من يقف وراء "تفجير المولد النبوي" في باكستان؟...
قتل فيه العشرات.. من يقف وراء "تفجير المولد النبوي" في باكستان؟..
الحرة – واشنطن... تتكرر الهجمات على المحتفلين بالمولد النبوي في باكستان وتسفر عددا كبيرا من القتلى في كل مرة
تتكرر الاعتداءات على المحتفلين بمناسبة المولد النبوي في باكستان، حيث تتجه الاتهامات إلى تنظيمات متطرفة، أبرزها تنظيم "عسكر جنجوي" المصنف حركة إرهابية من طرف الولايات المتحدة منذ 20 عاما. ورغم أن التنظيم لم يتبن هجمات، الجمعة، التي أوقعت نحو 50 قتيلا على الأقل في ولاية بلوشستان بجنوب غرب باكستان، إلا أنه كان وراء الكثير من الهجمات المماثلة في نفس المناسبة. وقالت وزارة الداخلية الباكستانية في بيان إن "الهجوم على أبرياء أتوا للمشاركة في موكب في عيد المولد النبوي.. يشكل عملا آثما". بذات المناسبة، في إبريل 2006 قتل انتحاري 50 شخصا على الأقل في مدينة كراتشي الساحلية بعدما فجر عبوة في موكب.
ما هو تنظيم عسكر جنجوي؟ وما هي عقيدته؟ كيف ومتى تأسس؟
تاريخ النشأة
ازداد العنف الطائفي بشكل ملحوظ في باكستان في سبعينيات القرن الماضي وأوائل الثمانينيات، حيث بدأت وقتذاك أسلمة الحكومة على الطريقة السنية. وعندما حاولت إيران تصدير "ثورتها" عام 1979 إلى الخارج، كانت ذات العناصر التي أسست فيما بعد عسكر جنجوي، في كثير من الأحيان وراء تأجيج العنف الطائفي بالبلاد. وكانت إحدى أولى هجماتها عام 1997 على المركز الإيراني في ملتان، والذي أسفر عن مقتل دبلوماسي إيراني وأكثر من عشرين آخرين. يعتبر عسكر جنجوي من الفروع المتشددة من جماعة "فرسان الصحابة" الباكستانية المتشددة. و"فرسان الصحابة" هي جماعة "ديوبندية" متطرفة ظهرت في منتصف الثمانينيات كرد فعل على الصراع بين السنة والشيعة الباكستانيين. و"الديوبندية" هي تيار فكري، يُنسب إلى جامعة ديوبند في الهند. بحسب المركز الوطني الأميركي لمكافحة الإرهاب، يسعى عسكر جنجوي إلى تحويل باكستان إلى دولة سنية تهيمن عليها الديوبندية.
التأسيس
قام مقاتلون سابقون كانوا ينتمون للجماعة الإسلامية الباكستانية (الإخوان المسلمين)، وهم رياض البصرة، ومالك إسحاق، وأكرم لاهوري، بتأسيس عسكر جنجوي في عام 1996 بعد انفصالهم عن الجماعة الإسلامية الباكستانية، زاعمين أن "الإخوان" انحرفوا عن تعاليم المؤسس، وفق بحث منشور على موقع جامعة ستافورد الأميركية. ومنذ ذلك الحين، قامت عسكر جنجوي بإثارة العنف الطائفي في باكستان حيث قتلت المئات من الشيعة، كما استهدفت أيضا سياسيين رفيعي المستوى، وأقليات عرقية أخرى، والمصالح والنفوذ الغربي في باكستان. غالبًا ما يتم تصنيف عسكر جنجوي كواحدة من أكثر المنظمات سرية في العالم ولا يُعرف عنها سوى القليل من المعلومات.
أبرز القادة
رياض البصرة :
كان البصرة أحد مؤسسي جماعة عسكر جنجوي وأحد كبار قادتها. قاد المنظمة حتى وفاته في عام 2002، في اشتباك مسلح ضد القوات الباكستانية.
أكرم لاهوري
كان لاهوري أحد مؤسسي عسكر جنجوي وتولى القيادة بعد مقتل البصرة عام 2002. تم القبض عليه بعد شهر من وفاة البصرة وتم شنقه في باكستان في يناير 2015.
