هل ينتحر الشعب السوري ويلغي الثورة؟

تاريخ الإضافة الأحد 7 آب 2011 - 6:27 ص    عدد الزيارات 859    التعليقات 0

        

هل ينتحر الشعب السوري ويلغي الثورة؟
اللون الأحمر يسيطر على صفحات الـ <فيس بوك> والمدونات السورية· <الليلة وكل ليلة، اضراب ومظاهرات الى أن يسقط النظام>، يدعو العنوان الاحمر في صفحة الـ <فيس بوك> لمدينة دير الزور· <أخرجوا الى ميدان الحرية، أيها المواطنون السوريون الأعزاء· تغيير النظام سيكون أرخص (بالدماء) من إبقائه على حاله>، تدعو شبكة <المندسة> التي أقيمت بعد بدء الثورة السورية وهي الأقدم والأكبر بين شبكات المدونات السورية·

<هل تعتقد، يا بشار، بأنك ستنجح اليوم في مدينة حماة، حيث فشل أبوك وعمك، وحيث ارتكبت جرائم حزب البعث؟ اليوم سيكتب الفصل الاخير في حياتك البائسة· اليوم ستنزع حماة الصفحة الاخيرة من رزنامة حياتك>، كتب المدون مجاهد مأمون ديرانية· <فهل ننتحر جميعنا ونلغي الثورة؟>، يقترح مدون آخر يسمي نفسه <علوي مظلوم>·

ولكن فضلا عن التهديدات على الاسد، الدعوات لمواصلة المظاهرات، والوصف المفصل، بالكلمات وبالصور وبالفيديو، لاعمال القتل التي ترتكبها القوات السورية، تجد المعارضة صعوبة في أن تقترح خطوط عمل بل انها تتردد في مسألة هل تدعو قوات اجنبية للتدخل في ما يجري في الدولة·

مدونون في دول عربية أخرى، ولا سيما في مصر، ينشرون بيانات تأييد للمتظاهرين السوريين· في ليبيا يقترح عليهم الكاتب طارق الشرع حمل السلاح وعدم ايهام أنفسهم بأنه من خلال الحوار والحل الوسط يمكنهم ان يحققوا الانجازات· <الثورة الليبية هي ثورة شعبية، هدفها نيل الحرية واستعادة الكرامة· اضطررنا الى التوجه الى وسائل عسكرية لاننا لم نجد بديلا منطقيا يضمن حياة المواطنين· هذه ثورة شعب فهم أن الحوار مع قوة مسلحة لا يمكن ان يكون إلا بالسلاح· فهم لماذا أطلق تولستوي على كتابه عنوان <الحرب والسلم> أولا الحرب وبعد ذلك السلم>· ويدعو الشرع السوريين الى عدم التردد في التوجه بطلب المساعدة من قوات اجنبية· <عندنا قتل 6 آلاف شخص واعتقل أكثر من 20 ألفا واغتصبت أكثر من 5 آلاف امرأة، حتى تدخل القوات الدولية· هذه الاعداد كانت ستكون مضاعفة عشرة أضعاف لو تلبثت القوات الدولية في الوصول حتى ولو ليوم واحد>·

ولكن توصيات الشرع الليبي لا تحظى بآذان صاغية في سوريا· الجدالات في المدونات السورية في مسألة كيفية التعاطي مع الحوار مع النظام تعكس جيدا التشوش الذي في المعارضة· <أين أنت أيتها المعارضة العزيزة علينا، بدأنا نشك بأنك طاهرة· لماذا حتى الآن لم تشكلي حكومة ظل، حتى متى ستواصلين التشاور واطلاق الهواء الساخن في الفضاء بينما يُذبح الشعب>، يهتف أحد المدونين، وشكواه تجر ردود فعل من المتصفحين، الذين يتفق جميعهم مع رأيه·

