الصراع في سوريا يثير نعرات قبلية وآمالا للسنة في العراق، شيوخ عشائر الأنبار يعترفون بدعم المقاتلين السوريين من أجل وصول نظام سني....التاريخ هو الذي يتهم!

المعارضة السورية «تشتبك» مع واشنطن.. ..تقرير: طائرات استطلاع إيرانية في الأجواء السورية...الصين تقدم مبادرة من 4 نقاط لوقف العنف على مراحل في سوريا، دون ضمانات للالتزام بتنفيذها...موسكو: الأسد يدرك أن رحيله بمثابة انتحار والنظام السوري قادر على مواصلة الحرب...بن حلي: الأزمة السورية دخلت «نفقا مظلما»

تاريخ الإضافة السبت 3 تشرين الثاني 2012 - 4:53 ص    عدد الزيارات 3043    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

المعارضة السورية «تشتبك» مع واشنطن.. والصين تدخل على خط المبادرات، الطيران الحربي يتابع غاراته الشرسة على ريف دمشق وتحليق كثيف على العاصمة


بيروت: بولا أسطيح وكارولين عاكوم واشنطن: هبة القدسي ... اشتبكت المعارضة السورية، أمس، في تلاسن مع واشنطن، عقب تصريحات وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، أول من أمس، التي أشارت فيها إلى أن «المتطرفين يختطفون الثورة السورية»، وكذلك حول «تجاوز» واشنطن لمرحلة المجلس الوطني السوري كممثل «يتزعم» المعارضة السورية.
وحمل رئيس المجلس، عبد الباسط سيدا، المجتمع الدولي مسؤولية «وجود التطرف في سوريا» نظرا «لعدم دعم الشعب السوري» في مواجهة نظام الرئيس بشار الأسد، بينما انتقد مدير مكتب العلاقات الخارجية في المجلس الوطني السوري، رضوان زيادة، الموقف الأخير لكلينتون بشدة، معتبرا أنه يصب في خانة «عمل الولايات المتحدة الأميركية، بشكل منهجي، على تحطيم المجلس الوطني».. واعتبر المعارض السوري، هيثم المالح، موقف كلينتون «تدخلا سافرا في الشؤون السورية الداخلية»، بينما قال المعارض السوري مؤمن كويفاتية، المنسق الإعلامي لاتحاد تنسيقية الثورة السورية بالقاهرة، إن «التآمر الدولي على الثورة السورية أصبح مكشوفا، وهناك مؤشرات لتصوير ما يجري على الأرض في سوريا حاليا على أنه حرب أهلية، وليس ثورة».
من جهة أخرى، دخلت الصين أمس على خط المبادرات المقترحة لإنهاء الأزمة السورية، وذلك عبر إعلان وزير الخارجية يانغ جيه تشي عن مبادرة جديدة لوقف العنف، تتضمن أربع نقاط لوقف إطلاق النار في منطقة تلو أخرى ومرحلة تلو أخرى، مشيرا إلى أنه تمت مناقشتها مع المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي أثناء وجوده في بكين.
ميدانيا، تابع الطيران الحربي السوري غاراته الشرسة على ريف دمشق، وقال ناشطون إن مروحيات الجيش النظامي السوري كثفت تحليقها على العاصمة السورية، لافتين إلى أن مروحيات النظام ألقت عددا من البراميل المتفجرة على أحياء دمشق وريفها.
 
تقرير: طائرات استطلاع إيرانية في الأجواء السورية، العقيد الحمود لـ«الشرق الأوسط»: وجودها ليس جديدا.. إنما عملها تكثف بشكل ملحوظ في الفترة الأخيرة

بيروت: كارولين عاكوم ... «وزوازة» هو الاسم الذي اختاره السوريون للتعريف بالطائرات التي يقولون إنها إيرانية، والتي يلاحظ وجودها بشكل كبير في الأيام الأخيرة تحلق في الأجواء السورية، بحسب ما ذكرت قناة «CNN» الأميركية. وذكرت القناة أنه في الوقت الذي تسمع فيه بين الحين والآخر أصوات الانفجارات، تشاهد هذه الطائرات الصغيرة تحلق في الأجواء، وقد أطلق عليها الثوار اسم «وزوازة»، بسبب الأزيز الناجم عنها، ويقولون إنها نوع من الطائرات الفتاكة العاملة من دون طيار.
وفي حين قال مصدر قيادي في الجيش السوري الحر في حلب، إنه لا تتوافر معلومات دقيقة لديه حول هذا الأمر، أكد العقيد عارف الحمود نائب رئيس أركان الجيش الحر، لـ«الشرق الأوسط» وجود هذه الطائرات في سوريا، مضيفا: «إنه وإن كان تحليقها مكثفا في الفترة الأخيرة، فإن حضورها في الأجواء السورية ليس جديدا، بل كانت قد بدأت عملها منذ نهاية عام 2011 بعد أشهر قليلة من بدء الثورة، مع العلم بأن قوات النظام السوري لم تكن تملك هذا النوع من الطائرات قبل ذلك».
وأشار الحمود، إلى أن هذه الطائرات تقلع من مطار «أبو ضهور» في إدلب وتجول في الأجواء السورية بإشراف خبراء إيرانيين وروس، وهي معروفة بدقة المعلومات التي تنقلها. وعما إذا كان هناك أدلة تثبت أن هذه الطائرات إيرانية، قال الحمود: «هناك الكثير من العناصر في الجيش الحر الذين انشقوا من الدفاع الجوي يؤكدون لنا هذه المعلومات، إضافة إلى أن لدينا (عيونا) منتشرة أينما كان في سوريا».
كذلك، لفت تقرير قناة «CNN»، إلى أن الأيام القليلة الماضية قد شهدت أعنف الضربات الجوية، وهذا ما يؤكده نشطاء المعارضة، حيث إن الغارات الجوية تزايدت بشكل غير مسبوق منذ فشل هدنة وقف إطلاق النار في عيد الأضحى، مرجحين أن تزايد حدة القصف ودقته جاءا بمساعدة هذه الطائرات، التي يتهمون إيران بإرسالها للنظام السوري.
ويقول مقاتلو الجيش الحر، إنهم عثروا على هذه الطائرات في حلب، بينما وجدوا كتيبات تحمل صورة المرشد الإيراني علي خامنئي، الأمر الذي يبدو إثباتا لاتهامهم إيران بالوقوف وراء إرسالها إلى النظام السوري.
وبينما تنفي طهران تزويد النظام السوري بأي مساعدات عسكرية، لم تعلق على هذه الاتهامات الخاصة بالطائرات. وتعليقا على الفيديو الذي نشره بعض الناشطين يظهر طائرة من دون طيار، قال بعض خبراء الدفاع لـ«CNN» إنها تشبه طائرة «المهاجر 4» الإيرانية، وتشير المحطة إلى أنها لم تستطع التحقق بشكل مستقل من صدقية هذه الصور.
وقال المتحدث باسم البعثة البريطانية لدى الأمم المتحدة لـلقناة: «نشعر بقلق عميق من معلومات موثوقة بأن إيران تقدم الدعم العسكري للنظام السوري».
 
دمشق في حالة حرب: قصف وانفجارات وتحذيرات من كارثة إنسانية في الريف، 1400 قتيل في ريفها خلال الشهر الماضي

