اعتبر اعتداءات "حزب الله" انعكاساً لثقافة التخوين لديه / أحمد الأسعد: مصلحة اللبنانيين والشيعة لا تتحقق بربطهم بإيران

تاريخ الإضافة الأربعاء 19 تشرين الثاني 2008 - 11:35 ص    عدد الزيارات 6639    التعليقات 0    القسم محلية

        


نانسي فاخوري

رد مؤسس "لقاء الانتماء اللبناني" أحمد الأسعد على "ثقافة التخوين" والممارسات الارهابية التي يقوم بها عناصر "حزب الله" في المناطق، بالتأكيد "ان هذه الممارسات لن ترهبنا بل ستزيدنا قوة وصلابة وايمانا بالخط الذي اخترناه والذي سيقود لبنان الى بر الامان ويوفر للشعب ما يطمح اليه من امن واستقرار".
واذ دعا "حزب الله" وخصوصا أمينه العام السيد حسن نصرالله الى "ضبط عناصره على الارض بكل حزم حتى لا تفلت الامور ولكي يبقى صراعنا صراعا فكريا وحضاريا وديموقراطيا"، استبعد ان يكون الاعتداء الذي تعرض له احد مسؤولي "الانتماء" في بلدة الخيام الجنوبية "حصل بناء على امر مباشر من قيادة الحزب"، لافتا الى ان "هذه الاعتداءات ما هي الا انعكاس لثقافة التخوين السائدة لدى "حزب الله" والتي تناقض مفهوم التراث الشيعي". وشدد على "ان مصلحة اللبنانيين والشيعة لا تتحقق بربطهم عضويا بإيران بل عبر الدولة اللبنانية كما أرادها السيد موسى الصدر والشيخ محمد مهدي شمس الدين".
وتوجه في مؤتمر صحافي عقده في منزله في الحازمية أمس، "بالتحية والاحترام الى مناصري "الانتماء" واعضائه، الذين يتحملون ضغوطا كبيرة، منها ما هو معنوي، ومنها ما هو مادي"، مشيدا "بصبرهم ووقفتهم الكبيرة التي ما كانوا ليقدموها لو لم يكونوا مؤمنين بأن ما يعملون له هو الخيار الاصح للشيعة والافضل للبنان".
وقال: "ان هذا الاعتداء الجديد وهو من ضمن سلسلة الاستهدافات المستمرة التي زادت وتيرتها في المدة الأخيرة، لم يحصل بناء على أمر مباشر من قيادة "حزب الله" انما هو ترجمة وانعكاس لثقافة يعممها "حزب الله" وهي ثقافة تخوين الرأي الآخر".
ولفت الى "ان هذه الثقافة تخون يا للأسف، كل من لا يتطابق رأيه مع رأي "حزب الله" فيتم تصنيفه على أنه عميل، وينعت بأنه أميركي واسرائيلي، ويقال حتى إنه ليس مسلما ولا شيعيا"، مشيرا الى "ان هذه الثقافة تحقن عناصر "حزب الله" وتجعلهم يشعرون بأن من المسموح لهم، لا بل من المطلوب منهم، أن يتصرفوا بهذه الطريقة، وأن يقدموا على اعتداءات من نوع ما حصل في الخيام وقبلها جنوبا في تبنين وعيترون وبقاعا في سرعين التحتا حيث تم اطلاق النار على منزل مسؤول "الانتماء" في تلك البلدة".
وشدد على أن "هذه الثقافة السائدة لدى "حزب الله" تناقض في الأساس مفهوم التراث الشيعي. فهذا التراث قائم على الاجتهاد، والاجتهاد مرادف للتنوع واحترام الرأي الآخر مهما اختلف هذا الرأي، وتاليا فإن من يدعي اليوم تمثيل الشيعة ينتهج تماما نقيض مفهوم هذا التراث العظيم". واكد ان الرد على مثل هذه الاعتداءات "لن يكون باستعمال السلاح ونحن لن نلجأ يوما الى هذا الاسلوب، فسقفنا هو الدولة اللبنانية وهذا امر محسوم".
ورأى "أن مصلحة اللبنانيين عموما والشيعة خصوصا لا تتحقق بربطهم عضويا بالنظام الايراني بل إن مصلحتنا كلبنانيين وكشيعة هي من خلال الدولة اللبنانية". وقال: "إن بناء الدولة اللبنانية بكل ما للكلمة من معنى يفترض أن ينحصر قرار الحرب والسلم في يد الدولة وحدها، بحيث تصبح فعليا لا نظريا فحسب، دولة قانون ودولة استقرار تمسك بزمام الأمور، فتستعيد ثقة العالم، ما ينعكس تدفقا للاستثمارات على لبنان، وتاليا فرص عمل وتحريكا للعجلة الاقتصادية في كل المناطق اللبنانية، وهذا ما يحد من البطالة ومن هجرة شبابنا ويوفر أفقا لمستقبلهم".
أضاف: "نحن نرى أن مصلحتنا كلبنانيين وشيعة تكمن في مشروعنا هذا الذي كان مشروع السيد موسى الصدر، فهو كان يسعى دائما الى أن يكون الشيعة أساسا في بناء الدولة اللبنانية، كما كان هذا الطرح أيضا طرح الشيخ محمد مهدي شمس الدين".
وتوجه الى "حزب الله" بالقول: "نحن نختلف معكم تماما في الرأي، ومن حقنا التعبير عن مبادئنا واقتناعاتنا، فلبنان ليس ايران ولن يصير ايران، اذ ان حرية الرأي متجذرة فيه، وعلى الجميع، بمن فيهم انتم، احترام الرأي الآخر".
ورأى انه "عندما نتعاطى مع ذهنية لا تتقبل ان يكون هناك رأي آخر، فبالتأكيد سوف نشهد انعكاسات لهذه الثقافة"، مشددا على "ضرورة حصول قفزة نوعية في الذهنية التي تمارس من "حزب الله" وغيره، وان يتعلموا الديموقراطية وحرية الرأي التي يجب تطبيقها اكثر من الكلام عنها والتغني بها".
وأوضح "اننا مشروع سياسي بامتياز ونحضر كي ننقذ لبنان ليصبح دولة حديثة بكل معنى الكلمة، والانتخابات هي محطة في مشروعنا"، معلناً "اننا سنتحالف مع مبادئ حركة "امل" التي انشأها السيد موسى الصدر وعندما نرى ترجمة لهذه المبادئ فلا مشكلة لدينا مع احد". واسف لأن "ما يمارس باسم "امل" بعيد عن حقيقة الحركة والمبادئ التي تأسست لأجلها وهي مبادئ السيد موسى الصدر"، مؤكداً "اننا مع المنافسة الشفافة والنزيهة التي تخلق الابداع وهكذا نتغلب على اسرائيل".


المصدر: المستقبل - الاربعاء 19 تشرين الثاني 2008 - العدد 3141

مرتزقة الحرب الليبية.. وقود المعارك وعبء الانتصارات والهزائم..

 الثلاثاء 10 كانون الأول 2024 - 4:36 ص

مرتزقة الحرب الليبية.. وقود المعارك وعبء الانتصارات والهزائم.. بين «فاغنر» و«صادات» وأجهزة دولية … تتمة »

عدد الزيارات: 178,888,517

عدد الزوار: 8,644,359

المتواجدون الآن: 50