العلويون: الخلافة لعلي والعصمة للإمام والمهدية من أصل الدين

تاريخ الإضافة الأربعاء 20 شباط 2013 - 5:31 ص    عدد الزيارات 840    التعليقات 0

        

 

العلويون: الخلافة لعلي والعصمة للإمام والمهدية من أصل الدين
موقع إيلاف..غاندي المهتار  
تتعدد مصادر تاريخ العلويين وتختلف في محطات سياسية، إلا أنها تجتمع على أنهم شيعة مع بعض الاختلاف، يؤمنون بعصمة الامام، وبأن عودة المهدي من أصل الدين، وبأنهم لا يفرضون حجابًا على نسائهم إلا في وقت الصلاة.
 بيروت: في الصراع الإسلامي على الخلافة، تشيّع قوم من المسلمين للامام علي بن أبي طالب، وصاروا يعرفون بشيعة علي. مع الزمن، بقي من التسمية الشيعة فقط.
والشيعة في اللغة هي الأنصار، بينما الحكم الاصطلاحي فيها فهو أنها فرقة إسلامية تحصر الخلافة في علي وذريته بالنص. ثم اختلف الشيعة في مَن مِن ذريته يحق له الخلافة أو الإمامة، فنادت الزيدية بإمامة الحفيد الثالث زيد بن علي بن الحسين، وقالت الإسماعيلية بإمامة حفيده السابع إسماعيل بن جعفر الصادق، وقالت الاثني عشرية بإمامة الحفيد الثاني عشر محمد بن الحسن، الملقب بالعسكري.
ومن رحم الشيعة ولد العلويون النصيريون، الذين ينتسبون إلى علي الأولى بالخلافة وإلى محمد بن نصير البكري النميري الذي يرى فيه العلويون الباب الشرعي للإمام الحسن العسكري، على الرغم من رفض الشيعة الجعفرية ذلك.
 نبذة من تاريخ
 بعد النميري، رئيس الطائفة محمد بن جندب، ثم أبو محمد عبد الله بن محمد الجنان الجنبلاني، ثم الحسين بن حمدان الخصيبي، ثم أبو سعد الميمون سرور بن القاسم الطبراني.
تركز العلويون في بغداد وفي اللاذقية على شاطئ بلاد الشام، لكن مركز اللاذقية هو ما تبقى لهم، بعدما انتهى مركز بغداد على يد المغول.
وحين وصلت الحملات الصليبية إلى الشرق، قاتلها العلويون، ثم هادنوها كغيرهم من المسلمين، وانصرفوا إلى قتال جانبي ضد الأكراد والاسماعيليين، حتى خضعوا للدولة العثمانية في العام 1516.
والمعروف أن العلويين والعثمانيين لم يجتمعوا على خير كثيرًا، فثارت بعض عشائرهم على الدولة العلية، التي بعثت إليهم حملات التأديب.
بسقوط الدولة العثمانية وقيام الانتداب الفرنسي على سوريا ولبنان، رفض كثير من أعلام وعلماء الطائفة التعاون مع الفرنسيين، وتصدوا لمحاولاتهم خصّ المحاكم المذهبية العلوية بتشريع خاص مباين للتشريع الإسلامي.
فقد رفض القضاة العلويون ذلك، وأعلنوا على الملأ أنهم مسلمون وتشريعهم إسلامي جعفري. كما تصدى العلماء العلويون للفرنسيين إذ حاولوا سلخ الطائفة عن الإسلام.
وفي العام 1936، نشر علماء المذهب العلوي كتيبًا جاء فيه: "كل علوي لا يعترف بإسلامه، أو ينكر أن القرآن كتابه وأن محمدًا صلى الله عليه وسلم نبيه، لا يعد في نظر الشرع علويًا، ولا يصح انتسابه للمسلمين العلويين". كما أصدروا مذكرة ملحقة بالكتيّب، فيها: "وما العلويون سوى أحفاد القبائل العربية التي ناصرت الإمام عليًا عليه السلام فوق صعيد الفرات".
 أدلة التشريع أربعة
 لا يخالف العلويون فرق الشيعة في أن الامامة أصل من أصول الدين التي لا تحتمل التأويل، ولا تخضع للاجتهاد، والقول بالنص والتعيين، أي أن اختيار الإمام يتم بالتعيين الإلهي، وهذا ما يرفضه أهل السنة.
وجاء في بيان تحت عنوان "عقيدة المسلمين العلويين"، أصدره عدد من رجال الدين العلويين في سوريا ولبنان في العام 1972: "نعتقد أن الامامة منصب إلهي، اقتضته حكمة الله سبحانه لمصلحة الناس، في مؤازرة الأنبياء بنشر الدعوة، والمحافظة بعدهم على تطبيق شرائعهم وصونها من التغيير والتحريف والتفسيرات الخاطئة. ونعتقد أن اللطف الإلهي اقتضى أن يكون تعيين الإمام بالنص القاطع والصريح، وأن يكون الإمام معصومًا – مثل النبي – عن السهو والذنب والخطأ، لكي يطمئن المؤمنون بالدين إلى الإقتداء به في جميع أقواله وأفعاله".
وحول هذا الامام المعصوم عن الخطأ تدور أدلة التشريع العلوية. فهي عندهم أربعة، أولها القرآن طبقًا لتفسير الائمة، مع رفض كتب تفسير أهل السنة كابن كثير والقرطبي والطبري، وثانيها السنة النبوية بحسب ما ثبت على ألسنة الأئمة، مع رفض صحيحي بخاري ومسلم وأحمد وابن ماجه اللذين يعتمدهما أهل السنة، وثالثها الإجماع وضمنه مقال الإمام المعصوم، وهو دليل قاطع ولو بطن مستنده في الكتاب والسنة، ورابعها العقل وهو عندهم حجة يقتصر استعمالها في الفقه على المجتهد، أي من حصلت عنده ملكة تساعده على استنباط الأحكام.
