أخبار لبنان..إطلاق صندوق المساعدات في لقاء فرنسي - سعودي اليوم..اجتماع باريس اليوم: أمل "الثنائي الشيعي" معقود على ماكرون..الكونغرس: العمل أكثر في لبنان لمنع تأثير إيران..ميقاتي «يلجأ» إلى الفاتيكان وديبلوماسيته لكسْر المأزق الرئاسي في لبنان..أكثر من 5 ساعات «سين جيم» بين المحقّقين الأوروبيين وسلامة..و«التتمة» اليوم..«الدولار بمائة ألف ليرة» يفرض إيقاعاته على عيش اللبنانيين..«حزب الله» صامت و«اليونيفيل» لم تلاحظ أي عبور لـ«الخط الأزرق»..هدوء حذر عند حدود لبنان الجنوبية..والتصعيد مستبعد..هل ستُشعل عملية التسلل «حرب لبنان» ثالثة؟..

تاريخ الإضافة الجمعة 17 آذار 2023 - 2:48 ص    عدد الزيارات 678    القسم محلية

        


الحاكم في قصر العدل: حضور هوليودي وجلسة ثانية اليوم...

إطلاق صندوق المساعدات في لقاء فرنسي - سعودي اليوم.. ومطالبة أممية بإنجاز الاستحقاق لتجنب التداعيات الخطيرة

اللواء...دخل الوضع المالي والنقدي مرحلة فاصلة أمس، تستكمل اليوم، مع حضور حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الى قصر العدل، والمثول امام القاضية الفرنسية اود بورزي لـ5 ساعات، حيث اجاب عبر الوسيط اللبناني قاضي التحقيق الاول في بيروت شربل ابو سمرا على 80 سؤالاً، بعضها يتعلق بعمل المصرف المركزي والآليات القانونية والرقابية التي تحكم عمله، ثم التطرق الى التحويلات المتهم بتسهيلها، على الأسئلة الفرنسية والأوروبية، بوصفه شاهداً. ويواصل الموفد الأوروبي الاستماع الى سلامة عند التاسعة من صباح اليوم، على ان تغادر القاضية الفرنسية الى باريس غداً، وتعود نهاية شهر نيسان المقبل. بدا حضور سلامة اشبه بمشاهد هوليوودية سينمائية فوق العادة سواء في ما خص طريقة الوصول والانتشار العسكري من جيش وفرع معلومات وأمن دولة وأمن عام في النقاط المحيطة بقصر العدل، قبل ان يصل بسيارة عمومية، ترافقه سيارة اخرى، وليدخل الى قصر العدل، ربما لأول مرة في حياته، ولو شاهداً وكأنه متهم، ويصعد الى الطابق الخامس، حيث جلس بمواجهة المحققين الأوروبيين، ولا سيما القاضية الفرنسية التي تولت طرح الأسئلة. ولم يكن أيٌّ من المحامين سواء اللبناني او الفرنسي برفقة سلامة، الذي تولى الاجابة عن الاسئلة، عبر القاضي ابو سمرا، الذي طرح بعض الاسئلة باللغة العربية. ولوحظ ان عناصر المواكبة الامنية لسلامة، سواء لدى دخوله الى قاعة مجلس شورى الدولة او خروجه عند الساعة الرابعة بعد ظهر امس، وهو حضر للاستماع اليه في ملف تبييض اموال واثراء غير مشروع وتهرب ضريبي ليس كمتهم بل كشاهد. والثابت ان محققين من فرنسا والمانيا ولوكسمبورغ ينظرون في قضايا غسل اموال واختلاس في لبنان مرتبطة بسلامة، بعد الاستماع الى شهود حول هذه الملفات في كانون الثاني الماضي. وتركز التحقيقات الاوروبية على العلاقة بين مصرف لبنان وشركة «فوري اسوسييتس» المسجلة في الجزر العذراء، ولها مكتب في بيروت، والمستفيد الاقتصادي منها رجا سلامة شقيق حاكم مصرف لبنان. ويعتقد ان الشركة لعبت دور الوسيط لشراء سندات خزينة ويوروبوندز من المصرف المركزي عبر تلقي عمولة اكتتاب وتحويلها الى خارج لبنان وهي اكثر من 300 مليون دولار. ومن مفاعيل جلسة الاستماع عدم انعقاد المجلس المركزي لمصرف لبنان، في حين تحدثت معلومات اخرى عن انعقاد المجلس للبحث في كيفية ارتفاع سعر صرف الليرة اللبنانية. ونقلت المعلومات عن مصدر قضائي تأكيده بأن الوفد القضائي الأوروبي لن يمدد إقامته في لبنان، وقد طلب الإستماع إلى شقيق حاكم المركزي رجا سلامة ومستشارته ماريان الحويك. ونفى مصدر في مصرف لبنان نفياً قاطعاً ما تم تداوله عن أن الحاكم سلامة قدّم كتاب استقالته إلى الرئيس ميقاتي . في غضون ذلك، استمر امس، اضراب المصارف وسط اصرار من اعضاء جمعية المصارف على المضي في هذا الاضراب لان لم يتبين لهم ان هناك اهتماما من قبل المسؤولين لمعالجة الاشكالات القانونية مع بعض القضاء المصرّ على عدم اعتماد وحدة المعايير في الاستنابات القضائية.

لقاء باريس

ويعقد في باريس في الساعات المقبلة اجتماع فرنسي – سعودي حول لبنان يشارك فيه المستشار في الديوان الملكي السعودي نزار العلولا والسفير في بيروت وليد بخاري، وعن الجانب الفرنسي باتريك دوريل ممثلاً الرئيس ايمانويل ماكرون. وافادت مصادر سياسية مطلعة ان اللقاء سيعيد التأكيد على ثابتة اجراء الانتخابات الرئاسية، على ان المعلومات التي تتحدث عن امكانية وضع خارطة طريق قد تكون صائبة في ظل خشية فرنسية – سعودية من تفلت الاوضاع في البلاد. وقالت هذه المصادر انه لا بد من انتظار مفاعيل الاتفاق السعودي – الايراني على لبنان، وتحديداً في ما خص رئاسة الجمهورية مع العلم ان المسألة قد تستغرق بعض الوقت، ولذلك تتكرر النداءات بمعالجة الشق الداخلي. وتوقفت عند ما يتسرب عن اوساط الثنائي الشيعي في ما خص تقدم اسهم رئيس تيار المردة النائب السابق سليمان فرنجية، ولفتت الى ان لا شيء جدياً، والواقع الانتخابي على حاله مع تسجيل اتصالات لم تؤد الى الخرق المطلوب. وحسب المعلومات، فان السفير بيار دوكان المسؤول عن تنفيذ قرارات مؤتمر سيدر، التي تم تعطيلها، من خلال رفض الاصلاحات المطلوبة في قطاع الكهرباء خلال عهد الرئيس السابق ميشال عون. كما سيتم وفقاً لمصادر دبلوماسية عربية البحث بانشاء الصندوق الخاص بمساعدة الشعب اللبناني لتدارك النتائج الكارثية للتدهور الاقتصادي والمعيشي، ومرحلة ما بعد انتخاب رئيس جديد للجمهوري وكيفية توسيع مروحة المساعدات التي تشمل قطاعات واسعة في الدولة اللبنانية. وفي اطار دولي متصل، طالبت المنسقة الخاصة للامم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا ووكيل الامين العام لعمليات حفظ السلام جان بيار لاكروا في احاطة امام مجلس الامن حول تنفيذ القرار 1701 بالاسراع بملء الفراغ الرئاسي محذرة من تداعيات الفراغ الرئاسي الذي اقترب من شهره الخامس في شلل مؤسسات الدولة، بما في ذلك انخفاض قيمة العملة الوطنية والاضرابات المطولة في القطاع العام. وفي حين اقتصرت الحركة الرئاسية على تكرار المواقف ذاتها، وعلى بعض اللقاءات التنسيقية كلقاء وفد من الحزب الديموقراطي اللبناني بقيادة التيار الوطني الحر في مركز التيار، ولقاء رئيس حزب الكتائب سامي الجميل بالنائب المستقل الدكتور غسان سكاف، ذكرت مصادر مطلعة على موقف الرئيس نبيه بري لـ «اللواء»: انه اعاد كرة الانتخاب الى الفريق الآخر، الذي كان يأخذ على الثنائي وحلفائه عدم وجود مرشح لديهم، وقال لهذا الفريق: هذا ماعنّا فهاتوا ما عندكم. لكن هذا الفريق ذهب الى التعطيل لتعذر تفاهمه على مرشح رئاسي مقبول. وفي الكويت، جرى اتصال بين جنبلاط والامير ارسلان تناول اخر المجريات الجارية. ولاحظت المصادر ان الرئيس بري قدم ما عنده بطريقة لائقة وهادئة وموضوعية وقابلة للنقاش، ولم يطرح سليمان فرنجية مرشح تحدٍ ومكاسرة كما يفعل سواه، ولو فعل ذلك لكان قد حكم مسبقاً على فرنجية بالخروج من السباق الرئاسي. واشارت مصادر متابعة للموضوع الرئاسي، الى ان السعودية لا تمانع وصول فرنجية هو أو سواه من مرشحين، لكن المهم برنامجه ونظافة كفه وطريقة مقاربته للملفات والتحديات المطروحة سياسيا واقتصاديا ومعيشيا، هي ابلغت ذلك الى عدد من النواب الذين التقاهم السفير وليد البخاري. وقالت المصادر: ان السعودية دولة اقليمية كبرى ومهمة ولها وزنها ولها مصالحها في الاقليم، «فلا تشتري او تبيع» عبثاً، ولو كان لديها مصلحة في امر تتوجه به الى الاصيل ولا تتوجه الى الوكيل المحلي، واولياتها ربما مختلفة عمّا يعتقده الكثيرون في لبنان والاقليم، لذلك كان الاتفاق مع ايران، على امل ان يستفيد لبنان من هذه الفرصة، ويقوم بما يجب ان يقوم به ليواكب الحركة الاقليمية المهمة الحاصلة على امتداد الخارطة من الرياض الى طهران فاليمن وبغداد ودمشق. وحول لقاءات بري مع السفيرة الاميركية دوروثي شيا، قالت المصادر انها وضعته في صورة لقاءاتها مع الكتل النيابية ولم تطرح اي افكار او مقترحات، ولكن المفاجأة كانت ان النواب الجدد بين مستقلين وتغييريين وخلافاً للمتوقع لم يكونوا «بلوك واحد» او متحالفين بل مجموعات بآراء ومواقف مختلفة. وفي سياق آخر، رأت المصادر المتابعة ان القوات اللبنانية قاربت الموضوع الرئاسي منذ البداية بطريقة خاطئة، ولو قاربته بطريقة مختلفة اهدأ لأختلفت نتائج حراكها ومواقفها. لكنها رفعت السقف كثيراً بحيث بات من المتعذرعليها التراجع، تماماً كما هو حال التيار الوطني الحر. والمشكلة ان الطرفين ما زالا يرفعا السقف بلا اي افق.

