أخبار لبنان..فرنسا تحذر إسرائيل من التدخل العسكري في لبنان..الحراك الدبلوماسي في «الوقت الضائع»: الوزير الفرنسي اليوم وهوكشتاين خلال أيام..مشروع حلّ أميركي على 3 مراحل: "ضوء أصفر" لبناني وتأكيد إسرائيلي..تسويق إسرائيلي لـ«تسوية» هوكشتين: انسحاب مقابل «جزرة اقتصادية»!..إعلام إسرائيلي: «بوادر إيجابية» لإنهاء التوتر مع «حزب الله».. أمل في قلب المواجهة: عودة إلى الجذور..سيجورنيه وهوكشتاين يحاولان النفاذ عبر «النافذة الضيّقة»..إعلان بري انخراط «أمل» في حرب الجنوب يطرح نقاشاً عن دوره الدبلوماسي..

تاريخ الإضافة الثلاثاء 6 شباط 2024 - 4:21 ص    عدد الزيارات 279    التعليقات 0    القسم محلية

        


فرنسا تحذر إسرائيل من التدخل العسكري في لبنان..

أكدت أنها ستتدخل بالقوة لإنقاذ 20 ألف فرنسي..

العربية.نت.. نقل وزير خارجية فرنسا ستيفان سيجورنيه خلال لقائه نظيره الإسرائيلي رسالة مباشرة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأن فرنسا سيكون لها دور مركزي في أي حل سياسي مستقبلي في لبنان. قالت "هيئة البث الإسرائيلية" إنّ الاجتماع بين وزيري خارجية إسرائيل وفرنسا ساده التوتر بسبب ملفي لبنان والمحتجزين في غزة، مضيفة أنّ فرنسا لم تقدم أدلة على حصول المحتجزين الإسرائيليين في غزة على أدوية. ووفق "الهيئة"، حذّر وزير خارجية فرنسا نظيره الإسرائيلي من أن بلاده ستقوم بعمل عسكري في لبنان لإنقاذ نحو 20 ألف فرنسي إذا اندلعت حرب مع "حزب الله". وأضافت "التأكيد الفرنسي جاء على أثر زيارة المبعوث الأميركي إلى إسرائيل وسط خشية فرنسية من أن يكون الفاعل الوحيد في هذه القضية هو الولايات المتحدة الأميركية". وقالت الهيئة "بعد أن سمع وزير الخارجية الفرنسي من الإسرائيليين أنه إذا لم يتم التوصل إلى حل دبلوماسي، فلن يكون أمام إسرائيل خيار سوى القيام بعمل عسكري في لبنان، رد على محاوريه قائلاً إنه إذا اندلعت حرب بين إسرائيل وحزب الله، فسوف تضطر فرنسا إلى القيام بعمل عسكري في لبنان لإنقاذ حوالي 20 ألف مواطن فرنسي يعيشون هناك". ووصل وزير الخارجية الفرنسي سيجورني إلى إسرائيل اليوم لعقد سلسلة من اللقاءات مع كبار القادة السياسيين. كما أثارت إسرائيل مع الوزير الفرنسي قضية عدم حصولها على تأكيد بوصول الأدوية التي أدخلتها إلى قطاع غزة بوساطة فرنسية وقطرية إلى المحتجزين الإسرائيليين قبل نحو 20 يوما. وقالت الهيئة "رغم أن فرنسا تبنت اتفاقاً يتم بموجبه تقديم الأدلة على أن المختطفين الإسرائيليين حصلوا بالفعل على الأدوية، لكن حتى الآن لم يتم تقديم هذه الأدلة". وطلب الوزير كاتس من فرنسا الضغط على قطر للحصول على ما يُثبت وصول الأدوية إلى المحتجزين. وبحسب مصادر حاضرة في غرفة الاجتماع بين الوزيرين، رد وزير الخارجية الفرنسي بأن بلاده تعمل بالفعل على هذا الموضوع، وقال إنه "إذا تبين أن الأدوية لم تصل إلى المحتجزين ستكون هناك عواقب وخيمة"، وفق ما نقلته هيئة البث.

لقاء عباس

في السياق، جدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس رفضه لتهجير السكان من قطاع غزة أو الضفة الغربية أو القدس الشرقية، وسط اتهامات فلسطينية وعربية لإسرائيل بالسعي لإفراغ هذه المناطق من أهلها. وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية يوم الاثنين إن عباس التقى وزير خارجية فرنسا في رام الله، وأشارت إلى أنه أطلعه على "آخر مستجدات العدوان الإسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني، خاصة في قطاع غزة".

فرنسا تحذر إسرائيل من التدخل العسكري في لبنان

وأكدت أنها ستتدخل بالقوة لإنقاذ 20 ألف فرنسي

القدس: «الشرق الأوسط».. قالت «هيئة البث الإسرائيلية» إنّ وزير خارجية فرنسا نقل رسالة مباشرة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأن فرنسا سيكون لها دور مركزي في أي حل سياسي مستقبلي في لبنان. وأشارت «الهيئة» إلى أنّ الاجتماع بين وزيري خارجية إسرائيل وفرنسا ساده التوتر بسبب ملفي لبنان والمحتجزين في غزة، مضيفة أنّ فرنسا لم تقدم أدلة على حصول المحتجزين الإسرائيليين في غزة على أدوية حسب ما نقلت وكالة «أنباء العالم العربي». ووفق «الهيئة»؛ حذّر وزير خارجية فرنسا نظيره الإسرائيلي من أن بلاده ستقوم بعمل عسكري في لبنان لإنقاذ نحو 20 ألف فرنسي إذا اندلعت حرب مع «حزب الله». وأضافت «التأكيد الفرنسي جاء على أثر زيارة المبعوث الأميركي إلى إسرائيل وسط خشية فرنسية من أن يكون الفاعل الوحيد في هذه القضية هو الولايات المتحدة الأميركية». وقالت الهيئة «بعد أن سمع وزير الخارجية الفرنسي من الإسرائيليين أنه إذا لم يتم التوصل إلى حل دبلوماسي، فلن يكون أمام إسرائيل خيار سوى القيام بعمل عسكري في لبنان، رد على محاوريه قائلاً إنه إذا اندلعت حرب بين إسرائيل وحزب الله، فسوف تضطر فرنسا إلى القيام بعمل عسكري في لبنان لإنقاذ حوالي 20 ألف مواطن فرنسي يعيشون هناك». ووصل وزير الخارجية الفرنسي سيجورني إلى إسرائيل اليوم لعقد سلسلة من اللقاءات مع كبار القادة السياسيين. كما أثارت إسرائيل مع الوزير الفرنسي قضية عدم حصولها على تأكيد بوصول الأدوية التي أدخلتها إلى قطاع غزة بوساطة فرنسية وقطرية إلى المحتجزين الإسرائيليين قبل نحو 20 يوما. وقالت الهيئة «رغم أن فرنسا تبنت اتفاقاً يتم بموجبه تقديم الأدلة على أن المختطفين الإسرائيليين حصلوا بالفعل على الأدوية، لكن حتى الآن لم يتم تقديم هذه الأدلة». وطلب الوزير كاتس من فرنسا الضغط على قطر للحصول على ما يُثبت وصول الأدوية إلى المحتجزين. وبحسب مصادر حاضرة في غرفة الاجتماع بين الوزيرين، رد وزير الخارجية الفرنسي بأن بلاده تعمل بالفعل على هذا الموضوع، وقال إنه «إذا تبين أن الأدوية لم تصل إلى المحتجزين ستكون هناك عواقب وخيمة»، وفق ما نقلته هيئة البث.

الحراك الدبلوماسي في «الوقت الضائع»: الوزير الفرنسي اليوم وهوكشتاين خلال أيام..

المصارف تطالب بتعديل سعر دولار السحوبات.. وتصحيح التقديمات بين ميقاتي والموظفين..

