تحديد المكان في الصراع "اما اّن لليل الشام ان ينجلي "

تاريخ الإضافة السبت 29 كانون الثاني 2011 - 6:46 ص    عدد الزيارات 1373    التعليقات 0

        

تحديد المكان في الصراع  "اما اّن لليل الشام ان ينجلي "

بسم الله الرحمن الرحيم

و الصلاة و السلام على أشرف الخلق و المرسلين سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين

امتنا المسلمة : افرادا وتنظيمات ومؤسسات وقبائل وجيوشا وقادة

تحية الاسلام لمن ارتضى هدى الاسلام منهج حياة وعمل على تحقيقه واقعا معاشا

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الأمين ، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا ، إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علمنا ما ينفعنا ، وانفعنا بما علمتنا ، وزدنا علما ، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .

في الرسالة الرابعة " تحديد المكان " في الاسراء بشائر النصر" اشرنا الى ان رحلة الاسراء بدأت من المسجد الحرام " للذي ببكة مباركا" برسولنا محمد وريث الرسل وامامهم البركة والرحمة المهداة الى الامم , في رحلة مباركة تبشر بالنصر القريب بعد عناء الدعوة وصدود قريش ومحاربتهم لها , الى المسجد الذي باركنا حوله , انها رحلة مشمولة بالبركة من نقطة البداية الى نقطة النهاية , ومنها تم تحديد خط البركة بين المسجدين ليكون نصف قطر الحولية والبركة حول المسجد الاقصى , لتمتد دائرة البركة للدول التي تقع ضمن الحركة الدائرية لنصف القطر لتصبح هذه القرى جميعا في دائرة البركة حول هذا المسجد .

وبعد تتبع خط الدائرة بالانطلاق من نقطة المنتصف (المسجد الاقصى) , الى نقطة المماس الاولى على محيط الدائرة البيت الحرام واكمال الدائرة لنرى العجب العجاب , فهذه الدائرة تشمل جزيرة العرب وتشمل العراق وتركيا الى النقطة الثانية على المماس استنبول" القسطنطينة " التي حث الرسول على فتحها " نعم الجيش جيشها ونعم القائد قائدها" مرورا بالبحر المتوسط مشمولا بها جزيرة قبرص ثم تمتد الى الحدود المصرية وشمال السودان - مصر قديما – وعودة الى البيت الحرام.

واوضحنا ان هذه هي اول دائرة من دوائر الصراع وهي دائرة الحولية ودائرة البركة وهي ارض العرب مادة الاسلام و ارض اهل السنة المتبعين لرسول الله وال بيته الكرام - المؤمنين ان عائشة رضي الله عنها ام المؤمنين بريئة من الافك الذي قيل حولها, وقد برأها كتاب ربنا , والمؤمنين ان خير الرجال بعد الرسول هم الخلفاء الراشدين ابو بكر وعمر وعثمان وعلي, والمؤمنين ان كتاب ربنا كما هو بين ايدينا دون زيادة او نقص او تحريف وهي دائرة الاستخلاف على مر العصور السابقة , وهي بيضة وحمى الخلافة في دولة امة محمد عليه السلام , فالامة الاسلامية على مر تاريخها كانت ملحقة الى مركز القيادة في المدينة وجزيرة العرب في عصر النبوة والخلافة الراشدة , ثم خرجت الى الشام في العصر الاموي, ثم الى بغداد والعراق في العصر العباسي ثم مصر في عصر الفاطميين والمماليك ثم الى تركيا في عصر الخلافة العثمانية.

وبينا ان مراكز الخلافة لم تتعدى هذه القرى الظاهرة ومنها انطلقت مسيرة الدعوة والاسلام الى الامم الاخرى, ويقع في مركز هذه الدائرة بيت المقدس والمسجد الاقصى الذي يعتبر قلب الصراع ومركزه حتى هذه اللحظة , بل ان المسجد الاقصا عبر التاريخ قديما وحديثا غدا يمثل مؤشر عزة الامة ومقياس نهضتها ومجدها, ففي الفترات التي عاشها المسجد تحت الاحتلال كما هو الحال الان كانت الامة ذليلة مستباحة الدم والارض والعرض , وفي الفترات التي كان بها المسجد الاقصا عزيزا محررا تحت السيادة الاسلامية وفي حضن خلافتها كانت الامة عزيزة ولسنا نبالغ اذا ما قلنا ان الالف سنة الماضية بل منذ فتح القدس على يد خليفة الامة وامامها عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - كان تاريخ الامة الاسلامية يدور حول المسجد الاقصا سواء بالهزيمة او النصر ودائما ما كتبت قصصه بكلمات مدادها الدماء واوراقها جلود الشهداء ولا زال ينبوع الدم نازفا يروي اشجار الزيتون المباركة .