ميقاتي والبابا

وفي اطار متصل، استقبل البابا فرنسيس الرئيس نجيب ميقاتي في مكتبه وعقد معه خلوة إستمرت نصف ساعة. وبعد إنتهاء الخلوة، تم تبادل الهدايا التذكارية بين البابا والرئيس ميقاتي ، الذي قال بعد اللقاء: سلمت قداسة البابا رسالة تشرح الاوضاع في لبنان والمعالجات الممكنة التي يمكن للفاتيكان المساهمة في انجاحها من خلال الاتصالات التي يقوم بها في المجتمع الدولي، لا سيما لاجراء انتخابات رئاسة الجمهورية. وعبّر قداسة البابا خلال الاجتماع عن ايمانه الراسخ بهذه الرسالة التي يؤديها لبنان من خلال التعددية الثقافية والدينية التي تميزه وتجعله فريدا في المنطقة. كما شدد قداسته على ضرورة التكاتف بين المسؤولين اللبنانيين للخروج من الازمات التي يواجهها لبنان وانتخاب رئيس جديد للبلاد. وتابع: وجهت دعوة لقداسة البابا لزيارة لبنان، كونها تمثل بارقة أمل للمسلمين والمسيحيين في لبنان على حد سواء، وفرصة لهم للالتفاف موحدين حول شخص قداسة البابا في مناسبة زيارته. بدوره أكد الكاردينال بارولين الاستعداد لدعميقاتم لبنان في المجالات كافة. ملاحظة للعلم والاطلاع: تؤكد مصادر واكبت الحدث لـ«المركزية»، بأن اللقاء كان ودّياً وايجابياً، وكذلك الأمر بالنسبة للاجتماع مع أمين سرّ حاضرة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين، ووزير خارجية الفاتيكان الكاردينال بول غلاغير. وجرى الحديث عن كل الأمور الأساسية المطروحة اليوم في لبنان، بدءا من الأزمة الاقتصادية والاجتماعية وصولاً الى الشغور الرئاسي. وهنا كان تشديد من قبل الطرفين بأن لا يجوز ان يستمر الشغور أكثر لأنه يؤثر سلباً على الأوضاع. كما تطرق الحديث الى أهمية ودور المسيحيين في لبنان من دون التطرّق إلى موضوع الاحصاءات والأرقام إطلاقاً. أما عن الموضوع الرئاسي، فأكدت المصادر ان الحديث جرى في العموميات ولم يتمّ الدخول في الأسماء، وكان تأكيد بأن الشغور يقف عقبة أمام استعادة لبنان وضعه الطبيعي، لذلك لا يجوز المزيد من التأخير، وبأن الخروج من الأزمة يحتاج الى سلة متكاملة في المجالات كافة المالية والاقتصادية والسياسية وغيرها. وتشير المصادر ان ليس لدى الفاتيكان اي مبادرة تجاه لبنان، لكنه مستعد للمساعدة في أي مبادرة تُطرَح. ورداً على سؤال، تجزم المصادر بأن البابا لا يتدخل بأسماء المرشحين للرئاسة، ولن يقف طرفا مع أحد ضد الآخر، وتشير المصادر الى ان على اللبنانيين أن يدركوا ان المعايير وقواعد اللعبة التي بات ينطلق منها المجتمع الدولي لمساعدة لبنان تغيّرت عن السابق، اكان في اوروبا او الولايات المتحدة او الدول العربية او الفاتيكان. الجميع يعرب عن نيته مساعدة لبنان ولكن ليس بالطريقة التي اعتاد عليها. باختصار المطلوب من لبنان ان يساعد نفسه وان يبدأ بالاصلاحات التي هي المدخل لحلّ الأزمات، تختم المصادر. وعقد ميقاتي محادثات رسمية مع رئيسة وزراء ايطاليا جورجيا ميلوني في مقر رئاسة الحكومة الايطالية في روما.ثم عقد اجتماع بين رئيسي حكومتي البلدين، شارك فيه عن الجانب الايطالي المستشار الديبلوماسي لرئيسة الحكومة فرنشيسكو ماريو تالو، ومديرة مكتب رئيسة الحكومة باتريسيا سكورتي.كما شارك عن الجانب اللبناني سفيرة لبنان في روما ميرا ضاهر، والمستشاران السفير بطرس عساكر وزياد ميقاتي. وتم عرض العلاقات التاريخية بين لبنان وايطاليا، حيث شكر الرئيس ميقاتي رئيسة وزراء ايطاليا على دعم لبنان من خلال الكتيبة الايطالية ضمن قوات اليونيفيل، كما شكرها على دعم الجيش وكافة القطاعات ومن بينها القطاع الصحي والتنمية الاجتماعية والمستدامة.ودعا رئيسة حكومة ايطاليا لزيارة لبنان لاستكمال المحادثات. بدورها شكرت رئيسة حكومة ايطاليا الرئيس ميقاتي على العلاقات الشفافة التي تربط ايطاليا ولبنان. وعبّرت عن سعادتها بأن «شركة ايني» هي من ضمن الشركات التي ستنقّب عن النفط في لبنان. ودعت الشركات الايطالية الاخرى الى الاستثمار في لبنان. وشددت على ضرورة التعاون لتكون منطقة البحر الابيض المتوسط منطقة هادئة، اضافة الى الحد من الهجرة غير الشرعية. على صعيد آخر، اعلن الناطق الرسمي باسم قوات «اليونيفيل» في الجنوب اندريا تيننتي في بيان، ان «اليونيفيل اطلعت على التقارير الإعلامية (الاسرائيلية) التي تفيد بأن شخصا تسلل إلى إسرائيل من لبنان، وقال: ان اليونيفيل لم تلاحظ أي عبور للخط الأزرق في الأيام الأخيرة. اضاف: ان رئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام اللواء أرولدو لاثارو، يحث الطرفين على ضبط النفس والحفاظ على الاستقرار واستخدام آليات اليونيفيل للتنسيق والارتباط لتجنب سوء الفهم وتقليل التوترات». من جهتها، أعلنت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي امس، أنَّ «منفّذ عملية مجيدو قربحيفا منذ يومين، يبدو فلسطيني الأصل من أحد مخيمات اللاجئين في لبنان ويحتمل أنه يتبع فرع «حماس». الى ذلك، تفقد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت وكبار قادة الجيش الاسرائيلي الحدود مع لبنان لتقييم الأوضاع الأمنية. وقال: أنه تم منع عملية كبيرة وصعبة تحمل في طياتها ضرراً كبيراً. وأن منفذ عملية مجدو سيندم عليها، وسنجد المكان والطريق المناسبين وسنوجه ضربة للمسؤولين عنها. وكانت تقارير اعلامية قد قالت ان منفذ العملية لم يستشهد وهوفي مكان آمن وهناك توثيق للعملية التي تمت بعبوة ناسفة على طريق حيفا واسفرت عن اصابة شخص واضرار مادية. وفي حين ذكرت مصادر اعلام العدو ان منفذ العملية تسلل من جنوب لبنان عبر فتح ثغرة في السياج الحدودي، وقطع مسافة تزيد عن ستين كيلومتراً وصولا الى حيفا، استغربت مصادرمتابعة هذه الرواية وتساءلت كيف يُمكن لشخص ان يتسلل من الحدود ويقطع مسافة 60 كيلومترا وهويحمل عبوة ناسفة ولم تكتشفه دوريات وحواجز جيش الاحتلال؟؟. مشيرة الى ان العدو يعمد الى تضخيم الحدث لتبرير عجزه وصرف الانظار عن مشكلاته الداخلية المتعاظمة نحو توتير الاجواء تارة مع الفلسطينيين وطورا مع لبنان.

اجتماع باريس اليوم: أمل "الثنائي الشيعي" معقود على ماكرون

التحقيق الأوروبي يستكمل خطوات ما قبل الاتهام... ومحاكمة "الحاكم"!