اللواء..على خطين متوازيين، تتحرك نقاط الاتصالات الدبلوماسية، لاحتواء مخاطر الانهيار العسكري الواسع على جبهة جنوب لبنان، وكلاهما اميركي واوروبي، في وقت طرأ تطور ميداني على الموقف، باعلان حركة «أمل» استشهاد 3 من مقاتليها في المعركة نفسها التي يخوضها حزب الله، كمساندة للشعب الفلسطيني ومقاومته في غزة. وفي الوقت الذي استبق فيه وزير الخارجية الاسرائيلي يسرائيل كاتس وصول وزير الخارجية الاميركي انطونيو بلينكن الى تل ابيب، التي وصل اليها الموفد الاميركي آموس هوكشتاين، في اطار مهمة متعددة، ابرزها الحث على تجنب التصعيد، بدا ان هذا الخط مرتبط بما سيحدث على جبهة غزة، حيث مالت الاجواء الى رفض العروض الاسرائيلية او ما عُرف بورقة مؤتمر باريس الرباعي حول صفقة تبادل الاسرى بين اسرائيل وحماس، استبق الوزير الاسرائيلي الوصول باعلان ان الوقت ينفد لايجاد حل دبلوماسي في جنوب لبنان. هذا على صعيد الخط الاول، وعلى الخط الثاني، يصل اليوم الى بيروت وزير الخارجية الفرنسية سيتفان يسجوانيه للبحث في تطبيق القرار 1701، ومنع تمدد الحرب الاسرائيلية، وترددت معلومات عن انه يحمل تحذيرا ليوقف حزب الله اعماله في منطقة جنوب الليطاني. وتوقعت مصادر ديبلوماسية ان يزور المستشار الرئاسي الاميركي اموس هوكشتاين بيروت بعد انتهاء لقاءاته مع المسؤولين الإسرائيليين في غضون الايام القليلة المقبلة، بالرغم من عدم تبلغ المسؤولين اللبنانيين، اية مراسلات عن نيته زيارة لبنان حتى الان. واشارت المصادر إلى أن توقعات زيارة هوكشتاين، تستند إلى ان الافكار التي ناقشها مع الإسرائيليين للاتفاق على إنهاء الاشتباكات المسلحة بين حزب الله وقوات الاحتلال الإسرائيلي، وتثبيت الهدوء على جانبي الحدود اللبنانية الجنوبية،تتطلب عرضها ومناقشتها مع المسؤولين اللبنانيين ومن خلالهما مع حزب الله، لتذليل الصعاب الموجودة وإنهاء التباينات بين الطرفين، تمهيدا للاتفاق المطلوب. ورصدت المصادر إشارات تشدد من الجانب الاسرائيلي بخصوص بعض النقاط التي تناقش حول الترتيبات الامنية والمناطق التي تشملها، بينما يسعى هوكشتاين الى تجزئة نقاط الخلاف، والمباشرة بحل الممكن منها وإبقاء المعقد منها إلى وقت لاحق.

الرئاسة: أجواء إيجابية

رئاسياً، سادت اجواء ايجابية تتعلق بتوفير مناخات ملائمة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، بالتنسيق ما بين رئاسة المجلس واللجنة الخماسية، بانتظار جلاء الوضع الميداني في الجنوب المترابط بغزة. وتوقفت أوساط سياسية مطلعة عند عودة المقاربات المختلفة في ملف الرئاسة ما يحول دون إحراز أي تقدم، ورأت أن الحديث عن وضع شروط في هذا الملف يعرقل أي مسعى فيه بما في ذلك الشق المحلي منه، معربة عن اعتقادها أن ما من تبدل نوعي طرأ منذ حراك سفراء اللجنة الخماسية، وهذا لا يعني أن الملف ترك إنما تم تحييده، ولم تصل معطيات جديدة عن المرحلة التالية ربما بانتظار الخطوة من اللجنة الخماسية. وقالت لـ«اللواء» أن زيارة وزير الخارجية الفرنسي ولقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين تندرج في سياق الحراك الديبلوماسي من أجل العمل على التهدئة وتطبيق القرارات الدولية، في حين يحضر الملف الرئاسي انطلاقا من العمل على انجازه من دون أن يحمل معه أي معطى بأعتبار المسألة بيد اللجنة الخماسية، في حين ليس معروفا ما إذا كان سيشير إلى زيارة أي موفد فرنسي أو لا.

الموازنة ومطالب المصارف

وفيما وقَّع الرئيس نبيه بري مشروع قانون موازنة العام 2024، واحاله الى المجلس النيابي، ناقش الرئيس نجيب ميقاتي الوضع المصرفي مع وفد من جمعية المصارف، لا سيما التعميم 166، الذي يقضي باعطاء كل مودع 150 دولاراً من حسابه.. فضلاً عن مطالبة الجمعية الحكومة بقرارات لتحديد سعر صرف «دولار السحوبات». وفي اطار احتواء اعتراضات الموظفين والمتقاعدين، التقى الرئيس ميقاتي وفداً من موظفي الادارة العامة بحث معه المطالب المرفوعة، والتي ادت الى اعلان الاضراب حتى الخميس المقبل 8 شباط. وذكر الوفد رئيس الحكومة بدل البدل المالي عن شهري ايلول وتشرين الاول الماضيين، معلناً انه لمس تجاوباً، على ان تبت المطالب في اول جلسة لمجلس الوزراء، لكن الاضراب لن يتوقف قبل ادخال تحسينات مقبولة على الرواتب والمعاشات. وامس، توجه حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري إلى المملكة العربية السعودية، للمشاركة في مؤتمر مالي وعقد لقاءات رسمية، بدعوة من المصرف السعودي المركزي.

الجميِّل: ارتفاع وتيرة التهديد

سياسياً، اعتبر رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل انه لبنان في دائرة التهديد، وان الوتيرة في هذه الفترة ترتفع.. وقال: العنف ليس خيارنا، ونحن نرفض الشراكة في سلطة يسيطر عليها حزب الله. واصفاً ما يحدث في غزة لا يمكن احتماله، ونحن مع احقية الشعب الفلسطيني بأن يكون لديه دولة، مجدداً ثقته الكاملة بالجيش اللبناني. وفي السياق السياسي ايضاً، في هذا الوقت وعلى بعد اسبوع من احياء الذكرى 19 لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري، استمر تيار المستقبل في التحضير لمشاركة شعبية للرئيس سعد الحريري، الذي سيصل الى بيروت، في قراءة الفتاحة والتجمع في وسط بيروت.

3 شهداء لأمل

ميدانياً، دخلت تطورات جديدة على الوضع الميداني، عبر استهداف الطيران المعادي تجمعات حركة امل في الجنوب. كما اغار الطيران المعادي على احد المنازل في بيت ليف مما ادى الى سقوط ثلاثة قتلى من حركة أمل. ولاحقا نعت «أمل» شهداءها الثلاثة إثر القصف الإسرائيلي  وهم : حسن حسين سكيكي (شمران)، جعفر أمين اسكندر (أفواج)، وحسين علي عزّام (أبو زهراء). واستمر القصف الاسرائيلي جنوبا، وافيد عن غارة معادية جديدة في محيط الغارة السابقة عند مثلث بلدات الجبين - شيحين وطير حرفا. وتعرضت اطراف بلدات علما الشعب والضهيرة وطير حرفا الى قصف مدفعي معادٍ. واصيبت سيارة تابعة لجمعيتي كشافة الرسالة الاسلامية والهيئة الصحية الاسلامية في بلدة الجبين. كما غارت الطائرات الاسرائيلية على بلدتي ميس الجبل وبيت ليف. بالمقابل، تركزت ضربات المقاومة امس بالصواريخ على موقع السماقة في مزارع شبعا للمرة الثانية، كما استهدفت المقاومة ثكنة يفتاح بالاسلحة المناسبة.

وزير الخارجية الفرنسي في بيروت اليوم ورسالة تل أبيب "أنّ الوقت ينفد"

