مناورات في الأغوار وتجربة قريبة على "العصا السحرية"

بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي، امس، حملة مناورات واسعة في منطقة الأغوار الشمالية، واجبر سكان خربة يرزا على الرحيل من منازلهم، فيما يجري قريبا تجربة على منظومة "العصا السحرية" المضادة للصواريخ المتوسطة المدى.
وقال شهود إن أرتالا من الدبابات والمدفعيات خرجت من مرابضها في معسكرات في منطقة الأغوار توطئة لتوسيع حملة المناورات.
وقال رئيس مجلس قروي يرزا مخلص مساعيد إن جيش الاحتلال فرض طوقا على الخربة، واجبر جميع سكانها على الرحيل عن منازلهم ووضعهم في منطقة واحدة عند إقدام سفوح إحدى الجبال المجاورة. وأشار إلى أن الجيش أصر على اخراج جميع سكان الخربة التي تقع وسط معسكرات للجيش.
وأوضح أن "هناك مدفعيات وإطلاق قذائف في المنطقة المحيطة"، مشيرا إلى أن جيش الاحتلال كان انذر سكان الخربة في الأمس بعدم الخروج من منازلهم، لكنهم تفاجأوا اليوم بترحيلهم.
وقال شهود إن قوات مؤللة تنتشر في محيط المضارب الرعوية في المنطقة، وأن الرعاة لم يستطيعوا الخروج إلى المراعي بسبب خطر إطلاق النار.
وتغلق قوات الاحتلال مناطق واسعة من الأغوار بحجة أنها مناطق عسكرية.
وقال رئيس مجلس قروي المالح عارف دراغمة التي تضم مضارب رعوية منتشرة على مساحات واسعة من الأراضي أن قوات كبيرة من جيش الاحتلال تحيط بالمضارب منذ ساعات صباح الأمس. وأضاف أن الجيش نصب خياما كبيرة قرب معسكرات للجيش وفي مناطق قريبة من مساكن الرعاة.
جيش الاحتلال اعلن أمس انه سيبدأ قريبا في اجراء اختبارات لتجربة نظام دفاعي جديد لاعتراض الصواريخ اسماه "العصا السحرية" والذي سيدخل الخدمة في هذا الجيش قريبا.
ونقل موقع صحيفة "يديعوت احرنوت" الإلكتروني امس عن مصادر في جيش الإحتلال قولها "ان هذا النظام يشمل تشغيل نظام اعتراض من الصواريخ متوسطة المدى والذي سيدخل الخدمة حيث سيكون اسرع من الانظمة الاخرى"، مشيراً الى انه "خلال الأشهر القليلة القادمة ستجرى عمليات اختبارات واسعة للنظام الدفاعي الجديد والذي يمكن ان يبدأ العمل في تشغيله رسميا في وقت اقل من المتوقع بعد اختباره".
وقالت الصحيفة ان الكولونيل المتقاعد بيني يونجمان والذي ذكرت انه يرأس "مشروع مؤسسة رفائيل للانظمة الدفاعية المتقدمة في اسرائيل كشف عن قدرات النظام الجديد لاول مرة اول من امس الثلاثاء في مؤتمر خاص بالتقنية الجديدة في الانظمة الدفاعية المتطورة".
واشارت "يديعوت أحرونوت" الى ان "يونجمان امتنع عن الاعلان عن موعد البدء الرسمي بتشغيل نظام العصا السحرية" غير انه اكد "ان تطوره جرى بصورة اسرع مما كان مخططا له في الاصل".
والنظام الجديد كما قال يونجمان "ربما يصبح جزءا من الانظمة التي يستخدمها الجيش في حماية الجبهة الداخلية والتي سيجرى تشغيلها قبل العام 2013، وذلك في مواجهة التهديدات التي تشكلها صواريخ الكاتيوشا التي يملكها حزب الله اللبناني على سبيل المثال".
وبوسع هذا النظام ان يتعامل مع التهديدات التي تبدو محتملة في المنطقة والهدف من تشغيله وفق الجيش الاسرائيلي يأتي "من اجل مواجهة كل الصواريخ قصيرة المدى وكذلك صواريخ كروز".