نداء الوطن...بعد سقوط "خبرية" أنّ لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة حقّ عدم المثول أمام المحققين الأوروبيين "حفاظاً على السيادة اللبنانية"، انتشرت أمس خبرية "أن سلامة حضر أمام المحققين براحة تامة وهدوء منقطع النظير"، علماً بأنه خرج من التحقيق غير جاهز لاجتماع المجلس المركزي، وانصرف الى "ترتيب أوراقه تحضيراً لجلسة جديدة امام المحققين اليوم"، كما أكدت مصادر متابعة، مع الإشارة إلى أنّه على شقيق الحاكم ومعاونته ماريان الحويك المثول أيضاً اليوم لاستجوابهما. استمر التحقيق ساعات طويلة أمس بسيل من الأسئلة المتوقعة وغير المتوقعة، وعلمت "نداء الوطن" أن عدداً كبيراً من بنود الاستجواب كان يتطلب بإجابات "نعم" أم "لا" ، لأن ما في جعبة المحققين الأوروبيين عموماً والقاضية الفرنسية أود بوريسي خصوصاً الكثير من الحقائق والاثباتات والأدلة التي لا تحتاج الى تحقيق جديد، بقدر ما تحتاج الى "اعتراف أو انكار فقط" من جانب سلامة، وفقاً للمصادر المتابعة. وأضافت المصادر عينها: "كان القاضي اللبناني شربل أبو سمرا أجّل التحقيق مع سلامة مفسحاً المجال للمحققين الأوروبيين من دون سبب واضح، ليلعب دور ناقل الأسئلة بين الطرفين. الا أن مفاجأة ابو سمرا كانت كبيرة بالنظر الى كم المعلومات الممكنة الوجود كأدلة في الملفات الأوروبية، مقابل ما في ملف التحقيق اللبناني الذي كان أجراه القاضي جان طنوس". والمسألة البديهية التي تطرح نفسها الآن هي الضرورة القصوى لضمّ التحقيقات الاوروبية الى التحقيق اللبناني. وللمثال، ليس في التحقيق اللبناني معلومات عن حسابات رياض سلامة في لبنان، وبات القاضي الآن أمام ضرورة الإصرار على رفع السرية عن حسابات سلامة في لبنان ومطابقتها مع المعلومات الموجودة في التحقيقات الأوروبية عن حسابات سلامة في الخارج، ثم مطابقتها مع حسابات رجا سلامة (شقيق رياض) لاستكمال خريطة التحويلات والعمليات التي أفاد منها حاكم "المركزي"، وبالتالي تأكيد أن العمولات التي حصلت عليها شركة "فوري" وتبلغ نحو 330 مليون دولار انتهى بها المطاف عند رياض سلامة نفسه ولم يكن شقيقه وشركة "فوري" إلا واجهة. واستغرب مرجع قضائي رفيع كيف أقدم ابو سمرا على التفريق بين الملف الذي بين يديه وبين تنفيذ المساعدة القضائية الدولية، علما بأن دخول رئيسة هيئة القضايا في وزارة العدل القاضية هيلينا اسكندر على الخط وطلب الادعاء على الأخوين سلامة وماريان حويك، جاء بناءً على طلب من مدعي عام التمييز القاضي غسان عويدات. وعلمت "نداء الوطن" أنّ الفرنسيين وعدوا لبنان بمعونة قضائية للحجز على أموال وأصول في الخارج، وفي هذا السياق أيضاً أقدمت السلطات في اللوكسمبورغ على التعاون مع لبنان وحجزت أصولاً بناءً على طلب قضائي لبناني. يُذكر أنّ حاكم مصرف لبنان لم يستجب لطلبات التحقيق اللبناني عندما طلب منه كشف السرية عن حساباته، وأتت مماطلته آنذاك بحجة "أن الأمر يحتاج الى موافقة من هيئة التحقيق الخاصة" علماً بأن سلامة نفسه يرأس تلك الهيئة التي تضم المدعي العام المالي القاضي علي ابراهيم الذي بقي صامتاً هو الآخر. وعما هو متوقع بعد انتهاء جولة التحقيق الأوروبي الحالية، تشير المصادر إلى عدة احتمالات أبرزها "الادعاء على سلامة ثم طلب تسليمه لمحاكمته، مع توقع عدم موافقة لبنان على ذلك، بحجة استمرار التحقيق معه محلياً ومتابعة طلبات الادعاء عليه "، كاشفةً أنّ "جهات محلية معنية تتجه الى الطلب من الأوروبيين التريّث قليلاً ريثما يتم انتخاب رئيس للجمهورية، ليصار بعد ذلك الى قبول استقالة سلامة او اقالته او انتظار نهاية ولايته في الحاكمية، على وعد فتح محاكمة محلية عادلة له". وبين السيناريوات أيضاً، الإمعان في المماطلة والتهرب من إدانة سلامة، إلا أن لذلك تداعيات على تعامل جهات أوروبية مع منظومة الحكم في لبنان، مع ما يعني ذلك من إمكان مواجهة بعض أطراف تلك المنظومة بـ"عواقب" كانت تحدثت عنها جهات فرنسية علناً، إضافة الى تحرك في البرلمان الأوروبي لتفعيل "قانون إطار" كان أقرّ لمعاقبة مسؤولين لبنانيين مشمولين في قوائم معرقلي سير العدالة ومقوّضي الإصلاح. أما على صعيد التحرك الدولي باتجاه مسرح التأزم اللبناني، وبينما يترقب المسؤولون زيارة مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط بربارة ليف أواخر الشهر الجاري إلى بيروت، حاملةً رسائل أميركية واضحة حيال خارطة الطريق الدستورية والإصلاحية المطلوبة دولياً وعربياً لخروج لبنان من أزمته بالاستناد إلى نتائج الاجتماع الخماسي في باريس، تتجه الأنظار مجدداً اليوم إلى العاصمة الفرنسية لرصد مفاعيل المشاورات الثنائية، الفرنسية – السعودية، بمشاركة كل من مستشار الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لشؤون الشرق الأدنى باتريك دوريل، والمستشار في الديوان الملكي نزار العلولا والسفير السعودي لدى بيروت وليد البخاري. وإذ تؤكد مصادر مواكبة أنّ لقاء باريس اليوم يأتي في إطار "استكمال البحث والتشاور حول السبل الآيلة إلى رفع مستوى التنسيق والضغط لكسر حالة الاستعصاء والمراوحة وكبح جماح الانهيار المتسارع على الساحة اللبنانية"، عكست أوساط "الثنائي الشيعي" عشية اللقاء أجواء تؤكد أنّ كلاً من "حزب الله" و"حركة أمل" يراهنان ويعقدان الأمل على أن يلعب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون دوراً مساعداً في إعادة تعويم مرشحهما سليمان فرنجية على طاولة المشاورات الرئاسية، ربطاً بمستجدات الاتفاق السعودي - الإيراني، لا سيما وأنّ هناك اتصالات مفتوحة بين الرئيس نبيه بري والمسؤولين الفرنسيين للدفع بهذا الاتجاه، بالتوازي مع تواصل مباشر أجراه دوريل مع فرنجية في الآونة الأخيرة للغاية عينها.

إنجاز حبريّة الراعي: حماية المصارف والتخبّط الرئاسي

الاخبار...تقرير هيام القصيفي .. أدخلت بكركي نفسها في زواريب الانتخابات الرئاسية. خلال 12 سنة من المراوحة، لم تقدّم الكنيسة إنجازاً يسجّل لها، وزادها تخبطاً محاولتها الدخول الخاطئ من باب الرئاسيات وحماية المصارف.. في مثل هذه الأيام، عام 2013، انتخب البابا فرنسيس. وفي مثل هذه الأيام، عام 2011، انتخب البطريرك بشارة بطرس الراعي. يخصص الإعلام الغربي المهتمّ بشؤون الكنيسة الكاثوليكية، منذ أيام، حيّزاً مهماً لمراجعة ما حققه البابا فرنسيس وما عجز عنه خلال حبرية حافلة بمحاولات التجديد الداخلية، ومعالجة ملفات الفساد والاعتداءات الجنسية والتحدّيات السينودوسية، وآخرها ما يجري في كنيسة ألمانيا الكاثوليكية من مراجعات داخلية، والحضور السياسي العالمي، كما موقفها من حرب أوكرانيا الذي كان منذ البداية ملتبساً. في لبنان، تراوح الكنيسة مكانها منذ عقد من الزمن، من دون أيّ محاولة لإطلاق مراجعة داخلية حول التخبط العشوائي في رسم سياسة الكنيسة سياسياً ووطنياً ومالياً (وهذا في حدّ ذاته يحتاج الى عملية تقويم شفافة). وقد تحوّل دورها لدى الفاتيكان نفسه، إلى دور متأرجح، يحمل التباسات ولا يترك انطباعات إيجابية. وما زاد من النظرة السلبية إليها، عدا عن دفاع بعض المنتفعين من مصالح معها، خلال الأزمة الاقتصادية الضاربة، غياب أي مراجعة حقيقية للفساد المستشري في عدد لافت من مؤسساتها والمحيطين الأقربين منها، إضافة الى التعثر في وضع المستشفيات والمدارس والجامعات، وعدم ضع خطط واضحة بناءً على توجيهات الفاتيكان لمساعدة القطاعين التربوي والاستشفائي التابع لها، عدا عن التخبط في الملف السياسي والرئاسي أخيراً. وإذا كان لم يسجل من «إنجاز» واضح للكنيسة في الأزمة المالية والاقتصادية الخانقة - إن لم يكن الوحيد خلال العقد الأخير - سوى حماية جمعية المصارف وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، رغم كل ارتكاباتهما ضد المودعين الذين تدافع عنهم الكنيسة بخفر في عظات الأحد، يمكن التوقف عند التخبّط الذي تعيشه في مقاربة ملف رئاسة الجمهورية. حين دعا الراعي، لدى تولّيه السدّة البطريركية، الى اجتماع القادة الأربعة، رغم تحفّظ الأربعة أنفسهم، واحتجاج قيادات مارونية وشخصيات فاعلة على اختصار القيادات المارونية بالأربعة فحسب، كرّس واقعة غير سليمة في مسار العمل السياسي. والنتيجة التي خلص إليها بتبنّي مقولة الزعيم القوي لم تجد صدى إيجابياً لدى كل القيادات الأربع. وقد أثبتت لاحقاً عدم صوابيتها، وها هي تصبح اليوم عذراً لفريق الثامن من آذار، بتعبير الرئيس نبيه بري نفسه، لتبرير اختيار أحد الزعماء الأربعة رئيس تيار المردة سليمان فرنجية. لم يكن اجتماع القادة الأربعة سوى محاولة لنسف مسار بطريريكي سابق، بالإصرار على جمع القادة الموارنة، ولم يكن الهمّ حينها رئاسة الجمهورية، لأن كل التركيز كان على إجراء الانتخابات النيابية وإقرار قانون الانتخاب والطروحات التي سوّقت حينها لإقراره. والواقع أن الراعي لم يقم بما يقوم به اليوم، خلال الشغور الرئاسي السابق الذي أعقب خروج الرئيس ميشال سليمان من القصر. فهو كان حينها يخوض معركة مرشح قوى الثامن من آذار. وهذه حقيقة يحاول المدافعون عن بكركي اليوم القفز فوقها وفوق مواقف الراعي المحلية والإقليمية التي بدأ بها حبريّته.

لا يستبعد مطّلعون أن يكون الراعي مؤيّداً لتسوية مع فرنجية من دون المجاهرة بذلك

ويتحدث محيطون به عن حقيقة موقفه آنذاك من تأييد مطلق لفرنجية في التسوية التي كان يسعى إليها الرئيس سعد الحريري، وكان محبِّذاً ومسوِّقاً لها، قبل أن ترسو التسوية على العماد ميشال عون، ولم يعارضها بطبيعة الحال آنذاك. ولا يستبعد مطّلعون على بعض مداولات جرت معه أن يكون مؤيداً اليوم لتسوية مماثلة مع فرنجية، من دون أن يكون مستعداً للمجاهرة بها، بسبب المعارضة التي سيواجهها من القوى المسيحية الرافضة لزعيم المردة. وهذا يعكس وجهاً من وجوه التخبّط الذي تعيشه بكركي في مقاربة ملف الرئاسة، ولا سيما أن العبرة التي خلصت إليها أيام البطريرك نصر الله بطرس صفير، قضت بالابتعاد عن الدخول المباشر في تزكية مرشحين وتقديمهم كمرشحين لبكركي أو يدّعون الحصول على بركة سيّدها بمجرد ذكر اسمهم في بعض المحافل الإعلامية. فمهما كانت خلفيات تحرّك راعي أبرشية أنطلياس المارونية المطران أنطوان أبي نجم كبادرة حسن نية، أو كنموذج لتقديم نفسه مطراناً سياسياً على غرار المطران الراحل يوسف بشارة، وكأحد المرشحين للكرسي البطريركي، وليس كتكليف، صبّت النتيجة السلبية، على صورة بكركي كموقع، وخصوصاً أن الراعي والمقرّبين منه، المكلّفين الاتصال بقوى سياسية، نظروا إليها بعين غير راضية، ما أظهر في المحصلة أن بكركي دخلت في معمعة المرشحين الجديّين وغير الجديّين المعروفة انتماءاتهم و«خلفيّات» واضحة الأسباب لطرح أسمائهم. هذا التعاطي في ملف شائك بروحية المبتدئين في العمل السياسي، وردود الفعل التي سمعتها بكركي من القوى السياسية، فتح باب الخلافات المسيحية الداخلية، لأن ما يتم تناقله من كلام حادّ حول موقف القيادات من بعضها البعض أو من مرشحين تحاول بكركي تزكيتهم أو ترفضهم بالمطلق، ومنهم المتداولة أسماؤهم، لا يمكن وضعه في خانة تقريب وجهات النظر. ولعل ما تقوم به قيادات سياسية بعيداً عن بكركي، يعطي بعض الحركة للجوّ الرئاسي. وهذا في حدّ ذاته نكسة لبكركي بعد تعثّر كل طروحاتها في نقل الملف الرئاسي الى الصرح، سواء من خلال اجتماعات فردية أو جماعية. والملف الرئاسي شائك بما يكفي إقليمياً ودولياً محلياً، من دور الثنائي الشيعي وانسحاب القوى السنيّة من الواجهة، كي لا يكون عرضة لخفّة في الطروحات والشخصيات التي تتولّى إدارتها في بكركي وحولها.