مشروع حلّ أميركي على 3 مراحل: "ضوء أصفر" لبناني وتأكيد إسرائيلي

نداء الوطن...نقل الموفد الأميركي آموس هوكشتاين إلى تل أبيب مشروع حل لإنهاء التوتر على الحدود بين لبنان وإسرائيل، يتضمن ثلاث مراحل تبدأ بانسحاب «حزب الله» وتنتهي بالشروع في مفاوضات حول النزاعات الحدودية. وبين هاتين المرحلتين، مرحلة عودة النازحين إلى ديارهم على جانبَي الحدود. وفي انتظار الخطوات التالية لمسار هذا المشروع، بدا الموقف الإسرائيلي مرحباً مبدئياً بما نقله موفد الرئيس جو بايدن، خصوصاً أنّ الإعلام العبري تحدث عن «ضوء أخضر» من الحكومة اللبنانية للمشروع. أما على الجانب اللبناني، فبدا الموقف منفصلاً عن المشروع، حسبما صرّح وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب، الذي قال «إنّ ما تسعى اليه إسرائيل هو اقتصار البحث على عودة مستوطنيها على الحدود الشمالية». وفي انتظار زيارة هوكشتاين للبنان مجدداً، أعاد المراقبون إلى الأذهان الحديث الذي صرّح به رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي لـ»نداء الوطن» في 23 كانون الثاني الماضي، حين قال ردّاً على سؤال عما اذا كان فشل هوكشتاين في مهمته، «ليس على حدّ علمي. ولم يذكر أمامي طرح تراجع «حزب الله» مسافة 7 كلم. طرح برنامجاً معيناً ولسنا بعيدين عنه. كل ما يمكنني قوله، إنّه حمل طرحاً مقبولاً بعد عودة الإستقرار إلى الجنوب، أي تحقيق الإستقرار النسبي، تمهيداً لتثبيت الإستقرار الدائم». وأضاف إنّ الطرح في الوقت الحاضر «هو أمني، والأكيد أنّ هوكشتاين لم يفشل في مهمته، ونحن بصدد المتابعة، والأمور ستظهر خلال الأسابيع المقبلة». وفي رأي المراقبين، أنّ ما ذكر عن «ضوء أخضر» منحته الحكومة اللبنانية، وتحدث عنه هوكشتاين بالأمس في اسرائيل، ما زال «ضوءاً أصفر» في بيروت، ارتباطاً بموقف «حزب الله»، إذ قال عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب حسن فضل الله أمس: «نقول لهؤلاء الموفدين، لا كلام ولا نقاش حول أي أمر يتعلّق بالجبهة هنا قبل أن يتوقف العدوان على غزة. إن المجاهدين لم ولن ينسحبوا ولن يتراجعوا». وذكرت وسائل إعلام عبرية السبت الماضي أنّ المشروع الذي توسطت فيه الولايات المتحدة يتضمن ثلاث مراحل: أولاً، اتفاق موقت سيشمل انسحاب قوات «حزب الله» من 8 كيلومترات (4.9 أميال) إلى 10 كيلومترات (6.2 أميال). ثانياً، زيادة انتشار قوات الأمم المتحدة والجيش اللبناني في المنطقة. وثالثاً، عودة السكان الذين تم إجلاؤهم إلى منازلهم في شمال إسرائيل وجنوب لبنان. وسيشمل الإطار أيضاً محادثات حول ترسيم حدود برية فعلية بين إسرائيل ولبنان. وستكون هناك مناقشات حول 13 نقطة متنازع عليها على طول حدودهما المشتركة. وسيرافق ذلك، تقديم حوافز اقتصادية محتملة بقيادة الولايات المتحدة لبيروت للموافقة على اتفاق. وأوردت صحيفة «يديعوت احرونوت «أنّ هوكشتاين حصل على «الضوء الأخضر» من الحكومة اللبنانية لاقتراحه، على الرغم من أنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كان «حزب الله» يوافق على الترتيب». وجاء في تقرير بثته القناة 12 الاسرائيلية، «يشعر مسؤولون إسرائيليون كبار بالتفاؤل في شأن صفقة محتملة لأول مرة منذ بداية الحرب قبل خمسة أشهر تقريباً». وحض الموفد الأميركي الرئيس الاسرائيلي يتسحاق هرتسوغ ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت والوزير بيني غانتس،عندما التقاهم على «إعطاء خطته فرصة». وقال غالانت: «نحن نفضل العملية الديبلوماسية على الحرب، بشرط بسيط هو أنّ «حزب الله» لا يستطيع تهديدنا من خلال الغارات أو إطلاق الصواريخ. إذا فشلت الجهود الديبلوماسية، فلن نتردد في استخدام القوة العسكرية لإعادة السكان إلى ديارهم». وفي سياق متصل، قال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس إنّ «الوقت ينفد» للتوصل إلى حل ديبلوماسي في جنوب لبنان، وأضاف لنظيره الفرنسي ستيفان سيجورنيه إنّ «إسرائيل ستتحرك عسكرياً لإعادة المواطنين إلى منطقتها الحدودية الشمالية في حال عدم التوصل إلى حل ديبلوماسي». ومن المقرر أن يبدأ الوزير الفرنسي اليوم زيارة رسمية للبنان.

تسويق إسرائيلي لـ«تسوية» هوكشتين: انسحاب مقابل «جزرة اقتصادية»!

الأخبار ... عادت عبارة «الحل الدبلوماسي» لتتردّد على ألسنة المسؤولين الإسرائيليين الذين لم يؤثّر تصعيد تهديداتهم بتوسيع المعركة مع لبنان في وتيرة العمليات التي يشنّها حزب الله إسناداً لجبهة غزة.فقد أبلغ وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت المبعوث الأميركي عاموس هوكشتين، أثناء لقائهما يوم الأحد، أنّ تل أبيب مستعدّة لحل الصراع في جنوب لبنان من خلال التفاهمات الدبلوماسية، وفق بيان صدر عن مكتب غالانت، مشيراً إلى لازمة «أننا مستعدّون أيضاً لأي سيناريو آخر (...) لإزالة التهديدات من لبنان». وأشار البيان إلى أن الطرفيْن «ناقشا ضرورة تغيير الوضع الأمني في الساحة الشمالية وبحثا سبل إعادة النازحين الإسرائيليين إلى منازلهم في الشمال». فيما قال الوزير في حكومة الحرب، بيني غانتس، خلال اجتماعه مع هوكشتين، إن «إسرائيل ستوسّع الأنشطة العسكرية لإزالة التهديد ما لم يقم المجتمع الدولي ودولة لبنان بإزالته، بغضّ النظر عن تطورات القتال» في قطاع غزة. وعلى المنوال نفسه عزف وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، قائلاً: «إذا لم نتوصل إلى حل دبلوماسي في جنوب لبنان فسنتحرك عسكرياً». وقالت وسائل إعلام عبرية إن هوكشتين عرض النقاط الرئيسية لتسوية سياسية يعمل على الترويج لها. وذكرت «يديعوت أحرونوت» أن الترتيب الذي طرحه يتضمّن مرحلتين: «في الأولى ينسحب حزب الله إلى الشمال، ويعود السكان الإسرائيليون إلى منازلهم، ويكون هناك انتشار واسع للجيش اللبناني واليونيفل للحفاظ على الاستقرار في جنوب لبنان وعلى طول الحدود»، في مقابل «جزرة اقتصادية» تدرس الولايات المتحدة والمجتمع الدولي تقديمها للبنانيين. وأفادت وسائل إعلام عبرية بأن تل أبيب قد توافق على ابتعاد حزب الله بين 8 و12 كيلومتراً عن الحدود شمالاً، علماً أن مسؤولي الحزب أكّدوا في أكثر من مناسبة أنهم لن يبحثوا في أي ترتيبات أو طلبات قبل وقف العدوان على غزة. وأضافت أنه «من الممكن جداً أن توافق إسرائيل على إعادة نقاط صغيرة من الأراضي المتنازع عليها منذ سنوات طويلة»، مشيرة إلى أنه «من بين 12 نقطة خلافية على طول 130 كيلومتراً، بين رأس الناقورة وسفوح جبل الشيخ، فإن أهمها يقع في مزارع شبعا الخالية من المستوطنات». وأشارت إلى أن «باقي النقاط الخلافية هي قطع من الأراضي لا تزيد مساحتها على بضعة أمتار، وقد تتنازل عنها إسرائيل مقابل بناء العائق (الحدودي) الجديد ذي الأبعاد الهائلة والإمكانات التكنولوجية، والذي سيغيّر وجه الحدود في العامين المقبلين بعد عقد من الإهمال». في غضون ذلك، واصل حزب الله هجماته ضد مواقع وثكنات وتجمّعات جنود العدو على طول الحدود، واستهدف موقعَي السماقة ورويسات العلم في تلال كفرشوبا ومزارع شبعا بـ«الأسلحة الصاروخية وحقّق فيهما ‏إصابات مباشرة». لاحقاً، عاود الحزب استهداف موقع السماقة، قبل أن يستهدف ثكنة ‏يفتاح بالأسلحة الصاروخية. ونعى حزب الله استشهاد المقاومين سلمان محمد حسن فقيه (عيترون) وعباس أحمد الخرسا (الطيري) وعباس خضر ناصر (يارون). كما نعت حركة أمل ثلاثة من مقاوميها هم حسن حسين سكيكي (عين بعال) وجعفر أمين إسكندر (رشكنانيه) وحسين علي عزّام (صدّيقين).