واوضحنا ان من اراد ان يبحث عن تحديد المكان في بناء الخطة عليه ان يدرك ان الحشد والرباط في هذه الدائرة التي تعتبر دائرة الحمى الاولى للمسلمين والتي تمتد من استنبول شمالا الى البيت الحرام جنوبا - وخصت اليمن بالدعاء بالبركة ليمتد خط البركة ليصل الى بحر العرب جنوبا- ومن حدود العراق الشرقية مرورا بالاهواز الى حدود ليبيا الشرقية ايضا , ومن ثم يبني اجراءاته وخطواته بناء على هذه الرؤية , ثم عليه ان يوجه الجهود الى المركز والقلب ليواجه دولة الفساد ورجسة الخراب دولة بني صهيون , التي وضعت لنفسها شعارا يتضمن احتلال ارض امة الاسلام من فهم ووعي تلمودي تاريخي وعقدي " ارضك يا اسرائيل من الفرات الى النيل" ومن المركز_ بيت المقدس _ يبدأ الانطلاق الى القرى الظالمة لتحرير البشرية من عبادة العباد الى عبادة رب العباد ومن جور الاديان الى عدل الاسلام ومن ضيق الدنيا وفسادها وعلو المفسدين الى سعة الدنيا والاخرة واقامة العدل في الحياة على اساس مقولة سيدنا عمر رضي الله عنه وارضاه " متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا" .

ومع استمرار البحث من اجل تحديد اضيق لمعالم المكان , نبحر في التاريخ السحيق الى التواجد البشري القديم بحثا في الادلة عن المقصود ببلاد البركة ( الشام ) التي ينتمي لها المسجد الاقصى , بالايات والاحاديث قبل التحولات التي جرت عليها بفعل الحروب والاستيلاء او التقسيمات الادارية لنجد ان الدلالالات التاريخية لجغرافيا المنطقة تشير الى ان اقدم استخدام لمصطلح سوريا المرادف لبلاد الشام ( او بلاد اشور ) والذي كان مستخدما ايام اليونانيين , انها تمتد لتشمل ما بين النهرين او العراق الحالي كله وكامل الهلال الخصيب وصولا الى اجزاء من ارمينيا كما ورد في وصف المؤرخ الروماني ( فيلونيوس الاكبر ) وامتدت الى جنوب تركيا وصولا الى جبال طوروس, كما شملت الاجزاء الغربية لما يسمى ايران ( الاحواز ) حاليا , وامتدت الى مصر القديمة ( مصر والسودان ) في زمن كل من الملك الآشوري أسرحدون إبن سنحاريب و آشور بانيبال إبن أسرحدون وهذا هو المعنى الذي عرفه العرب- الشام أو سورية الكبرى أو بلاد آشور- قبيل الإسلام وقبل الانتصارات الفارسية على الرومان وهذه الشام التي لا يزال القوميون ينادون بها حتى ان الفهم اليوناني القديم للاسم يشمل القرين - الكويت حاليا - و في القاموس المحيط ولسان العرب " ( الشَّأمُ ): بِلادّ سميت كذلك لانها عن مَشْأمَةِ القِبْلَةِ " .

هذه بلاد الشام التاريخية التي يتم الحديث عنها في الاحاديث والايات , لا بلاد الشام التي نشأت بفعل تاّمرات ( سايكس بيكو 1) , ولا المفردات الناتجة عنها من انظمة مجزأة وحدود مصطنعة وقادة و شعوب مختلفة الاسماء والجنسيات والجيوش والاعلام , تتكلم لسانا واحدا ولها دين واحد ورسول واحد ورب واحد , و من السخرية في عصر العرب الحالي انها تستخدم ادواتا في الصراع ضد بعضها البعض لصالح اعدائها .

وقد وردت العديد من الايات القراّنية التي تشير الى بركة بلاد الشام :

--قول الله تعالى في قصة سيدنا موسى: " ( وأورثنا القومَ الذين كانوا يُستضعفونَ مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها وتمّت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا .. ) " 137 الاعراف".

-- وقول الله تعالى"في اسراء سيدنا محمد : ( سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير)" 1 الإسراء.

-- وقول الله تعالى في قصة سيدنا إبراهيم ":(وأرادوا به كيداً فجعلناهم الأخسرين . ونجيناه ولوطاً إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين" )70-71الأنبياء. وقد انتقل سيدنا ابراهيم من نينوى الى ارض بيت المقدس ومن ثم الى مصر وبعدها الى مكة .

-- وقول الله تعالى في قصة سيدنا سليمان :" ( ولسليمان الريح عاصفة تجري بأمره إلى الأرض التي باركنا فيها وكنا بكل شيء عالمين) " 81 الانبياء . وقد كانت مملكة سليمان عليه السلام في بلاد الشام .

-- وقول الله تعالى في قصة سبأ: " ( وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرىً ظاهرة وقدّرنا فيها السير سيروا فيها ليالَ وأياماً آمنين)" 18 سبأ .