الكونغرس: العمل أكثر في لبنان لمنع تأثير إيران

نقاش في الكونغرس الأميركي حول «اتفاقيات أبراهام»

الاخبار..تقرير غسان سعود.. التعاون الأمني بين إسرائيل ودول في المنطقة يحدّ من قدرة إيران على إيصال مواردها الفتاكة إلى حدود الكيان ..... قبيل ساعات من تتويج المباحثات الإيرانية – السعودية بـ«مصالحة بكين»، كان الكونغرس الأميركي يشهد نقاشاً بين نواب وخبراء معنيين بالشرق الأوسط حول «توسيع اتفاقيات أبراهام»، والتزام «الشركاء المفترضين»، وفي مقدمهم السعودية، بتنفيذ الأجندة الأميركية في ما يتعلق بالصين وروسيا وإيران وأسعار النفط. ويتبيّن، بالصوت والصورة، أن مرادف «التأثير الإيجابي» بالنسبة للإدارة الأميركية هو «حماية مصالح إسرائيل أكثر، فقط»، مع تركيز واضح على تسويق الولايات المتحدة كصديقة للشعوب تتطلع إلى ازدهارها ورفاهيتها، تمهيداً لإدخال الدول في مسارات التطبيع... مع اعتراف ضمني بأن عدم وجود رؤية مشتركة بين الولايات المتحدة وشركائها لمواجهة «النفوذ الإيراني الخبيث» يهدد كل الطموحات الأميركية في المنطقة.... عُقد الاجتماع الدوريّ للجنة الفرعية للشؤون الخارجية في مجلس النواب الأميركي حول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، الخميس الماضي، عشية إعلان «مصالحة بكين»، تحت عنوان «توسيع اتفاقيات أبراهام» (فيديو الجلسة). حضر الاجتماع، إلى جانب أعضاء اللجنة، كل من رئيس معهد اتفاقات أبراهام للسلام روبرت غرينواي والجنرال الأميركي المتخصص في شؤون الشرق الأوسط جوزف فوتيل والسفير الأميركي السابق في إسرائيل دانيل شابيرو مدير «مبادرة N7» (الحرف الأول من normalization أي تطبيع، و7 للدلالة على إسرائيل والدول العربية الست التي طبعت معها: البحرين، مصر، الأردن، المغرب، السودان، الإمارات)..... وفي مداخلته، أشار شابيرو إلى تقدم مسارات التطبيع عبر مجموعات عمل تشمل أكثر من 150 مشاركاً من الدول السبع في أبو ظبي في كانون الثاني الماضي، إضافة إلى اتفاقية التعاون في مجال الأمن السيبراني بين البحرين والمغرب والإمارات وإسرائيل والولايات المتحدة. أما الطموحات الكثيرة لتكريس التطبيع فأبرزها برامج تلفزيونية «تثقيفية وترفيهية»، ليخلص المجتمعون بسرعة إلى ضرورة أن يتجاوز الدعم الأميركي في المنطقة التعاون العسكري، إلى المجالات التجارية و«المناهج التربوية والتعليمية» والتعاون الصحي و... «مكافحة الأوبئة»، مع تركيز خاص على لبنان. فبعد إشارة النائب الديموقراطي براد شيرمان إلى نجاح إدارة الرئيس جو بايدن في إنجاز الاتفاق بين لبنان وإسرائيل حول الحدود البحرية، قال رئيس اللجنة الفرعية الجمهوري جو ويلسون إن هذا الترسيم مهم للاقتصاد اللبناني، ويسمح لإسرائيل بمواصل إنتاج النفط وإرساله إلى مصر لتكريره وتصديره إلى إيطاليا للتخفيف من اعتماد أوروبا على روسيا، في سلسلة تبيّن الترابط الاستثنائي بين الملفات: لبنان يفوز، إسرائيل تفوز، مصر تفوز، إيطاليا تفوز ومجرم الحرب بوتين يخسر. وقال ويلسون «هناك أهمية كبيرة لدعم لبنان الذي يجب أن يكون عظيماً لكنه ليس كذلك». هناـ تدخلت النائبة الديموقراطية كاثي مالينغ لافتة إلى أن «لبنان على وشك أن يصبح دولة فاشلة»، فيما «سوريا مصدر مشكلات لا حصر لها في المنطقة»؛ ما يدفع إلى السؤال ما إذا كانت لدول «اتفاقيات أبراهام» القدرة على «التأثير الإيجابي» في هذين البلدين؟ ليجيب فوتيل، كما تفهم الإدارة الأميركية «التأثير الإيجابي»، بالقول إن «التعاون الأمني والدفاعي بين إسرائيل ودول أخرى في المنطقة يعزز فرص اتخاذ تدابير تحدّ من قدرة إيران على إيصال مواردها الفتاكة أكثر فأكثر قرب حدود إسرائيل». وأكد أن القيادة المركزية الأميركية «تحاول» وضع شبكات استشعار وطائرات من دون طيار لمراقبة حركة «نقل المساعدات الفتاكة»، بحراً اليوم وجواً غداً، ومع مزيد من الاستثمار يمكن معالجة «بعض من النفوذ الإيراني الخبيث» الذي ينتشر في سوريا ويؤثر على إسرائيل. ورداً على سؤال مالينغ عن كيفية توسيع «اتفاقيات أبراهام»، قال شابيرو إن هناك المفاوضات التي ترعاها الولايات المتحدة وهناك «التعاون الأمني الذي تقوده وزارة الدفاع والجيش مع جيوش المنطقة، وهناك مجالات صحية وثقافية وتجارية يمكن تحقيق اختراقات مهمة بواسطتها». أما غرينواي فركز على «توفير القدرات لشركائنا بما يمكّنهم من الدفاع عن أنفسهم بشكل أفضل، ويخفف في المقابل العبء الملقى على عاتق الولايات المتحدة للدفاع عنهم». ورأى أن الممر الإلزامي لتكريس التطبيع هو التبادل التجاري بين هذه الدول وحاجتها الاقتصادية إلى بعضها البعض. بدوره، شدد فوتيل على أن «المشاركة الدفاعية المنسّقة للتعاون المعلوماتي» هي الأساس، عبر ربط المعلومات الأمنية بين مختلف «شركاء الولايات المتحدة»، فيما قال غرينواي إن عدم وجود اتفاق مشترك بين الولايات المتحدة وهؤلاء الشركاء على كيفية التعامل مع التهديد الإيراني يحول دون إحراز تقدم، حتى على مستوى التعاون الأمني. وأكد أن الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني يهم دول المنطقة، لكن ليس بقدر «التهديد المباشر لبقائهم من طهران اليوم»، و«الحاجة ماسة لقيادة أميركية مباشرة رداً على هذا التهديد الإيراني»، مشيراً إلى أهمية دعم الولايات المتحدة لإسرائيل في هذه المرحلة، حيث تراقب بقية دول المنطقة هذا الدعم عن كثب «بشكل لا يصدق».

يمكن تحقيق اختراقات مهمة عبر التعاون الأمني مع جيوش المنطقة وفي المجالات الصحية والثقافية والتجارية

ولا يمكن لدول المنطقة أن تكون أكثر تأييداً لإسرائيل من الولايات المتحدة. مع العلم أن «بناء الدعم يضيف نفوذاً وشركاء للولايات المتحدة»، مطالباً الإدارة الأميركية في ختام مداخلته بتأمين الموارد أو إعادة النظر في الموارد الحالية لاستخدامها بشكل أكثر فعالية لدعم «اتفاقيات أبراهام» والمبادرات التطبيعية الأخرى. وهنا، أشار شابيرو إلى أن الرواية المتداولة في الشرق الأوسط عن «انسحاب أميركي أو غياب أميركي أو تحول أميركي نحو مناطق أخرى» مبالغ فيها ومضر جداً. ولا بد من القول بوضوح «إننا ما زلنا هناك»، و«لا تزال القيادة المركزية الأميركية الجامع الرئيسي والشريك الرئيسي لجميع هذه البلدان، تتقدمها إسرائيل». «قد تكون لدينا وجهات نظر مختلفة حول طرق التعامل مع مشكلة ما، لكن الولايات المتحدة ملتزمة بشراكاتها، وملتزمة بالتأكد من قدرة شركائها على الدفاع عن أنفسهم، وملتزمة بالتواجد هناك كسند نهائيّ. ونحن نتوقع أن يتصرف شركاؤنا الإقليميون بما يتماشى مع المصالح الأميركية الأساسية عندما يتعلق الأمر بالصين وروسيا وأسواق النفط، حيث لا بد أن تتوقع أن تتدفق الشراكة بالاتجاهين، حين تكون شريكاً جيداً ومخلصاً. ولفت في ختام مداخلته إلى أن التدهور الأمني بين الإسرائيليين والفلسطينيين سيؤدي حكماً إلى زعزعة استقرار الأردن، ويصعّب الأمور على مصر، ويوتّر علاقة إسرائيل وشركائها العرب الجدد، ويؤخّر التقدم بين إسرائيل وشركاء لم ينضموا إلى «أبراهام» بعد، مركزاً على أهمية إظهار الولايات المتحدة دائماً بمظهر «المستثمر المهتم بمحاولة تحسين أوضاع الشعوب الاقتصادية والاجتماعية، قبل وقت طويل من إمكانية التفاوض فعلياً للوصول إلى حلول تطبيعية إضافية».

أكثر من 5 ساعات «سين جيم» بين المحقّقين الأوروبيين وسلامة..و«التتمة» اليوم

ميقاتي «يلجأ» إلى الفاتيكان وديبلوماسيته لكسْر المأزق الرئاسي في لبنان

البابا يؤكد لميقاتي ضرورة تكاتف المسؤولين اللبنانيين للخروج من الأزمة وانتخاب رئيس جديد للجمهورية

الراي... | بيروت - من وسام أبوحرفوش وليندا عازار |

- ضجيج إسرائيلي حول عملية مجدو و«حزب الله»... على صمته

- الدولار «عيْنه» على العشرية الأولى بعد المئة ألف

الفاتيكان... الحدودُ اللبنانية - الاسرائيلية، وقصر العدل في بيروت.

