حربٌ من سبعٍ متوقعة في المنطقة !

تاريخ الإضافة الإثنين 6 تشرين الأول 2008 - 8:28 ص    عدد الزيارات 1365    التعليقات 0

        

بقلم سركيس نعوم

تتوقع جهات لبنانية وأخرى عربية واقليمية حرباً عسكرية ما أو ضربة عسكرية كبيرة من شأنها تغيير موازين القوى في المنطقة أو على الأقل دفع الاوضاع المعقدة فيها في اتجاه الحلول وفي مقدمها الوضع اللبناني. وهي تبني توقعاتها هذه على معطيات ومعلومات وتحليلات ومتابعات وربما ايضاً على تمنيات. لكن كل المتوافر عندها لا يسمح لها بتحديد الحرب أو الضربة أي جغرافيتها كما لا يسمح لها بتحديد موعد معين لها. علماً انها تستبعد ان يكون هذا الموعد بعيداً وترجح ان يكون خلال المدة الفاصلة بين انتخاب رئيس جديد للولايات المتحدة في الرابع من الشهر المقبل وتسلمه سلطاته الدستورية رسمياً في العشرين من كانون الثاني من السنة المقبلة.
ما هي الحروب أو الضربات العسكرية التي يمكن ان تحصل وفقاً لتوقعات الجهات المتنوعة المشار اليها؟
تسمح متابعة الاوضاع في المنطقة وتحديداً في الشرق الأوسط العربي باسرائيلييه وايرانييه بتوقع نظري لست حروب أو ضربات عسكرية كبيرة يكون لها تأثير مهم وربما جذري عليه. وهي الآتية:
1 – حرب اميركية – ايرانية تكون ذروة الصراع  القائم بين الولايات المتحدة والجمهورية الاسلامية الايرانية منذ قيامها عام 1979 ويكون مبررها محاولة الاخيرة امتلاك تكنولوجيا نووية تمكنها من استخدام الطاقة النووية سلمياً وكذلك من أجل انتاج اسلحة نووية. والمقصود بحرب كهذه في نظر اميركا ضربة ساحقة، أو هكذا خطط لها، للمنشآت النووية في ايران ولكل بناها التحتية العسكرية والمدنية.
2 – حرب اسرائيلية – ايرانية يكون الدافع اليها الموضوع النووي المشار اليه اعلاه وهي تعني توجيه اسرائيل ضربة عسكرية كبيرة جداً الى ايران النووية وبناها التحتية العسكرية.
3 – حرب اسرائيلية – فلسطينية والمقصود هنا ضربة كبيرة لحركة "حماس" المسيطرة على غزة والرافضة  عملية السلام مع اسرائيل والمتساهلة مع خرق الهدنة القائمة معها والمتحالفة مع ايران والحاصلة منها على اسلحة واموال لمواصلة الجهاد حتى ازالة الكيان الاسرائيلي ومن ابنها "حزب الله" على كل الخبرات التي ملكها خلال مقاومته الطويلة لاحتلال اسرائيل اجزاء من لبنان.
4 – حرب اسرائيلية – سورية قد يكون مبررها تزايد شكوك في سعي النظام الحاكم في سوريا الى امتلاك اسلحة ومهارات وتقنيات غير تقليدية يمكن استعمالها في حرب مقبلة مع اسرائيل. كما قد يكون مبررها دور سوري ملموس في اعمال "ارهابية" مؤذية جداً يقوم بها "حزب الله" اللبناني أو "حماس" أو "الجهاد" الفلسطينيان وتستهدف اسرائيل أو مواطنين لها خارجها.
5 – حرب اسرائيلية – لبنانية أو بالأحرى حرب من اسرائيل على "حزب الله" اللبناني تتسع لتشمل كل لبنان كما يهدد باستمرار القادة العسكريون في الدولة العبرية. وقد يكون بدء هذه الحرب عملاً يقوم به الحزب ضدها أو ضد مواطنيها في الداخل أو الخارج كما قد يكون انتقاماً لهزيمتها في حرب 2006 على لبنان والحزب تستطيع بما لها من امكانات ان توفر له المبرر أو الذريعة المقبولة دولياً وحتى اقليمياً.
6 – حرب سورية – لبنانية اي تشنها سوريا على لبنان او على مناطق منه تتمركز فيها جهات معادية لها وتشكل خطراً على نظامها. وهذا ما يخشاه اللبنانيون حالياً رغم تطمينات باريس وواشنطن بعد تمركز نحو عشرة آلاف جندي سوري قرب الحدود الشمالية للبنان الشمالي. وتنبع خشيتهم من امور عدة أبرزها ان امراً كهذا حصل في الماضي اكثر من مرة وكان احياناً مغطى من الخارج الفاعل وأحياناً غير مغطى لكن تم قبوله والتعامل معه.
