وزير الدفاع: لا يلومننا أحد إذا أوقفنا أي صحافي يفتري على الجيش

الخميس 12 آب 2010 - 7:32 ص

2976

محلية

رأس اجتماعاً للمجلس العسكري وردّ على ما ينشر عن المؤسسة العسكرية
وزير الدفاع: لا يلومننا أحد إذا أوقفنا أي صحافي يفتري على الجيش
لا 7 أيار جديداً ومن يضع شروطاً لمساعدتنا فليعطها لإسرائيل

الوزير المر مترئسا المجلس العسكري في مكتبه أمس. (دالاتي ونهرا)

أطلق نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع الوطني الياس المر، جملة مواقف رسائل في اتجاه الداخل والخارج، ولم يوفّر الصحافيين "المفترين" من ايراد أي معلومة غير صحيحة عن ضابط في الجيش.
وانتقد اي دولة تريد ان تقدم اسلحة الى الجيش بشرط الا يستخدمها ضد اسرائيل، واستبعد حصول 7 ايار آخر واشار الى "ان الفلسطينيين لا يريدون أن يعيدوا مشهد مخيم نهر البارد".
وقد رأس المر امس اجتماعا للمجلس العسكري حضره قائد الجيش وأعضاء المجلس ومدير المخابرات ومساعدوه "للبحث في الحملة التي يتعرض لها الجيش والتسريبات التي طالت المؤسسة العسكرية"، وعقد على الاثر مؤتمراً صحافياً قال فيه: "إن هدف المؤتمر الأساسي هو التشويش الذي يتعرض له الجيش والمؤسسة العسكرية منذ أسابيع". وأضاف: "كل يوم يطالعنا خبر في صحيفة أو مقال أو تحليل ضد الجيش. في السابق، كانوا يكتبون ضدي ولم يكن يشكل هذا الأمر بالنسبة إلي أي مشكلة، وكوني أتعاطى بالشأن العام، فإن حرية الرأي أساسية وأحترمها وأحرص عليها، وخصوصا أني بدأت حياتي في الشأن العام مالكا لصحيفة "الجمهورية"، والإعلام جزء منها. ولهذا فأنا أحترم حرية الرأي وأحرص عليها، ولكن أريدها أن تكون حرية مبنية على الحقيقة والشفافية ليكون الرأي العام على بينة من الأمور".
ولاحظ ان "الجميع باتوا اليوم يمشون وينظرون خلفهم ليروا من هو الجاسوس ومن هو غير الجاسوس. وبالأمس، نشرت الأحرف الأولى لاسم ضابط في الجيش اللبناني، وهو ضابط يؤدي دوره في مركزه ويخدم وطنه وينفذ عمله في المؤسسة العسكرية، وتراه يقرأ اسمه في الصحيفة على أنه موقوف، وهكذا نقرأ أسماء في وسائل الإعلام والصالونات. انا لا أحمّل وسائل الإعلام المسؤولية، لأنها تنقل في النهاية ما يصل إليها. ولكن رغبت اليوم في أن احمل نفسي المسؤولية، وأنقل إليكم الصورة الحقيقية كي لا يعود أحد يضلل وسائل الإعلام بأي معلومات مغلوطة". واضاف: "لقد طفح الكيل من مقال صدر اليوم (امس) في إحدى الصحف التي نحترمها، وصاحبها صديق لي، ولا أعتقد أن هناك سوء نية، إلا أن أحد الصحافيين الذين يعملون فيها كتب يقول إن قائد الجيش أبلغني عن عميد متقاعد في الجيش اسمه غسان الجد وأن هناك معلومات تشير إلى أنه يتعامل مع اسرائيل، واني أجبت قائد الجيش العماد جان قهوجي ان عليه ان يتريث، وعلى الأثر هرب هذا الضابط الى الخارج".