«مثلثٌ» انشدّت إليه «بلاد الأرز» أمس مع تَشابُك العناوين السياسية والأمنية والقضائية فوق «برميل البارود» المعيشي الذي تزداد المخاوفُ من أن يشتعل بفتيل الدولار الذي يَمضي في خرق السقوف القياسية مناطحاً عتبة «العشرية الأولى» بعد المئة ألف. ومع انسداد الأفق في الأزمة الرئاسية المستحكمة وعدم تبلور أي ملامح «خط رجعة» للأطراف المتصارعين عن «متاريس» ترشيحاتٍ بات كل منها يعطّل الآخَر، وفي ظل المخاطر الكبرى التي تترتّب على ترْك هذا الملف يغرق في رحلة انتظارٍ جديدة لمَفاعيل انفراجاتٍ إقليمية يُخشى أن يكون «الهيكل سقط على رؤوس الجميع» في الداخل قبل اتضاح كامل اتجاهاتها وحدودها، حَمَلَ رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي «جبل الأزمات» اللبنانية إلى الفاتيكان علّ ديبلوماسيّتها النشطة تساهم في الدفع نحو «حفْر» مَخْرج للوطن الصغير من منعطف وجودي لم يعرفه منذ تأسيسه. وعَكَسَ إصرارُ ميقاتي خلال لقائه البابا فرنسيس ومسؤولين آخرين في الكرسي الرسولي على تأطير طلب المساعدة لإجراء الانتخابات الرئاسية عبر اتصالات يقوم بها الفاتيكان مع المجتمع الدولي، حرص رئيس الحكومة على تفادي أي تظهير للأزمة الرئاسية، المستعصية على الحلّ منذ نحو 5 أشهر، على أنها «مشكلة مسيحية» بين أطراف هذا المكوّن اللبنانيين، وفي الوقت نفسه اقتناعاً بأن الـ «لبننة» ربما فات قطارُها في ضوء التخندق المستمرّ رغم «الشرارات» التي بدأت تتطاير من الواقع المالي – النقدي – المعيشي عشية حلول شهر رمضان المبارك على وهج أرقام موجعة لأسعار السلع تشي بوضع الأمن الغذائي لغالبية اللبنانيين في دائرة الخطر الكبير. وخلال استقباله ميقاتي، جدّد البابا فرنسيس «إيمانه الراسخ بالرسالة التي يؤديها لبنان من خلال التعددية الثقافية والدينية التي تميزه وتجعله فريداً في المنطقة»، مؤكداً«ضرورة التكاتف بين المسؤولين اللبنانيين للخروج من الأزمات التي يواجهها لبنان وانتخاب رئيس جديد للبلاد». من جهته، سلّم رئيس الحكومة البابا رسالة «تشرح الأوضاع في لبنان والمعالجات الممكنة التي يمكن للفاتيكان المساهمة في إنجاحها من خلال الاتصالات التي يقوم بها في المجتمع الدولي، لا سيما لإجراء انتخابات رئاسة الجمهورية»، معرباً عن اقتناعه «بأن رسالة لبنان على مر تاريخه، تنتشر اليوم في كل أرجاء العالم العربي، والتحدي الاساسي الماثل أمامنا هو المحافظة على هذه الرسالة وترسيخها وتعزيز قيم السلام والأُخوة». ووجه ميقاتي دعوة للبابا لزيارة لبنان «كونها تمثل بارقة أمل للمسلمين والمسيحيين في لبنان على حد سواء، وفرصة لهم للالتفاف موحدين حول شخص قداسة البابا في مناسبة زيارته»، علماً أن رأس الكنيسة الكاثوليكية في العالم كان يعتزم زيارة بيروت في يونيو الماضي ولكنه أرجأ هذه المحطة لاعتبارات قيل إنها صحية ولكن أوساطاً عدة ربطتْها بعدم رضاه عما آل اليه الوضع في «بلاد الأرز» ولا رغبته في «تغطية» مرحلةٍ حسّاسة بين انتخاباتٍ نيابية (جرت في مايو) ورئاسية كانت كل المؤشرات تدلّ على أنها لن تحصل بمواعيدها الدستورية، وأيضاً تجنُّبه «استثمار» مثل هذا الحضور في أجندات سياسية من خارج ثوابت الفاتيكان في مقاربة الواقع اللبناني أزمات وحلولاً. ولم يخرج لقاء ميقاتي مع أمين سرّ الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين ووزير الخارجية الكاردينال بول غلاغير عن السياق العام للمحادثات مع البابا حيث جرى «عرض للوضع اللبناني من جوانبه كافّة، وشدّد رئيس الحكومة على أهميّة مساعدة الفاتيكان لدى المجتمع الدولي، لإتمام انتخابات رئاسة الجمهورية»، مشيراً إلى أنّ «الكاردينال بارولين أكد بدوره الاستعداد لدعم لبنان في المجالات كافة».

الحدود اللبنانية - الاسرائيلية

في موازاة هذه الزيارة، ووسط تقارير في العاصمة اللبنانية عن محطة مرتقبة في 23 و24 الجاري لمستشارة وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الادنى باربرا ليف ضمن جولة تقوم بها على الأردن ومصر وتونس، بقيت عيون بيروت على «جبهتين»:

* الأولى الحدود اللبنانية - الاسرائيلية في ضوء الالتباسات التي رافقت كشف تل ابيب عن ملابسات عملية مجدو «المعقّدة والمركّبة» التي أعطتها طابعاً «نوعياً» سواء لجهة طبيعة العبوة التي استُخدمت فيها أو جغرافيتها أو منفّذها وتحديداً لناحية كيفية وصوله إلى منطقة التنفيذ مع تأكيد اسرائيل أن المنفّذ تسلّل من الجانب اللبناني، وملمّحة إلى دور لـ «حزب الله» فيها يجري التدقيق فيه، وسط إيحاءات في وسائل إعلام عبرية بأن المتسلل قد يكون استخدم نفقاً «عابراً للحدود». وفي حين أعلن الناطق الرسمي باسم القوة الدولية اندريا تيننتي في أن «اليونيفيل اطلعت على التقارير الإعلامية التي تفيد أن شخصاً تسلل إلى إسرائيل من لبنان،» مؤكداً أن «اليونيفيل لم تلاحظ أي عبور للخط الأزرق في الأيام الأخيرة»، بقي لبنان الرسمي غائباً عن السمع حيال هذا الحدَث الذي أكدت تل ابيب «أن مَن نفّذه سيندم وسنجد المكان والطريق المناسبين وسنوجه ضربة للمسؤولين» من دون أن يخفف من وطأة هذا الحدث عدم الجزم بهوية المنفّذ وجنسيته. أما «حزب الله» فلم يَصدر عنه أي تعليق، وسط تقديراتٍ بأنه «لا يشتمّ» رائحة «مفاجأة اسرائيلية» عسكرية تجاه لبنان وأن صمته يشكل امتداداً لتأكيدات سابقة بأنه غير معني بالتعليق على «روايات العدو».

استجواب سلامة

* والجبهة الثانية تمثلت في أول استجواب يخضع له حاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة في شبهات حول قضايا فساد واختلاس وتبييض أموال فُتحت في شأنها تحقيقاتٌ في عدد من الدول الأوروبية كما لاحقاً في بيروت حيث بات «الحاكم» مدعى عليه من القضاء اللبناني مع شقيقه رجا ومعاونته ماريان الحويك في الملف نفسه بجرائم «الرشوة والتزوير واستعمال المزوّر وتبييض الأموال والإثراء غير المشروع والتهرّب الضريبي». وغداة سقوط محاولة سلامة تَفادي الاستماع إليه أمام وفدٍ من المحقّقين الأوروبيين، وذلك عبر تقديم مذكرةٍ لم يأخذ بها القضاء اللبناني وتستند إلى مواد قانونية في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد «تتيح للسلطات اللبنانية إرجاء التعاون مع التحقيقات الأوروبية، بسبب تعارضها مع تحقيقاتها»، حضر حاكم «المركزي» أمس جلسة الاستماع إليه التي كانت مقرّرة الأربعاء حيث جرى استجوابه عبر قاضي التحقيق الأول في بيروت شربل أبوسمرا، تنفيذاً لاستنابة قضائية قدّمتها نائبة رئيسة محكمة الاستئناف في باريس القاضية أود بوروزي (قيل إنها مثّلت في هذه الجولة من الاستجوابات الجانب البلجيكي أيضاً) وبحضورٍ ألماني على مستوى ديبلوماسي. ولم تُكشف تفاصيل عن مجريات أكثر من خمس ساعات من المواجهة وجهاً لوجه بين سلامة - الذي دخل قصر العدل وخرج منه بسرية تامة - وبين بوروزي وسط اقتناعٍ بأن تَجاوُب «الحاكم» الذي حُدد له موعد لجلسة ثانية كمُستمَع إليه اليوم لطرح مئة سؤال جديد عليه، يأتي لإدراكٍ منه بأن لا مفرّ من الالتزام بطلب استجوابه من الوفد الأوروبي (كان أجرى جولة أولى من سماع شهود في يناير الماضي مع مديري مصارف ومسؤولين في المركزي) وذلك تفادياً لإجراءاتٍ بحقه في اوروبا بحال عدم امتثاله.

استقالة!

وتَرافَقَ سماع سلامة مع تطورين:

* تقارير (صحيفة «نداء الوطن») تحدثت عن أن «استقالته باتت في جيب ميقاتي»، وأنه أودع الأخير «كتاب الاستقالة ممهوراً بتوقيعه لكن من دون تحديد التاريخ بانتظار أن تحين اللحظة المناسبة للإعلان عنها في ضوء المستجدات القضائية». ولم يهدئ نفي أوساط حكومية كما مصدر في مصرف لبنان هذا الأمر من المناخات التي شاعت عن أن «زمن سلامة» في حاكمية مصرف لبنان والمستمرّ (في رقم قياسي على مستوى العالم) منذ 3 عقود اقترب من الانتهاء (ولاية سلامة تنتهي أساساً أواخر مايو)، هو الذي يشكّل «صندوقة أسرارِ» حقبةٍ مديدة انطبعت بإعادة نهوض «بلاد الأرز» مالياً بعد الحرب الأهلية وبلوغها مرحلة من الاستقرار والنمو الكبير، قبل أن تدهمها الأزمات السياسية المتسلسلة منذ 2005 على متن صراع طاحن ذات امتدادات إقليمية، وتبدأ حقبة السقوط الحر خريف 2019 والتي أدارتْها السلطتان السياسية والمصرفية - النقدية بسوءٍ صار «مضرب مثل» في العالم، من دون أن تنتهي بعد الرحلة نحو القعر السحيق.