إعلام إسرائيلي: «بوادر إيجابية» لإنهاء التوتر مع «حزب الله»

هوكستين التقى غالانت لبحث إمكانية إنهاء التوتر عبر القنوات الدبلوماسية

تل أبيب: «الشرق الأوسط».. قالت هيئة البث الإسرائيلية، اليوم الاثنين، إن هناك ما وصفتها بأنها «بوادر إيجابية» ظهرت تمهد لإمكانية إنهاء التوتر بين «حزب الله» اللبناني وإسرائيل. وأوضحت الهيئة أن المبعوث الأميركي الخاص آموس هوكستين وصل إسرائيل الليلة الماضية حاملاً حلولاً تبعث إشارات إيجابية بشأن إمكانية إنهاء التوتر عبر القنوات الدبلوماسية، وفقاً لـ«وكالة أنباء العالم العربي». ونقلت الهيئة عن مسؤولين كبار في إسرائيل قولهم إن «شعوراً أفضل ينشأ من اللقاءات مع القنوات الدبلوماسية التي تقودها الولايات المتحدة مقارنة بما كان عليه الحال في بداية الحرب الإسرائيلية على غزة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول)». وقال المسؤولون: «هناك فرصة حقيقية لنجاح مساعي إنهاء التوتر، والإشارات إلى إمكانية التوصل إلى تسوية دبلوماسية لم يكن لإسرائيل الترحيب بها لو لم يكن هناك اتفاق مع (حزب الله) أيضاً»، مشيرين إلى أن الصيغة الأميركية التي تطرح في المناقشات تحظى باتفاق إسرائيلي عام على بنودها. ويتضمن الاقتراح الأميركي صيغة من خطوتين. في المرحلة الأولى، سيقوم الطرفان بإعداد اتفاق تفاهم مؤقت، يتضمن انسحاب قوات «حزب الله» من الحدود الجنوبية اللبنانية، وزيادة انتشار قوات اليونيفيل والجيش اللبناني في المنطقة، ومن ثم عودة الإسرائيليين الذين تم إخلاؤهم إلى المستوطنات في الشمال. ونقلت هيئة البث عن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت قوله خلال لقائه هوكستين: «نحن مستعدون لحل الأزمة سياسياً، ولكننا مستعدون لأي احتمال آخر». وأوضح غالانت أن «إسرائيل ملتزمة بتحسين الوضع الأمني في الشمال، بما في ذلك عودة جميع السكان إلى منازلهم». ويشن «حزب الله» وفصائل لبنانية أخرى، بالإضافة إلى فصائل فلسطينية في لبنان هجمات على مواقع للجيش الإسرائيلي قرب الحدود اللبنانية منذ الثامن من أكتوبر. وترد القوات الإسرائيلية بقصف جوي ومدفعي على أهداف في جنوب لبنان، كما نفذت عمليات اغتيال لقادة في «حزب الله» وحركة «حماس» في لبنان.

شهداء الحركة «على طريق لبنان» | أمل في قلب المواجهة: عودة إلى الجذور

الاخبار..آمال خليل ... بالدم، دخلت حركة أمل المواجهة ضد العدو الإسرائيلي على الحدود الجنوبية. في غضون أربعة أيام، زفّت الحركة خمسة شهداء سقطوا في غارات معادية على نقاط متقدّمة انتشروا فيها في بلدتَي بليدا وبيت ليف. قبلهم، استشهد الحركي علي داوود بغارة في بلدة ربّ ثلاثين. لم تكد أمل تنتهي من تقبّل التبريكات بشهيدَي بليدا مصطفى ضاهر وعلي محمد، حتى انضم إلى القافلة أمس الشهداء حسين عزام وحسن سكيكي وجعفر إسكندر. على غرار رفيقهم داوود، لا يتحدّر الشهداء الثلاثة من البلدات الحدودية، وهم جزء من «أفواج حركية» تنادت من البقاع وبيروت والجنوب «لتلبية الواجب الجهادي والوطني دفاعاً عن لبنان والجنوب».منذ اليوم الأول للعدوان، انتشرت مجموعات حركية على طول خط المواجهة، رغم أن قيادتها لم تكشف علناً عن عملياتها ضد إسرائيل. لكنّ مواجهة جبانة بليدا في وجه موقع بياض بليدا المعادي، خلال تشييع ضاهر ومحمد أول من أمس، والتي استحضرت الانتفاضات الشعبية في وجه الاحتلال في النبطية ومعركة ودير قانون النهر... فرضت إعادة ترتيب المشهد. ليلاً، وجّه الرئيس نبيه بري تحية إلى «جماهير أفواج المقاومة اللبنانية»، مؤكداً أن الحركة «أمام حزب الله في الدفاع عن كل حبة تراب من لبنان، ولكن في هذه المعركة ضمن إمكاناتها العسكرية». مع ذلك، تؤكد مصادر حركية أن سقوط الشهداء عزّز اندفاعة عشرات المنتسبين والمؤيدين لطلب الالتحاق بالجبهة. مع ذلك، تلتزم قيادة «الأفواج» بسقوف معيّنة، من مواصفات العسكر إلى شروط الميدان وفصل الساحات. في أحد مراكز أمل الأمامية، التقينا بأحد المسؤولين الميدانيين المعنيين بالمواجهة العسكرية. بين صور الإمام موسى الصدر وبري، تتوزّع الأجهزة اللاسلكية التي تربط المركز بغرفة العمليات لتنسيق عمل الميدان: القوة الصاروخية والوحدة البحرية ومجموعات الرصد والمرابطة وتأمين المؤن والذخيرة... لا يجد المسؤول في تغييب حضور أمل العسكري جنوباً، مؤشراً سلبياً، بل قراراً قيادياً توجبه طبيعة العمل. فيما البعض يربطه بازدواجية دور الحركة السياسي والميداني، مستعيناً بشعار بري: «المقاومة السياسية والدبلوماسية جزء من المقاومة العسكرية». يقول القيادي إن «حضورنا في خط الدفاع الأول والثاني بديهي. الإمام الصدر أسّس الحركة عام 1974 لمواجهة إسرائيل الشر المطلق، مقرناً الانخراط بمعركة تحرير الأرض والدفاع عنها، بفتوى شرعية». ويستعيد دور أمل في عدوان تموز 2006، عندما «شارك مقاومونا في التصدي لتوغل جنود العدو، وسقط لنا شهداء منهم بطل مواجهات مارون الرأس الشهيد هاني علوية»، مؤكداً أن «جهوزيتنا في هذه المواجهة أكبر. قبل 17 عاماً باغتنا العدوان، لكننا استخلصنا الدروس وأعددنا العدّة لأي معركة مقبلة». وأضاف: «في السنوات الأخيرة، تكثّفت التحضيرات التي كُشف عنها في بعض الأحيان كالمناورات الحية التي نُفذت في مرجعيون وبنت جبيل وصور والنبطية. مناورات حاكت حرب المدن والشوارع للتصدي للجيش الإسرائيلي جنوباً وليس للوضع الداخلي».

تغييب الحضور العسكري توجبه ازدواجية دور الحركة السياسي والميداني

لا يربط القيادي المعركة الحالية بأي مواجهة إقليمية أخرى: «إذا اعتدى أحد على منزلي وأرضي، سأتصدى له». تتباين معركة أمل عن معركة حزب الله، رغم قتالهما معاً: «نختلف معه في الرؤية العسكرية والإستراتيجية. هو مع وحدة الساحات في محور المقاومة ونحن مع وحدة أراضي الجنوب ولبنان. في بيانات نعي شهدائنا، نربط شهادتهم بالدفاع عن الجنوب ولبنان». وعلى صعيد العمل العسكري، أكّد أن «وحداتنا على جهوزية، لكنّ التركيز في حال دخلت اسرائيل برياً»، ملمّحاً إلى عمليات محدودة تصدّت لمحاولات جنود العدو الاقتراب من الحدود. في أسباب تحديد السقوف العملانية، ألمح القيادي إلى «الالتزام بالقرار 1701 والعمل ضمن الأراضي اللبنانية»، وهو ما انعكس «عدم استخدام القوة الصاروخية رغم وجود رماة ماهرين وحيازتنا صواريخ نوعية. لا نرى أن المعركة بشكلها الحالي بحاجة إلى استخدام القدرات التي نمتلكها». لذلك، فإن من سقط من شهداء حتى الآن «على طريق الجنوب ولبنان» هم من «وحدات المرابطة والرصد. متطوعون، منهم الموظف والنجار وأستاذ المدرسة وصاحب الإكسبرس». يجزم القيادي بأن «العسكر المرابط على الثغور منذ أربعة أشهر، لا يتقاضى أي بدل مالي. بعضهم يحضر طعامه وحاجاته من منزله. وبعضهم خسر عمله لانشغاله في الجبهة وآخرون رفضوا أخذ استراحة»، مؤكداً أن «شروطاً مشدّدة» تُفرض على المقبولين في الجبهة، ويؤخذ في الاعتبار وضع المقاتل الاجتماعي والعائلي وتأهيله الفكري والثقافي والديني، إذ «ليس المهم أن يحمل البندقية، بل أن يحمل فكر المواجهة. أما التدريب، فمحلي على يد شبابنا، والسلاح الذي نمتشقه دفعنا ثمنه كحركة من جيوبنا».