ونحن اذ نتتبع هذه الايات نجد :

- ان هذه البركة مستمرة عبر التاريخ البشري لم يجر عليها اي تغيير او تحول فمنذ سيدنا ابراهيم ولوط وسليمان وموسى عليه السلام ووصولا الى سيدنا محمد اخر الرسل عليه الصلاة و السلام وحتى الان في قراّننا الكريم هي ارض مباركة ومبارك فيها ومبارك حول مسجدها, قال ابن جرير الطبري: "أي جعلنا فيها الخير ثابتاً دائماً لأهلها" .

- ان بلاد الشام على مر العصور هي مأوى الانبياء ومهربهم وارض نجاتهم وهي مأوى المستضعفين المؤمنين من البشرية على اختلاف عصورهم.

- ان بلاد الشام معمورة من بدايات التاريخ تقيم بها الامم وتتغير ممالكهم وانبيائهم واديانهم واحوالهم ولكن ذرية اهلها باقون .

- ان الاحداث التاريخية المهمة للانبياء والرسل كابراهيم ولوط وإسحاق ويعقوب وأيوب وداود وسليمان وزكريا ويحيى عليهم السلام تدور احداثها على الارض المباركة وقد سطرها القران الكريم زيادة في التكريم وتأكيدا على الاهمية وكذلك سطرت بالكتب الربانية الاخرى .

- ان بلاد الشام تعطى ميراثا (أورثنا القوم ...) وهدية وجائزة من الله لمن امنوا وصبروا وتحملوا المشاق وجاهدوا وهربوا من الظلم والاضطهاد حفاظا على دينهم .

واشارت احاديث المصطفى عليه السلام كذلك الى هذه البركة , بل ان دعاء رسولنا محمد عليه الصلاة والسلام لا زال يتفاعل مع ارض الشام واهلها وسمائها ونباتها وترابها وكل من عليها ومن فيها وما فيها .

عن عبدالله بن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " اللهم بارك لنا في شامنا ، اللهم بارك لنا في يمننا " ، قالوا : وفي نجدنا قال : " اللهم بارك لنا في شامنا ، واللهم بارك لنا في يمننا "، قالوا يا رسول الله : وفي نجدنا ، فأظنه قال في الثالثة : " هناك الزلازل والفتن وبها يطلع قرن الشيطان.

عن زيد بن ثابت الأنصاري رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " يا طوبى للشام يا طوبى للشام يا طوبى للشام ، قالوا : يا رسول الله وبم ذاك ؟ قال : " تلك ملائكة الله باسطو أجنحتها على الشام".

قال صلى الله عليه وسلم: "عليكم بالشام فإنها صفوة بلاد الله، يسكنها خيرته من خلقه، فمن أبى فليلحق بيمنه، وليتق من غدره، فإن الله تكفل لي بالشام وأهله".

و عن أبي هريرة رضي الله عنه : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إِذَا وَقَعَتِ الْمَلاحِمُ خرج بَعْثٌ مِنَ الْمَوَالِي من دِمَشْق هُمْ أَكْرَمُ الْعَرَبِ فَرَسًا وَ أَجْوَدُهُم سِلاحاً يُؤَيِّدُ اللَّهُ بِهِمُ هذا الدِّينَ ".

هذه مناقب الشام واهلها الذين تناولتهم دعوة الرسول محمد عليه الصلاة والسلام " اللهم بارك لنا في شامنا " وهذه الملائكة باسطة اجنحتها على الشام بما تعنيه من ظلال الرحمة والجاهزية والاستعداد والرباط , انها تحمل معاني دافئة للقلب والنفس لأهل الله الذين يستشعرون القرب والحماية والامن في بلاد الشام , كما انها تفيض بمعاني الكرم والاخلاق الحميدة والخيرية اضافة الى معاني القوة والاستعداد والتدريب والجهاد.

يضاف الى قدسية المكان وجود المسجد الاقصى احد المساجد التي تشد الرحال اليه ووجود طور سينين الذي اقسم الله به " والتين والزيتون وطور سينين " اضافة الى انها ارض التين والزيتون وبها الشجرة المباركة التي تخرج من طور سيناء , كما انها مهوى الافئدة وبها عاش الانبياء وبها ماتوا , وهي ارض المحشر والمنشر ,قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في مجموع الفتاوى : " 'والنبي - صلى الله عليه وسلم - ميَّز أهل الشام بالقيام بأمر الله دائماً إلى آخر الدهر، وبأن الطائفة المنصورة فيهم إلى آخر الدهر، فهو إخبار عن أمر دائم مستمر فيهم مع الكثرة والقوة، وهذا الوصف ليس لغير أهل الشام من أرض الإسلام، فإن الحجاز التي هي أصل الإيمان نقص في آخر الزمان منها: العلم والإيمان، والنصر والجهاد، وكذلك اليمن والعراق والمشرق، وأما الشام فلم يزل فيها العلم والإيمان، ومن يقاتل عليه منصوراً مؤيداً في كل وقت " , وقد اختارالله سبحانه وتعالى نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم، خاتما للأنبياء والمرسلين، وجعل الاسلام خاتمة الشرائع، وجعل امته خير الامم التي اخرجت للناس، واختار الطائفة المنصورة وجعلها في بلاد الشام، وجعل بلاد الشام في آخر الزمان مهوى أفئدة المؤمنين وارض الحشد و الرباط , وليس ادل على ذلك من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن عبدالله بن عمرو قال: " ستكون هجرة بعد هجرة فخيار اهل الارض الزمهم مهاجر ابراهيم ويبقى في الارض شرار اهلها تلفظهم ارضوهم ..." ومهاجر ابراهيم هي الشام والحجاز ومشارف مصر .