* إشاعات عن أن جلسة الاستماع إليه في قصر العدل ستشهد توقيفه، وهو ما أسقطته تلقائياً الوقائع القضائية التي ترتكز على أن الاستنابة القضائية التي تَجاوب معها لبنان تؤكد أنه مستمَع إليه وأن أي إجراء لاحق اوروبي بحق «الحاكم» يَسْري على أراضيها، وأن القضاء المحلي لم يحدّد بعد موعداً لاستجواب سلامة في «الملف اللبناني» بانتظار أن ينتهي الوفد الأوروبي من مَهمته. وغداة تقدّم الدولة اللبنانية، ممثلةً برئيسة هيئة القضايا في وزارة العدل القاضية هيلانة اسكندر بادعاء شخصي في حق كل من حاكم مصرف لبنان وشقيقه رجا وماريان الحويك وذلك تبعاً لادعاء النيابة العامة الاستئنافية في بيروت، طالبة توقيفهم وحجز أملاكهم العقارية وتجميد حساباتهم المصرفية وحسابات أزواجهم وأولادهم القاصرين لمنعهم من التصرّف بها حفاظاً على حقوق الدولة اللبنانية، اكدت اسكندر (حضرت جلسة سماع سلامة امس) لـ«العربية.نت» أن «الادّعاء لا علاقة له بالاستنابة القضائية الأوروبية»، لافتة إلى أنه «عندما تنتهي جلسات الاستماع إلى سلامة من المحققين الأوروبيين، يُحدد قاضي التحقيق موعداً لجلسة الاستماع إليه في قضية الادّعاء عليه من النيابة العامة التمييزية». وأوضحت أن «النيابة العامة التمييزية أجرت تحقيقات بواسطة المحامي العام التمييزي القاضي جان طنّوس في شأن حاكم مصرف لبنان وشقيقه ومساعدته، وفي ختامها رفعت تقريراً طلبت فيه الادّعاء عليهم، وبما أن الدولة اللبنانية متضرّرة من جرائم الرشوة والتزوير واستعمال المزوّر وتبييض الأموال والإثراء غير المشروع والتهرّب الضريبي التي وردت في الادّعاء، طلبت الحجز على أموالهم وممتلكاتهم إلى حين صدور القرار الظني».

لبنان: «الاشتراكي» يحيي ذكرى اغتيال كمال جنبلاط من دون احتفال

يستعد لجولة حوار داخلي جديدة للتفاهم حول انتخابات الرئاسة

الشرق الاوسط...بيروت: نذير رضا.. بلا فعاليات ولا حشود، أحيا «الحزب التقدمي الاشتراكي» الذكرى الـ46 لاغتيال مؤسسه، الوزير الراحل كمال جنبلاط. وخلافاً للأعوام الماضية، اقتصرت المناسبة على مواقف تذكر بمشروع «الزعيم الراحل» الذي يستكمله نجله، وليد جنبلاط، بالأدبيات نفسها، لجهة الدفع لحوارات وتوافقات داخلية، وحماية السلم الأهلي والاستقرار، وبتأكيد واقع لبناني مفاده أنه «لا يمكن لأحد أن يلغي الآخر»، حسبما تقول مصادر «الاشتراكي» لـ«الشرق الأوسط». ووجهت الاتهامات للنظام السوري باغتيال كمال جنبلاط في 16 مارس (آذار) 1976 بمنطقة الشوف؛ بإطلاق النار عليه، وقُتل إلى جانب اثنان من مرافقيه. ويصفه عارفوه ومحبوه بـ«المعلم»، بالنظر إلى أنه «تحدى نظام الوصاية السوري»، وهي ميزات أعاد بعض اللبنانيين التذكير بها في ذكرى رحيله. وبينما لم ينظم «الحزب التقدمي الاشتراكي» فعاليات رسمية لإحياء المناسبة، على غرار العام الماضي، قالت مصادر إنه ترك للناس حرية إحيائها بالطريقة التي تناسبهم، حيث توجه البعض إلى ضريح جنبلاط في المختارة بجبل لبنان، بينما نشط مناصرو الحزب في حملات إلكترونية، إلى جانب مواقف صدرت عن الحزب وأصدقائه وقوى وشخصيات سياسية. وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط» إن الحزب لم ينظم احتفالات مركزية «تحسساً بظروف الناس»، حيث يعاني اللبنانيون من ضائقة معيشية في ظل ارتفاع سعر الدولار وارتفاع أسعار المحروقات، وهو ما يصعّب مهمة انتقال الناس إلى الاحتفال المركزي. وحضرت تعاليم جنبلاط في الحراك السياسي للحزب الذي عمل منذ أشهر على تذليل العقبات التي تواجه استحقاق رئاسة الجمهورية، وهو ما يصر عليه رئيس الحزب الحالي، وليد جنبلاط، الذي زار الكويت أول من أمس، وأجرى لقاءات، يصب بعضها في مساعيه لتذليل التعقيدات أمام مهمة انتخاب رئيس. وقالت مصادر «الاشتراكي» إن مساعي جنبلاط لم تتوقف لتذليل التعقيدات؛ «فنحن من دعاة الحوار والتقارب بين القوى السياسية للتوصل إلى خواتيم جيدة في الملف الرئاسي»، وبدا جنبلاط واضحاً في تأكيد أن ما يجري على مستوى التقارب في المنطقة، لجهة الاتفاق بين المملكة العربية السعودية وإيران، يعطي وليد جنبلاط حقه في دعوته الدائمة للحوار المحلي، و«نستفيد من الفرص والتطورات الجدية»، لافتة إلى أن وجهة نظره عززها بشروحات في لقاءاته بالكويت. ولفتت المصادر إلى أن جنبلاط، منذ عام 2006، يدعو لحوار إقليمي لا يشمل إسرائيل بطبيعة الحال، وحوار عربي - إيراني، استناداً إلى تجاربه بأنه لا خلاص من التأزم إلا بالحوار، و«هو أمر نستكمله في الداخل المحلي». ولفتت المصادر إلى أن المبادرة التي أطلقها جنبلاط قبل أشهر بلقاء المسؤولين وممثلي القوى اللبنانية «ستُستكمل الآن بجولة جديدة ستنطلق قريباً، حيث سنفعل الحركة بالتواصل مع الجميع من دون استثناء بمن فيهم (حزب الله)، ونرصد حركة الاتصالات حول الأسماء المطروحة وغيرها»، مشيرة إلى أن الأسماء الثلاثة للرئاسة التي رشحها جنبلاط في وقت سابق «هي بمثابة اقتراحات قدمها للقوى السياسية الداخلية ولم يحسمها»، علماً بأن جنبلاط كان أكد، أول من أمس، أنه يفضل المرشح جهاد أزعور، الذي يحمل خلفية مالية واقتصادية من شأنها أن تسهم في حل الأزمة. وخلافاً للاتهامات لجنبلاط بأنه يدعم سليمان فرنجية، كان رئيس «الاشتراكي» واضحاً بأنه يراه مرشح تحدٍّ، وتشدد المصادر على أن قوة جنبلاط تأتي من كون علاقته مع الجميع قائمة على الوضوح، لذلك فإن الربط بين مواقفه ومواقف أصدقائه بشكل كامل، غير موفق، مشيرة إلى أنه «يراعي خصوصية كل فريق وتوازنات البلد». وفي ذكرى كمال جنبلاط، أعادت شخصيات سياسية لبنانية التأكيد على دوره وتطلعاته. وقال عضو «اللقاء الديمقراطي»، النائب أكرم شهيب، عبر «تويتر»: «باغتيالهم كمال جنبلاط أرادوا اغتيال قيامة لبنان ونهضته كدولة قوية قادرة بكيان واحد لا كيانات، وولاء وطني عربي واحد لا ولاءات». وقال النائب أشرف ريفي: «يوم شهادة كمال جنبلاط هو كل الأيام، ومهما تجبَّر نظام الغدر، فجبل الباروك سيبقى مرتفعاً فوق الوصاية والاغتيال».