سيجورنيه وهوكشتاين يحاولان النفاذ عبر «النافذة الضيّقة»

جبهة جنوب لبنان... إسرائيل تروّج لـ «إيجابياتٍ» وتهدد بالأسوأ

الراي... | بيروت - من وسام أبوحرفوش وليندا عازار |

- «أمل» تنخرط في العمليات جنوباً وسقوط 3 من عناصرها بغارة إسرائيلية

بين محادثاتِ كلٍّ من وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه والموفد الأميركي آموس هوكشتاين في تل أبيب، ارتسمتْ بوضوحٍ مَعالمُ «عصا وجزرة» إسرائيلية حيال الأفق على جبهة جنوب لبنان، على قاعدة مقترح قديم - جديد يشكّل حَلاً موقتاً يتيح تهدئة الميدان وعودة النازحين على مقلبيْ الحدود - تحت ظلال الهدنة التي يُعمل عليها في غزة - وضيّقتْ إسرائيل النافذة المفتوحة أمام السير به ديبلوماسياً وإلا فـ... بالقوة. ولم يكن ممكناً في بيروت الفصلُ بين مَضامين وخلاصات زيارتيْ كل من سيجورنيه، الذي باتت بلاده أحد القنوات المعتمَدة، وبـ ok أميركي وإسرائيلي، لمحاولة خفْض التوتر على جبهة الجنوب، وهوكشتاين الذي يُعتبر بمثابة «متعهّد» الملف اللبناني - الإسرائيلي ونزاعاته، من البحري الذي تم تفكيكه برعايته قبل نحو 16 شهراً باتفاق الترسيم الذي وُضع «تحت الوصاية الأميركية»، إلى البَري الذي بدأ العمل على معالجته قبل حَدَث السابع من أكتوبر، وما بينهما من «حرب محدودة» مفتوحة منذ 121 يوماً ويسعى كبير مستشاري الرئيس الأميركي لشؤون أمن الطاقة لمنْع انفلاشها إلى صِدام كبير متكئاً على ما يعتبره «جسر سلام بحرياً» صَمَدَ حتى الآن بوجه «طوفان الأقصى» وتموّجاته الهادرة. وفي حين يصل سيجورنيه إلى بيروت اليوم، وسط توقعات بمحطة لبنانية لهوكشتاين لإكمال «ربْط النقاط» في ما خص خطة شكلتْ محورَ بحثٍ مع المسؤولين الإسرائيليين الذين التقاهم وتشتمل على مرحلتين، الأولى آنية ويتراجع حزب الله فيها عن الحدود مع إسرائيل لمسافة تراوح بين 8 و10 كيلومترات فيعود سكان المستوطنات الإسرائيلية إلى منازلهم والثانية أبعد مدى وتشتمل على إنجاز تَفاهُم بري مع لبنان وبت النقاط الخلافية، فإن معطييْن، أحدهما لا لبس فيه والثاني يبقى غامضاً، أحاطا بمهمتيْ وزير الخارجية الفرنسي والموفد الأميركي اللتين تتقاطعان عند الرغبة في تفادي خروج الحدود اللبنانية – الإسرائيلية عن السيطرة نحو الانفجار - الكابوس. - المعطى الأول الواضح تشكّله الهدنة المديدة التي يُعمل عليها في غزة، رغم أن بلوغَها يبقى رهنَ تفاصيل دقيقة وتجارب سابقة استخلص كثيرون منها أن «ما تقول فول تيصير بالمكيول». وفي رأي أوساط مطلعة، أن الجديد الذي شجّع هوكشتاين خصوصاً على العودة إلى حركته المكوكية هو المسار التهْدوي الذي يُعمل عليه لغزة، والذي يَعتقد أنه قد يكون كفيلاً بتسهيل مهمته على جبهة الجنوب، ولا سيما في ظل معطياتٍ تتحدث عن أي وقفَ قتالٍ يُعلن في القطاع سيشكّل فسحةً لتكتمل «مواصفات» أفقٍ سياسي لـ «اليوم التالي» للحرب، بمعنى ألّا تكون الهدنة مجرد استراحة مُحارب تُستأنف بعدها الأعمال القتالية، بل بمثابة «وقفٍ غير معلَن للحرب» وإن بالأحرف الأولى ريثما تُنجز كل أرضية الحل السياسي المتكامل، وذلك بمعزل عما إذا كان الحلّ سيبصر النور لاحقاً أو يكون قابلاً للحياة.

«القفل والمفتاح»

- أما المعطى الثاني الذي يلفّه الغموض، فهو «القفل والمفتاح» لمصير أي مقترح أو خطة، ويشكّله موقف «حزب الله»، الذي لا يُعرف إذا كان أي وقْفِ قتالٍ لأسابيع في غزة سيعتبره كافياً لفتْح الباب أمام «الكلام» في ما خص جبهة الجنوب، هو الذي كان سَبَقَ أن أبلغ مَن يعنيهم الأمر، عندما زار هوكشتاين بيروت في 11 يناير الماضي حاملاً تقريباً المقترَح نفسه، أن «التهدئة بالتهدئة» في غزة والجنوب، بمعنى أن وقف النار في القطاع سيقابله بتعليق العمليات عبر الحدود على غرار تجربة الهدنة الماضية، أما أي حديث يتعلق بحضوره جنوباً، تحت عنوان تطبيق القرار 1701 أو أي حلول موقتة، فليس ممكناً قبل وقف حرب غزة. ومن هنا يسود ترقُّب لِما إذا كان «حزب الله» بدّل مقاربته، رغم اقتناعٍ بأنه لن يفعل، وأنه غير معني بـ «حلّ مشاكل» إسرائيل وسكان مستوطناتها، وأن أقصى ما قد «يقدّمه» في مرحلة الهدنة وبانتظار تبيان «الخيط الأبيض من الأسود» فيما يتعلّق بما بعدها، هو «التماثُل» على جبهة الجنوب وربما عودة الأمور إلى ما كانت عليه قبل 7 أكتوبر أي «الحضور غير الظاهر» (مع العلم أن حتى في انخراطه العسكري حالياً فإن ظهورَه ليس تقليدياً أو في سياقاتٍ ثابتة بل متحرّكة)، ومن دون أن يُعْطي أي التزامات مسبقة حول إذا كان في وارد القبول بالبحث في الخروج عن هذه الصيغة قبل أن تصل الأمور إلى مرحلة وضْع التفاهم البري على الطاولة (عبر الدولة) بمستلزماته التي تبدأ بنقاط الخلاف على الخط الأزرق والخروق البرية والجوية ولا تنتهي بمزارع شبعا المحتلة. ولم يكن عابراً أن تواكب تل أبيب زيارتي سيجورنيه وهوكشتاين لها بمواقف وتقارير، أبقتْ معها على منسوب التهديد العالي - على وقع تصريحات سابقة بإمكان عدم شمول جبهة الجنوب بهدنة غزة المفترَضة ما لم يتم إبرام حل ديبلوماسي - وأوحت بإيجابياتٍ من طرفها حيال خطةٍ بدت كأنها «من طرف واحد».

«الوقت ينفد»!