وقال: "عندما تحدث معي قائد الجيش في الموضوع كنا وحدنا في المكتب، ولا أعتقد أن هذا الصحافي كان معنا. إلى ذلك صدر بيان عن قيادة الجيش اليوم (امس) قال: "إن قائد الجيش أبلغ وزير الدفاع عن هذا الضابط المتقاعد المتعامل مع العدو الاسرائيلي بعدما كان هرب قبل أيام"، وقال لي: "إن مديرية المخابرات قد تابعته، وبعدما اكتشفه الجيش تابعه ودقق في المعلومات لئلا يوقفه ويظلمه، وعندما تأكد من عمالته اتخذ القرار بتوقيفه، ولكنه كان هرب وترك البلاد"، وقد أبلغني قائد الجيش هذا الأمر، واليوم أصدر بيانا في هذا الصدد". وأضاف: "قال الصحافي في مقاله العكس، وأود هنا أن اعتبر ان ما كتب كان خطأ مطبعيا، ولكنها مناسبة لأضع الامور في نصابها، وأضع حداً لهذا الكلام غير المفيد الذي يشيع جوا مسيئا لسمعة لبنان واقتصاده والموسم السياحي وسرية التحقيق وكشف العملاء. وألفت إلى أني لا أعرف العميد المتقاعد الجد لأنه تقاعد قبل أن أبدأ تعاطي الشأن العام أي عام 1991 أو 1995، ولكن أعرف أنه كان قائد اللواء التاسع بين عامي 1985 و1990". وقال: "طلبت اليوم من مدير المخابرات العميد الركن ادمون فاضل ان يعطيني سيرته لاعرف من هو، وتبين انه عندما كان دولة الرئيس ميشال المر وزيرا للدفاع عام 1991 كان العميد الجد نائب رئيس اركان وانه بعد ايام طرده من مركزه، لأنه اعتبره انسانا فاشلا لا يؤدي وظيفته العسكرية ولا يقوم بدوره بشكل صحيح ولم يكن آنذاك يعلم انه عميل وكان قائد لواء منذ 1985 الى 1990 وبعد 1991 طرده الرئيس المر من مركزه".
واضاف: "الآن كتبت الصحيفة ان قائد الجيش أعلمني ان هذا العميد يجب ان يلقى القبض عليه وانني قلت له ان يتريث، (...) تبلغنا من قائد الجيش ان الجد هرب، وقد اورد هذا الصحافي المعلومات معكوسة، وقد بدأ مقاله معلناً ان الذي لم يقله السيد حسن نصر الله في مؤتمره الصحافي، سيكمله هو في المقال. وكان السيد حسن ذكر ان هذا العميل كان في 13 شباط في موقع جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري بما يعني ان الامور وصلت الى التشكيك بوزير الدفاع وقائد الجيش والمؤسسة العسكرية ولهذا السبب جمعت المجلس العسكري واتخذنا قرارات قانونية لتبيان الحقيقة. لانه بالنسبة الي العميل الاول لاسرائيل هو الذي كتب هذا المقال، واود ان اعلم من يقف وراءه ولماذا كتب هذا المقال. لقد تقدمت بشكوى كوزير دفاع لدى المدعي العام التمييزي واحيلت الشكوى على مديرية المخابرات للتحقيق في الموضوع وتبيان الحقيقة". واستدرك المر "لا نريد ان نوقف اي صحافي وليس من عادتنا التعدي على الاعلام، ولكن من حق المؤسسة العسكرية ان تعلم من هو وراء هذا الجاسوس الذي ينشر معلومات خاطئة عن لسان قائد الجيش. ان اصغر رتبة في هذا الجيش من عسكري يخدم في الجنوب او في البقاع هي اشرف من هذه المقالات التي تكتب لتشوه صورة المؤسسة العسكرية".
واضاف: "قدم السيد حسن نصرالله معلومات في مؤتمره الصحافي، فلندع كل هذه المعلومات توظف لمصلحة البلد وضد العدو الاسرائيلي والعملاء واتركوا الشهداء يرتاحوا، واتركوا الذين يعيشون ليكملوا عملهم ويرتاحوا، اذ لا يجوز التلاعب بمشاعر الاهل فاتركونا نرتاح".
وحذّر من ان "اي قلم سيتعرض لضابط في الجيش بحرف او باسم وتكون المعلومات غير صحيحة سيوقف ويحقق معه لمعرفة من وراءه. لا تقولوا انا اقمع حرية الاعلام بل انا احافظ على حرية الضباط العسكريين والمؤسسة العسكرية وكرامتها. وبعدما اشار لمواجهة الجيش الاسرائيلي في عديسة، قال: "لسنا في حاجة الى مساعدات اذا كانت مشروطة. نشكر الذي ساعدنا ولكن من دون قيد او شرط. الحكومة اللبنانية مضطرة الى مساعدة الجيش. الشعب اللبناني في الداخل والخارج سيساعد الجيش في أشياء أخرى. وأنا اكيد من ذلك ونداء رئيس الجمهورية بدأ يعطي مفعوله (...)".