وبالفعل، أين المعارضة، التي تضم فيها أيضا شخصيات عامة معروفة في سوريا مثل برهان غليون، عارف دليلة، حسين العوادات وغيرهم؟ هي لا تزال تتردد كيف، اذا كانت على الاطلاق، ستواصل الحوار مع نظام الاسد ويصعب عليها حتى التقدير اذا كان النظام قادرا على الاستمرار والبقاء في ضوء جهود المتظاهرين لاسقاطه·

في الاسبوع الماضي عقد في قطر اجتماع <للمركز العربي للبحوث والدراسات السياسية>· في خطاب ألقاه رئيسه، عزمي بشارة، تبين انه لم يعد من المعجبين بالنظام السوري، ومشكوك ان يكرر قريبا ما قاله في صالح بشار الاسد بعد حرب لبنان الثانية· فقد قال ان <الاصلاحات المقترحة في الحوار الرسمي السوري لا تدل على النية لمعالجة الثورة بطريقة إيجابية·

استمرار الثورة، يوما إثر يوم، يبدد هو أيضا ادعاءات النظام بأنه يحبط بنجاح نوايا الشارع>·

المواقف الجديدة لبشارة تدل بالفعل على القطيعة بين النظام السوري ومثقفيه ومصممي الرأي العام المكلفين منه· ولكن بشارة ليس سوريا، وزملاؤه، المثقفون السوريون الذين يمنحون الآن مكانة عالية للمعارضة السورية، لا يمكنهم أن يكتفوا بالاعراب عن آرائهم· فهم مطالبون باقتراح حلول، ولكنهم يجدون صعوبة شديدة في عمل ذلك· معارضون منفيون، لا يكتفون فقط بالتأييد من خلال الكتابة في مواقع الانترنت أو المكالمات الهاتفية مع المتظاهرين في سوريا، يمولون جزءا هاما من اعمال الاحتجاج من خلال التبرعات· ولكن هذه المعارضة الخارجية يعوزها عنوان وقيادة مركزية داخل سوريا يمكنها من خلالها أن تؤثر· والنتيجة هي ان الدعم المالي من الخارج لا يصل إلا الى المدينة التي خرج منها المتبرع· وهو يساعد المظاهرات في تلك المدينة، ولكنه لا يخدم حركة جماهيرية واسعة·

هذا أيضا هو أحد الاسباب الأساس في أن القوى المعارضة للاسد في سوريا لا تحظى في هذه اللحظة بمساعدة دولية حقيقية· <ببساطة ليس هناك من تنقل اليه مثل هذه المساعدة، وليس لدينا فكرة عمن هي القوة البديلة للاسد>، قال لـ <هآرتس> دبلوماسي بريطاني؛ <نحن حتى غير واثقين من ان المعارضة السورية تريد حقا تدخلا دوليا مثلما في ليبيا>· والنتيجة هي ان وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي، كاترين اشتون، يمكنها في اقصى الاحوال ان تقترح <عقوبات سياسية واقتصادية اخرى على سوريا>، والتي معناها العملي صفر·

وعندما يكون هذا هو رد الفعل الدولي، فان الاسد يمكنه ان يسمح لنفسه بأن يبشر جنوده بمناسبة الذكرى السنوية الـ 66 لاقامة الجيش السوري، <بأننا سنخرج من الازمة الحالية أقوى· سوريا بجيشها وشعبها اعتادت على الاحتفال بالانتصارات والحاق الهزيمة بأعداء الأمة>· أعداء الأمة هذه المرة هم المتظاهرون في حمص، حماة ودير الزور· ولا كلمة عن المصالحة أو النية لتغيير النظام كانت في خطاب الاسد· في المعارضة باتوا يتحدثون عن معركة طويلة من شأنها أن تستمر حتى لسنة أو أكثر·

هآرتس


 

 

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East..

 السبت 11 أيار 2024 - 6:24 ص

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East.. Armed groups aligned with Teh… تتمة »

عدد الزيارات: 157,194,198

عدد الزوار: 7,058,618

المتواجدون الآن: 86