لهذه الاسباب وغيرها من الامور الجغرافية والتجارية ووحدة البلاد العربية والاسلامية وعنوان العزة والكرامة والمنعة للامة كانت بلاد الشام ارض الصراعات التاريخية منذ فجر الاسلام ومنذ بعثة نبينا محمد عليه الصلاة والسلام وقد اوضحنا في الرسالة السابقة " الاسراء بشائر النصر" ان الاسراء الى بلاد الشام والى المسجد الاقصى ورؤية الرسول الايات وتطورات الاحداث على الارض كلها وعلى الخصوص بلاد الشام وصراعاتها وانتصارات المؤمنين وهزائمهم التي وردت في سورة الاسراء وتعاقب العلو والافساد الاسرائيلي ( الشجرة الملعونة ) تشكل دائما المحفزات الطبيعية لبقاء اهل الشام على ذروة سنام الدين متحملين مسؤولية الجهاد عن الامة يدافعون عنها ويدفعونها الى تحمل مسؤولياتها في الجهاد على ارض بلاد الشام وغيرها لاستعادة مقدساتها وديمومة عزتها .

فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أبواب دمشق وما حوله، وعلى أبواب بيت المقدس وما حوله، لا يضرهم من خذلهم ظاهرين على الحق إلى أن تقوم الساعة".

ولقد صح عن المصطفى صلى الله عليه وسلم قوله : " فسطاط المسلمين يوم الملحمة الكبرى على أرض يقال لها الغوطة ، إلى جانبها مدينة اسمها دمشق، هي خير منازل المسلمين يومئذ "

ولنتابع مشاهد معركة من اهم المعارك الاولى للامة الاسلامية على ارض الشام " معركة مؤتة " التي حدثت في عهد النبوة في عام ( 629 م ,8 هـ )وذلك لقتل رسول رسول الله الحارث بن عمير الازدي على يد ملك بصرى شرحبيل بن عمرو الغساني , وكثرة المضايقات من الروم في التعرض الى تجارة المسلمين في الشام , مما دفع رسولنا محمد عليه السلام الى الاستعداد والتجهيز لخوض معركة يدافع فيها عن مقتل رسوله

اولا- لان الشيم والقيم الاولى تمنع قتل الرسل وقتل الرسل يعني اعلان حرب واستهزاء بمن بعث الرسول

وثانيا- لتأديب قبيلة غسان

وثالثا - لتطلعات الرسول المبعوث للعالمين والامم كافة الى بلاد الشام وبيت المقدس واول الحشر ولعلمه عليه الصلاة والسلام بأن هذه المعارك هي مفاتيح النصر القادم

رابعا - ولتعلم الروم ان هناك من يتطلع لمقاتلتها , وان ثمة لاعبين جدد على الساحة غير فارس والروم, انهم اهل جزيرة من العرب المسلمين ( اتباع سيدنا محمد ) ,

خامسا وان المسلمون جادون في الدفاع عن انفسهم بل وجادون في خوض المعارك لنشر دين الله على قلة العدد والعدة ,

انه مشهد جميل قبيل المعركة الاولى مع الروم , معركة مع اعتى دول الارض واقواها .ولنعش مع المشهد ولنرى ماذا حصل في المعركة الاولى في الشام :

القائد الاعلى محمد عليه الصلاة والسلام : يضع الخطوط العريضة للمعركة وهنا نسترشد بما اوردناه في الرسالة الاولى " ملامح الخطة العامة" :

أ‌- هدف المعركة العام : نشر الاسلام وتحرير البشرية من استعباد الروم

ب‌- هدف المعركة المرحلي : حماية المسلمين وتجارتهم من اذى الروم , والرد على مقتل رسول رسول الله وتحرير العرب من ظلم الروم .

ت‌- الكفاءات البشرية : قادة المعركة في الصف الاول وهم: زيد بن الحارثة , جعفر بن ابي طالب, عبداله بن الرواحة , ثم يختار جند المسلمون ( الهيئة العامة )من يقودهم.

ث‌- الامكانات المادية والبشرية : ثلاثة الاف من الجند بسلاحهم وما توفر لديهم من خيول.

ج‌- المكان : ارض الروم

ح‌- الزمان : يحدده القادة التنفيذيون عند الوصول الى ارض المعركة

خ‌- الاجراءات الاستعدادية التي قام بها القائد العام :

- يحشد الجند الذي وصل عدده ثلاثة الاف مقاتل

- تعيين القادة بناء على الخبرة

- تقديم الوصايا للجند قبل المغادرة: " اغزو بسم الله عدو الله وعدوكم" .