بيروت: بولا أسطيح لندن: «الشرق الأوسط».. شهدت العاصمة السورية دمشق أمس واحدا من أعنف الأيام قصفا ودمارا ودموية، إذ تحدث ناشطون عن دوي انفجارات وعن قصف عنيف طال أحياء الحجر الأسود والعسالي، تماما كمجمل مناطق الريف.
وقال ناشطون إن مروحيات الجيش النظامي السوري قصفت حيي الحجر الأسود والعسالي في دمشق، لافتين إلى أن مروحيات النظام ألقت عددا من البراميل المتفجرة على الأحياء الدمشقية. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن انفجارين شديدين دويا في منطقة الحجر الأسود بمدينة دمشق.
وانفجرت عبوتان ناسفتان، أول من أمس، في منطقة المزة بدمشق، أسفرتا عن قتيل وعدد من الجرحى وأضرار مادية. وقال مصدر رسمي إن التفجير وقع قرب جامع الهدى في مزة جبل بدمشق، مما أدى إلى مقتل شخص ووقوع أضرار مادية في مكان الانفجار، بينما أشار ناشطون إلى أن الانفجار استهدف ثلاثة أكشاك يتهم أصحابها بأنهم من الشبيحة. بينما نفذت قوات الأمن عمليات مداهمة واعتقالات أمس في حارة الزيات قريبا من جامع المصطفى، كما شهد حيا بزرة وتشرين إطلاق نار كثيفا.. كما انفجرت عبوة ناسفة أمام ملعب الجلاء على أوتوستراد المزة، مما أدى إلى وقوع عدد من الجرحى وأضرار مادية. وشمل القصف بالأمس مدن وبلدات السيدة زينب وجسرين ويلدا وبيت سحم بريف دمشق، مما أدى إلى سقوط عشرات الجرحى، كما وقعت اشتباكات في بلدة السيدة زينب. أما زملكا، فقد تعرضت لثلاث غارات صباحا استهدفت محيط الجامع الكبير، كما قصفت الطائرات بلدة كفربطنا «بالقنابل والصواريخ الفراغية وأحدثت دمار كبيرا، بالإضافة إلى سقوط عشرات الجرحى»، بحسب ما قاله ناشطون في ريف دمشق لـ«الشرق الأوسط». وتلقت «الشرق الأوسط» نسخة عن التقرير الشهري الذي يعده مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق، وقد تبين فيه أن 1404 أشخاص قضوا خلال شهر أكتوبر (تشرين الأول) بمعدل مقتل 45 شخصا يوميا.‏ وقال الناشط ربال، من مجلس قيادة الثورة، لـ«الشرق الأوسط» إن الطيران الحربي قصف يوم أمس مدينة كفربطنا، مما أدى إلى انفجارات كبيرة، كما استكمل قصفه العشوائي لمدينة دوما، مما أدى إلى وقوع عدد من القتلى. وفي حرستا، أفاد الناشطون بأن طائرات الميغ تقصف المدينة بعنف، وسط اشتباكات متواصلة بين الجيشين «الحر»، و«النظامي» الذي حاول اقتحام المدينة من محاور عدة، كما قصفت طائرات الميغ بلدة جسرين بريف دمشق، وسط حالة من الذعر والهلع بين الأهالي.
وأضاف الناشطون أن النظام يقطع الكهرباء والماء، محذرين من «كارثة» إنسانية بسبب الماء الآسن المتدفق في شوارع المدينة. وقالت لجان التنسيق المحلية إن 4 قتلى وجرحى سقطوا جراء القصف بالقنابل العنقودية بدير العصافير بريف دمشق. وقال سكان إن طائرات الميغ قصفت بلدة دير العصافير بالقنابل الفراغية والعنقودية، وسقط في البلدة أكثر من عشرة قتلى وعشرات الجرحى، وهناك ضحايا ما زالوا تحت أنقاض المباني التي سقطت على رؤوس ساكنيها.
إلى ذلك، شنت الطائرات الحربية ثلاث غارات جوية على قريتي تلمنس ومعرشمارينن في محافظة إدلب، وقتل 28 جنديا نظاميا سوريا على الأقل في هجمات شنها مقاتلون معارضون على حواجز عسكرية في شمال البلاد، بحسب ما أفاد المرصد. وقال المرصد: «قتل 28 عنصرا من القوات النظامية على الأقل، إثر هجوم نفذه مقاتلون من عدة كتائب على ثلاثة حواجز للقوات النظامية غرب وشمال مدينة سراقب» الواقعة في محافظة إدلب بشمال غربي سوريا.
وأشار إلى أن المقاتلين استهدفوا «حاجزي إيكاردا على طريق حلب سراقب، حيث تم الاستيلاء على عربات مدرعة من الحاجزين». كما «تم تدمير حاجز حميشو على طريق سراقب - أريحا». ونقل المرصد عن ناشطين في المنطقة أنهم «شاهدوا جثث عناصر القوات النظامية على الحواجز»، وأدت هذه الهجمات أيضا إلى مقتل خمسة من المقاتلين المعارضين. وأشار مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، إلى أن المقاتلين شنوا هجمات صباح اليوم على هذه الحواجز «التي تعرض محيطها للقصف بالطيران الحربي».
هذا ودارت «اشتباكات متقطعة بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة ومقاتلين من جبهة النصرة» في محيط معسكر وادي الضيف الواقع على بعد نحو كيلومترين شرق معرة النعمان. وذكر ناشطون أن قتلى وجرحى من قوات النظام سقطوا في انفجار قرب كلية الحقوق بمدينة إدلب.
وفي غضون ذلك، قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن قوات النظام قامت بإعدام أحد عشر شخصا من حي كازو في حماه، «حيث تم خطفهم يوم الأربعاء من قبل الشبيحة، وتم العثور عليهم الخميس وهم مذبوحون بالسكاكين».
وفي حلب، قصف الطيران الحربي بعنف بلدتي خان العسل وكفرناها بريف حلب، وألقى عددا من البراميل المتفجرة. وقال ناشطون سوريون إن اشتباكات عنيفة دارت في محيط فرع المخابرات الجوية بين الجيشين «النظامي» و«الحر» في مدينة حلب.
وأوضح المرصد أن حي السكري بحلب تعرض لقصف القوات النظامية فجر الخميس، بينما دارت اشتباكات بين القوات النظامية والكتائب الثائرة المقاتلة في مناطق متفرقة من حلب. وتعرض حي السكري في حلب وبلدات دير حافر والسفيرة وتل حديا بريفها للقصف من قبل القوات النظامية عند منتصف ليل الأربعاء/الخميس، «مما أدى إلى سقوط جرحى»، في حين شهدت عدة أحياء أخرى في المدينة «اشتباكات بين القوات النظامية والكتائب الثائرة المقاتلة».
وطال القصف كذلك منطقة اللجاة وبلدات الغارة الغربية والمسيفرة في ريف درعا من بعد منتصف ليل الأربعاء/الخميس، بينما تجدد القصف من قبل القوات النظامية على بلدة داعل صباح يوم الخميس. ومن الرستن، تحدث ناشطون عن استمرار حصار المنطقة وسط قصف عنيف، قضى على ما تبقى من مبانيها.
 
ناشطون سوريون يتهمون النظام بتدبير تفجيرات في دمشق، كجزء من استراتيجيته لتخويف الأقليات

بيروت: «الشرق الأوسط».. طرح التفجير الذي استهدف قبل 3 أيام حي السيدة زينب في جنوب دمشق، حيث يوجد أحد أهم المقامات عند الطائفة الشيعية، الكثير من الأسئلة حول المستفيد من هذه التفجيرات التي تقع في أحياء ذات هوية طائفية معينة.
ففي مطلع الأسبوع، قتل أكثر من 11 شخصا بانفجار سيارة مفخخة في مدينة جرمانا، إحدى ضواحي العاصمة السورية دمشق، التي تقطنها غالبية درزية. وفي 20 من الشهر الماضي، سقط ما لا يقل عن 13 شخصا وأصيب عشرات آخرون، واحترقت عدة سيارات في تفجير وقع في باب توما - الحي الذي تقطنه غالبية مسيحية شرق دمشق.
ويعتبر الناشطون السوريون المناهضون لنظام الرئيس بشار الأسد أن هذه التفجيرات مترابطة وتصب في خانة واحدة. وفي هذا الإطار، يقول علاء، وهو ناشط دمشقي: «سياق هذه التفجيرات واحد، استهداف أحياء تسكنها أقليات دينية ومذهبية بهدف تخويفها وإلصاق التهمة بـ(الجيش الحر)».
وفي حين يتهم الناشط المعارض النظام السوري بالوقوف وراء هذه الانفجارات، لا يستبعد استمرارها وتوسع نطاقها، ويضيف: «قد ينتقلون إلى استهداف الكنائس ودور العبادة، وربما يقدمون على اغتيال رجال دين مسيحيين وشيعة ودروز وعلويين، فالنظام السوري قد يفعل أي شيء لضمان الأقليات في صفه».
ويربط نادر، وهو من سكان حي باب توما الدمشقي، «بين حدوث الانفجار في الحي الذي نشأ فيه، وقرار المسيحيين - ولا سيما رجال الكنيسة - رفض العرض الذي قدمه لهم النظام بالتسلح للدفاع عن أنفسهم ضد الثوار».. ويقول الشاب المتعاطف مع الثورة: «أراد النظام أن يوجه رسالة إلى المسيحيين إما أن تكونوا معنا، أي تتسلحوا وتخوضوا الحرب إلى جانبنا، أو تموتوا عبر التفجيرات وما سواها».
ورغم إصراره على أن المسيحيين يقفون إلى جانب الثورة، يعترف نادر بأن «قسما لا بأس به من المسيحيين ما زال مترددا»، وهو لا يستبعد في هذا الصدد أن «تكون التفجيرات في الأحياء المسيحية هدفها تخويف هؤلاء ودفعهم إلى الوقوف إلى جانب النظام في حربه ضد الشعب السوري».
ويتساءل نديم، عضو تنسيقية دمشق جرمانا للثورة السورية: «لماذا تقع الانفجارات في المناطق التي لا يزال النظام يتمتع بنفوذ فيها؟»، ويضيف: «ولماذا لا نرى تفجيرات مماثلة في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة؟ إذا كان النظام يتهم إرهابيين وتكفيريين بتدبير هذه التفجيرات، لماذا لا يفجر هؤلاء في مناطق أخرى؟».
ويعيش في مدينة دمشق نحو 4 ملايين نسمة، يشكل المسلمون السنة نحو 93% منهم، يليهم الأكراد الذين يشكلون 4% ويتمركزن في حي ركن الدين شمال المدينة. كما يقطن في دمشق أعدادا كبيرة من المسيحيين، أغلبهم من الروم الأرثوذكس الإنطاكيين والروم الملكيين الكاثوليك، ومن أشهر أحيائهم باب توما والقصاع.
وقد احتضنت العاصمة السورية - بعد وصول الرئيس حافظ الأسد إلى السلطة - آلاف العلويين، وهم يقيمون في عدة مناطق من أبرزها «منطقة 86» الواقعة في حي المزة غرب دمشق، بالإضافة إلى حي الورود ومنطقة الهامة وعش الورور وأماكن أخرى. كما توجد في المدينة جاليات إيرانية وعراقية تعتنق المذهب الشيعي الاثنا عشري، إضافة إلى الأرمن والشركس والسريان.
 