«الدولار بمائة ألف ليرة» يفرض إيقاعاته على عيش اللبنانيين

توظيفات المصارف «محجوزة» وإضرابها قيد المعالجة

الشرق الاوسط...بيروت: علي زين الدين.. سطعت شاشات التطبيقات الهاتفية ببلوغ انهيار الليرة اللبنانية سقف الأرقام الستة إزاء الدولار الأميركي، ليضرب رمزيا الفئة النقدية الأكبر في التداول (مائة ألف ليرة)، تزامنا مع انخراط المصارف بتنفيذ جولة جديدة من الإضراب العام؛ اعتراضاً على «تعسّف» بعض القرارات القضائية، فيما تضرب موجات الغلاء المتوالية بحدة بالغة وبوتيرة غير مسبوقة كامل مكونات منظومة الاستهلاك، وبما يشمل أكلاف الخدمات العامة والحكومية. ووسط ترقب عام لردة فعل السلطة النقدية على «فشل» التجربة الأحدث للتدخل المفتوح في إدارة أسواق العملات وعرض الدولار بسعر 70 ألف ليرة مطلع الشهر الحالي، ومن ثم رفعه تباعاً ليصل إلى 76 ألف ليرة، رصدت «الشرق الأوسط» تكثيفاً للاتصالات المباشرة بين حاكمية البنك المركزي وأركان جمعية المصارف بهدف التنسيق لكبح التدهور الحاصل، عبر إجراءات عاجلة ومشروطة بتغطية حكومية تتكفل بمعالجة الأسباب الدافعة لقرار إضراب المصارف، مما يقضي بالنتيجة إلى وقف الإضراب وحصر تنفيذه في الأسبوع الحالي. وريثما تتضح نتائج هذه الاتصالات والاجتماعات بين كبار المسؤولين في الحاكمية والجمعية، علم أن الجهود تتركز على إعادة تزخيم مبادرة عرض الدولار من قبل البنك المركزي، ولا سيما لجهة تمكين الأفراد وممثلي الشركات من إجراء المبادلات النقدية عبر منصة «صيرفة»، وباعتبار أن إقفال البنوك وفروعها يحول دون تنفيذ الجزء الوازن منها. وتشير المعطيات إلى أولوية تصويب النقاش بين ثلاثية الحكومة و«المركزي» والمصارف في مقاربة نواة الأزمة النقدية، وبالاستناد إلى ما أظهرته وثيقة مصرفية مدعومة بإحصاءات، بشأن حقيقة تقلص السيولة النقدية بالعملات الأجنبية لدى البنوك اللبنانية إلى مستويات سلبية، بينما يبلغ إجمالي توظيفاتها وودائعها لدى البنك المركزي نحو 86.6 مليار دولار، وفق ما تظهره ميزانية مصرف لبنان الموقوفة في منتصف الشهر الماضي. ففي رد سبق التدهور المستجد، وحمل توقيع أمين عام جمعية المصارف الدكتور فادي خلف، حول كفاية السيولة المتوفرة لمقابلة الودائع في الميزانيات وامتناع البنوك عن سدادها لصالح المودعين، تم تصنيف توظيفات البنوك إلى أربع فئات رئيسية تشمل وضعية الحسابات لدى البنوك المراسلة في الخارج، ومحفظة سندات الدين الدولية المصدرة من الدولة اللبنانية، وصافي التسليفات القائمة للقطاع الخاص من أفراد وشركات، ومقيمين وغير مقيمين. وبالإضافة إلى محفظة التوظيفات لدى «المركزي»، ورد في بيان الشروحات، الذي تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، أن ودائع المصارف لدى المصارف المراسلة بلغت رصيداً سلبياً وقدره 204 ملايين دولار، كما هي الوضعية بنهاية الشهر الأول من العام الحالي، إذ إن التزامات المصارف اللبنانية تجاه المصارف المراسلة بلغت 4.369 مليار دولار، فيما بلغت ودائعها 4.165 مليون دولار. وتعود الفئة الثالثة لتوظيفات السيولة إلى محفظة السندات المحررة بالدولار الأميركي، والتي أصبحت قيمتها بعد تنزيل المؤونات 2.9 مليار دولار، علما بأنه سبق لحكومة الرئيس حسّان دياب قبل 3 سنوات، الإعلان عن وقف كامل مستحقات «اليوروبوندز» من أقساط وفوائد، مما أفضى تلقائيا إلى استحقاق كامل السندات التي تناهز 30 مليار دولار، وتتوزع تواريخ استحقاقاتها حتى عام 2037. أما الفئة الرابعة للسيولة، فهي ترد ضمن بند تسليفات المصارف للقطاع الخاص بالعملات الأجنبية، والتي تدنت إلى 9.785 مليار دولار بنهاية الشهر الأول من العام الحالي. علما بأن إجمالي محفظة التسليفات المصرفية للقطاع الخاص بلغت مستويات 34 مليار دولار قبل انفجار الأزمة. ثم انحدرت تباعاً وبحدة خلال السنوات الثلاث الماضية، بفعل تمكين المقترضين من سداد كامل المبالغ بالسعر الرسمي السابق لليرة البالغ نحو 1515 ليرة لكل دولار، مما كبّد ميزانيات البنوك خسائر توازي فروقات سعر الصرف الواقعي في الأسواق الموازية. وتبيّن هذه الأرقام، وفق استنتاج خلف، أن لا سيولة لدى المصارف، سواء من ناحية ودائعها بالدولار المحلي لدى مصرف لبنان وهي غير قابلة للسحب نقدا أو التحويل إلى الخارج، ومن ناحية أرصدتها السلبية لدى المصارف الأجنبية أو لناحية محفظتها من سندات الدين الحكومية بالدولار المصنفة «غير قابلة للتسييل» إلا بما يناهز 6 في المائة من أصل السعر. أما من ناحية رصيد القروض للقطاع الخاص، فيؤكد خلف أن «المدينين يقومون بتسديدها إما بالليرة وإما بالشيكات المصرفية التي تعود لتودع لدى المصرف المركزي كخيار وحيد فتلقى مصير باقي الودائع لديه. وقد أدت هذه الآلية الخاطئة والمفتعلة من قبل الدولة إلى سداد ما يقارب 28 مليار دولار من القروض منذ بدء الأزمة وحتى اليوم، خسرها المودع من السيولة التي كان يفترض أن تؤول إليه. من هنا يصح القول إن أغنياء اليوم هم دائنو الأمس. 28 مليار دولار ربحها الدائنون على حساب المودعين بإهمال من الدولة، حتى لا نقول عن سابق تصور وتصميم». وردا على مطالبة المساهمين بإعادة رسملة مصارفهم من أموالهم الخاصة لإعادة الانتظام إلى القطاع، فيوزعهم الأمين العام للجمعية أيضا ضمن أربع فئات. مبينا أن ارتباط المصارف بأسماء رؤساء مجالس إدارتها، يبعث على الظن بأنهم يملكون المصرف، بينما قد يفاجأ البعض أن ثمة رؤساء لمجالس الإدارة لا يملكون أكثر من 10 في المائة من أسهم مصارفهم، وتتوزع بقية المساهمات على مساهمين محليين وأجانب أو على صغار المساهمين الذين اشتروا أسهمهم عبر بورصة بيروت. ويشمل التوزيع الواقعي لمالكي أسهم المصارف، رئيس وأعضاء مجلس الإدارة. وهؤلاء قد لا يملكون وحدهم ما يكفي لإعادة رسملة مصارفهم، وفقا لتقديرات أمين عام الجمعية. كذلك الأمر بالنسبة للمساهمين الكبار من لبنانيين وأجانب. فمعظمهم كان قد أودع الجزء الأكبر من أمواله في المصرف. ومن خسر أمواله ليس مستعداً أن يجازف من جديد بالاستثمار في مصارف من المحتمل أن تذهب أرباحها في السنوات القادمة إلى صندوق استعادة الودائع. أما بالنسبة لصغار المساهمين الذين اشتروا أسهمهم عبر بورصة بيروت والذين يشكلون نسبة مهمة من رأسمال المصرف. فهؤلاء تآكلت مساهماتهم مع الهبوط الحاد في أسعار أسهم المصارف، وقد يكون من الصعب إقناعهم بالاستثمار من جديد في القطاع المصرفي اللبناني في الوقت الحالي.

هدوء حذر عند حدود لبنان الجنوبية..والتصعيد مستبعد

«حزب الله» صامت و«اليونيفيل» لم تلاحظ أي عبور لـ«الخط الأزرق»

الشرق الاوسط...بيروت : كارولين عاكوم.. ساد الهدوء الحذر يوم أمس عند حدود لبنان الجنوبية مع إسرائيل إثر إعلان الأخيرة عن قتلها شخصاً قالت إنه تسلل من الأراضي اللبنانية وقام بتفجير عبوة ناسفة قرب مدينة حيفا. وفيما التزم «حزب الله» الصمت ولم يصدر أي تعليق على الحادثة، أعلنت قوة الأمم المتحدة في جنوب لبنان (يونيفيل) يوم أمس أن وحداتها لم تلاحظ عبور أي شخص للحدود الجنوبية إلى إسرائيل. وقال مصدر ميداني في جنوب لبنان لـ«الشرق الأوسط» إن الأجواء هادئة عند الحدود ولا معلومات للجهات الأمنية والعسكرية اللبنانية عن هذه العملية، وذلك بعدما أكد الناطق الرسمي باسم «اليونيفيل» أندريا تيننتي، في بيان له أن «اليونيفيل» «اطلعت على التقارير الإعلامية التي تفيد بأن شخصا تسلل إلى إسرائيل من لبنان»، لافتاً إلى أنها لم تلاحظ أي عبور للخط الأزرق في الأيام الأخيرة. ونقل البيان عن رئيس بعثة «اليونيفيل» وقائدها العام اللواء أرولدو لاثارو حضّه «الطرفين على ضبط النفس والحفاظ على الاستقرار واستخدام آليات اليونيفيل للتنسيق والارتباط لتجنّب سوء الفهم وتقليل التوترات». وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن الأربعاء أنه قتل شخصاً يوم الاثنين الماضي في شمال إسرائيل كان يحمل حزاماً ناسفاً في بلدة يعارا إثر انفجار عبوة ناسفة قرب مفترق مجيدو أسفرت عن إصابة مواطن إسرائيلي. وبعدما سبق أن أشارت المعلومات إلى أن التحقيق الأولي للجيش الإسرائيلي، أظهر تسلل منفذ العملية من الأراضي اللبنانية في وقت سابق من هذا الأسبوع ويتم التأكد من مدى تورط «حزب الله» فيها، عادت إذاعة الجيش الإسرائيلي وأعلنت صباح أمس الخميس، أنَّ منفّذ العملية يبدو أنه فلسطيني الأصل من أحد مخيمات اللاجئين في لبنان ويحتمل أنه يتبع لـ«حركة حماس»، ليعود بعدها فصيل يطلق على نفسه اسم «المجلس الثوري لقوات الجليل – الذئاب المنفردة داخل فلسطين وخارجها» ويتبنى العملية، نافيا المعلومات التي نشرتها إسرائيل ومؤكدا أن منفذ العملية في مكان آمن وأنه يحتفظ بتوثيق العملية. ولم يصدر أي موقف عن «حزب الله» حول العملية كما أن كتلته النيابية لم تتطرق لها في اجتماعها الذي عقدته يوم أمس، واعتبر المحلل السياسي المقرب من الحزب، قاسم قصير أن «إسرائيل تحاول تهيئة الأجواء للقيام بعمل عسكري يستهدف الحزب أو لبنان»، مع تأكيده أنه ليس هناك أي دليل حتى الآن على ما أعلنته إسرائيل كما أن «اليونيفيل» أكدت عدم تسجيلها أي خرق عند الحدود الجنوبية. وفي وقت تتجه فيه الأنظار إلى ما سيكون عليه رد فعل تل أبيب، يستبعد الخبير العسكري، العميد المتقاعد خليل الحلو وقوع حربا بين «حزب الله» وإسرائيل، مرجحا أن تقوم الأخيرة، إذا قررت الرد، بعملية تكتيكية موضعية. ويوضح الحلو لـ«الشرق الأوسط»: «إسرائيل قالت إنه تم استخدام أنفاق حزب الله في تنفيذ العملية وإنها لا تزال تقوم بالتحقيقات، وبالتالي إذا لم يتم الكشف عن تفاصيل إضافية لا يمكن لتل أبيب التأكيد أن حزب الله وراء العملية، إلا إذا صحت المعلومات التي سبق أن نشرتها الصحافة الإسرائيلية ومفادها أن الحزب يقوم بتدريب عشرات العناصر التابعين لحماس في لبنان، وعندها قد تقوم إسرائيل بالرد في لبنان»، ويضيف «أما إذا كانت جهة فلسطينية خلفها، يعني ستكون إما حركة حماس أو الجهاد الإسلامي، أي إن خلفهما إيران». ويرى الحلو أن الحرب بين «حزب الله» وإسرائيل مستبعدة في المرحلة الحالية لعدم وجود خطر وجودي على الأخيرة وبعد كل المستجدات الأخيرة التي حصلت، ومنها قبول الحزب بالترسيم البحري، لكنه يلفت في الوقت عينه إلى أنه إذا كانت العملية التي أعلنت عنها إسرائيل صحيحة فستقوم تل أبيب بالرد عبر اختيار هدف يكون له معنى تكتيكي وله علاقة بالعملية التي نفذت، مشيرا في الوقت عينه إلى احتمال تجاهل الأمر وتجاوز ما حصل من دون أي رد.

