إسرائيل: الديموقراطية المصرية لن تكون سهلة بقيادة «الأخوان»

تاريخ الإضافة الأحد 1 تموز 2012 - 4:55 ص    عدد الزيارات 379    التعليقات 0

        

 

إسرائيل: الديموقراطية المصرية لن تكون سهلة بقيادة «الأخوان»
القدس المحتلة - آمال شحادة
«انه فجر جديد وشرق اوسط مختلف. منطقة باتت اكثر تديناً وإسلاماً وكراهية لإسرائيل وأميركا ولا خيار أمامنا إلا مجابهة هذا الوضع بالحكمة، بما في ذلك البحث عن قنوات اتصال مع الاسلاميين»، بهذه الكلمات عبر وزير الدفاع الاسرائيلي، ايهود باراك، عن رؤيته ورؤية المؤسسة الاسرائيلية العسكرية لنتائج الانتخابات الرئاسية في مصر وتولي الإخوان المسلمين الحكم.
لكن المواقف حول اساليب التعامل مع ما اعتبروه «شرق اوسط مختلفاً» و «شرق أوسط جديداً» هو النقيض «للشرق الأوسط الجديد الذي أراده الرئيس الاسرائيلي شمعون بيرس»، اختلفت بين القيادات السياسية والعسكرية والخبراء وقيادة الاحزاب. والخوف تزايد عندما بدأ الخبراء يراجعون ويحللون تصريحات الرئيس الجديد، محمد مرسي، خلال معركته الانتخابية ومواقفه ونشاطاته خلال السنوات والعقود الماضية قبل أن يجلس على كرسي الرئاسة. فالاسرائيليون الذين كانوا يهاجمون الرئيس السابق حسني مبارك، بسبب رفضه زيارة اسرائيل طيلة ثلاثين سنة في الحكم، إلا مرة واحدة عندما جاء للمشاركة في جنازة رئيس الوزراء، اسحق رابين، ولبضع ساعات لا أكثر، باتوا اليوم في شوق لعهد مبارك وها هم يقولون إنه «لم يسمح لأي طرف بزعزعة اتفاقية السلام بين البلدين على رغم برودتها لسنوات طويلة».
ولوحظ أن رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو، قوّم فوز مرسي في شكل موضوعي، فأشاد بالديموقراطية المصرية الجديدة متمنياً أن تبقى سائدة، وملمحاً الى أن بقاء الديموقراطية ليس بالأمر السهل في ظل حكم الاخوان المسلمين. وأمر وزراءه بألا يدلوا بتصريحات، وإن أدلوا طلب أن تكون محسوبة. ولكن نتانياهو لا يستطيع إملاء هذا الموقف على الصحافة وعلى السياسيين والعسكريين الذين يهمسون للصحافة ويسربون لها تقديراتهم المتشائمة. إنهم يرون التطور الجديد في مصر على أنه مرحلة جديدة وخطيرة ملؤها التهديد للأمن الاسرائيلي. والقادة العسكريون راحوا يؤكدون الحاجة إلى إعادة تقويم وإعادة النظر في الرؤيا الاستراتيجية لمصر.
وفي أي حديث عن محمد مرسي نجد ان ايران وحماس تتصدران العناوين والتصريحات والتخوفات. رفضوا الاطمئنان لرسائل وصلت اليهم من مرسي عبر القنوات الأميركية. رفضوا الاقتناع بتصريحات مرسي العلنية عن تمسكه بمعاهدات السلام الدولية، والتي كان واضحاً أنها موجهة لإسرائيل. وراحوا يفسرون التصعيد الحاصل في قطاع غزة، نهاية الأسبوع الماضي، على أنه انعكاس مباشر لنتائج الانتخابات المصرية، قائلين إن حماس تستقوي بالإخوان المسلمين الفائزين في مصر.
 مصطلحات تقليدية
وهذه التفسيرات جعلت الاسرائيليين يخرجون بمصطلحات تقليدية: «فوز خطير» و «مصر سـقـطت» و «حلف الاخوان مع طنطاوي» و «سرقوا الثورة» و «يـوم اسـود» وغـيرها من العناوين. الرئيس السابق لجهاز الشـاباك افرايم هليفي لم يحدد موقفاً واضحاً لكنه اعتبر الوضع في مصر معقداً ودعا الى الانتظار وعدم التسرع بالاستنتاجات من تصريحات مرسي بقوله: «رئيس مصر المنتخب لم يصبح خبيراً بعد لصوغ وبلورة طريقة حديثه إلى وسائل الاعلام، ولهذا ينبغي لنا ان ننتظر زمناً ما قبل ان نستنتج من تصريحاته. فالوضع في مصر معقد ولا نعلم أية تسوية ستُرتب بين قادة الجيش المصري وحركة الاخوان المسلمين». وتساءل هليفي: «هل تظل قرارات الجيش في حل مجلس الشعب الذي انتخب من قريب وإلغاء صلاحيات متوازنة وتشريعية للرئيس ومجلس الشعب فاعلة؟ وهل يؤلف الرئيس المنتخب هيئة حكم تمثل جملة التيارات والآراء في الحلبة الطائفية والسياسية في مصر؟ وفي الوقت نفسه، دعا هليفي إلى التفكير بإمكانية الحوار مع حماس في قطاع غزة، وذلك رداً على الأصوات التي تساءلت: «ماذا عن سيناء والأنفاق في غزة؟ والعلاقات بين «الاخوان المسلمين» وحماس؟
