إيران تتحدث عن مشاورات لوقف الضربات الأميركية - البريطانية على الحوثيين..
إيران تتحدث عن مشاورات لوقف الضربات الأميركية - البريطانية على الحوثيين..
طهران ألقت باللوم على «حرب غزة» في هجمات البحر الأحمر
لندن - طهران: «الشرق الأوسط».. قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، إن ما يحدث في البحر الأحمر «نتيجة ما يحدث في قطاع غزة»، مشيراً إلى أن طهران تجري مشاورات لوقف الهجمات الأميركية - البريطانية على جماعة «الحوثي». وأفاد كنعاني، خلال مؤتمر صحافي أسبوعي، بأن بلاده تجري مشاورات لوقف الهجمات الأميركية والبريطانية على الحوثيين في اليمن. وقال إن «إجراءات هذين البلدين تنتهك سيادة وسلامة أراضي بلد مستقل وعضو في الأمم المتحدة»، واصفاً الهجمات بـ«العدوانية والتعسفية». وأضاف: «هذه الإجراء غير القانوني والأحادي يظهر أن البلدين اللذين يدّعيان أنهما لا يسعيان لتوسيع نطاق الحرب في المنطقة، لكن الهجمات تناقض مزاعمهما، يسعيان وراء زعزعة الاستقرار وانعدام الأمن وتوسع الحرب من الأراضي الفلسطينية إلى النقاط الأخرى». وتشن حركة الحوثي الموالية لإيران هجمات بطائرات مسيّرة وصواريخ على السفن في البحر الأحمر وخليج عدن منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي فيما تقول إنه دعم للفلسطينيين في الحرب بين إسرائيل وحركة «حماس» في قطاع غزة. ورداً على هجمات الحوثيين، بدأت القوات الأميركية والبريطانية شن هجمات جوية على مواقع الحوثيين. وقال المتحدث باسم «الخارجية» الإيرانية إن الهجمات «مدانة» من قبل بلاده، وقال: «مزاعمهم باطلة؛ ما يحدث في البحر الأحمر نتيجة الجرائم في قطاع غزة. لقد أعلنت الجمهورية الإسلامية موقفها الصريح للبريطانيين والأميركيين وعبر وسائل إعلام وعبر الوسطاء»؛ وفق ما أوردت وكالة «إيسنا» الحكومية.
سلع إسرائيل في إيران
وسئل كنعاني عن قائمة أعدتها وزارة الخارجية الإيرانية لمقاطعة السلع الإسرائيلية، فأجاب: «مقاطعة السلع الإسرائيلية مطلب لكل الأحرار في العالم، ونظراً إلى تأكيدات المرشد (علي خامنئي) فإننا نعتقد إنه إذا قطعت شرايين هذا النظام، ولو من قبل الدول الإسلامية، فإنه لا توجد إمكانية لاستمرار جرائمه بهذا الحجم». وأوضح المتحدث: «وزارة الخارجية مكلفة؛ بموجب قانون البرلمان، رصد وإعداد قائمة الشركات والسلع المرتبطة بإسرائيل، وهي ملتزمة بواجبها». وقال: «خلال السنة الماضيةـ أكملنا القائمة الموجودة»، لافتاً إلى أن «الخارجية» أبلغت بها وزارة التجارة ومنظمة الجمارك الإيرانية. في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، طالب رئيس البرلمان الإيراني، محمد باقر قاليباف، وزارة الخارجية بتقديم قائمة من البضائع المرتبطة بالشركات الإسرائيلية. ونقلت وسائل إعلام إيرانية حينها عن قاليباف أنه «على الحكومة أن تتخذ الإجراءات اللازمة لمنع استيراد هذه السلع». وقال كنعاني: «لن تدخل أي سلعة إسرائيلية معروفة إلى إيران... يحظر هذا، وإعداد القائمة يهدف إلى قيام الجمارك بعمل أفضل من أجل عدم من دخول هذه السلع».