الاشتباكات بين العرب والأكراد تضيف مزيدا من التعقيد على الصراع في سوريا، تحذيرات من احتمال اندلاع حرب بين الأكراد أنفسهم

بيروت: ليز سلي* ... يهدد القتال الدائر بين الأكراد والثوار العرب في شمال سوريا، الذي استمر لنحو الأسبوع تقريبا، بفتح جبهة جديدة في المعركة الدموية الدائرة بالفعل في سوريا من أجل السيطرة على البلاد، مما يبرز مدى تعقيد هذا الصراع الذي يهدد بتأجيج التوترات العرقية والطائفية في شتى أنحاء الإقليم.
قامت قيادة الجيش السوري الحر وممثلو الأكراد في تركيا ببذل جهود كبيرة يوم الأربعاء الماضي في المفاوضات الرامية لإنهاء هذه الاشتباكات، التي خلفت أكثر من 40 قتيلا من كلا الجانبين، فضلا عن احتجاز عشرات الرهائن الآخرين.
كشف اندلاع أعمال العنف عن وجود بعض الخلافات المتزايدة، التي لم يتم تسليط الضوء عليها كثيرا، بين قوات المعارضة السورية، ومعظمها من العرب، التي تسعى للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، وبين الأكراد السوريين، الذين ينظرون إلى هذه الثورة باعتبارها فرصة لتوسعة نطاق تطلعاتهم القديمة بالحصول على الحكم الذاتي - أو ربما الاستقلال - في المناطق الكردية في شتى أنحاء الإقليم.
يقول جوست هلترمان، نائب مدير «برنامج دراسات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا» في «مجموعة الأزمات الدولية»: «يمهد هذا الأمر الطريق لصراع سوف يندلع في المستقبل». يؤكد هلترمان أنه ما لم تقم المعارضة السورية، المنقسمة بالفعل، باتخاذ بعض الخطوات لمعالجة التطلعات الكردية بطريقة جدية، فسوف تكون هناك فرص كبيرة لاندلاع حرب عربية - كردية عقب حدوث أي تغيير في نظام الحكم في دمشق.
كانت هذه الاشتباكات صغيرة النطاق؛ إذا ما قورنت بالمعارك العنيفة التي تجتاح البلاد بين قوات الثوار والموالين للأسد. قالت لجان التنسيق المحلية المعارضة في سوريا إن 104 أشخاص على الأقل قد لقوا مصرعهم يوم الأربعاء الماضي، حيث قضى كثير منهم جراء الغارات الجوية التي تعتمد عليها الحكومة بصورة متزايدة لمحاولة سحق الثورة. لقي 7 أشخاص مصرعهم إثر انفجار قنبلة بالقرب من ضريح السيدة زينب، وهو موقع شيعي شديد الأهمية ويقع على مشارف العاصمة السورية دمشق. حذر الشيعة العراقيون من أن إلحاق أي ضرر بالضريح من شأنه أن يدفعهم للدخول في المعركة الدائرة في سوريا.
تضيف الاشتباكات بين العرب والأكراد بعدا جديدا للصراع الذي يهدد بالانتقال إلى الدول المجاورة لسوريا، بما في ذلك تركيا، التي أعربت عن مخاوفها المتنامية من الإصرار الذي يبديه الأكراد السوريون منذ انسحاب جيش الأسد من شمال شرقي البلاد في شهر أغسطس (آب) الماضي، مما أعطي الأكراد السيطرة الفعلية على هذه المنطقة.
اندلعت الاشتباكات يوم الجمعة الماضي، عقب ما بدا أنه سوء تفاهم بين وحدات الجيش السوري الحر، التي تقاتل لطرد القوات الحكومية من مدينة حلب في شمال البلاد، وبين الميليشيات السورية الكردية الرئيسية، والتي ظلت تؤكد باستمرار على سيطرتها على المناطق الكردية التي تقع شمالي البلاد.
قامت قوات الجيش السوري الحر بدخول حي الأشرفية الكردي في اليوم السابق بموجب ما أكدوا أنه اتفاق مع الجناح العسكري لـ«حزب الاتحاد الديمقراطي» الكردي، المتحالف مع الميليشيات الكردية الموجودة في المناطق الحدودية مع تركيا.
وفي يوم الجمعة، قام الأكراد بتنظيم مظاهرات ضد الثوار، خوفا من أن يؤدي وجودهم في الحي إلى دفع الحكومة لتنفيذ بعض الأعمال الانتقامية التي قد تأتي في صورة غارات جوية أو قصف مدفعي. قام كلا الجانبين بتقديم روايات متضاربة عن كيفية اندلاع القتال بالضبط، ولكن مقطع فيديو قامت إحدى القنوات الإخبارية الكردية برفعه على الإنترنت يوضح جليا إطلاق بعض الأعيرة النارية على المتظاهرين، مما دفع «حزب الاتحاد الديمقراطي» الكردي إلى الرد، وهو الأمر الذي لم ينته إلا بعد وقوع 30 قتيلا من صفوف الثوار و15 قتيلا من صفوف المقاتلين الأكراد، فضلا عن طرد الثوار من الحي.
وبعد مرور يومين، امتدت الاشتباكات إلى المنطقة الشمالية من محافظة حلب، حيث قام الثوار بطرد القوات الحكومية منذ أشهر. شهدت عمليات تبادل المئات من الرهائن، الذين قام الطرفان بإلقاء القبض عليهم في الاشتباكات التي وقعت في حلب، توترا كبيرا عقب عودة أحد الرهائن الأكراد مقتولا، حيث كانت علامات التعذيب التي قامت بها قوات الثوار تبدو واضحة على جسده. قام مقاتلو المعارضة في مدينة إعزاز الحدودية بإطلاق بعض القذائف على قرية قسطل جندو الكردية المجاورة. وفي صباح يوم الأربعاء الماضي، نصب مقاتلو «حزب الاتحاد الديمقراطي» كمينا لمقاتلي الثوار بالقرب من معبر باب السلامة الحدودي مع تركيا الذي يسيطر عليه الثوار، مما أسفر عن مقتل شخص وإصابة اثنين.
تزيد الانقسامات التي تحدث في كلا الجانبين من تعقيد المعركة، وهو ما يثير بعض التساؤلات حول إمكانية احتواء أعمال العنف.
وصف العقيد مالك الكردي، المتحدث باسم الجيش السوري الحر في تركيا، الهجمات على الأكراد بـ«الخطأ»، مؤكدا أن الوحدات المتورطة في هذه الاشتباكات، التي رفض تسميتها، لا تخضع لسيطرة القيادة الرئيسية للثوار.
يقول بعض الأكراد إن مقاتلي جماعة «جبهة النصرة» المتشددة، التي يشتبه في تبنيها آيديولوجيات تنظيم القاعدة، بدأوا في إطلاق النار في مدينة حلب، مضيفين أن «لواء عاصفة الشمال»، وهي إحدى الوحدات التابعة للثوار، التي لا تخضع لقيادة الجيش السوري الحر، قام بشن هجمات على القرى الكردية انطلاقا من مدينة إعزاز التي يسيطر عليها الثوار.
اتهم أبو لؤي الحلبي، المتحدث باسم قوات الثوار في مدينة إعزاز، الميليشيات الكردية بالسعي لاستغلال مكاسب الثوار في شمالي البلاد لممارسة بعض الضغوط من أجل المطالبة باستقلالهم. يقول الحلبي، في إشارة إلى الحركة الكردية المتمردة التي تشن حربا على تركيا منذ عقود طويلة: «إن ما يحدث أمر في منتهي الوضوح، حيث بات الجيش السوري الحر على وشك الانتهاء من معركته في حلب، لذا تحاول قوات (حزب العمال الكردستاني) احتلال المنطقة لإقامة دولتهم المستقبلية».
ولكن الحركة السورية الكردية وصفت هذه الهجمات بأنها مؤامرة دبرتها تركيا لسحق التطلعات الكردية «والقضاء على الحرية النسبية التي يتمتع بها المواطنون الأكراد في كردستان الغربية»، في إشارة إلى المناطق الشمالية الشرقية من سوريا التي وقعت مؤخرا تحت سيطرة الأكراد. تنقسم ولاءات الأكراد بصورة كبيرة بين «حزب الاتحاد الديمقراطي» و«المجلس الوطني الكردي» الأكثر اعتدالا والذي سعى للتوصل إلى تسوية مع المعارضة السورية. يؤكد كاوا يوسف، من «حركة الشباب الكردي»، وهي جماعة معتدلة متعاطفة مع المعارضة السورية، أن التوترات تزداد الآن بين الأكراد بشأن النهج الذي ينبغي تبنيه في الصراع الدائر في سوريا. يضيف يوسف: «إنها تتحول إلى مشكلة كبيرة للغاية»، محذرا من احتمال اندلاع حرب بين الأكراد أنفسهم.
* ساهم في كتابة هذا التقرير أحمد رمضان وسوزان هيدموس
* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»
 
المجلس الوطني ينتقد «عمل الولايات المتحدة بشكل منهجي على تحطيمه»، معلومات عن إمكانية نقل مقره إلى سوريا وتشكيل هيئة قيادية جديدة للمعارضة في الدوحة