أي من هذه الحروب معقولة وأي منها غير معقولة؟
الأميركيون المتابعون بدقة لأوضاع بلادهم وسياساتها يكادون ان يجزموا بأن الادارة الحالية في واشنطن لن تقدم وهي في آخر أيامها على ضرب ايران الا اذا وفرت لها هذه الذريعة القوية التي تجعل كل مواطن اميركي يطلب ضربها. ولا يبدو ان ايران ستقدم مبرراً لذلك. ويكادون ان يجزموا أيضاً بأن اسرائيل لن تضرب ايران بدورها رغم رغبتها في ذلك لأن اميركا منعتها من ذلك وستستمر في منعها في انتظار العهد الجديد في اميركا ولأنها قدمت لها في مقابل المنع مساعدات عسكرية ضخمة وقادرة على التصدي لأي تهديد ايراني. ويكادون ان يجزموا ثالثاً بأن الحرب على غزة وان تكن خططها موجودة غير واردة لأن "حماس" المسيطرة عليها غير مستعدة لتحمل مأساة شعبها الغزاوي هي التي حمّلته ولا تزال مآسي عدة منذ انقلابها على السلطة الوطنية الفلسطينية ومحاولتها المستمرة لتصفية كل من يخالفها في السياسة والرأي. ويكادون ان يجزموا رابعاً ان الحرب الاسرائيلية – السورية غير واردة لأن نتيجتها العسكرية المحسومة سلفاً ستوصل اصوليين مسلمين الى السلطة في دمشق الأمر الذي قد يحول سوريا جبهة مشتعلة ضدها ولأن مصلحتها تقتضي بقاء النظام الحالي على "حربقاته" ومحاولاته تعزيز قوته العسكرية وتنويعها وتمتين تحالفاته مع اعداء اسرائيل. ذلك ان هذه المحاولات قد يكون الهدف منها تقوية موقع تفاوضي لاستعادة ارض محتلة ودور اقليمي ضَمُر بعد رحيل مؤسس النظام قبل سنوات. أما الحرب الاسرائيلية – اللبنانية والحرب السورية – اللبنانية فإن المتابعين الاميركيين انفسهم لا يستبعدون أياً منهما. لكنهم في الوقت نفسه لا يعتقدون ان اندلاع اي منهما هو بالسهولة التي يتصورها كثيرون أو يتمناها كثيرون. فدون حرب اسرائيل على لبنان (و"حزب الله") القوات الدولية في الجنوب وغياب المبرر المباشر لبنانياً أو عربياً، الا اذا افتعلته اسرائيل، ودون حرب سوريا على لبنان تحذير اميركي وفرنسي تبلغته بعدم القيام بها. ودونها أيضاً معرفة سوريا او افتراض معرفتها انها لا تستطيع ان تضرب لبنان وتحديداً سلفييه واصولييه من السنة من دون ان تستعدي سنة لبنان كلهم وربما لبنانيين آخرين ومن دون ان "تهيّج" السنة داخلها. ودونها اخيراً معرفتها ان ضربتها هذه قد تطلق حركة مقاومة ضدها لا يمكن ان تبقى محصورة داخل حدود لبنان.
طبعاً لا يتحدث أحد هنا عن حرب سابعة هي الحرب الأهلية اللبنانية من مذهبية وطائفية. لكن بذورها رغم ذلك مغروسة عميقاً في تربة لبنان. واندلاعها سهل لأن الاحقاد متراكمة ولأن مصلحة الجوار المعادي والشقيق للبلاد تقتضي ربما حرباً تنهي "حزب الله" بحرب داخلية تفقده شرعيته الاسلامية والجهادية ضد اسرائيل وحتى اميركا وتقنع المجتمعين العربي والدولي بأن الجوار الشقيق  وحده يؤمن استقرار لبنان ويمنع زعزعة استقرار المنطقة وذلك حصل في الماضي.

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East..

 السبت 11 أيار 2024 - 6:24 ص

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East.. Armed groups aligned with Teh… تتمة »

عدد الزيارات: 157,161,299

عدد الزوار: 7,057,526

المتواجدون الآن: 68