- تحديد المكان : في الشام , اتوهم في ارضهم

- وضع المبادئ الاساسية للمعركة : ادعوهم للاسلام , فان ابوا فالجزية , والا فالقتال .

- التأكيد على قيم المعركة : ستجدون رجالا في الصوامع معتزلين فلا تتعرضوا لهم ولا تغدروا، ولا تغلوا، ولا تقتلوا وليداً ولا امرأة، ولا كبيراً فانياً، ولا تقطعوا نخلاً ولا شجرة، ولا تهدموا بناء.

د‌- الامر بالبدء بالتنفيذ بعد التأكد من التجهيزات . وقد انكر على عبدالله بن رواحه تخلفه عن القوم بعدما امر بالتنفيذ من اجل صلاة الجمعة مع الرسول ( لو انفقت ما في الارض جميعا ما ادركت غدوتهم ),

ذ‌- التغذية الراجعة : يتابع الاحداث اولا باول وينقل الصورة الصادقة لاهل المدينة باستشهاد من استشهد ( يعيش القائد مع الحدث وهو جزء منه )

ر‌- تقييم الوضع الختامي " ليسوا بالفرار ولكنهم الكرار ان شاء الله " محفزا الجند لتحقيق الهدف العام " الا وهو نشر الاسلام دين الله على ارض الروم " بلاد الشام .

ز‌- متابعة ورعاية اهل الشهداء والجرحى بعد المعركة .

دور القادة التنفيذيون (قادة المعركة ) والجند :

- الاستماع الى اوامر القائد العام وطاعته وتنفيذها بالتراتبية التي اراد

- تنفيذ الوصايا التي ارادها وعدم الاخلال باي منها

- العمل والالتزام بالقيم والمبادئ التي يطلبها القائد في المعركة

- اختيار التوزيعات و الزمان والموقع الانسب للبدء بالمعركة

- الاستمرار في تحفيز الجند كقول عبدالله بن رواحة : ان التي تكرهون للتي خرجتم تطلبون الشهادة, وما نقاتل الناس بعدد ولا قوة ولا كثرة , ما نقاتلهم الا بهذا الدين الذي اكرمنا الله به , فانطلقوا فانما هي احدى الحسنين , اما الظهور واما الشهادة ".

- القادة التنفيذيون في وسط المعركة يضربون اروع الامثلة في التضحية امام الجند قصة جعفر بن ابي طالب رضي الله عنه.

- سرعة اتخاذ القرار ومحاربة التردد "عبدالله بن رواحة "" رضي الله عنه

- استخدام التكتيكات المختلفة " خالد بن الوليد" رضي الله عنه

- تقييم الموقف العام للمعركة

- توزيع الادوار بما يتناسب مع الاجراءات التكتيكية

دور الجند

- اقدام الجند دون خوف او وجل

- صدق الجند مع انفسهم ومع القادة

- التكليف والاختيار للقادة في حال موت القيادة بناء على الكفاءة والقدرة واعطاء الراية لاهل الخبرة والاقتدار دون تصارع .

- طاعة القيادة المنتخبة والعمل بالاوامر بالاستجابة السريعة.

المجتمع المحلي والاهلون :

- توديع المجاهدين بالدعاء والتحفيز لهم.

- المساعدة في تجهيز الجيش بالدعم المالي والمعنوي .

- ابداء الرأي في نتائج المعركة والتصرف مع القادة والجند بناء على نتائج المعركة

"يا فرار فررتم في سبيل الله".

- التشارك في رعاية وعناية اهالي الجند في غيبتهم.

- التكافل الاجتماعي مع اهل الشهداء والجرحى .

نتائج المعركة

- تم اختبار قدرة المسلمين على خوض معارك بعيدة عن المدينة واختبار قدرة الروم في المعركة الاولى معهم .

- اظهار قدرة المسلمين على توفير القيادات العديدة في المعركة وتستمر المعركة على نسق واحد دون ان تتأثر معنويات الجند بموت القائد .

- اظهار قدرة المسلمين على خوض المعارك وتحقيق مخاسر كبيرة في اعدائهم دون ان يخسروا الى القليل من القادة والجند رغم انهم هم من طلبوا عدوهم ويقاتلون على ارضه وبين قبائله وفي مواجهة اكثر من مئتي الف من جنود العدو.

- تغير معايير المعركة فلم تعد نتائج المعركة مرتبطة بالعدد والعدة وارض المعركة والا فكيف ينجو ثلاثة الاف من العرب اهل الصحراء الذين لا خبرة لهم بقتال الدول وهم مسالمين للروم والفرس ولم يخوضو معارك انتصروا فيها من بين مئتي الف من الجنود المزهويين بنصر قريب على فارس .

- ظهور المسلمين كلاعبين جدد في الارض لم يكونو في حسابات المعركة انهم طرف دون غيرهم , فلفترة بسيطة الارض لا تعرف الا كسرى الفرس وهرقل الروم امبراطوريتان تحكمان الارض دون منازع , اما اليوم فقد ظهر اتباع الله من جند محمد على الارض وهزموا اعتى الدول في الارض الروم على ارضهم فكيف اذا مال الجنود على فارس المهزومة من روما من سنوات قريبة المترقبة التي تنظر من بعيد على مجريات الاحداث ماذا سيحل بها مع هؤلاء الجند.