بيروت: بولا أسطيح القاهرة: صلاح جمعة ... أثارت المواقف الأخيرة التي أطلقتها وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون؛ والتي اعتبرت بمثابة تحول نوعي في الموقف الأميركي من المجلس الوطني السوري، جملة من ردود الفعل داخل المجلس، الذي انتقد أعضاؤه ما سموه بـ«عمل الولايات المتحدة بشكل منهجي على تحطيمه»، محملين المجتمع الدولي مسؤولية «وجود التطرف في سوريا» نظرا «لعدم دعم الشعب السوري» في مواجهة نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وكانت كلينتون أعلنت من كرواتيا أن المجلس الوطني السوري لم يعد يعتبر زعيما واضحا للمعارضة، كاشفة عن إعداد قائمة مرشحين للدخول في قيادة المعارضة السورية. وتحدثت عن «معلومات مثيرة للقلق عن متطرفين يتوجهون إلى سوريا ويعملون على تحويل مسار ما كان حتى الآن ثورة مشروعة ضد نظام قمعي، بما يحقق مصالحهم».
وحمل رئيس المجلس الوطني السوري عبد الباسط سيدا المجتمع الدولي مسؤولية «وجود التطرف في سوريا» نظرا «لعدم دعم الشعب السوري» في مواجهة نظام الرئيس بشار الأسد. وقال سيدا إن «المجتمع الدولي هو المسؤول عن وجود التطرف في سوريا لعدم دعمه للشعب السوري»، موضحا أنه «في المناطق المحررة من أيادي النظام هناك حالة فوضى وإحباط لأن النظام ما زال يقتل بشكل جنوني، وفي مثل هذه الحالة طبيعي أن يوجد التطرف من بعض العناصر».
بدوره، انتقد مدير مكتب العلاقات الخارجية في المجلس الوطني السوري رضوان زيادة الموقف الأخير لكلينتون بشدة، معتبرا أنه يصب في خانة «عمل الولايات المتحدة الأميركية بشكل منهجي على تحطيم المجلس الوطني».
وفي حين أمل زيادة أن لا يكون الموقف الأميركي الأخير موقفا نهائيا، رجح أن تكون واشنطن تتصرف بهذا الشكل نتيجة مواقف المجلس الوطني المتمسكة بالجيش الحر والرافضة لأي حل سياسي قبل سقوط النظام. وقال لـ«الشرق الأوسط»: «المجلس الوطني لم يكن أبدا - وكما يشاع - الولد المدلل للإدارة الأميركية؛ والتي لم تدعمه يوما ماليا واقتصر دعمها له سياسيا وخلال فترة محددة»، لافتا إلى أن المواقف الأميركية المتخاذلة من الثورة جعلت النقمة تتنامى في الداخل السوري من السياسة الأميركية المعتمدة في التعاطي مع الملف السوري.
وكشف زيادة أن الولايات المتحدة قد خصصت للمجلس الوطني في القائمة الجديدة التي تعدها للمرشحين لقيادة المعارضة السورية، 15 مقعدا وهو موضوع سيبحثه المجلس في الاجتماع العام الذي سيعقده في الدوحة خلال أيام. وقال: «هذا الاجتماع سيكون حاسما في أكثر من مجال من حيث إعادة الهيكلة وتجديد الروح الشبابية في المجلس، وكذلك من حيث البحث في الخطوات الواجب اتخاذها في المرحلة المقبلة».
وتحدث زيادة عن اجتماع بدأ البحث لعقده داخل سوريا يضم 300 شخصية سورية؛ 25% منها من أعضاء المجلس الوطني، و25% من أعضاء المجالس المدنية والثورية في المناطق المحررة، و25% من رجالات الدولة المنشقين ومن معارضة الخارج، و25% من القوى المسلحة ومن الجيش السوري الحر. وأضاف: «على أن تجتمع هذه الشخصيات ولمرة واحدة في الداخل السوري لاختيار حكومة منفى».
من ناحيته، استغرب المعارض السوري هيثم المالح المواقف الأخيرة للوزيرة كلينتون، التي اعتبرها «تدخلا سافرا في الشؤون السورية الداخلية»، لافتا إلى أن الولايات المتحدة الأميركية تسعى لتصدر قيادة المجتمع السوري لتشكل المعارضة التي تريد والتي تلبي طموحاتها. وقال لـ«الشرق الأوسط»: «أميركا تجد نفسها قادرة على إطلاق مواقف مماثلة لغياب الموقف الموحد لدى المعارضة السورية، التي بدلا من قيامها بالفعل نراها أسيرة ردود الفعل، كما أنها قد تعتقد نفسها اللاعب الوحيد على الساحة بغياب الأسرة العربية وأي مواقف حاسمة لجامعة الدول العربية».
وتوجه المالح لكلينتون قائلا: «يا ليتكم تهتمون بوقف المجازر التي ترتكب على يد نظام الأسد بدلا من مساعيكم للتدخل بشؤون المعارضة، فتسلحون الثوار ليضعوا حدا لبطش النظام القاتل».
وعن تخوف أميركا من دخول متطرفين على خط الثورة، قال المالح: «التطرف موجود أينما كان، لكننا نطمئن بأن معظم الشعب السوري في الوسط في التفكير والممارسات.. ونحن نواجه التطرف بمحاورة المتطرفين وليس بعزلهم».
وبدوره، قال المعارض السوري مؤمن كويفاتية، المنسق الإعلامي لاتحاد تنسيقية الثورة السورية بالقاهرة، إن «التآمر الدولي على الثورة السورية أصبح مكشوفا، وهناك مؤشرات لتصوير ما يجري على الأرض في سوريا حاليا على أنه حرب أهلية، وليس ثورة». موضحا أن «هناك قصورا في تشكيل المجلس؛ إلا أن المجلس في حد ذاته يمثل مظلة لكثير من أطياف المعارضة السورية»، معتبرا سحب الاعتراف به من جانب الولايات المتحدة لعبة مكشوفة للتآمر على الثورة السورية ومقدراتها.
وحول ما ورد بتصريحات كلينتون حول وجود عناصر إرهابية في سوريا، أوضح كويفاتية أن هذه العناصر هي من صنيعة النظام السوري نفسه، مشيرا إلى أن نظام الأسد هو من صنع ودعم حزب الله، وهو من سمح بدخول عناصر من الحرس الثوري الإيراني إلى الأراضي السورية لقتل الثوار. وتابع أن الولايات المتحدة لا تريد للثورة السورية النجاح، وأن موقفها الأخير من المجلس الوطني السوري هدفه تحويل سوريا إلى صومال جديد، معتبرا أن تدمير سوريا في حد ذاته يمثل هدفا استراتيجيا لأميركا وإسرائيل.
إلى ذلك، اتهم منذر خدام، المتحدث الإعلامي لهيئة التنسيق الوطنية المعارضة في سوريا، جماعة الإخوان المسلمين والمجلس الوطني السوري - وبدعم من تركيا - بإفشال اتفاق الدوحة الأول لتشكيل الائتلاف الوطني السوري من قوى المعارضة في الداخل والخارج. ودعا خدام المعارضين السوريين، خاصة معارضي الخارج، إلى التحرر من سيطرة الدول والأجندات الخاصة، وامتلاك أجندة واحدة تلبي مطالب الشعب السوري.
وبالتزامن مع تصريحات كلينتون، ذكرت صحيفة الـ«غارديان» البريطانية أن المجلس الوطني السوري يخطط لنقل مقره إلى داخل سوريا في محاولة لإثبات أهميته بالنسبة للشعب السوري واستعادة ثقة المجتمع الدولي، وأن هذه الفكرة ستطرح خلال اجتماع الدوحة للإعلان عن إعادة هيكلته. ونقلت الـ«غارديان» عن قيادي في المعارضة السورية قوله: «تتركز المناقشة في الوقت الراهن حول ما إذا كان يتعين على المجلس الوطني أن ينقل مقره إلى داخل سوريا أم لا. وليس هناك ما يمنعه من الانتقال إلى شمال سوريا. فكيف يمكنك أن تدعي أنك تمثل السوريين إذا كنت خائفا من دخول سوريا؟». وأوضحت مصادر قيادية في المجلس الوطني لـ«الشرق الأوسط» أنه لا يوجد شيء نهائي بعد في هذا الإطار، وأنه سيتم حسم الموضوع خلال الاجتماع العام الذي يعقده المجلس خلال أيام في الدوحة.
وفي سياق متصل، ذكرت الـ«غارديان» أن اسم رياض حجاب، رئيس الوزراء السابق الذي انشق عن النظام السوري، موجود على قائمة المرشحين لدخول الهيئة القيادية الجديدة للمعارضة السورية التي من المقرر أن يتم الإعلان عن تشكيلها الأسبوع المقبل. ونقلت الـ«غارديان» عن مصادر في المعارضة السورية أن الهيئة القيادية الجديدة التي سيطلق عليها اسم «مجلس المبادرة الوطنية»، ستتكون من 51 عضوا.
وكانت مجلة «فورين بوليسي» الأميركية قد ذكرت أن المجلس الوطني السوري سيحصل على 15 مقعدا فقط في الهيئة الجديدة. وقال مصدر في المعارضة السورية للـ«غارديان» إن «تشكيل المجلس الجديد يأتي بوصفه محاولة واضحة لإزاحة المجلس الوطني».
 