في هذا الجانب كان التخوف الاكبر اذ ترددت اسئلة من نوع: «منذ ان رُفع مرسي الى منصب مدير اللجنة المصرية الوطنية لمناهضة الصهيونية جرى ماء كثير في النيل وخرجت حركة الاخوان المسلمين من العمل السري وأصبحت حزب الحرية والعدالة، ودخل الاميركيون الى المشهد. ومنذ اللحظة التي ركب فيها الاسلاميون موجة ثورة الشباب اضطرت واشنطن الى إجراء حوار معهم. قالت لهم اذا حاولتم إفساد اتفاق السلام مع اسرائيل فانسوا بليوناً ونصف بليون دولار هي قيمة المساعدة الأميركية السنوية».
الرئيس شمعون بيريز قال: «حسني مبارك، سقط. ومكانه يحتله الطوفان الاسلامي، وكل هذا يحصل في الدولة العربية الاكبر، الشريك الاساس للسلام الاستراتيجي مع اسرائيل، المرسى الاقليمي، الجهة المتوازنة في الحي. هذا انتهى».
وقال احد ابرز الكتاب الاسرائيليين، بن كاسبيت: «من هذه اللحظة (يقصد صعود مرسي الى الحكم) باشر قادة شعبة الاستخبارات ووحدة العمليات الخارجية الخاصة «الموساد» خوفهم. إذ يتجسد أمامنا سيناريو الرعب المطلق الذي لعب دوراً رئيساً في سيناريوات الرعب الاشد التي دارت في الالعاب الحربية السرية للجيش الاسرائيلي وجهاز الامن الاسرائيلي على مدى جيل كامل. اللحظة التي تسقط فيها مصر في أيدي «الاخوان المسلمين»... وقد سقطت».
وتابع بن كاسبيت: «عاموس جلعاد (رئيس الهيئة الامنية والسياسية في وزارة الدفاع) سيبقى يطير الى مصر سراً ويجلس أمام الاصدقاء من المخابرات في القاهرة. السماء لن تسقط على رؤوسنا. كما لن تندلع قريباً حرب مع مصر. لا داعي للفزع ولا ينبغي انعاش الاحتياطات الوقائية».
ووفق الاسرائيليين، فإن الحياة ستكون أصعب على اسرائيل من الآن فصاعداً مع التطورات الجديدة في مصر. ويقول بن كاسبيت: «رصاص مصبوب (الحرب العدوانية الاسرائيلية على قطاع غزة في سنة 2008- 2009)، لن يكون سهلاً. حرب لبنان الثالثة؟ ايضاً لن تكون سهلة». على هذه الخلفية يتأكد تفويت الفرصة التاريخية «للرصاص المصبوب. نحن سنذرف الكثير من الدموع على تفويتنا فرصة النصر النهائي. الجيش الاسرائيلي فوجئ بالسـهولة التي اجتاح فـيـها القـطـاع، وشـلّ مقـاتلـي حـمـاس، وغـزة كلها ترنحت وكانت الحاجة الى قرار بسيط كي يـسقط كل هذا المبنى. رئيـس الـوزراء ايـهـود اولـمـرت (كان فـي حينه رئيساً للـحـكومة الاسرائيلية) أراد السير في هذا الاتـجاه، ولكن حياله وقف ثلاثة سيصعب على الاسرائيليين أن يغفروا لهم: سياسيان، ايهود باراك وتسيبي لفني، فكرا أكثر في الانتخابات، ورئيس أركان واحد، غابي اشكنازي الذي ببساطة خاف من أن يلطخ سجله الكامل: باراك شطب من السياسة، ولفني أيضاً، وسجل اشكنازي لم يعد كاملاً. لكن حماس؟ حماس حية ترزق.
 
 

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East..

 السبت 11 أيار 2024 - 6:24 ص

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East.. Armed groups aligned with Teh… تتمة »

عدد الزيارات: 157,169,578

عدد الزوار: 7,057,803

المتواجدون الآن: 73