فوزير الخارجية يسرائيل كاتس أعلن في لقاء مع نظيره الفرنسي أن «الوقت ينفد لإيجاد حلٍّ ديبلوماسي بشأن لبنان»، مؤكداً «إذا لم نتوصل لحلّ ديبلوماسي فسنتحرك عسكرياً لإعادة سكان البلدات الإسرائيلية على حدود لبنان». وقبْلها نقلت وسائل إعلام إسرائيلية معلومات عن أنّ هوكشتاين «أعطى إشارات إيجابية لإمكان الوصول لحلّ سياسي لتهدئة جبهة جنوب لبنان»، فيما أفادت هيئة البث الإسرائيلية عن «مقترح أميركي يشمل تراجع حزب الله عن الحدود وعودة النازحين»، مؤكدةً وجود «بوادر إيجابية» لتهدئة بين إسرائيل و«حزب الله» بعد وساطة أميركية. ونقل مسؤولون لهيئة البث الإسرائيلية أنّ «هناك فرصة حقيقية لنجاح مساعي إنهاء التوتر مع حزب الله»، على قاعدة ما أعلنت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أنه «خطة أميركية خاصة بلبنان» على أن تكون المفاوضات في شأنها محصورة بين الولايات المتحدة وفرنسا والحكومة في لبنان. وأشارت الصحيفة إلى أن خطة هوكشتاين تقوم على مرحلتين: الأول وهي توقّف الأعمال العدائية من جانب «حزب الله» وانسحابه من الحدود مع إسرائيل لمسافة تراوح بين 8 و 10 كيلومترات، على أن يعود سكان المستوطنات الإسرائيلية المحاذية للبنان إلى منازلهم، وكذلك انتشاراً واسعاً للجيش اللبناني و«اليونيفيل» عند الحدود في الجانب اللبناني، بغية الحفاظ على الاستقرار هناك. أما المرحلة الثانية، فترتبط بترسيم الحدود البرية بما في ذلك مناقشة النقاط الـ13 المتنازع عليها بين لبنان وإسرائيل، في حين أن الولايات المتحدة ستدرس في الوقت نفسه مع المجتمع الدولي، إعطاء لبنان «جزرة اقتصادية». وأعربت الأوساط المطلعة عن خشيةٍ من أن يكون بثُّ إسرائيل مناخاتٍ عن إيجابية مفترضة هو في إطار «نفض يدها» من أي مسؤولية عن فشل المقترَح وتالياً الربط مع «تبرئة ذمة» حيال أي تصعيد قد تلجأ إليه مع لبنان في الوقت الذي تتحرك الديبلوماسية الدولية، وآخِر جولاتها مع وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن الذي وصل الى المنقطة، فوق «صفيح ساخن» للحؤول دون تمدُّد بقعة النار التي اتخذتْ أبعاداً أكثر التهاباً مع إعلان واشنطن بضرباتها ضد مواقع للحرس الثوري الإيراني ومجموعات موالية لإيران في العراق وسورية «نحن هنا»: سواء لردْع أيِّ تمادٍ جديد ضد قواتنا في المنطقة أو لضمان عدم قيام أي مجموعةٍ بخطوة تقطع الطريق على أي احتواءٍ ممكن لحرب غزة، وذلك بمعزل عن كل ما رافق الضربات من «أبواب خلفية» لترتيب ردّ أميركي متأخّر «يحفظ ماء وجه» واشنطن من دون التسبب بتفجير الصراع الكبير. وفي الإطار كان بارزاً ما نُقل عن عضو مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس بعد لقائه هوكشتاين من أن «إسرائيل ستوسع نشاطها العسكري لإزالة تهديد (حزب الله) ما لم يعمل المجتمع الدولي ولبنان على إزالته»، وقوله «أبلغت المبعوث الأميركي أن لبنان مسؤول عن الإرهاب الذي ينطلق من أراضيه». وعلى وهج هذه المناخات المفتوحة على كل الاحتمالات، اشتدّت المواجهات أمس على جبهة الجنوب التي كانت شهدت يوم الأحد واحداً من «أصعب الأيام» على شمال إسرائيل التي مضت في غاراتها التدميرية، بالتوازي مع أبعادٍ ذات دلالات لتظهير انخراطٍ متدرّج لحركة «أمل» التي يتزّعمها رئيس البرلمان نبيه بري في العمليات وبينها ضد ثكنة ادميت وبركة ريشا، ومستوطنة مارغيليوت وموقع حانيتا ومستوطنة ايلون وذلك رداً على استهداف اثنين من عناصرها في جنوب لبنان. وغداة هذا التطور، أفيد عن سقوط 3 عناصر آخرين لـ «أمل» أمس بغارة على أحد المنازل في بيت ليف، وذلك بالتوازي مع ما أوردته قناة«i24» الإسرائيلية نقلاً عن أحد الضباط الإسرائيليين من «أنّ الحكومة إذا أرادت أن توسّع الحرب مع الجنوب اللبناني فعليها أن تدرك أنها لن تواجه (الحزب) فحسب، بل (أمل) أيضاً». وكان بري، أعطى في إطلالة عبر قناة «الجديد» أول إشارةٍ لدخول «أمل» في المعركة بإعلانه أنّ «الحركة هي أمام حزب الله في الدفاع عن كل حبة تراب من لبنان. ولكن في هذه المعركة، أمل تقاوم ضمن امكاناتها العسكرية، فهي لا تمتلك قدرات الحزب»...

لبنان: إعلان بري انخراط «أمل» في حرب الجنوب يطرح نقاشاً عن دوره الدبلوماسي

خواجة: وظيفتها دفاعية... ومقاتلوها من أبناء القرى

الشرق الاوسط...بيروت: نذير رضا.. مثّل تصريح رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، مساء الأحد، عن انخراط «حركة أمل» التي يرأسها في معارك الجنوب، أول إعلان رسمي عن المشاركة في المعارك التي بدأت في 8 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي ضد الجيش الإسرائيلي، وتتواصل يومياً، وسط انتقادات سياسية لبنانية وأسئلة عمّا إذا كانت تتضارب مع موقع بري السياسي ودوره الدبلوماسي للتوصل إلى حل للأزمة القائمة. وقال بري في تصريح لقناة «الجديد» ليل الأحد متوجهاً إلى «جمهور أفواج المقاومة اللبنانية»: «حركة (أمل) أمام (حزب الله) في الدفاع عن كل حبة تراب من لبنان، ولكن في هذه المعركة، حركة (أمل) تقاوم ضمن إمكاناتها العسكرية، فهي لا تمتلك قدرات حزب الله». وأضاف: «لا أخاف على دوري الدبلوماسي لأن المقاومة الدبلوماسية هي جزء أساسي في المقاومة». ويمتد دور «أمل» العسكري إلى السبعينات من القرن الماضي، وكانت من الفصائل اللبنانية التي تتصدر المقاومة ضد إسرائيل حتى تحرير جنوب لبنان عام 2000 قبل أن يتراجع دورها العسكري ويخمد حتى عام 2006، حيث نعت عدداً من عناصرها خلال «حرب تموز 2006»، وبعد تلك الحرب، خمد دور «أمل» العسكري مجدداً، حتى اندلاع الحرب في جنوب لبنان قبل أربعة أشهر، حين استعادت هذا الدور عبر ميدانين؛ أولهما مدني عبر «جمعية الرسالة للإسعاف الصحي» التي أسهمت في انتشال المصابين وفتح الطرق وإخماد الحرائق في المناطق الحدودية، وعبر الدور العسكري، حين نعت قبل شهرين مقاتلاً، كما شيّعت يوم الأحد الماضي مقاتلين في بلدة بليدا قُتلا في قصف إسرائيلي استهدفهما في البلدة نفسها ليل الجمعة – السبت الماضيين.

ليس مفاجئاً

ولا تنظر «أمل» إلى الإعلان بوصفه مفاجأة، كون عناصرها «ينتشرون منذ 8 أكتوبر على طول خط الجبهة من الناقورة غرباً إلى مزارع شبعا شرقاً»، حسبما قال عضو تكتل «التنمية والتحرير» النائب محمد خواجة لـ«الشرق الأوسط»، مشدداً على أن «مشاركة الحركة في المقاومة في الجنوب ليست جديدة، وهي موجودة في كل القرى الحدودية في الجنوب»، مؤكداً أن «الحركة ليست جيشاً نظامياً ولا تستقدم قوات من الخلف ولا ترسل تعزيزات، لأن المقاتلين هم من أبناء تلك البلدات الحدودية ويدافعون عنها في وجه الاعتداءات». وإذ لفت إلى أن العنصرين اللذين شُيِّعا، الأحد، «هما من أبناء البلدة وقُتلا فيها»، أكد أن وجودهما كزملائهما من القرى الأخرى «طبيعي، إذ إنهم يضطلعون بمهمة الدفاع عن تلك القرى وعن بيوتهم وممتلكاتهم بوجه الاعتداءات الإسرائيلية»، موضحاً أن تاريخ الحركة «قام على المقاومة، ونفّذت آلاف العمليات منذ اجتياح جنوب لبنان عام 1978 حتى التحرير عام 2000».

دور سياسي

وأثار انخراط «أمل» في القتال، أسئلة عن تداعيات ذلك على دور رئيسها الدبلوماسي وموقعه السياسي في البلد، وهو ما أشار إليه النائب السابق فارس سعيد، الذي رأى أن بقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري في الموقعين (رئاسة البرلمان ورئاسة «أمل») يتعب لبنان، وأن إعلانه عن انخراط «أمل» في الحرب «يلغي التمايز الذي رسمه برّي مع (حزب الله) منذ (الطائف)». لكنّ خواجة لا يرى تضارباً، مؤكداً أنه «عندما يتعرض جنوب لبنان لأي خطر أو عدوان، فإن الدفاع واجب»، مشيراً إلى أن الدفاع عن لبنان «يعزز موقع (أمل) ودورها السياسي والوطني». وأشار خواجة، وهو باحث في الصراع العربي - الإسرائيلي وله عدة مؤلفات، إلى أن لبنان «في موقع الدفاع عن نفسه»، مستشهداً بتصريح رئيس الأركان السابق للجيش الإسرائيلي وعضو كابينت الحرب غادي إيزنكوت، الذي قال فيه إنه منع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، من شن هجوم على لبنان في 11 أكتوبر. وقال خواجة: «كان هناك مخطط للحرب، وتصدي المقاومة اللبنانية له يدل على أن خيار الحرب ضد لبنان قائم في أي لحظة»، لافتاً إلى أنه «لم يمر يوم منذ 2006 حتى اليوم دون أن يهدد الإسرائيليون بشن حرب على لبنان، وهو ما يجعل الاستعداد واجباً»، معتبراً أن «الانتشار القتالي في لبنان أفقد إسرائيل عنصرَي المفاجأة والمبادرة، وهو ما منع الحرب». وعليه، يقول خواجة: «إننا بوضعية الدفاع، واستنفار حركة (أمل) وجهوزيتها الشاملة منذ اليوم الأول، يندرجان ضمن هذا السياق».