الصين تقدم مبادرة من 4 نقاط لوقف العنف على مراحل في سوريا، دون ضمانات للالتزام بتنفيذها

واشنطن: هبة القدسي .. وجدت مقترحات الصين لوقف العنف في سوريا ترحيبا تشوبه الشكوك في داخل الدوائر الدبلوماسية الأممية، وقال دبلوماسي غربي في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» إن «مجلس الأمن والأمم المتحدة يرحبان بأي مبادرة تهدف إلى وقف سفك الدماء في سوريا، والمهم هو القدرة على تنفيذها»، وأضاف أن «ما يحدث في سوريا أمر لا يجب السكوت عليه».. لكن الدبلوماسي الغربي - الذي رفض نشر اسمه - تشكك بشكل كبير في استجابة الحكومة السورية لتلك المقترحات، وقال إن المبادرة الصينية لا تقدم أي تدابير أو ضمانات تضمن قيام الحكومة السورية بالامتثال والاستجابة لوقف إطلاق النار في منطقة تلو الأخرى.
وكانت الصين قد تقدمت بمبادرة جديدة لوقف العنف في سوريا تتضمن أربع نقاط لوقف إطلاق النار في منطقة تلو أخرى ومرحلة تلو أخرى. ونصت المقترحات، التي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منها، على أن «تبذل كل الأطراف المعنية في سوريا كل الجهد لوقف القتل والعنف والتعاون الفعال مع جهود الوساطة التي يقوم بها الإبراهيمي، وأن تتخذ الأطراف المعنية خطوات فعالة لوقف إطلاق النار على سبيل المثال منطقة منطقة أو مرحلة مرحلة، وتوسيع مجالات وقف إطلاق النار وتحقيق فض الاشتباك، بما يؤدي في النهاية إلى وضع حد لجميع النزاعات المسلحة والعنف».
وتنص النقطة الثانية على أن «تقوم الأطراف المعنية في سوريا بتسمية ممثلين على وجه السرعة حتى يتسنى - بمساعدة الإبراهيمي والمجتمع الدولي - وضع خارطة طريق من خلال المشاورات لتحقيق التحول السياسي، وإنشاء هيئة حكم انتقالي حتى يمكن إنهاء الأزمة السورية في وقت مبكر. ولضمان انتقال آمن ومستقر وهادئ يجب الحفاظ على استمرارية وفعالية المؤسسات الحكومية في سوريا».
وتشير النقطة الثالثة إلى «ضرورة أن يعمل المجتمع الدولي بسرعة وتعاون كامل مع جهود الوساطة التي يقوم بها الإبراهيمي، وإحراز تقدم حقيقي في تنفيذ البيان الصادر عن اجتماع مجموعة العمل في جنيف من أجل سوريا، وتنفيذ خطة السيد كوفي أنان المكونة من ست نقاط، وتنفيذ قرارات مجلس الأمن، وتثمين الجهود الإيجابية التي تقوم بها جامعة الدول العربية ودول المنطقة بحثا عن تسوية سياسية». وطالبت النقطة الرابعة في المقترحات الصينية بأن «تقوم الأطراف المعنية باتخاذ خطوات ملموسة لتخفيف الأزمة الإنسانية في سوريا»، وطالبت المجتمع الدولي بزيادة المساعدات الإنسانية للشعب السوري، وضمان «إعادة توطين اللاجئين خارج الحدود السورية، وتقديم المساعدات للمحتاجين داخلها».
ونصت الصين في مقترحاتها على أنه «يجب على الحكومة السورية ومختلف الأطراف تقديم التعاون الكامل مع عمل الأمم المتحدة والمؤسسات ذات الصلة والمنظمات المحايدة لتقديم المساعدة الإنسانية في جميع المناطق المتضررة من النزاع، وضمان سلامة موظفي تلك المنظمات». وطالبت الفقرة الأخيرة من المقترح بضرورة «عدم تسييس القضايا الإنسانية، وعدم عسكرة المساعدات الإنسانية».
وناقشت الصين مع الإبراهيمي تلك المقترحات عقب انهيار اقتراح بتطبيق وقف إطلاق النار في عيد الأضحى. وقال وزير الخارجية الصيني يانغ جيه تشي خلال لقائه مع الإبراهيمي الأربعاء، إن «الاقتراح الصيني الجديد يهدف إلى بناء توافق دولي ودعم جهود الوساطة التي يبذلها الإبراهيمي، ودفع الأطراف المعنية في سوريا قدما نحو تنفيذ وقف إطلاق النار وإنهاء العنف وإطلاق عملية انتقال سياسي يقودها الشعب السوري». وأضاف تشي أن «المزيد من الدول أصبح يدرك أن الخيار العسكري لا يقدم مخرجا، وأن التوصل إلى تسوية سياسية أصبح تطلعا مشتركا متزايدا». وقد حث الإبراهيمي الصين على بذل المزيد للمساعدة في معالجة الأزمة بعد فشل المحادثات بين المسؤولين الفرنسيين والروس في باريس.
وتأتي مقترحات الصين لحل الأزمة السورية ووقف العنف بعد قيامها بالتصويت بـ«الفيتو» ثلاث مرات ضد قرارات في مجلس الأمن تدين حكومة الرئيس بشار الأسد، ومنعت الصين إلى جوار روسيا أي محاولات لتدخل خارجي وضغوط لدفع الأسد للتنحي عن السلطة. وبسبب مواقفها المساندة للحكومة السورية تعرضت الصين لانتقادات من الدول الغربية والعربية لفشلها في اتخاذ موقف أقوى حيال العنف في سوريا. ومع زيادة أعداد القتلى واللاجئين إلى خارج سوريا وتأزم الموقف السوري، بدأت الصين تحاول الظهور بأنها لا تميل لطرف دون آخر في الأزمة، وأنها تحث الحكومة السورية على إجراء مفاوضات مع المعارضة والاستجابة لمطالب التغيير السياسي.
 
تشابك خيوط الأزمة السورية في انتظار «الانتخابات الأميركية» و«مؤتمر الدوحة»، مراقبون: ما يحدث من جولات ومبادرات من قبيل «ملء الوقت».. والصدامات «البينية» للمعارضة مؤشر خطر


لندن: أحمد الغمراوي ... تزداد الأوضاع السورية تأزما يوما بعد يوم.. وسط تصعيد متبادل للعنف، حيث كثف النظام غاراته الجوية على مختلف المناطق بصورة غير مسبوقة، وبخاصة بعد فشل مقترح المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي في تنفيذ هدنة الأضحى، حيث ازدادت التفجيرات والاغتيالات في الآونة الأخيرة بشكل ملحوظ. إلى جانب ظهور ملمح سلبي «جديد» في المعارضة المسلحة، يتمثل في الاقتتال «البيني» للمعارضة المسلحة.
يأتي ذلك التصعيد الداخلي بالتزامن مع تعنت مطرد في الموقف الروسي المساند لبقاء الرئيس السوري بشار الأسد، وهو ما تمثل بوضوح في تصريحات وزير الدفاع الروسي الأخيرة التي قال فيها صراحة إن «الأسد لن يرحل»، وإن «رحيله يعد بمثابة انتحار».. بينما تزداد هوة الفجوة بين الغرب وأبرز قواعد المعارضة السورية، وهو ما ظهر في تأكيد وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون على أن دور المجلس الوطني السوري كـ«زعيم» للمعارضة قد انتهى، مشددة على أنه ينبغي إحضار من هم في صفوف القتال الأمامية إلى الواجهة. ويقول أحد الدبلوماسيين لـ«الشرق الأوسط»، طالبا عدم ذكر اسمه: «رغم جولات الإبراهيمي المكوكية على العواصم ذات الصلة، وبينها موسكو وبكين وطهران وبغداد وأنقرة وعمان وبيروت والقاهرة، إضافة إلى زيارته لدمشق، لكن مجهوداته لم تفرز أي نتائج ملموسة حتى الآن، بخلاف التأييد الدولي لمساعيه، في غياب خطط وآليات واضحة.. ورغم تعدد (المبادرات) الدولية لحل الأزمة، ومنها المصرية والإيرانية والتركية وأخيرا الصينية، لكن تلك المبادرات لم يتم التعامل بأي منها وظلت أفكارا غير واضحة المعالم». وبسؤاله عن سر عدم وضوح أي من تلك الرؤى، يقول الدبلوماسي إن «العالم للأسف غير جاد في حل القضية.. ولا تريد القوى العالمية (التورط) في صراعات في ما بينها بسبب الأزمة السورية، بأكثر من الصراعات الكلامية».
من جانبه، يرى الدبلوماسي السوري المنشق داني البعاج، أن ما يحدث حاليا إنما هو من قبيل «ملء الوقت» إلى حين انتهاء الانتخابات الأميركية من جهة، وتقييم نتائج مؤتمر المعارضة القادم بالدوحة من جهة أخرى.. ويدعم البعاج قوله بأن «المبادرات الكثيرة نتجت عن الفشل.. وهناك مثل سوري دارج يقول إن (كثرة الطباخين تحرق الطبخ)، والنظام - عبر نجاحه في تشتيت أبعاد الأزمة - سمح بأن يكون هناك عدد كبير من الطباخين، والنزاع بين هؤلاء هو ما يفشل أي تقدم». ويتابع البعاج، مندوب سوريا السابق لدى مجلس حقوق الإنسان، أنه «من الواضح - كما ظهر بالمناظرات الرئاسية الأميركية - أن أي إدارة قادمة ستكون ملتزمة بدعم المعارضة السورية، وإن اختلف شكل ذلك الالتزام. ولذلك فإن تصريحات كلينتون تعني أن واشنطن تريد دعم المعارضة بشكل أوسع وتريد تسريع توحدها، وفي انتظار نتائج مؤتمر الدوحة الذي سيكون - ربما - فرصة أخيرة للمجلس الوطني السوري، الذي فشل للأسف في تقديم أي شيء للشعب السوري في عام ونصف العام، ولم يعد يستطيع أن يدعي (شرعية تمثيل الشارع السوري). وقد يبرر ذلك التعنت الروسي مؤخرا، والذي يبدو كخطوة استباقية للتأهب لمواجهة مرحلة ما بعد اجتماع الدوحة والانتخابات الأميركية، أي أن جميع اللاعبين يجهزون أوراقهم على الطاولة قبل اللحظة الحاسمة». من جهة أخرى، يرى مراقبون أن بوادر الصدام بين أطراف المعارضة المسلحة، التي ظهرت مؤخرا في مخيم اليرموك بدمشق وفي مدينة عفرين بمحافظة حلب، إنما هي نتيجة لعدة أسباب، أولها طول أمد الأزمة السورية من جهة، وثانيا نجاح النظام في «وضع الدسائس بين معارضيه»، وثالثا عدم توافق المعارضة - سواء على المستوى السياسي أو العسكري - في تكوين «جسم صلب» ينجح في إدارة المعركة ضد نظام الأسد، وكذلك تخطي الخلافات البينية الطارئة.
ويشير هؤلاء إلى أن التصعيد الأخير في مستوى العنف على جميع المناطق السورية أسفر عن خفض مستوى التنسيق بين أجنحة المعارضة، وكذلك رفع من حدة التوتر لديهم في خضم القتال الشرس إلى الدرجة التي قد تدفعهم للتصادم أو التشاحن لأقل الأسباب.. وهو مؤشر لا يعد خطيرا في الوقت الحالي - نظرا لندرة هذه الصدامات - ولكنه قد يصبح كذلك على المستوى البعيد، وهو ما يعتقدون أنه قد يكون دافعا لأطياف المعارضة للتوحد في أقرب فرصة، لتجنب مصير قد يسفر عن «تشتت الثورة».
 