هل ستُشعل عملية التسلل «حرب لبنان» ثالثة؟

في إسرائيل غير مقتنعين بالرواية «المنقوصة» للجيش

الشرق الاوسط...تل أبيب: نظير مجلي.. أسئلة كثيرة تثيرها الرواية الإسرائيلية الرسمية عن عملية تسلل شاب لبناني وقيامه بتفجير عبوة ناسفة نوعية في مجدو، ليس فقط في لبنان والعالم العربي والعالم أجمع، بل أيضاً في إسرائيل. وعندما انتقل وزير الدفاع، يوآف غالانت، ورئيس أركان الجيش، هرتسي هليفي، وقادة الجيش الآخرون، إلى الحدود مع لبنان لإسماع تهديدات بالرد على العملية، تساءل الخبراء العسكريون جهارةً: «على مَن ستردّ؟ فحتى الآن لا نعرف، ولن يكون سهلاً أن نعرف، مَن يقف وراء عملية كهذه». وكان هناك من تساءل: «لماذا لم يحرصوا على إبقاء منفّذ العملية حياً؛ فهو وحده كان سيوفر الإجابات؟». في البداية قالوا في إسرائيل إن الشاب لبناني، عبر الحدود وسار 70 كيلومتراً في عمق الأراضي الإسرائيلية، ووصل إلى مكان مفتوح قرب سجن مجدو وفجر العبوة وعاد أدراجه. وإنهم عثروا عليه وهو على بُعد 20 كيلومتراً من الحدود اللبنانية. لكنّ هذه الرواية تستدعي قراراً بضرب «حزب الله». فمَن اللبناني الذي يستطيع الوصول إلى الحدود من دون معرفته وموافقته؟..... ولكن هل إسرائيل معنية بحرب ثالثة على لبنان الآن؟ فإذا كان «حزب الله» هو الذي أرسل الشاب، فإن ذلك يعني أن «حزب الله»، معنيٌّ بالحرب، لأنه يتوقع بالتأكيد رداً إسرائيلياً قاسياً. وإذا كان «حزب الله»، ومن ورائه إيران، معنيٌّ بحرب، فهل يجب على إسرائيل أن تنجرّ لها وفقاً لأجندته؟..... ثم هل الجيش الإسرائيلي الآن في وضع يتحمس فيه للحرب؟ في الظروف السياسية المتأزمة ينبغي حساب ألف حساب قبل حرب كهذه. فالجمهور الإسرائيلي يتظاهر في الشوارع ضد خطة حكومية تستهدف إحداث انقلاب في كل منظومة الحكم في إسرائيل، تشمل القضاء وتقليص صلاحيات الجيش في الضفة الغربية، وفرض سياسة ترهيب على الشرطة وضرب وسائل الإعلام ومعاهد الأبحاث والمؤسسة الأكاديمية ومؤسسة المستشار القضائي للحكومة وللوزارات. وواضح أن الدخول في حرب سيكون بمثابة خشبة نجاة لنتنياهو وحكومته. هناك أسئلة كثيرة بقيت مفتوحة مرتبطة بتفاصيل العملية: لمَ لا يعرف الجيش حتى الآن من أين عبر الشاب الحدود بالضبط؟ وكيف تمكَّن الشاب أن يعبر الحدود بهذه السهولة وهي مليئة بالكاميرات وبأجهزة الاستشعار الإلكترونية، وعلى طولها يوجد صفان من السياج وشارع ترابي يكرس آثار أقدام كل غريب يمر فيه. ثم كيف استقل سيارة؟ هل كان ينتظره أحد؟ ولماذا سافر كل هذه الطريق إلى مجدو على بُعد 70 كيلومتراً، في حين كانت أمامه فرصة لتنفيذ عملية في موقع آخر أقرب وأكبر تأثيراً؟.....وإذا كان قد وصل إلى سجن مجدو للتضامن مع الأسرى الفلسطينيين، فلقد كان هناك في الطريق سجن أقرب إليه، هو سجن سلمون. وعندما اختار هذا المكان، هل كانت صدفة أن تفجير العبوة تم في منطقة مفتوحة وغير مأهولة؟ وهل هي مسألة حظ أن يكون الضحية الذي أُصيب في العملية، شاب عربي، طالب جامعي يعمل ليلاً حتى يموّل تعليمه؟..... كل هذه الأسئلة تجعل الرواية الإسرائيلية «منقوصة وربما مشبوهة». وتضع الجيش الإسرائيلي في صورة بعيدة عن الصورة التي يرغب في أن يظهر بها أمام الرأي العام، كتاسع أقوى الجيوش في العالم. المشكلة هي، كيف سيحاول الآن تحسين صورته؟ باقتحام مخيم اللاجئين في جنين وقتل أربعة شبان فلسطينيين؟ بالتهديد والوعيد بالانتقام في عملية اغتيال داخل لبنان أو في مكان آخر؟ أم أنه ما دامت هذه العملية لم تؤدِّ إلى مقتل أي إسرائيلي والمصاب فيها عربي، يمكن السكوت عنها والعودة للانشغال في حرب الليزر والمجاري؟ ففي الأيام الأخيرة يتحدثون في إسرائيل عن أن عناصر من «حزب الله» يُزعجون المواطنين اليهود في البلدات الحدودية، من خلال توجيه أشعة ليزر قوية باتجاه المنازل ومواقع الجيش وسائقي السيارات والمارة الذين يسيرون في الخارج. وحسب القناة 12 العبرية، فإن المواطنين اشتكوا أيضاً من انفجارات مدوية وإلقاء مياه عادمة بالقرب من الحدود. وأن المجلس المحلي بحث الأمر مع الجيش، والجيش أثاره مع وحدات المراقبة التابعة للأمم المتحدة التي تقوم بدوريات في المنطقة، لكن لم يتم اتخاذ أي إجراء. وفي النهاية، قرر الجيش التعامل مع هذه القضية من تلقاء نفسه وبدأ بإلقاء قنابل كريهة الرائحة على مشغلّي الليزر. وفي مقطع فيديو بُث على شبكات التواصل، يمكن رؤية شخصين إلى جوار سيارة يبدو أنهما يوجّهان شعاع ليزر من لبنان إلى شمال إسرائيل، وبعد لحظات يسقط جسم من السماء ليهبط بالقرب منهما، ويدخل بعدها الشخصان السيارة على الفور ويبتعدان!...

إسرائيل ترفع التوتر على حدود لبنان

• حركة دبلوماسية تجاه «حزب الله» لفهم موقفه واتصالات لتجنب تصعيد كبير

الجريدة..منير الربيع... غداة كشف «الجريدة» عن تحضيرات إسرائيلية لتصعيد يشمل لبنان، رداً على «عملية مجيدو» التي جرت قبل أيام، رفعت إسرائيل التوتر على الحدود مع لبنان من خلال زيارة أجراها وزير دفاعها يوآف غالانت يرافقه كبار قادة الجيش للحدود، حيث هدد من هناك بالعثور على منفذي «الهجوم المعقد»، الذي اتُّهم «حزب الله» بالضلوع فيه، و«معاقبتهم». وفي وقت رفضت حكومة بنيامين نتنياهو تقديم أي تنازل للمعارضة بشأن قانون التعديلات القضائية المثيرة للجدل بما يعني عملياً مزيداً من التوتر الداخلي، اقتحم الجيش الإسرائيلي مجدداً مخيم جنين في الضفة الغربية وقتل 3 فلسطينيين، في وقت استمر التزام «حزب الله» الصمت، وأشارت مصادر متابعة إلى أن اتصالات دبلوماسية عديدة حصلت مع الحزب في محاولة لفهم موقفه، كما نشطت الاتصالات في سبيل منع أي تصعيد بالجنوب. وكان الجيش الإسرائيليّ رفع أمس الأول منع النشر عن التفجير الذي جرى شمال البلاد قرب سجن مجيدو المخصص للأسرى الفلسطينيين، كاشفاً أن أحد المنفذين «تسلَّل من لبنان إلى إسرائيل»، وأنّه «يحقق في مدى تورط حزب الله». وكانت معلومات «الجريدة» أفادت بأن خلية مكونة من 4 اشخاص تمكنت من التسلل عبر «أنفاق حزب الله» عند الحدود وفجرت عبوة ذكية تحمل بصمات إيرانية. من ناحيته، قال الناطق الرسمي باسم «​اليونيفيل​« ​أندريا تيننتي​، إن القوات الدولية «لم تلاحظ أي عبور للخط الأزرق في الأيام الأخيرة»، بينما أكدت «قوات الجليل» التي تبنت العملية أن منفذ الهجوم على قيد الحياة وهو في مكان آمن ولديها توثيق للعملية. وفي تطور جديد، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية اليوم بالعثور على حقيبة داخلها جهاز تفجير في بلدة كفر قرع داخل الخط الأخضر. وجاء هذا التطور المفاجئ على الحدود، بعد نحو أسبوع من كشف «الجريدة» عن اجتماع مسؤولين إيرانيين بينهم نائب قائد «فيلق القدس» مع «حزب الله» في بيروت اقترح خلاله قياديون في الحزب توجيه الضربة الأولى لإسرائيل وجرها إلى مواجهة، لاستباق عملية عسكرية إسرائيلية تعتقد استخبارات الحزب أنها وشيكة. وبحسب معلومات «الجريدة» فإن موقف إيران كان رفض مبادرة الحزب إلى الهجوم.



السابق

أخبار وتقارير..الحرب الروسية على اوكرانيا..كيف كشف الاجتياح الروسي لأوكرانيا خطوط صدع «الناتو»؟..أول مواجهة مباشرة بين أميركا وروسيا منذ الاجتياح الروسي لأوكرانيا..رئيس أوكرانيا يقيل ثلاثة من حكام المناطق..زيلينسكي يتعهد الحفاظ على باخموت..إسرائيل توافق على تصدير أنظمة تشويش مضادة للمسيرات إلى أوكرانيا..تقرير: عام على خطة تحديثه..الجيش الألماني بات «في وضع مزرٍ»..معركة "غير معلنة".. هل تتنافس روسيا والصين على "القطب الدولي الثاني"؟..الصين في قلب الشرق الأوسط عبر البوابة السعودية – الإيرانية..رئيس كوريا الجنوبية: التعاون مع اليابان حيوي ..الحكومة الفرنسية تتأهب لقلب صفحة إصلاح «التقاعد».. وزيرا دفاع روسيا وأميركا يتحادثان بعد حادث المسيّرة..

التالي

أخبار سوريا..بيان غربي: لا تطبيع مع نظام الأسد دون تقدم بالحل السياسي..الحديث عن قطع العلاقة مع طهران انتهى عربياً..إرجاء اجتماع لمسؤولين من تركيا وسورية وإيران وروسيا..الأسد: سياسة الرياض تجاه دمشق اتخذت منحى مختلفاً منذ أعوام..رحب بإقامة قواعد جديدة لموسكو..الأسد يفتح أبوابه أمام التمدد العسكري الروسي..ويجدد شروطه للقاء إردوغان..

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,110,526

عدد الزوار: 6,753,287

المتواجدون الآن: 100