غزة ما بعد الحرب
وقال كنعاني إن «الكيان الصهيوني؛ لتحقيق أهدافه، لا يرغب في وقف الحرب والتوصل إلى هدنة. في الواقع إن هذا النظام ونتنياهو يسعيان لتحقيق مصالحهما الخاصة، عبر استمرار الحرب وانعدام الأمن والاستقرار»، مشدداً على أن بلاده ترفض «ربط وقف إطلاق النار بقضايا مثل إدارة غزة بعد الحرب». ودافع كنعاني عن أفعال جماعات «محور المقاومة»، في إشارة إلى زيارة وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان الأخيرة إلى بيروت. وتعليقاً على مقتل ضباط من «الحرس الثوري» الإيراني في سوريا الشهر الماضي، قال كنعاني إن «المسؤولين المعنيين أعلنوا أنه لم ولن يمر أي عمل ضد إيران دون رد، وسنرد على أي عمل قام به الكيان الصهيوني. لقد جرب المسؤولون الصهاينة مرات عدة مرارة الصفعات الإيرانية». ولم يعلق كنعاني على تقارير تحدثت عن طلب إيراني من الجماعات المسلحة الموالية لها بوقف الهجمات على القوات الأميركية. والأحد، نقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن مسؤولين لبنانيين وعراقيين، أن إيران على الرغم من التهديدات العلنية بالرد، فإنها «حضت (حزب الله) والجماعات المسلحة الأخرى على ممارسة ضبط النفس ضد القوات الأميركية» خشية مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة. وصرح مسؤول أميركي بأن إيران «ربما أدركت أن السماح لوكلائها بقدرة غير مقيدة على مهاجمة القوات الأميركية وقوات التحالف، لا يخدم مصالح طهران». وقال مسؤول عراقي على صلة وثيقة بالميليشيات إن «إيران تبذل قصارى جهدها لمنع توسع الحرب والتصعيد من الوصول إلى نقطة اللاعودة». وأشارت الصحيفة إلى إشادة وزير الخارجية الإيراني بالمجموعات المسلحة وتعهده بمواصلة الدعم، لكن في السر اعتمد المبعوثون الإيرانيون نبرة أكثر اعتدالاً، مع «حزب الله»، محذرين بأن «الحرب مع إسرائيل ستخاطر بمكاسب ثمينة في المنطقة»، وفقاً لمصادر «واشنطن بوست». وتؤكد الولايات المتحدة أن طهران تتمتع بمستوى عالٍ من السيطرة على من تسميهم «وكلاء» لإيران في المنطقة. وتقول طهران إنها قدمت التمويل والمشورة والتدريب للحلفاء. كانت وكالة «رويترز» قد نقلت الأحد عن مصادر إيرانية وعراقية أن زيارة قائد «فيلق القدس» الإيراني إسماعيل قاآني إلى بغداد أدت إلى وقف الهجمات على القوات الأميركية التي تشنها الميليشيات العراقية الموالية لإيران. وقالت المصادر إن قاآني التقى ممثلي فصائل مسلحة عدة في مطار بغداد يوم 29 يناير (كانون الثاني) الماضي، بعد أقل من 48 ساعة من اتهام واشنطن هذه الفصائل بالوقوف وراء مقتل 3 جنود أميركيين في «موقع البرج 22» العسكري بالأردن. وأضافت المصادر أن قاآني أبلغ الفصائل المسلحة بأن سفك الدماء الأميركية يخاطر برد أميركي عنيف، وأنه يتعين عليها أن تبتعد عن المشهد لتجنب شن ضربات أميركية على كبار قادتها أو تدمير بنيتها التحتية الرئيسية أو حتى الانتقام المباشر من إيران. ومنذ 4 فبراير (شباط) الحالي، لم تقع هجمات على القوات الأميركية في العراق وسوريا، مقارنة بأكثر من 20 هجوماً في الأسبوعين السابقين لزيارة قاآني. وقال كنعاني إن «قوى المقاومة لا تأخذ الأوامر منا، والجمهورية الإسلامية ليست لديها قوات وكيلة في المنطقة لكي تقوم بهذه الأعمال نيابة عن إيران، فهي تتخذ القرار في إطار مصالحها ومصالح الحكومات ومبادئها المعلنة».