تقدم أو تراجع التعددية في لبنان وبعض المجتمعات العربية الاخرى، خاصة في التعددية الدينية والتعددية الحزبية والنقابية وتعددية وسائل الاعلام والتعبير.
وينطلق البرنامج من وحدة القيم الاساسية لدى كل الأديان دون استثناء التي تتلاقى في منطلقات ثلاث: الانسان قيمة ذاتية مطلقة والانسان كائن حر والاخوة بين البشر.
افتتحت الندوة بكلمة لمسرة الذي قال ان "هناك مشكلة تكمن في النظام وخصوصاً انظمة الدول العربية، وعندما توجد مشكلة مع أقلية، فيكون هناك مشكلة مع أكثرية".
وأشار الى ان "مشكلة التعددية الدينية في المجتمعات العربية، أقل بكثير من غير دول" ورأى ان "الحل يكمن في صقل الافكار والآراء والحوار بين الأديان والانفتاح على الآخر، والتخلص من الخوف المتوارث بين أبناء الوطن الواحد".
وشدد مسرة على ضرورة "التفكير والعمل الجدي للتواصل بين الأديان"، معتبراً ان هناك "العديد من الأفكار المشتركة التي تجمعنا".
وقال الحركة "لا يمكن ان تتواجد الديموقراطية دون حرية"، معتبراً ان "المجتمع يجب ان ينظم من أجل الانسان"، مشيراً ان "الاسلام يرفض التسلط والفرض".
واعتبر انه "لا يمكن أن نطالب بالتعددية السياسية وأن نترك جانباً التعددية الدينية، وانه من المهم أن نركز على التباينات والاختلافات وليس على التعارضات، وان يؤدي الحوار الديموقراطي الى اقتراحات مشتركة".
وأثنى انطوان العويط من مؤسسة "جورج افرام" على "الربط بين تفهم الواقع الديني ومقاربته ودراسته علمياً وبين أهمية الركون الى ثابتتين الإدارة الديموقراطية للتنوع الديني والثقافي وعيش الاستقلالية الفكرية".
ودعا الحلبي الأديان الى "رص صفوفها كي تتمكن من مواجهة التحديات، إذ ان المخاطر في عصرنا الحاضر كبيرة وخطيرة"، لافتاً الى انه "من اشكاليات العيش المشترك، الحوار بين مكونات لبنان والمنطقة العربية على ما درجت تسميته الحوار الاسلامي المسيحي، هل هو حوار النخبة أم حوار أبناء الشعب؟".
واعتبر ان "المطلوب عمل مشترك، وبالتالي علينا أن ننظر الى التعددية الدينية على انها عنصر غنى ترتبط بعضها ببعض بمجموعة قيم مشتركة سياسية وأخلاقية واقتصادية واجتماعية، ولا ترتبط بحوار العقائد غير المجدي".
وقال: "نحتاج الى اصلاح في السياسة بانتهاج النظم الديموقراطية وتأمين مبدأ تداول السلطة والتمثيل السياسي الى اصلاح، وفي الدين من خلال العودة الى الوسطية والاعتدال، والاصلاح في السلوك في اعادة الاعتبار للاحترام المتبادل بين الأديان".
وقال شاموسي انه "في حال فرضت حقيقة التعددية الدينية في العالم العربي نفسها في الوقائع، فليست معترف بها كما يبدو، اما من الناحية السياسية، فيبدو اننا لم نتقدم كثيراً في هذا الميدان، علماً ان النخبة لا تزال تمسك بزمام الأمور وتحشد التابعين لها وفقاً لآليات لا علاقة لها بالديموقراطية الغربية التي يحيل اليها مفهوم التعددية".
واعتبر الممثل المقيم لمؤسسة "كونراد اديناور" توماس برنغر انه من "الضروري مناقشة مسألة التعددية الدينية خاصة في بلد كلبنان"، مشدداً على ان "المؤسسة تؤمن بالتعددية الدينية".
وتمحورت الجلسة الاولى حول "حالة التعددية الدينية في لبنان والمجتمعات العربية"، وتحدث فيها المحاضران في الماستر في العلاقات الاسلامية المسيحية طوني عطاالله وامير سوبره.
وحاضر في الجلسة الثانية بعنوان "الابعاد الحقوقية في التعددية الدينية"، القاضي جون قزي عن الإدارة الديموقراطية لتعددية انظمة الاحوال الشخصية، والمحاضر في كلية الحقوق في الجامعة ابراهيم طرابلسي ومسرة.
وناقشت الجلسة الثالثة "الابعاد الثقافية في التعددية الدينية"، وتحدث فيها الاب فادي ضو عن اعادة تحديد دور الطوائف في المجال العام، وهاني فحص وابي المنى والمحاضر في كلية العلوم الدينية سعود المولى وغسان حجار. اشارة الى ان الندوة تكمل نقاشها اليوم.

 


المصدر: جريدة المستقبل

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 154,956,842

عدد الزوار: 6,973,127

المتواجدون الآن: 84