موسكو: الأسد يدرك أن رحيله بمثابة انتحار والنظام السوري قادر على مواصلة الحرب، تكشف عن وجود مقاتلين صينيين في سوريا تم تدريبهم على يد «القاعدة»

موسكو: سامي عمارة.... أكدت موسكو الرسمية قدرة القوات الحكومية السورية على مواصلة القتال ضد فصائل المعارضة، وأن الرئيس بشار الأسد لن يرحل من تلقاء نفسه. وقال أناتولي سيرديوكوف، وزير الدفاع الروسي الذي ظهر اسمه مؤخرا «كشاهد» ضمن عدد من قضايا الفساد الذي تورط فيه كثيرون من ممثلي مؤسسته العسكرية، إنه من المبالغ فيه القول إن «الجيش السوري انحط ولم يعد بوسعه مواصلة الحرب».
وأعاد وزير الدفاع الروسي، الذي جاء إلى منصبه من مؤسسات تجارة الأثاث في لينينغراد ثم سان بطرسبرغ، إلى الأذهان ما قال إن المحللين طالما رددوه منذ قرابة نصف العام، حول أن القوات الحكومية السورية لم يعد بمقدورها مواجهة فصائل المعارضة المسلحة.. ليخلص إلى استنتاج مفاده أن التطورات اللاحقة أثبتت أنهم على غير حق.
غير أن الوزير الروسي سرعان ما اعترف بأن النزاع الدائر في سوريا اليوم لن يسفر عن أي خير للبلاد، مؤكدا أن «الرئيس بشار الأسد لن يرحل بنفسه، لأنه يدرك أن رحيله يعنى الانتحار.. الأمر الذي يفرض عليه الصمود حتى النهاية».
أما عن احتمالات مشاركة روسيا في إرسال قوات حفظ السلام إلى سوريا، فقال وزير الدفاع في تصريحات نقلتها وكالة أنباء «ريا نوفوستي» إن «هذه المسألة تعود إلى الرئيس فلاديمير بوتين»، وإنها «لم تطرح بعد، ولا أحد يطرحها الآن».
وفي سياق ذي صلة نشرت صحيفة «النجم الأحمر»، لسان حال وزارة الدفاع الروسية، أخبارا سبق أن تناقلتها وسائل الإعلام الصينية، حول أن عددا من المسلمين الصينيين ينتمون إلى قومية «الأويغور» التحقوا بالمجموعات التابعة لتنظيم القاعدة، التي يقولون إنها تقاتل إلى جانب فصائل المعارضة المسلحة في سوريا.
وقالت الصحيفة الروسية إن هؤلاء المقاتلين الصينيين ينتمون إلى تنظيم «الحركة الإسلامية في تركستان الشرقية»، التي تتزعم الحركة الانفصالية في مقاطعة شينغ يانغ ذات الحكم الذاتي، والتي تعتبرها السلطات الصينية الرسمية «تنظيما إرهابيا».
واستطردت الصحيفة لتقول إن هذه المنظمة الصينية تتولى تجنيد هؤلاء المقاتلين وإرسالهم إلى سوريا، بينما نقلت عن أجهزة مكافحة الإرهاب في الصين تأكيدها على أن هذه المنظمة الإرهابية تعتمد في تمويل نشاطاتها على تهريب المخدرات والتجارة غير الشرعية في بيع وتهريب الأسلحة وخطف البشر، ويمارسون تدريباتهم في معسكرات تنظيم القاعدة في أرجاء متفرقة من العالم.
 
بن حلي: الأزمة السورية دخلت «نفقا مظلما» وموقف الجامعة سيتحدد عقب اجتماعات الشهر الحالي، قال إن الحل الدبلوماسي هو الخيار الوحيد لأن البديل سيكون «خرابا»

القاهرة: سوسن أبو حسين ... قال السفير أحمد بن حلي، نائب أمين عام جامعة الدول العربية، إن الأزمة السورية دخلت في «نفق مظلم»، معربا عن اعتقاده أنه لا يوجد أمام الجامعة العربية سوى «الحلول الدبلوماسية» للتعامل مع الوضع الذي وصفه بـ«غير المقبول»، مشير إلى أن البديل «سيكون خرابا وانهيارا للدولة السورية» التي اندلعت فيها انتفاضة مسلحة ضد نظام الرئيس بشار الأسد منذ نحو 20 شهرا.
وتابع بن حلي خلال مؤتمر صحافي أمس، قائلا: «إن الأخضر الإبراهيمي المبعوث الأممي - العربي المشترك بلور، بعد المباحثات التي أجراها في موسكو والصين، مجموعة من الأفكار، سيتم عرضها بمشاركته في اجتماعات وزراء الخارجية العرب بمقر الجامعة العربية 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي».
وأوضح بن حلي أن الوضع السوري سيكون مطروحا أيضا على جدول أعمال وزراء الخارجية العرب والأوروبيين يوم 13 نوفمبر بمقر الجامعة العربية، في إطار المسعى العربي - الأوروبي للخروج مما سماه «النفق المظلم»، وإيجاد مخرج لحل الأزمة السورية.
وأعرب بن حلي عن بالغ الأسف والمرارة لعدم الالتزام بما تقرر، وقال: «في يوم عيد، بدلا من أن يحتفل الأطفال ويتمتعوا بالعيد، كانت تسقط عليهم الصواريخ والقنابل»، مؤكدا استمرار الجهود والتحركات الدبلوماسية التي تجريها الجامعة العربية للتعامل مع الوضع في سوريا، حيث تقرر أن يكون البند الأول على جدول الاجتماع غير العادي لوزراء الخارجية العرب بحث الخطوات المقبلة للتعاون مع الوضع غير المقبول في سوريا.
وقال بن حلي إن الأمين العام للجامعة العربية، الدكتور نبيل العربي، سيجري الأحد المقبل مباحثات مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بمقر الجامعة بالقاهرة، في إطار الجهود الدبلوماسية المبذولة لوقف إراقة الدم في سوريا.
وتابع الأمين العام للجامعة: «سيبحث مع لافروف الرؤية الروسية للتعامل مع الوضع الحالي في سوريا، والاطلاع عن قرب على نوايا روسيا، وما مبادرتها بشأن سوريا، وبعد ذلك سيتم إعلان الموقف العربي منها».
وحول موقف الجامعة العربية من المبادرة الصينية التي قدمها وزير الخارجية الصيني يانغ جيه تشي بعد زيارة الإبراهيمي، قال بن حلي: «إن موقف الجامعة سوف يتحدد بعد كل الاجتماعات والمشاورات التي ستجرى على مدار الشهر الحالي في الجامعة العربية لبلورة موقف جماعي عربي ودولي داعم للحل في سوريا».
 