سلاح ما بعد الحرب

وتحتاج المشاركة في القتال، إلى تسليح، وبالتالي، تترتب عليه أسئلة عن مصير هذا السلاح بعد انتهاء القتال، في وقت لم ينتهِ الجدال اللبناني حول سلاح «حزب الله»، وأحدثه ما كتبه عضو كتلة «الجمهورية القوية» النائب غياث يزبك، قائلاً: «لإنقاذ لبنان، أفواج الحدود وأبراج المراقبة الشرعية جنوباً، لا القوى الميليشياوية». وأضاف: «الثلاثية الذهبية أضلُعها الجيش والدولة والشعب، ومهمتها تطبيق الـ1701، لا تنتظروا الموفدين ولا (الخماسية)، فالمصلحة لبنانية»، داعياً إلى نشر الجيش اللبناني على الحدود. ويؤكد خواجة أن الضمانة للهواجس من السلاح «سياسية»، مستدلاً بتجربة «حركة أمل» بعد عام 2000، مشدداً على أن «وظيفة سلاح المقاومة هي دفاعية، لأنه سلاح مهمته محددة بمواجهة إسرائيل، وهو سلاح غير استعراضي، ولا يظهر إلا في حال قتال إسرائيل». وإذ لفت إلى أنه «قبل 8 أكتوبر، وعلى مدى 17 عاماً، لم يظهر السلاح في الجنوب بتاتاً»، قال إن «قوة المقاومة في أنها محسوسة وغير ملموسة، لا تتمسك بالجغرافيا وتنفذ أسلوب حرب العصابات، فضلاً عن أن سلاحها غير ظاهر، وتتَّبع هيكلية شبه متخفية». وإلى جانب «حزب الله» و«حركة أمل»، أعلن فصيلان آخران مشاركتهما في القتال، هما «الجماعة الإسلامية» و«الحزب السوري القومي الاجتماعي»، إضافةً إلى حركة «حماس» التي أعلنت في السابق تنفيذ عمليات استهداف من جنوب لبنان باتجاه إسرائيل.

الشواطئ اللبنانية مشرّعة أمام «قوارب الموت»

الهجرة غير الشرعية تزدهر في غياب السلطة

الشرق الاوسط...بيروت: يوسف دياب.. كلّما تراجعت قدرة أجهزة الدولة اللبنانية على ضبط حدودها البرّية والبحرية، تنامت قدرات شبكات تهريب الأشخاص عبر البحر، وتوسّعت على طول الشاطئ اللبناني الذي يشهد تسيير رحلات الهجرة غير الشرعيّة إلى أوروبا عبر «مراكب الموت»، من دون أن تلتفت هذه الشبكات إلى مخاطر الغرق، أو يتّعظ الهاربون من المآسي التي سبقتهم وأودت بعائلات بأكملها. مئات الموقوفين تتزاحم ملفاتهم أمام الدوائر القضائية، لكنّ ذلك لا يشكّل رادعاً عن المضي بهذه المغامرات؛ إذ تواصل هذه العصابات نشاطها بشكل أسبوعي، وهي تقدّم للمهاجرين إغراءات بـ«حتمية وصولهم إلى الدول الأوروبية، خصوصاً اليونان وإيطاليا وألمانيا وإسبانيا؛ علّهم يحظون بحياة كريمة أو أقلّ بؤساً من حالهم في لبنان». مقابل النشاط البحري، ثمّة شبكات تعمل على تسهيل تسلل آلاف السوريين من بلادهم إلى لبنان عبر معابر غير شرعية وطرقٍ وعرة للغاية. كثير من هؤلاء يجعل من لبنان محطّة تمهيداً للهجرة إلى «بلادٍ تقيم وزناً لكرامة الإنسان». ولفت مصدر أمني لبناني إلى أن «عمليات التهريب تراجعت حالياً بسبب الظروف المناخية الصعبة في البرّ والبحر، لكنها لم تتوقّف بشكل نهائي». وأشار لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن «حرس الحدود البريّة والقوات البحرية في الجيش اللبناني، تكثّف عمليات المراقبة والاستطلاع لمنع التهريب وتعقب رؤوس الشبكات والقبض عليهم»، كاشفاً عن أنه «بعد زيارة مدير المخابرات القبرصي إلى بيروت وُضعت خطة للتعاون مع البلدين لوقف هذه الرحلات، وحتى تقديم المساعدة القبرصية على رصيد أجهزة الرقابة للشواطئ اللبنانية، خصوصاً في منطقة الشمال». وتسببت رحلات الهجرة غير الشرعية بموت المئات، خصوصاً في السنوات الثلاث الماضية، وأدى غرق مركب مقابل السواحل في شهر سبتمبر (أيلول) 2022، إلى وفاة أكثر من 100 شخص جرى انتشال جثثهم، وليل 23 أبريل (نيسان) 2022، غرق قارب يحمل على متنه أكثر من 100 راكب من المهاجرين غير الشرعيين، غالبيتهم من اللبنانيين وبينهم سوريون وفلسطينيون، ومعظم ركابه من النساء والأطفال، وكان متجهاً من شاطئ مدينة طرابلس نحو إيطاليا، وقد تمكن الجيش اللبناني من إنقاذ 45 راكباً وانتشال 6 جثث، في حين بقي الآخرون في حجرة المركب الذي غرق على عمق 400 متر في قاع البحر ولم تفلح كل المحاولات من انتشال جثثهم حتى اليوم.

إحباط التهريب... بالأرقام

وحصلت «الشرق الأوسط» على جداول بأعداد الأشخاص الذين أحبط الجيش تسللهم من سوريا، ومنع إبحار زوارق من الشاطئ اللبناني باتجاه قبرص ومنها إلى أوروبا، وبيّنت الجداول، أنه «خلال شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أحبط الجيش تسلل 47 سورياً من شاطئ طرابلس وعمل على إنقاذ الزوارق ومن عليها التي كانت على أهبة الغرق، وخلال شهر ديسمبر (كانون الأول)، تم إحباط عمليات فرار لـ147 سورياً عبر زوارق بحرية وتمّ إنقاذ وإسعاف من كانوا على متنها بمساعدة الصليب الأحمر اللبناني». وبيّنت الجداول أيضاً أنه ما بين شهري نوفمبر وديسمبر منع الجيش تسلل 600 سوري عبر حدود لبنان الشمالية، وفي شهر يناير (كانون الثاني) 2024 جرى إحباط تسلل 900 سوري، عدد كبير من هؤلاء جرى توقيفهم وإخضاعهم للتحقيق وإعادة ترحيلهم».

مهمة القضاء

لا شكّ أن طول الحدود البرّية مع سوريا التي تبلغ 370كلم، بالإضافة إلى غياب أجهزة المراقبة الحديثة والوسائل اللوجيستية، يصعّب مهام الجيش اللبناني، وكذلك الشواطئ اللبنانية التي تبقى عصيّة على ضبطها بإحكام، ولم يخف المصدر الأمني «وجود مشكلة في القوانين التي تتيح للقضاء الإفراج عن رؤوس وأعضاء هذه الشبكات خلال أسابيع قليلة من توقيفها»، لافتاً إلى أن «القانون يصنّفها بمثابة جنحة ويخرجون بعد فترة حتى لو تسببت أفعالهم بمآسٍ وغرق العشرات من الأبرياء في البحر»، عادّاً أن «اليد الواحدة لا تصفق». ويتعرّض الجيش اللبناني لحملة سياسية من التيار الوطني الحرّ الذي يصوّب بشكل مباشر على قائد الجيش العماد جوزف عون، ويتهمه بأنه «يشرع الحدود مع سوريا لنزوح الآلاف من سوريا إلى لبنان، في حين يحكم الرقابة على الشواطئ لمنعهم من الهجرة إلى دول أوروبية وبما تناغم مع مصلحة هذه الدول». وردّ المصدر الأمني على هذه الاتهامات، ووصفها بأنها «سخيفة ومعروفة الأهداف وغايتها التصويب على قائد الجيش لأسباب باتت مكشوفة»، مؤكداً أن الجيش «أوقف آلاف المتسللين من سوريا وأعادهم إلى سوريا، كما أوقف عدداً كبيراً من العصابات التي تنشط في تهريب السوريين عبر الحدودية».