حشمة محببة
 من الباحثين من ينسب إلى العلويين إيمانهم بالتقمص، أي بانتقال الروح من جسد إلى آخر بعد الموت، لكن لا وجود لأي مصدر داخلي يثبت هذا الايمان. إلا أنهم يؤمنون بظاهر الدين وباطنه، وبأن باطن العبادات مختلف عن ظاهرها الجسماني الذي يحرص المؤمن على تنفيذه بعناية، فبواطن الأمور تورث من الأئمة المعصومين، ويردها الله لمن يشاء من عبادة المصطفين بالبصيرة والعقل.
وبين باطن وظاهر، ينتظر العلويون ظهور المهدي الذي يملأ الدنيا عدلًا بعدما يخيم عليها الجور. ويرد في بيان "عقيدة المسلمين العلويين": "فابنه الإمام الثاني عشر صاحب الزمان الحجة المهدي، عجل الله به فرج المؤمنين، وسيظهره الله في آخر الزمان فيملأ الدنيا قسطًا وعدلًا كما مُلئت ظلمًا وجورًا".
على الضفة الاسلامية الأخرى، يؤمن أغلب أهل السنة بالمهدية، لكنهم يخالفون العلويين والفرق الشيعية فى طبيعة الامام المهدي المنتظر، وفي أن الإيمان بالمهدية ليس أصلًا من أصول الدين.
والجدير ذكره أن العلويين يرون أن الحجاب ليس فريضة إسلامية من نوع الكبائر، التي توجب مقولة تاركة الحجاب داخلة النار، بل هو حشمة محببة تظهر تعفف المرأة وطهارتها. إلا أنهم يشددون على ضرورته في الصلاة. ويسوق العلويون تفاسير من القرآن الكريم يدعمون بها رأيهم، فاصلين بين الآيات المنزلة بحق نساء آل بيت الرسول وبحق باقي نساء المسلمين.
 كلاذية وحيدرية
 ينقسم العلويون في عشائر كلاذية وأخرى حيدرية. بين الكلاذية، التي ينتسب إليها آل الأسد، ثمة عشائر رئيسة أربع هي الحداديون والنميلانيون والرشاونة (وهي من عشائر المحارزة البشازعة القديمة) والخياطيون والنواصرة والقراحلة والرشاونة والرسالنة والجروية والباشطوية والمقاورة والمهالبة. وتنقسم كلّ من هذه العشائر إلى أفخاذ وبطون.
أما العشائر الحيدرية، فمن أهم عائلاتها آل غزال وآل حاتم وآل صالح وآل الشيخ حيدر وآل الدوير.
تنتسب عشائر العلويين الرئيسة إلى عرب اليمن القحطانيين من قبيلتي همدان وكندة، وإلى عرب الشام والعراق من قبائل غسّان وبهرا وتنوخ، الذين تشيعوا أولًا ثم تركوا التشيع وتحولوا علويين. ويدعي المحارزة نسبًا هاشميًا، كما قويت عشائر أخرى بهجرة قبائل طي وغسّان من جبل سنجار في العراق إلى المنطقة الممتدة بين طبرية وجبل عامل حتى حلب، بسبب الحروب الصليبية.
 انتشار ونجوم
 سكنت العشائر العلوية بادية الشام قبل نزوحها إلى ديار ربيعة في الجزيرة الفراتية. وفي العهد العثماني، سكنوا بيلان وأضنه وانطاكية، وتوجه بعضهم إلى الكلبية بالقرب من اللاذقية في سوريا، وبعض آخر نحو جبال البهرة ليساكنوا الاِسماعيليين، وبعض ثالث ذهب إلى الأردن وطبرية والقدس.
في العالم اليوم نحو 40 مليون علوي، منهم في سوريا أكثر من أربعة ملايين، يشكلون نحو 90 في المئة من سكان اللاذقية وطرطوس، ونحو 60 في المئة من سكان محافظة حمص، وأكثر من نصف سكان محافظة حماة. كما يشكلون غالبية سكان منطقة جسر الشغور في محافظة أدلب، وزهاء 25 في المئة من سكان دمشق وريفها، وتوابع محافظات درعا والسويداء والقنيطرة.
وفي تركيا اليوم نحو 20 مليون علوي، بينهم ستة ملايين من الأكراد، يستقرون غرب الأناضول، ويعرفون باسم التختجية والحطابين، وعلويون في شرق الأناضول يطلق عليهم اسم القزل باشيه. وفي أجزاء أخرى من تركيا وألبانيا، يسمى العلويون باسم البكداشية، وتعاليمهم تضم ممارسات غير موجودة في الدين الإسلامي، ومختلفة مع عادات وممارسات الطائفة العلوية.
وهناك عدد غير محدد منهم في إيران وتركستان ويعرفون باسم العلي إلهية، إلى جانب مئة ألف علوي في لبنان وبضعة آلاف في فلسطين.
وقد لمع نجم علويين عدة، لعل أبرزهم الشاعر ادونيس، والمسرحي سعد الله ونوس، والشاعر بدوي الجبل، والأديب ممدوح عدوان، والشاعر سليمان العيسى، إلى جانب الرئيسين حافظ وبشار الأسد، الرئيسين التاسع والعاشر لسوريا، ورفعت الأسد، شقيق الرئيس الراحل حافظ الأسد.

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,498,233

عدد الزوار: 6,953,033

المتواجدون الآن: 79