- هزت هذه المعركة مشاعر العرب التابعين لفارس والروم وعقولهم وبالتالي خياراتهم فقد ظهر من العرب من يهزم هذه الدول ويصر على مواجهتها ويحدث فيهم الهزيمة ويعود بسلامة .

لقد تحققت اهداف الغزوة - ولكل غزوة خطتها - وتحقققت هيبة الدولة الجديدة من الجهة الشمالية بقوة الردع لجنود محمد عليه الصلاة والسلام الذين وصلوا ديار الروم وقاتلوهم واوقعوا بهم الخسائر وعادوا سالمين الى المدينة , وقد اشعروا الروم مرارة الهزيمة وان عليهم ان يحترموا العرب والمسلمين الذين اصبح لديهم سند وظهر يلجئون اليه بعد ان كانوا بلا قيادة.

هذا رسول الله واتباعه يمثلون قيادة جديدة للامة ولمن اراد ان يتحرر ويتخلص من استعباد الروم والفرس , فاليقبل على رسول الله العربي القرشي الهاشمي المكي ليعلن اسلامه لله , وله ما لجنود محمد واتباعه وعليه ما عليهم , انها بارقة الامل الاولى لمن عانوا من بطش الروم ومن العبودية المطلقة لقيصرها متحملين الاذى وفواحش السلوك والسيطرة الاقتصادية والعسكرية ليعلنوا حريتهم , وهذا ما ادركه مباشرة بعد الغزوة فروة بن عمرو الجذامي حين اعلن اسلامه وهو احد قادة فرق الروم وهو من العرب لاعجابه ببسالة جند محمد في المعركة وادارتهم لها .

وغدت بلاد الشام حلبة صراع جديدة بين اتباع محمد وبين امبراطورية الروم , قبل امبراطورية فارس التي تقيم الى الشرق خلف الفرات , وذلكلان قلب الرسول يهفوا لتحرير مهاجر ابيه ابراهيم , وارض الانبياء وارض الاسراء والمعراج, وارض المحشر والمنشر وارض الرباط , ولان هذا الاسلام دين الله يجب ان يصل الى البشرية كافة لانقاذها من ظلمات الكفر وظلم الممالك , ولن يتأتى لهذا الاسلام الانتشار دون معيقات الانظمة , ولا بد من حالة التصادم المباشر الدموي, لارغام منظومة الكفر الجاهلي من عرب ومن روم وفرس - التي تمنع انتشار الاسلام - ومن خلال تعاليمه السامية وصدق اخلاق متبعيه وسلوكهم القيمي التربوي في ذروة المعركة وفي عظمة النصر انصياع لدين الله ولهذا فرض الجهاد بمبادئه السامية ( الاسلام , الجزية , القتال على هذه الامة ) وليس ادل على هذه المبادئ من العهدة العمرية التي على الامة ان تتذكرها وتذكر العالم بها .

"بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما أعطى عبد الله أمير المؤمنين أهل إيلياء من الأمان: أعطاهم أمانـًا لأنفسهم وأموالهم ولكنائسهم وصلبانهم وسقيمها وبريئها وسائر ملتها ؛ أنه لاتسكن كنائسهم و لا تهدم ولاينتقص منها ولا من خيرها ، و لا من صليبهم ولا من شيء من أموالهم ، ولا يكرهون على دينهم ، ولا يضام أحد منهم ، ولا يسكن بإيلياء معهم أحد من اليهود ، وعلى أهل إيلياء أن يعطوا الجزية كما يعطى أهل المدائن ، وعليهم أن يخرجوا منها الروم واللصوص ، فمن خرج منهم فإنه آمن على نفسه وماله حتى يبلغوا مأمنهم ، ومن أقام منهم فهو آمن وعليه مثل ما على أهل إيلياء من الجزية ، ومن أحب من أهل إيلياء أن يسير بنفسه وماله مع الروم (ويخلى بيعهم وصلبهم) ، فإنهم آمنون على أنفسهم وعلى بيعهم وصلبهم ، حتى يبلغوا مأمنهم ، ومن كان بها من أهل الأرض قبل مقتل فلان فمن شاء منهم قعد وعليه مثل ما على أهل إيلياء من الجزية، ومن شاء سار مع الروم ، ومن شاء رجع إلى أهله فإنه لايؤخذ منهم شىء حتى يحصد حصادهم، وعلى ما في هذا الكتاب عهد الله وذمة رسوله وذمة الخلفاء وذمة المؤمنين إذا أعطوا الذي عليهم من الجزية ".شهد على ذلك: خالد بن الوليد ، وعمرو بن العاص ، وعبد الرحمن بن عوف ، ومعاوية بن أبي سفيان .