وكشف الجيش الاسرائيلي عن "ان نظام العصا السحرية هذا سيصبح نظاما دفاعيا متكاملا يشكل مع القبة الحديدية الى جانب النظام الدفاعي الصاروخي الاخر حيتس، اضافة الى صواريخ باتريوت لحماية اسرائيل بمجملها من هجمات صاروخية محتملة ".
في القدس المحتلة، أدخلت شرطة الاحتلال المتمركزة على باب المغاربة، إحدى بوابات المسجد الأقصى والوحيد الذي تحتفظ سلطات الاحتلال بمفاتيحه، صباح امس، مجموعات متتالية من اليهود المتطرفين إلى المسجد، حيث قاموا بالتجول في باحات المسجد وسط حراسات شرطية مُشدّدة.
وذكر حراس المسجد أنه يتواجد في باحات المسجد، وخاصة في الجهة القريبة من باب المغاربة (مسطبة أبو بكر الصديق) مجموعات من المصلين المعتكفين منذ ساعات صلاة فجر امس، والذين دخلوا بمواجهات متفرقة مع المتطرفين وعناصر الشرطة .
كما دفعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، المزيد من عناصر الشرطة واجهزة الامن والجيش الى داخل مدينة القدس وحولتها الى ما يشبه الثكنة العسكرية.
وشرع العشرات من عناصر قوات الاحتلال بوضع متاريس حديدية في العديد من الشوارع الرئيسية المؤدية إلى القدس القديمة ومحيطها، ونشرت دورياتها العسكرية والشرطية في محيط البلدة، وداخل البلدة في الشوارع والطرقات المؤدية إلى باحة حائط البراق وإلى المسجد الأقصى.
وعززت قوات الاحتلال تواجدها وانتشارها في حي الشيخ جراح وسط القدس المحتلة، وخاصة قرب المنازل الفلسطينية التي استولت عليها جماعات يهودية متطرفة بمساندة قوات الاحتلال، وحوّلتها إلى بؤر استيطانية تهدد سائر منازل الحي.
وتأتي هذه الإجراءات مع الإعلان عن مشاركة مئات المستوطنين بالمسيرة الاستفزازية، التي أعلنت عن تنظيمها وتسييرها الجماعات اليهودية المتطرفة امس انطلاقاً من حي الشيخ جراح، لمناسبة ما أسمته "ذكرى تحرير القدس" وهو يوم احتلال القدس حسب التقويم العبري.
استطلاعٌ للرأي في اسرائيل أظهر رفض 66% من الاسرائيليين التنازل عن اجزاء من المدينة المقدسة للفلسطينيين أو تقسيمها ضمن اتفاقية سلام مع الجانب الفلسطيني.
وأشار موقع "نيوز 1" العبري امس، إلى أن الاستطلاع أجري من قبل معهد الجغرافية السياسية الاسرائيلي. وذكر أن هذه النسبة المرتفعة برفض تقسيم القدس أو التنازل عن اجزاء منها حتى ضمن اتفاقية سلام مع الجانب الفلسطيني جاءت تعبيرا عن موقف الجيل الشاب في اسرائيل (18 حتى 34 عاما) وكذلك موقف المتدينين. وأضاف الموقع أن 23% من المشاركين في الاستطلاع أبدوا استعدادا للتنازل عن بعض احياء القدس الشرقية أو كافة الاحياء العربية في المدينة.
وردا على سؤال حول وقف البناء أو الاستمرار في عمليات البناء في مدينة القدس بما فيها القدس الشرقية، فقد أيد 67% من المشاركين في الاستطلاع الاستمرار في البناء في كافة انحاء المدينة، في حين اجاب 23% بوقف البناء.
واعتبر 91% من المشاركين في الاستطلاع بان مدينة القدس يجب أن تكون عاصمة دولة اسرائيل، في حين اعتبر 4% بان تكون مدينة تل ابيب هي العاصمة، في الوقت الذي ابدى 5% عدم موقف.