الحوار

ثم كان دار حوار بين المر والصحافيين وسئل: ما هو تعليقه على وقف الادارة الاميركية مساعداتها للجيش، وهل يتوقع حدوث 7 أيار جديد، وماذا سيكون موقف الجيش، اجاب: "نحن نطلب مساعدات للجيش، ومن عرض مساعدته رحبنا بها من دون قيد او شرط. واليوم من اعلن في الكونغرس وقف المساعدات للجيش فهو حر، لم نطلب منه يوما المساعدة. ومن يشترط لمساعدة الجيش عدم حماية ارضه وشعبه وحدوده في وجه العدو الاسرائيلي، فليعط هذه المساعدات لاسرائيل. نحن سنواجه بما لدينا من امكانات.
اما بالنسبة الى 7 ايار جديد، فمن يملك السلاح في البلد هو المقاومة التي تقوم بعملها في وجه اسرائيل، والجيش الذي لديه أكثر من وظيفة، كحماية ارضه ومواجهة اسرائيل، لأن طبيعة عمله تختلف عن طبيعة عمل المقاومة، وهي فرض الاستقرار في الداخل ومؤازرة قوى الامن ومكافحة الارهاب. لذا لا اتصور ان هناك مصلحة الا لاسرائيل في حصول 7 أيار جديد. والجهتان اللتان تملكان السلاح اليوم هما المقاومة والجيش، وليس لأي جهة رغبة في ذلك. لا اعتقد ان احد الطرفين يسير نحو هذه المغامرة".
وقال رداً على سؤال آخر "لم اتهم كاتب المقال بالعمالة، انما اقول إنه بقرار من النيابة العامة سيستدعى الى مديرية المخابرات ليسأل من يقف وراءه، اكان جهازا ام شخصا قدم هذه المعلومات المدسوسة".
• كيف قرأت المعطيات التي قدمها الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله في مؤتمره الصحافي؟
- لا أتصور ان اي محكمة دولية او اي محقق دولي يستطيع ان يتجاهل هذه المعطيات لانها تتضمن معلومات وافلاما. لهذا السبب ان كلام رئيس مجلس النواب نبيه بري دقيق أن ما بعد المؤتمر غير ما قبله. هناك معطيات، والمحكمة سجلت هذه الحلقة وستدقق فيها، ولا نستطيع ان نتجاهل معطيات بهذا الحجم، وخصوصا ان اسرائيل متهمة بها.
• لماذا لم ترد وزارة الدفاع على تسريبات الصحف قبل تعليق النائب العماد ميشال عون على الامر اول من امس اذ طالب الوزارات المعنية بإصدار موقف بهذا الشأن؟
- العماد عون لم يطالب الوزارات بأي شيء، انما حمّل وزارة الدفاع المسؤولية. وهنا اقول ان المحكمة العسكرية تسلمت ملف العميد فايز كرم منذ 48 ساعة، ومفوض الحكومة ادعى عليه امس واحاله على قاضي التحقيق. أنا لا أعرف العميد كرم، ولكن اعرف تاريخه في الجيش وأنه كان من أفضل الضباط. ولست مطلعا على مقال فيه تسريبات عن كرم، وانا كنت في المستشفى منذ عيد الجيش حتى مساء الجمعة الماضي".
• السيد نصرالله حمل الأجهزة الأمنية مسؤولية عدم توقيف العميل غسان الجد منذ عام 2006، هل هذه المعلومات صحيحة؟
- مخابرات الجيش أعطتني تفاصيل عن الموضوع، وهي علمت بوجوده قبل أيام من فراره، وما حصل قبل ذلك لا أملك معلومات عنه.
• هل تقبلون مساعدات عسكرية من إيران؟ وهل طلب المبعوث الاميركي من قائد الجيش عدم اللجوء الى هذا الخيار؟
- لم يطلب هوف من قائد الجيش هذا الأمر. الدولة اللبنانية بعد قرار رئيس الجمهورية يوم السبت الماضي، ستشتري السلاح للجيش، ولا عقدة لدينا تجاه أي طرف".
• هل سيعيد الجيش النظر في الدورات التي يجريها الضباط في أميركا بعدما تبين أن الموساد يتقرب منهم خلالها؟
-هذا أسوأ مشهد يمكن أن نعطيه لصدقية الجيش إذا لم يكن لدينا ثقة لارسال ضباطنا أينما كان والى العواصم المتحالفة مع اسرائيل، فهم يملكون قدرة الصمود والمواجهة".
• في ضوء ما حصل في الجنوب، تكرر اسرائيل تهديداتها بالرد بطرق قاسية تستهدف الجيش. وبناء على ما قاله رئيس الجمهورية عن خطة لتسليح الجيش ما هي الخطوات العريضة لهذه الخطة؟ واين أصبحت الطائرات التي ستأتي من روسيا؟
- ما هو موقع سيتسلمه الجيش قبل نهاية السنة، بما في ذلك الطائرات الروسية. اما كل ما تحدث عنه الرئيس سليمان فهو خطة ستناقش في مجلس الوزراء واعتقد انه ستحدد جلسة لاحقة لنقدم التفاصيل لقانون برنامج وخطة لـ3 سنوات، قد يضيف اليها الرئيس ملفا كاملاً عن هذا الموضوع.
وقال ردا على سؤال: "لا 7 أيار جديدا، لكننا حرصاء على البلد ولا اعتقد ان اخواننا في المخيمات الفلسطينية يريدون ان يعيدوا مشهد الماضي في نهر البارد".