هذا هو التسامح الاسلامي العظيم الذي اعتبره المؤرخ الإنجليزى الكبير "أرنولد توينبي" ظاهرة فريدة وشاذة في تاريخ الديانات. وهذه هي القدس التي زارها برنار الحكيم وذكر "برنار الحكيم" أن المسلمين والمسيحيين النصارى في القدس على تفاهم ، وأن الأمن مستتب فيها ، وأضاف قائلا : وإذا سافرت من بلد إلى بلد ومات جملي أو حماري ، وتركت أمتعتي مكانها ، وذهبت لشراء دابة من البلدة المجاورة سأجد كل شيء على حاله لم تمسه يد .

وهذا هو المسجد الاقصى الذي قال فيه ابي ذر رضي الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم : تذاكرنا - ونحن عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أيهما أفضل مسجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أم بيت المقدس؟، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صلاة في مسجدي هذا أفضل من أربع صلوات فيه ولنعم المصلى هو، وليوشكن أن يكون للرجل مثل شطن فرسه من الأرض حيث يرى منه بيت المقدس خير له من الدنيا جميعاً". أو قال: "خير له من الدنيا وما فيها".

وفي العام الثامن نفسه يسير الرسول الى فتح مكة ويحقق نصرا مؤزرا ثم مع نهاية السنة الثامنة يسير الرسول غزوة العسرة الى تبوك التي قال الرسول فيها "نصرت بالرعب مسيرة شهر " , وفي السنة العاشرة حجة الوداع ومن ثم وفاة الرسول الاعظم محمد بن عبدالله بعد ان اكمل الله الدين " اليوم اكملت لكم دينكم "

ثم تتابعت الغزوات في عهد ابي بكر رضي الله عنه فقد نفذ ابي بكر ما عقده رسول الله قبل وفاته " بعث اسامة "الذي لم يتعدى العشرين من عمره عام (631 م , 10هـ) وقال: "والذي نفس أبي بكر بيده، لو ظننت أن السباع تخطفتني لأنفذت بعث أسامة، كما أمر به رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، ولو لم يبق في القرى غيري لأنفذته". وما هي الا ايام , كان جيش اسامة بن زيد يفاجئ تخوم الروم بقضاعة وايت ابل , ليغنم ويسلم ويقاتل الجيش اربعين يوما لا يفقدون شخصا واحدا من المسلمين شهيدا , ويعقد بعدها هرقل اجتماعه في حمص ويصيح في البطاركة " اليس هذا الذي حذرتكم فأبيتم أن تقبلوا مني, قد صارت العرب تأتي مسيرة شهر فتغير عليكم, ثم تخرج من ساعتها" وتأثرت قبائل العرب التي دخلت الفتنه والردة ابوابها خائفة من قوة المسلمين الذين انفذوا البعث مباشرة بعد موت الرسول ليغنم من الروم ويحدث فيهم ويعود سالما مما دلل على قوتهم وبأسهم .

ثم فتح الحيرة وفتح الانبار وفتح دومة الجندل وتتهيا الظروف لمعركة اليرموك اهم معركة في تاريخنا الاسلامي الاول , فقد فتحت الباب امام هزائم الروم واندحارهم من بلاد الشام وانتصار المسلمين في المعارك المتتالية في دمشق وحمص وبعلبك وفتح القدس ودانت لهم قنسرين وقيسارية وغز ة واللاذقية وحلب ، وحيفا ويافا وغيرها . وما ان اتت السنة الثانية والعشرون للهجرة الا ومصر وبلاد الشام وبلاد فارس في القادسية والمدائن ونهاوند وخرسان تحت الراية الاسلامية .

هذه بلاد الشام التي قال فيها ابو بكر الصديق: "لأن أفتح كفراً من كفور بلاد الشام أحب إلي أن أفتح مدينة من بلاد العراق " ، التي دخلها عمر فاتحا , وفيها حتى اليوم اضرحة قادة الجهاد الاسلامي من الصحابة وارضها مجبولة بدماء الشهداء الطاهرة على مر التاريخ الاسلامي وعلى ارضها معركة حطين وعين جالوت وفيها دحر الصليبيون والتتار وكل الحضارات التي ارادت شرا بالاسلام المسلمين وعلى ارضها سيهزم اليهود و يدمر كيانهم، و عليها سيقتل الله المسيح الدجال و عليها سيبيد الله جحافل يأجوج و مأجوج عن ابي هريرة ---- و يأتي المسيح من قبل المشرق ، و همته المدينة ، حتى إذا جاء دبر أحد تلقته الملائكة فضربت وجهه قبل الشام ، هنالك يهلك ، هنالك يهلك .