انفجار ببلدة تركية قريبة من الحدود مع سوريا يوقع 4 جرحى، الحادث وقع خارج ثكنة عسكرية

أنقرة: «الشرق الأوسط»... انفجرت سيارة خارج ثكنة عسكرية في بلدة بجنوب تركيا قريبة من الحدود مع سوريا أمس ما أسفر عن إصابة أربعة أشخاص بجروح، كما أفادت وكالة أنباء الأناضول.
وقالت الوكالة إن الانفجار وقع أمام محطة للوقود في قضاء الاسكندرون بمحافظة هاتاي، من دون إعطاء مزيد من التفاصيل. وقال رجب كيليج قائد الشرطة في إقليم هاتاي لوكالة «رويترز»: «وقع انفجار ويمكننا تأكيد أن أربعة أشخاص على الأقل أصيبوا بجروح طفيفة. والقضية لا تزال موضع تحقيق».
وتقع مدينة الاسكندرونة المطلة على البحر المتوسط في إقليم هاتاي الذي يقع أيضا على الحدود السورية. وأرسل الجيش التركي قوات وعتادا إلى البلدة في الأشهر القليلة الماضية لمساعدتها على تأمين الحدود مع احتدام الصراع في سوريا.
ولم يعرف في الحال ما إذا كان الانفجار مرتبطا بمتمردي حزب العمال الكردستاني أو بالنزاع الدائر في سوريا المجاورة.
وتستضيف تركيا على أراضيها 108 آلاف لاجئ سوري يتوزعون على مخيمات على طول حدودها مع سوريا. ويقيم في سوريا أيضا عدد كبير من المسؤولين السياسيين والعسكريين السوريين الذين انشقوا عن نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
ويأتي انفجار السيارة هذا بعد سلسلة هجمات نسبتها السلطات إلى حزب العمال الكردستاني المحظور والمصنف تنظيما إرهابيا، وشنت على أثرها عملية عسكرية واسعة النطاق ضد مقاتليه. ولم تعلن على الفور أي جهة عن مسؤوليتها لكن الانفصاليين الأكراد نفذوا قبل ذلك هجمات مماثلة.
 
الصراع في سوريا يثير نعرات قبلية وآمالا للسنة في العراق، شيوخ عشائر الأنبار يعترفون بدعم المقاتلين السوريين من أجل وصول نظام سني

الرمادي (العراق): «الشرق الأوسط» ... في دور الضيافة وفي مساجد محافظة الأنبار العراقية تحول موضوع الحديث في التجمعات القبلية السنية من الجدال المعتاد حول السياسة المحلية إلى مسألة أكثر إلحاحا، وهي الصراع الحالي في سوريا المجاورة. ويهتم الكثيرون في المحافظة التي كانت في يوم ما معقل تنظيم القاعدة في البلاد أكثر بمساعدة أتباع مذهبهم. وتمتد العلاقات بين أتباع المذهب السني عبر الحدود، ويقول زعماء قبائل ومجتمعات سنية إن قبائل عراقية ترسل أغذية وإمدادات بانتظام لأقارب سوريين لها.
ويدعم بعض السنة في العراق صراحة مقاتلي الجيش السوري الحر المعارض للرئيس السوري بشار الأسد بالسلاح عندما تسمح الأوضاع على الحدود بهذا، لكن كثيرين يتأهبون أيضا ليوم الإطاحة بالأسد وتولي نظام سني الحكم في سوريا مما سيعطيهم قوة توازن القوة الشيعية التي نمت باطراد في بغداد منذ سقوط نظام الرئيس الراحل صدام حسين.
وقال الشيخ عبد الرحمن علي الزوبعي، رئيس مجلس عشائر الفلوجة، إن بغداد تساعد الأسد لأسباب طائفية، لكن عندما يرحل الأسد فإنه سيكون للسنة نظام شقيق يقوي ظهرهم. وبالنسبة لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وزعماء شيعة آخرين في العراق، فإن احتمال ظهور زعيم سني في الجوار هو سيناريو كابوسي. ويخشى هؤلاء من أن يجعل هذا الأمر الزعماء السنة في العراق أكثر جرأة وقد يدفع المقاتلين في سوريا إلى تحويل أنظارهم للعراق.
ومع وفرة السلاح في محافظة الأنبار العراقية واقتراب القتال من منطقة الحدود المضطربة تتنامى المخاوف الأمنية. ويقول العراق إن إسلاميين سنة يعبرون الحدود إلى سوريا، ويعتقد خبراء أمنيون أن موالين لـ«القاعدة» نشطوا بسبب أموال وسلاح حصلوا عليها نتيجة الصراع في سوريا.
وفي مؤشر على جر الأزمة السورية لجيران دمشق في حرب بالوكالة يقاتل متشددون شيعة عراقيون في سوريا في صفوف قوات الأسد وأعلنوا ولاءهم للزعيم الأعلى الإيراني. ويعترف مسؤولون عراقيون ومهربو أسلحة بأن الصراع المحتدم أدى إلى زيادة الطلب في سوق الأسلحة بالعراق.
وخوفا من تسلل متمردين عبر الحدود إلى العراق أمر المالكي في وقت سابق من العام الحالي بإغلاق معبر القائم الحدودي في الأنبار ولم يسمح إلا مؤخرا للاجئين من النساء والأطفال بعبور الحدود. وعززت كتائب في الجيش من خارج الأنبار الحدود حيث عادة ما تتبادل القوات النار مع مقاتلين سوريين ومهربين.
وقال الشيخ علي حاتم سليمان زعيم قبيلة الدليم القوية، لـ«رويترز»، في منزله ببغداد، إنه طلب من أبناء قبيلته دعم الشعب السوري وإنهم يختارون الطريقة التي يرونها مناسبة.
وتعجب الشيخ سليمان من تحريم دعم الشعب السوري، بينما يدعم المالكي وإيران نظاما «إجراميا». وعلاقة الأنبار ببغداد معقدة.. فبعد الانضمام في بادئ الأمر إلى حركات التمرد ضد القوات الأميركية تحول الزعماء القبليون السنة ضد «القاعدة» وساعدوا على تشكيل مجالس الصحوة، وهي ائتلاف مهلهل من المقاتلين الذين ساعدوا على تحويل دفة الحرب في عام 2007.
ويقول زعماء قبليون إن المالكي لم يوف بعهده بدمج مقاتلي الصحوة في قوات الأمن الوطني العراقية، لكن بعض الزعماء في الأنبار ما زالوا يعتقدون أن عليهم إما العمل مع حكومة المالكي وإما المجازفة بفقدان النفوذ السياسي ويشعرون بحذر أكبر تجاه قدر المساعدة التي يقدمونها للمقاتلين السوريين. وقال قاسم محمد، محافظ الأنبار، إن خلافاته الكثيرة مع المالكي بشأن مشاريع تنمية المحافظة لا تمنعه من العمل مع بغداد، وأضاف أنه «من الناحية التاريخية لم يتمكن أحد من السيطرة على حدودنا مع سوريا»، مفيدا بأنه «لكن على الأرض لا توجد مساعدة عسكرية جدية لسوريا بل هناك بعض المساعدات الإنسانية مثل الدواء والغذاء».
ويقول مهربو أسلحة ومسؤولو أمن عراقيون إن أسعار بنادق «كلاشنيكوف» وأسلحة القناصة والمسدسات في العراق ارتفعت لأربعة أمثالها مع تنامي الطلب في سوريا. وتقع محافظة الأنبار العراقية على الحدود مع السعودية والأردن إلى جانب سوريا، وجعلت التلال النائية والكهوف والمسارات الخفية من المحافظة ملاذا للمهربين لأزمنة طويلة. وأحيانا ما يتم التهريب على متن قوارب في نهر الفرات الذي يجري في أراضي العراق وسوريا.
وقال قاسم، وهو تاجر أسلحة، لـ«رويترز»، في بغداد، وهو ينفث دخان سيجارته: «الأمر ليس سرا. بدأ الطلب على الأسلحة منذ بدء الانتفاضة السورية وتم إرسال الأسلحة إلى الأنبار والموصل في طريقها إلى سوريا»، مضيفا: «نعلم أنها ستذهب إلى سوريا وكنا نحاول مساعدتهم. ونرى أنه يجب دعم أشقائنا المسلمين بالمال والسلاح».
ودفعت تقارير مخابرات صادرة عن الشرطة الوطنية تشير إلى أن محافظات سنية في العراق تخزن أسلحة تحسبا لتفجر العنف الطائفي، أربعة زعماء دينيين شيعة إلى إصدار فتوى بتحريم بيع الأسلحة إلى خارج المناطق الشيعية.
 
التاريخ هو الذي يتهم!