عصابات التهريب أمام القضاء

وتغصّ أروقة قصر العدل في طرابلس (شمال لبنان) بمئات الملفات القضائية التي يلاحق فيها عصابات التهريب». وقال مصدر قضائي لـ«الشرق الأوسط»: إن «نحو 90 في المائة من الملفات الموجودة في دائرة قاضي التحقيق الأول في الشمال سمرندا نصار عائدة لعصابات التهريب والباقي للقضايا الأخرى». وأكد المصدر، أن «القضاء يتشدد بإجراءاته وأحكامه التي تصدر بحقّ قادة وعناصر هذه الشبكات، وهم يلاحقون بجرائم جنائية منها الاتجار بالبشر ومحاولة القتل عمداً والابتزاز المادي وينالون عقوبات قاسية». ونفى المصدر القضائي ما يحكى عن تراخٍ في العقوبات، مشيراً إلى أن «الوصف الجرمي يختلف بين شخص وآخر، واللوجيستي ليس كرئيس العصابة»، لافتاً إلى أن «المسافر يتعرض للملاحقة، خصوصاً رب العائلة الذي يغامر بأطفاله ويعرّضهم لخطر الغرق والموت ولا تتردد المحاكم في تشديد العقوبة التي تصدر بحقّه».

ألمانيا مستعدة لإشراك لبنان بتحقيقاتها في ملف رياض سلامة

القضاء اللبناني غير قادر على توفير تكاليف الدعوى

الشرق الاوسط..بيروت: يوسف دياب..في حين يعجز القضاء اللبناني عن استئناف التحقيق في ملفّ حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة، جرّاء دعاوى المخاصمة التي أقامها الأخير ضدّ الهيئات القضائية التي نظرت فيه، حافظت التحقيقات الأوروبية على وتيرتها السريعة، لا سيما لدى القضاء الألماني الذي أبلغ لبنان استعداده لتقديم المساعدة وتزويده بكل المستندات والأدلة التي تفعّل الإجراءات اللبنانية. ويبدو أن التحقيق الألماني اقترب من نهايته، وبات مستعداً لإشراك لبنان فيه؛ نظراً للترابط بين الملفين. وكشف مصدر قضائي لبناني بارز لـ«الشرق الأوسط» أن «النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات التقى، في مكتبه في قصر العدل، وفداً ألمانياً يرأسه ضابط كبير نقل إليه استعداد القضاء الألماني للتعاون مع لبنان إذا أراد أن يقيم دعوى على سلامة ومقربين منه في ألمانيا، وذلك بناء على التقدّم الذي تحقق على صعيد التحقيقات الألمانية، وأن يكون القضاء اللبناني شريكاً في هذا الملف». وأشار المصدر، الذي رفض ذكر اسمه، إلى أن القاضي عويدات «أحال الاقتراح الألماني على رئيسة هيئة القضايا في وزارة العدل القاضية هيلانة إسكندر، لاتخاذ المقتضى القانوني، لكون هيئة القضايا هي المرجع الذي يمثل الدولة اللبنانية والمخولة الادعاء باسمها».

لبنان غير مستعجل

ورغم التسهيلات المقدمة من الجانب الألماني، لا يبدو لبنان مستعجلاً لملاقاته في هذه الخطوة. وأوضح المصدر أن «العائق الذي يؤخر ادعاء القضاء اللبناني على سلامة في ألمانيا هو عدم القدرة على توفير الأتعاب المالية لمكتب محاماة يفترض تكليفه بهذه المهمة في ألمانيا»، لافتاً إلى أن لبنان «سيتواصل مع مكتب محاماة في ألمانيا، ويقترح عليه تأخير تسديد الأتعاب إلى حين انتهاء إجراءات المحاكمة واستعادة لبنان أموال سلامة المحتجزة في ألمانيا لصالح الدولة اللبنانية، التي تبلغ 140 مليون يورو، بالإضافة إلى عقارات ومنازل وشركات». وفي 23 مايو (أيار)، أصدر القضاء الألماني مذكرة اعتقال بحق رياض سلامة، بعد تحقيقات أجراها وفد قضائي ألماني اشترك فيها مع محققين أوروبيين، وشملت سلامة وشقيقه رجا ومساعدته ماريان الحويك، ومسؤولين في المصرف المركزي وأصحاب مصارف لبنانية ومديريها. وقد تبلغ لبنان شفهياً هذه المذكرة، وهي الثانية التي تصدر عن القضاء الأوروبي بعد مذكرة التوقيف الفرنسية التي صدرت في 16 مايو أيضاً. وقال المصدر القضائي اللبناني إن الجانب الألماني «أبدى استعداده لتسليم لبنان المعلومات والوثائق والأدلة التي توصلت إليها التحقيقات الألمانية وكانت سبباً لإصدار مذكرة توقيف غيابية بحق سلامة»، لافتاً إلى أن «قاضي التحقيق الأول في بيروت بالتكليف، القاضي بلال حلاوي، اطّلع على أجواء زيارة الوفد الألماني، وسيدرس إمكانية إرسال استنابة قضائية إلى ألمانيا للاستحصال على المعلومات التي يحتاجها». وعلى إثر تحوّل مذكرتي التوقيف الألمانية والفرنسية إلى مذكرتين دوليتين عممتا عبر الإنتربول، خضع رياض سلامة للاستجواب أمام المحامي العام التمييزي، القاضي عماد قبلان، وقرر الأخير تركه رهن التحقيق ومنعه من مغادرة الأراضي اللبنانية، وصادر جوازات سفره، وأخطر القضاءين الألماني والفرنسي بذلك، وطلب إرسال طلبات لاسترداده، إلّا أن لبنان لم يتلقّ طلباً بهذا الخصوص. وعزا المصدر القضائي سبب عدم إرسال هذه الطلبات لعلم القضاء الأوروبي أن «لبنان لا يسلّم أياً من مواطنيه إلى دولة أخرى، لأن صلاحية ملاحقته تعود للقضاء الوطني».



السابق

أخبار وتقارير..دولية..قصف يستهدف قاعدة أميركية في سورية..ومعلومات عن خسائر بشرية..« الشيوخ» الأميركي يكشف عن مشروع قانون بشأن أمن الحدود ومساعدة أوكرانيا وإسرائيل..رئيس وزراء إيرلندا يعرب عن قلقه حيال حريق في مبنى مخصص للمهاجرين..تهديدات داخلية وخارجية محتملة ترافق الانتخابات الأميركية المقبلة..فوز بايدن بولاية ثانية يمر عبر «البحيرات الكبرى» وليس «حزام الشمس»..مقال «متعصب» يرفع حالة التأهب في مدينة ديربورن..على غرار «بريكست»..شبح «ديكسيت» ألمانيا يهدد بدق مسمار جديد في نعش الاتحاد الأوروبي..الحكومة البريطانية: جيشنا غير مستعد لحرب محتملة واسعة النطاق..زيلينسكي يزور قوات على الجبهة ويمنح أفرادها أوسمة..موسكو تتهم كييف بقتل 28 مدنياً خلال قصف مطعم..الرئيس الأرجنتيني يبدأ مسيرته نحو «تفكيك الدولة»..

التالي

أخبار فلسطين..والحرب على غزة..نتنياهو وغالانت: «رفح» واغتيال السنوار «هدفاً أساسياً» قبل أي صفقة..شولتس لنتنياهو: إقامة دولتين «الحل الدائم الوحيد»..27478 شهيداً في غزة منذ بدء الحرب الإسرائيلية.. أكتوبر الماضي..بلينكن يضغط لوقف الحرب في غزة ونتنياهو يتحدث عن استمرارها عدة أشهر..تلويح مصري بتعليق اتفاقية السلام..أميركا تكشف مصير مخصصات «الأونروا» في حال إقرار حظر تمويلها..لجنة أممية مستقلة لتقييم عمل الأونروا.. رداً على اتهامات إسرائيل..الهدنة المُعلّقة بين إسرائيل و«حماس»..لماذا تأخر إعلانها؟..إسرائيل تشن حملة اعتقالات واسعة في الضفة الغربية..مخاوف إسرائيلية من انتفاضة بالضفة في رمضان..بايدن يندد بالخطاب المعادي للعرب بعد مقال وصف ديربورن بـ «عاصمة الجهاد»..وقف تمويل «الأونروا» يثير مخاوف بشأن مليوني لاجئ فلسطيني في الأردن..هيئة البث الإسرائيلية: مصر أكدت لإسرائيل أن السلطة الفلسطينية ستدير قطاع غزة بعد الحرب..

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,696,994

عدد الزوار: 7,000,620

المتواجدون الآن: 61