قاري عبد الحي
كان عبد الحي قائدا للمجلس الاستشاري لجماعة عسكر جنجوي، لكنه انفصل عن الجماعة بسبب خلافات استراتيجية مع البصرة.
رضوان أحمد
كان أحمد زعيما لجماعة عسكر جنجوي ولعب دورا كبيرا في التخطيط لهجمات انتحارية . اعتقل عام 2007.
قاري ظفر
يقال إن ظفر قاد عسكر جنجوي في أوائل العقد الأول من القرن الحالي. قُتل في غارة جوية أميركية بطائرة بدون طيار في فبراير 2010.
مالك إسحاق
كان إسحاق أحد مؤسسي عسكر جنجوي، وربما تولى القيادة العملياتية للجماعة بعد إطلاق سراحه من السجن في عام 2011، ليتم اعتقاله مرة أخرى في عام 2013. قُتل في اشتباك في يوليو 2015 .
لهيكلة
يتكون عسكر جنجوي من ثماني خلايا منتشرة في جميع أنحاء باكستان يحكمها "أمراء" مستقلون. تنشط سبع من هذه الخلايا على الأقل، وهي عسكر جنجوي العلمي، ومجموعة آصف شوتو، ومجموعة أكرم لاهوري، ومجموعة نعيم بخاري، ومجموعة قاري ظفر، ومجموعة قاري شكيل، ومجموعة فاروق بنغالي في كراتشي، أكبر مدن باكستان. وغالبا ما تنسق هذه الخلايا مع فصائل حركة طالبان الباكستانية في كراتشي عند استهداف وكالات إنفاذ القانون والشيعة. ولدى عسكر جنجوي عضوية متداخلة أيضا مع الجماعات السنية المتطرفة الأخرى التي تتخذ من باكستان مقرا لها، بما في ذلك تنظيم القاعدة وحركة طالبان الباكستانية. اشتبهت السلطات الباكستانية في تعاون عسكر جنجوي مع هذه الجماعات في هجوم عام 2009 على المقر العام للجيش الباكستاني في إسلام أباد وفي عدة هجمات في عام 2010 استهدفت إدارة التحقيقات الجنائية الباكستانية.
أبرز الهجمات
يؤكد المركز الوطني الأميركي لمكافحة الإرهاب، أنه تم ربط أعضاء عسكر جنجوي بعدد من عمليات الاختطاف والقتل للغربيين في المنطقة، مثل مقتل أربعة من عمال النفط الأميركيين في كراتشي عام 1997، واختطاف وإعدام الصحفي الأميركي، دانييل بيرل عام 2002، واختطاف صهر الرئيس السابق للجنة هيئة الأركان المشتركة الأميركية، واختطاف مواطن أميركي في أغسطس 2011 والذي أعلن تنظيم القاعدة مسؤوليته عنها فيما بعد. وفي عام 2013، أعلن عسكر جنجوي مسؤوليته عن بعض الهجمات الطائفية الأكثر دموية في تاريخ باكستان. في يناير من تلك السنة، تعرضت قاعة بلياردو في كويتا بإقليم بلوشستان لانفجارين، الأول نفذه انتحاري، ثم بعد حوالي 10 دقائق انفجرت سيارة مفخخة، مما أسفر عن مقتل 92 شخصا وإصابة أكثر من 120 آخرين، معظمهم من الشيعة. وفي فبراير من ذات العام، انفجرت عبوة كانت مخبأة في صهريج مياه في سوق مزدحم في بلدة الهزارة، وهي منطقة ذات أغلبية شيعية على أطراف مدينة كويتا. وأدى الانفجار إلى مقتل 81 شخصا وإصابة 178 آخرين، ما أثار الغضب والإحباط بين الشيعة بسبب عجز السلطات عن قمع عسكر جنجوي. كما أعلنت الجماعة، مع تنظيم القاعدة، مسؤوليتها عن الهجوم الانتحاري الذي وقع في يونيو 2013 في كويتا ضد حافلة تقل طالبات جامعيات باكستانيات. وكانت انتحارية بين المهاجمين، وقُتل ما لا يقل عن 25 شخصا، بما في ذلك هجوم لاحق على مستشفى قريب. وقد صنفت وزارة الخارجية الأميركية جماعة عسكر جنجوي كمنظمة إرهابية أجنبية في يناير 2003.