هذه الشام لمن اراد ان يعرفها من قول ابي ذر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: "يا أبا ذر كيف تصنع إن أخرجت من المدينة؟ قال: قلت إلى السعة والدعة، أنطلق حتى أكون من حمام مكة، قال: كيف تصنع إن أخرجت من مكة؟ قال: قلت إلى السعة والدعة إلى الشام والأرض المقدسة، قال: وكيف تصنع إن أخرجت من الشام؟ قال: قلت والذي بعثك بالحق أضع سيفي على عاتقي". فماذا تفعل الامة الاسلامية وقد اخرجت من قلب الشام من القدس والاقصى فهل حملت سيفها على عاتقها اليس من الواجب على الامة ان تعمل بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم ؟ " سيصير الأمر إلى أن تكونوا جنودا مجندة جند بالشام وجند باليمن وجند بالعراق قال ابن حوالة خر لي يا رسول الله إن أدركت ذلك فقال عليك بالشام فإنها خيرة الله من أرضه يجتبي إليها خيرته من عباده فأما إن أبيتم فعليكم بيمنكم واسقوا من غدركم فإن الله توكل لي بالشام وأهله "

فيا امة الاسلام هذا رسول الله قد اختار لكم من بداية نشر الاسلام في الارض ان تكونوا في جند الشام فهل تعملون بما اختار لكم الرسول وهل ترون اهمية ذلك في هذا الزمان, الذي علا به اعداء الله ورسوله من بني صهيون وروم وفرس , وهلا اتيتم الى الشام علكم تكونوا من خيرة عباده , الذي رفض علي بن ابي طالب كرم الله وجهه ان يلعنهم لان فيهم الابدال حيث قال "اني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " الابدال يكونون في الشام وهم اربعون رجلا كلما مات رجل ابدل الله مكانه رجلا يسقى بهم الغيث وينتصر بهم على الاعداء ويصرف عن اهل الشام بهم العذاب .

وفي الختام نقول للصليبية الحاقدة واليهود الفاسدة والفرس المتاّمرة على الامة ما قاله ارنولد توينبي لليهود "لاتقترفوا أخطاء الصليبيين" . وحذر" لقد كان التخلف والتفسخ والفوضى والفساد يسيطر على العرب فصال الصليبيون وجالوا ، وانتصروا في عشرات المعارك ، وهددوا واستفزوا ما شاء لهم معتقدين أنهم قادرين على طرد العرب ، وطمس معالم العروبة و الإسلام بحد السيف - كما اعتقد حكام إسرائيل بعد كل جولة منذ عام 1948- غير أن انكسارات العرب المتتالية في عهد الصليبيين قد فتحت عيونهم على عيوبهم ، فعرفوا أن سر قوتهم في وحدتهم وتفانيهم ، ووراء صلاح الدين ساروا فقطفوا ثمار النصر يوم 3 تموز/ يوليو 1187م في حطين" .

ونطالب كأمة عربية مسلمة موحدة لله الاقليات المختلفة ( مسيحية , وكرد , وشيعة , .......... الخ ) ان تحترم وتصون تواجدها على ارض الاسلام لان هذه الامة عائدة باذن الله , ونطالب اعداء هذه الامة بالخروج من ارضنا فان هذه الارض بها طائفة المنصورين باذن الله وهذه الارض ستكون مقبرة الغزاة الطامعين, ونقول لقادة الامة ولمن يتحملون مسؤوليتها في اي موقع كانوا اياكم والتخلي عن ارض بيت المقدس والمسجد الاقصى , وتحملوا ما اوكلكم الله به من المسؤولية وشاركوا بالمغارم والدم , واحشدوا الطاقات واستعدوا لمواجهة شاملة محتومة مع المفسدين في الارض الذين لا يريدون الخير بكم ولا بالامة الاسلامية , وانتم ترون الامة مستعدة متأهبة مرابطة ولكنها ايضا للاسف صامتة لاحقة بكم تخافكم وتخشى بطشكم وسجنكم رغم هزائمكم وانكساراتكم , فكيف اذا تحقق انتصار لهذه الامة على ايديكم؟ نقول راجعوا حساباتكم واتقوا غضبة الحليم , والى الامة التي تقف على الحياد في بلاد الشام وغيرها اما اّن لهذا الليل الطويل لان ينجلي ؟ , قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ و سَلَّمَ"إِذَا فَسَدَ أَهْلُ الشَّامِ فَلا خَيْرَ فِيكُمْ ولا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي مَنْصُورِينَ لا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ. فكم من المعارك والاحداث العظام على هذه الارض وكم من التراجعات والهزائم لاعداء الامة على ارض بلاد الشام وكم من المفاجاّت تنتظر الكفر واهله واعوانه على ارض الشام على الارض المباركة قبل الزلازل والبلايا -عن أبي حوالة الأزدي رضي الله عنه قال: وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على رأسي أو على هامتي ثم قال: "يا ابن حوالة: إذا رأيت الخلافة قد نزلت الأرض المقدسة، فقد دنت الزلازل والبلايا والأمور والعظام، والساعة يومئذ أقرب إلى الناس من يدي هذه من رأسك".

د. عبدالله الحسيني

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East..

 السبت 11 أيار 2024 - 6:24 ص

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East.. Armed groups aligned with Teh… تتمة »

عدد الزيارات: 157,165,053

عدد الزوار: 7,057,648

المتواجدون الآن: 66