ميشيل كيلو.... كتب أحد شبيحة النظام من «المنحبكجية» يقول إنني اتهمت جد الرئيس السوري الحالي، علي سليمان الأسد، بالعمالة لفرنسا. هذا القول عار تماما عن الصحة، فأنا لم أتهم أي شخص بأي شيء، وإن كنت قد ذكرت واقعة حدثت في اجتماع مجلس الأمن عندما انتقد الأستاذ بشار الجعفري مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة فرنسا، فرد عليه وزير خارجيتها لوران فابيوس راويا معلومة موجودة في ملفات وزارته تؤكد أن جد الأسد طالب فرنسا بعدم الجلاء عن الدولة العلوية، أو بضم هذه إلى دولة لبنان الكبير، لأن ذلك من شأنه تأمين الحماية الكافية لها ومنحها الدور الذي تريده لنفسها، وإلا ضاع العلويون الذين كانت فرنسا قد شكلت لهم دولة خاصة، وعامل السنة العلويين كما يعاملون اليهود في فلسطين، على حد قول الأسد الجد في الوثيقة التي قال الوزير الفرنسي إنه وقعها.
هذا ما قاله الوزير الفرنسي، فسكت الجعفري، الذي يستشهد دوما بشعر نزار قباني وهو يتغنى بدمشق، رغم أن الشاعر الكبير منع من زيارة سوريا طيلة قرابة ربع قرن كتب خلاله قصائد هجائية كثيرة في النظام وقادته، لكن الجعفري يتناساها، وهذا حقه بطبيعة الحال، لكنه يطرح سؤالا عن حقه في استغلال شعر قيل في الوطن باعتباره شعرا قيل في نظام اضطهد صاحبه، الذي اتهم النظام في قصيدة مشهورة بقتل زوجته.
وكانت مؤسسة لبنانية قد نشرت عام 1978 الوثيقة التي وقعها الأسد الجد، فرد العماد مصطفى طلاس يومها نافيا وجود الوثيقة، ومؤكدا أن الرقم الذي نشرت تحته يخص وثيقة أخرى عرض مضمونها في مقالته. ومع أن كثيرا من السوريين انتبهوا في حينه إلى ما قيل، وحاولوا وضعه ضمن سياق سياسي أو اجتماعي، فإن القصة طويت، بعد أن انتقل النظام إلى الهجوم على الجهة التي نشرت الوثيقة من موارنة لبنان، واتهمها بالعمالة للصهيونية وأصدر إشارات توحي بأن المس بالذات الرئاسية خط أحمر لا يجوز أن يقترب أحد منه، وأن الأسرة الرئاسية مقدسة كالرئيس، الذي ما إن توفى الله والدته حتى نشرت له صور ألصقت نماذج منها على سيارات الأمن تظهره وهو يهم بتقبيل يد والدته الراحلة وقد أحاطت هالتا نور برأسيهما، في تقليد لصور السيدة العذراء وولدها!
يقول التاريخ إن أبناء جبال العلويين انقسموا بخصوص علاقتهم مع الانتداب الفرنسي، وإن آل الأسد وقفوا ضد التيار الذي كان مناوئا له بزعامة المجاهد الشيخ صالح العلي، الذي كتب قصائد يتغني فيها بسوريا وطن الآباء والأجداد، وبتاريخ العرب وأمجادهم. هذا الانقسام، الذي عرفته جميع مكونات الجماعة الوطنية السورية، وكان أقل لدى العلويين منه لدى غيرهم، وحمل سمات من انقساماتهم العشائرية والقبلية المحلية، بقيت آثاره جلية حتى بعد الفترة التالية لانقلاب حافظ الأسد عام 1970، الذي أطاح فعليا بحزب البعث أو قلبه إلى حزب تابع للمؤسسة العسكرية/ الأمنية، لم يوفر في شتائمه الشيخ صالح العلي، الذي سماه بعض ممثلي النظام كمحافظ طرطوس ثم ريف دمشق العقيد علي زيود «لص الحمير»، واتهمه بعدم القيام بثورة ضد الانتداب بل بترويع العلويين، وقال إنه كان قاطع طريق نهب أملاك الناس وأحرق بيوتهم. ردا على هذه المزاعم، أنشر في ما يلي أبيات شعر كتبها جدنا الشيخ صالح العلي، يخاطب فيها الفرنسيين بالقول:
كفاكم خداعا وافتراء وخسة
وكيدا وعدوانا لأبناء يعرب
تودون باسم الدين تفريق أمة
تسامى بنوها فوق رأي ومذهب
تعيش بدين الحب قولا ونية
وتدفع عن أوطانها كل أجنبي
وما شرع عيسى غير شرع محمد
وما الوطن الغالي سوى الأم والأب
لم يكن شيخنا وحيدا في نهجه الوطني، بل كان إلى جانبه رجال كبار حملوا هم الوطن وقاوموا الانتداب وسياسات «فرق تسد»؛ أبرزهم في القرى المجاورة للقرداحة، حيث كان آل الأسد يعملون أدلاء لدى الجيش الفرنسي في معركته مع ثورة صالح العلي، وقطاع طرق، على حد وصف صديق النظام وآل الأسد باتريك سبيل في كتابه عن حافظ الأسد، والعلامة سليمان الأحمد، الذي أصدر فتوى بمناسبة أحداث نهب خلالها مسلمون علويون وأحرقوا ممتلكات المسلمين السنة في بانياس، قال فيها:
«إن هذه الفوضى خارجة عن الدين والإنسانية معا، فالواجب على كل من يؤمن بالله واليوم الآخر ويوالي العترة الطاهرة أن يبذل وسعه لإرجاع هذه المسلوبات إلى أربابها. ومن منعته الجهالة والعصبية من الانقياد إلى أمر الله وطاعة المؤمنين، فليهجر ولا يعاشر ولا يجوز أن تقبل منه صدقة ولا زكاة ولا يصلى عليه متى مات، حتى يفيء إلى أمر الله. وبما أنه لا قوة لنا على تنفيذ أحكام الشرع الشريف في هذه المسألة، فنحن نفعل ما يجب علينا من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لئلا نقع تحت طائلة الوعيد، فإن المنكر إذا فشا عمت عقوبته الحلماء والسفهاء معا، فالعقوبة تقع على الحلماء لترك النهي، وعلى السفهاء لعدم التناسي، وإذا وجد من المشائخ من يتساهل مع أهل الجهالة فهو يعامل معاملتهم. اللهم إننا نبرأ إليك من هذه الأعمال الجائرة وممن يقرها، ولا قوة إلا بالله العظيم. خادم الشريعة الإسلامية المقدسة سليمان الأحمد».
يؤكد الصديق المناضل المحامي حبيب عيسى، الذي نقلت هذه المعطيات عن دراسة مهمة جدا أصدرها حول تاريخ العلاقات بين المسلمين السنة والعلويين: «إن العلويين أعادوا كل ما أخذوه من أسلاب ونهائب، ودعوا المسلوبين والمنهوبين إلى مراكز خاصة ليتعرفوا على دوابهم ومنهوباتهم، ويستعيدوها آمنين مطمئنين».
تعرض رموز هذا الخط الوطني للملاحقة والمحاربة بعد عام 1970، فتم اختطاف ابن الشيخ سليمان الأحمد الشاعر الكبير بدوي الجبل مرتين، رغم أنه كان قد بلغ من العمر عتيا، ومات ابنه الأستاذ منير الأحمد في أحد مقرات الأمن، واضطهد آل الأسد الأسر العلوية التي قاومت الفرنسيين في القرداحة كآل الخير وعثمان وإسماعيل، كأن وجود هذه الأسر يذكرهم بمخازيهم ويمثل شاهدا حيا على قوة وحضور الخيار الوطني لدى العلويين جمهورا وأفرادا.
يدافع شبيحة النظام عن آل الأسد باعتبارهم خيارا إنقاذيا في مجتمع متناقض مصطرع استماتوا وهم يحاولون صنعه، بينما يقول التاريخ إن سياستهم كانت خطرا على العلويين، الذين ذاقوا مر الاضطهاد على أيديهم، حتى إن المعتقلين منهم شكلوا نيفا وتسعين في المائة من مجموع معتقلي الرأي في سوريا قبل عام 1980؛ بعد عشرة أعوام من انقلاب الأسد، الذي عاملهم بسوء ظن يفوق ما أبداه تجاه غيرهم من أبناء سوريا المظلومين.
قبل أسابيع قليلة، نشبت معركة بالسلاح بين آل الأسد وشاليش وبقية أسر القرداحة، التي طالب أفراد منها بتنحي بشار الأسد عن السلطة، بالنظر إلى خطورته على الوطن عامة والعلويين خاصة. هذه ظاهرة على قدر عظيم من الأهمية الوطنية، تؤكد ما قلناه مرارا حول دور العلويين الوطني، وما فعلوه دوما للحفاظ على وحدة الدولة والمجتمع السوريين. وهي علامة إضافية على أن نهاية النظام ترتبط باتحاد الشعب، الذي يردم هوة الفرقة والتمييز التي أحدثها بين أبنائه: من القرداحة على الساحل إلى درعا في الجنوب، ومن دير الزور في الشرق إلى قسطل المعاف قرب كسب في أقصى شمال غربي سوريا.
أنا لم أتهم أحدا.. إن التاريخ هو الذي يتهم والواقع هو الذي يؤكد!
 

المصدر: جريدة الشرق الأوسط

..Getting Past Libya’s Central Bank Standoff..

 الأربعاء 2 تشرين الأول 2024 - 6:21 ص

..Getting Past Libya’s Central Bank Standoff.. The long-running feud between Libya’s competing au… تتمة »

عدد الزيارات: 172,490,218

عدد الزوار: 7,688,860

المتواجدون الآن: 0